المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الوقاية خير من العلاج!



أحمد مليجي
24/08/2010, 04:42 PM
الوقاية خير من العلاج!

أحمد محمد أحمد مليجي

تعاني الكثير من الأسر المسلمة من الظواهر السلبية التي أصبحت تهدد المبادئ والقيم التي تعيش عليها, بعد ان اقتحمت التكنولوجبا المعاصرة جدران كل بيت فيها, وبات الأنترنت والفضائيات والهواتف المحمولة من أكثر الوسائل التي يستخدمها الكثير من الشباب والفتيات استخداما خاطئا, فكانت سببا في بعدهم عن الله ثم التخلي عن العادات والتقاليد الإسلامية التي تربوا عليها, لذا يجب على الآباء الحرص على أبنائهم جيدا والتعامل معهم من خلال هذه المقولة (الوقاية خير من العلاج), حتى يتفادوا تلك المخاطر ويستطيعوا مواجهة أي تحديات بكل ثبات وقوة , فإذا كانت تربيتهم وتعاليمهم على الأسس والمبادئ الإسلامية من خلال كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم, فبدون شك يجدون الله في عونهم بل ويكون خير حافظ لهم في حضورهم وفي غيابهم, ويوجههم إلى طريق الخير ويبعدهم عن الشر, وحتى يستمع الأبناء لآبائهم ويفعلون ما يؤمرون به ويتقبلون نصائحهم, لابد أن يكونوا قدوة حسنة لهم في السراء والضراء,فصلاح الأبناء من صلاح الآباء, فإن كان الآباء صالحين ويؤدون فرائض الله كما أنزلت, انعكس ذلك على الأبناء بالإيجاب وساعد على خلق جيل قوي الإيمان, جيل يفرق بين الخطأ والصح وبين الخير والشر وبين الحلال والحرام, جيل مسلم بمعنى الكلمة يستطيع ان يقف أمام أي عقبات وتحديات ويتغلب عليها ويستطيع ان يدافع عن دينه من وحي إيمانه وغيرته على الاسلام, أما اذا كان الآباء عكس ذلك ولا يراعون الله في حياتهم وتصرفاتهم ومهملون في تربية أبنائهم فلا ينبغي ان يشكوا من عقوق أبنائهم أو من إنحرافهم. إن الدين الإسلامي أصبح مستهدفاً ومحارباً من كل جهة وأعداؤنا يريدون أن يفسدوا أبناءنا بكل الطرق , لذا يجب علينا التسلح بالإيمان بالله عز وجل حتى نتمكن من الرد على الإتهامات الكثيرة التي يبثها إعلام أعداء الإسلام وكان آخرها إتهامنا بالإرهاب, ان المساحة الإعلامية المتواجدة حاليا في اعلامنا الإسلامي, ليست كافية إطلاقا لتعاليم مفاهيم وأسس ومبادئ الدين الإسلامي ومواجهة تحديات العصر مقارنة بالمساحة الكبيرة التي يستخدمها الأعداء في محاربة ديننا, فعلى سبيل المثال نرى الكم الهائل من المواقع المفسدة عبر الانترنت بالاضافة إلى القنوات الغنائية والافلام العربية والاجنبية وكذلك المسلسلات الدرامية والبرامج الترفيهية التي تبث ليل نهار بالأقمارالصناعية عبرالفضائيات والتي في مجملها غير هادفة وغير مفيدة, بل هي مضيعة للوقت ودخيلة على مجتمعنا الإسلامي, والتي يزيد انتشارها وبثها في شهر رمضان الفضيل, الذي خصصه الله جلّ شأنه للعبادة وتكفير الذنوب ومحو السيئات, بينما نجد نسبة القنوات التعليمية والبرامج الدينية الهادفة ضئيلة جدا مقارنة مع نظيرتها بهذه القنوات والبرامج التي تبث السموم والثقافات الخارجة عن عاداتنا وتقاليدنا الإسلامية, وعلى الرغم من ان هناك جهوداً كبيرة تبذل لحجب المواقع الفاسدة والتقليل من مخاطرها إلا أن ثقافة شبابنا وفتياتنا ومستوى تربيتهم هو العامل الفاصل في الإبتعاد عن المعاصي بعدم الدخول للمواقع المشبوهة أومشاهدة الفضائيات غير الهادفه, ومن هنا يأتي دورالإعلام الإسلامي للتصدي للحملة الشرسة التي يواجهها مجتمعنا ومن ثم الإستعانة بعلمائنا ومشايخنا الأجلاء في توعية أبنائنا واظهار الصورة الحقيقية للإسلام لمن لا يعرفه, وذلك بوضع قنوات دينية متخصصة للشباب والفتيات والاطفال بلغات مختلفة إلى جانب اللغة الأم ليكون لها دور قوي في تعليم العالم كافة أسس ومبادئ الدين الإسلامي, وبذلك تساعد على نشر الإسلام بصورة صحيحة وتعمل على توعية أبنائنا من إغراءات العصر, ان مسؤولية وزارات التربية والتعليم في دولنا الاسلامية كبيرة في تكوين وتخريج دفعات تلقن شبابنا جيدا أمور دينهم, وحتى يكونوا على دراية كافية بما يدور حولهم من مخاطر وتحديات, لذا يجب على تلك الوزارات بصفتها المسؤولة عن تخريج الأجيال زيادة المساحة التعليمية, من مواد الدين الإسلامي, في كافة المراحل التعليمية وفي جميع الكليات,كمواد أساسية لتأخذ حقها من متابعة وأهتمام من جانب تلاميذ وطلاب العلم مثل المواد الآخرى المقررة عليهم, وحتى تعم الفائدة على العالم الإسلامي , ينبغي حسن اختيار معلميها للإرتقاء بالاسلوب التعليمي الاسلامي الصحيح في القاء المحاضرات على التلاميذ والطلاب, لذا يجب الإستعانة بحفظة القرآن الكريم وممن يفسرون آياتة خير تفسير, لأن المدرسة والجامعة مكملان للأسرة في تربية الاجيال, بل اصبح دورهم أساسياً وأكثر فاعلية في ظل انشغال بعض الآباء عن أبنائهم.

صحيفة الندوة

http://www.alnadwah.com.sa/index.cfm...0533&display=1