المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ومازالت الأزمة مستمرة - ترجمة السلسلة الوثائقية [حب المال][The Love of Money]



عباس مشالي
18/08/2010, 03:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
http://media.bigoo.ws/content/88/265888/Stars.gif
الأخوة الزملاء والأعضاء الكرام
يشرفنا ويطيب لنا أن نتقدم إليكم بترجمة السلسلة الوثائقية والتي تتطرق
لموضوع أسباب الانهيار وتداعيات الأزمة المالية الاقتصادية العالمية
فهذه السلسلة من إنتاج البي بي سي، وهي باسم:
حــب الـمـــال
The Love of Money

http://media.bigoo.ws/content/88/265888/Stars.gif


http://a.imageshack.us/img829/4992/lovemoneycover.jpg
فلقد قام نخبة من المترجمين الأكفاء بمنتدى الديفيدي العربي
بترجمة هذه السلسلة الوثائقية المكونة من ثلاث حلقات وهم
أ. أحمد الزعبي - أ. فيصل كريم - أ. عباس مشالي
http://media.bigoo.ws/content/88/265888/Stars.gif
حــب الـمــــال
هو الأساس في أزمة القِيَم والمفاهيم الرأسمالية
والذي أدى إلى الأزمة المالية الاقتصادية العالمية
ومازالت الأزمة مستمرة.....
إنه لمن المستحيل التعامل مع ما حدث بالتفرقة، بين الأزمة الاقتصادية الحادة التي يشهدها العالم اليوم، وبين القيم والمفاهيم الرأسمالية التي تسببت في تلك هذه الأزمة، وغيرها من الأزمات الأخلاقية والاقتصادية.
الأزمة المالية هي التداعيات الناجمة عن أزمة الرهون العقارية التي ظهرت على السطح في العام 2007 بسبب فشل ملايين المقترضين لشراء مساكن وعقارات في الولايات المتحدة في تسديد ديونهم للبنوك.
وأدى ذلك إلى حدوث هزة قوية للاقتصاد الأميركي، ووصلت تبعاتها إلى اقتصاديات أوروبا وآسيا مطيحة في طريقها بعدد كبير من كبريات البنوك والمؤسسات المالية العالمية.
http://forums.mvgroup.org/release.images/artistharry/money%209.jpg
ولم تفلح مئات مليارات الدولارات التي ضخت في أسواق المال العالمية في وضع حد لأزمة المرهونات العقارية التي ظلت تعتمل تحت السطح حتى تطورت إلى أزمة مالية عالمية، لم يخف الكثير من المسئولين خشيتهم من أن تطيح بنظم اقتصادية عالمية وأن تصل تداعياتها إلى الكثير من أنحاء العالم.
فلقد نشاء النظام الرأسمالي على جملة من القيم والمفاهيم التي تُطلق العنان للفرد في الكسب الفاحش والسريع، بغض النظر عن سلامة ونزاهة السبل والوسائل التي يتبعها في تحقيق هذا الثراء، ما لم تتعارض هذه السبل مع الرأسمالية ذاتها وقوانينها، فجعلت المالَ غاية عظمى تبرر الوسائل، وترخص في سبيلها الغايات والوسائل، فزرعت في الفرد روح الجشع والطمع، والصراع من أجل المال، والركض من غير توقف وراء التحصيل والثراء السريعين، فأوقعته بنهاية "الماراثون" سباق العدو في شراكومستنقعات اقتصادية وأخلاقية واجتماعية ونفسية خطيرة لا تُحمد عقباها وآثارها، كان آخرها تلك الأزمة الاقتصادية الحادة التي يشهدها العالم اليوم، والتي كثر حديث وسائل الإعلام عنها، والتي هي أشبه بالانهيار للنظام الرأسمالي منها إلى الأزمة، أو مجرد أزمة.
إن الفكرة الرأسمالية معروفه قانونيا باعتمادها على مبدأ، تتفرع منه بقية مبادئ وقوانين الاقتصاد الرأسمالية، وذلك بأن الإنسان هو المالك الحقيقي للمال، وبالتالي له كامل الحق في أن يتصرف بماله كسباً وإنفاقاً كيفما يشاء، وبالطرق التي تحلو له، ومن دون أن يُسأل عن ما يفعله من أي جهة كانت.
http://forums.mvgroup.org/release.images/artistharry/money%2015.jpg
من هذه السبل التي تبيحها الرأسمالية، من أجل التوصل إلى الغنى الفاحش والسريع، الربا، والميسر، والبِغاء والاتّجار به، والخمور والمتاجرة بها، والتأمين وأنظمته الذي مؤداه أن يملك الإنسان ما لا يملك وما لا يحق له أن يملكه، واستحلال الحرام، كالأنظمة الضريبية الظالمة، والتي منها أخذ الضرائب على مساكن الناس وبيوتهم، والغِش، والاحتكار، والكذب، والاحتيال المقنَّن، وغيرها من الوسائل المشبوهة غير الأخلاقية، التي تُحدث رفاهية سريعة للفرد، أو الدولة، لكنها مع الزمن تورث كوارث اقتصادية وأخلاقية واجتماعية ونفسية مدمرة على المجتمع والإنسان على حد سواء.
فإذا قمنا بالتأمل والتحري والتدقيق، نجد أن الأزمة الاقتصادية الحادة التي نشهدها اليوم، والتي أدت إلى انهيار النظام الرأسمالي ككل، سببها الرئيسي: الربا، والكذب، والغش والاحتيال، المحمي بالقانون الرأسمالي، فالسماسرة، وشركاتهم، وقعوا في الغش والكذب، والاحتيال، عندما ربطوا زبائن غير مؤهلين وغير معروفين بالبنوك بمنحهم قروض ضخمة، وبالرغم من أن ظروفهم الاقتصادية لا تؤهلهم للاقتراض، فالسمسار همه الأول هو أن يحصل على العمولة المخصصة له من الصفقة، وليكن بعدها ما يكون، فأتبع ذلك عجز الزبائن، المقترضين من البنك، بمن فيهم الضعفاء والأقوياء المعروفين وغير المعروفين، عن السداد للفوائد الزائدة عن أصل المبالغ التي يجب أن يدفعوها، والتي تتضاعف مع الزمن، وكلما تأخر زمن السداد، فالمشكلة من هذا الوجه، تكمن في الربا، والغش، والكذب، والاحتيال، وغياب الشعور بالمسؤولية.
الكثير من الناس، كانت تصلهم إلى بريديهم عشرات الرسائل، ومن جهات عدة لا يعرفونها ولا تعرفهم، تقدم لهم عرض اقتراض مغرٍ، والمبلغ الذي يشاءون، مقابل أن يوقعوا على الطلب فقط، وغيرهم كثيرون الذين حصل لهم هذا الذي نشير إليه، وحيث أنهم لم يوقعوا على أي قرض، فأظن أن الكثيرين غيرهم قد فعلوا نفس الشيء، ولم يواجهوا أية مشكلة عند استلام المبلغ، لكن المشاكل ظهرت عندما حان أوان التسديد، وتضاعف الربا على المُقترِض، وعلى البنك الملتزم نحو المستثمر بأن يدفع له الفوائد على أمواله، لكن هل ترون أن هذه طريقة مسئولة وصحيحة تحفظ الحقوق لأصحابها؟!
http://forums.mvgroup.org/release.images/artistharry/money%208.jpg
كيف عالجت البنوك الرأسمالية هذه المشكلة ؟!
قامت بإحصاء هذه المبالغ الضخمة التي لا يمكن تحصيلها من الزبائن، والشعوب في ظل الأنظمة الرأسمالية كلها زبون للبنوك الربوية، ومرتبطة بها بطريقة من الطرق، لا فكاك لها منها، فالناس في الأنظمة الرأسمالية واحد من اثنين لا ثالث لهما: إما أنه مقترض من البنوك، ومدين لها، أو أنه مستثمر فيها، وله أسهم فيها تدر عليه بالفوائد والربا، وحولتها إلى صكوك وأسهم على الورق ليس لها رصيداً في الواقع أو خزائن البنك، ثم عرضتها للبيع على المستثمرين، فباعوا ما ليس عندهم، وما لا يملكون، وهذا غش وكذب واحتيال!
قام المستثمرون بشراء هذه الأسهم، طمعاً في تحصيل الفوائد الربوية، التي سيقوم البنك بتحصيلها لهم، من الزبائن الذين عجزوا عن السداد، فالدافع لهم هو الربا، والاستغناء السريع عن طريق الربا؟!
ومع الزمن عُرف احتيال وكذب البنوك الربوية، بعد عجزها عن تسديد مستحقات المساهمين الربوية، الذين اشتروا تلك الأسهم الوهمية، وبعد ضياع أموال المستثمرين عند زبائن مجهولين وضعاف وغير أكفاء، فالمشكلة من هذا الوجه، هي الربا، والكذب، والنصب، والاحتيال، فحدثت نتيجة لذلك كله تلك الفوضى العارمة للاقتصاد العالمي الرأسمالي، التي نشهدها في هذه الأيام، وفقد الكل الثقة بالكل، وما عند كل واحد منهم من عروض وأسهم، خشية أن تكون وهمية، ومن دون رصيد، وهم لا يدرون!
كيف عالجت الأنظمة الرأسمالية الحاكمة في أمريكا وبلاد الغرب هذه المشكلة الاقتصادية والأخلاقية، والتي تنذر بانهيار النظام الرأسمالي ككل؟!
http://forums.mvgroup.org/release.images/artistharry/money%2013.jpg
لم تُعاقب المفسدين والمحتالين، والكذابين المرابين، بل ولم توجه لأحد منهم أية تهمة أو مساءلة، لأن كذبهم واحتيالهم، وفسادهم، لم يخرج عما تسمح به قوانين الرأسمالية، ثم لو أرادوا أن يُحاسبوا ويسألوا المسئولين عن هذه الأزمة، كان من اللازم عليهم أن يُحاسبوا منظومة ضخمة من الموظفين والمسئولين، تعدادهم بالآلاف، فعليهم وعلى جهودهم غير الأخلاقية يقوم النظام الرأسمالي الحر، وهذا ما جعلهم لا يقدرون عليه، لذا فهم عوضاً عن المساءلة والمحاسبة، عوضوهم وكافئوهم بضخ مئات المليارات من الدولارات إلى مؤسساتهم وبنوكهم، ليقفوا على أرجلهم من جديد، وليُمارسوا عملية الغش والاحتيال والنصب الربوي الرأسمالي من جديد!!
وأتمنى أن أكون قد أستطعت أن أوضح لكم ببساطة وأيجاز عن كيف بدأت الأزمة والتي لا تزال قائمة حتى الآن.
كما أود أن أشير إلى أن: تلك الأموال الضخمة التي تم ضخها وأنفقوها على تلك البنوك والمؤسسات، ليتماسك النظام الرأسمالي الربوي من السقوط والانهيار، هي مجرد مسكنات مؤقتة، وعلاج مؤقت وقصير، لا ينفع على المدى الطويل، وهذه الأموال الطائلة ستضيع من جديد، ثم تكون حسرة عليهم، كما ضاعت الأموال التي قبلها، وستُنفَق على بطون الوحوش الآدمية، التي لا تشبع، والتي لا يملئ بطونها إلا التراب، التي تجد في القوانين الرأسمالية ما يحميها من المساءلة والمحاسبة، وحينئذٍ ستعود المشكلة للظهور من جديد، وربما أقوى مما هي عليه الآن، وقد يضطرون حينها للإنفاق على هذه البنوك الربوية، أضعاف وأضعاف ما يدفعونه الآن، ولكن أيضاً بلا جدوى!
http://forums.mvgroup.org/release.images/artistharry/money%2011.jpg
فإن أردنا أن نقول كيف يكون ذلك؟!
نقول وبكل بساطة ووضوح: لأن أسباب المشكلة الحقيقية لا تزال قائمة، فهي لم تُزَل بعد، وبالتالي عندما تقذفالأموال إلى أطرافها ومسببيها من جديد، فهي ستنهض وتستشرف من جديد، لتلتهم تلك الأموال مهما كانت كثيرة، وبشراهة البطن الممدد، وبصورة أكبر مما كانت عليه من قبل، لأن الخطأ حينئذٍ سيكون قد تضخم أكثر، واللصوص قد انتقلوا من مرحلة الهواة إلى مرحلة المحترفين، والخرق قد اتسع اتساعاً يصعب ترقيعه، ولو اجتمع على ترقيعه خبراء لإصلاح الرقع (التمزق)!
http://media.bigoo.ws/content/88/265888/Stars.gif

عباس مشالي
18/08/2010, 03:54 AM
هناك أسئلة كثيرة
ما هو الحل؟ وأين البديل؟ وأين المنقذ؟ وبخاصة أن المعسكر الاشتراكي قد انهار وانهارت معه قيمه ومفاهيمه،وإلى حيث لا رجعة، فنحن لا نملك سوى خيار واحد لا غير، ألا وهو خيار الرأسمالية، وقيمها ومفاهيمها، لذا لا مناص لنا من التمسك به على ما في هذا الخيار من عِوج وقصور.

http://forums.mvgroup.org/release.images/artistharry/money%205.jpg
تفجر الأزمة
يمكن القول إن منتصف شهر سبتمبر بذلك العام شهد تفجر الأزمة المالية في الولايات المتحدة لدرجة أن المحللين الاقتصاديين والسياسيين اعتبروا بداية الأسبوع الثالث في هذا الشهر "أسبوعا داميا" وتاريخيا للاقتصاد الأميركي انهارت فيه مؤسسات مالية ضخمة، بعد سنوات طويلة من النجاح، واضطرت مؤسسات أخرى للاندماج خشية السقوط، في حين تواصل المد الزلزالي الاقتصادي ليطال مؤسسات مالية كبرى في أوروبا وآسيا باعتباره نتيجة محتومة لارتباطها الاستثماري بالسوق المالية الأميركية.

http://forums.mvgroup.org/release.images/artistharry/money%2012.jpg
أبرز الضحايا

1- بيعت مؤسسة واشنطن ميوتشوال للخدمات المالية -أكبر الصناديق الأميركية العاملة في مجال الادخار والإقراض- لمجموعة جي بي مورغان المصرفية العملاقة بـ 1.9 مليار دولار.
2- بنك الاستثمار الأميركي (ليمان برذارز) يعلن عن إفلاسه بعد فشل جهود المسئولين الأميركيين في وزارة الخزانة والاحتياطي الاتحادي الأميركي لإنقاذ البنك.
3- بنك "ميريل لينش" أحد البنوك الاستثمارية الكبرى في الولايات المتحدة يضطر لقبول عرض شراء من "بنك أوف أميركا" خشية تعرضه للإفلاس.
4- الحكومة الأميركية تعمل على تأميم الجزء الأكبر من نشاط شركة "أي آي جي" العملاقة وأكبر شركة تأمين في العالم، وذلك بعد شرائها ديون الشركة المتعثرة بمبلغ 85 مليار دولار.
5- انخفاض حاد في الأسواق المالية العالمية.
6- الحكومة البريطانية تضطر للتدخل لإنقاذ بنك "أتش بي أو أس" عن طريق قيام بنك لويدز بشرائه بمبلغ 12 مليار جنية إسترليني.
7- عشرات الآلاف من موظفي البنوك والمؤسسات المالية في أميركا وبريطانيا يفقدون وظائفهم.
8- انهيار سعر المجموعة المصرفية والتأمين البلجيكية الهولندية (فورتيس) في البورصة بسبب شكوك بشأن قدرتها على الوفاء بالتزاماتها.
9- بنك واكوفيا - رابع أكبر مصرف في الولايات المتحدة- بيع لمؤسسة سيتي غروب المصرفية الأميركية ضمن موجة الاندماجات في السوق الأميركية لمواجهة تبعات الأزمة المالية.
http://forums.mvgroup.org/release.images/artistharry/money%206.jpg
حلول عاجلة

1- البنوك المركزية في مجموعة الاقتصادات الرئيسية في العالم، ومنها البنك المركزي الأوروبي وبنك اليابان، تتفق على ضخ 180 مليار دولار في الأسواق عن طريق زيادة مشترياتها من سندات الخزانة الأميركية.
2- عشرة مصارف دولية توافق على إنشاء صندوق للسيولة برأسمال 70 مليار دولار لمواجهة أكثر حاجاتها إلحاحا، كما تعلن المصارف المركزية موافقتها على فتح مجالات التسليف.
3- المسئولون عن الأسواق المالية يقررون يوم 20 سبتمبر/أيلول 2008 وقف المضاربات القصيرة الأجل مؤقتا.
http://forums.mvgroup.org/release.images/artistharry/money%2010.jpg
http://media.bigoo.ws/content/88/265888/Stars.gif
قالوا عن الأزمة
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/d/d4/George-W-Bush.jpeg/453px-George-W-Bush.jpeg
-الرئيس الأميركي جورج بوش: "الاقتصاد الأميركي في خطر، وقطاعات رئيسية في النظام المالي الأميركي مهددة بالإغلاق".
http://media.bigoo.ws/content/88/265888/Stars.gif
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/a/a9/Vladimir_Putin_official_portrait.jpg/468px-Vladimir_Putin_official_portrait.jpg
-الرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين: "هذا لم يعد انعداما للإحساس بالمسؤولية من جانب بعض الأفراد، بل عدم إحساس بالمسؤولية لدى النظام كله الذي يتباهى بالزعامة العالمية".
http://media.bigoo.ws/content/88/265888/Stars.gif
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/ed/GordonBrown1234_cropped_.jpg/420px-GordonBrown1234_cropped_.jpg
- رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون: "الاستهتار داخل الولايات المتحدة بالنظام المالي هو الذي أدى إلى أزمة الائتمان المالي التي يعاني منها العالم".
http://media.bigoo.ws/content/88/265888/Stars.gif
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/e9/Alan_Greenspan_color_photo_portrait.jpg/455px-Alan_Greenspan_color_photo_portrait.jpg
-الرئيس السابق للاحتياطي الفدرالي الأميركي آلان غرينسبان: "الأزمة هي الأخطر منذ قرن، ولم تنته بعد وستستغرق مزيدا من الوقت، وأتوقع انهيار العديد من المؤسسات المالية الكبرى بسبب القسوة الاستثنائية لهذه الأزمة".
http://media.bigoo.ws/content/88/265888/Stars.gif
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/0/07/Ban_Ki-moon_by_UNDP.jpg/383px-Ban_Ki-moon_by_UNDP.jpg
-الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون: "الأزمة المالية تهدد معيشة مليارات الأشخاص عبر العالم خصوصا الأكثر فقرا".
http://media.bigoo.ws/content/88/265888/Stars.gif
http://www2.2space.net/images/upl_newsImage/1245350417.jpg
- وزير المالية الألماني بير شتاينبروك: "الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية الأزمة المالية العالمية الراهنة بسبب الحملة الأنغلوساكسونية التي تهدف لتحقيق أرباح كبيرة، ومكافآت هائلة للمصرفيين وكبار مديري الشركات، والأزمة ستخلف أثارا عميقة وستحدث تحولات في النظام المالي العالمي".
http://media.bigoo.ws/content/88/265888/Stars.gif
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/f/f4/Zoellick%2C_Robert_%28official_portrait_2008%29.jp g/473px-Zoellick%2C_Robert_%28official_portrait_2008%29.jp g
- رئيس البنك الدولي روبرت زوليك "الأزمة ستؤثر سلبا على الدول النامية، التي تواجه بالفعل ضغوطا على ميزانيات المدفوعات، لأن الأسعار المرتفعة تؤدي إلى تضخم فواتير الواردات".
http://media.bigoo.ws/content/88/265888/Stars.gif

عباس مشالي
18/08/2010, 04:00 AM
ملخص حلقات الفيلم الوثائقي
حــب الـمـــال
The Love of Money
http://media.bigoo.ws/content/88/265888/Stars.gif

http://a.imageshack.us/img580/7594/lovemoney.jpg
تقدم بنك ليمان براذرز وفقا لما نص عليه الفصل 11 لحماية الافلاس في 15 سبتمبر 2008 بالأعلان عن إفلاسه فلقد قام بتقديم أكبر إفلاس في تاريخ الولايات المتحدة مع ليمان الذي يستحوذ على أكثر من 600 مليار دولار من الأصول.

http://media.bigoo.ws/content/88/265888/Stars.gif
إن إنهيار بنك ليمان براذرز في 15 سبتمبر 2008 الماضي كان سببا قويا في خلق أكبر أزمة مالية في العالم منذ ثمانين عاماً. والآن ، وبعد مرور عامين ، لهيئة الاذاعة البريطانية التي قامت بعرض تقرير واضح بشأن ما حدث. وتكلفة المساهمين الفريدة من القادة الوطنيين وزراء المالية ورؤساء تنفيذيين ووصف مفاوضاتهم المتوترة في نيويورك ولندن وذلك عندما أتجه بنك ليمان براذرز نحو الافلاس. أمثال جوردون براون، وتيم غيثنر، واليستير دارلينج اللذين قاموا بالكشف عن المعضلات التي أصبحت تواجههم والقرارات التي اتخذوها. هذا الفيلم الوثائقي يحتوي على ثلاث حلقات، والذي يفسر لنا لماذا كان انهيار مصرف واحد قد أدى إلى ذلك الحد بعواقب وخيمة بالنسبة للاقتصاد العالمي ومبشرا بالركود الشامل.
http://media.bigoo.ws/content/88/265888/Stars.gif
الحلقة الأولى
البنك الذي أصاب العالم بالإفلاس
http://img33.imageshack.us/img33/4463/lovemoneychapter1.jpg

