المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة قصيرة ..//...بقلم سوسن عبد الملك/ / ظل بلا ظل



سوسن عبد الملك
11/03/2007, 06:07 PM
ظل بـــلا ظل
*********
أحكمت غلق الإناء وضغطت على الثقل بيدي, ولكن كان الصفير عالياً متلاحقاً يكاد يدغدغ عظام رأسي حين رأيته منشغلا بتلميع صورة أبيه المحفورة فى مرآة عينيه ,رحت أضم حبات كبدي المبدورة على الأرض إلى قلبي الموثوق بحبال الصبر أخيط فمي وأضع لفافات القطن فى أذني , وأسدل جفوني حتى منتصف عيني وأنا أنظر إلى الشباك المغلق والسوط المعلق بجوار السرير ، كنت أحدق في صورة أبيه ذى العمامة الكبيرة والشوارب المبرومة التي تكاد تمر على عينيه حتى تلتحم بحاجبيه وأرتعد ، كل شيء يسلب مني دون إرادتي كنت أرده إلى القدر كي أستريح ولم أعترف بتفسير الأشياء بداخلي بل أخفيها حتى عني . مادام كل شيء مقدر فلابد للعقل أن يستريح وللمشاعر أن تتواري وللأحاسيس أن تخذل حتى تسير الأمور ولتذهب الإرادة إلى الجحيم. أغلقت الكتب وأرحتها علي الرفوف حتى يظل نظيفاً طازجاً وأظفر بالنعيم لكنه لم يسترح كلما رآني أزيح التراب عنها جذب السوط وضربني . يقول هي التي أفسدت عقلي ، فتنفلت مني الصرخات ومسرعاً يضع يده على فمي ليكتمها فتسقط حبيسة فى قاع صدري ويظن أنها ماتت ،ألملم حبات قلبي الخائفة أضمها إلى صدري وكلماته الجارحة تتعارك فى دمي مع صرخات القطة التي يذبحها كل يوم أمامي فيزداد الصفير لبست ثوب السكوت وألقيت بنفسي فى بحور الصمت الباردة قال بأنني عاقلة !!! وقال الناس بأنني معذورة!!! وقال الطبيب تعايشي مع الواقع ،. رحت أضرب برأسي في صخوره الجامدة وهو يمد يديه يحجب الشمس عني يقشعر جسدي وتزداد الرعشات فتتقلص أطرافي وأنكمش بداخلي ويزداد الصفير وقفت خلف زجاج الشباك المغلق أمسح عنه الضباب بيدي وأتابع النهر الذي يسير بجوار جنازة أمي اختلطت دموعي الساخنة بابتسامة ساخرة ولم أطلق صرخة واحدة كان رنين كلماتها يرن في أذني رحت أسأل نفسي بأي ظل تستظل هي الآن ؟؟؟ بظل رجل أم بظل حائط ؟؟؟ علت ضحكاتي من الذين يولولون ويصرخون، إنهم مجانين مثلي، لايعرفون كيف يتعاملون مع الواقع!!! نظرت فى المرآة فأنكرتني ،رحت أفتش عني فلم أجدني ،فقط رائحة الكتب حمم لن تهدأ بدمي تكاد تفتق شراييني . تطلعت إلى الرفوف وقلت ِ: من اليوم سوف أنكش شعري ، وأمزق ملابسي، وأحطم كل من يُعيـق طريقي ،وأضرب كل من يعترضني!!! وقفت علي الكرسي العالي وأزحت التراب عنها فوجدتني هناك ،بشوق السنين ضممتها وضمتني ،أنزلتها من فوق وتناولت منها كتاباً حين رآني جذب السوط وأقبل علي يضربني، فازداد الغليان وضغطت الأبخرة على الثقل فطار وانفجر الإناء يلقي بما فيه فتناثرت الصرخات السجينة من زمن بعيد وتدفقت تخترق الجدران والنوافذ وانطلقت تدوي فى عنان السماء حاول كتمها بيديه فلم يستطع راح ينهال علي بالضرب فتزداد الصرخات وتزداد فأسقط على الأرض وأظل أزحف وأزحف والكتاب بيدي مضموماً إلى صدري وهو يضرب ويضرب وأنا أزحف وأصرخ حتى أصل إلي الحائط العريان وأستظل بظله.


قصة : سوسن عبد الملك
ـــــــــ
قام بالمراجعة و التصحيح: الأستاذان: هري عبد الرحيم و الشاعرمحمد أسامة البهائي

حسنية تدركيت
23/03/2007, 10:05 PM
كانت غامضة بعض الشيء لكن رويدا ,رويدا اتضحت لي معانيها الجميلة ..
قصة جميلة جدا :fl:

د. لينة
23/03/2007, 11:49 PM
بسم الله

أختي سوسن لاأخفيك أني شعرت أن القصة تكشف عن شخصية متمردة ثائرة إلى حد كبير تأبى الظلم وترفض الإنصياع للتقاليد "ليس كل التقاليد " .
بل ربما لمحت فيها بعض الخلط في طبيعة خلق الإنسان ودور العقل والقدر في اختياره .

الشاعرمحمدأسامةالبهائي
24/03/2007, 06:33 AM
أختي المبدعة سوسن عبد الملك تحية صادقة لأبداعك ظل بلا ظل قرأتها وقمت بنقلها وكذلك التصحيح تم ولك الحق مراجعتها وإن شاء الله تكوني راضية .
والترويض صنعة للمهرة والأمثلة في الواقع ماأكثرها فحين يتحول الظل الحقيقي لينوب عنه الجماد الأصم ستتحول صدورنا إلي صومعة من الصرخات لاينتهي مداها وحين يكون الأخر بهذا القدر من التجمد والجمود فما أيسر فك تلك الرموز .قصتك تغوص بين التمرد والتعايش بين البحث والأهمال في السعي وراء محاولة خلق حالة من التعايش مع الأخر لتشبعنا بأفكار مازالت هي المحرك للسلوك الأنساني.
أبدعي وأكتبي وأخلقي فيما بيننا حالة من التواصل لاتنقطع.
مع خالص تمنياتي ومحبتي
أخيك
الشاعر
محمد أسامة البهائي

الشاعرمحمدأسامةالبهائي
24/03/2007, 08:25 PM
:tired: أين أنت الأن:tired:
ياأستاذة سوسن
لنقدم الشكر سويا للأساتذة
عبد الحميد الغرباوي مشرف منتدي القصة للمجهود الذي قدمه لخدمة نصك ظل بلا ظل
هري عبد الرحيم للتلبية نداء الأستاذ عبد الحميد لأضافة بعض التعديلات علي النص .
أشكرهم لحسن تعاونهم لإنجاح النص بنشره علي الوجه اللائق لعشاق ومبدعي القصة القصيرة
:vg: :vg: :vg:

