المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حرق القرآن .. زوبعة في فنجان : د . لطفي زغلول



لطفي زغلول
14/09/2010, 07:34 PM
حرق القرآن .. زوبعة في فنجان
د . لطفي زغلول
www.lutfi-zaghlul.com

قال تعالى "إنّا نحن نزلنا الذكر وإنّا له لحافظون"
هذه الضجة العالمية المفتعلة، والتي هي أشبه بفلم من إخراج وإنتاج أميركي، يعتمد الإثارة للترويج له، قد باء بالفشل، ولم يحقق مراميه. كيف والقرآن الكريم كان هو المستهدف. إنه القرآن الكريم الذي قال عنه رب العالمين" إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون".
لقد حماه الله من شر الكائدين والحاقدين، فأحبط ما كانوا له مدبّرين، وما القس الأميركي تيري جونس الذي هدد بحرق مصاحف من القرآن الكريم إلا واحدا منهم، ويكفيه هنا شهادة إبنته في حقه أنه مجنون، فقد عقله، وانجر وراء تسليط الأضواء عليه، والبحث عن الشهرة الإعلامية، في بلد يتحكم الإعلام بكل مقدراته. أما نحن فنقول إنها زوبعة في فنجان.
لقد ادعى هذا القس أن الإسلام والمسلمين، كانوا وراء أحداث الحادي عشر من إيلول/سبتمبر في العام 2001، فوصف الديانة الإسلامية السمحة بالشيطانية، دون أن يكلف نفسه عناء الإطلاع على تعاليم الديانة الإسلامية، أو معرفة ما جاء من تعاليم في قرآن المسلمين الكريم.
إلا أن هذه الحادثة النكراء تأتي في سياق ملف الإعتداءات الآثمة على المسلمين في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا وغيرها من الأقطار التي كان للإعلام الغربي، وبخاصة الأميركي الدور المحرض الرئيس في شن الحملات النكراء على المسلمين في كل أنحاء العالم، ووصفهم بأنهم إرهابيون.
لسنا هنا نتجنى على الحقيقة، أو أننا نلتف عليها. لقد أكدت منظمة العفو الدولية أن المسلمين قد تعرضوا وما زالوا في أوروبا وأميركا إلى اضهاد غير مسبوق في قسوته، أسفر عن معاناتهم جراء استهدافهم وملاحقتهم، فكانوا ضحايا في أفغانستان والعراق والصومال وباكستان واليمن وغيرها، إضافة إلى كونهم ضحايا في أميركا وأوروبا.
تذكيرا فإن مسلسل الحرب على الإسلام والمسلمين عقيدة ومقدسات ورموزا ليست جديدة. ثمة قائمة طويلة تختص باستهداف الإسلام والمسلمين. إن الرسوم الكاريكاتورية الدنمركية المسيئة للرسول الكريم، والتي كرمت أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية راسمها مؤخرا، ليست آخرها.
كذلك الحال مع الأفلام الهولندية، والتي كان أبشعها فلم الخضوع الذي كتبت قصته المرتدة الصومالية "إيان حرصي" وأخرجه المخرج الهولندي"فان كوخ" الذي دفع حياته ثمنا لهذا العمل العدواني ضد المسلمين والإسلام.
وهنا فإننا نتذكر ولا ننسى الكاتب الهندي المرتد عن الإسلام"سلمان رشدي" صاحب كتاب الآيات الشيطانية، والذي كرمته الملكة إليزابيث الثانية بمنحه وسام الفروسية الذي أهله لحمل لقب لورد.
مرة أخرى إن القائمة طويلة. وكيف ينسى المسلمون الإساءة الكبرى التي وجهها بابا الفاتيكان "بنيدكتوس السادس عشر" يوم تعمد البابا في خطابه اقتباس حوار دار في القرن الرابع عشر بين الإمبراطور البيزنطي مانويل الثاني وفيلسوف فارسي حول دور نبي الإسلام محمد عليه السلام. وقد اقتطف البابا من هذا الحوار ما قاله الإمبراطور للفيلسوف:" أرني ما هو الجديد الذي جاء به محمد. إنك لن تجد إلا الأشياء الشريرة وغير الإنسانية، ومثالا تبشيره بالدين الذي جاء به بحد السيف والإكراه".
إنها ليست المرة الأولى التي يتعمد البابا – والكلام لمجلة نيويورك تايمز الأميركية– لقد أحدث البابا شقاقا بين المسلمين والمسيحيين، وإن الإعراب عن الأسف لعدم فهم المسلمين هذه التصريحات غير كاف، وإنما يجب أن يكون هناك اعتذار شخصي عميق ومقنع للمسلمين. وأضافت نيويورك تايمز" وقبل أن يصبح بابا الفاتيكان، وتحديدا في العام 2004، أعلن أنه يرفض دخول تركيا إلى الإتحاد الأوروبي المسيحي لأنها مسلمة، والإتحاد الأوروبي مسيحي، والإسلام نقيض المسيحية على حد قوله".
وفي ذات السياق، والكلام لم يزل لمجلة نيويورك تايمز الأميركية،تذكير البابا بنيدكتوس السادس عشر بمواقفه وأفكاره المعادية للإسلام، وذلك يوم كان أستاذا للاهوت في بلده ألمانيا، قبل أن يتولى رئاسة الفاتيكان. ومما لا شك فيه أن هذه الهجمة على الإسلام لم تأت صدفة، وإنما هي امتداد لماضيه المعادي لكل ما هو إسلامي، كما وسبق أن أشارت نيويورك تايمز الأميركية .
إنه غيض من فيض. لقد تعمد الكارهون الحاقدون على الإسلام أن يستهدفوه. إلا أن ثمة ملاحظة أولى تتمثل في أن ردود الأفعال الإسلامية على مستوى أنظمتها السياسية لم تكن في كل المرات التي استهدف فيها الإسلام تتناسب بأي شكل من الأشكال مع هذه الهجمات الشرسة، وأن هناك تقصيرا وإهمالا ولا مبالاة على الصعيدين الرسمي وغير الرسمي إزاء ما يتعرض له الإسلام وسبق أن تعرض.
والملاحظة الثانية ننطلق بها من الحديث النبوي الشريف"الساكت عن الحق شيطان أخرس". إن المسلمين لديهم من الوسائل والإمكانيات والموارد– إن أرادوا– ما يمكنهم من الرد على كل هذه الهجمات المعادية لعقيدتهم ومقدساتها ورموزها، وإسكات تلك الأبواق المعادية.
إلا أن السؤال الأهم الذي يطرح نفسه بإلحاح: في ضوء تعرض الإسلام عقيدة ومقدسات ورموزا،هل يتعرض الإسلام والمسلمون إلى الديانة المسيحية أو غيرها ليمسوها بسوء، كما يتعرض هؤلاء الحاقدون المعادون؟. الجواب عن هذا السؤال يأتي بالنفي، لأن دينهم يحترم كل الديانات السماوية، وكل الأنبياء والرسل الذين لا يذكر واحد منهم إلا بتسييده والسلام عليه؟.
إلى هنا فإننا نرفع أيدينا إلى السماء داعين الله العليّ القدير أن يجنبنا جميعا عواقب التعنت والإصرار على الخطأ والخطيئة، وأن يبعد عنا شبح صراع الحضارات والديانات التي يعمل المغرضون والحاقدون على الإسلام في أوروبا وأميركا على إضرام نيرانها وإذكاء جذوتها. وصدق الله العظيم في قرآنه الكريم"إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون".

