المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المعنى الحقيقي للبدون ... في ضوء الواقع الأليم



منذر أبو هواش
10/03/2007, 10:48 AM
المعنى الحقيقي للبدون ... في ضوء الواقع الأليم
الأخوة الأعزاء،

لعله لا يخفى على أحد ما في كلمة (بلا وطن) أو (بدون وطن) من تجاوز للمنطق وللأعراف الانسانية، فكما لا يجوز أن يكون الانسان عبدا وقد ولدته أمه حرا، كذلك لا يجوز بحال من الأحوال أن يكون الانسان (بلا وطن) وقد ولدته أمه مواطنا.

هذا التجاوز المنافي للمنطق الذي يطلق على بعض الناس مصطلح (بدون وطن) ويختصره في المصطلح الخجول (بدون) ليس مصطلحا قديما موغلا في القدم، مما يدل على أنه اختراع حديث نسبيا، ومع قليل من البحث تكتشفون أنه لم يستخدم إلا منذ سقوط أراضي دولة الخلافة العلية العثمانية تحت احتلال الدول الكافرة الصليبية، التي قسمت البلاد، وقامت بتوزيعها على من والاها من الاقطاعيين ومن زعماء العشائر والقبائل المحليين، ليجعلوها مزارع شخصية لهم، وليتصرفوا بالارض وكأنها ملك لهم، وبالشعوب وكأنهم دجاج أو خراف أو عبيد عندهم.

البدون في الأصل هم المواطنون الذين كانوا لأسباب ما يتخلفون عن تسجيل أنفسهم أو تسجيل أبنائهم في سجلات الدولة الرسمية، فهم إذن ليسوا في الأصل (بدون أوطان)، لكنهم (بدون وثائق)، وهذه الحالة حالة دائمة في الماضي، وفي الحاضر، وفي المستقبل، وهي حالة قائمة في كل بقاع الأرض بلا استثناء.

ونظرا لأن بلادنا العربية كانت تنضوي تحت لواء دولة الخلافة العلية العثمانية في وقت من الأوقات، دعونا نسأل: كيف كانت دولة الخلافة تتعامل مع مثل هؤلاء المواطنين؟ وهل كانت تعاملهم على أنهم (بدون وطن) لمجرد كونهم (بلا وثائق)؟

في زمن الدولة العثمانية، كان المواطنون على اختلاف مذاهبهم وأعراقهم يعتبرون من التابعية أو الجنسية العثمانية، وإذا حدث (ولسبب ما) أن فاتهم التسجيل في سجلات النفوس والأحوال المدنية، لم يكن يقال لهم (بدون)، وإنما كان يقال لهم (مكتومون) بالتعبير العثماني والتي تعني (منسيون) باللغة العربية. وكان بامكان هؤلاء (المنسيين) أن يتقدموا بكل فخر، وفي أي وقت من الاوقات، إلى السلطات العثمانية، حيث كانت تنظم بحقهم معاملة تسمى معاملة المكتومين أي المنسيين، مقابلة غرامة تأخير معينة، يدفعها منهم المقتدرون ماليا فقط، في حين كان يعفى منها غير المقتدرين، ثم يتم تسجيلهم في السجلات الرسمية العثمانية بشكل روتيني، مع كامل الاحترام، ليتمكنوا بعد ذلك من مواصلة حياتهم بشكل عادي، مثل سائر المواطنين العثمانيين الآخرين.

هكذا كان (بدون) الدولة الاسلامية، فشتان بين دولة اسلامية دستورها القرأن والسنة والشرع الاسلامي، وبين دول وريثة للمستعمر، لا تحكم بما أنزل الله، ولا تخجل من أن تسرق من مواطنيها أموالهم وأرواحهم و ... أوطانهم.

حسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

منذر أبو هواش

منذر أبو هواش
10/03/2007, 02:07 PM
البدون في الدولة العثمانية
ربما لا يعرف أحد بالضبط، ذلك الخبيث الماكر الذي كان أول من ابتكر مصطلح "البدون"، وطرحه للاستخدام للمرة الاولى في تاريخ اللغة العربية. لقد ترسخ استعمال هذا المصطلح العجيب الغريب في الكويت في بداية الأمر، ثم شاع استعماله بين سائر العرب فيما بعد، ولم أسمع أن مجمعات اللغة العربية قد تناولت هذا المصطلح بالبحث، أو أنها قامت بتثبيته، أو بايجاد بديل فصيح له، وإن كان البعض يفسره أحيانا بتعبير "غير محدد الجنسية" أو "غير محدد الوطن" وأحيانا يتم تفسيره بتعبير "بلا وطن".

