المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنت تريد .... وأنا أريد ....!!



صالح العمر
08/07/2010, 05:56 PM
أنت تريد .... وأنا أريد ....!!
والله يفعل ما يريد ... لله الأمر من قبل ومن بعد ... يقلّب الأمور ... ويسيّر الأقدار ... ويقسّم الأرزاق ... ويكتب الأعمار ... ولا يقدّر شراً محض ...!
تفجع الإنسان مصيبةٌ ... فيبكي ويولول ويلعن حظّه ويشتم دهره ...
وما علم أن الخير كل الخير في ثناياها ...!
إن الإنسان لظلوم جهول ...!
يستعجل رزقه ... ويسعى في هلاك نفسه ... ويحث الخطى نحو ما ظنّ بجهله انه في صالحه ... وما علم المسكين أن تلك الخطى تسوقه نحو حتفه ... فإذا ما صرفه الله عن مراده ... غضب حتى على ربّه ونسيَ أنّ الله يعلم وانتم لا تعلمون ....!
ويردد بعد كل صلاة ... اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطيَ لما منعت ... فإذا منعه ربّه ما كان يسعى إليه نسي دعائه وإيمانه بربّه ...!
وإذا أعطاه ما ظنّ انه لا يحتاجه نسيَ حمد ربه وشكره على نعمته ... واخذ يتمتم بينه وبين نفسه ... لو أن كذا... لكان كذا وكذا...!!
تتهاوى المصائب على رؤوس الناس ماداموا في هذه الدنيا ... لا مفر للإنسان عن ما كتبه الله عليه ... يأخذ كل مخلوق على هذه البسيطة نصيبه منها ... يُبتلون فيها على قدر إيمانهم ... ليميز الله الخبيث من الطيّب ... ويصطفي من عباده ... أهل القلوب الصابرة ... الشاكرة ... المؤمنة ... في جميع حالاتها ...
يتفاوت الناس في الصبر على ما كتب الله لهم ... ويتفاوتون في إيمانهم بأن ما قُدّر عليهم ما هو بعلم الله إلا خير لهم ... أكان ذلك عاجلاً أو آجلاً ...
شكلت نتائج فحوصات ذلك الرجل صدمةً قويةً على نفسيته لم يستطع تحملها ... عندما أخبره الطبيب انه عقيم ... ولا أمل له في الولد ... إلا أن يشاء الله ... فأدمن الزنا ... وترك الصلاة ... واستباح المحرمات ... وارتدّ على عقبيه بعد أن كان صالحاً ...!!
نسي الرضا والتسليم ...وآثر السخط .
ورجل آخر ... فقد أبناءه الخمسة في حادثٍ أليم ... فخرّ ساجداً بعد أن جاءه الخبر ... وزادته مصيبته إيمانا بالله وقربا منه ...!!
آثر الرضا والحمد والثناء ... فله الرضا بإذن الله.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
(‏‏وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ )