المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أبو علبة السردين



داعس ابو كشك
20/08/2010, 05:58 PM
كثيرة هي الروايات والأحاديث والقصص التي لم تكتب بعد عن حياة الشهيد القائد الرمز ياسر عرفات سواء ما كان منها في الخارج بداً من المحطة المصرية عندما كان طالباً في كلية الهندسة ومروراً بالكويت والجزائر وسوريا ولبنان وعودته البطولية إلى الأراضي المحتلة بعد عام 1967 على رأس مجموعة من الفدائيين وكانت مهمتهم تنظيم وترتيب قواعد العمل الفدائي , ولم تعتب عليه أي بقعة في الوطن حيث صال وجال في اركان معمورة الأراضي المحتلة في الليل والنهار لنشر المد النضالي في مقاومة المحتل , حيث شهدت الأراضي المحتلة توهجاً كفاحياً عالياً في جميع بقاع الأراضي المحتلة حيث انه في بعض المناطق لم تستطيع قوات الأحتلال التواجد فيها في الليل وخاصة في الأغوار وبيارات قطاع غزة .

وضمن هذا السياق حدثني صديق لي وهو غازي فودة مدير مدرسة ذكور بلعا الأساسية وله صلة قربى مع الشهيد المناضل المرحوم علي فوده وللاهمية بمكان فإن الكاتب قد تعرف على الشهيد علي فوده أثناء دراسته الجامعية في الخارج فكان إنسان دائم الحركة والنشاط شاعر موهوب وشاعر الثورة والجماهير شاعر الوطن والمقاومة شاعر الأغاني والأهازيج الوطنية التي ما زالت كلماتها المعبرة تصدح في سماء الوطن ولم يعش هذا الشاعر في الفلل والغرف المكيفة إنما عاش في المخيمات والجبال والقواعد وقد كرس وقته للثورة حتى أنه أثناء الأجتياح الأسرائيلي للبنان في عام 1982 عمل الشاعر على إصدار جريدة الرصيف وكان يوزعها بيده على المقاتلين في الخطوط الأمامية حيث باغتته قذيفة إسرائيلية فاستشهد .

وعودة إلى حديث صديقي المربي غازي فوده إذ حدثني قائلاً (أنه في صيف عام 1968 وكان عمري 16 عاما ذهبت مع عائلتي إلى جني مزروعاتنا في شعب عزبة أبو خميش في كفر اللبد فرأيت مجموعة من الجنود يحملون أمتعتهم على ظهورهم فقلت لوالدتي هؤلاء جنود إسرائيليون فأمرتني أن أختبئ وتابعت نظراتي إلى سيرهم حتى دخلوا مغارة كبيرة وبعدها تبعهم زوج شقيقي فأنزعجت من ذلك حتى قامت والدتي بتهدئة روعتي وقالت لي هؤلاء فدائيون فارتحت وطلبت من والدتي التي أحضرت طبق المقلوبة وأنا أرافقها لتقديم ذلك إلى المجموعة وفعلاً دخلت المغارة وسلمت على الجميع وتعرفت على شخصية أبو عمار الذي فتح حقيبته وناولني علبة سردين مكتوب عليها صنع في الجمهورية العربية المتحدة وتناولت حجرا وضربت به علبة السردين من أجل فتحها فأنتبه أبو عمار فقال لي هات يا واد العلبة وقام بفتحها وقال لي (كل يا واد ) باللهجة المصرية التي يتقنها الرئيس أبو عمار رحمه الله , وأضاف الراوي قائلاً لم يأكل أبو عمار بالملعقة , وكان يأكل بيديه , وتابع قائلا لقد شهدت تلك المنطقة عمليات عنيفة ضد قوات الاحتلال وخاصة في الليل حيث كان الفدائيون يقومون بنصب الحواجز ووضع الاسلاك التي تعيق تقدم قوات الاحتلال وخاصة في (لية بلعا ) وهي منطقة مشهورة في المقاومة وورد ذكرها في معارك النضال الفلسطيني زمن الانتداب البريطاني وكان يتم تعطيل (عزيزة وبنتها) وهو اللقب الذي اطلقه الفلسطينيون على المصفحة الاسرائيلية التي كانت عجلاتها من اطارات الكاوتشوك وسيارة الجيب الذي كان يرافقها حيث قامت بعدها قوات الاحتلال بتثبيت قضيب حديدي في مقدمة السيارة من اجل اكتشاف الاسلاك التي تنصب لهم .

