المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ملف خاص عن الشاعر الفلسطيني الراحل خميس لطفي



السعيد ابراهيم الفقي
19/09/2010, 04:33 PM
1- رابطة الكُتّاب تنعى الشاعر الفلسطيني خميس لطفي
المصدر
المركز الفلسطيني للإعلام
غزة – رابطة الكتاب والأدباء الفلسطينيين

http://www.wata.cc/up/uploads2/images/w-e571cb09d6.jpg

نعت رابطة الكُتّاب والأدباء الفلسطينيين الشاعر الفلسطيني الكبير خميس لطفي والذي وافته المنية إثر نوبة قلبية ألمت به أمس أثناء وجوده في العاصمة الأردنية عمان .

وقالت الرابطة في بيان لها اليوم "إن الحركة الثقافية والشعرية الفلسطينية فقدت شاعراً مرموقا صاحب قلم مبدع ومميز، لطالما خط به الكثير من القصائد والدواوين الجميلة والتي رسم من خلالها معاناة شعبه وجسد صموده ومقاومته وصلابته ".

وتابع البيان " عزائنا أن أعمال الفقيد لازالت بيننا تشعل جذوة المقاومة والصمود, كما أشعلتها إبان الانتفاضة الفلسطينية الأولى، والتي ازدهرت خلالها قصائد ودواوين الشاعر، حيث شكلت دافعاً للمقاومين ورماة الحجارة ".

الشاعر الفلسطيني خميس لطفي، اسم إبداعي فلسطيني لمع متأخراً، بالقياس إلى عمره الإبداعي، وذلك بفضل موهبة فذّة وشعر سهل وسلس لكنه ممتنع، غير أنها بقيت طيَّ الدفاتر والأوراق والحدود، حيث ولد الشاعر خميس في النصيرات وسط قطاع غزة من أسرة مهاجرة من فلسطين المحتلة عام 1948 ،و قضى طفولته الأولى في دير البلح ثم نزح منها عام 1968 إلى الأردن .

أكمل تعليمه الجامعي في أوروبا وحصل على بكالوريوس الهندسة الإلكترونية، وعمل مهندسا للاتصالات في المملكة العربية السعودية .

بدأ كتابة الشعر في مراحله الدراسية الأولى وله قصائد كثيرة منها : المهاجر، زمان الكفاح، النسر يأكل قلبي ، الآخرون، ولديه ثلاث مجموعات شعرية هي: «وطني معي» و«عد غداً أيها الملاك» و«فوق خط التماس ».

واشتهر للشاعر قسّمه الشعري لفلسطين والذي يقول فيه :
أَنا الْمَدْعُوُّ : غزِّيٌّ أصيلٌ ، وابنُ غزيِّةْ

وَعُنْوانِي: خطوطُ النارِ ، في حيِّ " الشُّجاعيَّةْ "

وَأَعْمَلُ: في سبيل الله، أعمالاً فدائيةْ

أُدَوِّنُ عَنْ: هوى وطني قصائدَ لا نهائيَّة

وأُقْسِمُ أنْ: سأبقيها على شفتيَّ أغنيَّةْ

وَأَنْ أَبْقَى: على عهدي، ورأسي، غير محنيَّة

وَأَنْ أَحْيَا: لكي تبقى بلادُ العرْب محميَّة

وَلي حُلُمٌ: له أسعى، حثيثاً، صادق النيَّة

وَفِي نَفْسِي : إلى الأقصى حنينٌ ساكنٌ فيَّ

إِلَى أَجَلٍ: فها هي ذي قوى شعبي الطليعيَّة

تبشرنا بنصر الله ضد قوى الصليبية

وَلَنْ أَخْشَى : أنا إلاَّ من الذات الإلهيَّة

فَإِنْ أَقْضِ: صريعَ الحقِّ ، والأوطانُ مسبيَّة

فَلا أَسَفٌ عَلى عَيْشٍ بِلا حُلُمٍ، وَحُرِّيَهْ

السعيد ابراهيم الفقي
19/09/2010, 04:35 PM
2- وداعيات للشاعر الراحل
د. أسامة الأشقر



خميس لطفي شاعر المقاومة الذي ترجّل – الدكتور أسامة الأشقر

لم يكن الأمر سهلاً أن تعرف أن هذا الرجل الذي كان يحب الاحتفاء بالتخفّي ليتطاول في مقالة الشعر وترتفع سقوفه قد اختفى حقاً وغاب عن الأبصار.

كثيرون يحسبون أنني كنتُ ألتقي بالشاعر خميس لطفي وأتحاور معه فيما كان يتمنّع في ظهوره على الآخرين، والحقيقة أنني لم أره يوماً رغم أننا تواعدنا مراراً ولكننا اختلفنا في الميعاد فلم يتيسر اللقاء، لكنه كان يطيل الحديث في اتصالاته الهاتفية بصوته الشاحب الذي تحسبه بتوكؤاته على عصا أوتاره الصوتية رجلاً ثمانينياً وهو الخمسيني الفتيّ.

