المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صهوة..د.عمر خلوف



د.عمرخلوف
16/03/2007, 07:28 PM
تَحمِلُني صَهْوةٌ منَ القلَقِ= جامِحَةً بي تضجّ بالنّزَقِ
كأنني فوقَ مَتْنِها زَلِقٌ=إلى سحيقٍ منَ الدّجى طَبِقِ
إلى خريفٍ بهِ الرياحُ عَوَتْ=إلى شتاءٍ بالثلجِ مصطفِقِ
لِمُدُنٍ تعدو بي مُهَرْوِلةً=دُروبُها الموحِلاتُ بالزّلَقِ
تقْتادُني عَنْوَةً مَجاهِلُها=إلى فَضاءٍ مُحْلَوْلِكِ الأُفُقِ
تجذِبُني هُوَّةٌ أُدافِعُها=فتَرْتَمي هُوّةٌ على حَدَقي
تقتاتُ منْ مهجتي ومنْ عَصَبي=ومنْ عروقٍ تضِجُّ بالحُرَقِ
تعصِفُ بي ثَوْرَتانِ من ألَمٍ=طاغٍ ومنْ حَيْرَةٍ ومنْ رَهَقِ
كأنني في دَوّامَةٍ لعِبَتْ=بها الرياحُ الهَوْجاءُ في الطّرُقِ

* * *=
غامتْ رؤى الأمسِ في مُخيّلتي=وكان للأمسِ وجْهُ مؤْتَلِقِ
مزروعةً في الجبينِ رايتُهُ=مشرِقةً في القلوبِ والحدَقِ
طافرَةً بالسّنا مَواكبُهُ=مُونِقَةً بالعَلاءِ والفلَقِ
تفيضُ أيّامُهُ بعزّتِهِ=ضاحكةً بالضياءِ والألَقِ
أقلامُهُ البِيضُ أحرُفٌ رسَمَتْ=في صفحةِ العمْرِ دَوْرَةَ العَبَقِ
سيوفُهُ السّمْرُ ألسُنٌ نقَشَتْ=في جبهة الدهْرِ حُمْرَةَ الشّفَقِ
ومهرقو المجد فوقَ مفرقِهِ=مناكبٌ لم تلِنْ لِمُرتزِقِ

* * *=
واضيعةَ الأمسِ سؤدداً وعُلاً=أبطالُهُ قد غفَوْا على الورَقِ
طَفَتْ على وجْهِهِ سَماسِرةٌ=باعوهُ بالبَخْسِ بَيْعَةَ الحُمُقِ
ناموا على زَنْدِهِ بُلَهْنِيَةً=فما رَعَوْهُ رِعايةَ الصُّدُقِ
هذي جراحي تَئِنُّ داميةً=لها على القدسِ غَصَّةُ الشَّرِقِ
وذي دمائي تَمُضُّ راعفةً=تأسى لبغدادَ وهْيَ في الغَرَقِ
ولي بِذا الكونِ مُهْجَةٌ سُفِحَتْ=ولي فؤادٌ يَجُودُ بالرّمَقِ

مصطفى معروفي
16/03/2007, 10:52 PM
أخي الشاعر د.عمر خلوف:
أبدعت وأجدت،
مما لفت انتباهي في القصيدة هو بحرها[بحر المنسرح]الذي نادرا ما قرأت قصيدة تجري عليه هنا في هذا المنتدى أو في منتدى آخر.
شاعرية ولا أجمل منها.
تسلم لأخيك مصطفى

د.عمرخلوف
17/03/2007, 08:26 PM
أخي الشاعر مصطفى

أحييك وأشكرك على ثنائك.
وأقول: ملاحظتك دقيقة وصحيحة.

شكراً لمصافحتك.
واسلم لأخيك

هلال الفارع
17/03/2007, 08:57 PM
أخي د. عمر خلوف.
يقال: إن المكتوب يقرأ من عنوانه.
لا أستغرب أن تحمل هذه القصيدة هذا العنوان.
فمع امتلائه بالأنفة والشموخ،
إلا أنه يمتلئ بالقلق والارتجاف، ليس من السقوط،
فالفارس لا يسقط،
لكن من الثبات الدائم على الصهوة..
لذلك كان القلق هذا مجسدًا في مصراع القصيدة الأول،
بل إن حرف القاف ذاته فيه من القلق الشيء الكثير.
قصيدتك رائعة.
تحياتي لك منسرحًا.
هلال

د.هزاع
18/03/2007, 01:58 AM
د. خلوف

ولا مزيد على شاعريتك
وفنك أيها المترع بهموم الأمة
بارك الله القصد والقصيد
..

جمال الأبيات
وحسن اختيار الجرس
ميزتان صارختان في القصيدة
وكثافة الصورة الشعرية
وسلامة اللفظ زادتا من التصاق القارىء بالقصيدة
فصرنا نتمنى المزيد منها قبل الوصول لخاتمتها
والقلقة التي أبدعتها في الروي
لهي محط إعجابي بقدرتك على إنتقاء الأفضل
والأنسب لحالة القلق والنزق التي عبرت عنها صورك الشعرية
..