واضاف الراوي انه بعد مغادرة ابو عمارالمغارة ذهبت اليها وعثرت على نظارته البيرسون التي احتفظ بها , ويا ليتني احتفظت بعلبة السردين !!
وبعد رجوع السلطة الوطنية الى ارض الوطن قدم الرئيس ابو عمار لزيارة جامعة النجاح حيث كنت طالبا فيها وحاولت ان اقابله فلم يسمح لي فذهبت الى المقاطعة مكان ضيافة ابو عمار في نابلس وطلبت من الحرس ان التقي بالرئيس لكنهم رفضوا وبعد الحاح شديد من قبلي مرفوق بصياح قلت للحراس قولوا لابو عمار ابو علبة السردين يريد مقابلتك فسمع ذلك ابو عمار فطلب من الجنود ان يسمحوا لي بالدخول اليه , وعندما اخبرته بالرواية حول علبة السردين وعرفته على نفسي طلب من الحضور ان يستمعوا الى الرواية وكل دقيقة يقول ابو عمار ذكرني يا واد , وطلب مني ان اوثق ذلك فأجبته انني قمت بتوثيق تلك الرواية, وفي النهاية شد علي يدي بإبتسامته المعهودة , وقال لي مكتبي مفتوح امامك .
ان هذا التوثيق جزء من الرواية الفلسطينية التي بطلها الرئيس الشهيد ياسر عرفات ورفاقه , وانا اسوق هذه الرواية من اجل أن تطلع الأجيال الفلسطينية على هذا التاريخ الفلسطيني والذين صنعوه , وما زال هناك الكثير مما لم يكتب عن الشهيد ياسر عرفات وانا ادعو كل من لديه رواية عن الشهيد ياسر عرفات أن يُفسح بها من أجل توثيق حياة الرئيس الراحل ياسر عرفات .

