المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عشرون نداءً لمن كان له قلب - د. علي الحمّادي



السعيد ابراهيم الفقي
31/07/2010, 05:22 PM
عشرون نداءً لمن كان له قلب
صناعة الحياة: بأماني الضعفاء أم باستجابة المؤمنين الأقوياء؟

د. علي الحمّادي
عشرون نداءً لمن كان له قلب
صناعة الحياة: بأماني الضعفاء أم باستجابة المؤمنين الأقوياء؟

د. علي الحمّادي
أعزّاءنا القرّاء: رأينا من خلال المقالات الكثيرة الماضية في صناعة الحياة وهندسة الوجود مع فضيلة الدكتور علي الحمّادي أنّ إنكار المرض هو المرض الأشدّ، و أشدّ منه موت الهمّة والانشغال بالشكوى أو بتوافه الغايات. ورأينا كيف أنّ الحياة ميدانٌ فسيح يجبُ على كلٍ منّا ملؤه بما يحبُ أن يكون عليه وجوده في الدنيا وخلوده في الآخرة.

لقد رأينا أنّ صناعة الحياة ليست مهنةَ البعض بل هي واجب الجميع وخصوصاً من يسّر الله تعالى لهم مواقع التأثير الكبير من علمٍ أو جاه أو مال أو غير ذلك. إنّ هؤلاء ينبغي أن يدركوا قبل غيرهم مسؤوليتهم المضاعفة وأن يعلموا أنّ ما لديهم من وسائل يلغي كل عذر في التأخر عن الاستجابة لنداء الله تعالى ونداء رسوله إلى ما يحييهم ويحيي الناس جميعاً.

بعد أن استعرضنا في المقالات الماضية كثيراً من أساليب صناعة التأثير وهندسة الحياة نتوقّف اليوم مع محطّةٍ لشحذ الهمم وتنبيه الجميع: نعم أنتم مدعوون إلى بذل كل ما لديكم.. الآن.

لا يمكنك إلغاء الواقع البائس. الوسيلة الوحيدة أمامك هي إنشاء واقعٍ جديد يجعل بقاء الواقع القديم مستحيلاً. هل يمكنك استبدال الظلام بغير النور؟

هل تعلم أن نصف سكان العالم العربي ممن تجاوزوا الخامسة عشرة أميّون (حسب تقرير المجلس العربي للطفولة والتنمية لعام 2002)، وأن هناك سبعين مليون مواطن عربي أمِّي ثلثاهم من الأطفال والنساء (حسب تقرير منظمة اليونيسيف)؟!

هل تعلم أن ما تنفقه دولة الكيان الصهيوني (إسرائيل) على البحوث التطبيقية يعادل عشرين ضعف ما تنفقه الدول العربية مجتمعة على البحوث التطبيقية؟!

هل تعلم أن حصّة الدول العربية مجتمعة من المقالات المنشورة في الصحف العالمية لا تتعدّى 1%، في حين أن حصة ألمانيا لوحدها من هذه المقالات تزيد على 7%؟ّ!

هل تعلم أن عدد براءات الاختراع التي سُجلت في سنة (2001) في الدول العربية مجتمعة لا يكاد يتجاوز (70) براءة اختراع، في حين أن عدد براءات الاختراع التي سُجلت في نفس السنة: في الكيان الصهيونيّ (1031) براءة اختراع، وفي اليابان (35) ألف براءة اختراع، وفي أمريكا (99) ألف براءة اختراع، وفي ألمانيا (12) ألف براءة اختراع، وفي تايوان (6500) براءة اختراع؟!

هل تعلم أن إجمالي الناتج المحلي لإسبانيا فقط أكبر من إجمالي الناتج القومي لجميع الدول العربية (حسب تقارير 2001)؟!

هل تعلم أن مبيعات شركة جنرال موتورز أكبر من الناتج المحلي لأندونيسية (لسنة 2001) والتي يبلغ تعداد سكانها (200) مليون مسلم؟!

هل تعلم أن مبيعات شركة سوني أكبر من الناتج المحلي لمصر (لسنة 2001) والتي يبلغ تعداد سكانها (70) مليون عربي؟!!

هل تعلم أن مؤشر الشفافية (الذي كلما ارتفع دلَّ على أنّ الفساد قليل، وكلما قلَّ فإنه يدل على انتشار الفساد بجميع أنواعه) لأحسن دولة إسلامية (ماليزيا) لا يتجاوز 5 من 10، في حين أن كثيراً من الدول الإسلامية لا يتجاوز هذا المؤشر لديها 2 من 10 حسب تقرير المنظمة الدولية للشفافية، والتي مقرها في ألمانية؟!!

ألا تثير العجب دلالة هذا المؤشّر على أن كثيراً من الدول العربية و الإسلامية تسبح في محيطات مظلمة من الفساد!!

إنّني بذكر هذه المعلومات لا أريد أن أصيب القارئ بالإحباط أو باليأس، فليس هذا -يعلم الله- مقصدي، ومن أُصيب بالإحباط فهو مسكين يحتاج إلى من يعزيّه، إذْ ليس هذا من شأن العظماء ولا العمالقة الفضلاء، إنما هو شأن الأقزام الذين أُجِلُّ القارئ أن يكون منهم.

