المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 5. كريمة ... في استراحة 10 دقائق



قحطان فؤاد الخطيب
16/10/2006, 06:58 PM
كريمة ... في استراحة 10 دقائق

علق جارنا الشاب سالم ، وقد ارتسمت ابتسامة عريضة على وجهه البشوش قائلاً :
- " هكذا تكون القصص والا فلا ........... انني مدمنٌ على كل ما يكتبه القاص " . ولم يكن من جاره ،
السيد عبدالرحمن ، المُكنى ( بأبي ياسر ) الا أن يضيف قائلاً :
-" نعم ، وانا أقول كذلك . لأن قصصه مستلة من الواقع ، حيكت بإسلوب بارع ، وطرزت بألوان بلاغية قوس قزحية مثيرة " .
لقد التقى الاثنان عند نقطة واحدة وهي الاشادة بمهارة الكاتب الأدبية ، وخصوبة خياله ، وشفافية ذهنه ، وبراعته في رسم شخصياته ، وتلقائيته في الحوار ، اضافة الى تفننه في التحكم بوحدة المكان والزمان لمجريات أحداث قصصه لدرجة تخاله مهندساً معمارياً ، يحسب ألف حساب قبل أن يمسك الورقة والقلم . ثم أردف سالم يقول :
- " دعوني أنقل لكم مشهداً ضمني الى الكاتب عندما جمعتني به الصدف ، إذ حاورته وكأنني ناقد أدبي لايرحم حيث قلت : " عندما لفظت المطابع قصصك ، دفعني الفضول لكي أسألك : ترى ........... لماذا اطنبت في استعمال أسماء محددة مثل : نبيلة ، كريمة ، حياة دون سواهن ؟ " .
ضحك الكاتب وقد رفع يده اليمنى لاشعورياً ، حيث بانت أصابعه الاربعة وغياب ابهامه المستأصل في عملية جراحية أثناء حادث مروري قبل عامين ثم قال :
- " ان الأسماء تلك ذُكرت مصادفةً ، بالرغم من أن عقلي الباطن مشبع بعناصر لا حصر لها من الأفكار عنهن . ولولا تعطل يدي عن الكتابة لكنت رأيت قصصهن تتصدرن الصحف والمجلات العربية ، لأن كل واحدة منهن تمثل لنا كلاً فسيحاً مترامي الأطراف . ونكهة كل قصة منهن تختلف عن سواها . أما اذا أطرن جميعهن في حبكة قصصية واحدة ، عند ذلك سيحتار الناقد الأدبي من أين يبدا ، لأنهن يمثلن نسيجاً حياتياً متشابكاً ، طاعناً في التجذر والتفرع ، رغم أعمارهن الصغيرة . هاك ما يعتمل في ذهني عن احداهن . كريمة ، مثلاً ، شابة باريسية الوجه ، زرقاء العينين كزرقة البحر المتوسط ، شعرها صنوبري أخاذ ، ابتسامتها بريئة ومثيرة . وكلامها موزون ومقفى وكأنه محكومٌ بعلم العروض الصارم . اذا تكلمت باللغة الفرنسية ، خلتها أديبة من السوربون ، بشهادة أستاذها الفرنسي الأب ( ........... ) . واذا تحدثت معك ، سحرتك لكنتها المغربية الدافئة . اذا نظرت اليها ، أجابتك عيناها الزرقاوان ( نعم . ماذا تريد ؟ ) . واذا تجولت معها في صحن الليسي( ) لخرجت بنتيجة وهي أنك أمام صحفية متمرسة في اقتناص الأفكار والكلمات . أما اذا تناولت معها الشاي في ( الكافتيريا ) أعطتك خلاصة عن ما جاء في الصحف والاذاعات الفرنسية والآوربية . هذه صورة ذهنية مبسطة التقطتها عيناي قبل ولوج الصفوف لألقي المحاضرات فيها ، إذ لم ينتظم جدول الدروس بعد . وكان معي استاذ التنشيط الثقافي ( السيد جفال ) يعطيني فكرة ........... مجرد فكرة عن الليسي وطالبات وطلاب الليسي .
