المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسئلة عابرة...



سعيد نويضي
23/08/2010, 03:37 AM
بسم الله الرحمن الرحيم...

أسئلة عابرة...


دأب الكاتب /المؤلف/ المبدع/ الناقد المتخصص و الناقد العادي أي القارئ الجاد/على استخلاص ما جاد به التاريخ الإنساني من عبر و حكم...
لأن هذا الأخير هو سجل شاهد لتداول الخطأ و الصواب في حياة الإنسان عبر الحقب الزمنية...
و شاهد على ارتقاءه و تدهوره ما بين اليقين و الشك...ما بين الجمال و القبح...ما بين الحق و الباطل...
فلماذا يعيد الإنسان حضور الأساطير و ما شابه ذلك من الخرافات و الأكاذيب في نتاجه المعرفي/الأدبي على وجه الخصوص...؟
أي نفس هذه التي تستمتع بالكذب و الزيف من مثل مقولة "أعذب الشعر أكذبه"...أو من قبيل أن بين المؤلف و القارئ ميثاق على قبول "كذبة" النص الأدبي... لماذا لا يرفض الإنسان الكذب هل لكونه يحمل الأساس في هذه الآفة الخطيرة...و بالتالي يطعمها و يزكيها و ينميها بغير وعي أو بوعي بحكم تذوقه لما يسمى الجمال...؟
فهل خصوبة الخيال لا يمكن أن تنتج إلا الكذب...أم أنها تستطيع أن تنتج ما يتفادى به انحراف و انجراف الإنسان لما يقبل أي إنسان سوي...؟
و من هنا هل يمكن الحديث عن أدب مرضي و آخر صحي...؟
أم أن الجمال باعتباره لب العملية الأدبية الإبداعية لا علاقة له بالصحة و المرض...؟
على اعتبار أن كتاب كثر شهد لهم العالم بحق أو بغير حق كانوا يعانون من أمراض...فهل يتأثر الإنتاج الأدبي بالحالة الصحية المادية و كذا الحالة النفسية...؟
أليس الأدب هو فعل في حياة الإنسان...يتم من خلاله تأديب الإنسان عن طريق عرض القصص و ما تحمله من أحداث ليستخلص منها ما يقوم به حياته إلى ما هو أفضل؟
أليس فعل الأدب هذا يقوم على تكوين مفاهيم و صور جمالية فنية في ذهن الإنسان و مخيلته و وجدانه...؟
فما معنى أن يعيد الكاتب -الأديب نفس الأخطاء التي صححها ما هو أكثر منطقا و عقلانية في حياة الإنسان الدين و العلم...؟
في مشهد طبيعي للغروب على سبيل المثال كمشهد رومانسي أو كمشهد طبيعي يحمل من صدق الطبيعة ما تحمله لوحة فنان بألوان تشهد على آية من أجمل الآيات الجمالية التي يزين بها الحق جل و علا رحيل النهار و قدوم الليل...رحيل يوم من التعب و قدوم آخر للهدوء و الراحة و السكينة...فهل تعتبر الألوان أصدق تعبيرا من الكلمات...؟
لماذا تعتبر الكلمة مفتاح كل شيء...؟
أليست الكلمة أمانة...؟

عبدالله بن بريك
15/09/2010, 07:05 PM
الاخ سعيد نويضي:

طرحتَ مجموعة من الأسئلة التي تحتاج إلى مناقشات مستفيضة يستدعيها اختلاف المواقف و الرؤى..

سأكتفي بتعليق موجز حول الصدق و الكذب في الشعر الذي طبع الشعر العربي من خلال القولة الشهيرة

التي أوردتها (أعذب الشعر اكذبه)

حقيقة أن هذة الفكرة كانت رائجة في الشعر الجاهلي و لكن لا يجب أن ننساق مع المعنى المبتذل للكذب

إذ لم يكن يتعلق بالمعلومات الطبيعية أو الثقافية او البشرية ,بل يتعلق بجانب واحد هو الصورة الشعرية

التي من خلالها يبدو حجم الخيال في القصيدة..و قد كانت العرب تعطي للاستعارة اهمية كبيرة و لمبدعيها

اعتبارا عاليا حتى تنافس الشعراء في الإتيان بصور فنية مغرقة في الخيال ..

