المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أفعى البيتِ



كرم زعرور
22/08/2010, 05:17 PM
...إسْتَدْعَتهُ إحدى عجائز ِالقريةِ ,لِيُرَمّمَ لها البيتَ القديمَ الذي تَسكُنُهُ,
وأثناءَ عملِهِ,وفي شَقّ ٍفي أحدِ جُدران ِالبيتِ العاليةِ, وجَدَ عُشّاً وبِهِ
كَمّيّة ٌمن البيضِ ِالمتوسط ِالحجم ِ, أخَذَ البيضَ وأكملَ عملَهُ .
بعدَ ساعة ٍأحضرتِ العجوزُ طعامَ الإفطار ِ,(خُبزاً ساخناً وزيتَ زيتون ٍ,وزعتراً
وإبريقَ الشايِ ِ)على طبق ٍمن قَشّ ِالقمح ِ(صَنَعَتْهُ بِيَِدِها),ووضَعَتْهُ
بجانبِ (حِبّ ِ)الفَخّار ِالذي يُعْتَبَرُ ثلاجةَ الماءِ عندَ سكان ِالقرى في
تلكَ الأيام ِ.
لمحت العجوزُ البيضَ,فأدركتِ الأمرَ,وقالت لهُ: يا أبا محمد,هذا
البيضُ للأفعى التي تعيشُ معنا في هذا البيتِ ومنذُ زمن ٍطويل ٍ,أرجِعْهُ
إلى مكانِهِ وبسُرعَة ٍ,وبالفعل ِأعادَ أبو محمد البيضَ إلى العُشّ ِ,
وَجَلَسَ يَتَناولُ إفطارَهُ .
وما هيَ إلاّ بِضْعُ ثَوان ٍ,وإذْ بِأفعى كبيرةٍ تنزلِقُ من سقفِ البيتِ إلى
حِبّ ِالماءِ,وتلْتفّ ُحولَهُ,وبِضغطِ عضلاتِها تكسِرُهُ ,فَيُهْرَقُ الماءُ ,
وتعودُ إلى عُشّها ,في الشَّقّ ِ,في أعلى الجدار ِ.

دنيا حكمت
22/08/2010, 08:32 PM
جميلة منك ذكرتنا ببيوتنا القديمة ببغداد ؟؟؟؟؟؟؟؟
حيث كنا صغار ولدينا سراديب ونخاف النزول فيها لظننا انها مخابئ للافاعي وكانت امهاتنا تخبرننا بانها حية بيت لاتؤذي .... ونصدق

قصة معبرة ،
تحياتي

هيثم الزهاوي
22/08/2010, 09:39 PM
الأخ كرم: جميلة هذه القصة التي تذكرنا بالحياة البسيطة التي كانت سائدة في طفولتنا وكذلك تؤكد على التآلف بين الإنسان والحيوان طالما تجرد الأول من صفة الغدر. ودي واعتزازي

شيماء عبد الله
22/08/2010, 09:50 PM
جميلة هي الذكريات ..

عزفت على وتر لحن الطفولة

رائعة واكثر أيها الفاضل

دمت بحفظ الله

همسة يونس
30/08/2010, 11:24 PM
وهل هذه الأفعى إلا أم...؟!
لفتتني هذه الجزئية من القصة...فالأم المفعمة بالرحمة والحنان..تنقلب لبوة شرسة
إذا ما مسَّ أحدهم صغارها بسوء...

الرائع..كرم زعرور
سلمت يمناك ..ودمت مبدعاً

كرم زعرور
02/09/2010, 02:46 PM
جميلة منك ذكرتنا ببيوتنا القديمة ببغداد ؟؟؟؟؟؟؟؟
حيث كنا صغار ولدينا سراديب ونخاف النزول فيها لظننا انها مخابئ للافاعي وكانت امهاتنا تخبرننا بانها حية بيت لاتؤذي .... ونصدق
قصة معبرة ،
تحياتي

..وهل بغدادُ إلاّ منا ونحنُ منها !
نتشابهُ حتى في التفاصيل ِ.
أجملُ تحية, أخت دنيا .

