المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : امرأة من زجاج



محمد المهدي السقال
13/03/2007, 10:00 PM
قصة قصيرة

امرأة من زجاج

محمد المهدي السقال

اعتذر لها عن عدم اصطحابها للخروج معه الليلة , فردت عليه بعينين نائمتين ,
ظلت تشعر بنشوة الانتماء إلى هؤلاء الكبار الذين تملأ جباههم شاشات التلفزيون , حين يعدها باصطحابه لحضور مناسبة الاحتفال بفوز أعضاء الحزب في الانتخابات , ينبهها إلى ارتداء أغلى ما لديها , فتضطر إلى التوقف أمام المرآة أطول فترة ممنكة ,
عبر لها عن إعجابه الشديد بقدها المتوازن , كاد أن يضع يديه على ردفيها وهو يحدثها عن هذا الوسط الذي يشتهيه, ـ أراك قد تخيرت أنسب لباس للسهرة ,
مررت يديها على خاصرتها متراقصة كلهيب نار زندت بنفخ اصطناعي ,
ـ تأخرنا ,
يستعجلها ليكون في مقدمة المحتفين بالسيد الرئيس , حتى أنها نسيت قرط أذنها الأيسر , في الطريق , أقنعها بأن القرط المفرد صار موضة , صدقته , تمنى لو تسأله كيف أصبح عارفا بموضة النساء , وهو الذي يقضي طول النهار في الحزب , بعد تحمله مسؤولية التنظيم منذ عشرين عاما,
حاولت التوسط في المقعد الخلفي , كي تقابل مرآة السائق , لكنها تذكرت تنبيهه إليها بعدم التقاء عينيها بعينه , افتعلت حركة لم ينتبه خلالها لاستراق رؤية خاطفة , فلمحت أنه كان يحدق في الجنبات كعادته كلما صعدت السيارة , لا تستطيع أن تمنع نفسها من المقارنة بينهما , لكنها سرعان ما تلعن الشيطان , قال الفقيه بأن العين تزني , صارت تتخوف من تمكن الضعف من نفسها كلما التقت العيون ,
بادر إلى التأكيد على اعتذاره , لكنها لم تشعر بحاجة إلى السؤال أو الاستفسار , في البداية , كانت تتلهف لدعوتها إلى حفلات الاستقبال تلك , اكتشفت أنها تبقى في المواقع الخلفية, لا تنفعها زينة لباس ولا جمال بشرة , ولا حتى قدها الذي طالما تباهى به دون تصريح بين ضيوفه في البيت ,
ـ هل ستكون جلسة الليلة رجولية ؟
أحس كأنها تلمح لفضيحة السنة الماضية , حين تم ضبط أحد الإخوان متلبسا في خلوة ذكورية , فرد عليها بصوت خافت :
ـ الليلة , سيقرر الحزب في شأن تزكية المترشحين للثلث المتبقي ,
لم ينتظر تعليقا منها , تمنى فقط لو أنها تتحاشى طلب عودة السائق لأخذها إلى بيت العائلة , في كل مرة , يكاد يبادر للسؤال عن وجهة زوجته في غيابه , لولا أن كبرياءه يمنعه , يكفي أن هذا السائق اللعين , ينفث في جسده نظرات الحقد على النعمة التي هو فيها , كيف يضيف إليه سلاحا آخر يقتله به ؟
لو أنه كان يملك سلطة القرار , لكان قد طرده , ولكنه يعمل لديه بتوصية " الحاج " , أحيانا يتخيل أنه مفروض عليه , لماذا لا يكون مكلفا بالتجسس علي ؟
لم ترد على اعتذاره , قامت في اتجاه الغرفة المجاورة , تابع مشيتها , أطل رأس الطفل , تاركا خلفه السائق الذي كان ينجز معه بعض تمارين الرياضيات , كم كان يشعر بالامتعاض من حصة المراجعة الليلية , بينما كانت تنفرج أساريرها لإطلالة ابنها , وهو يهل فرحا بنجاحه في إنجاز ما استعصى عليه في حصة الفصل الدراسي .

******
محمد المهدي السقال
المغرب

محمد البوهي
14/03/2007, 10:33 AM
السلام عليكم ورحمة الله
الأديب الكبير
الأستاذ / محمد المهدي السقال

جاءت صنعة السرد نابعة من قلم عليم بفن القص ، لكن أحياناً يطغى حب الصنعة على حبكتها ، فتدخلنا في دهاليز أخرى تبعدنا ، أو تلهي سريرتنا ، فنسرح ، ونسرح ، دون النظر للخلف ، قد بدا في القصة بعض الضبابية وذلك بسبب عزوف الفكرة عن قالب الوحدة ، لكني أعود أقول ربما أنني لست قارئاً جيداً .