أحمد المدهون
14/09/2010, 08:21 PM
د. لطفي زغلول أعزه الله وأكرمه،
سلمت يداك، ونفع الله بك

واسمح لي سيدي بتأكيد ما ذهبت إليه من أن هذا المسلسل العدائي للإسلام ورموزه لم يتوقف ولن يتوقف، ما دام هناك قرآن يتلى، وكعبة يتوجه إليها المسلمون في صلواتهم في أي بقعة من بقاع الأرض. فالقضاء على القرآن ومحوه، كان وما زال هدفاً من أهداف قادة الغرب، لأنهم يعتبرون القرآن المصدر الأساسي لقوة المسلمين، وبقاءه بين أيديهم حياً يؤدي إلى عودتهم إلى قوتهم وحضارتهم. وإليك بعض عبارات وردت على ألسنتهم مأخوذة من كتاب قادة الغرب يقولون: دمّروا الإسلام أبيدو أهله، للأستاذ جلال العالم،

- يقول غلادستون: ما دام هذا القرآن موجوداً، فلن تستطيع أوربة السيطرة على الشرق، ولا أن تكون هي نفسها في أمان.
- ويقول المبشر وليم جيفورد بالكراف: متى توارى القرآن ومدينة مكة عن بلاد العرب، يمكننا حينئذ أن نرى العربي يتدرج في طريق الحضارة الغربية بعيداً عن محمد وكتابه.
- ويقول المبشر تاكلي: يجب أن نستخدم القرآن، وهو أمضى سلاح في الإسلام، ضد الإسلام نفسه، حتى نقضى عليه تماماً، يجب أن نبين للمسلمين أن الصحيح في القرآن ليس جديداً، وأن الجديد فيه ليس صحيحاً.
- ويقول الحاكم الفرنسي في الجزائر بمناسبة مرور مائة عام على احتلالها: يجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم .. ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم، حتى ننتصر عليهم.