و لكن إذا ما نظرنا للشعر الجاهلي من حيث المعلومات و المادة الفكرية سنجده متصفا بسمة لا يحيد عنها

الشعراء ,و يلح عليها المتلقون و هي الواقعية..و هي لا تلتقي مع الكذب بأي حال من الاحوال..

شكرا على الموضوع و على الفرصة التي أتحتَ لي.

تحياتي و تقديري.

نجيب بنشريفة
20/11/2010, 06:18 PM
.
سلام الله على الأديب الفاضل سعيد نويضي
.
.
قال أبو الحسن. محمد بن أحمد بن طباطبا العلوي، رحمة الله عليه: وفقك الله للصواب، وأعانك عليه، وجنبك الخطأ، وباعدك منه، وأدام أنس الآداب باصطفائك لها، وحياة الحكمة باقتنائك إياها.
فهمت - حاطك الله - ما سألت أن أصفه لك من الشعر، والسبب الذي يتوصل به إلى نظمه، وتقريب ذلك على فهمك، والتأتي لتيسير ما عسر منه عليك. وأنا مبين ما سألت عنه، وفاتح ما يستغلق عليك منه، إن شاء الله تعالى.
الشعر وأدواته
الشعر - أسعدك الله - كلام منظوم، بائن عن المنثور الذي يستعمله الناس في مخاطباتهم، بما خص به من النظم الذي إن عدل عن جهته مجته الأسماع، وفسد على الذوق. ونظمه معلوم محدود، فمن صح طبعه وذوقه لم يحتج إلى الاستعانة على نظم الشعر بالعروض التي هي ميزانه، ومن اضطراب عليه الذوق لم يستغن من تصحيحه وتقويمه بمعرفة العروض والحذق به، حتى تعتبر معرفته المستفادة كالطبع الذي لا تكلف معه. وللشعر أدوات يجب إعدادها قبل مراسه وتكلف نظمه. فمن تعصت عليه أداة من أدواته، لم يكمل له ما يتكلفه منه، وبان الخلل فيما ينظمه، ولحقته العيوب من كل جهة.
فمنها: التوسع في علم اللغة، والبراعة في فهم الإعراب، والرواية لفنون الآداب، والمعرفة بأيام الناس وأنسابهم، ومناقبهم ومثالبهم، والوقوف على مذاهب العرب في تأسيس الشعر، والتصرف في معانيه، في كل فن قالته العرب فيه؛ وسلوك مناهجها في صفاتها ومخاطباتها وحكاياتها وأمثالها، والسنن المستدلة منها، وتعريضها، وإطنابها وتقصيرها، وإطالتها وإيجازها، ولطفها وخلابتها، وعذوبة ألفاظها، وجزالة معانيها وحسن مبانيها، وحلاوة مقاطعها، وإيفاء كل معنى حظه من العبارة، وإلباسه ما يشاكله من الألفاظ حتى يبرز في أحسن زي وأبهى صورة. وأجتناب ما يشينه من سفساف الكلام وسخيف اللفظ، والمعاني المستبردة، والتشبيهات الكاذبة، والإشارات المجهولة، والأوصاف البعيدة، والعبارات الغثة، حتى لا يكون متفاوتا مرقوعاً، بل يكون كالسبيكة المفرغة، والوشي المنمنم والعقد المنظم، واللباس الرائق، فتسابق معانيه ألفاظه، فيلتذ الفهم بحسن معانيه كالتذاذ السمع بمونق لفظه، وتكون قوافيه كالقوالب لمعانيه، وتكون قواعد للبناء يتركب عليها ويعلو فوقها، فيكون ما قبلها مسوقاً إليها، ولا تكون مسوقة إليه، فتقلق في مواضعها، ولا توافق ما يتصل بها، وتكون الألفاظ منقادة لما تراد له، غير مستكرهة، ولا متعبة، لطيفة الموالج، سهلة المخارج.
وجماع هذه الأدوات كمال العقل الذي به تتميز الأضداد، ولزوم العدل وإيثار الحسن، واجتناب القبيح، ووضع الأشياء مواضعها.
.
http://islamport.com/w/adb/Web/573/1.htm
.
.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالصدق فإن الصدق يهدى الى البر، وإن البر يهدى الى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا . وإياكم والكذب فإن الكذب يهدى الى الفجور، وإن الفجور يهدى الى النار، ومايزال الرجل يكذب، ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا رواه أحمد .. صدقت يا رسول الله
.
.
من مساوئ الفكر البرجوازي العُظمى أنه جعل الوهم فى متناول الجميع.
خليل النعيمي
كاتب روائي سوري
أساس الأخلاق أن تمتنع نهائيا عن الكذب.
توماس هنري هكسلي
عالم بيولوجي إنجليزي
يسهل خداع الشباب لأنهم يستعجلون الأمل.
أرسطو
فيلسوف يوناني
الثقافة هي صرخة البشر في وجه مصيرهم.
ألبير كامو
مؤلف وفيلسوف وصحفي فرنسي
.
.
.
من أقوال نيوتن
.
.
نحن نبني الكثير من الجدران والقليل من الجسور.
ان كانت رؤيتي أبعد من الآخرين فذلك لأني أقف على أكتاف العمالقة.
إنني جاهل، لا أعرف إلا حقيقة واحدة ، وهي أنني لا أعرف شيئاً.
الكياسة هي فن صنع هدف من دون صنع أعداء.
بامكاني حساب حركة الأجرام السماوية، ولكن ليس جنون البشر.
لا يوجد اكتشاف عظيم أكتشف من دون حدس قوي.
الأخطاء ليست فن ولكن فن اختراع.
إن أفلاطون صديقي وأرسطو صديقي ولكن أفضل أصدقائي هو الحقيقة.
إنني أبدو مثل طفلٍ يلعبُ في ساحل البحر و يجدُ من وقتٍ لآخر حصاة ملساء أو قوقعة جميلة أجمل من مثيلاتها إلا أن الحقيقة كلها تمتدُّ أمامي مثل محيطٍ واسع عظيم لم أكتشف منهُ أي شيء بعد.
.
.
.
.
.
أخي الأديب الفاضل سعيد نويضي سلم يراعك
مودتي احترامي وتقديري
.
.