مودتي

محمد المهدي السقال
14/03/2007, 11:58 AM
السلام عليكم ورحمة الله
الأديب الكبير
الأستاذ / محمد المهدي السقال

جاءت صنعة السرد نابعة من قلم عليم بفن القص ، لكن أحياناً يطغى حب الصنعة على حبكتها ، فتدخلنا في دهاليز أخرى تبعدنا ، أو تلهي سريرتنا ، فنسرح ، ونسرح ، دون النظر للخلف ، قد بدا في القصة بعض الضبابية وذلك بسبب عزوف الفكرة عن قالب الوحدة ، لكني أعود أقول ربما أنني لست قارئاً جيداً .

مودتي

أخي محمد
تحية ود
فقد لمست في قراءتك اهتماما أقدره ,
ولا ينسجم عندي مع تواضعك ,
لأنك بالفعل تثير جوانب من صلب إشكالات القصة القصيرة ,
طغيان الصنعة على مستوى الحبكة ,
الضبابية وعزوف الفكرة عن قالب الوحدة .
إنها ملاحظات تعكس المتابعة الجادة للمتن القصصي ,
بقدر ما تترجم الانشغال النقدي بالصياغة والرؤية السرديتين .
أما الصنعة ,
فأستطيع الإقرار بها ,
إن كان مدلولها يحيل على التجريب الفني , بحثا عن لغة سردية يمكن أن تشكل نقطة في بحر الكتابة السردية باللغة العربية .
ولعل تشكيل اللقطة الفنية الكلية ,
من لقطات تناصية مع السياق الحكائي ,
هو ما يوحي بالضبابية التي تبدو حاجبة للرؤية الواضحة ,
ذلك ,
أنني أعول على تفاعل المتلقي مع البياضات الرابطة بين مؤثتات الحكي , حفاظا على حقه الطبيعي في الفهم والتأويل ,
دون شده بقوة الانسياب المنطقي في متابعة التعاقب في الزمان والمكان .
ويصل بي ذلك إلى الوحدة , باعتبارها مكونا أراه جوهريا في بنية القصة القصيرة ,
فقد تحكمت بقوة في صياغة النص , و تناميه سواء بالفعل أو بالقول,
أمثل لذلك لا على سبيل الحصر ,
بوحدة الزمكان ,
إذ لم تنفصل مجمل الحركات الجسدية والذهنية في النص عن نفس الحيز الزمني و الفضاء المكاني بداية ونهاية ,
" اعتذر لها عن عدم اصطحابها للخروج معه الليلة"
.. لم ترد على اعتذاره , قامت في اتجاه الغرفة المجاورة , تابع مشيتها..........................
****
أتمنى أخي محمد ,
أن أكون قد أوضحت وجهة نظري , دون الزعم بضرورة الإقناع ,
فأنا مثلك أقرأ النص ثانية في ضوء الملاحظات ,
بمعزل عن أدنى إحساس بالرغبة في الدفاع عن بنوة مرحلية .

محمد المهدي السقال

رحاب حسين الصائغ
05/04/2007, 01:30 AM
تحياتي
الاديب: محمد مهدي السقال الموقر
قرأءة القصة أكثر من مرة ، لم افهم القصد مودتي

رحاب حسين الصائغ
05/04/2007, 01:30 AM
تحياتي
الاديب: محمد مهدي السقال الموقر
قرأءة القصة أكثر من مرة ، لم افهم القصد مودتي

محمد المهدي السقال
05/04/2007, 02:37 AM
تحياتي
الاديب: محمد مهدي السقال الموقر
قرأءة القصة أكثر من مرة ، لم افهم القصد مودتي



*
القارئة الوديعة رحاب
تحية صادقة
مثلك أقرأ النص بعد خروجه من يدي ،
فأجدني بحاجة إلى التوقف عند أكثر من عبارة ،
لذلك سأبادلك الحديث حول النص ،
من زاوية المتلقي الذي حاول تأويل تنزيلات المتن و إيحاءاته ،
قبل تقييمه الفني .
يحكى أن امرأة تقبل بالعيش في ظل زوجها الوصولي ،
بالرغم مما تعانيه معه من حرمان على مستوى التجاوب العاطفي .
غير أنها في قبولها بالأمر الواقع كما تستلذه ،
تجد نفسها عرضة لإغراءات النفس الطبيعية ، بحيث يلوح شبح السائق ، ليكبر الصراع الداخلي وتصبح قابلة للانكسار ،
استحضرت نصا منسوبا للرسول تضمن عبارة : رفقا بالقوارير
والمقصود فيه النساء كما هو معروف .
غير أن قراءتي للنص لم تذهب في اتجاه اعتبار المرأة ضعيفة وهشة و عرضة للانكسار بمفهومه المادي كما هو متداول ي الأدبيات التي وقفت عند العبارة ،
ذلك أنني وجدت الانكسار المقصود على المستوى النفسي أحد و أمر ، و بالتالي ، فإن عدم اعتبار كينونتها ، بمقوماتها الذاتية التي تفرد وجودها بخصائص تميز أنوثها النوعية ضمن الجنس الإنساني ، يمكن أن تكون له ردود فعل حادة للمقاومة والدفاع عن ذلك الوجود وتلك الكينونة ،
أما على مستوى البناء الفني للحبكة السردية ، فإن تقنية الاسترجاع وانسياب توارد الخواطر في خضم الصراع النفسي ، قد استدعيا كسر رتابة الحكي الأفقي على أساس تجاوز التعاقب في تناميه ، ومن ثم أثار النص عند البعض غموضا مربكا بالفعل ، يستعصي معه الإمساك بخيوط التسلسل السببي في ربط مكونات الحدث .
أما بعد ، فالنص محاولة ضمن تجريب الشكل السردي المعاصر ، في الكتابة القصصية القصيرة .
تحياتي رحاب
محمد المهدي السقال

