المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لأول مره ..سأدق ناقوس الخطر يا "حماس .. بقلم : علاء الصفطاوي



عمار خالد
27/08/2010, 06:56 PM
ترددت كثيرا ..قبل أن أكتب معاتبا ..إخوة الزنازين .. والبندقية ..وسجادة الصلاة ..، ويعلم المولى عز وجل كم يعتصر قلبي من الألم ..كلّما سمعت خبرا هنا وحادثة هناك يتولد لدى المرء من خلالها انطباع أن سلطة حركة "حماس" في غزه بدأت تتغوّل ..وينفلت زمام الحكمة من بين يدي بعض المتنفذين فيها..!

ثلاثة أحداث ..وقعت في قطاع غزه مؤخرا تؤكد ما قلته في سياق هذه الكلمات .. :

أولا : حادثة إطلاق النار المتبادل بين عنصر من سرايا القدس وعناصر من كتائب القسام مؤخرا ..حين أقدم بعض أفراد القسام على إطلاق الرصاص على ساقي عنصر الجهاد وهو بين يدي الشرطة والذي يبدو أنه كان البادئ بإطلاق الرصاص على عناصر القسام بعد مشادة كلاميه وقعت بينهم وأدت إلى إصابة اثنين منهم بجراح ..وذلك بعد أن تم تسليمه للشرطة وهو على ذمه النيابة العامة ..غير مكتفين باعتقاله وتوقيفه من قبل الشرطة بعد ضربه ضربا مبرحا .. "

هذا يعني أن سلطة القانون توقفت وتجمدت أمام سلطة الميليشيا ..( !! ) ..، وأن الاحتكام لأحكام القانون لم يعد أولوية حتى من قبل من يفترض أنهم يسهرون على تطبيق أحكام القانون..!! وأن كل شخص أو جهة أو تنظيم يمكن له أن يباشر بأخذ حقه بيده في ظل وجود الشرطة أو عدمها..!

ثانيا : قيام بعض أفراد السلطة في غزه بمصادرة مئات الفانيلات التي تحمل شعار منظمه التحرير الفلسطينية ومعها الأحذية الرياضية الخاصة بإحدى جمعيات المجتمع المدني التي كان يفترض أن تقوم بتوزيعها على بعض أطفال الأسر اليتيمة ....(!!) .. وهنا لا أود أن أعّلق ..باستثناء القول بأن عدم دخول حركات المقاومة في هذه المنظمة لا يعني بالمطلق أنها أصبحت جهه معاديه أو خارجه عن القانون !!؟؟

ثالثا : قيام عناصر من السلطة في غزه مؤخرا بضرب نشطاء ومعتصمين أثناء تجمع نظمته الجبهة الشعبية في باحة الجندي المجهول بغزه احتجاجا على استمرار أزمة انقطاع التيار الكهربائي التي طالت كل مناحي الحياة .. وبغض النظر إن كان هذا التجمع لجهة لا زالت محسوبة على المقاومة الفلسطينية مرخصا من قبل الشرطة أم لا ..لكن التعامل بهذه القسوة والقوه مع المعتصمين يشير بأن هناك شيئا في النفس أكبر من كونه مخالفة صغيره حجتها عدم وجود ترخيص لتجمع سلمي مدني ..!!

وبالطبع هناك عشرات الحوادث الأخرى الصغيرة والفردية التي يمكن للمرء أن يتوقف عندها كثيرا محللاً ومتأملا .. ، ولكني في هذه الحوادث الثلاثة التي أعتبرها خطيرة أطالب أخي رئيس الوزراء إسماعيل هنيه والأخ وزير الداخلية "فتحي حماد " بسرعة فتح تحقيق لتقويم الأمور وتصحيح الاعوجاج ..لأن هذه الأمور يمكن اليوم تدارك آثارها السلبية وتداعياتها على الجسم الفلسطيني الداخلي ..أما غدا ..فالله وحده أعلم .

لا نريد للتجربة الأولى أن تفشل ..رغم الحصار..ورغم المؤامرة .. بل نريدها أن تكون مثالا يحتذى به ..كيف تخرج الزهور من صبّار المحنه ..، ولا نريد للمقاومة أن تصطدم مع سلطه القانون ..بل أن تكون رافعه له .. !، ولا نريد لرفاق الزنزانة والسلاح المتوضئ أن تتحول لغتهم الجهادية الجميلة ..إلى لعنه تطارد الجهاد والمجاهدين..!

أنا أعلم أن هذا المقال قد يستغله بعض المحسوبين على تيار" الأسرلة" المتصهين في سلطه أوسلو في رام الله وغيرها من دول النفاق حولنا ..تحت شعار: "من فمك أدينك".. لكن حركه حماس ..تستطيع أن تعتمد في تأكيد استقامتها ومصداقيتها على أكثر من الكلمات ..ويكفيها رصيدها النقي من العمل الصادق والجهاد المستمر الذي سطره ثُلّة من الشهداء والقادة والرجال الأفذاذ الأحباء وعلى رأسهم الشهيد الشيخ أحمد ياسين والعزيز الدكتور الرنتيسي والكثيرين غيرهم ..ممن غادروا ..وتركوا لنا في القلب وحشه ..!



لكن الماضي وحده يا ساده .. لا يصنع التاريخ ..! ، كل عام وفلسطين والأمة بخير.