كانت المناورات الأولى معه عندما استلفت ناظريّ إليه لغته الشعرية التي كان يكتب بها في المنتديات الفلسطينية ولاسيما شبكة فلسطين للحوار، فيومها بعثت له رسالة عبر أحد الأصدقاء أقول له : أأنت أحمد مطر أم أنت أشعر منه !؟

يومها بدأت العلاقة وعرفتُ أنه مهندس اتصالات يعمل في السعودية، وعرف أنني في أواخر الثلاثينيات وقد كان يحسبني ستينياً، وتطورت العلاقة فكان يرسل لي قصائده أنظر فيها وأصنع له رأيي في إيقاعه وفي اختياراته وألفاظه فكان يحترم نقدي له ويغيّر ما بدا له أنه الصواب، وتطوّر الأمر كثيراً حتى اقترحتُ عليه أن ينشر ديوانه الأول فتمنّع جداً، وأصررتُ عليه كثيراً حتى استغرق الأمر مني أشهراً طويلة لأنه لا يريد الكشف عن شخصيته، فاتفقتُ معه حينها أن نصدر ديوانه باسم "خميس " الاسم الأول له وطبعُ له ديوانه الأول " وطني معي" على حسابه وتوليتُ حينها توزيعه على أدباء ومراكز وجامعات بالإهداء، وكان هذا الديوان يحمل عنواناً آخر يصرف القارئ عن فلسطين فاقترحتُ عليه أن يسميه باسم إحدى قصائده الفريدة فقبل ذلك وكان الديوان الأول.

لم يمض عام حتى صدر له كتابه ديوانه الثاني عن مؤسسة فلسطين للثقافة التي أتشرف بإدارتها وكان يحمل عنوان "عد غداً أيها الملاك" وكان حينها متأثراً بالشهيدة زينب أبو سالم التي شاهد لها صورة وقد انفصل رأسها عن جسدها وظل الرأس محتفظاً بحجابها الجليل.

وبعد انقطاع دام سنتين ألححتُ عليه أن يستمر في إنتاجه وأن ينشر المزيد فوافق على نشر ديوانه الثالث " فوق خط التماس" وصدر ضمن إصدارات الحملة الأهلية لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية 2009 وكان أول إصدار فيها، وكنتُ أكتب في صدر كل ديوان جملة من آرائي النقدية في تجربة كل ديوان ، وكم كنتُ أتمنى أن يكشف الشاعر عن نفسه ويشارك في الملتقيات والأمسيات الشعرية إلا أنه لم يوافق يوماً على هذا الظهور العلني المباشر إلا أنه اقتنع بجدوى الحضور فأطلق موقعه الشخصي وبدأ يجري مقابلات صحفية حرّضه عليها الأخ الشاعر ياسر علي رئيس تحرير مجلة العودة وقبلها في مجلة فلسطين المسلمة .

إننا فقدنا شاعراً لطالما استوقفنا بأسلوبه اللذيذ وكلماته الذكيّة وإيقاعه القويّ ، وأحسب أنه لم ينل حظه من الذيوع والانتشار والنقد لكنني متأكد أن هذا الرجل سينال ذلك الحظ يوماً وسيعرفون قدره، وسيقدّرون أنهم غفلوا عن شاعر فنان ظل يؤمن بقضيته حتى آخر نفس.



خميس رحمك الله أيها الحبيب الغالي - عبد الوهاب القطب:


سأبكي على الاطلالِ أطـلالِ صاحـبٍ *** أتى وَمَضى كالطيفِ في عالمي المُضْني



بَنـى فـي فـؤادي هيكـلا وَأضـاءَه *** بشمعِ الوَفا والحـبِّ وَالسِّحـرِ والفـن



وَضَوَّعَ فـي أرْكانِـهِ طِيـبَ عِطْـرِهِ *** فَرفرفَ منْ رُكنٍ بقلبـي إلـى رُكْـنِ



كذلـكَ حَظِّـي فـي الحـيـاة فـإنـهُ *** إذا زَارَني فَرْحٌ تصَـدّى لـهُ حُزْنـي



وَإنّي حَزينُ القلـبِ فـي عِـزِّ فَرْحِـهِ *** لِصِـدْقِ يَقينـي إنَّـهُ رَاحِـلٌ عَـنّـي



ومَا الفرْحُ إلا غفوَةُ الحُزْنِ في الـوَرَى *** فَلا غفَـتِ الاحْـزانُ إلا عَلـى دَفنِـي



أنضحك يا قلبي ونحـنُ إلـى الثـرى *** وَتأكُلُنا الدِّيـدانُ مِـنْ سَاعَـةِ الدَّفْـنِ



