المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كتاب القصة القصيرة جدا أخرجونا من جهل بدعتكم ؟



عبد الرحمان الخرشي
15/09/2010, 03:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



.
إن من يرصد واقع كتابة (( القصة القصيرة جدا )) بحيادية اليوم لاشك أنه يري أن هذا الجنس الأدبي - البدعة الفنية - يتأرجح بين الجودة عند قلة من الكتاب ؛ على خلفية ذاتهم المبدعة ووعيهم بالأصول الفنية لهذا الجنس و... والغثاثة عند أكثرهم ، على خلفية استسهال الكتابة الإبداعية بعامة دائما ... وبين الجودة والغثاثة جهود مضنية في سبيل التكوين ، وتجارب حياتية غنية تساعد على الإبداع . وأيضا استسهال لصعود سلم الإبداع دون إحساس بثمنه الحق .

مَنْ مِـنْ كُـتاب القصة القصيرة بحث في الأصول الفنية لهذا الجنس أو في بعضها ؟ من منهم من قرأ لكتابها في الغرب ؟ وما أنموذجها العالق في الأذهان ؟ مَنْ مِـنْ كتابنا من وقف عند لحظة ميلادها في الأدب العربي ؟ مع من ؟ ومتى ؟ . ومن هم أبرز كتابها ونقادها في العالم العربي ؟


أفيدوني - دام فضلكم - ياكتاب القصة القصيرة جدا في واتا ؟





***



.

كرم زعرور
15/09/2010, 03:43 PM
أستاذي الكريم
تحية
كَمْ كُنّا بِحاجَة ٍلهذا السُّؤال ,
وكَمْ نَحنُ بحاجة ٍ ألى مراجعة ٍلِأعمالنا يقومُ
بِها الأساتذَة ُوالنّقادُ , وبِلا مجاملة ٍحتّى نقتَلِعَ
الغَثّ َ, ويَمْكُثُ الجّيّدُ , وما ينفَعُ .
وأقترحُ أنْ تَبْدَءوا بِما كَتَبْتُ ( إذا كانَ يَسْتَحِقّ ُذلكَ) , والشّكْرُ لكُمْ .
أحترامي- كرم زعرور

منى حسن محمد الحاج
15/09/2010, 03:45 PM
أستاذنا العزيز الأديب والناقد القدير عبد الرحمان الخرشي.. حياك الله
أحييك على هذا الطرح غاية في الأهمية وأنقل في متصفحك الكريم ما سبق وقلته في موضوع مكونات الإبداع في ال ق ق ج والذي تفضل الدكتور مسلك بكتابته :
(ما غدا يلفت الأنظار هذه الأيام هو استسهال الكثير من الكُتاب، -ليس في واتا فقط، بل عموما- لكل أنواع الكتابة
ومن أهمها الشعر والق ق ج، وفي ثنايا هذا الخضم الهائل من النصوص المنشورة، قلما نجد ما ينتمي حقا للجنس المنشور باسمه!)
وها أنت وبصفتك ناقدا كبيرا وأستاذا لنا جميعا تؤكد رأيي المتواضع في أمر استسهال الكتابة وانتشار الغثاء مع إمكانية النشر المجاني في النت، بل ومع غياب النقد ورقابة الجودة في النشر الورقي.
وأستميحك عذرا في نقله لمنتدى ال ق ق ج وتثبيته لأهميته،
وكي يتمكن الإخوة كتاب الق ق ج من متابعة الموضوع والرد عليه ..
وننتظر تفاعلهم معه نحو إعادة ترسيخ مفهوم ال ق ق ج وتوضيح الضوابط والأسس التي يقوم عليها هذا الفن، بالإضافة لعرض التجارب السابقة للكتاب الغربيين كما تفضلت أنت ووضحت مشكورا..
أرجو أن تقبل فائض مودتي وتقديري وكبير شكري وامتناني على هذا المجهود المُقدر الذي تبذله للارتقاء بالأدب العربي والكاتب العربي.

أريج عبد الله
15/09/2010, 04:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذ الفاضل عبد الرحمان الخرشي
لقد قرأت كثيراً عن ألقصة قصيرة جداً بعد أن تعرفتُ عليها في واتا.
فهي أدب حديث بعضهم يشيرُ الى ظهورها في أوائلِ التسعينات,وأنتشارها في المغرب العربي ,وتأثرت بجانب من الأدب الغربي.
وأتت ألقصة ألقصيرة جداً أختصاراً للزمن وبسبب ملل ألقارئ من ألقراءة ألمطولة.ومن كتابها وكان لي الشرف أن أقرأ لهم
ألكاتبة صبيحة شبر من العراق والكاتبة مالكة العسال من المغرب وقرأت في الحوار
المتمدن للكاتبة حنان فاروق, وهناك بعض ألكتاب من سوريا,
ومن السعودية ,وكاتبات بارعات من الكويت. ولا زلت أبحث وأقرأ.أما النقاد أستاذي الفاضل أكتفي بتوجيهات الدكتور الفاضل مسلك ميمون.
وأطلعت قبل أيام على دراسة نقدية للمؤلف د. يوسف حطيني فوجدت حولها خلافات كثيرة.لذلك أتبع كل نقد يوجهه لي ألأساتذة
ألمختصين في واتا.
ولكم جزيل الشكر والأحترام لهذا ألطرح ألرائع الذي يحثنا على مواصلة الأطلاع.
دمتَ بخير سيدي الفاضل

