المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شرح بعض الأبيات للمتنبي



Hasan Abu Khalil
16/03/2007, 06:33 PM
أساتذتي الأفاضل،

أرجو التكرم بشرح الأبيات التالية لأبي الطيب المتنبي في قصيدة يمدح ويعاتب فيها سيف الدولة:

و مهجـة مهجتي من هم صاحبها **** أدركتـــه بجواد ظهره حـــرم

رجلاه في الركض رجل و اليدان يد **** وفعلـــه ماتريد الكف والقدم

ومرهف سرت بين الجحفليـــن به **** حتى ضربت و موج الموت يلتطم


شاكراً لكم جهودكم سلفاً

مع الاحترام والتقدير

د. حسان الشناوي
16/03/2007, 06:55 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يقدر على التصدي لهذه الأبيات ا غير أستاذنا الفارع هلال الفارع ؛ وسأنتظره بشوق لهيف معك .
فهي من قصيدة المتنبي الذائعة الصيت التي كتبها في سيف الدولة ، ولن أطيل الكلام حتى يأتي الشاعر الكبير.
دمت بخير ولك تحيتي .

منذر أبو هواش
16/03/2007, 07:03 PM
وَمُهجَةٍ مُهجَتي مِن هَمِّ صاحِبِها
أَدرَكتُها بِجَوادٍ ظَهرُهُ حَرَمُ

رب مهجة كان هم صاحبها مهجتي (أي قتلي)
أدركتها بجواد ظهره حرم محرم على الغير
(لأن من ركبه كان آمنا من أن يلحقه أحد)

رِجلاهُ في الرَكضِ رِجلٌ وَاليَدانِ يَدٌ
وَفِعلُهُ ما تُريدُ الكَفُّ وَالقَدَمُ

رجلاه في الركض كأنهما رجل واحدة، :wk:
ويداه كأنهما يد واحدة
لأنه يرفعهما معا ويضعهما معا
وهو يفعل ما تريده منه من دون أن
يضطرك إلى استخدام كفك أو قدمك

وَمُرهَفٍ سِرتُ بَينَ الجَحفَلَينِ بِهِ
حَتّى ضَرَبتُ وَمَوجُ المَوتِ يَلتَطِمُ

المرهف (السيف الحاد) سرت به :fight:
بين الجحفلين (الجيشين)
إلى أن ضربت به وأمواج الموت تلتطم :fight:
التطام أمواج الجند في الجيشين

Hasan Abu Khalil
16/03/2007, 07:12 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يقدر على التصدي لهذه الأبيات ا غير أستاذنا الفارع هلال الفارع ؛ وسأنتظره بشوق لهيف معك .
فهي من قصيدة المتنبي الذائعة الصيت التي كتبها في سيف الدولة ، ولن أطيل الكلام حتى يأتي الشاعر الكبير.
دمت بخير ولك تحيتي .

أستاذي الفاضل د. حسان،

أشكر لك مرورك الكريم. بارك الله فيك.

Hasan Abu Khalil
16/03/2007, 07:18 PM
وَمُهجَةٍ مُهجَتي مِن هَمِّ صاحِبِها
أَدرَكتُها بِجَوادٍ ظَهرُهُ حَرَمُ

رب مهجة كان هم صاحبها مهجتي (أي قتلي)
أدركتها بجواد ظهره حرم محرم على الغير
(لأن من ركبه كان آمنا من أن يلحقه أحد)

رِجلاهُ في الرَكضِ رِجلٌ وَاليَدانِ يَدٌ
وَفِعلُهُ ما تُريدُ الكَفُّ وَالقَدَمُ

رجلاه في الركض كأنهما رجل واحدة، :wk:
ويداه كأنهما يد واحدة
لأنه يرفعهما معا ويضعهما معا
وهو يفعل ما تريده منه من دون أن
يضطرك إلى استخدام كفك أو قدمك

وَمُرهَفٍ سِرتُ بَينَ الجَحفَلَينِ بِهِ
حَتّى ضَرَبتُ وَمَوجُ المَوتِ يَلتَطِمُ

المرهف (السيف الحاد) سرت به :fight:
بين الجحفلين (الجيشين)
إلى أن ضربت به وأمواج الموت تلتطم :fight:
التطام أمواج الجند في الجيشين

أستاذي الفاضل منذر،

أشكر لك استجابتك السريعة وعلى هذا الشرح الجميل.

