المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رجوع



حسن إبراهيم حسن الأفندي
21/06/2010, 07:37 PM
رجـــوع

رفيعات المعانى هل بجود=فقد اشتقت للمعنى الشرود
زمان الشعر والشعراء ولى= وغابت دولة الرأي السديد
غذاء الروح أصبح بعض مال= تلذ به النفوس بلا حدود
يقيّم للرجال فذا عظيم= تكمل بالحلي وبالنقود
وذا فدم قليل القدر فينا= لما يحياه من بؤس شديد
تعالى الله أن نحيا بذل= وتحكم عصرنا قيم اليهود
نسينا مبدأ الأخلاق حتى= ركنا العلم فى جب بعيد
نطقت وكنت أعلم أن قولي= يعود بذي فهوم للمفيد
حياة المرء أغلى من كنوز= وإن عظمت وأغلى من عقود
يقيم الفقر فينا حفل عرس= يسوق به على قدر جدودي
فمن فى الناس يهرب من مصير= تدبـره لـه حِكم الرشيد
و من فى الناس يقدر فى أمور= و من فى الناس يملك للمزيد
فع لليأس عنك وللأماني= وسلم أمر نفسك للمجيد
إذا صدق اللسان نداء قلب= وأيقن فى ركوع أو سجود
لعل الله إذ يقضي بأمر= قضاء منه بالرزق السعيد
هو الملك القدير لكل شئ= رأيت الله أعظم ذي جنود
فلا ترجو لمخلوق بخير= ولا تحزن لشر مستزيد
إذا حم القضاء على ابن أنثى= فكيف يفر من قدر مريد
وما ترك الأوائل من حديث= ولا ترك الفطاحل فى تليد
ويا وطني هجرتك بعض عام= وعدت أجُرُّ خلفي للقيود
إليك رجعت ثانية بفقرى= ألاقى فيك رغم اليأس عيدى
فإني فى بعادك كنت أحيا= صغيرا عاش فى حزن شديد
أتدري كيف حبك يحتوينا= وإن بعدت مسافات الوليد
أتدري أن اسمك ذو شجون= يثير كوامن الشوق الفريد
أعيش بقفر أرضك ذا إباء= وأرفض عيش ذل فى رغيد
رجعت إليك يا وطني بحسبي= لقيت العز عندك من جديد
ذكرتك فى خضم الحزن إني= نذرت لديك راقية القصيد
ينوم الناس فى الدنيا وأصحو= طوال الليل بالقلب العميد
فلا ما غاب ذكرك بعض وقت= ولا غنيت غيرك فى نشيدي
أراد الله بعدي عن بلاد= لها بعواتقي ديْن وجيدي
أعود إليك يا وطنى فمرحى= لقلب فاز بالعود الحميد
فأنت الصبح بعد الليل يدنو= وأنت العمر فى ذكر الشهيد
وأنت الحسن فى لحظ العذارى= وأنت الدل فى رغبات غيد
أعود إليك يا وطني فمرحى= ومرحى ثم مرحى للسعيد
جريدة الجريدة فى 29/3/1988وأعقبتها جريدة الراية السودانية

منير الرقي
23/06/2010, 10:23 PM
أستاذي حسن
أمتعتنا بهذا النص التربوي الذي امتلأ حكما
و أراك أفدت من البعد في تأمل الوضع الراهن
و خرجت من التجربة بقصيدة رائعة
فشكرا لك
مودتي و تقديري