المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الامام حسن البنا والشيخ شلتوت والفنان حسين صدقى وزوجته سميرة المغربى



سامح عسكر
07/08/2010, 07:36 PM
أن الإسلام لم يحرم الفن والعمل به على إطلاقه، لكنه نشد الفن الهادف الذي يخدم الإنسان في تعمير الكون، والذي يعمل على إصلاح المجتمعات بعلاج مشكلاتها ومحاولة حلها في سياق محبب إلى النفوس.

وإنما يحرم الإسلام ما نراه الآن من إباحية وعري وسفور، واستغلال المرأة في ترويج هذه الأفكار التي غرسها الاستعمار وتأصيلها في نفوس الأمة المسلمة؛ لتدميرها والقضاء على الحصن الحصين بها وهي المرأة.

ولقد فهم الإخوان ذلك كما فهمه الإمام البنا: أن الإسلام شامل لكل نواحي الحياة ما دام يوافق الشرع، وتكونت الفرق الفنية للإخوان، وكان يشرف عليها الأستاذ عبدالرحمن البنا أخو الإمام البنا، كما كان يقوم بتأليف المسرحيات التي تمثلها هذه الفرق.

سيرة ومسيرة

عاشت سميرة المغربي داخل الوسط الفني، ولم تعبأ في بداية حياتها بتعمير أو إفساد المجتمع، لكنها كانت تريد أن تعيش كما يعيش أقرانها، مستمتعين بزينة الدنيا، حتى كان فضل الله عليها أن هداها إلى الطريق المستقيم، وأصبحت واحدة من الأخوات المسلمات.

نشأت في بيت ترف ورخاء، وكانت عائلتها ميسورة الحال، وكانت مغرمة بعالم الموضة والأزياء، تزوجت من الفنان حسين صدقي، وكان شاباً وسيمًا، هادئ الطبع، طيب القلب، رزقها الله بثمانية من الأبناء خمسة ذكور وثلاث بنات، وظلت تعيش في بيت زوجها، كما كانت تعيش في بيت أبيها، مغرمة بالموضة والأزياء..
تقول "سميرة المغربي" عن نفسها: "لم أنخرط في الوسط الفني لرفض زوجي ذلك، رغم أن الله وهبني جمالاً، وظللت على حالي هذا حتى رأيت رؤيا في منامي كانت مصدر تحولي من الغواية إلى الهداية"(1).

علاقات ممتدة مع الإخوان

كان بيت الفنان حسين صدقي المولود في 9 يوليو 1917م بحي الحلمية الجديدة وضم هذا الحي، فيما بعد، المركز العام لجماعة الإخوان المسلمين، والذي أصبح له تأثير في حياة حسين صدقي. وكان شابًّا هادئ الطباع، نشأ في أسرة عرفت بالتزامها الديني، ميسورة الحال، غير أنها لم يظهر عليها علامات الثراء للتواضع الشديد الذي حلى أخلاقها، وكان حريصًا على صلاة الجماعة، حتى إنه كان الممثل الوحيد الذي يؤدي صلاة الفجر في جماعة بالمسجد القريب من بيته، ومع كونه فنانًا إلا أنه لم يشرب الخمر يومًا ما، ولم يدخن في حياته، وقد عمل منذ دخوله عالم الفن في أواخر الثلاثينيات على إيجاد سينما هادفة بعيدة عن التجارة الرخيصة.

وعالجت أفلامه بعض المشكلات، مثل: مشكلة العمال التي تناولها في فيلمه "العامل" عام 1942م، ومشكلة تشرد الأطفال في فيلمه "الأبرياء" عام 1944م، وغيرها من الأفلام الهادفة.

وأسس عام 1942م "شركة مصر الحديثة للإنتاج" لتخدم الأهداف التي كان يسعى لترسيخها في المجتمع، وكان يرى أن هناك علاقة قوية بين السينما والدين؛ لأن السينما كما يقول من دون الدين لا تؤتي ثمارها المطلوبة في خدمة الشعب(2).

وكان لقرب مسكن حسين صدقي من المركز العام في حي "الحلمية الجديدة" بالقاهرة أثره في وجود علاقة بينه وبين الإمام البنا أواخر الأربعينيات، وأكمل هذه العلاقة الأستاذ سيد قطب(3).

مع سيد قطب

وتقول السيدة سميرة المغربي عن هذه العلاقة: إن حسين صدقي كان يؤدي الفروض، وكنت ألح عليه بعد التزامي أن يترك العمل في السينما وذات مرة أثناء زيارتنا للأستاذ سيد قطب في المستشفى قبيل إعدامه، ذكر زوجي له ما أطلب منه فكان رده عليه: "إن الحركة الإسلامية محتاجة لفن إسلامي، وإنني أكتب عشرات المقالات وأخطب عشرات الخطب، وبفيلم واحد تستطيع أنت أن تقضي على ما فعلته أنا أو تقويه، أنصحك أن تستمر لكن بأفلام هادفة"(4).