وما أن إنتظم الجدول حتى اصطفت جموع الطلاب والطالبات في كراديس بصحن الثانوية ، أشبه ما يكون بالمنظر العسكري منه الى المدني . لقد كان الجو رهبانياً ، وقوراً وشديد الانضباط حيث اطبق الصمت بالرغم من تواجد مئات الدارسين والأساتذة والمراقبين والعمال . وما هي الا دقائق معدودة حتى انصرفت المجاميع بهدوءٍٍ تام نحو صفوفها . وربما كان لتواجد المراقب العام ( سي )( ) ابراهيم أثرٌ في اضفاء الهدوء على المجاميع ، لاسيما وأن جميع الدارسين
يخشون سطوته .
وبعد دقائق من دخول الطلبة والطالبات قاعة الصف دخل المدير بصحبتي وقدمني اليهم كمدرس عربي موفد . وبعد مراسيم التقديم ابتدأت المحاضرة . رُحتُ اسأل لفيفاً منهم أسئلة بسيطة كي أكتشف رصيدهم في اللغة . وقد دُهِشتُ لركاكة أجوبتهم . وبعد حوار مطول أضطررت للتحدث باللغة العربية واستنتجت بأنهم يتقنون اللغة الفرنسية - بنيناً وبناتاً ، إذ هم يقرأون جريدة اللوموند واللافيغارو الفرنسية دون عناء أو رجوع الى إستعمال القاموس ، كما أنهم معتادون على سماع الإذاعات الناطقة باللغة الفرنسية . لقد أدركت آنذاك بأنها مسألة وقت لكي يتحسن الطالب في اللغة الإنكليزية وليست مسألة عدم استيعاب أو عدم ذكاء .
مضت أيام وتعددت المحاضرات فإذا بطالبات ثلاث : كريمة ، حياة ، ونبيلة تلمعن خلال سنوات الايفاد الأربع ، أقول : " ثلاث فقط رغم أحتواء الثانوية على ما يربو من ألف طالباً وطالبة في العام الدراسي الواحد . وهناك ..........."
قاطعني سالم ، يقول القاص ، وقد أحس برتابة وصفي قائلاً :
- " لماذا لا تدخل في الموضوع مباشرة وتميط اللثام عن سر اعجابك بهن ؟ "
- " طيب ، عفواً ، سأقتصر في حديثي عن واحدة منهن فقط وأقصد بها كريمة ، في حين سأترك تسليط الضوء على حياة ونبيلة فوق صفحات الصحف والمجلات العربية التي ستنطق أعمدتها بكلام كثير حينما سأميط اللثام عن دفتر مذكراتي لعام 1975 والأعوام التالية له . بدءاً أقول : ما أن كنت أتطلع في كريمة حتى شع منها الشموخ الراسخ ، والأنوثة المتقدة ، والكبرياء الذي يُسكر شعراء الغزل وكُتاب السير . وقد تسأل لماذا ؟ أجل ، تسألني لماذا ؟ تُرى ما عساي أجيب وكريمة ، بنت الستة عشر ربيعاً فقط ، المثقفة ، الموهوبة ، المرهفة الحس والسريعة الألتقاط ...........
كريمة ........... التي ما تكاد تنطرح عليها أي سؤال حتى تعزز اجابتها بالاستشهادات وبالأقوال المأثورة . وكانت الأيام تمضي كما كانت تمضي استراحات عشر دقائق ، وهي تستجدي احراجها بأي سؤال تصعب اجابته وعن أي موضوع كان كأننا في لعبة الحروف المتقاطعة . لقد كانت تضع في طريقي شتى الأغراءات وهي تقول أمام أصحابها تحت قبة الفصل الدراسي أثناء احدى الاستراحات ، حيث يبقى الطلبة على غير المألوف في قاعة الصف دون مبارحته منغمسين في الطروحات الفلسفية المنمقة رافعين شعار ( يقول الفلاسفة : سلني ، أقل لك من أنت . السؤال أهم من الجواب ) " . وهنا التفت نحوها قائلاً : " أراكِ تتوقين كي أسألك سؤالاً . "
