المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عارضة أزياء - قصة قصيرة - نزار ب. الزين



نزار ب. الزين
16/03/2007, 03:52 AM
عارضة أزياء
قصة قصيرة
نزار ب. الزين*
*****
تعرَّفَت سلوى عليها في أحد الأعراس ، و تصادف أنهما كانتا تعيشان في نفس الحي ، فأخذتا من بعد تتزاوران ، ثم بدأتا تخرجان معا للتسوق أو التسكع في الأسواق . كانت نورا صديقتها الجديدة هذه ، مغرمة بشراء الملابس و أدوات التجميل و العطور ، تختار منها أفخرها و أغلاها ثمنا ، و يبدو أنها تدرك تماما إمكانياتها الفيزيائية ، فهي ممشوقة القد ، فارعة الطول ، تغلفها مسحة من الجمال الشرقي الجذاب ، كما يبدو أن مهنة عرض الأزياء كانت و لا زالت حلمها المفضل .
كانت دوما تدخل و تخرج من غرف القياس في المحلات الكبرى ، و هي في أقصى حالات الجزل و المرح ، فتتمختر بما تجربه من ملابس بخطوات راقصة كما تفعل العارضات ، على إيقاع صفير منغم يخرج من فمها عذبا ، فتضحك سلوى و تصفق لها مشجعة ، بينما ينظر إليها موظفو المحل خلسة و قد فتنتهم بجمالها و قدها المياس و حركاتها الرشيقة...
كانت مرحة و مسلية ، أحبتها سلوى من كل قلبها ، و تمكنتا معا من التغلب على ساعات السأم و الضجر الصباحية .
و لكن المرح لم يطل للأسف ، بل تحول إلى حرج و قلق و دموع .
فذات يوم أسود
و بينما كانتا تهمان بمغادرة أحد المحلات التجارية المشهورة ، إذا بشابين من موظفي المحل يمنعانهما من الخروج ؟!..
ثم تقدم منهما صاحب المحل و طلب من نورا بكل تهذيب ، أن تعيد ما أخذته :
- قد تكوني يا سيدتي ، سهوت عن خلع الملابس الداخلية التي جربتيها في غرفة القياس..فأرجوك أعيديها ...
صُعقت سلوى و ارتعشت هلعا و أحست أن الأرض مادت بها من شدة ما اعتراها من خجل ، أما نورا فقد تصدت لصاحب المحل فبادأته بهجوم وقائي شرس :
- هذا اتهام صريح بالسرقة يا سيد ، لقد دفعت لتوي ثلاثة آلاف ليرة ثمنا لمشترواتي من محلك ؟
فيجيبها صاحب المحل مستمرا بهدوئه و سعة صدره :
- - أستغفر الله ، أنا لم ألفظ كلمة سرقة على الإطلاق ، و لكن أعيدي الملابس يا بنت الحلال ، و إلا إضطررت لإستدعاء الشرطة ..
تصيح به و هي في أشد حالات الغضب :
