المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حركات ٌلم نألفها!



ريمه الخاني
23/07/2010, 07:33 PM
حركات ٌلم نألفها!
http://ankawa.com/ikonboard/upload/oimg_GC00703666.jpg
أحست بحركات غير طبيعية في هذا المكان الهادئ والجميل, أقلقتها وجعلتها تنهب الأرض جيئة وذهابا مستغربة هذا الصوت الروتيني المزعج والمثير للنزق,غدت تلك الحركات والخربشات تتكرر ,بإيقاع غريب ورتيب جدا,.... حتى لكادت تحرق ما تبقى لها من صبر تمسك أذياله بمحاولات قوية تخشى ألا تجدي, يقترب الصوت ببطء منها,و بشكل يثير الحفيظة جدا !وكأنه بات داخل أذنيها! أهي في وهم وهلوسة؟ورغم ما تملكه من شجاعة وقوة في الشخصية ,إلا أن تلك المفاجأة غير الجميلة , أثارت ريبتها جدا …ل كأنها غدت تزداد علوا وقربا!
بات من الضروري إنهاء مهمتها الروتينية الآن و بسرعة لكي تبدأ من جديد تباشير المهمة التالية.
وكأن أحدا يدق مسمارا في الجدار!!! , أو ربما يدق ثوما!في هذا العصر القائظ وقد تأخر غداؤه رَغما , ثوم كثير.. و للمئونة !! يا للعجب!كان رتيبا بشكل منفر يجعلنا نكسر الجدران لمعرفة من هو وما هو ! , يجعلك نزقا رغما عنك, وكأنك في سجن انفرادي مقيت, يقطع عليك هدوءك وسكينتك التي تريد أن تعم في هذا المكان …في عصر يوم مختلف كل الاختلاف بالنسبة لها على الأقل, إنه يوم غريب جدا, خرجت وهي تخطف من الوقت المتبقي كي تدق على الجيران المقابلون فربما كان هناك المصدر! لا أحد يرد..عندما يمسنا أمر ما نحسن الهروب منه بأساليبنا الماكرة التي تظهر على السطح بعد إضمار الطيبة التي تجعلها مساحيق مجملة.
كأنه كان وحشا متخف ٍ بمائة ردا ء ورداء, يقترب... ويقترب .وكأنه كائن غريب يريد شيئا ما بعناد, مازالت ترتب المكان متوجسة وناظرة بحذر تجاه المصدر, لا تريد لهذا الصوت أن يكون مصدر تخريب لعملها! وهل تستطيع صرف من دعتهم إلى هنا؟ وفي هذا الوقت المتأخر ؟بدأت تسرع كي تنهي ما لديها من أعمال بعد أن ترك تلاميذ الفوج الأول حاجاتهم وبقايا أغراضهم المتنوعة والتي كانت كل مرة تحفظها على أمل أن لتردها لهم حين عودتهم
…, و الغريب في الأمر, أنها أنهكت تماما وهي تعلمهم أصول ترك مجالس العلم بروية وهدوء ونظام, لكن الفوضى تسري كالهشيم في تلك النفوس الطفولية والذنب ليس ذنبها, فهي تعشق الترتيب لكن الظروف تخالفها دوما…, هدأ الصوت فجأة, فتنفست الصعداء وعادت لهدوئها ترتب من جديد وتنظف قدر ما تستطيع, حينذاك تذكرت مقولة والدها التي تثير ضحكها دائما:
-مائة زبال لن يستطيعوا جمع مخلفات فوضوي واحد!
نطمع بجهد كل عنصر نشيط ولا نقوم بأدنى تعاون لمؤازرته بل نقول بسخرية:
- متطوع يبحث عن ثواب!!!
استغربت ما دار في ذهنها وكأن أحدا ما يهمس لها! ما هذه الفكرة الهوجاء؟؟هل هناك من يرفض الإصلاح؟ ؟هي تتوهم مؤكد.
دق الباب :
فظهر مشرف المسجد متلفتا بأرجاء المكان!
-هل انتهيتم؟
لم تفصح عن وحدتها وقالت:
-نعم وننتظر الفوج الجديد
-حسنا دعوا هذا المتاع لديكم...كانت تود الإفصاح له عما كان يؤرقها وهل سمع مثلها ما سمعته؟
لكنه كان متعجلا بشكل غريب جدا, أليس من مهماته الاطمئنان عن سير الأمور في مقر عمله؟!!
ما إن أغلق الباب حتى عاد الصوت قويا مدويا مزعجا وعنيدا..
كان يجب أن تسأله عن هذا الأمر الغريب بإلحاح ؟ أم أن عجلته ألجمتها؟
فتحت كل الجوار ير بحركة جنونية , وكأن صبرها العنيد ضاع وذرته رياح المشاغبة...وبدأت تتوجس خيفة من إصرار الصوت على إزعاجها.
تمنت أن لا يأتي احد هذا اليوم!
ليس هذا هو جو السكينة والهدوء الذي يصلح للدراسة , هل هم الجيران فعلا الذين يجهلون عناءهم والعبء الذي يحملونه هي وزميلاتها اللواتي تأخرن في هذا اليوم بالذات؟! وكأن الأمر بات مقصودا.
بدأ الماء يتسرب من بين النوافذ والأبواب....فتحت الباب لتنادي على من يسمع, فربما أحد ما قريبا من هنا..
عادت لتجد نفسها محاصرة تماما..
صرخت بأعلى صوتها , لكن أحدا لم يسمعها ...
أم فراس 29/5/2010