المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ولع السلاطين والملوك بالحيوانات! ملكٌ مات من عضة قرد! قرد يخدمه ثلاثون رجلاً ويقبّلون يده!



محمود عباس مسعود
04/09/2010, 08:29 PM
ولع السلاطين والملوك بالحيوانات
ونوادرهم الغريبة في التاريخ


بينما كان الملك اليوناني اسكندر يتنزه في قصره ومعه حاجبه، اقترب من مكان فيه قردة مربوطة. وكان مع الملك كلبه فرتز الذي اعتاد استصحابه. فلما رأى الكلبُ القردة انقض عليها ونشبت بينهما معركة شديدة، وكانت القردة مربوطة فلم تقدر على الهرب ولم تستطع الدفاع عن نفسها. وبينما كان الملك وحاجبه يحاولان الفصل بين الحيوانين المتقاتلين إذ فاجأهما ذكر تلك القردة آتياً من بين الأشجار ليدافع عن أنثاه. وكان أول ما فعله أن هجم على الملك وعضه في فخذه اليسرى فجرحه جرحاً بليغاً. وفي الوقت ذاته انطلق بعض الخدم إلى مكان الحادثة فأقصوا القرد وطردوه إلا أنه عاد ثانية فعض يد الملك وأحدث فيها جرحاً آخر مثل الجرح الأول. وقد خشي الأطباء أن يكون القرد مصاباً بداء الكلب فقتل وأخذ دماغه لفحصه، وقد بيّنت النتيجة أن الجرحين اللذين أصابا الملك كانا سبب وفاته.

فيما يلي أمثلة من أعجب ما حفظه التاريخ العربي عن ولوع الخلفاء والملوك والعظماء باقتناء الحيوانات ومغالاتهم في العناية بها وبتعليمها وتربيتها وبيان مقاصدهم ومذاهبهم وميولهم المدهشة وتفننهم فيها، وما يتخلل ذلك من غرائب الأخبار وطرف التاريخ.

الولع باقتناء الحيوانات من الهوايات المألوفة والمحببة لدى الملوك في الشرق والغرب منذ أقدم أزمنة الحضارة وحتى عصرنا هذا. فهم يتخذونها إما للهو ومشاهدة غرائب أطوارها وطبائعها في ساعات الفراغ، أو لترويض عقولهم بها وبحركاتها بعد تذليلها وتعليمها كما كانوا يفعلون بالقردة والكلاب والغزلان والحمر الوحشية وغيرها، أو يتخذونها للصيد والقنص. ولهذه بوجه خاص شأن كبير عند الملوك لاهتمامهم بالصيد، فتفننوا في تربية الجوارح والكلاب والفهود وبالغوا في انتقائها وبذلوا الأموال في الحصول عليها وتربيتها.

أما الحيوانات المفترسة وولوع الملوك بارتباطها بقصورهم وعنايتهم بجمعها فيرجع إلى ميولهم الشخصية وإلى مقاصد لهم في ذلك. منها إظهار القوة والقدرة وأبهة الملك وإثبات الهيبة في القلوب. فمن ملاهي الخلفاء والملوك مثلا ارتباط الأسود والنمور والفيلة وغيرها لبث الخوف في قلوب الرعية، حتى أن بعضهم قد ربطها في مجلسه تهويلا بذلك على الناس وترويعاً لهم كما سيأتي. ولهم في كل ما تقدم غرائب ونوادر كثيرة.

فأول من دوّن له التاريخ من الخلفاء والملوك العرب ذكراً في ذلك يزيد بن معاوية، فهو أول من ولع منهم باقتناء الحيوانات وكان أشد الناس كلفاً بالصيد، فاتخذ الحيوانات للهو وليس للرياضة. وكان صاحب قرود وفهود وكلاب وجوارح. قال عنه ابن طباطبا في كتابه (الفخري): "وكان يُلبس كلاب الصيد الأساور من الذهب والجـِلال المنسوجة من الذهب، ويهب لكل كلب عبداً يخدمه"!!