سوسن عبد الملك
25/03/2007, 11:33 AM
ظل بـــلا ظل
*********
أحكمت غلق الإناء وضغطت على الثقل بيدي, ولكن كان الصفير عالياً متلاحقاً يكاد يدغدغ عظام رأسي حين رأيته منشغلا بتلميع صورة أبيه المحفورة فى مرآة عينيه ,رحت أضم حبات كبدي المبدورة على الأرض إلى قلبي الموثوق بحبال الصبر أخيط فمي وأضع لفافات القطن فى أذني , وأسدل جفوني حتى منتصف عيني وأنا أنظر إلى الشباك المغلق والسوط المعلق بجوار السرير ، كنت أحدق في صورة أبيه ذى العمامة الكبيرة والشوارب المبرومة التي تكاد تمر على عينيه حتى تلتحم بحاجبيه وأرتعد ، كل شيء يسلب مني دون إرادتي كنت أرده إلى القدر كي أستريح ولم أعترف بتفسير الأشياء بداخلي
بل أخفيها حتى عني . مادام كل شيء مقدر فلابد للعقل أن يستريح وللمشاعر أن تتواري وللأحاسيس أن تخذل حتى تسير الأمور ولتذهب الإرادة إلى الجحيم. أغلقت الكتب وأرحتها علي الرفوف حتى يظل نظيفاً طازجاً وأظفر بالنعيم لكنه لم يسترح كلما رآني أزيح التراب عنها جذب السوط وضربني . يقول هي التي أفسدت عقلي ، فتنفلت مني الصرخات ومسرعاً يضع يده على فمي ليكتمها فتسقط حبيسة فى قاع صدري ويظن أنها ماتت ،ألملم حبات قلبي الخائفة أضمها إلى صدري وكلماته الجارحة تتعارك فى دمي مع صرخات القطة التي يذبحها كل يوم أمامي فيزداد الصفير لبست ثوب السكوت وألقيت بنفسي فى بحور الصمت الباردة قال بأنني عاقلة !!! وقال الناس بأنني معذورة!!! وقال الطبيب تعايشي مع الواقع ،. رحت أضرب برأسي في صخوره الجامدة وهو يمد يديه يحجب الشمس عني يقشعر جسدي وتزداد الرعشات فتتقلص أطرافي وأنكمش بداخلي ويزداد الصفير وقفت خلف زجاج الشباك المغلق أمسح عنه الضباب بيدي وأتابع النهر الذي يسير بجوار جنازة أمي اختلطت دموعي الساخنة بابتسامة ساخرة ولم أطلق صرخة واحدة كان رنين كلماتها يرن في أذني رحت أسأل نفسي بأي ظل تستظل هي الآن ؟؟؟ بظل رجل أم بظل حائط ؟؟؟ علت ضحكاتي من الذين يولولون ويصرخون، إنهم مجانين مثلي، لايعرفون كيف يتعاملون مع الواقع!!! نظرت فى المرآة فأنكرتني ،رحت أفتش عني فلم أجدني ،فقط رائحة الكتب حمم لن تهدأ بدمي تكاد تفتق شراييني . تطلعت إلى الرفوف وقلت ِ: من اليوم سوف أنكش شعري ، وأمزق ملابسي، وأحطم كل من يُعيـق طريقي ،وأضرب كل من يعترضني!!! وقفت علي الكرسي العالي وأزحت التراب عنها فوجدتني هناك ،بشوق السنين ضممتها وضمتني ،أنزلتها من فوق وتناولت منها كتاباً حين رآني جذب السوط وأقبل علي يضربني، فازداد الغليان وضغطت الأبخرة على الثقل فطار وانفجر الإناء يلقي بما فيه فتناثرت الصرخات السجينة من زمن بعيد وتدفقت تخترق الجدران والنوافذ وانطلقت تدوي فى عنان السماء حاول كتمها بيديه فلم يستطع راح ينهال علي بالضرب فتزداد الصرخات وتزداد فأسقط على الأرض وأظل أزحف وأزحف والكتاب بيدي مضموماً إلى صدري وهو يضرب ويضرب وأنا أزحف وأصرخ حتى أصل إلي الحائط العريان وأستظل بظله.


قصة : سوسن عبد الملك
ـــــــــ
قام بالمراجعة و التصحيح: الأستاذان: هري عبد الرحيم و الشاعرمحمد أسامة البهائي



تحية شكر وتقدير للأستاذين: هري عبد الرحيم و الشاعرمحمد أسامة
لسعة صدريهما وللتعديل
لكما تحياتي....سوسن عبد الملك
:fl:

سوسن عبد الملك
25/03/2007, 11:43 AM
كانت غامضة بعض الشيء لكن رويدا ,رويدا اتضحت لي معانيها الجميلة ..
قصة جميلة جدا :fl:

العزيزة حسنية تدركيت
سعدت كثيرا لمرورك العطر

لك تحياتي....سوسن عبد الملك

ريمه الخاني
25/03/2007, 11:48 AM
اعشق الرمز في القصة.....
هناك جلادونا كثر ونحن حبيسوا ظروفنا القاهرة....
هناك تربعت احلامي....
وهناك دفنت اخر ايامي....
لكنني لن استسلم....لها
ابداااااااااااع عزيزتي القديرة
اختك ام فراس-سورريا

سوسن عبد الملك
25/03/2007, 11:50 AM
بسم الله

أختي سوسن لاأخفيك أني شعرت أن القصة تكشف عن شخصية متمردة ثائرة إلى حد كبير تأبى الظلم وترفض الإنصياع للتقاليد "ليس كل التقاليد " .
بل ربما لمحت فيها بعض الخلط في طبيعة خلق الإنسان ودور العقل والقدر في اختياره .

