أبو مسلم العرابلي
23/08/2010, 03:30 PM
الحكمة من إحياء ميت ببعض بقرة
نقلا من كتابي أخبك أيها المسيح في طبعتي 2005م و 2006م
95.من معجزات عيسى عليه السلام إحياء الموتىلما وصف الله تعالى عيسى عليه السلام بأنه كلمة من الله، وكلمته ألقاها إلى مريم، وأمر الله يتحقق بكلمة منه، فبكلمة من الله تكون الحياة، وبكلمة منه يكون الموت، فجعل الله تعالى من معجزات عيسى عليه السلام إحياء الموتى بإذن الله تعالى، فالإحياء لا يكون إلا بأمر الله، ولم يعط عيسى عليه السلام هذه المعجزة مطلقة يأتي بها وقت ما يريد وكيف يشاء0
وقد جاء في كتاب الله قصة الذي قُتل في بني إسرائيل، ولم يعترف أحد بقتله، حتى أمرهم الله أن يذبحوا بقرة، فضُرب القتيل ببعضها، فأحياه الله برهة من الزمن أخبر فيها عمن قتله 00 وهذه المعجزة كانت لكليم الله موسى عليه السلام ثم كانت من معجزات كلمة الله عيسى عليه السلام إحياء الموتى، فحدث هذا لبعض الموتى، ثم ختم الله تعالى بأن يحيي بكلماته التي نزلت على محمد صلى الله عليه وسلم أمة كانت خاملة الذكر إلا فيما بينهم، فيجعلها في سنين قليلة وريثة دولتين هما أعظم دول ذلك الزمان، وأن يمتد وجودها أكثر من ألف وثلاثمائة سنة، كانت هي الأمة الأولى في العالم، ولن يتحقق لهم حياة عزيزة كريمة مرة أخرى دون حمل كلمات الله وتعظيمها، والأخذ بما فيها، وما أرشدت إليه، وبما أمرت به ونهت عنه، ولن يكون الإحياء لهم فقط، بل سيكون الإحياء أيضًا لمئات الملايين من شعوب الأرض0
وفي قصة البقرة التي ذكر من أوصافها؛ أنها وسط في العمر، فهي لا بكر صغيرة، ولا فارض كبيرة، وأن لون جلدها أصفر فاقع، وأنها لم تمتهن في الحراثة، ولا في السقي، وأنها مسَلَّمة لا شية فيها، أي لا يعيبها شيء ولا يعلو صفرتها لون آخر عليها، ليؤخذ منها بعد ذبحها قطعة فيضرب بها ميت لم يعرف قاتله، فينطق باسم قاتله، وفي هذا، والله تعالى أعلم، عبرة وإشارة، إلى ما سيكون من البشر في معرفة المقتول المجهول، بالتحاليل التي تجري لدمائهم، وخلاياهم، وجلودهم، وعظامهم، وكل أعضائهم، فيستدلون بها على جنس المقتول، وعمره، وساعة قتله، وكيف قتل، وماذا أكل، وشرب قبل موته، مما يساعدهم على الاستدلال على القاتل، وكأن هذا اللحم الميت لهذا المقتول ينطق فيخبر المحققين بمن قتله، كما حصل من ضرب لحم البقرة المذبوحة بالميت، فإذا هو ينطق باسم من قتله0
والذي وصل إليه العلماء من دقة هذه التحاليل للكشف عن أسرار جسد الإنسان ما كان إلا بفضل التجارب على الحيوانات، والبقرة إنما سميت بقرة لأنها تبقر بطن الأرض بالحراثة، فتخرج باطن الأرض لتعرضه على وجهها أمام الشمس والهواء، لتصلح التربة لإحياء النبات، وبقرة بني إسرائيل كشفت عن قاتل مجهول مستتر في قومه0
والحي في الدنيا هو الذي روحه تسكن جسده، ويستطيع التنعم في الدنيا بقليل منها أو كثير، ولا حياة في الآخرة إلا لمن دخل الجنة ممن رضي الله عنه، وليس كل من ردت روحه إلى جسده يوم القيامة يعد حيًا، والحي عند الله في الدنيا هو من أحياه الله بالإسلام، لأن الدنيا فانية، والحياة الآخرة هي الدائمة الخالدة، قال تعالى: (أَوَمَن كَانَ مَيتًا فَأَحْيَينَاهُ وجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122) الأنعام.