هذه الحلقة تحكي لنا القصة الدرامية من الداخل والتي حدثت أثناء عطلة نهاية الاسبوع في سبتمبر 2008 التي دمرت الاقتصاد العالمي تقريباً. كيف؟ ولماذا؟ بنك ليمان براذرز" وهو أكبر المؤسسات قوة وموثوق بها في عالم الاستثمار المصرفي - يذهب إلى إفلاس؟ لماذا بدء انهياره بالزلزال الذي هز الأسواق المالية؟
يعرض علينا الفيلم تقارير توضح ذلك مع أقوال شهود عيان من المشاركين، بما في ذلك تيموثي جيثنر، اليستير دارلينج ، ورئيس بنك باركليز بوب دايموند والمتحدث الرئيس التنفيذي جون ثاين باسم شركة ميريل لينش أحدي الشركات الرائدة في الإدارة المالية والاستشارية، والمحامي عن إفلاس ليمان براذرز ، ونحن نحكي قصة الاجتياح لكيفية انهيار أحد البنوك الاستثمارية العملاقة ذات عمر 158 عاما، والتي هددت بأكبر كارثة انهيار مالي.
ما الذي كانت عليه أنذاك؟ وإليكم نقدم ما قاله هارفي ميلر، وهو محام إفلاس بنك ليمان يقول: "كنا حقا على ما أعتقد في حالة عدائية".
http://media.bigoo.ws/content/88/265888/Stars.gif
الحلقة الثانية
عصر المخاطر
http://a.imageshack.us/img824/3458/lovemoneychapter2.jpg
هذه الحلقة تعرض علينا الملاح الرئيسية بمقابلة أجريت مع "ألان غرينسبان" وأقترحت فيها الأزمة الاقتصادية الراهنة في سياق العقدين الأخيرين من التاريخ. سنتحقق وننظر الى الثقة الداعمة لأروع عقدين من ازمنة الازدهار. إنها ستوضح كيف تمكنا من تغيير سلوكنا إلى المخاطرة وكيف إقترض المستهلكين أكثر من ذلك، وكيف قامت البنوك بالزيادة في التسليف أكثر، وقبل كل شيء فإن الحكومات تراجعت عن تنظيم ومراقبة ما كان يحدث لأي منها.
فمن كان محور كل شيء إنه هو "ألان غرينسبان" الذي، كان لمدة 20 عاما، كان واحدا من أكثر الأشخاص نفوذا في العالم، والمتعهد بتمثيل وإنشاء الأسواق الحرة. ولكن بعد ذلك ، في أكتوبر 2008 ، فقط بعد اسابيع قليلة من الانهيار الكارثي لبنك ليمان براذرز، قام هذا الرجل الذي اثرت افكاره العالم واعترف بأنه فقط وربما كان "جزئيا" على خطأ.
http://media.bigoo.ws/content/88/265888/Stars.gif
الحلقة الثالثة
التراجع عن حافة الهاوية
http://a.imageshack.us/img716/527/lovemoneychapter3.jpg
هذه الحلقة تحكي لنا القصة بوضوح شديد عن كيف إقترب العالم من الوصول الى حافة الانهيار الاقتصادي الكامل في الخريف الماضي.
للمرة الأولى يتحدث اللاعبين الأساسيين ليخبرونا عن كيف أنهم تقاتلوا لمنع حدوث كساد كبير جديد، وكيف أنهم كانوا ينظرون إلى ما قد يكلف العالم.
وحتى اليوم، أدرك البعض مدى إقترابنا نحن جميعا من حقيقة الدخول في انهيار كارثي بسبب الأسس التي يقوم عليها العالم الحديث.
يقوم بعض الأشخاص برواية القصة وهم الذين اتخذوا القرارات بشأنها : جوردون براون ، ورئيس البرازيل لولا ووزراء المالية بما في ذلك تيم غيثنر واليستير دارلينج من الولايات المتحدة، وبير شتاينبروك من ألمانيا، والفرنسية كريستين لاغارد، وبريان لينيهان من ايرلندا.
ومحافظو البنوك المركزية بما في ذلك ميرفين كينغ، وللمرة الأولى ، مسؤولين من وراء الكواليس ليخبرونا عن البدايات والنهايات من الشهر الذي تحكموا فيه بمصير العالم في أيديهم.
وكيف إقترب العالم من الانهيار؟ هذا هو ما قالته مستشارة "داونينغ ستريت" وهي بارونيز شريتي فاديرا بقولها ان هذه الحالة لم تجعلني أعمل بدم بارد للتفكير في كيفية إغلاق كامل النظام العالمي كان للانهيار.
http://media.bigoo.ws/content/88/265888/Stars.gif
ملفات الترجمة العربية لنسخ الحلقات الثلاثة
وروابط التورنت لنسخ الحلقات الثلاثة
وملف الروابط المباشرة بالمرفقات.
أو
يمكنكم تحميل كل ذلك مباشرة من هنــا. (http://www.4shared.com/file/LHbSU1uw/BBC_The_Love_of_Money.html)
4 (http://www.4shared.com/file/LHbSU1uw/BBC_The_Love_of_Money.html)shared (http://www.4shared.com/file/LHbSU1uw/BBC_The_Love_of_Money.html)

فيصل كريم
18/08/2010, 04:09 AM
شكرا للاستاذ العزيز عباس مشالي على هذا التقديم الرائع لهذه السلسلة المهمة حب المال. وقد استمتعت بالعمل مع هذه المجموعة المتميزة من المترجمين الكبار الاخ العزيز أحد الزعبي والاخ الفاضل ا/ عباس مشالي.