محمد المهدي السقال
05/04/2007, 02:37 AM
تحياتي
الاديب: محمد مهدي السقال الموقر
قرأءة القصة أكثر من مرة ، لم افهم القصد مودتي



*
القارئة الوديعة رحاب
تحية صادقة
مثلك أقرأ النص بعد خروجه من يدي ،
فأجدني بحاجة إلى التوقف عند أكثر من عبارة ،
لذلك سأبادلك الحديث حول النص ،
من زاوية المتلقي الذي حاول تأويل تنزيلات المتن و إيحاءاته ،
قبل تقييمه الفني .
يحكى أن امرأة تقبل بالعيش في ظل زوجها الوصولي ،
بالرغم مما تعانيه معه من حرمان على مستوى التجاوب العاطفي .
غير أنها في قبولها بالأمر الواقع كما تستلذه ،
تجد نفسها عرضة لإغراءات النفس الطبيعية ، بحيث يلوح شبح السائق ، ليكبر الصراع الداخلي وتصبح قابلة للانكسار ،
استحضرت نصا منسوبا للرسول تضمن عبارة : رفقا بالقوارير
والمقصود فيه النساء كما هو معروف .
غير أن قراءتي للنص لم تذهب في اتجاه اعتبار المرأة ضعيفة وهشة و عرضة للانكسار بمفهومه المادي كما هو متداول ي الأدبيات التي وقفت عند العبارة ،
ذلك أنني وجدت الانكسار المقصود على المستوى النفسي أحد و أمر ، و بالتالي ، فإن عدم اعتبار كينونتها ، بمقوماتها الذاتية التي تفرد وجودها بخصائص تميز أنوثها النوعية ضمن الجنس الإنساني ، يمكن أن تكون له ردود فعل حادة للمقاومة والدفاع عن ذلك الوجود وتلك الكينونة ،
أما على مستوى البناء الفني للحبكة السردية ، فإن تقنية الاسترجاع وانسياب توارد الخواطر في خضم الصراع النفسي ، قد استدعيا كسر رتابة الحكي الأفقي على أساس تجاوز التعاقب في تناميه ، ومن ثم أثار النص عند البعض غموضا مربكا بالفعل ، يستعصي معه الإمساك بخيوط التسلسل السببي في ربط مكونات الحدث .
أما بعد ، فالنص محاولة ضمن تجريب الشكل السردي المعاصر ، في الكتابة القصصية القصيرة .
تحياتي رحاب
محمد المهدي السقال

صابرين الصباغ
08/04/2007, 12:57 PM
أخي الفاضل مهدي
عندما قرأت حقيقة ضيعتني وسط أكثر من سياق سار فيه قلمك ولم تغلق منحنى كانت تسير فيه القصة لتخرج إلى منحنى آخر
لكن عندما قرات تعليقك على الاخوة وصلني مااردت أن تقوله
لكن كنت تحتاج للإمساك بزمام الحكى اكثر
فمثلا نظراتها للسائق ومحاولتها الثبات وعدم الإنكسار كانت تحتاج منك لعناية اكثر لتصل للقاريء
وايضا دخول ابنها للنص الذي نرى من خلاله مكوث السائق داخل البيت
وماقد يأخذنا إليه هذا المنحى لكن ايضا كان يحتاج لإيضاح اكثر او ان تكون اكثر مرواغة للحديث عنه
هناك جملة لم افهمها وماموقعها من النص مثلا ..
أحس كأنها تلمح لفضيحة السنة الماضية , حين تم ضبط أحد الإخوان متلبسا في خلوة ذكورية , فرد عليها ..
عموما بآخر القصة وجدت فعلا ان الزوج هو الذي يصنع امرأته
بلا مبالاته تصبح من زجاج سهل ان تتكسر بيد رجل آخر
أو بحبه من فولاذ لايذيبها لهب رجل آخر
شكرا لمكوثي هنا وان منحنتني نصا قد حرك بعض كوامن عقلي وفكري
مودتي واحترامي