ومن غريب ما ذكروه ليزيد بن معاوية قرده الذي كان يكنى "بأبي قيس"، فقد كان يحضر مجلس منادمته ويجلس معه ويسابق الخيالة والفرسان في السباق وهو على أتان وحشية وعليه الثياب الثمينة الفاخرة، إلى غير ذلك من الأمور المضحكة العجيبة. قال المسعودي في مروج الذهب: "وكان له قرد يكنى "بأبي قيس" يحضِره مجلس منادمته ويطرح له متكأ. وكان قرداً نبيهاً خبيثاً، وكان يحمله على أتان وحشية قد ريضت وذللت لذلك بسرج ولجام ويسابق بها الخيل "يوم الحلبة" فجاء أبو قيس في بعض الأيام سابقاً فتناول القصبة ودخل الحجرة قبل الخيل وعلى أبي قيس قباء من الحرير الأحمر والأصفر مشهر وعلى رأسه قلنسوة من الحرير ذات ألوان بشقائق وعلى الأتان سرج من الحرير الأحمر منقوش ملمع بأنواع من ألوان، فقال في ذلك بعض شعراء الشام:

تمسّك أبا قيس بفضل عنانها = فليس عليها أن سقطت ضمانُ
ألا من رأى القرد الذي سبقت به = جياد أمير المؤمنين أتانُ

واشتغل بذلك كثير من خلفاء بني أمية وبني العباس على تفاوت ميولهم في ذلك، وعلى الأخص لمّا تحضروا وأخذوا بأسباب المدنية وأخلدوا إلى النعيم والترف، فقد غالوا في اقتناء هذه الحيوانات والاستكثار منها وتفننوا في تزيينها بالحلي والحلل، واقتدى بهم الأمراء والعظماء في الدولة فبالغوا في اتخاذ الكلاب والفهود والقردة ونحوها حتى أن النساء أيضاً لم تنج من ذلك، فقد ذكروا أنه كان عند زبيدة أم جعفر زوج الرشيد قرد يخدمه ثلاثون رجلا، وكانوا يلبسونه لباس الناس ويقلدونه السيف، وإذا ركب ركبوا في خدمته وإذا دخلوا عليه قبلوا يده! فجاء يزيد بن مزيد يوماً إلى أم جعفر ليودعها قبل سفره فأتوا إليه بالقرد وأمروه أن يقبل يده فشقّ عليه ذلك وجرّد السيف وقطعه نصفين وانصرف. فبعث إليه الرشيد وعاتبه فقال: "يا أمير المؤمنين أبعْدَ أن أخدم الخلفاء أخدم القرود! لا والله أبداً" فعفا عنه. وقس على ذلك القول في سائر الخلفاء العباسيين والفاطميين والأمويين بالأندلس وغيرهم من الملوك كالسلاجقة والأيوبيين، فقد ذكر ابن طباطبا أن السلطان مسعود السلجوقي "كان يبالغ أيضاً في ذلك، ويلبس الكلاب الجلال الموشاة ويسوّرها بالأساور الذهب. وكان يقلل في بعض الوقت الإلتفات إلى أمين الدولة ابن التلميذ الطبيب، وكان فاضلاً ظريفاً فقال:

من كان يلبس كلبهُ = وشياً ويقنع لي بجِلدي
فالكلبُ خيرٌ عندهُ = مني وخيرٌ منهُ عندي

أما عادة ارتباط الأسود والنمور والفيلة بباب الملوك التي قلنا أنها من ملاهي الخلفاء والملوك التي مالوا إليها لإثبات الهيبة في قلوب الرعية وإظهار أبهة الملك وقوة السلطان والقدرة، فأول من اتخذها العباسيون، إذ كان الخليفة المنصور شديد الإهتمام كثير العناية بجمع الفيلة لتعظيم الملوك السالفة من الهنود والفرس لها، وكان للرشيد أقفاص فيها الأسود والنمور وغيرها.

وما زال شأن الخلفاء وأهلهم على ذلك حتى مُلئت دار الخلافة بالسباع والنمور والكلاب على اختلافها. فلما تولى الخليفة المهتدي وكان يتشبه بعمر بن عبد العزيز في الزهد والتقوى أمر بقتل هذه السباع. قال ابن الأثير في حوادث سنة 255 هـ : "أمر المهتدي العباسي بإخراج المغنين من سامراء ونفاهم عنها وأمر أيضاً بقتل السباع التي كانت بدار الخلافة وطرد الكلاب." لكن هذا المنع لم يدم طويلا، فلما مات المهتدي عادوا إلى المغالاة في اقتناء هذه الحيوانات المفترسة حتى ربطها بعضهم في مجلسه، ولا سيما أن الفكرة السياسة الشائعة في تلك العصور كانت إقامة الهيبة وإثباتها في صدور الرعية، وحفظ ناموس المملكة بهذه الوسائل. وفيما يلي كلام ابن طباطبا في شرح هذه النظرية السياسية قال:

