مريم العموري
16/09/2010, 10:29 PM
وداعاً للكلام الحلو والمرِّ
شعر: خميس
وداعاً للكلام الحلو والمرِّ
كلامٌ كنتُ أسكنهُ ،
وأحملهُ على ظهري
فبات اليومَ يسكنني
ويُطْبِقُ لي على صدري
وكنتُ لروحهِ المعنَى
فأصبح لي بلا معنى
وحان الوقتُ كي أمضي
وأتركَهُ إلى غيري
وداعاً للكلام الحلو والمرِّ
لحرفٍ كان يكتبني
ويصنع لي مواويلي
لزيتٍ ، كنتُ في الماضي
أضيءُ به قناديلي
لدمعٍ بات يملأ لي مناديلي
لبحرٍ كان يسبح في تفاعيلي
فأمسى اليومَ يُغرقني
بصمتٍ ما له آخرْ
ويفصل عالمي الماضي عن الحاضرْ
فلا أطفو على ماءٍ ،
ولا أرسو على برِّ
وداعاً للكلام الحلو والمرِّ
للحنٍ كسَّر الدنيا
وغنَّتهُ العصافيرُ
مهاجرةً ، وكان لهُ ،
صدىً فيها وتأثيرُ
يحرِّضُها على الطيران للخلف
وبات اليوم منفرداً ، ولا يكفي
ليُسْكِتَ صوتَ قنبلةٍ
ويَكبحَ آلةَ الشرِّ
ويأخذها من المنفى
لتعبرَ ضفةَ النهرِ
وداعاً للكلام الحلو والمرِّ
كلامٌ ، كان في عيني هو الأحلى
كلامٌ كان يجذبني ،
ويصعد بي إلى أعلى
فبت أراهُ عادياً كأي كلامْ
أُحِسُّ إذا مررتُ به ،
بأني كنتُ في أوهامْ
أعيشُ ، بدون أن أدري
وداعا للكلام الحلو والمرِّ
لأغنيةٍ حرقْتُ بها أحاسيسي
لأشعلَ للهوى شمعةْ
أُغنِّيها فتحرقني
وتملأ مهجتي لوعةْ
وتسألني ،
لماذا في مقاطعها
غَلِطْتُ وبُحْتُ بالسرِّ ؟
وداعاً للكلام الحلو والمرِّ
لصوتٍ كان في أُذُني له رنَّةْ
يُغنِّي لي ،
كطيرٍ حالمٍ يشدو
أغاني الحب في جنةْ
ويهمسُ لي ، بصوت ناعمٍ مغرِ
أحبكَّ أنتَ يا عمري
وداعاً للكلام الحلو والمرِّ
وداعاً للذي أعطى
إليك الدفقة الأولى
وكانت ، يا كلامُ ، له
غداة صعودك العالي اليدُ الطولى
وكان صديقكَ الأولْ
وكان الوردةَ الأجملْ
ولا يكفي ، له ، شكري
وداعاً ..
يا رفيق العمرِ ، يا روحي
ويا نبضي
ويا شِعري !
حينما نشر فقيدنا الغالي خميس قصيدته.. وداعا للكلام الحلو والمر.. قبل خمس سنين في شبكة فلسطين للحوار والتي كان مشرفا فيها، لم أكن أتوقع أن تكون آخر ما يكتب، فمثله لا يتنفس إلا شعراً
لكن بعد غيابه الطويل عنا حينذاك..صرت أرجو أن لا تكون ظنوني في محلها..
فكتبت له هذه القصيدة أدعوه فيها باسم محبيه أن يعود إلينا بشعره الجميل الذي عودنا عليه..
فهل عاد؟
ألا يا نافخ المزمار
شعر: مريم العموري
ألا يا نافــخ المزمارِ شجـواً بالغِنـا يُغـري
يمـازجُ بحّةَ الأمـواجِ في مَــدٍّ وفي جـزرِ
فينـزعها إليك هوىً.. هفـا يمتــدُّ في الإثرِ
لتنثرَ فـوق رملِ خُطــاكَ أغلالاً من الـدُرِّ
عــلام العينُ يجهشها..وداعُ الحــلو والمرِّ؟
وقــد كانا لقُـرّتها..عرائسَ في حَـلا تـبرِ
ولا زالا على شفتيكَ ألــواناً من السِّحـرِ!