فكيف يكون الانسان بلا وطن إلا في دولتين عظيمتين عصريتين مثل الكويت وإسرائيل، ومن لف لفهما من الدول التي لا زالت تمارس سياسات التمييز العنصري، في زمن أصبح التمييز العنصري فيه من مخلفات الماضي، ودليلا قبيحا بشعا من الأدلة المخزية على الجهل والتخلف؟

في لبنان سمعنا أن عرب وادي خالد أيضا هم من المنسيين أو البدون، وأنهم لا يزالون يعانون ويمنعون من الحصول على الجنسية اللبنانية، رغم أنهم مواطنون لبنانيون، بسبب أن آبائهم وأجدادهم قاموا -انتصارا لعروبتهم ولبنانيتهم- بمقاطعة الاحصاء الرسمي الذي قام الاستعمار الفرنسي بتنظيمه في القرن الماضي، والذي اعتمدته فيما بعد الحكومات اللبنانية المتعاقبة، والتي ورثت البلاد والعباد عن المستعمرين الفرنسيين.

أما في زمن الدولة العثمانية، فقد كان المواطنون على اختلاف مذاهبهم وأعراقهم يعتبرون من التابعية أو الجنسية العثمانية، أما الذين يحدث (ولسبب ما) أن يفوتهم التسجيل في سجلات النفوس والأحوال المدنية، فلم يكن يقال لهم بدون، وإنما كان يقال لهم (مكتومون) بالتعبير العثماني والتي تعني (منسيون) باللغة العربية. وكان بامكان هؤلاء (المنسيين) أن يتقدموا بكل فخر واعتزاز، وفي أي وقت من الاوقات، إلى السلطات العثمانية، حيث كانت تنظم بحقهم معاملة تسمى معاملة المكتومين أي المنسيين، مقابلة غرامة تأخير معينة، يدفعها منهم المقتدرون ماليا فقط، ويعفى منها الذين يثبتون عدم مقدرتهم على الدفع، ثم يتم تسجيلهم في السجلات الرسمية العثمانية بشكل روتيني، مع كامل الاحترام والتقدير، من أجل أن يتمكنوا من مواصلة حياتهم بشكل عادي، مثل سائر المواطنين العثمانيين الآخرين.

لمصلحة من تحرم هذه الفئة المظلومة والمسحوقة من البشر من أبسط حقوق الانسان، بعد كل هذه السنين التي مرت على اصدار الاعلان العالمي لحقوق الانسان؟ وإلى متى يستمر مسلسل الظلم والحرمان لهذه الشريحة المهمشة من أهل الكويت؟ وهل هناك أي شرف يلحق بالدول المعنية جراء ابقائها ومحافظتها على هذا الوضع المزري، وغير الانساني، وغير الأخلاقي لهذه الفئة المسكينة؟ وهل يستطيع شرفاء الكويت الانتصار لعقيدتهم ولانسانيتهم ولكرامة بلدهم، وانصاف هؤلاء المنسيين وكسبهم، وإعادة البسمة ألى شفاههم وشفاه أبنائهم؟

الحرمان من جنسية مثل هذه الدول العظمى قد نفهمه أو نتفهمه، وإن كنا نرفضه ولا نقبله ولا نقره، لكننا لا نستطيع أن نفهم المعنى والمبرر لحرمان أي شخص - كائنا من كان – من رخصة قيادة المركبات ... شهادات الميلاد والوفاة ... عقود الزواج والطلاق ... التعليم في المدارس الحكومية ... والامكانيات الاخرى المختلفة التي تتاح للاجانب حتى في أكثر دول العالم تقدما ورقيا وحضارة...؟

وفي نهاية الأمر، تبقى قضية البدون عارا على جبين الدول المعنية ... وعارا على جبين العرب ... بل وعارا على جبين الانسانية جمعاء ... فلتخجلوا من أنفسكم ... وليخجل من ذلك العبيد ... وليخجل من ذلك الاحرار ... ولا حول ولا قوة إلا بالله ...

منذر أبو هواش

نزار الكعبي النجفي
29/03/2007, 11:10 AM
وفي نهاية الأمر، تبقى قضية البدون عارا على جبين الدول المعنية ... وعارا على جبين العرب ... بل وعارا على جبين الانسانية جمعاء ... فلتخجلوا من أنفسكم ... وليخجل من ذلك العبيد ... وليخجل من ذلك الاحرار ... ولا حول ولا قوة إلا بالله ...
منذر أبو هواش


وحتى لايبقَ هذا الموضوع المهم دونَ ردٍ مُؤَيِّدٍ أقولُ بارك لله لكَ أخي
المُكَرَّم الأستاذ أبو هواش ما أحوجَ الناس لهكذا كلام.