"الهيبة وبها يحفظ نظام المملكة ويحرس من أطماع الرعية، وقد كان الملوك يبالغون في إقامة الهيبة والناموس حتى بارتباط الأسود والفيلة والنمور وبضرب (الأبواق) الكبار والدبادب ورفع الألوية على رؤوسهم كل ذلك لإثبات الهيبة. فقد كان عضد الدولة بن بويه إذا جلس على سريره أحضرت الأسود والفيلة والنمور في السلاسل وجعلت في حواشي مجلسه تهويلاً بذلك على الناس وترويعاً لهم"!

وقد انتشرت هذه الفكرة وذاع اتخاذ هذه الحيوانات في الممالك العربية في الشرق بل في الأندلس أيضا. قال المقري: "وقد اتخذ الخليفة الناصر الأموي في مدينة الزهراء محلات للوحوش والسباع واسعة الأرجاء متباعدة السياج."

وأعجب من ذلك ولع خمارويه بن أحمد بن طولون باقتناء هذه الوحوش الضارية وعنايته بتذليلها وتعليمها حتى بنى لها داراً خاصة تعرف "بدار السباع" وصفها المقريزي وذكر ما احتوت عليه من النظام وصفاً بديعاً بقوله:

"عمل فيها بيوتاً بآزاج، كل بيت (قفص) يسع سبعاً ولبؤته، وعلى تلك البيوت أبواب تفتح من أعلاها بحركات، ولكل بيت منها طاق صغير يدخل منه الرجل الموكل بخدمة ذلك البيت، يفرشه... وفي كل بيت حوض من رخام بميزاب من نحاس يصب فيه الماء، وبين يدي هذه البيوت قاعة فسيحة متسعة فيها رمل مفروش بها، وفي جانبها حوض كبير من رخام يصب فيه ماء ميزاب كبير. فإذا أراد سائس سبع من تلك السباع تنظيف بيته أو وضع وظيفة اللحم التي لغذائه (حصته) رفع الباب بحيلة من أعلى البيت وصاح بالسبع فيخرج إلى القاعة المذكورة فيردّ الباب ثم ينزل إلى البيت من الطاق فيكنس الزبل ويبدل الرمل بغيره مما هو نظيف، ويضع اللحم في مكان معد لذلك بعد ما يخلـّص ما فيه من الغدد ويقطعه لهما ويغسل الحوض ويملأه ماء، ثم يخرج ويرفع الباب من أعلاه وقد عرف السبع ذلك، فحالما يرفع السائس باب البيت يدخل إليه الأسد فيأكل ما قـُدّم له حتى يستوفيه ويشرب من الماء كفايته، فكانت هذه البيوت مملوءة من السباع، ولهم أوقات تفتح فيها سائر بيوت السباع، فتخرج هذه السباع كلها إلى القاعة وتتمشى فيها وتخرج وتلعب ويهارش بعضها بعضاً فتقيم يوماً كاملاً إلى العشي فيصيح بها السوّاس فيدخل كل سبع إلى بيته لا يتخطاه إلى غيره."

وكان لخمارويه سبع من هذه السباع قد استأنس به يسمى (زريق)، فكان يحرسه إذا نام ويسير مطلقاً في الدار لا يؤذي أحداً، قال المقريزي: "وكان من جملة هذه السباع سبع أزرق العينين يقال له زريق قد أنس بخمارويه وصار مطلقا في الدار لا يؤذي أحداً ويقام له بوظيفته من الغذاء كل يوم، فإذا نصبت مائدة خمارويه أقبل زريق معها وربض بين يديه فيرمي إليه الدجاجة بعد الدجاجة والفضلة الصالحة من الجدي ونحو ذلك مما على المائدة فيتفكه به. وكانت له لبؤة لم تستأنس كما أنس هو فكانت مقصورة في بيت ولها وقت معروف يجتمع معها فيه. فإذا نام خمارويه جاء زريق ليحرسه، فإن كان قد نام على سرير ربض بين يدي السرير وجعل يراعيه ما دام نائماً، وإن نام على الأرض بقي قريباً منه ويفطن لمن يدخل ويقصد خمارويه، لا يغفل عن ذلك لحظة واحدة. وكان على هذا دهره، وقد ألف ذلك ودرّب عليه وكان في عنقه طوق من ذهب، فلا يقدر أحد أن يدنو من خمارويه ما دام نائماً لمراعاة زريق له وحراسته إياه، حتى إذا شاء الله إنفاذ قضائه في خمارويه كان بدمشق وزريق غاب عنه بمصر."