رفـوف الطيرِ هائمةٌ..تجوب شـواطئ البحرِ
تُسائلُ كلَّ من بصَرَت..تحاول فهـم ما يجري
فيأسرها حنين اللحنِ..ترشُـفُ بوحَهُ العُذري
إلى أن شفَّهـا صَوَرٌ..فحطّت دون أن تدري
ألا يا نـافخ المزمارِ أكمــل عزفك الخمري
هو الجرح الذي لــولاهُ كنا قطعةَ الصـخرِ
هو التِّرياقُ إذ ما صُـبَّ في أوجاعنا يبــري
فهــل تمضي وتتـركُ دفّةَ الآمـال للقَـفرِ
وهـل يرضيك أن تُـؤتى..وأنت هنا على ثغرِ؟
فمـن للدوحِ يعمُـرُهُ..إذا ما هاجر القُمـرِي
ومـن لسفينة الأحـلام كـي ترسـو على برِّ
ومن للحـقّ يكشِفُ كلّ ما قيد حيكَ في الستر
ومن لـلأرض يشحنُ نبضَ ثورتها إلى النـصرِ
إذا ما كنتَ أنت لهـا بقلبك سـاعةَ الصِّـفرِ
إذا مـا كنتَ في الأنـواءِ أنت منارة الفِــكرِ
ألا يا نافخ المزمــارِ إن أُضنيتَ في أمــرِ
وضاقت فيك ذي الدنيا وضجّ الهَـمُّ بالصـدر
وخِـلتَ العمرَ لا يلوي على شيء سوى الهجرِ
تمـهَّل، بعـد هذا العُـسر يـأتي الله باليُـسرِ
ويرسـل مُزنَ رحمتهِ..تسِـحّ بأعـذبِ القطرِ
فثَـمَّ الله إن ناديتَ في السّـراءِ والضُّـــرِّ
ومـن حوليك أفئـدةٌ كقلبكَ في صفا البـدرِ
تحـبُّ لحونَـك المزجـاة بالإيمانِ والعِــطرِ
تمــدُّ إليك كي ترضى.. أخـوّتها بلا كِـبرِ
فهل تمضي، وليس لديك بعد الآن من عــذرِ؟
فكان أن لبى الرجاء وعاد يومها بهذه المقطوعة المرحة
سلامٌ عاطرٌ يسري
مع النسمات في الفجر
لمن عزفَتْ على وتر الكلام الحلو والمرِّ
فمالت نحوها الأغصانُ :
تحسبها من الطير
ورحبت الورود بها وقالت :
بيننا مُرِّي
وقلتُ أنا : أغيبُ إذن
بعذرٍٍ أو بلا عذرِ !
وأرجعُ بعد أيامٍ
لأقرأ أجملَ الشعرِ
وداعا لكلامك الحلو أيها الطيب.. نفتقدك كثيرا حد الفجيعة
رحمك الله رحمة تسع الأفلاك وما بعدها
شعر: خميس
وداعاً للكلام الحلو والمرِّ
كلامٌ كنتُ أسكنهُ ،
وأحملهُ على ظهري
فبات اليومَ يسكنني
ويُطْبِقُ لي على صدري
وكنتُ لروحهِ المعنَى
فأصبح لي بلا معنى
وحان الوقتُ كي أمضي
وأتركَهُ إلى غيري
وداعاً للكلام الحلو والمرِّ
لحرفٍ كان يكتبني
ويصنع لي مواويلي
لزيتٍ ، كنتُ في الماضي
أضيءُ به قناديلي
لدمعٍ بات يملأ لي مناديلي
لبحرٍ كان يسبح في تفاعيلي
فأمسى اليومَ يُغرقني
بصمتٍ ما له آخرْ
ويفصل عالمي الماضي عن الحاضرْ
فلا أطفو على ماءٍ ،
ولا أرسو على برِّ
وداعاً للكلام الحلو والمرِّ
للحنٍ كسَّر الدنيا
وغنَّتهُ العصافيرُ
مهاجرةً ، وكان لهُ ،
صدىً فيها وتأثيرُ
يحرِّضُها على الطيران للخلف
وبات اليوم منفرداً ، ولا يكفي
ليُسْكِتَ صوتَ قنبلةٍ
ويَكبحَ آلةَ الشرِّ
ويأخذها من المنفى
لتعبرَ ضفةَ النهرِ
وداعاً للكلام الحلو والمرِّ
كلامٌ ، كان في عيني هو الأحلى
كلامٌ كان يجذبني ،
ويصعد بي إلى أعلى
فبت أراهُ عادياً كأي كلامْ
أُحِسُّ إذا مررتُ به ،
بأني كنتُ في أوهامْ
أعيشُ ، بدون أن أدري
وداعا للكلام الحلو والمرِّ
لأغنيةٍ حرقْتُ بها أحاسيسي
لأشعلَ للهوى شمعةْ
أُغنِّيها فتحرقني
وتملأ مهجتي لوعةْ
وتسألني ،
لماذا في مقاطعها
غَلِطْتُ وبُحْتُ بالسرِّ ؟
وداعاً للكلام الحلو والمرِّ
لصوتٍ كان في أُذُني له رنَّةْ
يُغنِّي لي ،
كطيرٍ حالمٍ يشدو
أغاني الحب في جنةْ
ويهمسُ لي ، بصوت ناعمٍ مغرِ
أحبكَّ أنتَ يا عمري
وداعاً للكلام الحلو والمرِّ
وداعاً للذي أعطى
إليك الدفقة الأولى
وكانت ، يا كلامُ ، له
غداة صعودك العالي اليدُ الطولى
وكان صديقكَ الأولْ
وكان الوردةَ الأجملْ
ولا يكفي ، له ، شكري
وداعاً ..