وَفي الأمْسِ كُنا فـي حَداثـةِ عُمْرِنـا *** نُغَرِّدُ مِنْ غُصْنٍ بنَشوى إلـى غُصْـنِ



وَنْقْطُـرُ أحْلامـاً وَحُـبَّـا وَغِبْـطـةً *** لِنَجْني من الدنيا مِنَ الهـمِّ مَـا نَجْنـي



أنـا يَائِـسٌ مِـنْ عَالَمِـي مُتَطـيّـرٌ *** فَأطْباعُـهُ مَـا خيَّبَـتْ أبـدا ظَـنِّـي


ليس عاديا تماما - إياد عاطف حياتلة:

بل كانَ موتكَ يا صديقيَ غيرَ عادي
حتّى ولمْ نسمع بهِ إلاّ بُعيدَ هُنيهةٍ طالتْ
وفاتَ الوقتُ عن دفنِ الجنازةِ والتعازي
وانقضى زمنُ التفجّعِ والحِدادِ
مرّتْ علينا لحظةٌ، دهراً نُفتّشُ في المواقعِ والنوادي
عَمّن يؤكّدُ ما جرى، أو ينكر الخبرَ الذي أدمى فؤادي
عن صاحبٍ قد كانَ قربكَ في أخيرِ النزعِ
شدَّ على يديكَ مُطمئناً:
اْصبرْ خميسُ ولا تخفْ، واْنطق بها
أغمضْ عيونكَ واْسترِحْ مِن عالمٍ قاسٍ وَسادي
واْفرحْ أميرَ الشعرِ
واْلقَ اليومَ ربَّ الكونِ مبتهجاً
فأنت لِصحبة العدنانِ غادي
...
صمتٌ، ولا أحدٌ يجيبٌ هواتفاً ظلّتْ ترنُّ على البعادِ
أيكونُ هذا الوضعُ عاديّاً صديقي؟
..
ليسَ عادياً تماماً
ليسَ عادي
ليسَ عادي.

السعيد ابراهيم الفقي
19/09/2010, 04:37 PM
3- نماذج من شعره
[ 17/09/2010 - 03:55 م ]



1 مقتطفات من ديوانه "فوق خط التماس":


ملك الكمان

ما زال طيفكِ في المكانْ

يُلقي عليَّ بظلِّهِ ، وأنا أعود مجدداً ،

قلبي على قلبي ، وما في داخلي ،

يبدو جلياً للعيانْ

ما زال طيفكِ في المكانِ يقول لي :

" لا تقتربْ ، ما زلتَ تذكُرني وتهواني ،

ولو سمح الزمانْ

لرجعتَ لي ، ظناً بأن الوقت غيَّرني

وفجَّر فيَّ ينبوع الحنانْ !


لا ، لم يئنْ بعد الأوانْ !


جفت ينابيعُ الهوى ،

يا عازفَ الألحانِ ، فاتركني أعيشُ ،

ولا تحاولْ أن تعيد عقارب الساعاتِ ،

فالماضي انتهى

كنا وكانْ " ... !

وأنا أغمغم غير مكترثٍ

بما يهذي به الطيف الجبان ْ

مالي أنا والحبِّ ؟ !

لي حريتي !

أغلى من الدنيا ،

وما فيها من الغيد الحسانْ

مالي أنا والحبِّ ؟ !

لي سيفي المذهَّبُ والمرصَّعُ بالجمانْ !

مالي أنا والحبِّ ؟ !

لي ملكُ القوافي ، والبحورُ،

ولي الحضورُ ،

ولي البساط المخمليُّ ،

وهذه الأدواتُ لي

والعرشُ لي

والتاجُ لي ، والصولجانْ ؟ !


مالي أنا والحبِّ يلدغني ؟!

ولدغتهُ ، بها لا يستهانْ !

فلتغربي يا شمسَ حبي ،

واخمدي يا نارَ قلبي


ولتظللني بليلكَ ، يا دخانْ !

فأنا هنا ، مهما جرى ، مَلِكُ الكمانْ !

أنَّى مشيتُ ، يُشار نحوي بالبنانْ

لا شيء ينقصني !

سوى أن أعتلي

تلك المنصلة ثم أبدأ واثقاً عزفي

وبين أصابعي والقوسِ والأوتارِِ ،

دنيا من حنانْ ..

مُتْ يا هوى ، مُتْ يا هوى !


- صعد المغني وسْط تصفيق الحضورِ ،


وحاول الإمساكَ بالأدواتِ ، فارتعشتْ


وخانته اليدانْ !