والحقيقة أن لي كلمة بخصوص درجة صعوبة هذه الترجمة بغض النظر عن الكمية الهائلة من الكلمات والسطور التي تحتويها الملفات. فالترجمة التي تتطرق لعلم الاقتصاد أيا كان موضوعها، فهي تحتوي على درجة معينة من الصعوبة وذلك لسبب بسيط ألا وهو أن الاقتصاد هو علم متكامل ويحتوي أي موضوع يتطرق إليه على مصطلحات ومفاهيم مجردة غاية في الدقة. وهذا الأمر قد يوقع المترجم غير الواعي لهذه النقطة بترجمة غير علمية ومليئة بالبعد عن الدقة بوصف هذه المصطلحات على حسب مسمياتها المتعارف عليها اقتصاديا. ولا ادعي العلم أو المعرفة بالمجال الاقتصادي أو إدارة الاعمال، ولولا الله عز وجل ثم وجود الاستاذ الاقتصادي ورجل الأعمال البارز عباس مشالي وتعاونه معنا بابداء آرائه السديدة بالترجمة لما ظهرت بهذا الشكل والحمد لله. وهذه نصيحة ألا يتم ترجمة أي تخصص علمي دقيق إلا بعد توفر قاموس متخصص حديث لهذا العلم أو الرجوع لأهل الاختصاص والخبرة بهذا المجال أو ذاك.

ونتمنى أن يستفيد الجميع من هذه السلسلة الوثائقية المهمة وهذا الموضوع التخصصي الذي قدمه الاستاذ عباس مشالي، حتى يتعرف الجميع على كيفية وقوع الأزمة المالية التي اجتاحت العالم منذ عام 2007 من ناحية نشأتها وتطورها ومن هم ضحياها المباشرين وكذلك اللاحقين وسقوط رؤوسها واحدا تلو الآخر. والأيام المقبلة ستظهر من هم الضحايا المقبلين.

ونكرر التحذير بعدم نقل الترجمة أو الاستفادة منها بأي شكل من الأشكال إلا بعد الرجوع لأحد مترجمي هذه السلسلة وأخذ الموافقة بهذا الشأن. والرجاء تقدير هذا الأمر حتى نرتقي بهذا النشاط نحو الاتجاه الصحيح.

أما ترجمة مثل هذه السلسلة وغيرها فتعتبر من الأعمال التخصصية ولا يستطيع أي مترجم اقتحامها إلا بحالتين:

الأولى: توفر قاموس متخصص ومحدّث حسب آخر المعلومات العلمية وهنا بالمجال المالي والاقتصادي. وهو ما لم يكن متوافرا لدينا للأسف.

الثانية: أن يتوفر مرجع ذو خبرة بالمجال المعني (قد يكون الاقتصادي أو الطبي أو الفيزيائي أو الهندسي...إلخ) وهو ما أسعدنا الحظ بتوفره بهذه السلسلة بوجود الاستاذ عباس مشالي كما ذكرنا آنفا.

ولا شك أن من سيلحظ السطور سيلاحظ الكمية الهائلة من السطور بكل تتر. حيث أن معظم التترات تحتوي على ثلاث سطور. والحقيقة أنني أسريت للاخوة من أنني ضعيف بهذا المجال دون وجود قاموس متخصص حديث، فالانسان لا يحيط علما بكل شيء وعصرنا هذا يعتمد على الدقة والتخصص. ولا زلت بالواقع لستُ راضيا عن ترجمتي رغم التشجيع الذي تلقيته من كل من الاخوة عباس مشالي وأحمد الزعبي لوجود شبهة بعدم الدقة بنقل بعض المصطلحات الاقتصادية قد يكون من أبرزها مصطلح Toxic Assets فهي لا تنطبق عليها تعريف "الأصول السامة" كما قيل لي بعد النشر، والأنسب هو تعريف "الأصول الفاسدة" على سبيل المثال. لكن على كل حال أيها الاخوة، تبقى هذه تجربة بكل ما بها من أمور خاطئة أو صحيحة مثالا على الاستفادة من هذه الخطوات والتجارب. ويجب أن ننمي حرية التحدث عن اخطائنا أو هفواتنا حتى يستفيد من يأتي بعدنا ونتعلم جميعا الدروس المفيدة.

وتقبلوا منا أطيب الأماني

هاني إدريس
18/08/2010, 04:17 AM
أســأتذتي الأفـاضـــل / أ:عباس مشـالي ، أخي : فيصــل كـريــم، النشيط : أحمـد الزعبي... بعد جزيل الشكر والتحية التي أعجــز عنها وبعد التهنئة بالأيام المباركــة ، أهنئي نفسي وإخواني على هداياكم القيمـة والمتوالية لشباب الأمة العربيـة أجمـع، جعلها الله دوماً بميزان حسـناتكم وعشتم دوماً لتمتعونا بمثل تلك الأعمـال الجادة والمفيدة.




