المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رائعة الاستاذ عبد الجبار سعد... كان سيحزنهم أيتها الماجدة!!..



الدكتور أحمد الياسري
10/09/2010, 11:14 PM
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


كان سيحزنهم أيتها الماجدة!!..

شبكة البصرة

عبد الجبار سعد
جاء بعض فقراء الصحابة إلى رسول رب العالمين عليه أفضل الصلاة والتسليم قبل غزوة تبوك وطلبوا منه أن يحملهم معه ليقاتلوا الروم في الشام فقال لهم لا أجد ما أحملكم عليه فانصرفوا وهم يبكون لأنهم لا يمتلكون ما يمكنهم من شراء الرواحل التي عليها يركبون للقتال في جيش الرسول.. فأنزل الله في سورة براء ة وصفا لحالهم وبأنه لا سبيل عليهم فقد رفع عنهم الحرج ولم يؤاخذهم بالتخلف عن الغزو لأنه ليس لديهم ماينفقونه.. قال عز من قائل..

"ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا أن لا يجدوا ما ينفقون.. إنما السبيل على الذين يستأذنونك وهم أغنياء رضوا بأن يكونو مع الخوالف وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون..."

****

اخبرتني إحدى ماجدات العراق بقصة مؤثرة وهي تعبر لي عن امتنان أهل الرافدين المقاوم الأبي لإخوانهم في اليمن قالت أنها كانت ـ في فترة الحصار الجائر الذي مهد لغزو العراق ـ في نيويورك في زيارة لمندوب العراق في الامم المتحدة وأسرته هناك فوجدته مطرقا متفكرا ينظر الى بعض أوراق النقد الأمريكية من فئة الدولا ر وكان في غاية التأثر مما يرى حيث قال انها تبرعات وصلت اليه من المغتربين اليمنيين هناك وقال أنه يصعب عليه قبولها مثلما يصعب عليه ردها إلى أصحابها لأنهم كما هو ظاهر أحوج مايكونون إليها وقد انتزعوها من دخولهم المتواضعة وقالت الماجدة أنها.. قالت له لا تفكر بإعادتها إليهم فإنك إن فعلت سوف يحزنهم ذلك رغم ماهم فيه من فاقة..

وأنا اقول " بورك فيك يا ماجدة العرب و نعم.. كان ذلك سيحزنهم كثيرا أيتها الماجدة "

****

تذكرت واقعة مماثلة لشاب يمني مع عجوز طاجكية كنت سمعتها منه ذات يوم.

كان الشاب يدرس في إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي المسلمة و قال لي أنه بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وكان يوما هوومجموعة من زملائه في نادٍ للرعاية الصحية التقى عجوزا طاجكية وجدها في السلم تغالب حالها الضعيف كي تصل إلى أعلاه فأمسك بها وأعانها حتى بلغت المنتهى فتأثرت من صنيعه ودعت له كثيرا وسألته من أين أنت فما إن أخبرها أنه يمني عربي ومسلم حتى انهالت عليه تقبيلا واحتضنته وتمسحت به وهي تبكي ثم تحسست مافي جيوبها وأخرجت بضع قطع نقدية تافهة القبمة و أعطته إياها.. وتوقف هو عن الكلام.

****

حين توقف سألناه نحن الحاضرين جميعا بشجن طاغي وبدهشة هل أخذتها؟

قال هو بكل حياء.. نعم.. وعقب على الفور شعرت بأن ذلك أفرحها كثيرا وإنني لو أرجعتها إليها ربما ستحزن فقلت لنفسي برغم حاجتها المادية لمثلها واستغنائي عنها لكن فرحها هذا بقبولي لها ربما يكون أوقع في نفسها.

هذا الشاب النبيل فعلها وأظهر لها غاية الامتنان ووضعها في جيبه.. وسط ضحكات وسخرية الكثير ممن حوله.

*****

ويا أهلنا في العراق نعم قلوبنا وأرواحنا معكم ودموعنا تسيل لماحل بكم ولكن أعداء الحق منعونا كما منعوا كل المؤمنين من نصرتكم كما منعوهم من نصرة إخوانهم في فلسطين بأنفسهم وبأموالهم ولم تبق إلا عواطفهم حرة تجوب أرضكم الطاهرة وتلهج بالدعاء لكم بنصر قريب يعز فيه الإيمان وأهله ويقهرفيه الكفر وحزبه وإنه لقريب أيها الأحبة ذلك اليوم..نوقن به وننتظره ونعد مآدب النصر لنفر ح به..

شبكة البصرة

الخميس 30 رمضان 1431 / 9 أيلول 2010