وهوى عن الكرسيِّ ، مغشياً عليهِ ، فضج من في المهرجانْ


" ماذا جرى ؟

ماذا عساهُ حلَّ بالملك المغني ؟

لِمْ تهاوى في ثوانْ ؟ "

" ولمن يغني " ؟

- قال طيفٌ عابرٌ ومضى

وفي عينيهِ ،

تلمعُ دمعتانْ ! -



دولتان لنا

الحديثُ الذي دار ما بيننا في الصباحْ

عاد بي للوراءِ ثلاثينَ عاماً وأكثرَ ،
كنتُ أنا حينها يافعاً ، ومهيضَ الجناحْ

تأكل الطيرُ زوَّادتي ،والمنافي تُعلِّمُني
كيف أصبرُ رغم الجراحْ

" مَن أنا مَن أنا ؟ ولماذا فلسطينُ ؟ " ،
كنتُ أقولُ ،
وأكتبُ بالدمع شِعري ، وألثمُ خدَّ الرياحْ :

" إحمِليهِ لأمي ،
وقولي لها إنني ما تغيَّرتُ ،
ما زلتُ أحيا على حسها العبقريِّ ،
وذكرى الليالي المِلاحْ "..

يومها كانت الأرضُ أكبرَ ،
كانت فلسطينُ تعني : فلسطينَ ،
والبحرُ أقربُ مما هو اليومَ منا ،
وميثاقُنا لم يكنْ قد تبدَّل بعدُ ،
وأسقطَ منه المفاوضُ بندَ الكفاحْ !

السلامُ عليهِ ،
يفاوض باسمي وباسمكَ ، أعزلَ في كل ساحْ

السلامَ على إخوةٍ ، كنتُ أحسبهم هكذا ، في السلاحْ !

السلامُ على القدسِ واللاجئينَ ،
وكل الرموز القديمة و "الثورجيينَ" ممن أضافوا
إلى معجم الثورة العبثية ، ألفَ اصطلاحْ

السلامُ عليهم وهم ذاهبون لبيع فلسطينَ بيعَ السماحْ

السلامُ عليكَ وأنتَ تُغيِّرُ جلدَك ،
تصبحُ غيرَكَ ،
لا فرقَ بين عدوي وبينكَ ،

إلاَّ بكونك أقدرَ منه على الانبطاحْ

***

الشهيدُ ارتقى
للعُلا واستراحْ
وشذا عطرهِ
في السماوات فاحْ
وأنا قشةٌ
في مهب الرياحْ !

***

السلام على ما مضى من سنيني وراحْ !

والسلامُ على مَن لهم دولتانِ ،
ونحنُ لنا :
وطنٌ واحدٌ مستباحْ !



على من سنبكي غداً؟



على مَنْ سنبكي غداً ،

حينما ،

في الطريق المؤدي لقلبكِ ،

تسقط قنبلةٌ ،

لا تُخَلِّفُ قتلى وجرحى ؟!



على مَنْ سنبكي غداً ،

حين تخلو ،

شوارعُك المستحمَّةُُ بالدمِ ،

من عابريها

ولا تُسمعُ اللغةُُ العربيةُُ فيها

كمحكيَّةٍ أو كفصحى !



ومن سوف يجلسُ ،

بين الرصافة والجسرِ ،

مَن لعيون المها سيغني ،

مساءً ، وصبحا ..؟!



ومع أي وفدٍ من الميتينَ ،

سيجتمعُ الفرسُ والرومُ ؟

مَنْ سيوقِّعُ عنكِ ؟

ومَنْ مَعَ منْ ،

سوف يعقد " صُلحا " ؟!



وهل مِن رؤوسٍ، لديكِ ، لتُقْطعَ بعدُ ؟

وهل من زعيمٍ ، لديكِ ، ليُشنقَ بعدُ ؟

وفي أي أضحى ؟!



لمن سوف يعتذر السارقونَ ،

ومَن يرسلونَ إليكِ ،

مقابل نفطكِ ، قمحا ؟!



لمن سوف يعتذرُ المخطئونَ ،

ومَن رحبوا بقدوم الغزاةِ ،

وصاحوا :

هلمَّوا إلينا ! وأهلاً ،

ومرحى !



وممن سيطلبُ ، أهل العماماتِ ،

والمقتدونَ ، !

وأهل الدشاديشِ ، صفحا ؟!



***



على مَن سنبكي غداً ،

ومعالمُ وجهكِ ،

عن وجه هذي البسيطة تُمحى ؟!


2 مقتطفات من ديوانه "عد غداً أيها الملاك":

رائحة الوطن

هذي البنايةُ لم تكنْ ،

وهناكَ كنَّا نستحمُّ ،

ومحمصُ البنِّ البرازيليِّ بُدِّلَ بابُهُ ،

وهناك كِشْكُ الثلج ، كانَ ،

و كان بيَّاعُ اللبنْ



كم من مياهٍ قد جرت تحت الجسورِ ،

تغيرَتْ ، هذي المدينةُ ،

منذ آخر مرةٍ أنا زرتها ،

وأكادُ أجزمُ أن نصف السائحين أتوا ،

من الطرف المقابلِ ،

حيث يمكنني الوصول سباحةً ،

وأكادُ أنْ ..