- - تكرر اتهامي بالسرقة يا هذا ، ألا تعرف من أنا ؟
أنا ابنة معاون الوزير ( ...... ) ، و زوجة العقيد ( ....... ) و لو يعلم أحدهما بما تتهمني به لخسف الأرض بك و خرب بيتك ، دع موظفيك يبعدا عن طريقي في الحال و إلا لن يحصل لك أو لهما خيرا....
يجيبها صاحب المحل بنفس الهدوء و التهذيب الذي ميز سلوكه حتى اللحظة :
- - أنعم بوالدك و أكرم بزوجك ، و لكن أعيدي ما أخذتيه من فضلك !
لقد شاهدناك و أنت تدخلين إلى غرفة القياس محملة بعدة قطع من الملابس الداخلية ، و عندما خرجت خالية الوفاض ، ذهبنا في الحال لنتأكد من أنك تركتيها هناك ، و لكننا لم نجد شيئا ..
تجيبه و هي في أشد حالات الإنفعال :
- - هل فتشتم جيدا غرفة القياس ، قبل أن تتهموا الشرفاء يا غجر ؟
- فعلنا ، و تفضلي بتفتيشها بنفسك ، إن شئت ..
تتوجه نورا إلى غرفة القياس و هي تنتفض غضبا و تتلفظ بأبشع الشتائم ، يستغرق غيابها هناك أكثر من خمس دقائق .
في هذه الأثناء يلتفت صاحب المحل إلى صديقتها سلوى التي لا زالت ترتعش هلعا و قلقا و خجلاً من حراجة الموقف ، فيهدئها ، ثم يسألها بلطف :
- - هل هي قريبتك ؟.
تجيبه و هي لا زالت تشعر بإحراج كبير :
- - هي جارتي ، و من عائلة محترمة ، و حالة زوجها المادية ممتازة و كذلك حالة أهلها ، و إني مندهشة مثلك لما صدر منها ..
يجيبها مُطَمئِنا :
- - واضح تماما يا أختي ، أنك لست من طينتها ، و أنصحك بالابتعاد عنها ، هذه السيدة مريضة بداء السرقة ، و قد تورطك ذات يوم ..! ..
تخرج نورا من غرفة الملابس الآن ، تحمل بيديها كومة من الملابس الداخلية ، ترميها في وجه صاحب المحل و هي تصرخ :
- - كان عليكم أن تفتشوا غرفة القياس جيدا قبل أن تتهموا الناس الأشراف بالسرقة يا عديمي الشرف ..
يجيبها بنفس الهدوء و التهذيب الذي ميز سلوكه كل الوقت ، و لكن برنة ساخرة :
- - لا تؤاخذيننا يا سيدتي !
أذنبنا و منك السماح !!
و لكن لطفاً ، لا تدخلي هذا المحل ثانيةًً ....
------------------------------------------
* نزار بهاء الدين الزين
سوري مغترب
إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
عضو جمعية المترجمين العرب ArabWata
الموقع : www.FreeArabi.com
البريد : nizar_zain@yahoo.com