مسلك ميمون
15/09/2010, 08:55 PM
'' إن من يرصد واقع كتابة (( القصة القصيرة جدا )) بحيادية اليوم لاشك أنه يري أن هذا الجنس الأدبي - البدعة الفنية - يتأرجح بين الجودة عند قلة من الكتاب ؛ على خلفية ذاتهم المبدعة ووعيهم بالأصول الفنية لهذا الجنس و... والغثاثة عند أكثرهم ، على خلفية استسهال الكتابة الإبداعية بعامة دائما ... وبين الجودة والغثاثة جهود مضنية في سبيل التكوين ، وتجارب حياتية غنية تساعد على الإبداع . وأيضا استسهال لصعود سلم الإبداع دون إحساس بثمنه الحق .
مَنْ مِـنْ كُـتاب القصة القصيرة بحث في الأصول الفنية لهذا الجنس أو في بعضها ؟ من منهم من قرأ لكتابها في الغرب ؟ وما أنموذجها العالق في الأذهان ؟ مَنْ مِـنْ كتابنا من وقف عند لحظة ميلادها في الأدب العربي ؟ مع من ؟ ومتى ؟ . ومن هم أبرز كتابها ونقادها في العالم العربي ؟
أفيدوني - دام فضلكم – يا كتاب القصة القصيرة جدا في واتا ؟ ''



بسم الله
الأستاذ الفاضل عبد الرحمن الخرشي
السلام عليكم


إن ما أثرته هنا يشكل أهم انشغالات النقد . ليس في ما يخص الق ق ج و لكن في كل ما يتعلق بالأجناس الأدبية ، و الفنون عامة . حقا هناك القليل من الجيد و هناك كثرة الرديء .و السؤال هل قدر الإبداع أن يكون قليلا،و حتمية الرديء أن يكون كثيرا؟ ألا يمكن للموازن أن تتغير ، و للحالات أن تتبدل ..و يحدث العكس .. أرى أنه من الممكن ذلك . و لكن الأمر ليس بالسهل ، و لا بالتمني ..إنما الأمور تؤخذ بالجد و العمل ، و التضحية و التفاني .. و الأمر لا يخص طرفا دون آخر . بل الجودة تتطلب العمل المتكامل ، و الوعي الموحد ، و الرؤية المحددة لعمق الأشياء .

و على سبيل المثال ـــ و ما دمت أثرت مسألة الق ق ج ــ لقد شعرت بحتمية الاستسهال منذ البداية . و أخذت العبرة من مسألة الشعر الحديث . و كيف حدث الإقبال عليه ، و بشكل غريب ، الكل أصبح شاعراً ، و خلفه رصيد من الدواوين . لأنّ في غياب الوعي الفني الشّعري، و انعدام الناقد الجرئ ، و كثرة المتملقين و المجاملين .. عمّ هذا الغثاء و انتشر، فخالط الصافي الزلال و انكدر ..فأصبح كل من يكتب كلمات قلقة رعناء، يعد من الشعراء ... و نفس الشيء الآن مع الق ق ج كفن مستحدث . القاص لا يمنح نفسه حتى فرصة الاستئناس بهذا الفن ، لا يقرأ نصوصه في الغالب ، و لا يتعرف على جذوره و أسسه . فيغتر بالشكل القصير ، و يكتفي من المعرفة بالنزر اليسير . و يبادر إلى العرض و يزاحم بانتاجه كل كبير ...و لقد لفت الانتباه إلى هذا ، في هذه المقالة، و ما صحبها من ردود:


http://www.wata.cc/forums/showthread.php?t=77383

هي معضلة إذاً . و تشتدّ و تحتدّ .. حين يقيد الله لهذا القاص المتهافت ناقداً يريد أن يأخذ بيده ، و ينصحه و يرشده ، و يتفحص انتاجه ويقيمه .. و يصرف من أجل ذلك جهداً و وقتاً .. فيأتي القاص رافضاً ممتنعاً، بل أحياناً متكبراً و ناقماً على النقد و الناقد ..

فهذه الصورة البائسة ،و مثلها ما يجعل الغثاء يزداد و يعمّ. و الجيد ينحصر و يقل ، و النقد يغيب و يختفي .. و الضّحية الكبرى العملية الإبداعية. و لهذا عمدنا منذ البداية إلى الحوار و النقاش، و التّوجيه ما أمكننا ذلك ..مساهمة متواضعة منا . لحمل مبدعينا على نحث طرائق سليمة لإبداعهم .

أشكرك الأستاذ عبد الرحمن كونك أثرت هذا الموضوع و لنا عودة إن شاء الله إذا أثار الإخوة و الأخوات قضايا في الق ق ج أو حول النقد .

تحياتي / مسلك

عبد الرحمان الخرشي
15/09/2010, 09:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


الأخ المكرم : (( كرم زعرور ))



حفظكم الله ورعاكم


منذ أن وطئت قدماكم هذه الديار وأنتم تعطون الدرس والمثال على مافيكم من تواضع جم ، وقابلية للتفاعل الإيجابي مع الجميع .. ويكفيني منكم بعض ما قلتم في غير هذا المكان وهو حداثة عهدكم بهذا الجنس الأدبي المستحدث عربيا ...

إن مااقترحتموه علي هنا أخي الكريم لم يكن هدفا من أهدافي وأنا أضع هذا الموضوع بين أيدي الإخوة المبدعين الفاعلين في هذا الحقل بالذات ؛ لكن لابأس إن قلت إن الكتابة الإبداعية في مجال القصة القصيرة جدا صارت - عند بعض الكتاب - تتماهى مع الخاطرة ، أو كأنهما من رحم واحد . بل إن بعض الكتاب صاروا يربطون بين جمل إنشائية ، وجمل خبرية لاتستقيم مع قواعد اللغة ، وهي مشوشة الدلالة !! .. وبعد ذلك يأتيهم من يشبعهم مدحا مما يرفع من سقف الغرور عندهم ، فيستعجلون أن يأتوا بأخرى بعد لحظات ، وهكذا ...