كرم زعرور
05/09/2010, 01:50 PM
الأخ كرم: جميلة هذه القصة التي تذكرنا بالحياة البسيطة التي كانت سائدة في طفولتنا وكذلك تؤكد على التآلف بين الإنسان والحيوان طالما تجرد الأول من صفة الغدر. ودي واعتزازي

..في موروثنا الشعبي , تعيش أفعى البيت عمراً
ومع أجيال ٍ مختلفة ٍولا تؤذي أحداً,
دمت أخاً ,وتقبل تحياتي .
وكل عام وأنتم بخير.
كرم زعرور

نجيب بنشريفة
05/09/2010, 02:26 PM
.
.
.
.
.

أخي كرم يقولون مثلا شعبيا عندنا في المغرب

استعمل النية ونم مع الحية
.
.
والحية أنواع

...عكس البشر....

قليلها مسموم

وكثيرها ليست مسمومة

أما الحية السامة وجب قتلها ولو في المسجد الحرام

.
.
.
ان لم أخطئ
.
.
.
تقبل مروري

تفبل الله صيامك
.
.
.
تحياتي
.
.
.
..

السعيد ابراهيم الفقي
05/09/2010, 06:30 PM
ذخيرتك التراثية الرائعة تدوي في أعماق قلوبنا
وتلمس الشغاف
وتدخلنا في دوامة الأفراح البريئة
وتدخلنا في دوامة مخاوفنا البريئة
التي عشنا أطفالا
===
أحييك أخي الفاضل
دكتور كرم

كرم زعرور
10/09/2010, 12:56 AM
وهل هذه الأفعى إلا أم...؟!
لفتتني هذه الجزئية من القصة...فالأم المفعمة بالرحمة والحنان..تنقلب لبوة شرسة
إذا ما مسَّ أحدهم صغارها بسوء...
الرائع..كرم زعرور
سلمت يمناك ..ودمت مبدعاً

..أبدعت ِرداً أيتها الرائعة همسة ,
فالأمّ ُكُلّ ُهذهِ المعاني , معاً .
مودّتي واحترامي .

الحبيب ارزيق
18/09/2010, 12:26 AM
...إسْتَدْعَتهُ إحدى عجائز ِالقريةِ ,لِيُرَمّمَ لها البيتَ القديمَ الذي تَسكُنُهُ,
وأثناءَ عملِهِ,وفي شَقّ ٍفي أحدِ جُدران ِالبيتِ العاليةِ, وجَدَ عُشّاً وبِهِ
كَمّيّة ٌمن البيضِ ِالمتوسط ِالحجم ِ, أخَذَ البيضَ وأكملَ عملَهُ .
بعدَ ساعة ٍأحضرتِ العجوزُ طعامَ الإفطار ِ,(خُبزاً ساخناً وزيتَ زيتون ٍ,وزعتراً
وإبريقَ الشايِ ِ)على طبق ٍمن قَشّ ِالقمح ِ(صَنَعَتْهُ بِيَِدِها),ووضَعَتْهُ
بجانبِ (حِبّ ِ)الفَخّار ِالذي يُعْتَبَرُ ثلاجةَ الماءِ عندَ سكان ِالقرى في
تلكَ الأيام ِ.
لمحت العجوزُ البيضَ,فأدركتِ الأمرَ,وقالت لهُ: يا أبا محمد,هذا
البيضُ للأفعى التي تعيشُ معنا في هذا البيتِ ومنذُ زمن ٍطويل ٍ,أرجِعْهُ
إلى مكانِهِ وبسُرعَة ٍ,وبالفعل ِأعادَ أبو محمد البيضَ إلى العُشّ ِ,
وَجَلَسَ يَتَناولُ إفطارَهُ .
وما هيَ إلاّ بِضْعُ ثَوان ٍ,وإذْ بِأفعى كبيرةٍ تنزلِقُ من سقفِ البيتِ إلى
حِبّ ِالماءِ,وتلْتفّ ُحولَهُ,وبِضغطِ عضلاتِها تكسِرُهُ ,فَيُهْرَقُ الماءُ ,
وتعودُ إلى عُشّها ,في الشَّقّ ِ,في أعلى الجدار ِ.