يَومَ خرجتُ من بلدي العراق مُرْعَبَاً قاصدًا الكويت تاركاً خلفي زوج
وطفلين استُقبِلتُ رَكلاً وَدَعْسَاً،قالوا: مالذي أتى بكَ عراقيْ وعسكريْ!
قُلتُ:طريد يُرَادُ رأسي وصاحبي وقد أنهكنا الحَبْسُ نُرِيدُ الأمنَ،إجعلونا
قَمَّامِينَ عندكم أو عَبَيداً حتى يَفتَحَ لله علينا،ونحنُ إخوةٌ لكم في الدم والدين
فَمَا لَقِينا ولله إلا كل إهانة.

إلى أن شاءَ الله بَعدَ سُوَيعاتٍ حينَ اكتشفَ أمرنا ضابط من قوات الأمم المتحدة
المرابطين بينَ العراق والكويت حينَ رآني بلباسِ العسكر العراقي وفي لساني بِضعُ
كلماتٍ من لُغةِ العنجليز (كما يقول صاحبي مازحاً:) ) فَاْستَلَّنَا مِن بينِ أيديهم
وأكرمنا-كانَ بريطانياً برتبة رائد-فأكلنا وشربنا بعد الدعس والركل:fight: ثم
أمرَ -وأنتَ تَعرف المأمور-أن يُتَحَرَّزَ عَلينا في مَكانٍ لاتُنتَهَكَ لنا حُرمةٌ حتى نُخرَجَ
إلى حيثُ يُقَرِّرون،وماهيَ إلا ثلاثة أشهرٍ نَحسٍ،حتى قبلتنا هولندا كلاجئين فآوتنا
وأتت بزوجي وأولادي على نفقتها،وها نحنُ منذُ اثني عشرَ عاماً نعيشُ بكرامة
كُنَّا أربع وصرنا ست بعد أن رُزقنا بسناء وعلي:good: ونحنُ جميعاً هولنديين لسنا
بدون:tired: ووالله الذي فَطَرَ كل شيء لهولندا دولة الإسلام ودولنا العربية دُوَلُ
الكُفر،أنَّى تكونُ دول الإسلام والظلم فيها هُوَ السَيِّد!أما تعلمونَ أن الله يَمقتُ
الظالمين.

أبو المُصطفى
نزار الكعبي النجفي

منذر أبو هواش
29/03/2007, 02:36 PM
وحتى لايبقى هذا الموضوع المهم دونَ ردٍ مُؤَيِّدٍ أقولُ بارك لله لكَ أخي المُكَرَّم الأستاذ أبو هواش ما أحوجَ الناس لهكذا كلام. يَومَ خرجتُ من بلدي العراق مُرْعَبَاً قاصدًا الكويت تاركاً خلفي زوج وطفلين استُقبِلتُ رَكلاً وَدَعْسَاً،قالوا: مالذي أتى بكَ عراقيْ وعسكريْ! قُلتُ:طريد يُرَادُ رأسي وصاحبي وقد أنهكنا الحَبْسُ نُرِيدُ الأمنَ،إجعلونا قَمَّامِينَ عندكم أو عَبَيداً حتى يَفتَحَ لله علينا،ونحنُ إخوةٌ لكم في الدم والدين فَمَا لَقِينا ولله إلا كل إهانة. إلى أن شاءَ الله بَعدَ سُوَيعاتٍ حينَ اكتشفَ أمرنا ضابط من قوات الأمم المتحدة المرابطين بينَ العراق والكويت حينَ رآني بلباسِ العسكر العراقي وفي لساني بِضعُ كلماتٍ من لُغةِ العنجليز (كما يقول صاحبي مازحاً:) ) فَاْستَلَّنَا مِن بينِ أيديهم وأكرمنا-كانَ بريطانياً برتبة رائد-فأكلنا وشربنا بعد الدعس والركل:fight: ثم أمرَ -وأنتَ تَعرف المأمور-أن يُتَحَرَّزَ عَلينا في مَكانٍ لاتُنتَهَكَ لنا حُرمةٌ حتى نُخرَجَ إلى حيثُ يُقَرِّرون،وماهيَ إلا ثلاثة أشهرٍ نَحسٍ،حتى قبلتنا هولندا كلاجئين فآوتنا وأتت بزوجي وأولادي على نفقتها،وها نحنُ منذُ اثني عشرَ عاماً نعيشُ بكرامة كُنَّا أربع وصرنا ست بعد أن رُزقنا بسناء وعلي:good:

أبو المُصطفى
نزار الكعبي النجفي


أخي نزار الكعبي النجفي الهولندي!

على رسلك يا أخي ولا تحلف، ولا تخلط الحابل بالنابل، فما دخل الإسلام بالدول العربية؟!!! وما دخل الدولة الهولندية بالاسلام؟!!! وكيف تحرم التكفير على غيرك وتجيزه لنفسك؟!!! وقولك هذا فيه تجاوز وظلم إن كنت تعلم أن الله يَمقتُ الظالمين.