إن اقتراحكم أخي المكرم بقدر ما أنه يدل على التواضع ، والقابلية للتعلم ، والنصح في سبيل الارتقاء إلى مراقي المبدعين الكبار في هذا الإطار - وهم كثر في (( واتا )) فهو يجب أن يكون مصحوبا بالدراسة والبحث ، وقراءة وتأمل النماذج السردية المعروضة لكبار المبدعين ، بل وما يعقب النصوص من تعليقات موجهة لتعدد قراءتها .. ومن الغريب أن يعرض ناقد كبير ، وأحد أعمدة هذا الفن في العالم العربي هو الدكتور مسلك ميمون لبعض مكونات الإبداع في القصة القصيرة جداً ، وأهمها لتكون منطلقا للقراءة ، والتفاعل ، فيكون التفاعل معه - في التجاهل وفي الردود - بالمستوى الذي نراه على هذا الرابط :


http://www.wata.cc/forums/showthread.php?t=77383


إن أغلب كتاب القصة القصيرة اليوم - وكما أرى - صاروا يسترخصون الكتابة ، وينأون عن القراءة ، ويتعالون عن السؤال ، وهذه آفة أولى أضع عليها اليد الآن .


بوركت سيدي وبوركت قافلة تصحيح المسار في هذا المدماك إن قبلنا ورضينا وتعاوننا .


أخوكم : عبد الرحمان الخرشي



***


.

علي الكرية
15/09/2010, 11:02 PM
الأخ الأديب و الناقد و الباحث: عبد الرحمان الخرشي ..حماك الله
أستاذي الكريم أحييك على هذا الطرح فعلا القصة القصيرة .أصبحت عند البعض (قزمة).
لذا أشكركم سيدي المحترم على هذا التدخل القيم . دمت في رعاية الله وحفظه.

عبد الرحمان الخرشي
18/09/2010, 11:35 AM
بسم الله الرحمن الرحيم



الأخت الشاعرة المبدعة المستجيرة من الغثاثة بالإبداع الحق المهندسة :



منى الحاج



حفظك الله ورعاك


هانحن الآن - بهذا الطرح - نضع اليد على الجرح الغائر - جرح القصة القصيرة جدا والشعر - عند بعض إخواننا المستسهلين للنشر الإليكتروني بعامة ، وفي (( واتا )) بخاصة .. إن بعض إخواننا يقولون لنا - بالتجاهل وبصريح الفعل مستبعدين جهلهم - إنهم ليسوا في حاجة لأن يفيدوننا من بعض ماعلمهم الله ؛ وهم - عندنا - بذلك يفرطون في رسالة - لاأظنهم جميعا يشعرون بها - نظنهم يعملون من أجل أدائها بما يكتبون !!! . بل وها نحن نرى بأم العين كيف صارت المجاملات والنفخ في الكير هما الغايتان اللتان تدفعان بالبعض إلى الكتابة ؛ بل وللتواجد أمام هذا الجهاز الأصم تزجية للفراغ ، أوهروبا من الواقع المعيش !! .. وأنا أبسط أمام الجميع هذا الموضوع توخيت من ذلك أمرين : لفت النظر لما آل إليه أمر هاتين البدعتين الفنيتين - القصة القصيرة جدا والشعر المنثور - من استسهال عند بعضهم . والواقع المزري للردود التي يرى البعض أنها يجب أن تكون على مقاس مزاج الكاتب ؛ أعني أن أقرب غايتها / غاياتها المدح وبأي صيغة كان !! .

إن النشر في (( واتا )) اللغة ، وفي حضرة المترجمين واللغويين العرب ليس كأي نشر . لأن زوار الموقع من النخبة المثقفة العالمة ، ومن المفكرين في عالمنا العربي . بل وإن من وضعوا - بالأمس - أسس النشر هاهنا لم يكونوا يَرُق لهم الطبخ السريع ، ولاكيل المديح ، ولا السعي لسماعه ، بل كانت غايتهم تبليغ ما أسفرت عنه جهودهم المضنية في الدراسة والبحث ...

عجبي ممن لايعرف أين يضع قدمه وهو في الطريق !؟.. عجبي ممن يظن أن مايكتب هنا لامسؤولية لصاحبه على ما كتب !! .. عجبي ممن يظن أن مايكتب هنا لايقرأ قراءة فاحصة من الإدارة أولا ، وممن يزوروننا من أجل الجودة التي بها عُرف كتاب واتا على الشابكة !! .. عجبي ممن لايريد أن يستفيد من كتابة الكبار - وهم كثر عندنا - في جنس أدبي راقه !! ...

عجبي ، عجبي ممن يكتب في جنس أدبي وهو لايعرف أصله ولا أصوله !!! .


متى نحس ومتى نعمل من أجل مبادئ وقيم وضوابط عليها بني هذا الصرح العظيم ؟!!! .




***



.