لفت انتباهي :

صَهْوةٌ جامِحَةً بـي

وأسألك أخي و أستاذي لمزيد من الفائدة
هل يجوز أن تكون جامحة : حال
وهي تابعة لموصوف نكرة ( صهوة )
والقاعدة تقول :
بعد النكرات صفات
وبعد المعارف أحوال ؟؟

وهنا أيضاً :

تعصِفُ بي ثَوْرَتانِ مـن ألَـمٍ
طاغٍ ومنْ حَيْرَةٍ ومنْ رَهَـقِ

برغم سلامتها
فكلي ثقة بأنك أقدر على دمج محتويات الشطر الثاني لجعلها تنطوي في ثورتين فقط

آمل أن يكون مروري مقبولاً
وألا أكون قد بهت خريدتك
أو أفسدت جمال صفحتك
..

خالص المحبة والتقدير

د. جمال مرسي
18/03/2007, 07:23 PM
هذي جراحي تَئِـنُّ داميـةً
لها على القدسِ غَصَّةُ الشَّرِقِ
وذي دمائي تَمُـضُّ راعفـةً
تأسى لبغدادَ وهْيَ في الغَـرَقِ
ولي بِذا الكونِ مُهْجَةٌ سُفِحَتْ
ولي فـؤادٌ يَجُـودُ بالرّمَـقِ

و هل تئن الجراح أو تأسى إلا على الوطن الغالي
و من قلب شاعر مفعم بهموما أمته
لله درك شاعرنا الجميل د. عمر خلوف
الشعر الجميل يفرض نفسه سيان جاء منسرحاً أو منفتحاً
و تحية انفتاحية على بحر قلما نقرأ و نكتب عليه
و ربما شجعتنا أستاذي لخوض تجربته
فعلى ما يبدو أننا صرنا ممن يستسهلون البحور الأكثر شيوعا
محبتي و تقديري

د.عمرخلوف
19/03/2007, 07:34 AM
أخي د. عمر خلوف.
يقال: إن المكتوب يقرأ من عنوانه.
لا أستغرب أن تحمل هذه القصيدة هذا العنوان.
فمع امتلائه بالأنفة والشموخ،
إلا أنه يمتلئ بالقلق والارتجاف، ليس من السقوط،
فالفارس لا يسقط،
لكن من الثبات الدائم على الصهوة..
لذلك كان القلق هذا مجسدًا في مصراع القصيدة الأول،
بل إن حرف القاف ذاته فيه من القلق الشيء الكثير.
قصيدتك رائعة.
تحياتي لك منسرحًا.
هلال

أخي الشاعر (المنسرح) هلال الفارع
أشكرك على عبورك الجميل، والمحمل دائماً بعبارات الفهم الدقيق لأقراء الشعر.
لا عدمناك

د.عمرخلوف
19/03/2007, 07:47 AM
أخي الكريم د.هزاع..
بل مرورك يزيد قصيدتي ألقاً وعطراً، أشكرك عليه من كل قلبي.


د. خلوف

لفت انتباهي :

صَهْوةٌ جامِحَةً بـي

وأسألك أخي و أستاذي لمزيد من الفائدة
هل يجوز أن تكون جامحة : حال
وهي تابعة لموصوف نكرة ( صهوة )
والقاعدة تقول :
بعد النكرات صفات
وبعد المعارف أحوال ؟؟

الحق معك أيها العقل الواعي.
وإن كنت أود من أخي هلال أن يعلّق أيضاً على هذه النقطة.
وهنا أيضاً :

تعصِفُ بي ثَوْرَتانِ من ألَمٍ
طاغٍ ومنْ حَيْرَةٍ ومنْ رَهَقِ

برغم سلامتها
فكلي ثقة بأنك أقدر على دمج محتويات الشطر الثاني لجعلها تنطوي في ثورتين فقط



سأعود إليك لاحقاً للتعليق على هذه النقطة.

ألف ألف شكر لك على عبورك الأنيق.

د.عمرخلوف
19/03/2007, 07:59 AM
أخي وزميلي د.جمال مرسي..
أيها المنسرح أينما كنت في فضاءات الشبكة.



تحية انفتاحية على بحر قلما نقرأ و نكتب عليه
و ربما شجعتنا أستاذي لخوض تجربته
فعلى ما يبدو أننا صرنا ممن يستسهلون البحور الأكثر شيوعا
محبتي و تقديري

أنظر إلى الشعر على أنه ظاهرة موسيقية.
والموسيقي البارع هو الذي يمتلك كلّ أدوات الموسيقى، بكل مداخلها ومخارجها ومقاماتها...
أرجو من الشعراء المجيدين، المكثرين من قول الشعر، مثلك ومثل أخي هلال، إحياء بعض مقامات الشعر المهجورة، كالمنسرح والمديد والمخلّع واللاحق والمقتضب والمجتث ....
لا أقول بقصائد تجريبية، ولكن بقصائد إبداعية حقيقية تأتي على مثل هذه المقامات الموسيقية المهجورة عفو الخاطر.

تحية جامحة، منسرحة، منفتحة...

د.عمرخلوف
23/02/2011, 10:47 AM
عدتُ اليوم لهذه القصيدة، ونظرت في تعليق د.هزاع وتوقف التعليقات عند هذه المسألة
لذلك أعود فأسأل اللغويين، هل يجوز أن تكون (جامحة ً) حالاً لا صفة.
وهل يمكننا اعتبار التركيب: (صهوة ٌمن القلق ِ) معرفة لا نكرة؟

تحياتي للجميع

كرم زعرور
24/07/2014, 07:00 PM
واضيعـةَ الأمــسِ ســؤدداً وعُــلاًأبطالُـهُ قـد غفَـوْا عـلـى الــورَقِ

.. وجع مشروع ، وتاريخ يغفو ، وقلق على الحاضر والمستقبل ،

في شعر ولا اجمل .... تحياتي ، د. عمر خلوف .