الأخوة الأعزاء بما أن موضوع الأزمة الاقتصادية معقد للغاية، من الطريف أثناء تصفحي بشبكة الإنترنت لفهم الموضوع بطريقة مبسطة، وجدت قصة رائعة تبين لنا بشرح مبسط وطريف للموضوع

فهم الكثيرون أن هناك أزمة تعصف بالاقتصاد الأميركي، ولكنهم لم يدركوا بالضبط ماذا حدث، وقد أسترسل أحد الإخوة بمقالة طريفة تشرح الأمر بشكل مبسط فجزاه الله كل خير.
http://knol.google.com/k/-/-/1ja6mi4jxyukb/4llob3/yhjktik.bmp
إليكم القصة
يعيش 'سعيد أبو الحزن' مع عائلته في شقة مستأجرة وراتبه ينتهي دائما قبل نهاية الشهر. حلم سعيد أن يمتلك بيتاً في 'أمرستان'، ويتخلص من الشقة التي يستأجرها بمبلغ 700 دولار شهرياً. ذات يوم فوجئ سعيد بأن زميله في العمل، نبهان السَهيان، اشترى بيتاً بالتقسيط. ما فاجأ سعيد هو أن راتبه الشهري هو راتب نبهان نفسه، وكلاهما لا يمكنهما بأي شكل من الأشكال شراء سيارة مستعملة بالتقسيط، فكيف ببيت؟ لم يستطع سعيد أن يكتم مفاجأته فصارح نبهان بالأمر، فأخبره نبهان أنه يمكنه هو أيضاً أن يشتري بيتا مثله، وأعطاه رقم تلفون المكتب العقاري الذي اشترى البيت عن طريقه.

لم يصدق سعيد كلام نبهان، لكن رغبته في تملك بيت حرمته النوم تلك الليلة، وكان أول ما قام به في اليوم التالي هو الاتصال بالمكتب العقاري للتأكد من كلام نبهان، ففوجئ بالاهتمام الشديد، وبإصرار الموظفة 'سهام نصابين' على أن يقوم هو وزوجته بزيارة المكتب بأسرع وقت ممكن. وشرحت سهام لسعيد أنه لا يمكنه الحصول على أي قرض من أي بنك بسبب انخفاض راتبه من جهة، ولأنه لا يملك من متاع الدنيا شيئا ليرهنه من جهة أخرى. ولكنها ستساعده على الحصول على قرض، ولكن بمعدلات فائدة عالية. ولأن سهام تحب مساعدة 'العمال والكادحين' أمثال سعيد فإنها ستساعده أكثر عن طريق تخفيض أسعار الفائدة في الفترة الأولى حتى 'يقف سعيد على رجليه'. كل هذه التفاصيل لم تكن مهمة لسعيد. المهم ألا تتجاوز الدفعات 700 دولار شهريا.
باختصار، اشترى سعيد بيتاً في شارع 'البؤساء' دفعاته الشهرية تساوي ما كان يدفعه إيجاراً للشقة. كان سعيد يرقص فرحاً عندما يتحدث عن هذا الحدث العظيم في حياته: فكل دفعة شهرية تعني أنه يتملك جزءا من البيت، وهذه الدفعة هي التي كان يدفعها إيجارا في الماضي. أما البنك، 'بنك التسليف الشعبي'، فقد وافق على إعطائه أسعار فائدة منخفضة، دعما منه 'لحصول كل مواطن على بيت'، وهي العبارة التي ذكرها رئيس البلد، نايم بن صاحي، في خطابه السنوي في مجلس رؤساء العشائر.

مع استمرار أسعار البيوت في الارتفاع، ازدادت فرحة سعيد، فسعر بيته الآن أعلى من الثمن الذي دفعه، ويمكنه الآن بيع البيت وتحقيق أرباح مجزية. وتأكد سعيد من هذا عندما اتصل ابن عمه سحلول ليخبره بأنه نظرا لارتفاع قيمة بيته بمقدار عشرة آلاف دولار فقد استطاع الحصول على قرض قدره 30 ألف دولار من البنك مقابل رهن جزء من البيت. وأخبره أنه سينفق المبلغ على الإجازة التي كان يحلم بها في جزر الواق واق، وسيجري بعض التصليحات في البيت. أما الباقي فإنه سيستخدمه كدفعة أولية لشراء سيارة جديدة.
القانون لا يحمي المغفلين
إلا أن صاحبنا سعيد أبو الحزن وزميله نبهان السهيان لم يقرآ العقد والكلام الصغير المطبوع في أسفل الصفحات. فهناك فقرة تقول إن أسعار الفائدة متغيرة وليست ثابتة. هذه الأسعار تكون منخفضة في البداية ثم ترتفع مع الزمن. وهناك فقرة تقول إن أسعار الفائدة سترتفع كلما رفع البنك المركزي أسعار الفائدة. وهناك فقرة أخرى تقول إنه إذا تأخر عن دفع أي دفعة فإن أسعار الفائدة تتضاعف بنحو ثلاث مرات. والأهم من ذلك فقرة أخرى تقول إن المدفوعات الشهرية خلال السنوات الثلاث الأولى تذهب كلها لسداد الفوائد. هذا يعني أن المدفوعات لا تذهب إلى ملكية جزء من البيت، إلا بعد مرور ثلاث سنوات.

بعد أشهر رفع البنك المركزي أسعار الفائدة فارتفعت الدفعات الشهرية ثم ارتفعت مرة أخرى بعد مرور عام كما نص العقد. وعندما وصل المبلغ إلى 950 دولاراً تأخر سعيد في دفع الدفعة الشهرية، فارتفعت الدفعات مباشرة إلى 1200 دولار شهريا. ولأنه لا يستطيع دفعها تراكمت عقوبات إضافية وفوائد على التأخير وأصبح سعيد بين خيارين، إما إطعام عائلته وإما دفع الدفعات الشهرية، فاختار الأول، وتوقف عن الدفع. في العمل اكتشف سعيد أن زميله نبهان قد طرد من بيته وعاد ليعيش مع أمه مؤقتا، واكتشف أيضاً أن قصته هي قصة عديد من زملائه فقرر أن يبقى في البيت حتى تأتي الشرطة بأمر الإخلاء. مئات الألوف من 'أمرستان' عانوا المشكلة نفسها، التي أدت في النهاية إلى انهيار أسواق العقار.