ـ لا .. لا أصدق أنَّ تلك بلادُنا

ـ لِمَ لا ؟ ، أقولُ ،

ـ قريبةٌ جداً ،

يقولُ ابني يزنْ



أتذكَّرُ الدينارَ ديناراً ،

وكنا اثنينِ ،

نبحث عن سريرٍ واحدٍ ،

واليومَ ذا عن غرفتينِ ،

كبرتَ ، يبدو ،

يا خميسُ ، بسرعةٍ ،

وبسرعةٍ ، مر الزمنْ



أتذكر المرجانَ ،

والقاعَ الزجاجيَّ الجميلَ ،

هنا بقايا القاربِ التركيِّ أذكرها ،

وأذكر ذلك القصرَ المنيف ،

وكلَّ شيءٍ جيداً ،

وكأنني بالأمس كنت ِ هنا ،

لماذا جئتَ ؟

" تسألني ابنتي "،

فأجيبُها :

لأشمَّ رائحةَ الوطنْ



عد غداً أيها الملاك

أسْعَدَ اللهُ لي مساكْ





يا ملاكي ، وجَمَّلَهْ





ساقك الشِعرُ أم رماكْ





يا ترى الشوقُ لِي وَلَهْ ؟





مُنذُ أنْ غبتَ ، عن هواكْ





لَمْ أَحِدْ قيد أُنْمُلَة





فحروفي بها رؤاكْ





لم تزل بعد ماثلة





والفضا ضاع في صداك





وقوافيكَ مذهلة





قمرٌ أنت في سماكْ





وليَ اللهُ أرسلَه





جئتني اليومَ من هناك





وعلى غير شاكلة





باكياً هزَّني بكاك





والدِّما منك سائلة





بيدي أمسَكَتْ يداك





وبعينيك أسئلة





وأنا كنتُ قبل ذاكْ





بي حنينٌ ، وبي ولَهْ





جالساً ، دونما حراكْ





مُتعبَ الخطو مُثقَلَهْ





تائهاً ، أشتهي لقاكْ





مُبحراً ، دون بوصلةْ





لم يعد لي أنا سواكْ





من سلاحٍ ، لأحمله





ماالذي يا ترى دهاك ؟





صمتك اليوم مشكلةْ





لم يعد يحتوي مداك





صرخاتي المجلجلة





عبثاً أقتفي خطاكْ





دون أدني محصِّلة





عُدْ غداً أيها الملاكْ





بالأغاني المقاتلةْ





ولتكنْ حينما أراك





مثلما كنتَ : قنبلة !