" نعم . بشرط أن يكون السؤال مُعَجِـِزاً ونتبارى كلنا في الاجابة عليه . "
وهنا دخل على الخط تلميذ فضولي ، كان مشدوداً الى الحوار حيث قال : " اذا يسمح لي سِيدي بطرح الأسئلة
عليها . انني سأفحمها ".
- " تفضل يا بوزغاي . تفضل . "
- " يا كريمة ، كيف تمكنت من شدنا اليك ونحن في استراحة فيما يوجد من هم اكبر منك سناً وأكثر منك تجربة ؟ "
ابتسمت كريمة وكأنها تقول هذا سؤال شخصي وليس أكاديمي . - " سيديا . لو كانت القيادة بيد كبار السن
فقط ، لتنحى كل المسؤولين في العالم لمن هم أكبر سناً . إنني ، زميلاتي وزملائي ، وبلا أدنى غرور ، احس بنزعة قيادية تشتعل في أعماقي . تصور ، يا أستاذنا حتى أن أبي طرح علي نفس السؤال . وها أنني اسألك ، يا أستاذي
الفاضل ، بسؤال ربما يكون جواباً لسؤال زميلي .
- هل قرأت أغلب مؤلفات روسو بالأصل الفرنسي ؟
- كلا . ولا حتى بالانكليزية .
- وهل قرأت كتب سارتر ، اونيسكو وعن مسرح اللامعقول ؟
- قرأت ما تيسر عندما كنت طالباً .
- وهل ........... ؟
- قاطعتها قائلاً : " انت التي طلبت منا أن نسألك ولم نطلب منك أن تسألينا . اذن عليك اجابة زميلك قبل أن تنتهي الاستراحة . "
- " انني منذ كنت في مرحلة ( بريمير )( ) و ( دوزيام )( ) و ........... سرقت الأضواء من زميلاتي وزملائي . وكنت الأولى في كل مسابقة كما كنت المتفوقة في كل المواد الدراسية قاطبة . انني متأثرة بـ ( ماري كوري )( ) من حيث اندماجها مع الكتب والمطالعة . "
كانت كريمة تواقة ليس لتعلم اللغة الإنكليزية فحسب بل لتعلم اللغة الألمانية والأسبانية وحتى التركية . لقد كانت تناولني بعد نهاية كل حصة دراسية أمام زملائها صفحتين فولسكاب مشبعة بما يعن لها من أفكار وخواطر مدونة باللغة الإنكليزية . وكانت تستأذنني فحص نصوصها لغوياً . وكنت أشجعها على إقحام زملائها وزميلاتها في مناقشة مضمون طروحاتها وتطلعاتها واحلامها وحتى خصوصياتها بغية شدهم الى الكتابة والتفكير باللغة الإنكليزية . واستمرت على هذا المنوال تكتب اللواعج والأدبيات والعواطف . لقد كانت فتاة نموذجية تواقة للكمال من حيث المادة العلمية المدرسية والمادة الثقافية العامة . وكنت أتوسم فيها مستقبلاً باهراً أقل ما تكون فيه سفيرة للجزائر في احدى عواصم الدنيا . ورغم أنها في المرحلة النهائية من دراستها الثانوية إلا أنها وكما اتضح من كتاباتها اليومية بأنها سائرة في الخط المستقيم نحو الهدف . وكنت الح في السؤال عليها قائلاً :
-متى اتيحت لك الفرصة هضم فكر روسو وأونسكو ومسرح اللامعقول وباللغة الفرنسية وانت بهذا الربيع الصغير من العمر ؟ لابد أن يكون وراءك سرٌ غامض ! "
وهنا اندفع أحد الطلبة متكلماً بلغة عربية هجينة وغريبة ممزوجة بلكنة صحراوية مطعمة بالفرنسية قائلاً :
