المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هواجس نسائية(قصص قصيرة جدا)



ماجدولين الرفاعي
16/10/2006, 07:41 PM
-تجارة
غضبتْ منهُ كثيراً لتأخُّرَهُ عن موعدِها
اقسمَ لها انهُ تأخَّرَ في العملِ لكنها كالعادة لم تصدِّقه
بعدَ نصفِ ساعة اتصلَ مديرُهُ يسألُ عن سببِ تغيبِهِ
اقسمَ لها انهُ لم يكن مع امرأةٍ غيرَها ففضحه احمر الشفاه
ثارت ثائرَتُهُ حينَ أعلمتهُ أنها راحلة
اقسمَ لها أنه سيستقيمَ وانهُ لن يكذبَ بعدَ اليوم
هدَأَت قليلاً واقتَرَحَت عليهِ استثمارَ كذِبِهِ في شيءٍ مفيد
قالت له: حبيبي أرجوك كلما كذبتَ كذبةً ازرع في حديقةِ منزلِنِا شجَرة َزيتون
فاكتشفت في اليوم التالي ان نهرا من الزيت بدا يجري من تحت بيتها.
2-صورة
كل مساء حينَ تفتقدُ نبضَهُ ووُجودَهُ
وعندما يهُزُها الشَوقُ إليهِ ولا تجدهُ
كانت تبحثُ في خِزانتها عن صورتهِ
تتأمَّلُها تناجِيها تشكو لها هُمومَها وأحزانَها
وأحياناً تبكي أمامها
قُبُلاتُها كانت تحرقُ الصورةَ وتبلِلُها بالدموع
بعدَ ألفِ سنةٍ وهمية حينَ عادَ اليها
لم تتعرف عليه
امسكت الصورة نظرت اليهما
ثم رمتهما بعيدا.

خدَعَني ظِلُّكَ

رجلٌ بظلِّ طويلِ جلسَ قربَ قلبي فتطاولَ ظلُّهُ أكثر فأكثر حتى لامسَ الغيمَ

"باسمِ اللهِ" نطَقَتُ مبهورة بظله
باغَتَتنا شمسُ الظهيرةِ
هرب الظلُّ وبقيَ صاحِبُهُ قُربي بهامةٍ لاتَعلو عن الأرضِ

ومن يومها فقدت ثقتي بالظلال الشاهقة.

محمد نجيب العمامي
16/10/2006, 08:15 PM
1-تجارة
أقصوصة "تجارة" قطعة من حياة زادها الفنّ بهاء. فهي من جهة بنائها من السهل الممتنع يغريك بتقليده فتحاول ولكنّك إن لم تكن ملهما تعجز. لن أقف على علاقة المرأة بالرجل في هذا النص. فهذا الموضوع لا يستهويني بل صرت أمجّه لأنّه صيّرنا هزأة أمام كلّ شعوب العالم تقريبا بل سأشير إلى الروح المرحة التي ترفرف على كامل النصّ وإلى هذا الرجل الذي كلما حوصر تقهقر وأقرّ بذنبه. ولكنّه كان الفائز الوحيد في النهاية بما أنّ الراوي الكائن التخييلي تأثر به إلى درجة أن الزيتون أورق وأثمر وأزيت بين عشيّة وضحاها.
بعيدا عن المعايير الأخلاقيّة أتساءل متماشيا مع روح الأقصوصة المرحة "أيمكن أن نقول مستقبلا إنّ الكذب قيمة مسنهجنة؟؟؟)
2-صورة
فعلا فالحرمان والخيال يخلقان للأشخاص والأشياء صورة أجمل من الأصل. ولذلك فلا غرابة أن تكون النتيجة سلبيّة في اللحظة التي يعتقد فيها زوال الحرمان

صبيحة شبر
16/10/2006, 10:12 PM
المبدع القدير محمد نجيب العمامي قام بقراءة جميلة وممتعة لاقصوصة مكثفة من اقاصيص المبدعة ماجدولين الرفاعي
ابهجني العملان
تحية لابداعكما ايها العزيزان

محمد نجيب العمامي
17/10/2006, 01:57 AM
الأديبة صبيحة
أحيّيك وأشكرك على الكلمات الرّقيقة رغم أنّي لم أقم بغير الواجب نحو من يجتهد ويحترم فنّه وقرّاءه.
أبيات السياب مؤثّرة ودالّة. وهو ما يؤكّد أنّ التجربة والخبرة بالحياة يصنعان، إلى جانب الموهبة، طبعا أدبا راقيا يطمح إلى الخلود.
ودّي وتقديري
محمّد نجيب العمامي

