المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الارتياح النفسي محفز كبير على الإنتاج في العمل



أحمد مليجي
24/08/2010, 04:25 PM
الارتياح النفسي محفز كبير على الإنتاج في العمل

الراحة النفسية تساعد الإنسان على أداء عمله وتجبره على إعطاء أكبر جهد والقيام بكافة مهامه الوظيفية بشكل جيد، ويؤدي عمله بإتقان وتركيز شديد، بل ينفذ كل ما يطلب منه برضا تام، فالإنسان الذي يلمس الراحة النفسية ويعيشها نراه في قمة نشاطه مثل ( الدينامو) الذي لا يهدأ ولا يكل ولا يمل من تنفيذ الأعمال الموكلة إليه مهما استغرقت من وقت، فهناك من يتأثر سلبا في أداء عمله حينما يعاني نفسيا من مشاكل أو خلافات مع أسرته أو مع رؤسائه أو زملائه في العمل، وبالتالي يظهر تقصيره في تنفيذ واجباته المكلف بها من مديره أو المسؤول المباشر عنه، وهذا التقصير قد ينتج عنه تأجيل أو تأخير أو إهماله لعمله، وهذا الأمر ينطبق أيضا على المديرين وأصحاب المنشآت التجارية، الذين هم في أمس الحاجة إلى الراحة النفسية وتهيئة المناخ المناسب لاتخاذ اللازم تجاه إدارة مسؤولياتهم الكبيرة بكل ثبات وثقة، لذا أرى أن الاستقرار الأسري للمديرين والمسؤولين عن المنشآت التجارية يلعب دورا هاما في تحقيق المزيد من الإنجازات والأرباح، وبالتالي يصب هذا الاستقرار أيضا في مصلحة العمال والموظفين حينما يستفيدون من الحوافز المالية التي قد تصرف لهم نظير مجهودهم في تحقيق هذه الأرباح، وتزداد راحتهم النفسية عندما يحصلون على المعاملة الحسنة من مديرهم أو رئيسهم في العمل وهذا ما يجعلهم يقومون ببذل المزيد من الجهد في أعمالهم بل يعتبرون الشركة شركتهم، لذا كانت وما زالت العلاقة التي تربط الموظف برؤسائه وزملائه في العمل هامة ولها تأثيراتها السلبية والإيجابية على حالته النفسية وبالتالي تؤثر على إنتاجه واستقراره الوظيفي، فعلى سبيل المثال إذا كانت العلاقة بين العامل وصاحب العمل متوترة وتسودها غمامة من الخلافات أو المشاكل التي ربما تحدث بسبب اختلاف في وجهات النظر أو لأي سبب آخر من الممكن أن يجدا حلا وتعود (المياه إلى مجاريها)، إذا كانت هذه المشاكل ليست لها توابع نفسية على أحدهما، أما في حالة استمرار هذه الخلافات والمشاكل وتكرارها قد يؤدي ذلك إلى استخدام صاحب العمل لسلطاته واتخاذ الإجراءات القانونية ضد العامل من خصومات أو إيقاف الحوافز والبدلات المالية عنه، وهذا ما يؤثر سلبا على العامل، ويجعله يفكر جديا في تقديم طلب نقله إلى فرع آخر إن وجد أو ينتظر حتى يحصل على عمل آخر مناسب له حين ذلك قد لا يتردد في تقديم استقالته، وعلى الجانب الآخر أرى أن الأسرة قد تنال قسطا من الضغوط والمشاكل التي قد تصيب المسؤول عنها في عمله إن كان عاملا أو مديرا، ليأخذ العامل النفسي دوره في إظهار التأثير السلبي على عائلته وأبنائه بسبب ما أصابه من مشاكل في عمله، ومع كل هذا وذاك نرى أن الراحة النفسية وتأثيراتها السلبية والإيجابية لا تقتصر على العامل وصاحب العمل فحسب، بل قد تمتد وتصل إلى أي فرد من أفراد الأسرة، فعلى سبيل المثال نرى أن الأبناء من الممكن أن يتأثروا نفسيا بمشاكل آبائهم مع بعضهم بعضا والتي قد ينتج عنها فشلهم في دراستهم أو انحرافهم، وعكس ذلك نرى الأبناء يواصلون نجاحهم وتفوقهم عندما يجدون راحتهم النفسية في عيون آبائهم، وكذلك الزوجة تحصل على راحتها النفسية من رعاية زوجها ومعاملته الحسنة لها ، ولذلك أصبحت الراحة النفسية مطلبا لكل إنسان، يقول علماء النفس: إن أفضل طريقة لعلاج الكثير من الأمراض النفسية وبخاصة الاكتئاب أن تكون ثقتك بالشفاء عالية جداً، حتى تصبح على يقين تام بأنك ستتحسن، وسوف تتحسن بالفعل، فكثيرا ما نسمع عن أناس يعانون من قلة النوم وكثرة التفكير والصداع المزمن بسبب بحثهم عن الراحة النفسية، حتى بات الاكتئاب وإحساس بعض الناس بعدم الرضا عن أنفسهم من أمراض العصر الذي يشتكي منها الكثير من الناس الآن، فهذه الأمراض علاجها لا يباع ولا يشترى في (الصيدلية)، بل يجده الإنسان المؤمن عند الله في أي لحظة يحتاجه، إذا كانت علاقته بربه عامرة بفضله وكرمه ويقوم بتطبيق فرائض الله كما أنزلت والتقرب إليه جل شأنه بالدعاء في كافة تحركاته وأفعاله ليظهر خوفه من الله عز وجل في الدنيا ومن عقابه في الآخرة وذلك بالابتعاد عن النواهي والمحرمات وعدم معصية الخالق وتنفيذ أوامره سبحانه وتعالى التي ذكرها في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، بهذا فقط يمكن للإنسان أن يحصل على الراحة النفسية التي يبحث عنها ويتمناها، قال تعالى : وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُو َمُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ. (لقمان: 22).

أحمد محمد مليجي

صحيفة الوطن السعودية

http://www.alwatan.com.sa/news/ad2.a...o=3385&id=4956