إنني بذكر هذه المعلومات أريد أن أُشعل الحماس في نفوس أبناء هذه الأمة المباركة، هذه الأمة التي ستبقى بإذن الله نابضةً بالحياة، محدقة ببصرها إلى السماء، منتظرة اللحظة التي تمزق فيها أغلالها، وهي آتية، بإذن الله، لا محالة.

عشرون نداءً
للمصلحين والعقلاء فقط
وفي هذا المقام أودّ أن أوجّه كلمة أخصّ بها المصلحين والدعاة والساعين في الخير والباحثين عن الأجر والثواب من الله تعالى, بل إلى كل عاقل فقه قول الله تعالى: {من كان يُريدُ حرثَ الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب}.

وقبل أن أقول هذه الكلمة المختصرة المركّزة لأحبابي الدعاة والمصلحين فإني أرجو منهم معايشة النصوص العشرين التالية التي تنادي وترشد كلّ عاقلٍ وكل صاحب همّة وكلّ مؤمن إلى ما يحييه في الدنيا وينجيه في الآخرة:

1- يقول الله تعالى: {ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين}

2- وروى الإمام الترمذي في الحديث الحسن الصحيح عن أبي أمامة رضي الله عنه, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(إنّ الله وملائكته وأهل السماوات والأرض ليصلّون على معلّم الناس الخير)

3- ويقول الله تعالى: {ولتكن منكم أمةٌ يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون}

4- وعن ابن عمر رضي الله عنه, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر عن أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم}

5- ويقول الله تعالى: { وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون}

6- ويقول الله تعالى: { يأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين}

7- ويقول الله تعالى: {كنتم خير أمةٍ أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر}

8- عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنّ أوّل ما دخل النقصُ على بني إسرائيل أنّه كانَ الرجل يلقى الرجل فيقول: يا فلان (يا هذا) اتق الله ودع ما تصنع فإنّه لا يحل لك, ثم يلقاه من الغد وهو على حاله فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده, فلمّا فعلو ذلك ضرب الله بعضهم ببعض)

ثم قال: {لُعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون* ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون}
ثم قال: (كلّا, والله لتأمرّن بالمعروف ولتنهوّن عن المنكر ولتأخذّن على يد الظالم ولتأطرنّه على الحق أطراً ولتقصرنّه على الحق قصراً أو ليضربن الله قلوب بعضكم على بعض ثم ليلعنكم كما لعنهم).

9- وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (والذي نفسي بيده لتأمرنّ بالمعروف ولتنهونّ عن المنكر أو ليوشكنّ الله أن يبعث عليكم عقاباً من عنده ثم تدعونه فلا يستجاب لكم).

10- ويقول ابن القيّم رحمه الله: (فمقام الدعوة إلى الله أفضل مقامات العبد)

11- ويقول الدكتور حسان حتحوت:
حسبوا بأن الدين عزلة راهب واستمرؤوا الأوراد والأذكارا
عجباً أراهم يؤمنون ببعضه وأرى القلوب ببعضها كفّارا
والدين كان ولا يزال فرائضاً ونوافلاً لله واستغفارا
والدين ميدان وصمصام وفرسان تبيد الشر والأشرارا
والدين حكم باسم ربك قائم بالعدل لا جوراً ولا استهتارا

12- ويقول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله وهو يثني على العلماء الدعاة في كتابه "الرد على الزنادقة والجهميّة"
(الحمد لله الذي جعل في كل زمانِ فترةٍ من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى, ويبصّرون من هم على الأذى, يحيون بكتاب الله الموتى, ويبصّرون بنور الله العمي. فكم من قتيل لإبليس أحيوه, وكم من ضال تائه قد هدوه, فما أحسن أثرهم على الناس وما أقبح أثر الناس عليهم).

عزيزي القارئ: في الجزء التالي من هذه المقالة نتابع الإنصات إلى بقية النداءات العشرين التي يجتمع فيها وحيُ السماء وهدي الرسالة وإرشاد العلماء العارفين. فحتّى ذلك الحين دمتم مجتهدين متفائلين، مؤمنين متوكّلين.

محرز شلبي
13/08/2010, 02:13 AM
الخطر كل الخطر لما نعلم أن نسبة الأمية الأعلى في
- الأطفال رجال الغد والآباء...
- النساء المرأة الأم التي ستربي أجيال المستقبل...
كل نداء يستحق حلقات للتمعن والتدبر من طرف كل من تعنيه المنظومة التربوية ..
تفبل الله منكم ومنا أخي السعيد ومن نقلتم عنه المقالة الشيقة .

السعيد ابراهيم الفقي
16/09/2010, 03:50 PM
الخطر كل الخطر لما نعلم أن نسبة الأمية الأعلى في
- الأطفال رجال الغد والآباء...
- النساء المرأة الأم التي ستربي أجيال المستقبل...
كل نداء يستحق حلقات للتمعن والتدبر من طرف كل من تعنيه المنظومة التربوية ..
تفبل الله منكم ومنا أخي السعيد ومن نقلتم عنه المقالة الشيقة .
=======

تحياتي
اخي محرز المحترم