لكن اختلط علي الأمر هنا: هل المتنبي يتحدث عن نفسه أم عن سيف الدولة؟ وفي الواقع اختلط علي هذا الأمر في باقي أبيات القصيدة، فلا أعرف متى يمدح المتنبي نفسه ومتى يمدح سيف الدولة.

هل هو جواد المتنبي أم جواد سيف الدولة؟
هل هو سيف المتني أم سيف سيف الدولة؟
لم أفهم البيت الأول بعد، من يريد قتل من؟
هل من توضيح عام لأجواء القصيدة.

أرجو أن لا أكون أُثقل عليك :)

مع الاحترام والتقدير

منذر أبو هواش
16/03/2007, 07:56 PM
أخي حسن،

معك حق يا أخي في هذا التساؤل! هل المتنبي يا ترى يتحدث عن نفسه أم عن سيف الدولة؟ إذ أن المتنبي بدأ القصيدة بمدح سيف الدولة، وخصص له النصف الأول من القصيدة، حيث قال:

واحَرَّ قَلباهُ مِمَّن قَلبُهُ شَبِمُ
وَمَن بِجِسمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ
مالي أُكَتِّمُ حُبّاً قَد بَرى جَسَدي
وَتَدَّعي حُبَّ سَيفِ الدَولَةِ الأُمَمُ
إِن كانَ يَجمَعُنا حُبٌّ لِغُرَّتِهِ
فَلَيتَ أَنّا بِقَدرِ الحُبِّ نَقتَسِمُ
قَد زُرتُهُ وَسُيوفُ الهِندِ مُغمَدَتٌ
وَقَد نَظَرتُ إِلَيهِ وَالسُيوفُ دَمُ
فَكانَ أَحسَنَ خَلقِ اللَهِ كُلِّهِم
وَكانَ أَحسَنَ مافي الأَحسَنِ الشِيَمُ
فَوتُ العَدُوِّ الَّذي يَمَّمتَهُ ظَفَرٌ
في طَيِّهِ أَسَفٌ في طَيِّهِ نِعَمُ
قَد نابَ عَنكَ شَديدُ الخَوفِ وَاِصطَنَعَت
لَكَ المَهابَةُ مالا تَصنَعُ البُهَمُ
أَلزَمتَ نَفسَكَ شَيئاً لَيسَ يَلزَمُها
أَن لا يُوارِيَهُم أَرضٌ وَلا عَلَمُ
أَكُلَّما رُمتَ جَيشاً فَاِنثَنى هَرَباً
تَصَرَّفَت بِكَ في آثارِهِ الهِمَمُ
عَلَيكَ هَزمُهُمُ في كُلِّ مُعتَرَكٍ
وَما عَلَيكَ بِهِم عارٌ إِذا اِنهَزَموا

وما أن أنهى المتنبي نصف القصيدة مادحا سيف الدولة حتى راح يتحدث عن نفسه وعن بطولاته وعن سيفه وجواده إذ يقول:

أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي
وأسمعت كلماتي من به صمم
أنام ملء جفوني عن شواردها
ويسهر الخلق جراها ويختصم
إذا نظرت نيوب الليث بارزة
فلا تظنن أن الليث يبتسم
مهجـة مهجتي من هم صاحبها
أدركته بجواد ظهره حرم
رجلاه في الركض رجل واليدان يد
وفعله ماتريد الكف والقدم
ومرهف سرت بين الجحفلين به
حتى ضربت وموج الموت يلتطم
فالخيل والليل والبيداء تعرفني
والسيف والرمح والقرطاس والقلمُ
صحبت في الفلوات الوحش منفرداً
حتى تعجب مني القور والأكمُ
يا من يعز علينا أن نفارقهم
وجداننا كل شيء بعدكم عدم

فالنظرة إلى القصيدة مجزأة لا تفيد، وينبغي الاطلاع عليها كاملة، لكي تتضح الأمور، فتسلسل الأبيات يعين على الفهم والاستيعاب. والقصيدة جميلة وواضحة.