الموت العادي



الشمسُ مشرقةٌ ،



وموجُ البحر هادي



والريحُ تعبثُ ، بالنباتِ وبالجمادِ

والأرضُ بلَّلها الندى



والروضُ ينثرُ عطرَهُ ،



والطيرُ فوق الغصنِ شادِ




يومٌ جميلٌ ،

مثلَ أمسِ ، وقبلَ أمسِ ،

ولا جديدَ هناكَ ،

تحت الشمسِ ، بادِ



لم يختلف شيءٌ ، ولا سقطتْ



من النجْماتِ واحدةٌ ،

وحطَّت في الوهادِ

كلاَّ ، ولا جبلٌ تصدَّعَ ،

بعد موتكَ ، أو

تشققت الصخورُ ببطن واد



والغيمُ أبيضُ ، لا يزالُ ،

وما تبدَّلَ لونُهُ ،

حزناً عليكَ ، إلى رمادي


والناسُ ،

هذا في اتجاهٍ ، رائحٌ



وبعكس ذلك الاتِّجاهِ ،

هناك غادِ



والقاطراتُ تسيرُ ،



والباصاتُ ،



والعرباتُ تمضي ،

للحواضر والبوادي

والسوقُ مكتظٌ ، كعادتهِ ،

وبيَّاعُ الفواكهِ ،



" زاكي يا حموي " ، ينادي



لم تنتهِ الدنيا ، بموتكَ ، لا ،

ولم ترقدْ ، ولا هبَّتْ ،

لأجلكَ ، من رقادِ



لم تُنْكَسِ الأعلامُ في بلدٍ ،

ولا اتَّشحتْ ،

عناوينُ الصحائفِ بالسوادِ



لم يُذْكَرِ اسمُكَ ،

في الفضائياتِ ، يا هذا ،

ولم يُعْلَنْ ، هنالكَ ، عن حدادِ

لم يفقدِ الدينارُ ، حين ذهبتَ ،

قيمتَهُ ،

ولا اهتزُّ المؤشرُ الاقتصادي


تمضي الحياةُ ،

كأنَّ شيئاً لم يكنْ ،

والناسُ ما نقصوا ،

ودوماً ، في ازديادِ


تمضي الحياةُ ،

كما لو انَّ جرادةً

ماتتْ ، ولم يحفلْ بها ،

سربُ الجرادِ

لا ، لستَ أولَّ من يموتُ ،

ولستَ آخرَ من يموتُ ،

وموتُ ، مثلك أنت ، عادي

ماذا يهمك ، بعد موتك ،


نصرُنا ؟

وقضاءُ جيش المسلمينَ ،


على الأعادي ؟

ماذا يَهمُّك ما الذي سيحلَّ بالدنيا ،

وبالأحياءِ ،

من سينٍ و صادِ ؟

وهناك أخرى ، في انتظاركَ ،

يومَ تُعرضُ ، دون خافيةٍ ،

على ربِّ العبادِ ؟





النصر لي



ما كنتُ قطرةَ سائلٍ



و تبخَّرَتْ من مَرْجَلِ



ما كنتُ طائرةً ولا



طيراً ، لأسقط من علِ



أو لعبةً تلهو بها



يدُ عابثٍ متطفِّل



أو حلْقةً قد تنتهي



بنهايةٍ لمسلسل



كلاَّ ، و لم أكُ هَشَّةً



ليتمَّ كسرُ مفاصلي



هذي يدايَ ، و قبضتايَ ،



وساعدايَ ، و أرجلي



هذا أنا ،



قلبي يدقّ ، بقوةٍ ، في داخلي



لا ، لم أمُتْ ، أنا حيةٌ



رغم الحصار القاتل



عملاقةٌ ،



رغم الجدارِ العنصريِّ الفاصل



و سأستمرُّ ، إذا أردتُ ،



لألفِ عامٍ مقبِلِ



أأموتُ كيفَ ؟! و هذه



سفني ، قبالةَ ساحلي



تجري الرياحُ ، بما اشتهت



و بالاتِّجاه الأمثل



و أنا هنا ملاَّحةٌ



و من الطراز الأول



لا يدَّعي موتي سوى



متجاهلٍ أو جاهل



أنا إنْ وقفتُ ،



فوِقفة المتدبِّر المتأمّل



المستعين بربِّه ، المستنصر المتوكّل



الكيِّس الفَطِنِ اللبيبِ ، الواثق المستبسلِ



أأموتُ و الشهداءُ راياتي



و نور مشاعلي ؟



أأموتُ و الأرواحُ تسكنني

و تحيا داخلي ؟



أأموتُ و الشعب الفلسـطينيُّ



يهتفُ : واصلي ؟



و يقولُ لي :



"البيت بيتكِ ، يا حبيبةُ ، فادخلي



رُدِّي على من شتّتوا



شمْلي ، و هدَّوا منزلي



و استأسدوا في ظلّ صمتٍ



عالميٍّ مخجِل



رُدِّي بردٍّ صاعقٍ



و مدمِّرٍ و مزلزل



قولي لهم : إنا سنبقى



والبقا للأفضل





أأموتُ كيفَ ؟



و ذلكم شعبي ، بحبّي ممتلي





اليوم أدخل عامِيَ التالي



بكلّ تفاؤل



و أنا أشدّ ضراوة



و دراية بمشاكلي



اليوم أعرف من أكونُ



و غايتي و وسائلي



اليوم أرسل للصديق



و للعدو رسائلي



و أقول في ذكرى انطلاقتيَ ،



المجيدةِ ما يلي :



يا من تحوَّل جُلُّكم



من ثائرٍ لمقاول



اليوم أعرفكم و أعرفُ



من يعيش بمقتلي



و من الذي يسعى لكي



يقضي على مستقبلي



و يقول : "إرهابيةً"



عني ، ليثقل كاهلي



و من الذي باع الحقوق



بدون أيّ مقابل



و مضى بنا



من بعد كلّ تنازلٍ ، لتنازل



و من الذي قتل الخميسَ



من الذي اغتال العلي



و من الذي اختزل القضيةَ



في بساطٍ مخملي



و اختال ، كالطاووس



وسط مُزَمِّرٍ و مُطبِّل



لا فرقَ بين متاجر



بقضية ، و مُغفَّل



لم تَصنعِ القُبُلاتُ يوماً



دولةً لمُقَبِّلِ



فمتى سينقشعُ الضبابُ ،



عن العيون و ينجلي ؟



أم أنَّ مِمَّن رَدَّهم



رَبِّي ، لعمرٍ أرذلِ



يحيونَ ، لكنَّ العقولَ ،



ترلَّلي ، و ترلَّلي ..



ما كنتُ قطرة سائل



و تبخَّرَتْ من مرجل



أنا فكرة و تغلغلت



في نفس كلّ مقاتل



و النصرُ ، إمَّا عاجلا



أو آجلاً ، سيكون لي




3 مختارات من ديوانه "وطني معي":


المهاجر

هكذا الحبُّ .. حين لا تفهمينهْ .

ينتهي ، يا حبيبتي ، لضغينةْ .