علي الكرية
20/11/2010, 07:45 PM
الأستاذ الفاضل سعيد نويضي.
شكرا لك وبوركت على طرح هذه الأسئلة أيّها الأستاذ المعلّم.
دمت ودام عطاؤك. سلامي الخالص.

سعيد نويضي
09/12/2010, 02:36 AM
الاخ سعيد نويضي:

طرحتَ مجموعة من الأسئلة التي تحتاج إلى مناقشات مستفيضة يستدعيها اختلاف المواقف و الرؤى..

سأكتفي بتعليق موجز حول الصدق و الكذب في الشعر الذي طبع الشعر العربي من خلال القولة الشهيرة

التي أوردتها (أعذب الشعر اكذبه)

حقيقة أن هذة الفكرة كانت رائجة في الشعر الجاهلي و لكن لا يجب أن ننساق مع المعنى المبتذل للكذب

إذ لم يكن يتعلق بالمعلومات الطبيعية أو الثقافية او البشرية ,بل يتعلق بجانب واحد هو الصورة الشعرية

التي من خلالها يبدو حجم الخيال في القصيدة..و قد كانت العرب تعطي للاستعارة اهمية كبيرة و لمبدعيها

اعتبارا عاليا حتى تنافس الشعراء في الإتيان بصور فنية مغرقة في الخيال ..

و لكن إذا ما نظرنا للشعر الجاهلي من حيث المعلومات و المادة الفكرية سنجده متصفا بسمة لا يحيد عنها

الشعراء ,و يلح عليها المتلقون و هي الواقعية..و هي لا تلتقي مع الكذب بأي حال من الاحوال..

شكرا على الموضوع و على الفرصة التي أتحتَ لي.

تحياتي و تقديري.



بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الأديب الشاعر الفاضل عبد الله بن بريك...

كل عام و أنتم بألف خير و الأمة الإسلامية إلى الله جل و علا أقرب...

أشكرك جزيل الشكر على مصافحتك لأسئلة قديمة جديدة...تتجدد مع مطلع كل حديث عن الصدق في الخطاب سواء تعلق الأمر بالأدب أو بغيره من فنون القول...و بأسئلة أخرى تتفرع من نشاطات حياة الإنسان باعتباره كائن أسطوري[ بمعنى عايش الأسطورة و أنتجها] و كائن منتج من جهة و مستهلك من جهة أخرى لعدة أشياء و منها الخطاب الذي يشكل جسر التواصل بين المرسل و المرسل إليه بمصطلحات حديثة...