ابراهيم ابويه
18/09/2010, 05:52 PM
الأستاذ الجليل سي عبد الرحمن ، تحية طيبة.
إذا وضعنا الكتابة عموما سواء في القصة أو الشعر أو ما بينهما في سياقها التاريخي العام ، ثم وضعنا المنهج النقدي بدوره في سياق ابستمولوجي يبين أدواره ووظائفه ، فإننا ندرك عمق الإشكالية المطروحة من جهة وسبب الانحطاط الذي آلت إليه الأعمال الإبداعية العربية من جهة أخرى.
ق ق ج كشكل من أشكال التعبير لم تنل من النقد ما يثبت استقلاليتها أو يلحقها بأجناس سردية أخرى أو يبين اختلالاتها وعدم جدواها ، فأغلب النقاد قد وقفوا أمامها عاجزين عن فك شفراتها الدلالية أو الفنية وبنياتها الداخلية التي تمكنها من الحياة أو الموت القريب...فالمناهج النقدية التي توظف في دراسة الرواية أو القصة أو القصة القصيرة لم تسعف أغلب النقاد في استكشاف آليات اشتغال ق ق ج ، ذلك أن ق ق ج قد اختارت لنفسها مفهومين أساسين تقوم عليهما : التكثيف والاختزال ، وهما عنصران يتطلبان تجربة كبيرة في ضبط البنى التركيبية والدلالية والصرفية إضافة إلى خلق حقول معجمية قادرة على توليد المعاني وجعلها متناغمة مع ما تحمله المضامين من جدة وما تقدمه ق ق ج من إضافات نوعية للأدب.
إن ربط ق ق ج بالجودة والرداءة من خلال انطباعات عامة تتعلق بالمادة المقدمة لن يفيد المتلقي في شيئ ، وإنما ينبغي من النقد أن يصنع أدواته الخاصة القادرة على وصف هذه المادة السردية وصفا دقيقا وتبني موقف صريح منها ، فما تعيشه الكتابة السردية عموما من انحطاط ناتج في نظري الى قصور في التتبع النقدي وتداخل مستويات النقد الأدبي بحيث أصبحنا نرى ما سيمى بالمناهج النقدية المركبة التي تمتح من القديم والجديد ، من البنيوي والمعرفي ، من الثقافي الى الدلالي دونما تمييز بين الحقول المعرفية المتباينة التي أنتجت كل مفهوم على حدة ، ودون تبرير مواقفها بشكل يخدم الأدب ويطوره. ماذا سيفيدنا النقد إذا بقي في برجه الزجاجي يراقب ويصدر أحكام القيمة وكأنه وجد فقط لذلك ؟
ق ق ج لن تتطور إلا بوضعها في إطارها التاريخي العام ، وهذا يدخل في اختصاصات النقد السردي المواكب والحريص على نهضة ثقافية مبنية على أسس منهجية علمية قادرة على التمييز بين ما هو أدب وبين ما هو فقط تلوث لغوي يزيد من عمق المأساة ويؤكد بما لا يدع مجالا للشك أننا نعيش عصر انحطاط يشمل الإبداع والنقد على نفس القدر.
شكرا أخي الخرشي على إثارة هذا النقاش الصحي.

صباح نجد
19/09/2010, 06:58 PM
مشكور جزاك الله خيراً لفتحك هذا الموضوع المهم نحن بحاجه اليه فأرجو أن كون هناك توضيح مبسط ليسهل على الجميع معرفتة ويبعد عنا الاراء المختلفة التي تشككنا بما نسمع

فنحن باذن الله نثق بعمالقة هذا الصرح وما يهمهم هو الرقى بمستوى النصوص الجيدة في مجالات الادب وخاصة القصص بأصنافها فانا هنا مبتدئه التمس الدروس المفيدة لتطوير هويتي التي أعشق التعمق فيها

مع أن حصيلتي في اللغة العربية ضعيفة فارجو منكم أفادتنا بما يفيد لرقي بهذا المجال .

وفقكم الله لكل خير..

أحمد لاعبي
22/09/2010, 06:58 PM
أستاذي الفاضل عبد الرحمان الخرشي، تفضلت بطرح الأسئلة التالية:
مَنْ مِـنْ كُـتاب القصة القصيرة بحث في الأصول الفنية لهذا الجنس أو في بعضها ؟
من منهم من قرأ لكتابها في الغرب ؟
وما أنموذجها العالق في الأذهان ؟
مَنْ مِـنْ كتابنا من وقف عند لحظة ميلادها في الأدب العربي ؟ مع من ؟ ومتى ؟ . ومن هم أبرز كتابها ونقادها في العالم العربي ؟
أرجو في البداية أن يتسع صدرك لرأي واحد من عامة الناس. أبوح لحضرتك بهذا الكلام، لأنني وقفت مطرقا واجما أمام الرأي الذي تفضلت به وهو كالتالي:
إن النشر في (( واتا )) اللغة ، وفي حضرة المترجمين واللغويين العرب ليس كأي نشر . لأن زوار الموقع من النخبة المثقفة العالمة ، ومن المفكرين في عالمنا العربي....
أستاذي الفاضل، أنا أعتبر أن «واتا» مدرسة مفتوحة للجميع، ويشرف عليها أساتذة أفاضل، تضم هذه المدرسة أقساما مختلفة، في كل قسم تجد تلاميذ مجتهدين نبغاء، وآخرين مثلي يحتاجون إلى الدعم والتوجيه؛ إذ لولى محاولاتهم في النشر لما استطاعوا أن يتعرفوا على أخطائهم، ويقفوا على مواطن الضعف والقوة في كتاباتهم. وهذه رسالة تتشرف بها «واتا». أما أن أقول للمتعلم: يجب أن تنتظر حتى تمر بمراحل التجريب كلها، ثم بعد ذلك تفضل بالنشر؛ حتى لا تسيء إلى الذوق الرفيع لزوار الموقع، (النخبة المثقفة العالمة)، فهذه النصيحة اعتبرها شخصيا غير مفهومة، على أساس المنهج التربوي:* وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى *.
أما بالنسبة للأسئلة التي تفضلت بطرحها، فكان الأولى أن تطرح على وزارات التعليم والثقافة في الدول العربية، وعلى الجامعات والأساتذة الذين يتحملون مسؤولية البحث العلمي. أين هذه المؤسسات الحكومية وغير الحكومية من أداء الواجب؟ لماذا لا تتكلف بالبحث العلمي؟ كيف يقرأ هؤلاء يوميا في الصحف وعبر المواقع الإلكترونية أن القارئ العربي يعاني من أزمة معرفة في شكل من أشكال التعبير، ولا يهبون إلى البحث عن حلول مقنعة؟ لماذا تنفق الوزارات المعنية أموال المواطن على حفلات اللهو والغناء، ولا تنفقها على البحث العلمي؟... إلى غير ذلك من الأسئلة المحرجة. التي يعتبر البعض طرحها من المحرمات.
هذه الأمور التي أشرت إليها معروفة عند القارئ، لكن كان من الواجب استدعائها لمحاولة مناقشة الموضوع بكل جوانبه.
يجب هنا أن أأكد أن الناس أحرارا في تصرفاتهم، فلهم أن يغنوا ويرقصوا كما شاءوا؛ لكن من العدل أن يأخذ كل ذي حق حقه، فبموازاة سهرات الغناء، يجب أيضا أن تكون أمسيات للقصة القصيرة، وورشات للكتابة القصصية، توضع لها ميزانيتها الخاصة.. علي أن أنوه في هذا الصدد ، بالعمل الهادف الذي قامت به كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك- المغرب-، حيث أنشأت ورشة لمجموعة البحث في القصة القصيرة خلال سنة 2004-2005 وكان الهدف منها هو اكتشاف الذات، وبناء شخصية وهوية حرة للكاتب الناشئ.