-----
أسجل إعجابي بهذه الرائعة
قص بهي وتكثيف جميل ولغة مضاءة
همسة: لو استبدلت كلمة ثلاجة ب "برَّادة" او "مُبرِّدة"
ٍوفي شَقّ ٍفي أحدِ جُدران ِالبيتِ العاليةِ ب وفي شَقّ ٍأحدِ جُدران ِالبيتِ العاليةِ
وجهة نظر ليست إلا
مودتي كما تعرفني

صباح نجد
19/09/2010, 05:48 PM
قصة رائعة فقد كانت الأفعي تريد أن تقضي عليه بالسم الذي بزقته في الأناء ولكن حين أعاد اليها بيضها دمرت الأناء سبحان الله

كيف يكون لنا فيما حولنا عبر وحكم لا يعلمها الا الله

بورك فيك وفي قلمك ونفع به

كرم زعرور
20/09/2010, 10:50 AM
جميلة هي الذكريات ..
عزفت على وتر لحن الطفولة
رائعة واكثر أيها الفاضل
دمت بحفظ الله

ألأخت الكريمة شيماء
أعتذرُ بداية ًعن التأخير ِوالسّهو ِ,
كأنّها الشيخوخةُ !
أشكرُ مرورَك ِالبهيَّ ,
ولك ِاحترامي.

كرم زعرور
25/09/2010, 09:39 PM
.
.
.
.
.
أخي كرم يقولون مثلا شعبيا عندنا في المغرب
استعمل النية ونم مع الحية
.
.
والحية أنواع
...عكس البشر....
قليلها مسموم
وكثيرها ليست مسمومة
أما الحية السامة وجب قتلها ولو في المسجد الحرام
.
.
.
ان لم أخطئ
.
.
.
تقبل مروري
تفبل الله صيامك
.
.
.
تحياتي
.
.
.
..

أخي وصديقي العزيز نجيب
مرورُك دوماً يُسعدني ,
لك ودّي وتقديري .
كرم زعرور

كرم زعرور
30/09/2010, 09:53 PM
ذخيرتك التراثية الرائعة تدوي في أعماق قلوبنا
وتلمس الشغاف
وتدخلنا في دوامة الأفراح البريئة
وتدخلنا في دوامة مخاوفنا البريئة
التي عشنا أطفالا
===
أحييك أخي الفاضل
دكتور كرم

أخي العزيز السعيد
رُدودُكَ تَزيدُني بهجة ً ,
وتدفعُني للمُثابرة ِ,
فأتمنّى استمرارَها !
لكَ محبّتي - كرم زعرور

علي الكرية
30/09/2010, 10:41 PM
أخي وأستاذي كرم قصتك رائعة ومعبرة جدا.
عميقة المعاني، دمت ودام حرفك وعطاؤك.
تحيتي وتقديري واحترامي.

مصطفى السنجاري
01/10/2010, 12:05 PM
أخي كرم
أيها المبدع الرائع
قصة جميلة بجمال روحك
دام ابدعك ايها الألق
تحيتي

كرم زعرور
08/10/2010, 12:56 AM
-----
أسجل إعجابي بهذه الرائعة
قص بهي وتكثيف جميل ولغة مضاءة
همسة: لو استبدلت كلمة ثلاجة ب "برَّادة" او "مُبرِّدة"
ٍوفي شَقّ ٍفي أحدِ جُدران ِالبيتِ العاليةِ ب وفي شَقّ ٍأحدِ جُدران ِالبيتِ العاليةِ
وجهة نظر ليست إلا
مودتي كما تعرفني