حقيقة هي القولة الموروثة (أعذب الشعر أكذبه) لا تنصب على ما يسبح من خطاب في فضاء الحقيقة...لكنها تقارب ما يسمى المجاز و الاستعارة و ما يصل إليه الخيال من تصورات لا علاقة لها بالواقع...و من هنا كانت زلة اللخطاب...أو فلتة اللغة... أو شطحات الخيال التي أسست أقول بين قوسين مشروعية الكذب باعتباره كذبا لا يمت للواقع و لا للحقيقة بصلة...

فالصورة الشعررية بما لها من عناصر تستطيع أن تحتوي العديد من المتناقضات و التي تجعل من تناقضاتها صيغة للخطاب بتقبلها المتلقي دون أن يعترض منطقه و لا عقله على حقيقة القول باعتباره يحمل تبريره في طياته أنه قولا يخاطب الوجدان و ليس العقل و ليس المنطق...

و لذلك وجد الكذب كآلية من آليات النفس الإنسانية قناة لتسريب الصورة الشعرية التي لا علاقة لها بحقيقة الواقع الشيء الذي جعلها تأخذ مكانة ضمن الموروث الثقافي و من تم الفكري مما جعل البعض ينقل الآلية من الشعر إلى النثر و إلى المقالة و إلى غير ذلك...

و ما وجدته في بعض الكتابات فيما يخص على سبيل المثال و ليس الحصر في القصة القصيرة جدا أن الكاتب في عقد وهمي بينه و بين القارئ عقد مفاده أن الكاتب يقدم كذبة تأخذ أبعاد فنيا ن حيث التركيب اللغوي و الجمالي لفن الحكي و السرد...

فهل يعقل أن الأدب كشكل من أشكال الخطاب يعيد إنتاج ما يدعوه قيم رديئة...؟

تحيتي و تقديري...