حمزة السريجي
23/08/2010, 12:12 PM
كثيرة هي الروايات والأحاديث والقصص التي لم تكتب بعد عن حياة الشهيد القائد الرمز ياسر عرفات سواء ما كان منها في الخارج بداً من المحطة المصرية عندما كان طالباً في كلية الهندسة ومروراً بالكويت والجزائر وسوريا ولبنان وعودته البطولية إلى الأراضي المحتلة بعد عام 1967 على رأس مجموعة من الفدائيين وكانت مهمتهم تنظيم وترتيب قواعد العمل الفدائي , ولم تعتب عليه أي بقعة في الوطن حيث صال وجال في اركان معمورة الأراضي المحتلة في الليل والنهار لنشر المد النضالي في مقاومة المحتل , حيث شهدت الأراضي المحتلة توهجاً كفاحياً عالياً في جميع بقاع الأراضي المحتلة حيث انه في بعض المناطق لم تستطيع قوات الأحتلال التواجد فيها في الليل وخاصة في الأغوار وبيارات قطاع غزة .
وضمن هذا السياق حدثني صديق لي وهو غازي فودة مدير مدرسة ذكور بلعا الأساسية وله صلة قربى مع الشهيد المناضل المرحوم علي فوده وللاهمية بمكان فإن الكاتب قد تعرف على الشهيد علي فوده أثناء دراسته الجامعية في الخارج فكان إنسان دائم الحركة والنشاط شاعر موهوب وشاعر الثورة والجماهير شاعر الوطن والمقاومة شاعر الأغاني والأهازيج الوطنية التي ما زالت كلماتها المعبرة تصدح في سماء الوطن ولم يعش هذا الشاعر في الفلل والغرف المكيفة إنما عاش في المخيمات والجبال والقواعد وقد كرس وقته للثورة حتى أنه أثناء الأجتياح الأسرائيلي للبنان في عام 1982 عمل الشاعر على إصدار جريدة الرصيف وكان يوزعها بيده على المقاتلين في الخطوط الأمامية حيث باغتته قذيفة إسرائيلية فاستشهد .
وعودة إلى حديث صديقي المربي غازي فوده إذ حدثني قائلاً (أنه في صيف عام 1968 وكان عمري 16 عاما ذهبت مع عائلتي إلى جني مزروعاتنا في شعب عزبة أبو خميش في كفر اللبد فرأيت مجموعة من الجنود يحملون أمتعتهم على ظهورهم فقلت لوالدتي هؤلاء جنود إسرائيليون فأمرتني أن أختبئ وتابعت نظراتي إلى سيرهم حتى دخلوا مغارة كبيرة وبعدها تبعهم زوج شقيقي فأنزعجت من ذلك حتى قامت والدتي بتهدئة روعتي وقالت لي هؤلاء فدائيون فارتحت وطلبت من والدتي التي أحضرت طبق المقلوبة وأنا أرافقها لتقديم ذلك إلى المجموعة وفعلاً دخلت المغارة وسلمت على الجميع وتعرفت على شخصية أبو عمار الذي فتح حقيبته وناولني علبة سردين مكتوب عليها صنع في الجمهورية العربية المتحدة وتناولت حجرا وضربت به علبة السردين من أجل فتحها فأنتبه أبو عمار فقال لي هات يا واد العلبة وقام بفتحها وقال لي (كل يا واد ) باللهجة المصرية التي يتقنها الرئيس أبو عمار رحمه الله , وأضاف الراوي قائلاً لم يأكل أبو عمار بالملعقة , وكان يأكل بيديه , وتابع قائلا لقد شهدت تلك المنطقة عمليات عنيفة ضد قوات الاحتلال وخاصة في الليل حيث كان الفدائيون يقومون بنصب الحواجز ووضع الاسلاك التي تعيق تقدم قوات الاحتلال وخاصة في (لية بلعا ) وهي منطقة مشهورة في المقاومة وورد ذكرها في معارك النضال الفلسطيني زمن الانتداب البريطاني وكان يتم تعطيل (عزيزة وبنتها) وهو اللقب الذي اطلقه الفلسطينيون على المصفحة الاسرائيلية التي كانت عجلاتها من اطارات الكاوتشوك وسيارة الجيب الذي كان يرافقها حيث قامت بعدها قوات الاحتلال بتثبيت قضيب حديدي في مقدمة السيارة من اجل اكتشاف الاسلاك التي تنصب لهم .
واضاف الراوي انه بعد مغادرة ابو عمارالمغارة ذهبت اليها وعثرت على نظارته البيرسون التي احتفظ بها , ويا ليتني احتفظت بعلبة السردين !!
وبعد رجوع السلطة الوطنية الى ارض الوطن قدم الرئيس ابو عمار لزيارة جامعة النجاح حيث كنت طالبا فيها وحاولت ان اقابله فلم يسمح لي فذهبت الى المقاطعة مكان ضيافة ابو عمار في نابلس وطلبت من الحرس ان التقي بالرئيس لكنهم رفضوا وبعد الحاح شديد من قبلي مرفوق بصياح قلت للحراس قولوا لابو عمار ابو علبة السردين يريد مقابلتك فسمع ذلك ابو عمار فطلب من الجنود ان يسمحوا لي بالدخول اليه , وعندما اخبرته بالرواية حول علبة السردين وعرفته على نفسي طلب من الحضور ان يستمعوا الى الرواية وكل دقيقة يقول ابو عمار ذكرني يا واد , وطلب مني ان اوثق ذلك فأجبته انني قمت بتوثيق تلك الرواية, وفي النهاية شد علي يدي بإبتسامته المعهودة , وقال لي مكتبي مفتوح امامك .
ان هذا التوثيق جزء من الرواية الفلسطينية التي بطلها الرئيس الشهيد ياسر عرفات ورفاقه , وانا اسوق هذه الرواية من اجل أن تطلع الأجيال الفلسطينية على هذا التاريخ الفلسطيني والذين صنعوه , وما زال هناك الكثير مما لم يكتب عن الشهيد ياسر عرفات وانا ادعو كل من لديه رواية عن الشهيد ياسر عرفات أن يُفسح بها من أجل توثيق حياة الرئيس الراحل ياسر عرفات .

-----------------------------------------------------------
جزاك الله خيراً أخانا الفاضل ،
فهذه القصة الطريفة الحافلة بالروح الوطنية المعطاءة ،، درسٌ لنا وللأجيال القادمة ،،،
فالرئيس الشهيد * أبو عمار * ،، والزعيم الشهيد * أحمد ياسين * وأسد فلسطين * الرنتيسي * وغيرهم ،،،، قد رسموا الملامح السليمة للجهاد والنضال ضد المحتل الغاصب ،،
ورسموا أيضاً إنسانية الفلسطيني التي تتجسد أينما حل "!!
شكراً لك أخي الفاضل