أسباب أخرى للمشكل:

كل ما يقال عن الحالة المرضية التي تعاني منها الق ق ج هو صحيح، هناك:
استسهال الكتابة الإبداعية
استسهال لصعود سلم الإبداع دون إحساس بثمنه الحق .
غثاثة عند أكثر الكتاب.....( عبد الرحمان الخرشي)
هناك أيضا:
النزعة الغريبة للتّسابق نحو التّجريب
ممارسة لعبة التّجريب في مجال القصّة القصيرة جداً
ممارسة التّجريب من أجل التّجريب
... فيبادر، و يشرئب ،و يتطلع إلى التّجريب و التّجديد .... فهو عندي مبدع فاشل . لم يستطع أن يكتب عملا فنياً فكتب ( لخبطة) لفظية سمّاها قصّة قصيرة جداً . و شتّان ما بين النّص القصصي و الكلام الهذياني ، من قبيل ما يتلفظ به سكير أو محموم ، حتّى لا أقول مجنونا . لأنّه إمّعة خالصة ، كلّما نعق حداثي تغريبيّ تخريبيّ .. بخزعبلة في التّجريب و الحداثة القسرية ... استجاب له خاضعاً تابعاً دون أن يراعي قدراته الفنّية ولا أن يدرس نعيق النّاعق. انتهى رأي (الدكتور مسلك ميمون).
لنفرض جدلا، أن كل ما ذكر حول واقع الق ق ج هو صحيح، لكن ماذا بعد ذلك؟ أليس من الحكمة أن نبحث عن سبب الحالة المرضية التي تعاني منها الق ق ج بدل أن نهاجم بعنف وشراسة الكاتب، فقط لأنه لم يحسن استعمال ضوابط هذا النوع الجديد من السرد، كما نريد لها نحن أن تستعمل؟ أرأيتم طبيبا يطرد مريضا لأنه أباح له بمرضه؟
أعتقد أن سبب تدهور الق ق ج يقابله تدهور في صحة النقد الأدبي، الذي لم يجرأ بعد على الاقتراب من هذا الفن للتعرف عليه، ومحاولة استكشافه.
كما أن استسهال الكتابة يقابله استسهال في عملية النقد، والضعف الذي لحق بكاتب القصة يقابله هوان لدى ناقد القصة، فحالة الكاتب تشبه هنا، حالة متهم وكل في قضيته محام فاشل، فيخسر دعواه، وقد يحكم عليه بالسجن..
حتى لا يتهمني البعض بتسويق الاتهامات الباطلة، أسوق المثال التالي: تنشر كاتبة قصصها، على موقع لا أريد ذكر اسمه، فيبدأ ناقد دائما قراءة قصصها بالجملة التالية: عزيزتي الرقيقة الجميلة، وينهي تعليقه بالورود والقبلات. أشياء قلما تظفر بها العروس «ليلة الدخلة».. قبل قليل فقط، قرأت في موقع آخر، التعليق التالي:
«صديقي الذي يرسم بحروف من نور، ويغزل من ضوء الشمس باقات من ورود ورياحين وقلائد عشق تزين صدور النصوص في هذا الموقع الرائع، لحضورك ألق لا يعوض ..ولغيابك ألم لا يطبب..» هذا الكلام جميل جدا، قد يسعد الكاتب ويدغدغ عواطفه، ولكن هل تمكن الكاتب من خلال هذا التعليق من التعرف على مواطن القوة والضعف في قصته؟ لا احد يستطيع أن يجزم بذلك.
من جانب آخر، قد تجد بعض النقاد، يسلط مسمه على الكاتب، فيفرض عليه طريقة في الكتابة تتجاوب وميولا ته التي يسميها، ضوابط وقواعد ق ق ج، ولا يترك له الحرية في التجريب، فيتجه هذا الأخير تحت الضغط نفسي، إلى كتابة تعاويذ، لا يستطيع فك رموزها إلا فقيهه الناقد.