ماجدولين الرفاعي
19/10/2006, 02:24 AM
1-تجارة
أقصوصة "تجارة" قطعة من حياة زادها الفنّ بهاء. فهي من جهة بنائها من السهل الممتنع يغريك بتقليده فتحاول ولكنّك إن لم تكن ملهما تعجز. لن أقف على علاقة المرأة بالرجل في هذا النص. فهذا الموضوع لا يستهويني بل صرت أمجّه لأنّه صيّرنا هزأة أمام كلّ شعوب العالم تقريبا بل سأشير إلى الروح المرحة التي ترفرف على كامل النصّ وإلى هذا الرجل الذي كلما حوصر تقهقر وأقرّ بذنبه. ولكنّه كان الفائز الوحيد في النهاية بما أنّ الراوي الكائن التخييلي تأثر به إلى درجة أن الزيتون أورق وأثمر وأزيت بين عشيّة وضحاها.
بعيدا عن المعايير الأخلاقيّة أتساءل متماشيا مع روح الأقصوصة المرحة "أيمكن أن نقول مستقبلا إنّ الكذب قيمة مسنهجنة؟؟؟)
2-صورة
فعلا فالحرمان والخيال يخلقان للأشخاص والأشياء صورة أجمل من الأصل. ولذلك فلا غرابة أن تكون النتيجة سلبيّة في اللحظة التي يعتقد فيها زوال الحرمان

الاستاذ الكبير محمد نجيب
مااسعدني بمرورك واهتمامك
والحقيقة ان الكذب لم يكن ولن يكون قيمة مستهجنة انما وظف هنا لتبيان حجم الكذب الذي يمارسه بعض الرجال
كل الود والف تحية لك ايها العزيز

ماجدولين الرفاعي
19/10/2006, 02:27 AM
المبدع القدير محمد نجيب العمامي قام بقراءة جميلة وممتعة لاقصوصة مكثفة من اقاصيص المبدعة ماجدولين الرفاعي
ابهجني العملان
تحية لابداعكما ايها العزيزان

العزيزة الرائعة صبيحة شبر
كم يسعدني مرورك كما تفعلين دوما في كل مكان اكون به
مااجمل وجودك ايتها المبدعة
مودتي لك

عبده
09/11/2006, 08:47 PM
تحية
قرأت نصك المعنون ب تجارة.أود أن أقول بأن الأدب هو فن،وبما أنه كدلك،فإن الكاتب يستخدم أساليب لإيصال فكرة تحمل مغزى،نصك جاء في الأخير يتدفق نهرا من الزيت بفعل الكدب الدي ليس هو المقصود ،إنما الإبتعاد عنه هو ما قصدت الكاتبة،وقد توفقت بإستعمالها جملا قصيرة ومعبرة في أقصر لحظة،بأسلوب يجدب القارىءعلى اختلاف مشاربه.
تحية للكاتبة

اشرف الخريبي
09/11/2006, 09:03 PM
لا شك ان قيمة الفن تبقى
قرأت هنا لوحات قصصية باهرة وممتعة وبقدر صعوبة موضوعها الا ان الكاتبة الموهوبة
استطاعت ان تكون هى الأبداع وليس العالم
وماقيل نقديا خطوة مهمة جدا فى متابعة النصوص
تحياتى للجميع
اشرف

حسام الدين نوالي
13/11/2006, 07:59 PM
بعد التحية..
بديهي تماما أن الإنتاجية الدلالية لأي نص تتنامى (أو العكس) بدلالة فعالية التأويل، والنصوص الثخينة تبني مرايا دلالية تتشكل عبرها طبقات المعنى، وتتراكم إلى ما لا نهاية، تبعا لخبرة النص أولا ولخبرة القارئ ثانيا… وفي حالة القصص القصيرة جدا –الجنس الجديد الذي يشبه زمننا ويشبهنا- فإن الموافقة بين الشرط الجمالي فيها وشرط المشابهة الحقيقية أكثر حساسية من أجناس سردية أخرى..
وهنا في نص "خدعني ظلك" يقدم السارد مادة حكائية في ومضات موزعة على خمس "لقطات" مفصولة، أو أن ما يربطها هو القفز (على الأقل نحويا)، والنص عموما مركب بشكل تماثلي على مستويين:
1: جملتان اسميتان + جملتان فعليتان
ثم خلاصة.
2: مقدمتان "ج1+ج2" + تحولان "ج4+ج5"
وبينهما عنصر محوِّل " ج3"
المقدمتان: وصف الرجل وظله + وصف حالة السارد
العنصر المحوِّل: شمس الظهيرة (وهي وقفة، وهي المقطع الوحيد داخل النص الذي لا يصف الإنسان)
التحولان: أ- تحول الظل وصاحبه
ب- تحول فكرة السارد اتجاه الظلال الشاهقة.