ثروت الخرباوي
16/03/2007, 03:11 PM
عارضة أزياء
قصة قصيرة
نزار ب. الزين*
*****
تعرَّفَت سلوى عليها في أحد الأعراس ، و تصادف أنهما كانتا تعيشان في نفس الحي ، فأخذتا من بعد تتزاوران ، ثم بدأتا تخرجان معا للتسوق أو التسكع في الأسواق . كانت نورا صديقتها الجديدة هذه ، مغرمة بشراء الملابس و أدوات التجميل و العطور ، تختار منها أفخرها و أغلاها ثمنا ، و يبدو أنها تدرك تماما إمكانياتها الفيزيائية ، فهي ممشوقة القد ، فارعة الطول ، تغلفها مسحة من الجمال الشرقي الجذاب ، كما يبدو أن مهنة عرض الأزياء كانت و لا زالت حلمها المفضل .
كانت دوما تدخل و تخرج من غرف القياس في المحلات الكبرى ، و هي في أقصى حالات الجزل و المرح ، فتتمختر بما تجربه من ملابس بخطوات راقصة كما تفعل العارضات ، على إيقاع صفير منغم يخرج من فمها عذبا ، فتضحك سلوى و تصفق لها مشجعة ، بينما ينظر إليها موظفو المحل خلسة و قد فتنتهم بجمالها و قدها المياس و حركاتها الرشيقة...
كانت مرحة و مسلية ، أحبتها سلوى من كل قلبها ، و تمكنتا معا من التغلب على ساعات السأم و الضجر الصباحية .
و لكن المرح لم يطل للأسف ، بل تحول إلى حرج و قلق و دموع .
فذات يوم أسود
و بينما كانتا تهمان بمغادرة أحد المحلات التجارية المشهورة ، إذا بشابين من موظفي المحل يمنعانهما من الخروج ؟!..
ثم تقدم منهما صاحب المحل و طلب من نورا بكل تهذيب ، أن تعيد ما أخذته :
- قد تكوني يا سيدتي ، سهوت عن خلع الملابس الداخلية التي جربتيها في غرفة القياس..فأرجوك أعيديها ...
صُعقت سلوى و ارتعشت هلعا و أحست أن الأرض مادت بها من شدة ما اعتراها من خجل ، أما نورا فقد تصدت لصاحب المحل فبادأته بهجوم وقائي شرس :
- هذا اتهام صريح بالسرقة يا سيد ، لقد دفعت لتوي ثلاثة آلاف ليرة ثمنا لمشترواتي من محلك ؟
فيجيبها صاحب المحل مستمرا بهدوئه و سعة صدره :
- - أستغفر الله ، أنا لم ألفظ كلمة سرقة على الإطلاق ، و لكن أعيدي الملابس يا بنت الحلال ، و إلا إضطررت لإستدعاء الشرطة ..
تصيح به و هي في أشد حالات الغضب :
- - تكرر اتهامي بالسرقة يا هذا ، ألا تعرف من أنا ؟
أنا ابنة معاون الوزير ( ...... ) ، و زوجة العقيد ( ....... ) و لو يعلم أحدهما بما تتهمني به لخسف الأرض بك و خرب بيتك ، دع موظفيك يبعدا عن طريقي في الحال و إلا لن يحصل لك أو لهما خيرا....
يجيبها صاحب المحل بنفس الهدوء و التهذيب الذي ميز سلوكه حتى اللحظة :
- - أنعم بوالدك و أكرم بزوجك ، و لكن أعيدي ما أخذتيه من فضلك !
لقد شاهدناك و أنت تدخلين إلى غرفة القياس محملة بعدة قطع من الملابس الداخلية ، و عندما خرجت خالية الوفاض ، ذهبنا في الحال لنتأكد من أنك تركتيها هناك ، و لكننا لم نجد شيئا ..
تجيبه و هي في أشد حالات الإنفعال :
- - هل فتشتم جيدا غرفة القياس ، قبل أن تتهموا الشرفاء يا غجر ؟
- فعلنا ، و تفضلي بتفتيشها بنفسك ، إن شئت ..
تتوجه نورا إلى غرفة القياس و هي تنتفض غضبا و تتلفظ بأبشع الشتائم ، يستغرق غيابها هناك أكثر من خمس دقائق .
في هذه الأثناء يلتفت صاحب المحل إلى صديقتها سلوى التي لا زالت ترتعش هلعا و قلقا و خجلاً من حراجة الموقف ، فيهدئها ، ثم يسألها بلطف :
- - هل هي قريبتك ؟.
تجيبه و هي لا زالت تشعر بإحراج كبير :
- - هي جارتي ، و من عائلة محترمة ، و حالة زوجها المادية ممتازة و كذلك حالة أهلها ، و إني مندهشة مثلك لما صدر منها ..
يجيبها مُطَمئِنا :
- - واضح تماما يا أختي ، أنك لست من طينتها ، و أنصحك بالابتعاد عنها ، هذه السيدة مريضة بداء السرقة ، و قد تورطك ذات يوم ..! ..
تخرج نورا من غرفة الملابس الآن ، تحمل بيديها كومة من الملابس الداخلية ، ترميها في وجه صاحب المحل و هي تصرخ :
- - كان عليكم أن تفتشوا غرفة القياس جيدا قبل أن تتهموا الناس الأشراف بالسرقة يا عديمي الشرف ..
يجيبها بنفس الهدوء و التهذيب الذي ميز سلوكه كل الوقت ، و لكن برنة ساخرة :
- - لا تؤاخذيننا يا سيدتي !
أذنبنا و منك السماح !!
و لكن لطفاً ، لا تدخلي هذا المحل ثانيةًً ....
------------------------------------------
* نزار بهاء الدين الزين
سوري مغترب
إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
عضو جمعية المترجمين العرب ArabWata
الموقع : www.FreeArabi.com
البريد : nizar_zain@yahoo.com