- " نحن نقرأ ونكتب باللغة الفرنسية في المرحلة الإبتدائية وما بعدها . وحتى في الدار لاتغيب عنا ممارسة اللغة الفرنسية . هذا ناهيك عن تواجدنا في المقاهي وأماكن اللقاء الأخرى . أن فكر روسو أو فكر غيره من الفلاسفة والأدباء لايعدو أن يكون مثبتاً في مجموعة من الكتب المطروقة ليس غير . ألا تتصور ، سِيدي ، بأنك بالغت في تقييم زميلتنا ؟ "
- " اذا كان الموضوع بهذه البساطة ، فقل لي لمن قرأت أنت ؟ "
- قرأت لمعظم الفلاسفة المشهورين في العالم . ويحتوي دارنا على أمهات الكتب المعاصرة والقديمة . وأن
زميلي ، على سبيل المثال ، بوترعة ، يملك مكتبة في قرية الشريعة أكبر من مكتبة الليسي . وهو يقرأ كل ما يقع بين
يديه . ومع هذا لم تُسلّط عليه الأضواء مثل ......................................... "
قاطعته وقلت : " أنا فعلاً بالغت في تقييم كريمة . وكنت أحس بأن الجزائر لم تُنجب سوى جميلة بو حيرد
وكريمة . ولكن والحق يقال ، يجب اعادة النظر في التقييم مستقبلاً . وعذري قصر الفترة الزمنية التي أمضيتها معكم ، أيها المثقفون الصغار الكبار ! . إلا أن كريمة ، بإعتقادي ، تمثل الفتاة النموذج بما احتوته كتاباتها التي لاحصر لها ، والتي من خلالها مدت الجسور بين ذهنينا رغم فارق السن . واليكم سطوراً من أحدث كتابات زميلتكم التي ضبطتها لغوياً ولم أجد خطأً لغوياً واحداً قط ، بل وجدت الرصانة متجسدة بصفحاتها الأربع الكبيرة . "
احمر وجه كريمة وكأن لسان حالها يقول ( لماذا تحرجني ) أمام وزميلاتي وزملائي أيها الأستاذ ؟
تبسه
3 أفريل 1977 رقم الخاطرة (63)
انني أفكر باللغة العربية ، وأكتب لك باللغة الإنكليزية ، وأدوات عدتي باللغة الفرنسية . انها لوحة لغوية زيتية مثيرة ، وأثرٌ أرجوا أن يكون متماسكاً ومسبوكاً رصفته أنامل أتعبها السهر وآرقها الطموح . أن القلم ، لعمري ، بات سميري ، والورق أضحى رفيقي وأليفي ، وضوء القمر شمسي ونهاري .
اختلط علي الوقت ، فلم أعد أعرف يومي من غدي ولا نهاري من ليلي ولا صيفي من شتائي . قلبت صفحات غدي فلم تستهوني كلمة (صحفية) ولا (أديبة) ولا (طبيبة) ولا (محامية) . لا أريد سياجاً شائكاً لحياتي . ولا أريد حدوداً مصطنعة كحدود الأقطار العربية . لا أحب روتينية الحياة ورتابتها ، بل أفضل سمو الفكر وطهارته ونقائه وخلوده . أحب ........... أحب بيع الجعة وسجادة الصلاة لمن يشتريهما . "
- " هذه بعض أفكار زميلتكم كريمة باللغة الانكليزية . ألا تستحق النشر والاعجاب ؟ أستأذنكم ، أبنائي الطلبة والطالبات ، العودة الى محاضرتنا . فاستراحتنا لهذا اليوم قد شارفت على الإنتهاء . "
وما كان من سالم الا أن استدار نحو أبي ياسر وقد سرح الاثنان في عالم من التفكير العميق .
- " هذه بعض مواصفات كريمة ، ياسادة ، يا كرام . ولو كان معي دفتر مذكراتي لقرأته من الغلاف الى الغلاف لتبرروا لماذا أنا جدُ معجب بهذه الأديبة الشابة الحسناء ......................................... كريمة . "