محمد المهدي السقال
08/04/2007, 04:00 PM
أخي الفاضل مهدي
عندما قرأت حقيقة ضيعتني وسط أكثر من سياق سار فيه قلمك ولم تغلق منحنى كانت تسير فيه القصة لتخرج إلى منحنى آخر
لكن عندما قرات تعليقك على الاخوة وصلني مااردت أن تقوله
لكن كنت تحتاج للإمساك بزمام الحكى اكثر
فمثلا نظراتها للسائق ومحاولتها الثبات وعدم الإنكسار كانت تحتاج منك لعناية اكثر لتصل للقاريء
وايضا دخول ابنها للنص الذي نرى من خلاله مكوث السائق داخل البيت
وماقد يأخذنا إليه هذا المنحى لكن ايضا كان يحتاج لإيضاح اكثر او ان تكون اكثر مرواغة للحديث عنه
هناك جملة لم افهمها وماموقعها من النص مثلا ..
أحس كأنها تلمح لفضيحة السنة الماضية , حين تم ضبط أحد الإخوان متلبسا في خلوة ذكورية , فرد عليها ..
عموما بآخر القصة وجدت فعلا ان الزوج هو الذي يصنع امرأته
بلا مبالاته تصبح من زجاج سهل ان تتكسر بيد رجل آخر
أو بحبه من فولاذ لايذيبها لهب رجل آخر
شكرا لمكوثي هنا وان منحنتني نصا قد حرك بعض كوامن عقلي وفكري
مودتي واحترامي
*

أختي الفاضلة
صابرين
لقد سرني جدا ما خلقه النص من ارتباك عند تلقيك الأول له ،
استوقفني فعل " ضيعتني " فتمنيت لو أنك لم تقرئي التعليقات ،
لأن قصدية كسر البناء المألوف واردة في بنية التأليف ، وليكن الضياع في متاهة النص السردي شكلا آخر من أشكال الضياع في الوجود الواقعي .
لكنني فوجئت بالتوجيه " للإمساك بزمام الحكى أكثر " ،
لأنه من قبيل التعميمات التي نقدمها لنصح الناشئة في الكتابة ، قبل بلوغ الوعي بمسارب التعبير الأدبي الحكائي ، والتطور يقتضي الانطلاق من وجود زمام للحكي لا يمكن تجاوزه إلا بعد تطويع ذلك الحكي كما تطوع الفرس .
ومع ذلك اعتبرت الملاحظة مما يمكن أن يعن للمتلقي عند أول قراءة ، لأن ما يبدو كفوضى في التأليف بين مكونات السرد ، إنما يحكمه نظام متجدد قوامه اللانظام العاقل ، والذي يراهن على انخرا القارئ في ، والذي يراهن على انخراط القارئ في إعادة صياغة المبنى وليس إعادة إنتاج المعنى ،
" هناك جملة لم أفهمها وما موقعها من النص مثلا ..
أحس كأنها تلمح لفضيحة السنة الماضية , حين تم ضبط أحد الإخوان متلبسا في خلوة ذكورية , فرد عليها .. "
بالنسبة لنفي فهم العبارة ،والتساؤل عن موقعها من النص ، أعتقد أن اللبس في التلقي مرده ما تحيل عليه دلالة " متلبسا في خلوة ذكورية " ،
بالمقارنة مع يمكن أن تحيل عليه عبارة أخرى مثل : منتشيا في خلوة أنثوية " ، على أساس طبيعية هذا الوضع الإنساني في العلاقة العاطفية ، في مقابل شذوذ ذلك الوضع وما يرتبط به في ذاكرة التاريخ من انحراف عن أصل الوضع ،
لقد صورت بكثير من التحفظ هذا العالم السفلي ، في قصتي القصيرة " رقصة الكلاب" على الرابط :
http://www.arabswata.org/forums/showthread.php?t=1449
أرجو أن يسعفك الوقت لقراءتها ، لعلها تجيب عما شغلك ، وكم أتمنى أن يكون منك تعليق عليها لاستمرارالحوار.
أما بعد ، فإني أشكر لك قراءتك أختي صابرين ، لأنها عكست عندي اهتماما جديا لديك بالمتن السردي ، إضافة لما أتاحته لي من فرصة محاورتك بالصدق المطلوب ، مع الاعتذار سلفا عما يمكن أن يظهر على خطابي من شفافية ، قد تحتاج هي الأخرى إلى معاودة التوقف ، لإدراك حسن النية و وضوح القصد .
أخوك
محمد المهدي السقال