لكنك من جهة أخرى نكأت جرحا مؤلما يا أخي، ومع أنه موضوع مشابه لموضوع البدون، إلا أنه موضوع مؤلم آخر منفصل، والأولى به أن يفتح على منتدى مستقل، ثم يناقش، ثم يفتح، ثم يناقش إلى أن يقيض الله لنا من أمرنا فرجا.

إنها مهزلة والله ما بعدها مهزلة، الأعاجم ينزلون أرض الإسلام وديار الإسلام وبلاد الإسلام معززين مكرمين، وتمنع بلاد المسلمين على المسلمين، وقد صدق أمير الشعراء أحمد شوقي إذ قال (أحرام على بلابله الدوح --- حلال للطير من كل جنس؟).

لقد عمت البلوى، وانتشر الفساد في الأرض، وتناقض المسلمون مع أنفسهم، إذ انتشرت العنصرية البغيضة، والإقليمية الضيقة انتشار النار في الهشيم، وبدلا من الاقتداء بالرعيل الأول من الأنصار والمهاجرين العظماء، أصبحنا ندير أظهرنا لإخواننا، وننسى ديننا، وننسى ما وصانا به رسولنا عليه الصلاة والسلام.

يؤلمنا والله يا أخي هذه التصرفات، وتؤلمنا الحجج الواهية، وليس بأيدينا إلا أن نقول معكم، حسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

وبه نستعين،

منذر أبو هواش

سامي خمو
29/03/2007, 06:26 PM
أخي الفاضل نزار الكعبي النجفي،

جميل جداً أن تعلن في هذا الصرح العظيم امتنانك للدولة الهولندية التي أكرمتك بعد الدعس والركل في دولة جارة شقيقة.

وباعتبارك عراقي أصيل فإنني أكاد أجزم بأنك- من باب العرفان بالجميل - ستكون أول المتطوعين للدفاع عن بلدك الجديد إذا ما تعرض إلى الاعتداء.

مع بالغ التقدير والاحترام،

سامي خمو

منذر أبو هواش
29/03/2007, 06:50 PM
أخي سامي،

أخشى أن يتطوع للدفاع عن هولنده بلده الجديد
فيرسلونه مع القوات الهولندية ليعتدي على بلده القديم!

:) :) :)

سامي خمو
29/03/2007, 07:57 PM
الأخ الفاضل منذر أبو هواش،

من أين أتيت بهذه الفكرة؟

قلنا إذا تعرضت إلى الاعتداء!!

كيف يعتدي العراق على هولندا؟

مع بالغ التقدير والاحترام،

سامي خمو

منذر أبو هواش
29/03/2007, 08:21 PM
الأخ الفاضل منذر أبو هواش،
من أين أتيت بهذه الفكرة؟
قلنا إذا تعرضت إلى الاعتداء!!
كيف يعتدي العراق على هولندا؟
مع بالغ التقدير والاحترام،
سامي خمو

سؤال وجيه! تسأل:كيف أتتني الفكرة؟
إذا كان الجنود الهولنديون في العراق
فلا بد أن يكون العراق قد اعتدى على هولنده!
وإذا كان الجنود الهولنديون في أفغانستان
فلا بد أن تكون أفغانستان قد اعتدت على هولنده!
مسكينة هي هولنده!
ومسكينة هي أمريكا!
ومسكينة هي إسرائيل!

ومسكينون نحن :tired:

أنيس محمد صالح
29/03/2007, 09:33 PM
أخي الفاضل نزار الكعبي النجفي،

جميل جداً أن تعلن في هذا الصرح العظيم امتنانك للدولة الهولندية التي أكرمتك بعد الدعس والركل في دولة جارة شقيقة.

وباعتبارك عراقي أصيل فإنني أكاد أجزم بأنك- من باب العرفان بالجميل - ستكون أول المتطوعين للدفاع عن بلدك الجديد إذا ما تعرض إلى الاعتداء.

مع بالغ التقدير والاحترام،

سامي خمو

أستاذي الكريم الأديب الفاضل سامي خمو
لكم تقديري وإحترامي
أستغل الفرصة لتحيتكم وللسلام عليكم
وتقبلوا تقديري وإحترامي لشخصكم الكريم

سامي خمو
29/03/2007, 11:42 PM
الأستاذ الفاضل أنيس محمد صالح،

شكراً جزيلاً على كلامك الطيب،

وأهلاً ومرحباً بك مرة أخرى بين أهلك وأصدقائك.

وأنا متأكد إنك سوف تثري هذه الجمعية بعطائك الفكري والثقافي.


مع بالغ التقدير والاحترام،

سامي خمو