العزيزة د. لينة

سعدت كثيرا لمرورك العطر
ولرؤيتك الثاقبة

لك تحياتي....سوسن عبد الملك

سوسن عبد الملك
25/03/2007, 12:05 PM
أختي المبدعة سوسن عبد الملك تحية صادقة لأبداعك ظل بلا ظل قرأتها وقمت بنقلها وكذلك التصحيح تم ولك الحق مراجعتها وإن شاء الله تكوني راضية .
والترويض صنعة للمهرة والأمثلة في الواقع ماأكثرها فحين يتحول الظل الحقيقي لينوب عنه الجماد الأصم ستتحول صدورنا إلي صومعة من الصرخات لاينتهي مداها وحين يكون الأخر بهذا القدر من التجمد والجمود فما أيسر فك تلك الرموز .قصتك تغوص بين التمرد والتعايش بين البحث والأهمال في السعي وراء محاولة خلق حالة من التعايش مع الأخر لتشبعنا بأفكار مازالت هي المحرك للسلوك الأنساني.
أبدعي وأكتبي وأخلقي فيما بيننا حالة من التواصل لاتنقطع.
مع خالص تمنياتي ومحبتي
أخيك
الشاعر
محمد أسامة البهائي

الشاعر القاضل محمد أسامة البهائي
تحية شكر وعرفان لشخصك النبيل لما قمت بة من مجهود
واعتز كثيرا برؤيتك الثاقبة وعمق الرؤية

لك تحياتي....سوسن عبد الملك

سوسن عبد الملك
25/03/2007, 12:20 PM
:tired: أين أنت الأن:tired:
ياأستاذة سوسن
لنقدم الشكر سويا للأساتذة
عبد الحميد الغرباوي مشرف منتدي القصة للمجهود الذي قدمه لخدمة نصك ظل بلا ظل
هري عبد الرحيم للتلبية نداء الأستاذ عبد الحميد لأضافة بعض التعديلات علي النص .
أشكرهم لحسن تعاونهم لإنجاح النص بنشره علي الوجه اللائق لعشاق ومبدعي القصة القصيرة
:vg: :vg: :vg:

شكرا لأستاذنا الفاصل عبد الحميد الغرباوي
لاهتمامة البالغ وبالفعل قد أارسل لي بخصوص
التصحيح ولكن فشلت محاولة التعديل
أشكرالجميع لحسن تعاونهم لإنجاح النص بنشره علي الوجه اللائق
لكم تحياتي....سوسن عبد الملك

:fl:

سوسن عبد الملك
07/04/2007, 10:12 PM
[QUOTE=ريمه الخاني;59376]اعشق الرمز في القصة.....
هناك جلادونا كثر ونحن حبيسوا ظروفنا القاهرة....
هناك تربعت احلامي....
وهناك دفنت اخر ايامي....
لكنني لن استسلم....لها
ابداااااااااااع عزيزتي القديرة
اختك ام فراس-سورريا[/QUOT


الأخت العزيزة .. ام فراس

سعدت كثيرا لمرورك العطر

لك تحياتي....سوسن عبد الملك

سوسن عبدالملك
27/04/2007, 02:04 AM
الأخت العزيزة .. ام فراس

سعدت كثيرا لمرورك العطر

سوسن عبدالملك
13/05/2007, 03:47 PM
الشاعر
محمد أسامة البهائ
لك تحياتي....سوسن عبد الملك
:fl:

سوسن عبد الملك
31/03/2008, 07:11 AM
ظل بـــلا ظل
*********
أحكمت غلق الإناء وضغطت على الثقل بيدي, ولكن كان الصفير عالياً متلاحقاً يكاد يدغدغ عظام رأسي حين رأيته منشغلا بتلميع صورة أبيه المحفورة فى مرآة عينيه ,رحت أضم حبات كبدي المبدورة على الأرض إلى قلبي الموثوق بحبال الصبر أخيط فمي وأضع لفافات القطن فى أذني , وأسدل جفوني حتى منتصف عيني وأنا أنظر إلى الشباك المغلق والسوط المعلق بجوار السرير ، كنت أحدق في صورة أبيه ذى العمامة الكبيرة والشوارب المبرومة التي تكاد تمر على عينيه حتى تلتحم بحاجبيه وأرتعد ، كل شيء يسلب مني دون إرادتي كنت أرده إلى القدر كي أستريح ولم أعترف بتفسير الأشياء بداخلي
بل أخفيها حتى عني . مادام كل شيء مقدر فلابد للعقل أن يستريح وللمشاعر أن تتواري وللأحاسيس أن تخذل حتى تسير الأمور ولتذهب الإرادة إلى الجحيم. أغلقت الكتب وأرحتها علي الرفوف حتى يظل نظيفاً طازجاً وأظفر بالنعيم لكنه لم يسترح كلما رآني أزيح التراب عنها جذب السوط وضربني . يقول هي التي أفسدت عقلي ، فتنفلت مني الصرخات ومسرعاً يضع يده على فمي ليكتمها فتسقط حبيسة فى قاع صدري ويظن أنها ماتت ،ألملم حبات قلبي الخائفة أضمها إلى صدري وكلماته الجارحة تتعارك فى دمي مع صرخات القطة التي يذبحها كل يوم أمامي فيزداد الصفير لبست ثوب السكوت وألقيت بنفسي فى بحور الصمت الباردة قال بأنني عاقلة !!! وقال الناس بأنني معذورة!!! وقال الطبيب تعايشي مع الواقع ،. رحت أضرب برأسي في صخوره الجامدة وهو يمد يديه يحجب الشمس عني يقشعر جسدي وتزداد الرعشات فتتقلص أطرافي وأنكمش بداخلي ويزداد الصفير وقفت خلف زجاج الشباك المغلق أمسح عنه الضباب بيدي وأتابع النهر الذي يسير بجوار جنازة أمي اختلطت دموعي الساخنة بابتسامة ساخرة ولم أطلق صرخة واحدة كان رنين كلماتها يرن في أذني رحت أسأل نفسي بأي ظل تستظل هي الآن ؟؟؟ بظل رجل أم بظل حائط ؟؟؟ علت ضحكاتي من الذين يولولون ويصرخون، إنهم مجانين مثلي، لايعرفون كيف يتعاملون مع الواقع!!! نظرت فى المرآة فأنكرتني ،رحت أفتش عني فلم أجدني ،فقط رائحة الكتب حمم لن تهدأ بدمي تكاد تفتق شراييني . تطلعت إلى الرفوف وقلت ِ: من اليوم سوف أنكش شعري ، وأمزق ملابسي، وأحطم كل من يُعيـق طريقي ،وأضرب كل من يعترضني!!! وقفت علي الكرسي العالي وأزحت التراب عنها فوجدتني هناك ،بشوق السنين ضممتها وضمتني ،أنزلتها من فوق وتناولت منها كتاباً حين رآني جذب السوط وأقبل علي يضربني، فازداد الغليان وضغطت الأبخرة على الثقل فطار وانفجر الإناء يلقي بما فيه فتناثرت الصرخات السجينة من زمن بعيد وتدفقت تخترق الجدران والنوافذ وانطلقت تدوي فى عنان السماء حاول كتمها بيديه فلم يستطع راح ينهال علي بالضرب فتزداد الصرخات وتزداد فأسقط على الأرض وأظل أزحف وأزحف والكتاب بيدي مضموماً إلى صدري وهو يضرب ويضرب وأنا أزحف وأصرخ حتى أصل إلي الحائط العريان وأستظل بظله.


قصة : سوسن عبد الملك