لنلاحظ أن النص ينبني على اشتغال ذاتي لآلياته وبالتالي يفسح الطريق أمام المقابلة (وهي إشارة أخرى للشكل التماثلي). هناك إضاءتان داخل النص: "جلس قرب قلبي" و " بقي قربي" .. الأولى تخييلية " رؤية القلب" والثانية واقعية " رؤية العين"، وبينهما تكمن مقولة النص وخطابه: (ما كان ظله أطول بعين القلب صار لا يعلو عن الأرض بعين الحقيقة.).

والجمل جميعها تشكل نسيجا سرديا يؤسس سياقا دلاليا غير شفيف، وبالتالي فمفاتيحه تكمن في معاودة القراءة لأنه بالتأكيد هناك مادة شعرية وهناك قص رمزي يريد عبر انعكاس الصورة في مرايا التأويل أن يخلق معبرا نحو العوالم الداخلية للشخصيات وللنص معا.
السارد يسكت عن وصف هامة الرجل حين "تطاول" ظله، والإفتراض أنها لا تعلو عن الأرض في الحالتين معا، لكن الظل الطويل كان باتجاه الغيم ليس مثل شجر الصفصاف لكن مثل بناياتنا الحديثة، " وربما مثل برج التجارة العالمي"
والسارد يقف في وسط النص ويقول: "باغتتنا شمس الظهيرة".. والمباغتة برزخ بين منطقتين، ونحن نتأكد (إذا كانت الشمس فاعلة) أن المنطقتين ظلمة ونور أو ظل وضوء، المباغتة تفاحة نيوتن التي كان اتجاه سقوطها كاتجاه ضوء الشمس، المباغتة اكتشاف.. وفي النص المباغتة "استنارة".. وفي النص المباغتة من شمس الظهيرة هي فصل النظر بالقلب (جلس قرب قلبي) والنظر بالعين (بقي قربي)، وبين الرجل بالظل "قرب القلب" وبين الرجل بلا ظل " قرب السارد" مسافة محطتين: (بسم الله + شمس الظهيرة). الشمس استنارة والله قائدها. والنفري يقول في "المواقف والمخاطبات": (كذلك يقول الرب أطلعي أيتها الشمس المضيئة فقد سلخت الليل وانبسطي على كل شيء ينبت الزرع وتأتى كل شجرة أكلها بإذن ربها).. والأكل في النص تحول الثقة لدى السارد في الظلال الشاهقة. ويقول: (وكيف تنظر إلى كل شيء كان منظوراً لعينك أو كان منظوراً لقلبك وذاك أن تنظر إليه بادياً مني وهو أن تنظر إلى حقائق معارفه).
فأي الرائيين أقرب لرؤية "حقائق المعارف" القلب أم العين؟

دمت مبدعة.

ماجدولين الرفاعي
17/12/2006, 11:10 AM
تحية
قرأت نصك المعنون ب تجارة.أود أن أقول بأن الأدب هو فن،وبما أنه كدلك،فإن الكاتب يستخدم أساليب لإيصال فكرة تحمل مغزى،نصك جاء في الأخير يتدفق نهرا من الزيت بفعل الكدب الدي ليس هو المقصود ،إنما الإبتعاد عنه هو ما قصدت الكاتبة،وقد توفقت بإستعمالها جملا قصيرة ومعبرة في أقصر لحظة،بأسلوب يجدب القارىءعلى اختلاف مشاربه.
تحية للكاتبة

الاخ الكريم عبده

اشكر رأيك الكريم بالقصص القصيرة جدا واعتز به
مودتي

ماجدولين الرفاعي
17/12/2006, 11:14 AM
لا شك ان قيمة الفن تبقى
قرأت هنا لوحات قصصية باهرة وممتعة وبقدر صعوبة موضوعها الا ان الكاتبة الموهوبة
استطاعت ان تكون هى الأبداع وليس العالم
وماقيل نقديا خطوة مهمة جدا فى متابعة النصوص
تحياتى للجميع
اشرف

الزميل العزيز اشرف الخريبي
اسعدني جدا مرورك بقصصي لازلت احاول ترك بعض الاثر على جدران القصة القصيرة جدا ولازال الطريق طويل
مودتي