الأستاذ الكبير القدير نزار الزين
أسلوبك الرائق الرقراق المنطلق

وحوارك الشيق الصافي المتدفق

ولمحاتك العميقة المتعمقة

كل ماسلف يدل على أحد عمالقة القصة القصيرة

ورغم بساطة الموضوع ... إلا أنه يحمل قدرا من الحكمة التي ينبغي أن نستخلصها من هذه القصة الممتعة ... وإذا كان هناك من يسرق الملابس الداخلية
إلا أنه هناك أيضا من يسرق كل الثروات الداخلية ... دون أن يجد أحدا يقول له ... فضلا لقد نسيت وأخذت سهوا ماليس لك .. أدخل فتش بنفسك في غرفة تغيير الرؤساء والحكام

د. جمال مرسي
17/03/2007, 10:33 AM
عارضة الأزياء
قصة للأديب المبدع نزار الزين
أبطالها و شخصياتها المحورية ثلاثة نورا و صديقتها سلوى و صاحب المحل
ثلاثة نماذج موجودة في أي مجتمع
امرأة خبيثة الطباع تتلذذ بالسرقة و بالغنج أمام أصحاب المحلات لتنال بغيتها
و امرأة مخدوعة في صاحبتها لو سارت على نفس دربها لضلت مثلها و لأصابتها ذات العدوى أو ربما أكثر
و صاحب محل .. هو هنا في هذه القصة شخصية طيبة و مهذبة رغم وجود عكس هذه الشخصية
كثيراً في الحياة .
و هناك شخصيات غير محورية كالعاملين
و الزوج ال ( .... ) و الأب ال ( ... )
كل هذه الشخصيات في قصة نزار الزين تضافرت لتخرج لنا عملا من واقع الحياة
فالمرأة بنت كذا و ابنة كذا لم يشفع لها أصلها و لا فصلها من أن تكون سيئة السلوك و ربما قصة السرقة هنا كانت أخف الأشياء بينما ما خفي كان أعظم . و هنا تتأتى مهمة التربية الصالحة و عدم إغفال أولياء الأمور لرعاياهم و توجيههم توجيها سليما في تعاملهم مع الناس ابتداءً من لحظة خروجهم من المنزل و حتى لحظة عودتهم .
فالمرأة يجب أن تكون الحشمة و الوقار عنواناً لها فلا تجعلها معيشتها الراقية تسير في الأرض مرحاً و في غنج ضاربة بكل القيم و المباديء عرض الحائط سبباً في أن تنحرف سلوكياتها .

و الشخصية النسائية الأخرى في القصة ( سلوى ) هي أيضا أنموذج لامرأة ممكن أن تنخدع بسهولة و تغرها المظاهر فيوقعها هذا في هوة سحيقة . و من هنا نخرج بعبرة أخرى و هي كيف يتم اختيار الأصحاب . فلينظر المرء من يخالل . و هناك قصص و حالات كثيرة بان فيها جلياً تأثير الصديق على صديقه فهو إما يهديه سبيل الرشاد و إما أن يجرفه معه في هوة إدمان أو سرقة أو ما شابه .

و الشخصية المحورية الثالثة في قصة نزار الزين كانت صاحب المحل و ما يجب أن يتسم به من الخلق و الهدوء و حسن التصرف و عدم الخوف من الحق حتى لو كان هذا الحق مطلوباً من زوجة رجل مهم أو ابنة رجل أهم .
و إن كان نزار الزين قد عرض هنا لشخصية صاحب محل تتسم باللطف فإن المجتمعات أيضا تكتظ بمن هم عكس هذه الشخصية اللطيفة ممن قد يبيعون مبادءهم و أخلاقهم مقابل قطعة ملابس داخلية . و هؤلاء يجب الحذر في التعامل معهم و اتخاذ موقف صارم إذا ما بدا أي سلوك مشين من أي منهم .