هكذا أحمل الحقيبةَ ملأى

بدموعي ، وذكرياتي الحزينةْ.

هارباً منكِ نحو أي مكانٍ

فيه أفشي ، أسرار قلبي الدفينةْ .

وأغني اللحن الذي ما استطعنا

حين كنا سويةً تلحينهْ .

ربما تفهم الطبيعةُ حبي

وتداوي جراح قلبي الثخينةْ .

ربما الطيرُ من سماع أنيني

حس بالحزن ، أو سمعتُ أنينهْ .

ربما تمسح الورودُ دموعي

وبحبي ، تفكِّر الياسمينةْ .

ربما تحمل الرياحُ نشيدي

ثم تلقيهِ فوق ظهر سفينةْ .

تعبر البحرَ نحو أي بلادٍ

غير " هذي "

حيث الحياةُ ثمينةْ .

حينها .. حينها سأشعر أني

صرتُ حراً

وبين أيدٍ أمينةْ .!

****

هكذا هاجر المهاجر لمَّا

لفظ الرحمُ ، ذات يومٍ ، جَنينه .

ركب البحرَ والمحيطاتِ كرهاً

ودعا الله ، ربه ، أن يعينه .

ومضى يذرع البلادَ ويُلقِي

نظراتٍ ، شمالَه ويمينَه .

ما الذي جاء بي ؟

يقولُ ، لأرضٍ

وبلادٍ ، قد تُفقِدُ المرءَ دينَه ؟

غيرهُ " المُرُّ والأمَرُّ "، كما في

بعض أمثال جدتي المسكينةْ .

أينها الآن ؟ آهِ كم " وحَشَتْني "

معها " الدردشاتُ " تحت التينةْ .

من يُريني أهلي ويأخذ عمري ؟

آه كم صارت الحياة لعينة .!؟

****

هكذا أصبح المهاجر قلباً

وعذابُ الأيامِ كالسكِّينةْ .

قطَّعتهُ ، من المرور عليهِ

وأثارت أشواقه وحنينه .

ومضى العمرُ من يُعيد إليه ؟

ما مضى منهُ ،

من يعيد سنينه ؟

كلما قيلَ : " ما بلادكَ ؟ " ولَّى

مُطرقاً رأسهُ ،

وحكُّ جبينه ..!

****

يا بلادي .. أنا الذي كم تمنَّى

عندما فرَّ منكِ لو تُمْسكينهْ .

عرك الموتَ والحياةَ وفيها

غمَّس الخبزَ بالدموع السخينةْ .

ذكِّريني ..!

كيف الحياةُ ؟ أظلتْ

مثل عهدي بها لديك ، مُهينةْ ؟

هل تُرى صرتِ حرةً يا بلادي

أم تزالينَ عبدةً وسجينةْ .؟

هل لديكِ الأسيادُ مثل زمانٍ ،

أنتِ من طينةٍ ، وهم من طينةْ ؟!

كلما جاء سيدٌ دقَّ بين الشعب والأرضِ ،

غائراً ، إسفينه .

فإذا الناس هائمونَ حيارى

وإذا الحال مثلما تعرفينه

****

آه يا زينة الحياةِ ، ومالي

وبنوني ، ليسوا بدونك زينةْ .

لم أذقْ منذ أن هجرتك طعماً

لهدوءٍ ، أو راحةٍ ، أو سكينةْ .

مذنباً كنتُ ؟

أم ترى من ضحايا

مذنبٍ ، ظنَّ أننا لن ندينه ؟

وله الشعبُ ، بعد ما ضاق ذرعاً

بالذي حولهُ ، أعدَّ كمينه .!



عندما حدثت البحر



رَجَعْتَ لي ، بعد أحزانٍ وآلامِ

فأشرقَتْ ، من جديدٍ ،

شمسُ أيامي .

وعاد لي مَلَكُ الأشعارِ يُلهمُني

فانسابَ شعريَ ، من وحيٍ وإلهامِ

وصرتُ أنظرُ للدنيا فتُعجِبُني

ماذا أريدُ ؟

وأنتَ الآن قُدَّامي ..!

يكفي وجودُكَ فيها كي يدلَّ على

بديعِ صُنْعٍ ، لخَلاَّقٍ ورسَّامٍ .

يكفي وجودكَ فيها ، كي أحسَّ أنا

بأنني مَلِكٌ ، والكلُّ خُدَّامي ..!

إنْ قلتُ للطيرِ :

يا طيرُ اصدحي ، صَدَحَتْ

وأتْحَفَتْني ، بألحانٍ وأنغامِ .

وإنْ همستُ إلى الأنسامِ : إسرِ ، سَرَتْ

حولي ، كأعذب هبَّاتٍ لأنسامِ .

يا بحرُ ، كنتَ معي في كل ثانيةٍ

وكم رأيتكُ في نومي وأحلامي .