فما الحل إذن؟

يجب في نظري، أن نولي عناية للمدرسة التعليمية التي دشنها الدكتور مسلك ميمون، على موقع ( واتا )، والتي يحرص من خلالها كما يقول هو نفسه، على حوار فني أدبي... لإدراك حقيقة هذا الفن. فحتى وإن كان الكتاب والناقد، لا يتفق مع منهجه ورأيته الخاصة في قراءة القصة ق ج، فإنه من المسؤولية الأدبية أن يشاركه هذا الاهتمام، حتى ولو بآراء مخالفة لآرائه، فالرجل هنا أبدى استعداده في كثير من المناسبات لسماع الرأي الآخر، ما لم يكن تحطيما ولا تجريحا ولا استعلاء على حد تعبيره.
من جهة أخرى، هناك دعوة إلى البحث فيما كتبه الغربيون، وكأن رحم اللغة العربية، عجز أن يلد كتابا عربا أعرابا. ومع ذلك فهذه الدعوة لا تعتبر باطلة. باعتبار أن الغرب تألق في ميدان السرد. ولكن علينا أن نتساءل لماذا؟ كثير من النقاد درسوا في الجامعات الغربية، ويستعملون في أوراشهم الإبداعية أدوات غربية. لكن لماذا ركن الناقد العربي إلى اللامبالاة؟ في الحقيقة أجد نفسي عاجزا عن البحث في جواب لهذا السؤال. لكن إذا عدت إلى قضية الغرب، فإنني ألاحظ أن هناك دائما تعطشا لمعرفة الجديد، واستعدادا يوميا لمساعدة الضعيف في كل الميادين، بما فيها ميدان الكتابة. إنها إذن ثقافة عامة، ينعكس أثرها على الأدب برمته.. ي هذا الصدد ينصح أحد النقاد الغربيين الكاتب المجرب قائلا: يجب أن تكتب وتعيد الكتابة، وتمزق الأوراق التي كتبت، ثم تكتبها من جديد، اكتب كيلومترات من الكلمات، لا تتهاون، ولا تقف.. اعرض ما كتبت على غيرك للقراءة والتصحيح، وإذا رفض الناشر طباعة كتابك، فهذا لا يعني أنك كاتب فاشل، إنما يجب أن تستمر وتواصل.
من خلال هذا يتضح جليا الفرق في مخاطبة الكاتب المجرب، بين هذا الناقد الغربي الذي يحاول أن يدفع الإنسان دفعا إلى ممارسة الإبداع، وبين من يخاطب الكاتبة بالعزيزة الرقيقة الجميلة.
طرح الدكتور مسلك ميمون بعض الحلول، إذ يقول في مسألة التّجريب في القصّة القصيرة جداً ما يلي:
- يجب على المجرب أن يستوعب فنّه و قواعده الأساسية .
- يجب الاقتناع بطريقة ،أو أسلوب خاص.
- العملية برمّتها تأتي نتيجة تجربة سابقة استنفدت طاقة المبدع في اتجاه ما.
- على المبدع أن يمارس ما يؤمن به ، و ما يحقق أهدافه الفنية.
- من خلال الممارسة ستنكشف العيوب و النقائص ، و ستتدخل وجهات النظر المختلفة النقدية إمّا مباركة أو معارضة .. و ستأتي مراحل مشبعة بأحداث مختلفة خلافاً للمراحل السّابقة ، و سيقرأ المبدع و ينفتح إدراكه و فهمه على إبداعات شتّى .... فكلّ ذلك يحمل المبدع على المراجعة الذاتية.
- أنّ الانتقال من مرحلة تجريبية إلى أخرى له أسبابه و دواعيه الموضوعية و الذاتية.

اقتراحات أخرى:

- الأخذ بيد الضعفاء هي من مسؤولية الأقوياء، وعلى هؤلاء أن ينشئوا، مكاتب أو مؤسسات، لقراءة الأعمال السردية ونقدها، ولا عيب أن يكون ذلك بمقابل
مادي.
- إنشاء دورات تدريبية تعنى بالق ق ج.
- إحداث مسابقات وجوائز للكتاب الناشئين.
- ترك الحرية للناس في التعبير كما يشاءون، فالحكم هو القارئ، وليس النخبة العالمة.
- تبادل الخبرات بين الجامعات العربية في مجال السرد، عن طريق إنشاء ندوات ومهرجانات ثقافية.
لقد سارعت إلى تكوين هذه الجمل لأشارك بها أساتذتي المحترمين نقاشهم، وأودعكم جميعا( بباقات من ورود ورياحين وقلائد عشق تزين صدور النصوص في هذا الموقع الرائع).
أحمد لاعبي

عبد الرحمان الخرشي
28/09/2010, 10:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذ الفاضل عبد الرحمان الخرشي
لقد قرأت كثيراً عن ألقصة قصيرة جداً بعد أن تعرفتُ عليها في واتا.
فهي أدب حديث بعضهم يشيرُ الى ظهورها في أوائلِ التسعينات,وأنتشارها في المغرب العربي ,وتأثرت بجانب من الأدب الغربي.
وأتت ألقصة ألقصيرة جداً أختصاراً للزمن وبسبب ملل ألقارئ من ألقراءة ألمطولة.ومن كتابها وكان لي الشرف أن أقرأ لهم
ألكاتبة صبيحة شبر من العراق والكاتبة مالكة العسال من المغرب وقرأت في الحوار
المتمدن للكاتبة حنان فاروق, وهناك بعض ألكتاب من سوريا,
ومن السعودية ,وكاتبات بارعات من الكويت. ولا زلت أبحث وأقرأ.أما النقاد أستاذي الفاضل أكتفي بتوجيهات الدكتور الفاضل مسلك ميمون.
وأطلعت قبل أيام على دراسة نقدية للمؤلف د. يوسف حطيني فوجدت حولها خلافات كثيرة.لذلك أتبع كل نقد يوجهه لي ألأساتذة
ألمختصين في واتا.
ولكم جزيل الشكر والأحترام لهذا ألطرح ألرائع الذي يحثنا على مواصلة الأطلاع.
دمتَ بخير سيدي الفاضل