هكذا قرأت قصة أديبنا المبدع نزار الزين . و القصة كمعظم ما يميز كتابات أديبنا تعالج مشكلة اجتماعية بأسلوب بسيط ليس فيه أي تعقيد و هذا هو الأسلوب الأمثل لتوصيل الرسالة التي من أجلها يكتب قصصه و بها يتحقق الهدف الذي أراده من الكتابة .
لغة القصة رقيقة و بعيدة عن أي فلسفة أو تعقيدات لغوية و ألفاظها مطروقة بشكل يومي يصلح لمثل هذا النوع من القصص .
لا يسعني أخيراً إلا أن أقدم كل تحية و تقدير لأديبنا نزار الزين على ما تفضل به
و الذي يجعلني أقر أن لنزار الزين عالمه الخاص و أسلوبه المميز له

شكرا لك أستاذي و دمت بكل خير و صحة و عافية

د. جمال مرسي

عبلة محمد زقزوق
17/03/2007, 11:02 AM
تحياتي أستاذي ـ نزار ب. الزين
بعد رد وتعليق وتحليل أساتذتي الافاضل لا يسعني إلا أن اشكر الله على وجودكم بيننا بعظيم الطرح والسرد .
فتقبل خالص ودي واحترامي وتقديري استاذي الفاضل :fl: :hi: :fl:

نزار ب. الزين
18/03/2007, 05:05 PM
الأستاذ الكبير القدير نزار الزين
أسلوبك الرائق الرقراق المنطلق
وحوارك الشيق الصافي المتدفق
ولمحاتك العميقة المتعمقة
كل ماسلف يدل على أحد عمالقة القصة القصيرة
ورغم بساطة الموضوع ... إلا أنه يحمل قدرا من الحكمة التي ينبغي أن نستخلصها من هذه القصة الممتعة ... وإذا كان هناك من يسرق الملابس الداخلية
إلا أنه هناك أيضا من يسرق كل الثروات الداخلية ... دون أن يجد أحدا يقول له ... فضلا لقد نسيت وأخذت سهوا ماليس لك .. أدخل فتش بنفسك في غرفة تغيير الرؤساء والحكام
===================
أخي الفاضل الأستاذ ثروت
شكرا لمشاركتك القيِّمة ، باكتشافك بعدا جديدا للقصة أثريتها ( ادخل و فتش بنفسك غرفة تغيير الرؤساء و الحكام ) .
أما شهادتك فهي وسام شرف أتباهى به
لك كل المودة و بك كل الإعتزاز
نزار

