المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كبرياء شاعر



د/سمير رجب سليم
01/08/2010, 10:50 PM
:think:
بعد الإعتراف بالشاعر / محمود أبو الوفا ، و تكريمه بالإحتفال به فى دار الأوبرا المصرية ، تكرر إلتقائه يوميا ، بأمير الشعراء / أحمد شوقى فى كرمة أبن هانىء ، و فى إحدى فترات صفاء تلك اللقاءات ، قال أمير الشعراء لإبى الوفا : يا محمود أنت تعرف أن صدقى باشا ، يقابلنى الآن يوميا ، لإعداد الترتيبات اللآزمة لزفاف حفيدتى على أبنه ، و لقد حدثته كثيرا عن أحوالك ، و عن شعرك ، و أريد أن أكلمه عن منصب مناسب لك مثل المجمع اللغوى ، لأعوضك عما سببته لك من تأخير ... فلو كتبت " بيتين " أقدمهم له سيكون هذا أسرع فى تلبية طلبى ... أنا عارف إنك لا تحب هذا النوع من الشعر ، لكنى أريد تعينك بسرعة .
فقال أبو الوفا : تسمح لى أتكلم يا باشا ؟
- تفضل .
فقال أبو الوفا : صدقى باشا مكروه من الشعب ، فإذا كتبت فيه شعرا ، سيبصق كل الناس على ما أكتبه ، قائلين : شحاذ .... يتسول . لكن إذا تقدم صدقى باشا ، بمناسبة الحفل ، و كرمنى ، فسيصبح تكريمه لى تكريما للأدب ، و بذلك يحق لى تكريمه بشعرى .
و ما أنهى أبو الوفا حديثه ، حتى رأى عينى أمير الشعراء تختلجان ، فظن أن ما بينهما من ود سينقطع ، و سيعود شوقى إلى تفكيره الأول و إتهامه لإبى الوفا بأنه شاعر متكبر ... فآثر أبو الوفا الصمت ، و عندما طال صمت أمير الشعراء ، أستأذن أبو الوفا ، و خرج ...
يقول أبو الوفا : فى ثالث يوم من حديثى مع أمير الشعراء ، كنت خارجا من دار الكتب ، فسمعت " كلاكس سيارة " فأنحرفت يمينا ، فتابعنى الكلاكس ، فأبتعدت أكثر .. و إذ بيد تمتد من إحدى السيارات و تمسك بى ، فألتفت ، فإذا بالدكتور / شخاشيرى يقول لى : أنت ما بيتسمع ... مبروك . و يسأل أبوالوفا : على ماذا ؟ ، فيناوله الدكتور / شخاشيرى جريدة الأهرام ، فيقرأ فيها أن الحكومة المصرية قررت إيفاد الشاعر / محمود أبو الوفا إلى أوروبا ، لتعويضه بساق صناعية دقيقة تصنع له فى فرنسا . و يسأل الدكتور / شخاشيرى عمن وراء هذا الخبر ، فيخبره أبو الوفا عما دار بينه و بين أمير الشعراء ... ويستأذنه لتوصيله إلى كرمة أبن هانىء ، وفى منزل أمير الشعراء يعرف أبو الوفا قصة هذا الخبر .
شوقى و صدقى باشا :
فى اليوم الذى كان فيه الشاعر أبو الوفا عند أمير الشعراء ، جاء صدقى باشا و عاتب أمير الشعراء قائلا : حتى أنت يا شوقى بك ضدنا .. فأستعجب أمير الشعراء و سأله عن السبب ، فقال صدقى باشا : الوفديين عامليين شاعر ، و عاملين له حفله ، و أنت رئيس الإحتفال .
و يسأل شوقى عن مصدر هذا الخبر ، فيرد صدقى باشا : الأمن العام .
فقال شوقى : أنا ضدك يا باشا ... كيف ؟؟ أيعقل هذا يا باشا ؟؟!!! هذا الشاعر لا ينتمى لأى حزب ، و لا يحب الوفديين .. هذا الشاعر عرضت عليه أن يكتب لسيادتك بيتين شعر مقابل وظيفة له ، فإذا به ، بالرغم من معرفته بأننى صهرك ، و أننى أمير الشعراء ... يقول لى : أن صدقى باشا مكروه ، و إذا كتبت فيه شعرا سيبصق الناس على شعرى و سيحتقروه و سيحتقرونى ، لكن إذا أكرمنى بمناسبة الحفل ، سيكون هذا تكريما للأدب فى شخصى ، فيستساغ حينئذ شكره .
فقال صدقى باشا : هذا هو الشاعر ... لقد عرفته من كبريائه ، ثم نادى على سكرتير مكتبه " إبراهيم رشيد " ليعلن فى صحيفة الأهرام أن دولة رئيس الحكومة / إسماعيل صدقى باشا أمر بسفر الشاعر / محمود أبو الوفا إلى باريس . :mh78:

عبدالله بن بريك
15/09/2010, 06:50 PM
الأخ الكتور سمير رجب سليم:

كبرياء و بعد نظر ..موضوع طريف يكشف جزءا من شخصية الشاعر محمود أبو الوفا, و ذلك من خلال

علاقته بأحمد شوقي و بالسلطة من جهة اخرى..

شكرا جزيلا دكتور سمير.