المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المرايا ،،،،،،، مقالة بقلم : نبيل حُزَيّن



نبيل حزين
22/06/2010, 11:12 PM
المرايــــا ،،،،،،، مقالة بقلم : نبيل حزين
المرايا من الأدوات التي لا يخلو منها أي مكان ترتاده
فلها استخدامات متعددة فالمرآة في السيارة
تساعدنا على القيادة الآمنة بسهولة ويسر لتنير لنا حقيقة المسار
الذي نسير عليه وبذلك تسهل علينا مهمة القيادة
أما في المنزل ننظر فيها ،خاصة عند الخروج ؛لكي نرى
فيها تناسق ملابسنا وهيئتنا الخارجية بل يتجاوز الأمر
أن نصل إلى درجة الزهو والخيلاء؛ لنكون
في أبهى صورة وأجمل شكل
عندما نخرج لملاقاة الآخرين ونجد المرء
يتطلع لشكله ومظهره الخارجي حتى يرى منظره جميلا
فيكون راضيا عن نفسه ويتمنى
أن تصل درجة هذا الرضا إلى الآخرين
هذه هي المرايا الكاشفةلحقيقة الجوهر الخارجي للمرء
أما المرآة الحقيقية التي يجب أن نهتم بها
ونكون دقيقين في اختيارها وانتقائها ؛لأنها هي التي ترشدنا
إلى السلوك القويم وتكشف لنا السلبيات وتقدم لنا الحلول
وتوجهنا إلى ما يجب أن نتمسك به من قيم وأخلاقيات اجتماعية سليمة
هذه المرآة هي الصديق.
والصديق هو المرآة الحقيقية لصديقه يكشف له عما به
من إيجابيات وسلبيات ويدافع عنه ويوجهه إلى الخير أينما توجه
هذا الصديق هو الذي يجب أن يتخذ خليلا
وهو رفيق الحياة لما يحمل لنا من حب وصدق وإخلاص
ويتمنى أن يرانا في أجمل صورة وأفضل هيئة
وهذه الصورة الجميلة يتمنى الصديق أن يرى فيها صديقه
دائما كما يتمنى أن يراه الآخرون على هذه الصورة
هذا هو الصديق الذي نتمناه
وهذه هي المرآة التي يجب أن تُقَتنى وتُغلف
بباقة ورد وزهور وتوضع في مكان أمين
وهو القلب
فعندما يكون الصديق داخل قلب صديقه يكون
هذا هو الحب الذي نتطلع إليه
أما الصديق المجامل المضلل المتملق لصديقه لا يسمى صديقا
وإنما هو الشخص الذي فرضته الظروف والمواقف
فيظهر أمامك بصورة شائقة و جاذبة ؛لما يتمتع به
من مهارة و براعة في الظهور بصورة الصديق المخلص
والتعامل مع هذه الأمر
بحنكة وخبرة فهو يظهر لصديقه غير ما يراه الآخرون
بل يزين له الشر على أنه الطريق إلى الجنة
ويقدم له حزمة من الأشواك
على أنها باقات من الزهور ويتحدث معه
على أنه أخلص المخلصين له
ولكن هيهات لهذا الصديق
أن تدوم صداقته؛ لأنها تنتهي بانتهاء العلاقة
التي قامت عليها والمواقف التي جمعته بها
أما الصديق الصدوق فهو الصديق وقت الضيق
تجده بجوارك في الشدة مدافعا عنك في غيبتك حام صورتك
وهيئتك من عبث الآخرين مضحيا بكل ما يملك من أجل
أن تظهر في صورة يفتخر بها بل تجعله
يتخذ منك أنموذجا يتباهى به أمام كل الناس
بقلم نبيل حزين