الأخت المكرمة : (( أريج عبد الله ))



حفظك الله ورعاك


تثمينا لما كتبته أعلاه أؤكد لك أن (( واتا )) القصة القصيرة جدا تعتبر اتجاها بارزا ، بل مدرسة في هذا الجنس الأدبي المستحدث في العالم العربي ؛ إذ لايمكن الحديث عن مراحل تطور هذا الجنس دون العروج على تجربة (( واتا )) .. ليس هذا وحده فقط بل إن جل ماتناسل من منابر مختصة على الشابكة هو من كتاب شبوا ، وترعرعوا ، وتفاعلوا، واحتكوا فيها . وللتوضح أكثر قول : قدموا من واتا !! . وتلك ميزة لايختلف فيها اثنان ولايتناطح حولها عنزان كما يقال ! . ولهذا الاعتبار ، ولاعتبارات أخرى ؛ منها : وجود عمالقة هذا الجنس الأدبي مبدعين ونقادا في إثراء تجربة (( واتا )) ، ولتسرب التجارب غير الناضجة نسبيا لغياب الاحتكاك ، والاطلاع عند أصحابها على مقومات ضرورية للقصة القصيرة جدا دعت الضرورة لأن ننبه إلى ما آل إليه أمر هذا الجنس الذي استسهل البعض ركوب قطاره !! . ومما أثلج روحي هو أن أجد من يتجاوب معي عزفا على نشدان ربابة الإبداع الحق المؤسًّسَّة أصلا على القراءة ودراسة التجارب .

والغريب أن أكثر كتابات هذا الجنس اليوم هي مما صار بعضهم يحضرها في طنجرةالضغط !!! .. وإمعانا في الاستسهال صار بعض كتابها ذوي الخلفيات الضعيفة في اللغة ينشرون أكثر من نص في اليوم بناء على تهيؤات طارئة ، وأفكارعابرة ، وكأنهم ينشدون المجاملات ممن يقرأ لهم ليس إلا !!! .

شكرا لك أن منحتني فرصة الحديث عن هم من هموم هذا الموضوع .



***


.

عبد الرحمان الخرشي
01/10/2010, 05:54 PM
بسم الله
الأستاذ الفاضل عبد الرحمن الخرشي
السلام عليكم
إن ما أثرته هنا يشكل أهم انشغالات النقد . ليس في ما يخص الق ق ج و لكن في كل ما يتعلق بالأجناس الأدبية ، و الفنون عامة . حقا هناك القليل من الجيد و هناك كثرة الرديء .و السؤال هل قدر الإبداع أن يكون قليلا،و حتمية الرديء أن يكون كثيرا؟ ألا يمكن للموازن أن تتغير ، و للحالات أن تتبدل ..و يحدث العكس .. أرى أنه من الممكن ذلك . و لكن الأمر ليس بالسهل ، و لا بالتمني ..إنما الأمور تؤخذ بالجد و العمل ، و التضحية و التفاني .. و الأمر لا يخص طرفا دون آخر . بل الجودة تتطلب العمل المتكامل ، و الوعي الموحد ، و الرؤية المحددة لعمق الأشياء .
و على سبيل المثال ـــ و ما دمت أثرت مسألة الق ق ج ــ لقد شعرت بحتمية الاستسهال منذ البداية . و أخذت العبرة من مسألة الشعر الحديث . و كيف حدث الإقبال عليه ، و بشكل غريب ، الكل أصبح شاعراً ، و خلفه رصيد من الدواوين . لأنّ في غياب الوعي الفني الشّعري، و انعدام الناقد الجرئ ، و كثرة المتملقين و المجاملين .. عمّ هذا الغثاء و انتشر، فخالط الصافي الزلال و انكدر ..فأصبح كل من يكتب كلمات قلقة رعناء، يعد من الشعراء ... و نفس الشيء الآن مع الق ق ج كفن مستحدث . القاص لا يمنح نفسه حتى فرصة الاستئناس بهذا الفن ، لا يقرأ نصوصه في الغالب ، و لا يتعرف على جذوره و أسسه . فيغتر بالشكل القصير ، و يكتفي من المعرفة بالنزر اليسير . و يبادر إلى العرض و يزاحم بانتاجه كل كبير ...و لقد لفت الانتباه إلى هذا ، في هذه المقالة، و ما صحبها من ردود:

http://www.wata.cc/forums/showthread.php?t=77383
هي معضلة إذاً . و تشتدّ و تحتدّ .. حين يقيد الله لهذا القاص المتهافت ناقداً يريد أن يأخذ بيده ، و ينصحه و يرشده ، و يتفحص انتاجه ويقيمه .. و يصرف من أجل ذلك جهداً و وقتاً .. فيأتي القاص رافضاً ممتنعاً، بل أحياناً متكبراً و ناقماً على النقد و الناقد ..
فهذه الصورة البائسة ،و مثلها ما يجعل الغثاء يزداد و يعمّ. و الجيد ينحصر و يقل ، و النقد يغيب و يختفي .. و الضّحية الكبرى العملية الإبداعية. و لهذا عمدنا منذ البداية إلى الحوار و النقاش، و التّوجيه ما أمكننا ذلك ..مساهمة متواضعة منا . لحمل مبدعينا على نحث طرائق سليمة لإبداعهم .
أشكرك الأستاذ عبد الرحمن كونك أثرت هذا الموضوع و لنا عودة إن شاء الله إذا أثار الإخوة و الأخوات قضايا في الق ق ج أو حول النقد .
تحياتي / مسلك [/QUOTE]