أخي الجميل (الحبيب)
إعجابُك ِبالقصّة ِأضافَ ِلجمالها جمالاَ ,
لكَ خالصُ مودّتي واحترامي .
كرم زعرور

كرم زعرور
14/10/2010, 08:43 PM
قصة رائعة فقد كانت الأفعي تريد أن تقضي عليه بالسم الذي بزقته في الأناء ولكن حين أعاد اليها بيضها دمرت الأناء سبحان الله
كيف يكون لنا فيما حولنا عبر وحكم لا يعلمها الا الله
بورك فيك وفي قلمك ونفع به

ألأخت ألفاضلة صباح
..هذا هو التفسيرُ كما علمناهُ من موروثِنا ,
دامَ التألُّقُ ,وباركَ اللّهُ فيك .
أجملُ الاماني - كرم زعرور

كرم زعرور
17/10/2010, 08:55 PM
أخي وأستاذي كرم قصتك رائعة ومعبرة جدا.
عميقة المعاني، دمت ودام حرفك وعطاؤك.
تحيتي وتقديري واحترامي.

أخي العزيز علي
أشكر ُذوقك َالرّفيع َ , وإحساسَكَ المُرهفَ ,
دمتَ أخاً وصديقاً .
كرم زعرور

د.محمد فتحي الحريري
17/10/2010, 09:17 PM
حتى الافاعي تصحو ضمائرهــــــــا !!!!

اما نحن بني البشر فنحتاج الى اعادة نظر

شكرا اخي البهي الدكتور الاديب الرائع وليراعكم الرشيق

ودي واحترامي ...

كرم زعرور
21/10/2010, 10:25 PM
أخي كرم
أيها المبدع الرائع
قصة جميلة بجمال روحك
دام ابدعك ايها الألق
تحيتي

أخي الفاضل مصطفى
مرورُكَ زادَ المُتَصَفّحَ أَلَقاً ,
أجملُ تَحيّاتي - كرم زعرور

كرم زعرور
25/10/2010, 08:41 PM
حتى الافاعي تصحو ضمائرهــــــــا !!!!
اما نحن بني البشر فنحتاج الى اعادة نظر
شكرا اخي البهي الدكتور الاديب الرائع وليراعكم الرشيق
ودي واحترامي ...

أخي العزيز د. محمد
ألأفاعي الآدميَة بيننا تنفُثُ سُمومَها دون رَحمة ٍ,
ولا تُراجِعُ نَفسَها كَأفعى البيت ِهذهِ ,
دامت إطلالتُكَ البهيّة ُ- كرم زعرور

كرم زعرور
27/12/2010, 07:19 PM
أخي كرم
أيها المبدع الرائع
قصة جميلة بجمال روحك
دام ابدعك ايها الألق
تحيتي

..شكراً ، أخي مصطفى ،
نورت متصفحي .
كرم زعرور

مهند المشهداني
28/12/2010, 05:35 PM
تحية ابداع لقلبك ايها الكريم .. كرم
حرف اعتز به .. واسلوب يحمل طابعا جميلا وساحرا
القصة لها الكثير من التأويل .. ومعان تفتح نافذة المطلق
ولكنها بذاتها تحمل ذلك المشهد العربي الاصيل ..
الجار يساعد جارته العجوز .. جارته تحضر له من حواضر البيت
تلك القيم التي نحن االيها ..
لا سيما الافعى التي هي حبكة القصة .. وذلك التعايش العجيب
اخي الكاتب الجميل .. تقبل مروري المتواضع .. لك مني التحية والاعتزاز
دمت بخير