نزار ب. الزين
18/03/2007, 05:29 PM
عارضة الأزياء
قصة للأديب المبدع نزار الزين
أبطالها و شخصياتها المحورية ثلاثة نورا و صديقتها سلوى و صاحب المحل
ثلاثة نماذج موجودة في أي مجتمع
امرأة خبيثة الطباع تتلذذ بالسرقة و بالغنج أمام أصحاب المحلات لتنال بغيتها
و امرأة مخدوعة في صاحبتها لو سارت على نفس دربها لضلت مثلها و لأصابتها ذات العدوى أو ربما أكثر
و صاحب محل .. هو هنا في هذه القصة شخصية طيبة و مهذبة رغم وجود عكس هذه الشخصية
كثيراً في الحياة .
و هناك شخصيات غير محورية كالعاملين
و الزوج ال ( .... ) و الأب ال ( ... )
كل هذه الشخصيات في قصة نزار الزين تضافرت لتخرج لنا عملا من واقع الحياة
فالمرأة بنت كذا و ابنة كذا لم يشفع لها أصلها و لا فصلها من أن تكون سيئة السلوك و ربما قصة السرقة هنا كانت أخف الأشياء بينما ما خفي كان أعظم . و هنا تتأتى مهمة التربية الصالحة و عدم إغفال أولياء الأمور لرعاياهم و توجيههم توجيها سليما في تعاملهم مع الناس ابتداءً من لحظة خروجهم من المنزل و حتى لحظة عودتهم .
فالمرأة يجب أن تكون الحشمة و الوقار عنواناً لها فلا تجعلها معيشتها الراقية تسير في الأرض مرحاً و في غنج ضاربة بكل القيم و المباديء عرض الحائط سبباً في أن تنحرف سلوكياتها .
و الشخصية النسائية الأخرى في القصة ( سلوى ) هي أيضا أنموذج لامرأة ممكن أن تنخدع بسهولة و تغرها المظاهر فيوقعها هذا في هوة سحيقة . و من هنا نخرج بعبرة أخرى و هي كيف يتم اختيار الأصحاب . فلينظر المرء من يخالل . و هناك قصص و حالات كثيرة بان فيها جلياً تأثير الصديق على صديقه فهو إما يهديه سبيل الرشاد و إما أن يجرفه معه في هوة إدمان أو سرقة أو ما شابه .
و الشخصية المحورية الثالثة في قصة نزار الزين كانت صاحب المحل و ما يجب أن يتسم به من الخلق و الهدوء و حسن التصرف و عدم الخوف من الحق حتى لو كان هذا الحق مطلوباً من زوجة رجل مهم أو ابنة رجل أهم .
و إن كان نزار الزين قد عرض هنا لشخصية صاحب محل تتسم باللطف فإن المجتمعات أيضا تكتظ بمن هم عكس هذه الشخصية اللطيفة ممن قد يبيعون مبادءهم و أخلاقهم مقابل قطعة ملابس داخلية . و هؤلاء يجب الحذر في التعامل معهم و اتخاذ موقف صارم إذا ما بدا أي سلوك مشين من أي منهم .
هكذا قرأت قصة أديبنا المبدع نزار الزين . و القصة كمعظم ما يميز كتابات أديبنا تعالج مشكلة اجتماعية بأسلوب بسيط ليس فيه أي تعقيد و هذا هو الأسلوب الأمثل لتوصيل الرسالة التي من أجلها يكتب قصصه و بها يتحقق الهدف الذي أراده من الكتابة .
لغة القصة رقيقة و بعيدة عن أي فلسفة أو تعقيدات لغوية و ألفاظها مطروقة بشكل يومي يصلح لمثل هذا النوع من القصص .
لا يسعني أخيراً إلا أن أقدم كل تحية و تقدير لأديبنا نزار الزين على ما تفضل به
و الذي يجعلني أقر أن لنزار الزين عالمه الخاص و أسلوبه المميز له
شكرا لك أستاذي و دمت بكل خير و صحة و عافية
د. جمال مرسي
======================
أخي الأديب الشاعر الدكتور جمال
تحليلك للنص عبارة عن دراسة أدبية أكثر من رائعة و تنم عن خبير أريب بفن النقد ، اما ثناؤك فهو إكليل غار يزين هامتي.
نورا يا أخي مبتلية بداء اسمه ( السرقة المرضية ) و قد حدثتني إحداهن معترفة : " انها عندما تشاهد النقود – أية نقود حتى لوكانت نقود أحد والديها - يصيبها اضطراب شديد و تشعر بدافع قوي يدفعها للاستحواذ عليها " و علاج هذا المرض – للأسف - صعب للغاية .
شكرا لمشاركتك القيِّمة و لثنائك العاطر
و لك مني كل محبة و تقدير
نزار

نزار ب. الزين
18/03/2007, 05:35 PM
تحياتي أستاذي ـ نزار ب. الزين
بعد رد وتعليق وتحليل أساتذتي الافاضل لا يسعني إلا أن اشكر الله على وجودكم بيننا بعظيم الطرح والسرد .
فتقبل خالص ودي واحترامي وتقديري استاذي الفاضل
عبلة محمد زقزوق
============================
أختي الأديبة الفاضلة عبلة
شكرا لمشاركتك الطيِّبة و لثنائك العاطر
عميق مودتي و احترامي
نزار

