أحمد نمر الخطيب
16/09/2010, 05:00 PM
إلى روح الحبيب خميس
توشّحَ في فجرِ القصيدِ ستورُها= وقاومَ في ليِّ الغداةِ ضميرُها
فأسلمَ حزني يومَهُ مُترنّحاً = وفاضَ، وأمَّ العارفينَ مُنيرُها
بكيتُ وهل تبكي الغيومُ جفافَها؟!=وخضتُ رمادي، فاحتواني عسيرُها
ورحتُ أناغي الموتَ في حضنِ عشّهِ=فجاءَ، وفجَّ الريشُ، ثمّ هجيرُها
فقمتُ إلى الأهلينَ، جفّ ليَ الندى=وعدتُ أجيرُ الأرضَ، منْ ذا يجيرُها؟!
إذا غبتَ عنّا، والغيومُ حواملٌ=وكهربتَ صدراً شاخَ فيهِ شخيرُها!!
أتاني بقوسِ اللحمِ مَنْ رسمُهُ الرّدى=وعاينَ صبري حينَ غاضَ نذيرُها
خميسُ أناجي الهمَّ، كم لاذ بي صدًى=وكنتُ قبيل الرعي، لا عيرَ عيرُها
يموجُ الكلامُ الحرُّ، والليلُ طابقٌ=على ضفة الأشعار، ينأى سريرُها
أنامُ، وكيف العينُ تغفرُ زلةً=إذا نمتُ، واجتاح الفؤادَ ضريرُها
أتوبُ عن الصمتِ المهيمنِ سيرةً=وأقرأُ أشعاري، فَيُسبى عبيرُها
لأنّي فتحتُ الحرفَ عن جمرة النقا=وخرَّ من الضرعِ المدارُ ونورُها
بكيتُ، وهل تُسلى من الدمعِ حاجةٌ = وهل يُشترى من نقع بابٍ حصيرُها؟!
وهل تستبدُّ الريحُ في قامة الفتى = إذا جرّهُ المعنى، وزالَ قفيرُها
بأيّ معانِ الصبرِ لفّ يدي الردى = وأيّ معانِ الصبرِ فاضَ حسيرُها
نهلتُ من الأخبارِ شكلّ نهايتي = وجئتُ إلى باب الخميس أزورُها
هناك ارتقى قلبي بجانبِ صاحبي = وجانبُ روحي ما تجالدَ طورُها
يئستُ من الإيعاز للروحِ صدّقي = مآل حبيبي إذ تجهّزَ حورُها
لأنّي نهرتُ الشمسَ والليلُ مُطبقٌ = وكفّي تمشّى في النذيرِ قدورُها
أأرثيهِ أمْ أرثي الحياةَ، ولي غداً = إذا مرّ في حلمي، الكؤوسَ أُديرُها
على شفةِ الأحزانِ، في ظلِّ قامةٍ = تهاجر من طولَ النحيبِ طيورُها
تعوّدتُ وشيَ الصمتِ في حامض الخطى = ولم أكُ بعدَ المعسراتِ أُعيرُها
ملاذَ قميصٍ شقّهُ الوجدُ وانتحى = وبابَ عبورِ داخَ فيهِ عبورُها
تعمّدتُ شكَّ الجمرِ في ثوب ريشةٍ = تطيرُ، وقد أسرى بأرضي نضيرُها
لكَ الأرضُ مفتاحُ الحياةِ، وحصنُها = وما رمحُ نبضٍ في الغيابِ يُضيرُها
فمنْ حرفكَ المهموسِ في الشعر دولةٌ = ومن حرفكَ ( ال ) غنّى تراباً صريرُها
فقد آمنتْكَ الغيمَ والشمسَ والرؤى = وقد خلّدَ الأشعارَ منكَ بشيرُها
وداويتَ جرحاً غارَ في كهفِ سيرةٍ = فأَوجزَ بابَ المثمراتِ نميرُها
وقُدتَ جبالاً زُلزلتْ بقصيدةٍ = وجاوزتَ سطحاً حينَ جفّتْ قشورُها
إليكَ رأيتُ الحرفَ يُسلمُ أمرَهُ = وتحفى على طيِّ الكلامِ أمورُها
ستبقى رفيقَ اليومِ، والغدِ، والتُّقى = إذ المجدُ يسعى، والطريقُ مصيرُها
خميسُ أتيتُ الشعرَ من بابِ غصةٍ = وزلزلَ جسمي في الضحاةِ خبيرُها
فهمتُ كوشمِ الماءِ في صحنِ حارةٍ = تلقّى صداها في الحروبِ جريرُها
أواسي الندى والطيرَ، والعمرُ ناقصٌ = وشعري يُمارى، والظنونُ خمورُها
أفيقُ على لسع الكلامِ، وأنزوي = ويشهدُ _ إنْ أنّتْ هناك صخورُها_؟!