بسم الله الرحمن الرحيم

فضيلة الدكتور الأخ: (( مسلك ميمون ))



حفظك الله ورعاك ، وزادك تألقا في القراءة النقدية والكتابة الإبداعية


صحيح ما نبس به يراعكم الدقيق من أن الإبداع بعامة ؛ وفي كافة الأجناس الأدبية اليوم يشكو الوهن والضعف علي يد أقزام مغرورين !!! .. وصحيحة أيضا بصمتكم على مكمن الخطر . والأصح تبريركم بذلك الذي جعل القصة القصيرة جدا تلقى مصير قصيدة النثرالمعروضة اليوم على قارعة الطريق بلاقيمة ولاثمن !!! .. ومثل هذه الأحكام لاتصدر إلا عمن تشرب خطورة الوضع على مستوى الإبداع ، وكانت له الجرأة للصدع بالرأي في الذي حدث ولم يتوقف .

وإنني أخالك أخي قد اكتويت - مثلما اكتويت - بجمر ماحوله أدندن .. أنا لاأدعي أنه لي معرفة بتفاصيل فن القصة القصيرة جدا ، كما لاأدعي غيرة على هذا الجنس وعلى الصورة التي يوجد عليها عند البعض ؛ ولكنني أدعي غير هائب أن أكثر المشتغلين على هذا الجنس قد أضاعواالكثير من وقتهم وهم يتغذون - نتيا - على (( هزيل النصوص )) ، كما تركوا سبل الارتقاء بمداركهم ، وهو ما أضعف خلفيتهم الفنية !! . وهذا ماغيب في أكثر النصوص العمق ، والدلالة الرمزية ، وأغرقها في الإخبار والتقرير، والمباشرة في التعبير . بل وغيب فيها الحس الفني الذي غابت معه جل خصائص القصة القصيرة جدا ، ومنها تلك التي وضعتم بعض عناصرها الضرورية على الرابط أعلاه .

أخي الدكتور : (( مسلك ميمون ))

شخصيا لاأعدم وجود الدليل على أن هذا الجنس يعيش أزمته - كما قصيدة النثرالتي أؤكد لك إنها ميتة - ، وحسب ما أعتقد جازما : إن وضع القصة القصيرة جدا اليوم يختلف ؛ فهي وإن كانت قد ازدادت ميتة عند البعض ، فهي تحتضر عند آخرين استسهلوها !!. بل وهي ناضجة عند البعض في بعض النصوص ، لافي كل ما كتبوا منها .. ومن تجليات أزمتها غياب عمق الدلالة في أغلب النصوص ، وما تولد عنه من غياب عمق التكوين . وغياب النظرة الثاقبة للأمور .. وكذا غياب التجارب الحياتية المؤسسة للفرادة والتفوق المستمر ؛ وتلك ملاحظة أعرضها على الدكتور مسلك ميمون إن كانت صحيحة أم لا ؟ .





***


.

ابراهيم ابو طارة
04/10/2010, 07:34 PM
الأستاذ القدير عبد الرحمن الخرشي

لقد وضعت يدك على الجرح والسبب الحقيقي في ولوج الكثير من الكتاب لهذا الفن الحديث ( والمظلوم حقا ) لقلة إدراك الكثير لقواعده وشروطه

الأستاذ الفاضل

لقد تابعت قبل اسبوع تقريبا ملتقى القصة القصيرة في عمان والتي سميت بعاصمة القصة القصيرة
وتخلل اللقاء قراءات قصصية لكوكبة من الأدباء العرب من مصر والعراق والأردن وسوريا وغيرها من البلدان
وتخلل اللقاء أيضا آراء نقدية في نشأة القصة وقواعدها وتم الحديث من أحد النقاد عن القصة القصيرة جدا
وكان رده يتلخص في عدم قبوله لمسمى القصيرة( جدا ) فقال بما معناه أن القصة قصة بغض النظر عن طولها وقصرها
واذا استطعت سأوافيك قريبا بورقة البحث المقدمة .

ما أردت قوله أنك باحث معروف لذا اسمح لي أن أطلب منك طلبا على الهواء مباشرة وهو غربلة النصوص المكتوبة هنا
فكثير منها لا يستحق الرد لكنك تتفاجأ بردود ومديح ووو
وأنا أذكر هنا نداءاتك المتعددة لإنقاذ هذا الفن .

أشكرك أستاذنا القدير .

عبد الرحمان الخرشي
16/10/2010, 10:00 AM
الأخ الأديب و الناقد و الباحث: عبد الرحمان الخرشي ..حماك الله
أستاذي الكريم أحييك على هذا الطرح فعلا القصة القصيرة .أصبحت عند البعض (قزمة).
لذا أشكركم سيدي المحترم على هذا التدخل القيم . دمت في رعاية الله وحفظه.


لأخ المكرم الودود : (( علي الكرية ))



حفظك الله ورعاك ونصر بك كلمة الصدق والحق



من ردك هذا تأكد لي أن الكلمة المقتضبة تغني . فقد دعوت َ لي بالحماية ؛ حماية أردتها أن تكون من الغثاثة ، ومن هدر الوقت في أوهام المتعالمين الحالمين بأنهم يبدعون ، وما هم إلا أكثر من حالمين بالتمجد يعتقدونه المجد . بل وحييتني - حياك الله - وشهدت َ لمن ذكرت ُ بأنهم يخبطون خبط عشواء دون تسلح بمعايير هذا الفن الجميل الذي يحتاج منا إلى حمايته ممن يستسهلونه ، ويدوسون على جماله وجلال قدره الفني بالأقلام الهزيلة !!! .

بارك الله فيك وأثابك .





***



.