يا رفيق العمرِ ، يا روحي
ويا نبضي
ويا شِعري !
حينما نشر فقيدنا الغالي خميس قصيدته.. وداعا للكلام الحلو والمر.. قبل خمس سنين في شبكة فلسطين للحوار والتي كان مشرفا فيها، لم أكن أتوقع أن تكون آخر ما يكتب، فمثله لا يتنفس إلا شعراً
لكن بعد غيابه الطويل عنا حينذاك..صرت أرجو أن لا تكون ظنوني في محلها..
فكتبت له هذه القصيدة أدعوه فيها باسم محبيه أن يعود إلينا بشعره الجميل الذي عودنا عليه..
فهل عاد؟
ألا يا نافخ المزمار
شعر: مريم العموري
ألا يا نافــخ المزمارِ شجـواً بالغِنـا يُغـري
يمـازجُ بحّةَ الأمـواجِ في مَــدٍّ وفي جـزرِ
فينـزعها إليك هوىً.. هفـا يمتــدُّ في الإثرِ
لتنثرَ فـوق رملِ خُطــاكَ أغلالاً من الـدُرِّ
عــلام العينُ يجهشها..وداعُ الحــلو والمرِّ؟
وقــد كانا لقُـرّتها..عرائسَ في حَـلا تـبرِ
ولا زالا على شفتيكَ ألــواناً من السِّحـرِ!
رفـوف الطيرِ هائمةٌ..تجوب شـواطئ البحرِ
تُسائلُ كلَّ من بصَرَت..تحاول فهـم ما يجري
فيأسرها حنين اللحنِ..ترشُـفُ بوحَهُ العُذري
إلى أن شفَّهـا صَوَرٌ..فحطّت دون أن تدري
ألا يا نـافخ المزمارِ أكمــل عزفك الخمري
هو الجرح الذي لــولاهُ كنا قطعةَ الصـخرِ
هو التِّرياقُ إذ ما صُـبَّ في أوجاعنا يبــري
فهــل تمضي وتتـركُ دفّةَ الآمـال للقَـفرِ
وهـل يرضيك أن تُـؤتى..وأنت هنا على ثغرِ؟
فمـن للدوحِ يعمُـرُهُ..إذا ما هاجر القُمـرِي
ومـن لسفينة الأحـلام كـي ترسـو على برِّ
ومن للحـقّ يكشِفُ كلّ ما قيد حيكَ في الستر
ومن لـلأرض يشحنُ نبضَ ثورتها إلى النـصرِ
إذا ما كنتَ أنت لهـا بقلبك سـاعةَ الصِّـفرِ
إذا مـا كنتَ في الأنـواءِ أنت منارة الفِــكرِ
ألا يا نافخ المزمــارِ إن أُضنيتَ في أمــرِ
وضاقت فيك ذي الدنيا وضجّ الهَـمُّ بالصـدر
وخِـلتَ العمرَ لا يلوي على شيء سوى الهجرِ
تمـهَّل، بعـد هذا العُـسر يـأتي الله باليُـسرِ
ويرسـل مُزنَ رحمتهِ..تسِـحّ بأعـذبِ القطرِ
فثَـمَّ الله إن ناديتَ في السّـراءِ والضُّـــرِّ
ومـن حوليك أفئـدةٌ كقلبكَ في صفا البـدرِ
تحـبُّ لحونَـك المزجـاة بالإيمانِ والعِــطرِ
تمــدُّ إليك كي ترضى.. أخـوّتها بلا كِـبرِ
فهل تمضي، وليس لديك بعد الآن من عــذرِ؟
فكان أن لبى الرجاء وعاد يومها بهذه المقطوعة المرحة
سلامٌ عاطرٌ يسري
مع النسمات في الفجر
لمن عزفَتْ على وتر الكلام الحلو والمرِّ
فمالت نحوها الأغصانُ :
تحسبها من الطير
ورحبت الورود بها وقالت :
بيننا مُرِّي
وقلتُ أنا : أغيبُ إذن
بعذرٍٍ أو بلا عذرِ !
وأرجعُ بعد أيامٍ
لأقرأ أجملَ الشعرِ
وداعا لكلامك الحلو أيها الطيب.. نفتقدك كثيرا حد الفجيعة
رحمك الله رحمة تسع الأفلاك وما بعدها