بكائي على روحٍ تعتّقَ خمرُها = وأزجتْ إليَّ النابهاتِ قُدورُها
إلهي، هي الأرواحُ في الطيبِ قبلةً = فباركْ لهُ روحاً، وأنتَ مُجيرُها
وفي مجدك الأعلى، أتمَّ قصورَهُ = وجافي الغضا إنْ بُعثرتْ وقبورُها
سيصمتُ شعري، والعيونُ مكاحلٌ = إلى أبدٍ، حتى إذا غيضَ نورُها
أفقتُ على نفسي، تردُّ لها البكا = وتغزلُ ليلاً عاجلتْهُ ثغورُها
فنمْ يا حبيبي، كلُّ نفْسٍ وفي غدٍ = ستمشي إلى المولى، وهذا نشورُها
فقد كنتَ للأرضِ السليبةِ طائراً = تمارسُ فعل النصرِ، أنتَ أميرُها
وخلفكَ شعرٌ لن يموتَ، ولي هُدًى = إذا نمتُ عن ذكر البلادِ، يزورُها
على حدِّ فعل الحرفِ، شعرُكَ شاهدٌ = يفجُّ من المعنى، فَتُسقى طيورُها
ونمْ يا حفيدَ الخالدينَ، لقاؤنا = بجناتِ خُلْدٍ أُزلِفتْ و... ( حريرها ).
توشّحَ في فجرِ القصيدِ ستورُها= وقاومَ في ليِّ الغداةِ ضميرُها
فأسلمَ حزني يومَهُ مُترنّحاً = وفاضَ، وأمَّ العارفينَ مُنيرُها
بكيتُ وهل تبكي الغيومُ جفافَها؟!=وخضتُ رمادي، فاحتواني عسيرُها
ورحتُ أناغي الموتَ في حضنِ عشّهِ=فجاءَ، وفجَّ الريشُ، ثمّ هجيرُها
فقمتُ إلى الأهلينَ، جفّ ليَ الندى=وعدتُ أجيرُ الأرضَ، منْ ذا يجيرُها؟!
إذا غبتَ عنّا، والغيومُ حواملٌ=وكهربتَ صدراً شاخَ فيهِ شخيرُها!!
أتاني بقوسِ اللحمِ مَنْ رسمُهُ الرّدى=وعاينَ صبري حينَ غاضَ نذيرُها
خميسُ أناجي الهمَّ، كم لاذ بي صدًى=وكنتُ قبيل الرعي، لا عيرَ عيرُها
يموجُ الكلامُ الحرُّ، والليلُ طابقٌ=على ضفة الأشعار، ينأى سريرُها
أنامُ، وكيف العينُ تغفرُ زلةً=إذا نمتُ، واجتاح الفؤادَ ضريرُها
أتوبُ عن الصمتِ المهيمنِ سيرةً=وأقرأُ أشعاري، فَيُسبى عبيرُها
لأنّي فتحتُ الحرفَ عن جمرة النقا=وخرَّ من الضرعِ المدارُ ونورُها
بكيتُ، وهل تُسلى من الدمعِ حاجةٌ = وهل يُشترى من نقع بابٍ حصيرُها؟!