أرباح البنك الذي قدم قرضا لسعيد يجب أن تقتصر على صافي الفوائد التي يحققها من هذا القرض، ولكن الأمور لم تتوقف عند هذا الحد. قام البنك ببيع القرض على شكل سندات لمستثمرين، بعضهم من دول الخليج، وأخذ عمولة ورسوم خدمات منهم. هذا يعني أن البنك كسب كل ما يمكن أن يحصل عليه من عمولات وحول المخاطرة إلى المستثمرين. المستثمرون الآن يملكون سندات مدعومة بعقارات، ويحصلون على عوائد مصدرها مدفوعات سعيد ونبهان الشهرية. هذا يعني أنه لو أفلس سعيد أو نبهان فإنه يمكن أخذ البيت وبيعه لدعم السندات. ولكن هؤلاء المستثمرين رهنوا هذه السندات، على اعتبار أنها أصول، مقابل ديون جديدة للاستثمار في شراء مزيد من السندات. نعم، استخدموا ديونا للحصول على مزيد من الديون! المشكلة أن البنوك تساهلت كثيرا في الأمر لدرجة أنه يمكن استدانة 30 ضعف كمية الرهن. باختصار، سعيد يعتقد أن البيت بيته، والبنك يرى أن البيت ملكه أيضاً. المستثمرون يرون أن البيت نفسه ملكهم هم لأنهم يملكون السندات. وبما أنهم رهنوا السندات، فإن البنك الذي قدم لهم القروض، بنك 'عماير جبل الجن'، يعتقد أن هناك بيتا في مكان ما يغطي قيمة هذه السندات، إلا أن كمية الديون تبلغ نحو 30 ضعف قيمة البيت!
أما سحلول، ابن عم سعيد، فقد أنفق جزءا من القرض على إجازته وإصلاح بيته، ثم حصل على سيارة جديدة عن طريق وضع دفعة أولية قدرها ألفا دولار، وقام بنك 'فار سيتي' بتمويل الباقي. قام البنك بتحويل الدين إلى سندات وباعها إلى بنك استثماري اسمه 'لا لي ولا لغيري'، الذي احتفظ بجزء منها، وقام ببيع الباقي إلى صناديق تحوط وصناديق سيادية في أنحاء العالم كافة. سحلول يعتقد أنه يمتلك السيارة، وبنك 'فار سيتي' يعتقد أنه يملك السيارة، وبنك 'لالي ولا لغيري' يعتقد أنه يمتلك السيارة، والمستثمرون يعتقدون أنهم يملكون سندات لها قيمة لأن هناك سيارة في مكان ما تدعمها. المشكلة أن كل هذا حصل بسبب ارتفاع قيمة بيت سحلول، وللقارئ أن يتصور ما يمكن أن يحصل عندما تنخفض قيمة البيت، ويطرد سحلول من عمله!

القصة لم تنته بعد!
بما أن قيمة السندات السوقية وعوائدها تعتمد على تقييم شركات التقييم هذه السندات بناء على قدرة المديون على الوفاء، وبما أنه ليس كل من اشترى البيوت له القدرة نفسها على الوفاء، فإنه ليست كل السندات سواسية. فالسندات التي تم التأكد من أن قدرة الوفاء فيها ستكون فيها أكيدة ستكسب تقدير 'أ'، وهناك سندات أخرى ستحصل على 'ب' وبعضها سيصنف على أنه لا قيمة له بسبب العجز عن الوفاء. لتلافي هذه المشكلة قامت البنوك بتعزيز مراكز السندات عن طريق اختراع طرق جديدة للتأمين بحيث يقوم حامل السند بدفع رسوم تأمين شهرية كي تضمن له شركة التأمين سداد قيمة السند إذا أفلس البنك أو صاحب البيت، الأمر الذي شجع المستثمرين في أنحاء العالم كافة على اقتناء مزيد من هذه السندات. وهكذا أصبح سعيد ونبهان وسحلول أبطال الاقتصاد العالمي الذي تغنى به الكاتب 'توماس فريدمان'.
http://www.aawsat.com/2007/10/07/images/economy1.440268.jpg
في النهاية، توقف سعيد عن سداد الأقساط، وكذلك فعل نبهان وسحلول وغيرهم، ففقدت السندات قيمتها، وأفلست البنوك الاستثمارية وصناديق الاستثمار المختلفة. أما الذين اشتروا تأمينا على سنداتهم فإنهم حصلوا على قيمتها كاملة، فنتج عن ذلك إفلاس شركة التأمين 'أي آي جي'. عمليات الإفلاس أجبرت البنوك على تخفيف المخاطر عن طريق التخفيض من عمليات الإقراض، الأمر الذي أثر في كثير من الشركات الصناعية وغيرها التي تحتاج إلى سيولة لإتمام عملياتها اليومية، وبدأت بوادر الكساد الكبير بالظهور، الأمر الذي أجبر حكومة "أمرستان" على زيادة السيولة عن طريق ضخ كميات هائلة لإنعاش الاقتصاد الذي بدأ يترنح تحت ضغط الديون للاستثمار في الديون! أما 'توماس فريدمان' فقد قرر أن يكسب مزيدا من الملايين حيث سينتهي من كتابة قصة سعيد أبو الحزن عما قريب.