كرم زعرور
13/03/2011, 11:55 AM
تحية ابداع لقلبك ايها الكريم .. كرم
حرف اعتز به .. واسلوب يحمل طابعا جميلا وساحرا
القصة لها الكثير من التأويل .. ومعان تفتح نافذة المطلق
ولكنها بذاتها تحمل ذلك المشهد العربي الاصيل ..
الجار يساعد جارته العجوز .. جارته تحضر له من حواضر البيت
تلك القيم التي نحن االيها ..
لا سيما الافعى التي هي حبكة القصة .. وذلك التعايش العجيب
اخي الكاتب الجميل .. تقبل مروري المتواضع .. لك مني التحية والاعتزاز
دمت بخير

أخي الفاضل مهند
أسعدني مرورُك الجميلُ ،
وزادني فرحاً ردُّكَ الرّائعُ ،
لك محبَّتي واحترامي .
كرم زعرور

كرم زعرور
13/03/2011, 12:10 PM
تحية ابداع لقلبك ايها الكريم .. كرم
حرف اعتز به .. واسلوب يحمل طابعا جميلا وساحرا
القصة لها الكثير من التأويل .. ومعان تفتح نافذة المطلق
ولكنها بذاتها تحمل ذلك المشهد العربي الاصيل ..
الجار يساعد جارته العجوز .. جارته تحضر له من حواضر البيت
تلك القيم التي نحن االيها ..
لا سيما الافعى التي هي حبكة القصة .. وذلك التعايش العجيب
اخي الكاتب الجميل .. تقبل مروري المتواضع .. لك مني التحية والاعتزاز
دمت بخير

أخي الفاضل مهند
أسعدني مرورُك الجميلُ ،
وزادني فرحاً ردُّكَ الرّائعُ ،
لك محبَّتي واحترامي .
كرم زعرور

التكرار جاء رغماً عني ، ويبدو أن الجميل مهند يستحقّ ُردَّين لتأخري !

كرم زعرور
02/04/2011, 11:42 AM
..أفعى البيت ، ولكنَّها أرحمُ !

كرم زعرور
29/07/2011, 08:14 PM
الأخ كرم: جميلة هذه القصة التي تذكرنا بالحياة البسيطة التي كانت سائدة في طفولتنا وكذلك تؤكد على التآلف بين الإنسان والحيوان طالما تجرد الأول من صفة الغدر. ودي واعتزازي

أخي العزيز هيثم
اشتقتُ إليك ،
رمضان كريم ، وكل عام وأنتم بخير .
كرم زعرور

أحمد الحاج محمود الحياري
30/07/2011, 11:06 AM
شكرا على هذه القصة الملأى بالمعاني الظاهرة والمخفية ، ففي المخفية أن الأفعى فرغت في الإناء الذي كسرته سما ، فلما عاد لها حقها أبطلت أذاها ، ومن الناحية العلمية ربما هذا غير صحيح فالحية لا تفرغ السم في الماء لتقتل حسبما أعرف ولا أعلم.

وفي المعاني الظاهرة مالم يذكره أحد من المعلقين الأكارم ، وهو تساوي مقدار المؤثر مع مقدار الاستجابة ، فالحية لم تلدغ الضيف لأنه لم يتم أذاه فقد أعاد البيض واكتفت الحية بما يعادل فعله من أخذ البيض ثم رده إلى مكانه بان كسرت الإناء ولم تلدغه وهي قادرة.

والأفاعي في الواقع العلمي ، لا تتعامل بود ، في مطلق طبيعتها ، إلا في حالة تدريبها وهو ما لا يحصل في موروث الأفاعي المنزلية.

الأفعى حيوان كسائر الحيوانات ، يثيرها الأذى فتسعى لتنتقم ، ويثيرها الإحسان فلا تؤذي ، .. ولربما كان في حقيقة الحياة الريفية العربية ، ذلك الإحساس العقلاني ، بأن إثارة الكائن الحي ، والتعدي عليه ، تورث عداء منه بالمقابل ، وهذا صحيح.