وهل تستبدُّ الريحُ في قامة الفتى = إذا جرّهُ المعنى، وزالَ قفيرُها
بأيّ معانِ الصبرِ لفّ يدي الردى = وأيّ معانِ الصبرِ فاضَ حسيرُها
نهلتُ من الأخبارِ شكلّ نهايتي = وجئتُ إلى باب الخميس أزورُها
هناك ارتقى قلبي بجانبِ صاحبي = وجانبُ روحي ما تجالدَ طورُها
يئستُ من الإيعاز للروحِ صدّقي = مآل حبيبي إذ تجهّزَ حورُها
لأنّي نهرتُ الشمسَ والليلُ مُطبقٌ = وكفّي تمشّى في النذيرِ قدورُها
أأرثيهِ أمْ أرثي الحياةَ، ولي غداً = إذا مرّ في حلمي، الكؤوسَ أُديرُها
على شفةِ الأحزانِ، في ظلِّ قامةٍ = تهاجر من طولَ النحيبِ طيورُها
تعوّدتُ وشيَ الصمتِ في حامض الخطى = ولم أكُ بعدَ المعسراتِ أُعيرُها
ملاذَ قميصٍ شقّهُ الوجدُ وانتحى = وبابَ عبورِ داخَ فيهِ عبورُها
تعمّدتُ شكَّ الجمرِ في ثوب ريشةٍ = تطيرُ، وقد أسرى بأرضي نضيرُها
لكَ الأرضُ مفتاحُ الحياةِ، وحصنُها = وما رمحُ نبضٍ في الغيابِ يُضيرُها
فمنْ حرفكَ المهموسِ في الشعر دولةٌ = ومن حرفكَ ( ال ) غنّى تراباً صريرُها
فقد آمنتْكَ الغيمَ والشمسَ والرؤى = وقد خلّدَ الأشعارَ منكَ بشيرُها
وداويتَ جرحاً غارَ في كهفِ سيرةٍ = فأَوجزَ بابَ المثمراتِ نميرُها
وقُدتَ جبالاً زُلزلتْ بقصيدةٍ = وجاوزتَ سطحاً حينَ جفّتْ قشورُها
إليكَ رأيتُ الحرفَ يُسلمُ أمرَهُ = وتحفى على طيِّ الكلامِ أمورُها
ستبقى رفيقَ اليومِ، والغدِ، والتُّقى = إذ المجدُ يسعى، والطريقُ مصيرُها
خميسُ أتيتُ الشعرَ من بابِ غصةٍ = وزلزلَ جسمي في الضحاةِ خبيرُها
فهمتُ كوشمِ الماءِ في صحنِ حارةٍ = تلقّى صداها في الحروبِ جريرُها
أواسي الندى والطيرَ، والعمرُ ناقصٌ = وشعري يُمارى، والظنونُ خمورُها
أفيقُ على لسع الكلامِ، وأنزوي = ويشهدُ _ إنْ أنّتْ هناك صخورُها_؟!
بكائي على روحٍ تعتّقَ خمرُها = وأزجتْ إليَّ النابهاتِ قُدورُها
إلهي، هي الأرواحُ في الطيبِ قبلةً = فباركْ لهُ روحاً، وأنتَ مُجيرُها
وفي مجدك الأعلى، أتمَّ قصورَهُ = وجافي الغضا إنْ بُعثرتْ وقبورُها
سيصمتُ شعري، والعيونُ مكاحلٌ = إلى أبدٍ، حتى إذا غيضَ نورُها
أفقتُ على نفسي، تردُّ لها البكا = وتغزلُ ليلاً عاجلتْهُ ثغورُها
فنمْ يا حبيبي، كلُّ نفْسٍ وفي غدٍ = ستمشي إلى المولى، وهذا نشورُها
فقد كنتَ للأرضِ السليبةِ طائراً = تمارسُ فعل النصرِ، أنتَ أميرُها
وخلفكَ شعرٌ لن يموتَ، ولي هُدًى = إذا نمتُ عن ذكر البلادِ، يزورُها
على حدِّ فعل الحرفِ، شعرُكَ شاهدٌ = يفجُّ من المعنى، فَتُسقى طيورُها
ونمْ يا حفيدَ الخالدينَ، لقاؤنا = بجناتِ خُلْدٍ أُزلِفتْ و... ( حريرها ).