سعيد نويضي
26/12/2010, 12:41 AM
.
سلام الله على الأديب الفاضل سعيد نويضي
.
.
قال أبو الحسن. محمد بن أحمد بن طباطبا العلوي، رحمة الله عليه: وفقك الله للصواب، وأعانك عليه، وجنبك الخطأ، وباعدك منه، وأدام أنس الآداب باصطفائك لها، وحياة الحكمة باقتنائك إياها.
فهمت - حاطك الله - ما سألت أن أصفه لك من الشعر، والسبب الذي يتوصل به إلى نظمه، وتقريب ذلك على فهمك، والتأتي لتيسير ما عسر منه عليك. وأنا مبين ما سألت عنه، وفاتح ما يستغلق عليك منه، إن شاء الله تعالى.
الشعر وأدواته
الشعر - أسعدك الله - كلام منظوم، بائن عن المنثور الذي يستعمله الناس في مخاطباتهم، بما خص به من النظم الذي إن عدل عن جهته مجته الأسماع، وفسد على الذوق. ونظمه معلوم محدود، فمن صح طبعه وذوقه لم يحتج إلى الاستعانة على نظم الشعر بالعروض التي هي ميزانه، ومن اضطراب عليه الذوق لم يستغن من تصحيحه وتقويمه بمعرفة العروض والحذق به، حتى تعتبر معرفته المستفادة كالطبع الذي لا تكلف معه. وللشعر أدوات يجب إعدادها قبل مراسه وتكلف نظمه. فمن تعصت عليه أداة من أدواته، لم يكمل له ما يتكلفه منه، وبان الخلل فيما ينظمه، ولحقته العيوب من كل جهة.
فمنها: التوسع في علم اللغة، والبراعة في فهم الإعراب، والرواية لفنون الآداب، والمعرفة بأيام الناس وأنسابهم، ومناقبهم ومثالبهم، والوقوف على مذاهب العرب في تأسيس الشعر، والتصرف في معانيه، في كل فن قالته العرب فيه؛ وسلوك مناهجها في صفاتها ومخاطباتها وحكاياتها وأمثالها، والسنن المستدلة منها، وتعريضها، وإطنابها وتقصيرها، وإطالتها وإيجازها، ولطفها وخلابتها، وعذوبة ألفاظها، وجزالة معانيها وحسن مبانيها، وحلاوة مقاطعها، وإيفاء كل معنى حظه من العبارة، وإلباسه ما يشاكله من الألفاظ حتى يبرز في أحسن زي وأبهى صورة. وأجتناب ما يشينه من سفساف الكلام وسخيف اللفظ، والمعاني المستبردة، والتشبيهات الكاذبة، والإشارات المجهولة، والأوصاف البعيدة، والعبارات الغثة، حتى لا يكون متفاوتا مرقوعاً، بل يكون كالسبيكة المفرغة، والوشي المنمنم والعقد المنظم، واللباس الرائق، فتسابق معانيه ألفاظه، فيلتذ الفهم بحسن معانيه كالتذاذ السمع بمونق لفظه، وتكون قوافيه كالقوالب لمعانيه، وتكون قواعد للبناء يتركب عليها ويعلو فوقها، فيكون ما قبلها مسوقاً إليها، ولا تكون مسوقة إليه، فتقلق في مواضعها، ولا توافق ما يتصل بها، وتكون الألفاظ منقادة لما تراد له، غير مستكرهة، ولا متعبة، لطيفة الموالج، سهلة المخارج.
وجماع هذه الأدوات كمال العقل الذي به تتميز الأضداد، ولزوم العدل وإيثار الحسن، واجتناب القبيح، ووضع الأشياء مواضعها.
.
http://islamport.com/w/adb/Web/573/1.htm
.
.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالصدق فإن الصدق يهدى الى البر، وإن البر يهدى الى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا . وإياكم والكذب فإن الكذب يهدى الى الفجور، وإن الفجور يهدى الى النار، ومايزال الرجل يكذب، ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا رواه أحمد .. صدقت يا رسول الله
.
.
من مساوئ الفكر البرجوازي العُظمى أنه جعل الوهم فى متناول الجميع.
خليل النعيمي
كاتب روائي سوري
أساس الأخلاق أن تمتنع نهائيا عن الكذب.
توماس هنري هكسلي
عالم بيولوجي إنجليزي
يسهل خداع الشباب لأنهم يستعجلون الأمل.
أرسطو
فيلسوف يوناني
الثقافة هي صرخة البشر في وجه مصيرهم.
ألبير كامو
مؤلف وفيلسوف وصحفي فرنسي
.
.
.
من أقوال نيوتن
.
.
نحن نبني الكثير من الجدران والقليل من الجسور.
ان كانت رؤيتي أبعد من الآخرين فذلك لأني أقف على أكتاف العمالقة.
إنني جاهل، لا أعرف إلا حقيقة واحدة ، وهي أنني لا أعرف شيئاً.
الكياسة هي فن صنع هدف من دون صنع أعداء.
بامكاني حساب حركة الأجرام السماوية، ولكن ليس جنون البشر.
لا يوجد اكتشاف عظيم أكتشف من دون حدس قوي.
الأخطاء ليست فن ولكن فن اختراع.
إن أفلاطون صديقي وأرسطو صديقي ولكن أفضل أصدقائي هو الحقيقة.
إنني أبدو مثل طفلٍ يلعبُ في ساحل البحر و يجدُ من وقتٍ لآخر حصاة ملساء أو قوقعة جميلة أجمل من مثيلاتها إلا أن الحقيقة كلها تمتدُّ أمامي مثل محيطٍ واسع عظيم لم أكتشف منهُ أي شيء بعد.
.
.
.
.
.
أخي الأديب الفاضل سعيد نويضي سلم يراعك
مودتي احترامي وتقديري
.
.



بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الأديب الفاضل الأخ نجيب بنشريفة...

الحقيقة أن موضوع الكتابة هو موضوع يتطلب صبرا من جهة و جهدا من جهة أخرى...و خاصة في ميدان كتابة الشعر...و الجميل أن مداخلتك حول كلمتي المتواضعة التي طرحت مجموعة من الأسئلة هي قديمة/حديثة تتجدد مع كل موجة تأتي من الغرب أو من الشرق...تناولت قضية نظم الشعر ليكون بجمالية اللفظ و المعنى و حبكة العبارة و الإشارة متضمنا لكل ما هو رائع و أفضل سواء من قاموس اللغة الأدبية أو من الصور البديعية التي تزخر بها اللغة العربية و يتضمنها الواقع و تحملها الحياة بين ثناياها و دروبها...

فكلمة الشيخ رحمه الله الذي وردت في مداخلتك رائعة جدا، بحيث تمثل الشعر الرصين الذي لا يختلف اثنان من ذوي الذوق و من محبي الشعر الفصيح...