ماجدولين الرفاعي
17/12/2006, 11:21 AM
بعد التحية..
بديهي تماما أن الإنتاجية الدلالية لأي نص تتنامى (أو العكس) بدلالة فعالية التأويل، والنصوص الثخينة تبني مرايا دلالية تتشكل عبرها طبقات المعنى، وتتراكم إلى ما لا نهاية، تبعا لخبرة النص أولا ولخبرة القارئ ثانيا… وفي حالة القصص القصيرة جدا –الجنس الجديد الذي يشبه زمننا ويشبهنا- فإن الموافقة بين الشرط الجمالي فيها وشرط المشابهة الحقيقية أكثر حساسية من أجناس سردية أخرى..
وهنا في نص "خدعني ظلك" يقدم السارد مادة حكائية في ومضات موزعة على خمس "لقطات" مفصولة، أو أن ما يربطها هو القفز (على الأقل نحويا)، والنص عموما مركب بشكل تماثلي على مستويين:
1: جملتان اسميتان + جملتان فعليتان
ثم خلاصة.
2: مقدمتان "ج1+ج2" + تحولان "ج4+ج5"
وبينهما عنصر محوِّل " ج3"
المقدمتان: وصف الرجل وظله + وصف حالة السارد
العنصر المحوِّل: شمس الظهيرة (وهي وقفة، وهي المقطع الوحيد داخل النص الذي لا يصف الإنسان)
التحولان: أ- تحول الظل وصاحبه
ب- تحول فكرة السارد اتجاه الظلال الشاهقة.

لنلاحظ أن النص ينبني على اشتغال ذاتي لآلياته وبالتالي يفسح الطريق أمام المقابلة (وهي إشارة أخرى للشكل التماثلي). هناك إضاءتان داخل النص: "جلس قرب قلبي" و " بقي قربي" .. الأولى تخييلية " رؤية القلب" والثانية واقعية " رؤية العين"، وبينهما تكمن مقولة النص وخطابه: (ما كان ظله أطول بعين القلب صار لا يعلو عن الأرض بعين الحقيقة.).

والجمل جميعها تشكل نسيجا سرديا يؤسس سياقا دلاليا غير شفيف، وبالتالي فمفاتيحه تكمن في معاودة القراءة لأنه بالتأكيد هناك مادة شعرية وهناك قص رمزي يريد عبر انعكاس الصورة في مرايا التأويل أن يخلق معبرا نحو العوالم الداخلية للشخصيات وللنص معا.
السارد يسكت عن وصف هامة الرجل حين "تطاول" ظله، والإفتراض أنها لا تعلو عن الأرض في الحالتين معا، لكن الظل الطويل كان باتجاه الغيم ليس مثل شجر الصفصاف لكن مثل بناياتنا الحديثة، " وربما مثل برج التجارة العالمي"
والسارد يقف في وسط النص ويقول: "باغتتنا شمس الظهيرة".. والمباغتة برزخ بين منطقتين، ونحن نتأكد (إذا كانت الشمس فاعلة) أن المنطقتين ظلمة ونور أو ظل وضوء، المباغتة تفاحة نيوتن التي كان اتجاه سقوطها كاتجاه ضوء الشمس، المباغتة اكتشاف.. وفي النص المباغتة "استنارة".. وفي النص المباغتة من شمس الظهيرة هي فصل النظر بالقلب (جلس قرب قلبي) والنظر بالعين (بقي قربي)، وبين الرجل بالظل "قرب القلب" وبين الرجل بلا ظل " قرب السارد" مسافة محطتين: (بسم الله + شمس الظهيرة). الشمس استنارة والله قائدها. والنفري يقول في "المواقف والمخاطبات": (كذلك يقول الرب أطلعي أيتها الشمس المضيئة فقد سلخت الليل وانبسطي على كل شيء ينبت الزرع وتأتى كل شجرة أكلها بإذن ربها).. والأكل في النص تحول الثقة لدى السارد في الظلال الشاهقة. ويقول: (وكيف تنظر إلى كل شيء كان منظوراً لعينك أو كان منظوراً لقلبك وذاك أن تنظر إليه بادياً مني وهو أن تنظر إلى حقائق معارفه).
فأي الرائيين أقرب لرؤية "حقائق المعارف" القلب أم العين؟

دمت مبدعة.

نقد جميل حد الابهار ويدل على قراءة معمقة للنصوص
افتخر بكلماتك واعتز بهذه الشهادة ممايدفعني نحو المتابعة اكثر
اشكر الاستاذ العزيز حسام الدين نوالي

ابراهيم اسعد
22/12/2007, 02:08 AM
صور اجتماعية ورومانسية متدفقة
ترسمها ماجدولين بحرفية وإتقان.

سلام نوري
27/05/2008, 03:17 PM
مقاصير سردية رائعة اعتمدت الصورة المكثقة تحت غطاء سردي مختزل فأنتجت هذه النصوص الابداعية
شكرا