والله أعلم، ودمتم،

منذر أبو هواش

هلال الفارع
16/03/2007, 08:20 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يقدر على التصدي لهذه الأبيات ا غير أستاذنا الفارع هلال الفارع ؛ وسأنتظره بشوق لهيف معك .
فهي من قصيدة المتنبي الذائعة الصيت التي كتبها في سيف الدولة ، ولن أطيل الكلام حتى يأتي الشاعر الكبير.
دمت بخير ولك تحيتي .
ــــــــــــــــ
والله إنها لثقة أعتز بها، بل إكليل من أخ أجلّه وأحترمه..
ومع أنه لا يُفتى ومالك في المدينة،
إلا أنني لا أستطيع إلا إكرام من أكرمني،
ولن يكون ذلك إلا بتلبية طلبه...
مع أسفي إن تأخرت في الدخول إلى الموضوع.
أخي د. حسان.
الأستاذ منذر العزيز الذي يسبق فضله في العادة.
الأخ النشيط الكريم الأستاذ حسن أبو خليل.
تحياتي لكم جميعًا.
وقبل شرح الأبيات لا بد من وقفة قصيرة على شخصية هذا الرجل العبقري، ونفسيته، وهو ما يعين - إن - شاء الله في الشرح.
كان المتنبي شاعرًا وفارسًا مفتونًا بنفسه: بشاعريته، وبفروسيته. وكان ينظر إليهما على أنهما من أهم مقومات الإمارة في الحياة، لذا قضى حياته كلها، يراوده هذا الطموح، أن يصبح أميرًا.
ونظرة إلى حياته، ومقتله على أبواب العقد السادس من العمر، تعطينا فكرة حاسمة حول الرجل المحارب، فارس الكلمة، وسيد الحكمة، وملك الانفعال - إن جاز التعبير - هذا الانفعال الذي سايره في خط مواز طوال حياته، وحدّد له سلوكه وذاته.
كان المتنبي يرى أن في داخله إنسانًا أعظم من الإنسان الظاهر له، فهذا الظاهر عبقري، لكن الباطن منه لا حدود لعبقريته، لذلك سعى أبدًا إلى السلطة التي كان يراها مهر عبقريته، وبلاط رغبته.
ــــــــ
- و مهجـة مهجتي من هم صاحبها **** أدركتـــه بجواد ظهره حـــرم
يقول رب قلب ( ويعني رجلاً شجاعًا ) كان جل هم صاحبه أن يقتلني، لكنني قتلته وأهلكته، وأنا على صهوة حصاني هذا، الذي يَأْمَنُ كل من يركبه، لأنه لا يُلْحق. أي أن ظهره حرمٌ آمنٌ لمن عليه.

- رجلاه في الركض رجلٌ واليدان يدٌ وفعله ما تريد الكف والقـدم
في هذا البيت يصف المتنبي واحدًا من أنواع جري الخيول، وهو جري "المناقلة".
يقول: إن لحصاني حسنًا في الركض لا يُضاهى، فيبدو وكأن رجليه رِجلٌ واحدة، وكذلك يداه، لأنه يرفعهما ويضعهما معً في آن واحد، وهذا الجري المثالي يغني الفارس عن تحريك يده والتلويح له بالسوط، أو حثه بالرِّجل ( المهماز ).

- ومرهفٍ صرت بين الجحفلين بـه حتى ضربت وموج الموت يلتطمُ
المرهف: السيف الحاد الر قيق. والجحفلين: الجيشين.
يقول: رب سيف رقيق حاد الشفرتين، سرت به بين الجيشن العظيمين،
( يقصد أنه كان أول المنازلين ) حتى قاتلت به قتال الشجعان، بينما الموت هو الغالب على المشهد كله، كأنه البحر تلتطم أمواجه.
هذا ما قدّرني الله عليه،
والله أعلم.
ولكم التحية.

هلال الفارع
16/03/2007, 08:24 PM
هل هو جواد المتنبي أم جواد سيف الدولة؟
هل هو سيف المتني أم سيف سيف الدولة؟
لم أفهم البيت الأول بعد، من يريد قتل من؟
هل من توضيح عام لأجواء القصيدة.
ــــــــــــ
أخي حسن.
لقد أجابك الأخ منذر وأجاد في إجابته.. المتنبي يتحدث عن نفسه، وعن جواده، لأنه لكي يكون أهلاً لمدح سيف الدولة، لا بد أن يكون فارسًا، خَبَرَ الفروسية والمعاركَ جيدًا، إضافة إلى أن هذه من صفات المتنبي، الاعتزاز بالنفس، وقد أوضحت ذلك في مقدمة شرح الأبيات.
تحيتي لك.

Hasan Abu Khalil
16/03/2007, 08:32 PM
أستاذي الفاضل منذر،
أستاذي الفاضل هلال،

بارك الله فيكما ولا حرمنا من علمكما. أشكر لكم جهودكم واستجابتكم. وربما أعود إليكم بأبيات أخرى من نفس القصيدة، فأرجو أن لا أكون أُثقل عليكما :) .

أقدر لكم جهودكم وتفضلكم بالرد.

مع الاحترام والتقدير