عبد الحميد الغرباوي
10/07/2007, 03:08 PM
حياك الله أخي قحطان فؤاد الخطيب،
ما قرأته هنا يدخل في فرع من فروع المقالة و القائمة أساسا على دعامتين:
1 ـ دعامة حكائية
2 ـ دعامة وثائقية( مذكرات، تدوين)
فالقالب هو قالب حكائي حواري إلا أنه بعيد بكثير عن القالب القصصي كما هو متعارف عليه..
و تبقى الأفكار التي تملأه أفكار معايشة، واقعية، أفكار لا تحتاج إلى داعم تخيلي، إذ هي وحدها كافية لتمنح القارئ نصا غنيا بالمتعة و الفائدة..
لم يخل النص من هنات لغوية هي أساسا نتاج رقن أو سهو...
مودتي

قحطان فؤاد الخطيب
10/07/2007, 09:25 PM
الأستاذ الفاضل ، القاص والناقد ،
عبد الحميد الغرباوي المحترم
بعد التحية

شكرا لمرورك الكريم على إحدى
مشاركاتي و على ملاحظاتك القيمة
التي تعكس غربلة مركزة عليها .

وهي قصة واقعية قديمة كتبت
عام 1977 بعد انتهاء فترة
إعارة خدماتي إلى الجزائر الحبيبة ،
استلت من دفتر مذكراتي ، وجاءت
بأسلوب أقرب إلى الأدب التسجيلي
منه إلى القصة الاعتيادية ، بما احتوت
من خواطر وانطباعات لا تمحى عن
جيل أنثوي جزائري ، طافح بالأمل
والثقافة ، أثار إعجاب كل من درسهن
آنذاك .

وحسب الغربيين تداولهم عبارة دارجة ،
لا أرغب في ترجمتها ، كي لا أفسد
عليك متعة قراءتها ، تخص تعلقهم
بآثار أدبية استحوذت على اهتمامهم ،
بغض النظر عن الضوابط الكلاسية
المحكمة لمجرد أنه أدب وليس رياضيات
ومفادها :
Don't diminish its intrinsic
meaning by quibbling
or fussing over minor
details

مع أسمى إعتباري .
قحطان الخطيب/ العراق

زاهية بنت البحر
13/07/2007, 12:13 AM
مررتُ من هنا أستاذنا المكرم د. قحطان فؤاد الخطيب صدقني أحببتُ أن تطول المذكرات لجمالها ولأنني وجدت فيها الكثير من نفسي وطموحاتي وأنا في مثل سن كريمة ,وهذا دليل على نجاح التسجيل للحقيقة التي في داخله ..بارك الله بك ورعاك معلمًا وأديبًا ..
أختك
بنت البحر

قحطان فؤاد الخطيب
13/07/2007, 11:11 AM
ما أروعك ، أيتها الزاهية في كل شييء ،
وأنت تمرين على مشاركتي الحقيقية التي
دونت فيها إنطباعاتي عن جيل أنثوي متقد
الذكاء ، حاد التطلع لأكتســــاب المهارات !

............ جيل سبعيني متماسك ، مثقف ،
في ولاية تبسة الجزائرية المتاخمة لتونس
الخضراء .

جزيل الشكر لك ، سيدتي الفاضلة ، على
إنطباعاتك البديعة . دمت أختا عزيزة زاهية
لا تغيب عن المخيلة قط .

مع أسمى إعتباري .
قحطان الخطيب / العراق