وقد أثار هذا المعنى حادثةً طريفةً جرت في فرنسا، وهي إنها من أجل القضاء على القرآن في نفوس شباب الجزائر قامت بتجربة عملية، قامت بانتقاء عشر فتيات مسلمات جزائريات، أدخلتهن الحكومة الفرنسية في المدارس الفرنسية، وألبستهن الثياب الفرنسية، ولقنتهن الثقافة الفرنسية، وعلمتهن اللغة الفرنسية، فأصبحن كالفرنسيات تماماً.
وبعد أحد عشر عاماً من الجهود هيأت لهن حفلة تخرج رائعة دعى إليها الوزراء والمفكرون والصحفيون … ولما ابتدأت الحفلة، فوجيء الجميع بالفتيات الجزائريات يدخلن بلباسهن الإسلامي الجزائري …
فثارت ثائرة الصحف الفرنسية وتساءلت: ماذا فعلت فرنسا في الجزائر إذن بعد مرور مائة وثمانية وعشرين عاماً !!! ؟؟

أجاب لاكوست، وزير المستعمرات الفرنسى: وماذا أصنع إذا كان القرآن أقوى من فرنسا؟!!.

نعم القرآن أقوى من فرنسا، ومن أمريكا، ومن كل أعدائه ولن يستطيعوا مهما حاولوا أن يقهروه.

محمد باوزير
03/11/2010, 09:56 AM
شكرا لك شاعرنا وكاتبنا الكبير على هذا المقال القيم الذي يقطر حبا للاسلام و غيرة عليه ، وهذا ما يجب ان اتوقعه من مسلم مثقف و ملتزم يعيش في ارض الاسلام و يحيا في ربوع مسرى رسوله الكريم . و رغم اختلافي معك في بعض القضايا التي اثرتها وخاصة فيما يتعلق بتحليلك لها و استقراء حيثياتها وابعادها ، الا انني احترم رأيك و اشاركك بعض همومك و مخاوفك للاسباب التي ذكرتها واسباب اخرى لم تذكرها ، ربما لأنك لا تعيش في احدى هذه البلدان الغربية التي تحتضن "الكارهون الحاقدون على الإسلام" . و بمقدار احترامي لك احتقر و امقت من يعتنق هذا الرأي و يروج له من المسلمين الذي يتخذون هذه البلدان وطنا لهم تحميهم و تطعمهم و تكسيهم . و هذا السلوك الانفصامي المرضي الذي دائما لا اجد له وصفا يليق به غير النفاق السياسي و الانتهازية الدينية . والمرء يحتار مع هؤلاء : هل هم مسلمين موالين لله ولرسوله أم متأسلمين موالين لهؤلاء "الحاقدين الكارهين للاسلام" ؟ ذلك لأن هناك تناقضا منطقيا ، فهذه الدول تلزم هؤلاء التعهد بالولاء لها و احترام قوانينها و طاعتها ، و كيف لهم ان يجمعوا النقيضين في آن واحد ، ذلك لأن هذا مخالف للمبدأ الالهي (ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه) . أزمة الهوية والانتماء هذه احالتهم الى مسخ يضر الاسلام و لا يفيد اوطانهم الجديدة . لأن اتخاذ موقف كهذا يعتقد في "خرافة" المآمرة و "اسطورة" (الاستضحاء) –الشعور بكون الواحد ضحية من غير ذنب- لن يستطيع عرض الاسلام الحضاري الذي من اجله –وله- اسلم اساطين العلم والفن كغارودي و محمد على كلاي و كات ستيفن ، كما انه لن يقدر على خدمة بلده الجديده و السعي في رقيها ؛ بل قد يدفعهم الى ارتكاب اعمال يسمونها ظلما و عدوانا "جهاد" و نسميها نحن "ارهاب" ضد هذه الاوطان كما حصل هنا في بريطانيا و استراليا واسبانيا وغيرها.
ان شخصا يستوطن هذه البلدان و يتخذ هذا الموقف المبدأي الذي احترم دكتورنا الفاضل على الالتزام به حري به ان يحرق جنسيته الغربية وجوازه و يعود لبلده الاسلامية حتى يصبح لكلامه معنى و موقفه قيمة ككلام وموقف كاتبنا وشاعرنا العزيز .