كنت في مدينة إربد في شمال الأردن ، ذهبت وأصدقاء لصيد الحجل في الجبال والوديان غير المأهولة ، وأعجبني صقير من نوع الباشق وضعت عليه طاقية صديق حيث كانت إصابته وهو طائر في جناحه مما أسقطه على الأرض حولنا ، أخذته لبيتي ، وكم تأملت عينيه الصفراوين الحادتي النظر ، ومنقاره اللؤلؤي المصفر ، حاولت إطعامه بعد وضعه في قفص كبير أعددته له ، ففشلت ، وصرت أجبره إجباره بحشر اللحم في فمه فكان أسلوبي أكثر تنفيرا.

ولما رحت به إلى السلط حيث كنت أخبرت شقيقي الأكبر عن حالته وحالتي معه ، وكان قد طلب مني إحضاره إليه ، فلما أحضرته إليه ، وكان في غرفته في البيت ، فتح أخي القفص بعد أن وجه كلمات للصقر يدلـله بها ، فقال لي أخي أخرج فهو غاضب منك ، وخرجت من الغرفة ، ولما رجعت بعد قليل ، وجدت الصقر خارج القفص واقفا على رجليه فوق كتف أخي اللابس لملابس ثقيلة ، ويلف يده بمنشفة ليجعل الصقر يقف عليها ، وأخي يمد له طعامه .

كرر أخي القول : أخرج فربما يهجم عليك وأنا على طرف الباب ، فخرجت وفي عقلي ألف تفسير وألف منحى في التفكير كان هذا في عام 1985

أحمد الحاج محمود الحياري
30/07/2011, 11:13 AM
فيما علمني شقيقي عن عالم الحيوان من خبرته الشخصية ، وقراءته ، أن كل الحيوانات لها حواس شم عالية القدرة ، تشم بها رائحة خوف الإنسان منها ، وعند انطلاق رائحة الخوف ، تفسرها على أنها خوف عدو ، فالخوف عندها يعني العدوانية ، فهي تخاف فتهاجم ، وإن شمت الخوف ، شعرت بالعدوانية ، وأن عدم الشعور بالخوف ، يجنب الإنسان هجوم الحيوانات عليه.

كرم زعرور
10/08/2011, 12:18 AM
شكرا على هذه القصة الملأى بالمعاني الظاهرة والمخفية ، ففي المخفية أن الأفعى فرغت في الإناء الذي كسرته سما ، فلما عاد لها حقها أبطلت أذاها ، ومن الناحية العلمية ربما هذا غير صحيح فالحية لا تفرغ السم في الماء لتقتل حسبما أعرف ولا أعلم.

وفي المعاني الظاهرة مالم يذكره أحد من المعلقين الأكارم ، وهو تساوي مقدار المؤثر مع مقدار الاستجابة ، فالحية لم تلدغ الضيف لأنه لم يتم أذاه فقد أعاد البيض واكتفت الحية بما يعادل فعله من أخذ البيض ثم رده إلى مكانه بان كسرت الإناء ولم تلدغه وهي قادرة.

والأفاعي في الواقع العلمي ، لا تتعامل بود ، في مطلق طبيعتها ، إلا في حالة تدريبها وهو ما لا يحصل في موروث الأفاعي المنزلية.

الأفعى حيوان كسائر الحيوانات ، يثيرها الأذى فتسعى لتنتقم ، ويثيرها الإحسان فلا تؤذي ، .. ولربما كان في حقيقة الحياة الريفية العربية ، ذلك الإحساس العقلاني ، بأن إثارة الكائن الحي ، والتعدي عليه ، تورث عداء منه بالمقابل ، وهذا صحيح.

كنت في مدينة إربد في شمال الأردن ، ذهبت وأصدقاء لصيد الحجل في الجبال والوديان غير المأهولة ، وأعجبني صقير من نوع الباشق وضعت عليه طاقية صديق حيث كانت إصابته وهو طائر في جناحه مما أسقطه على الأرض حولنا ، أخذته لبيتي ، وكم تأملت عينيه الصفراوين الحادتي النظر ، ومنقاره اللؤلؤي المصفر ، حاولت إطعامه بعد وضعه في قفص كبير أعددته له ، ففشلت ، وصرت أجبره إجباره بحشر اللحم في فمه فكان أسلوبي أكثر تنفيرا.