يتضح من ذلك أنه لم يكن عندهم الميل البسيط لاقتناء الحيوانات المفترسة فقط بل كان لهم أيضاً فوق ذلك ميل شديد لتربيتها وتذليلها حتى تعتاد على نظام خاص أو تستأنس. وما يدهش له العقل لغرابته وندرة حصوله ما ذهب إليه البعض منهم من اقتناء الهوام والحشرات والولوع بها! وهذا أعجب أنواع الأمراض التي أصيب بها العظماء في هذا الشأن ودوّن التاريخ أعراضها ومضحكاتها معاً. فقد روى المقريزي في الخطط والصلاح الكتبي في فوات الوفيات أن الوزير جعفر بن الفضل بن الفراس وزير مصر للأخشيد المعروف بابن خنزابه "كان يهوى النظر إلى الحشرات من الأفاعي والحيات والعقارب وأم أربعة وأربعين، وكان في داره بمصر قاعة لطيفة مرخـّمة فيها تلك الحيات بالسلال، ولها قيّم وفرّاش وحاوٍ يستخدمون لنقل تلك الحيات وحطها. وكان كل حاوٍ بمصر يصيد ما يقدر عليه من الحيات ويتناهون في ذوات العجب من أجناسها، وفي الكبار والغريب منها، وكان يثيبهم على ذلك أجلّ ثواب ويبذل لهم المال الجزيل حتى يجتهدوا في تحصيلها، وكان له وقت يجلس فيه على دكة مرتفعه فيدخل المستخدمون والحواة فيخرجون ما في تلك السلال ويطرحونه على ذلك الرخام ويحرشون بين الهوام وهو يستعجب من ذلك ويستحسنه!"

وقد وقفنا لهذا الوزير على نادرة من أفكه وأعجب ما يذكر في هذا الباب، وهي تبين درجة ولوعه وشدة شغفه. قال المقريزي: "فلما كان ذات يوم أنفذ الوزير (ابن الفرات) رقعة إلى الشيخ الجليل ابن المدبر الكاتب وكان من أعيان كتاب أيامه ودولته وهو عزيز عنده، وكان يسكن إلى جوار داره (دار ابن الفرات) يقول له فيها: "نشعر الشيخ الجليل أدام الله سلامته أنه لما كان البارحة عَرض علينا الحواة الحشرات الجاري بها العادات، انساب إلى داره منها (الحية البتراء) و (ذات القرنين الكبرى) و (العقربان الكبير) و (أبو صوفة) وما حصلوا لنا إلا بعد عناء طويل ومشقة وبجملة بذلناها للحواة، ونحن نأمر الشيخ وفقه الله تعالى بالتقدم إلى حاشيته وصبيته بصون ما يوجد منها عنده إلى أن ننفذ الحواة لأخذها وردّها إلى سللها."

فلما وقف ابن المدبر على الرقعة قلبها وكتب في ذيلها: "أتاني أمر سيدنا الوزير خلـّد الله نعمته وحرس مدته بما أشار إليه في أمر الحشرات، والذي يعتمد عليه في ذلك أن الطلاق يلزمه ثلاثاً أن بات هو وأحد من أهله في الدار والسلام!"

وهناك أمثلة شديدة في التاريخ على ولوع الملوك والعظماء بالحيوانات على اختلاف أنواعها، بل هناك من ولع بها جميعاً فجمع في شخصه مختلف ميول من تقدموه، فقد ذكر ابن خلكان أن الخليفة العزيز بالله الفاطمي صاحب مصر "قد اجتمع عنده من غرائب الحيوانات ما لم يجتمع عند غيره وذكروا بينها العنقاء؟"

وفي التاريخ الأوروبي كثير من أمثال هذه الحوادث، فقد كان اقتناء الحيوانات النادرة والوحوش المفترسة الغريبة عادة شائعة بين الملوك والأمراء والوزراء، فمن ذلك ولوع هنري الأول ملك انكلترا بجمعها حتى أنشأ لها مكاناً عظيماً عني به بعض خلفائه فوسعوه وجعلوه معرضاً. وكان لفيليب السادس ملك فرنسا مثل هذا الميل فخصص لحيواناته مكاناً في قصر اللوفر، وكذلك لويس الرابع عشر فقد أنشأ لها مواضع في قصر فرساي واستقدم كثيراً من الحيوانات الغريبة من القاهرة.