وتكمل حديثها بقولها: كان زوجي منذ زواجنا يأمرني بالصلاة وارتداء الحجاب، لكني كنت لا أبالي، وكان صابرًا عليّ، وكان الشيخ شلتوت يرحمه الله جارًا لنا في المعادي، فكان يزورنا أحيانًا، ويأمرني بالحجاب، غير أن طريقته كانت قاسية على نفسي ولم أستجب، إلى أن سمعت في منامي قرآنًا يتردد: أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى" فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين (16)(البقرة)..

فاستيقظت وفي الصباح أسرعت إلى المركز العام للسيدات المسلمات وكنت أعرفه وأسمع عنه أطلب الانضمام فقابلتني السيدة زينب الغزالي فقالت: مرحبًا بك، قلت: إنني لا أرتدي الحجاب وأضع المساحيق وظننت أنها ستلومني لكنها قالت في ود: أهلاً وسهلاً بك.. فانشرح صدري للين حديثها، وواظبت على الحضور أستمع إلى المحاضرات والدروس، وارتديت الزي الإسلامي، وفرح زوجي بذلك، وانخرطت مع السيدات المسلمات، وقد تم اختياري أواخر الأربعينيات وكيلة للمركز العام للسيدات المسلمات(5).

الإيجابية

بالرغم من كون حسين صدقي فنانًا كبيرًا، لكنه كان نموذجًا فريدًا في الإيجابية، وكانت زوجته مثالاً أيضًا لهذه الإيجابية، ففور انضمامها لمركز السيدات المسلمات لم تكتف بذلك، بل سارعت للعمل معهن في نشر الفضيلة وتعاليم الإسلام الصحيح، فأخذت تتابع المساجد، وتنشئ بها حلقات لوعظ السيدات، وأقامت الدروس الدينية بها، وتحول بيتها مكانًا لتجمع الأخوات لعقد اللقاءات، وظلت على عهدها بالدعوة حتى وفاتها.

وقد رفض زوجها أن يلتحق أي من أفراد أسرته بعالم الفن، فخرج أبناؤه نبتة طيبة حسنة في المجتمع، حتى إنهم استجابوا لوصية والدهم الذي توفي يوم 30 مارس 1979م فأحرقوا عددًا من أفلامه إنفاذًا لوصيته(6).

آخر وصية

كتبت السيدة سميرة توصي أخواتها على طريق الدعوة فقالت لهن: "أخواتي العزيزات: وصيتي إليكن أن تتسم الأخت بسلوكها الحسن، وبالجدية في العمل، وألا تضعي المساحيق إلا في بيتك، وأن تكون ملابسك فضفاضة غير مبهرجة، وأن تنأي بنفسك وأولادك عن حضور حفلات الغناء والرقص التي تثير المشاعر والغرائز، وأن تحافظي على حجابك"(7).

كانت هذه حياة سيدة نشأت في بيئة يظن الجميع أنه لا مناص ولا خلاص منها، لكن عناية الله بعباده عظيمة، فهداها حتى تكون قدوة في مكانها، ولمن يأتي بعدها.

مريم السيد هنداوي

الهوامش

(1) مجلة لواء الإسلام، العدد الثامن، السنة (44)، غرة ربيع الآخر 1410ه، 1-11-1989م.
(2) جريدة الرياض اليومية، العدد (12704)، السنة الثالثة عشرة، 1 صفر 1424ه، 3-4-2007م.
(3) مقال للأستاذ عصام تليمة، إخوان أون لاين، 25-2-2007م.
(4) مجلة لواء الإسلام مرجع سابق.
(5) المصدر السابق.
(6) دار الخليج للصحافة والطباعة والنشر 18-4-2007م تحت عنوان: "في البال.. حسين صدقي الوسيم الملتزم".
(7) مجلة لواء الإسلام مصدر سابق.

السعيد ابراهيم الفقي
29/11/2010, 12:56 AM
الاستاذ عصام سلطان
لك
تحية تربوية حضارية شاملة
من قلبي
مقال مهم جدا
ومحكم
استفدت منه
مع اني كنت اعرف ان الشهيد حسن البنا كان مهتما بالمسرح
كما قرأت لأحد المخرجين القدامى
وفعلا :
1- كل عمل ابداعي هو أداة للتربية
2- أقصد العمل الابداعي - كل الفنون -
دون اسفاف
3- الله ابدع خلق الانسان
وعندما أمرنا الله بالتفكر واستعمار الأرض
أمرنا أن نبدع ونتفكر ونصلح الاجيال
4- الفنون - وسائل وطرق وأدوات في اصلاح الانسان وتهذيب خلقه
5- ولن تنضبط الا ان كان الرادع فيها طاعة الله
6- أما الفن الذي هدفه الفن - الفن للفن - :كارثة بشرية
7- فن المأساة الاغريقي الذي يبنى عليه المسرح - كارثة أخرى -
الذي أباح كل شيء
8- نتمنى أن يكون عندنا فن عربي له رسالة
هدفه = زرع الخلق القويم واستعمار الارض
أدواته من بيئتنا وتاريخنا وآمالانا وطموحاتنا
وعلاج لواقعنا
9- لي محاولة في منتدى المعلم العربي
بعنوان:
( سوار الذهب )
10- والأدب الاسلامي له باع كبير في هذا الشأن
= علي أحمد باكثير
= د. جابر قميحة مسرح الشعر