ولما رحت به إلى السلط حيث كنت أخبرت شقيقي الأكبر عن حالته وحالتي معه ، وكان قد طلب مني إحضاره إليه ، فلما أحضرته إليه ، وكان في غرفته في البيت ، فتح أخي القفص بعد أن وجه كلمات للصقر يدلـله بها ، فقال لي أخي أخرج فهو غاضب منك ، وخرجت من الغرفة ، ولما رجعت بعد قليل ، وجدت الصقر خارج القفص واقفا على رجليه فوق كتف أخي اللابس لملابس ثقيلة ، ويلف يده بمنشفة ليجعل الصقر يقف عليها ، وأخي يمد له طعامه .

كرر أخي القول : أخرج فربما يهجم عليك وأنا على طرف الباب ، فخرجت وفي عقلي ألف تفسير وألف منحى في التفكير كان هذا في عام 1985

.. شكراً أخي الفاضل أحمد ،
شكراً على القراءةِ، والإضافة ِالرّائعة ِ، والقصة ِالجميلة ِ،
أمّا قصتي فهي من الموروث ِالشَّعبي ، ولستُ أدري مدى دقَّة ِالمعلومات ِ،
لك مودَّتي واحترامي - كرم زعرور

أحمد المدهون
11/09/2011, 10:13 PM
قصة جميلة، وطريفة، فيها حكمة التعايش بين عوالم مختلفة ما دام لم يحصل التعدّي.
إلا الأفعى اليهودية ... فهذه لا يمكن التعايش معها أبداً !!
لا أدري لماذا احتل ذاكرتي إسم كتاب ( الأفعى اليهودية في معاقل الإسلام ) لـ عبدالله التل ؟!
لعلّها الأفاعي تشابهت علينا !!

تحيتي للمبدع الجميل د. كرم زعرور.

رقية هجريس
11/09/2011, 10:26 PM
الأستاذ الكريم : كرم زعرور
هذه القصة تذكرني بحكايات قديمة تروى عن البيوت الريفية التي تسكنها الأفاعي ..
ويعتقد الناس أنها من الأولياء الصالحين ، فلا يؤذونها ..ويطعمونها ..وبالتالي
تجول الأفعى وتصول ، ولاتؤذي أحدا...جميل ماكتبت..سلم اليراع المبدع ..
مودتي وتقديري
رقية هجريس

كرم زعرور
18/09/2011, 01:03 PM
قصة جميلة، وطريفة، فيها حكمة التعايش بين عوالم مختلفة ما دام لم يحصل التعدّي.
إلا الأفعى اليهودية ... فهذه لا يمكن التعايش معها أبداً !!
لا أدري لماذا احتل ذاكرتي إسم كتاب ( الأفعى اليهودية في معاقل الإسلام ) لـ عبدالله التل ؟!
لعلّها الأفاعي تشابهت علينا !!

تحيتي للمبدع الجميل د. كرم زعرور.

أخي الفاضل أحمد المدهون

إنَّها قصَّة ٌمن التُّراث ِالفلسطيني ،

أحببتُ أن نقرأها معاً،

أمّا الأفعى اليهوديةُ فلا مكانَ لها في وطني ،

ومهما طالَ الزَّمَنُ !

مودَّتي واحترامي - كرم زعرور

كرم زعرور
20/04/2014, 08:53 PM
الأخ كرم: جميلة هذه القصة التي تذكرنا بالحياة البسيطة التي كانت سائدة في طفولتنا وكذلك تؤكد على التآلف بين الإنسان والحيوان طالما تجرد الأول من صفة الغدر. ودي واعتزازي


.. لكَ المودَّة ُوالإحترامُ ،

أخي العزيز هيثم الزهاوي .