والسلام عليكم

المصدر: مجلة الهلال – يناير 1921
الإعداد بتصرف: محمود عباس مسعود

سليمان ميهوبي
04/09/2010, 10:02 PM
السلام عليك يا أخي ويا أستاذي الفاضل وصديقي

محمود عباس مسعود
أفضت فيض السماء بفيضها المنهمر على الأرض العطشى، فاستفدنا فشكرا على مجهودك يا أستاذي الفاضل .
لا أخفيك أن لي قطة غبراء، أحبها بكل الحب، هي الآن تتمسح بقدمي، وتعبر برفع ذيلها وتقويس ظهرها وترخيم موائها حتى أفهم منها أنها تحبني هي أيضا بنفس الحب.
أرأيت يا أستاذي؟ أرأيت سلوك هذا الحيوان الوديع؟ ألا يستحق أن نعتبره قطعة منا وأن نحبه بكل جوارحنا؟ فما بال بعض البشر الذين يظنون عليك ولو بإرسال تحية أخوية أو كلمة شكر عابرة لا تسمن ولا تغني من جوع.
أرأيت معي يا أستاذي؟
تسألني من هم؟ هم عجنة من طين، هم شلخة من فخار، هم قبضة من تراب...هم هنا وهناك....

محمود عباس مسعود
05/09/2010, 03:50 PM
السلام عليك يا أخي ويا أستاذي الفاضل وصديقي

محمود عباس مسعود
أفضت فيض السماء بفيضها المنهمر على الأرض العطشى، فاستفدنا فشكرا على مجهودك يا أستاذي الفاضل .
لا أخفيك أن لي قطة غبراء، أحبها بكل الحب، هي الآن تتمسح بقدمي، وتعبر برفع ذيلها وتقويس ظهرها وترخيم موائها حتى أفهم منها أنها تحبني هي أيضا بنفس الحب.
أرأيت يا أستاذي؟ أرأيت سلوك هذا الحيوان الوديع؟ ألا يستحق أن نعتبره قطعة منا وأن نحبه بكل جوارحنا؟ فما بال بعض البشر الذين يظنون عليك ولو بإرسال تحية أخوية أو كلمة شكر عابرة لا تسمن ولا تغني من جوع.
أرأيت معي يا أستاذي؟
تسألني من هم؟ هم عجنة من طين، هم شلخة من فخار، هم قبضة من تراب...هم هنا وهناك....



وعلى أخي وصديقي العزيز سليمان ميهوبي السلام ورحمة الله وبركاته
أفاض الله عليك من نعمه وأبهج خاطرك.
محبتك لقطتك الغبراء هي محبة لمظهر جميل من مظاهر الحياة. نعم، عندما نرتبط ارتباطاً عاطفياً بحيوان أليف يصبح جزءاً منا ونتفاعل معه بكل جوارحنا، كما أنه يحس ذلك ويغدق محبته دون تحفظ ودون حساب. هذا أعرفه بالتجربة.
الحياة يا صديقي فيها أشواك وورود وزابع ونسمات وقبح وجمال ومخاتلة ووفاء...
ومع أنه من الصعب التركيز على جانب واحد دون الآخر، لكن يبقى بإمكاننا التوجه قدر الإمكان، بأفكارنا وأحاسيسنا، نحو تعبيرات الحياة الجميلة والنبيلة حتى نصبح جزءاً منها وتصبح هي أيضاً جزءاً منا.
دمت بخير أخي الغالي
ولك مني خالص المودة

سليمان ميهوبي
05/09/2010, 04:14 PM
أخي وأستاذي محمود عباس مسعود
نعم، أراني قد ركزت كثيرا على الجانب السيء، وكان الأجدر بي الا ألتفت إليه بتاتا.
طاب يومك وأدام الله صداقتنا وأخوتنا إلى الأبد