بديعة بنمراح
18/03/2007, 09:06 PM
الأخ العزيز المبدع القدير نزار
أحيك على هذا الطرح المتميز و على اختيارك للمواضيع التي تتناولها:fl:
فعلا هذا الداء موجود وصعب ، وهو مرض نفسي يعاني منه الكثيرون
تحيتي و احترامي

نزار ب. الزين
19/03/2007, 05:19 AM
الأخ العزيز المبدع القدير نزار
أحيك على هذا الطرح المتميز و على اختيارك للمواضيع التي تتناولها:fl:
فعلا هذا الداء موجود وصعب ، وهو مرض نفسي يعاني منه الكثيرون
تحيتي و احترامي
=======================================
أختي الكريمة بديعة
شكرا لاهتمامك بنصوصي و ثنائك عليها و تفاعلك مع مواضيعها ، و هذا شرف كبير لي
دمت بخير
نزار

جلنار البحر
25/03/2007, 10:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم والدي الروحي ...

والأديب التربوي الحر " نزار الزين "

لا يمكن فصل التربية المتهورة عن العقل الأم ، فهما وجهين لزي واحد ..؟؟
فعارضتنا الجميلة تعرض لنا ..
الاضطراب العاطفي ، والرغبات المتهورة الالوان ،وبسلوك يعكسه العادة ، ويحرضه المعشر السيء،
و بأزياء الطفولة المعجونة بالمشاكل النفسية ...؟

فعلى الأهل : الابتعاد عن الخجل في معالجته، وتصنيفه ضمن الأمراض التي يجب علاجها ، وبدون خجل أو تردد أمام الطبيب النفسي ؟

الشكر الكبير أيّها الأب الكبير" نزار الزين "
بتسليطك الضوء على أكثر زوايا النفس الإنسانية ظلمة ، والتي يعاني منها المجتمع في سائر الكون..؟؟

إليك تحيتي وباقة من أزهار شكري
أيها العربي الحر
وفقك الله في مسيرة الخلود لما فيه خير البشرية
محبتي والدي الغالي
" نزار الزين "
كم يسعدني أن ألتقيك هنا في هذا الصرح الأدبي الكريم


http://www.alsowr.com/get-3-2007-jg5cp3z0.gif

نزار ب. الزين
26/03/2007, 03:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم والدي الروحي ...

والأديب التربوي الحر " نزار الزين "

لا يمكن فصل التربية المتهورة عن العقل الأم ، فهما وجهين لزي واحد ..؟؟
فعارضتنا الجميلة تعرض لنا ..
الاضطراب العاطفي ، والرغبات المتهورة الالوان ،وبسلوك يعكسه العادة ، ويحرضه المعشر السيء،
و بأزياء الطفولة المعجونة بالمشاكل النفسية ...؟

فعلى الأهل : الابتعاد عن الخجل في معالجته، وتصنيفه ضمن الأمراض التي يجب علاجها ، وبدون خجل أو تردد أمام الطبيب النفسي ؟

الشكر الكبير أيّها الأب الكبير" نزار الزين "
بتسليطك الضوء على أكثر زوايا النفس الإنسانية ظلمة ، والتي يعاني منها المجتمع في سائر الكون..؟؟

إليك تحيتي وباقة من أزهار شكري
أيها العربي الحر
وفقك الله في مسيرة الخلود لما فيه خير البشرية
محبتي والدي الغالي
" نزار الزين "
كم يسعدني أن ألتقيك هنا في هذا الصرح الأدبي الكريم


http://www.alsowr.com/get-3-2007-jg5cp3z0.gif

===========================
إبنتي الوفية أميرة الياسمين و الجلنار ، أحلام
لم تتركي لي ما يقال ، فقد ألميت بالموضوع من جميع جوانبه ، و لي إضافة واحدة ، هي أن هذا المرض صعب شفاؤه إذا لم يتداركه الأهل منذ الطفولة ..
ألف شكر لدعواتك الطاهرة و ثنائك العاطر
عميق مودتي
نزار