المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زرياب ..............اصل الذوق من بلاد المسلمين



سهام محمد نعمان
20/08/2010, 08:05 PM
زرياب ..............اصل الذوق من بلاد المسلمين
هو أبو الحسن علي بن نافع مولى المهدي الخليفة العباسي. لقب بزرياب وهو اسم طير أسود اللون عذب الصوت من الموصل وله اسهامات بارزة في الموسيقى العربية والشرقية. ولد زرياب في الموصل ونشأ في بغداد وكان تلميذا لإسحق الموصلي بصورة سرية إلى أن أتقن في الغناء عليه ففي ذات يوم طلب الخليفة هارون الرشيد من إسحق الموصلي أن يأتي معه بمغن جديد يجيد الغناء، فأحضر إسحق زرياب فاستأذن من الخليفة بأن يغني فأذن له:
يا أيها الملك الميمون طائره هارون راح إليك الناس وابتكروا
إلى أن أكمل نوبته فطار الرشيد فرحا وتعجب منه كثيرا وطلب من أستاذه إسحق أن يعتز به، إلا أن إسحاق داخله الحسد والحقد فهدد زرياب وخيره بالخروج من بغداد أو أن يغتاله، فرجح زرياب الخروج من بغداد فخرج وتوجه إلى الأندلس وكان الخليفة هناك آنذاك عبد الرحمن الثاني، فكتب زرياب إلى الخليفة يستأذنه بالدخول إلى بلاطه فرد عليه حسنا ورحب به، وبعد أن دخل بلاط الخليفة وأصبح من حاشيته غنى بحضرته وما أن سمعه الخليفة حتى شغف به وقربه إليه وأصبح نديمه ومن أقرب الناس إليه. وعندما اشتهر زرياب في الأندلس وتمركز بهاو قد لقب زرياب بالقرطبي إذ بدأ نشاطه في مدينة قرطبة فأسس دار المدنيات للغناء وللموسيقى يضم أبناءه الثمانية وابنتيه إضافة إلى عدد آخر من المغنين وتعتبر هذه أول مدرسة أسست لتعليم علم الموسيقى والغناء وأساليبها وقواعدها. كان الموسيقار والمطرب زرياب يقوم بدور كريستيان ديور.. فهو الذي نقل أجمل ما في بغداد إلى قرطبة ومنها إلى الأندلس. وهو وحده الذي نقل أحسن الأقمشة وأزهى الألوان من بيوت الخلفاء إلى بيوت النبلاء. وهو الذي أتى معه من بغداد بمعجون الأسنان ومزيلات العرق والعطور والعجائن العطرية كالصابون العطري.
وكتب تاريخ الأندلس تعطي من صفحاتها مساحات كبيرة للرجل الأسطورة زرياب وتنسب إليه أنه ارتقى بالذوق العام في الأندلس.. دون الرجال والنساء.. ووصفوه بأنه الرجل الشيك في كلامه وطعامه. وأنه كان يلفت الأنظار إلى طريقته في الكلام والجلوس إلى المائدة أيضا. وكيف يأكل على مهل ويمضغ ويتحدث ويشرب بأناقة. وكان يكره مثل هذه الكلمات: يحب الشراب.. ويلتهم الطعام.. ويحشر اللحم والأرز في جانب من الفم.. وكان يضع على مائدته الكثير من المناديل، هذه لليدين وهذا للشفتين وهذا للجبهة وهذا للعنق.. وهو أول من لفت أنظار النساء إلى أن مناديل المرأة يجب أن تكون مختلفة اللون والحجم وأن تكون معطرة أيضا.

محمد نصيف
23/10/2010, 11:09 AM
سيدتي سهام
اختيارك لهذا الموضوع ينم عن ذائقة رفيعة وروح شفافة شكراً لك على ما أضفته من أخبار ذلك المغني العذب الصوت
والسيرة لاسيما طقوسه في تناول الطعام واختياره للمناديل فهو يدلل دون شك على رقي حضاري وصفاء فكري وذوق رفيع
وهذا ما دفع لوركا شاعر إسبانيا الكبير إلى اعتزازه بأنه من غرناطة لأنها مركز الحضارة العربية في الأندلس عندما خاطب
صديقه الرسام " بكاريا " وقال له إن خروج العرب من إسبانيا كان خسارة كبيرة لما أنشؤوه من حضارة وأدب وذوق .
لك كل المودة والاحترام*