من كتابي
أحبك أيها المسيح/ ص (164-165)
نقلا من كتابي أخبك أيها المسيح في طبعتي 2005م و 2006م
95.من معجزات عيسى عليه السلام إحياء الموتىلما وصف الله تعالى عيسى عليه السلام بأنه كلمة من الله، وكلمته ألقاها إلى مريم، وأمر الله يتحقق بكلمة منه، فبكلمة من الله تكون الحياة، وبكلمة منه يكون الموت، فجعل الله تعالى من معجزات عيسى عليه السلام إحياء الموتى بإذن الله تعالى، فالإحياء لا يكون إلا بأمر الله، ولم يعط عيسى عليه السلام هذه المعجزة مطلقة يأتي بها وقت ما يريد وكيف يشاء0
وقد جاء في كتاب الله قصة الذي قُتل في بني إسرائيل، ولم يعترف أحد بقتله، حتى أمرهم الله أن يذبحوا بقرة، فضُرب القتيل ببعضها، فأحياه الله برهة من الزمن أخبر فيها عمن قتله 00 وهذه المعجزة كانت لكليم الله موسى عليه السلام ثم كانت من معجزات كلمة الله عيسى عليه السلام إحياء الموتى، فحدث هذا لبعض الموتى، ثم ختم الله تعالى بأن يحيي بكلماته التي نزلت على محمد صلى الله عليه وسلم أمة كانت خاملة الذكر إلا فيما بينهم، فيجعلها في سنين قليلة وريثة دولتين هما أعظم دول ذلك الزمان، وأن يمتد وجودها أكثر من ألف وثلاثمائة سنة، كانت هي الأمة الأولى في العالم، ولن يتحقق لهم حياة عزيزة كريمة مرة أخرى دون حمل كلمات الله وتعظيمها، والأخذ بما فيها، وما أرشدت إليه، وبما أمرت به ونهت عنه، ولن يكون الإحياء لهم فقط، بل سيكون الإحياء أيضًا لمئات الملايين من شعوب الأرض0
وفي قصة البقرة التي ذكر من أوصافها؛ أنها وسط في العمر، فهي لا بكر صغيرة، ولا فارض كبيرة، وأن لون جلدها أصفر فاقع، وأنها لم تمتهن في الحراثة، ولا في السقي، وأنها مسَلَّمة لا شية فيها، أي لا يعيبها شيء ولا يعلو صفرتها لون آخر عليها، ليؤخذ منها بعد ذبحها قطعة فيضرب بها ميت لم يعرف قاتله، فينطق باسم قاتله، وفي هذا، والله تعالى أعلم، عبرة وإشارة، إلى ما سيكون من البشر في معرفة المقتول المجهول، بالتحاليل التي تجري لدمائهم، وخلاياهم، وجلودهم، وعظامهم، وكل أعضائهم، فيستدلون بها على جنس المقتول، وعمره، وساعة قتله، وكيف قتل، وماذا أكل، وشرب قبل موته، مما يساعدهم على الاستدلال على القاتل، وكأن هذا اللحم الميت لهذا المقتول ينطق فيخبر المحققين بمن قتله، كما حصل من ضرب لحم البقرة المذبوحة بالميت، فإذا هو ينطق باسم من قتله0
والذي وصل إليه العلماء من دقة هذه التحاليل للكشف عن أسرار جسد الإنسان ما كان إلا بفضل التجارب على الحيوانات، والبقرة إنما سميت بقرة لأنها تبقر بطن الأرض بالحراثة، فتخرج باطن الأرض لتعرضه على وجهها أمام الشمس والهواء، لتصلح التربة لإحياء النبات، وبقرة بني إسرائيل كشفت عن قاتل مجهول مستتر في قومه0
والحي في الدنيا هو الذي روحه تسكن جسده، ويستطيع التنعم في الدنيا بقليل منها أو كثير، ولا حياة في الآخرة إلا لمن دخل الجنة ممن رضي الله عنه، وليس كل من ردت روحه إلى جسده يوم القيامة يعد حيًا، والحي عند الله في الدنيا هو من أحياه الله بالإسلام، لأن الدنيا فانية، والحياة الآخرة هي الدائمة الخالدة، قال تعالى: (أَوَمَن كَانَ مَيتًا فَأَحْيَينَاهُ وجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122) الأنعام.
من كتابي
أحبك أيها المسيح/ ص (164-165)