يا أمة الأخلاق أين أخلاقكم؟؟

[عبدالواسع السقاف]

كل يوم وأنا أصدم أكثر وأكثر في الغرب بما يظنوه بنا نحن المسلمين الذين تركنا ديننا وأصبحنا أمثولة في الرذيلة والضلال وضحكة في فم السارد والوارد.. أقول هذا وأنا أشاهد وأستمع لما نوصف به من عبارات تندى لها الجبين.. فلا تذهب إلى أي مكان في أوروبا أو شرق أسيا أو حتى بعض الدول العربية المنفتحة إلا ووجهت بقولهم (هل ترغب في الجنس.. هل ترغب في فتاة)!! وكأن الخليجي بالذات والعربي بشكل عام والمسلم بشكل غير صحيح لا يسافر الخارج إلا لهذا الغرض!! هل هذا هو الواقع أم أنه تجني علينا!! والأغرب من ذلك أن ترى الأندية الليلية ومحلات بيع الجنس تمارس أعمالها في أوروبا في الشوارع التي يقطنها العرب والمسلمون أكثر من غيرها؟؟
يخاطبني أحد الأصدقاء الألمان ويقول أنه تعرف على رجل من الذين يقطنون على بعد فراسخ من عاصمة الخلافة وقبلة المسلمين، وعندما ذهب إلى بيته لقيه يشرب ويعربد ويصاحب النساء، فقال لماذا تفعلون ما لا تقتنعون به؟ وإذا كان دينكم يضعكم في مرحلة الكبت فلماذا لا تتركوه؟
للأسف لم أجد ما أرد عليه به خاصة وأن ملامحي عربية وخليجية بالتحديد، وحيثما ذهبت لقيت من يسألني: هل تريد...........؟ وكأنني من أغنياء العالم الذين يقضون أوقاتهم بالمتعة، والغرب لا يعلمون بأن بعض دول الخليج فيها أعدم فقراء العالم من الذين يقضون أعمارهم جرياً وراء لقمة العيش!! وقد يصدم الأجنبي إذا علم أن هناك عربي ليس متزوج من ثمان نساء ويمتلك أكثر من بيت وسيارات مرسيدس وبنز وغيرها!!! (هذه هي صورة الأعرابي الحديثة: بذخ وغباء ووقاحة)!!
ما هذا الذي صرنا إليه؟ كيف نتوقع أن نُحترم ونحن لا نحترم أنفسنا ولا ديننا ولا عقيدتنا ولا نبينا؟ كيف أصبحت هذه أخلاقنا ولماذا يشوه البعض الفاسق منا صورة العربي والمسلم في الغرب؟ لماذا لا نتحمل مسؤلية أننا خير أمة أخرجت للناس، ونُري الناس هذا؟ أهذا هو الدين يا عرب؟؟