و لكن الحقيقة أن المقولة التي تنطلق من كون أن أعذب الشعر أكذبه هي التي جعلت من كون وجدان الإنسان يقبل أشياء لا يقبلها العقل و المنطق و من تم استطاع الشعر في زمن مضى أن يجعل من الصورة الشعرية ممرا لقول ما لا يقبله العقل منطقا و لكن يتقبله الوجدان تجاوزا و استلطافا... فيمكن القول أنه حدث شيء من قبول ما تستطيبه النفس ولو على حساب العقل و المنطق...فالصورة بصفة عامة و الشعرية بصفة خاصة لها تأثير بليغ في تشكيل وجدان و عقل الإنسان الشيء الذي يجعل من الصدق كقيمة أساسية في التكوين النفسي يحدث في أساسها نوع من التصدع حتى انتقلت العدوى إن صح التعبير عدوى الكذب إلى عالم آخر أشد و أصعب من عالم الشعر و هو عالم كلمة النثر...ففي الاستعمال الشعر للنخبة و النثر للنخبة و العموم...الشيء الذي يجعل انثر أكثر تأثيرا من الشعر في تشكيل ثقافة شعب معين...

فالصدق/الكذب و جهان للكلمة الجسر الأساسي في عملية التواصل بين الذات و الآخر...

و حديث سيد الخلق و المرسلين : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالصدق فإن الصدق يهدى الى البر، وإن البر يهدى الى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا . وإياكم والكذب فإن الكذب يهدى الى الفجور، وإن الفجور يهدى الى النار، ومايزال الرجل يكذب، ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا رواه أحمد ..
صدقت يا رسول الله...
صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا...

فقيمة الصدق كقضية أساسية في علاقة الإنسان بربه و بنفسه و بمحيطه تجعل من كل كلمة "أمانة" تشهد له أو عليه...تؤدي به إلى الجنة فاللهم اجعلنا من الصادقين و لا تجعلنا من الكاذبين أو تؤدي به إلى نار جهنم و العياذ بالله...

فهل يحمل المبدع/الكاتب/الفنان/المنهمك في استعمال الكلمة يمينا و شمالا هم الصدق ؟أم أن الرمز و الرموز حلت مشكلة الصدق/الكذب ؟على اعتبار أن الرمز قد يحمل الانفلات من الخطاب المباشر الذي لا يعتمده المبدع الأدبي، باعتباره ينقل قيما جمالية لا تفصح عن عمقها و لا عن شحنتها الوجدانية بشكل مباشر. الشيء الذي أدى إلى وجود مساحة لا بأس بها من قول الحق، بشكل قد لا يستوعبه الكل و من تم يظل الفهم قاصرا على فئة دون أخرى. و يظل الأدب عموما وكل أشكال القول المكتوب و المقروء رهن فئات معينة مع الاختلاف بطبيعة الحال في درجات الاستيعاب و في درجت التأثير...

يقول المفكر الراحل عبد الرحمن شكري رحمه الله في قضية الشعر و الشاعر في مسألة التخيل و التوهم:

"التخيل هو أن يظهر الشاعر الصلات بين الأشياء و الحقائق و يشترط في هذا النوع أن يعبر عن حق. و التوهم أن يتوهم الشاعر بين شيئين ليس لهما وجود. و هذا النوع الثاني يغوي الشعراء الصغار و لم يسلم منه حتى الشعراء الكبار."

أشكرك جزيل الشكر على ما ورد في مداخلتك من حكم ضمت ما هو قديم أصيل و ما هو معاصر بما هو تابت و متغير، مما يشكله واقع النفس الإنسانية التي أنطقها الحق جل و علا بما شاء الله حتى تعبر تلك النفس عن واقع لامس الحقيقة في بعض جوانبها، فكانت مطابقة للحق و ضلت في جوانب أخرى...

فالله هو الهادي إلى ما هو حق فقوله الحق و ما بعد الحق إلا الضلال...

تحيتي و تقديري أخي الأديب نجيب بنشريفة...

سعيد نويضي
26/12/2010, 12:57 AM
الأستاذ الفاضل سعيد نويضي.
شكرا لك وبوركت على طرح هذه الأسئلة أيّها الأستاذ المعلّم.
دمت ودام عطاؤك. سلامي الخالص.


بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الأديب الأستاذ الفاضل علي الكريه...

تحيتي و تقديري و امتناني و شكري المتواصل للقراءة و الثناء...

دمت مبدعا و دام التواصل...