وكم توقعَّتُ أن ألقاكَ قبلُ وقد

صدَّقتُ ما قالهُ ، بالأمسِ ، حُكَّامي .

قالوا : " سنرجعُ " ،

طفلاً كنتُ حينئذٍ

واليومَ قارَبَت الخمسينَ أعوامي .

ما كنتُ أحسَب يوماً أنهم كذبوا

وأنهم ملأوا رأسي بأوهامِ .

وأنهم مَعَ أعدائي عليَّ ، ولا

يستهدفونَ سوى قتلي وإعدامي .

كيف التقينا ؟

ولم أسمعْ هنا أبداً

صهيلَ خيلٍ ،

ولا وقْعاً لأقدامِ . !

ولا رأيتُ جيوشاً حولنا رفعت

أعلامَها ،

أينها ، يا بحرُ ، أعلامي .؟!

لا . لا تقلْ إنَّ لقيانا مصادفةٌ

أو إنَّها رميةٌ ،

كانت بلا رامِ .!



تَعَجَّبَ البحرُ ، ممَّا قلتُهُ وبكى

وقالَ لي :

هذهِ أضغاثُ أحلامِ .!

فقلتُ :

يا عينُ لا تستيقظي أبداً

حتى وإنْ لمْ تُحسي بالكرى ،

نامي .!!



عاش الوطن



طيورُنا ،

لا بدَّ أن تعودَ للأعشاشْ .

وشعبُنا مصممٌ ، أن يطردَ الأوباشْ .

ألفُ " صلاحٍ " عندنا

ألفُ " عمادٍ " عندنا

وكلُّنا " عيَّاشْ " ..



نموتُ كل ساعةٍ ، ودمُّنا ،

يعبق في السهول والأحراشْ .

لكننا ، لا نلفتُ انتباهكم

ولا نثيرُ ، في نفوسكم ، حميةً ،

أو نخوةً ،

أو رغبة في البحث والنقاشْ .

وكلَّما مر بنا منكم أحدْ .

يمرُّ كالخُفَّاشْ .

هل أصبحت دماؤنا رخيصةً ؟!

تباع ب " بلاشْ " ؟!

أم أنها تشعركم

بنشوة وبانتعاش ؟!



نعرفكم ، نعرفكم

لا تنهضوا من نومكم

لا تتركوا الفِراشْ ..



من أجل مَن يا سادتي ؟!

ستذرفون دمعةً ،

أو تُشعلونَ شمعةً ،

ونحن في حسابكم ،

بدون أي قيمةٍ ،

نموتُ ،

كالذبابِ ،

والبعوضِ ،

والفراشْ . ؟!

يا من أضعتم عمركم

تكوون في حطَّاتكم ،

وتضبطون هيئة العقالِ ،

و " الدشداشْ " .!

نعرفكم ، نعرفكم

لا تنهضوا من نومكم

لا تتركوا الفِراشْ ..

عمَّا قريبٍ ، تدخلون غرفة الإنعاشْ

ثم يُقالُ ماتَ : واحدٌ منافقٌ ،

وآخر مقامرٌ ،

وثالثٌ حشاشْ

وهكذا ..



عاش الوطنْ .

والشعب عاشْ .

السعيد ابراهيم الفقي
19/09/2010, 04:38 PM
4- الحوار الأخير مع الشاعر الراحل خميس لطفي
[ 17/09/2010 - 04:07 م ]
مجلة «العـودة» عدد آب 2010



لو كان لنا وطن لأشعلنا القناديل صباح مساء
الشاعر الفلسطيني خميس لطفي: حق العودة هو جوهر صراعنا

الشاعر الفلسطيني خميس لطفي، اسم إبداعي فلسطيني لمع متأخراً، بالقياس إلى عمره الإبداعي، وذلك بفضل موهبة فذّة وشعر سهل وسلس لكنه ممتنع، غير أنها بقيت طيَّ الدفاتر والأوراق والحدود..


لكن انتفاضة الأقصى ومواكبة المنتديات الإلكترونية الناشطة، غيّرتا مساحات الضوء والشهرة، ونقلتا الإبداع إلى مرحلة جديدة. ولعلّ أكثر القصائد التي أثارت الجدل، هي تلك القصيدة الشهيرة التي نسبها رواد الإنترنت إلى الشاعر الكبير أحمد مطر، أعني بها قصيدة «شتْ أبْ»، لكن حملةً إلكترونيةً قام بها أصدقاء الشاعر ردّت له بعضاً من حقوقه فيها!

الشاعر خميس (هكذا عُرف في البداية)، لديه ثلاث مجموعات شعرية هي: «وطني معي» و«عد غداً أيها الملاك» و«فوق خط التماس».. بالإضافة إلى موقع الإنترنت الخاص به، الذي يتضمن كل قصائده ويتجدد مع كل قصيدة ينشرها. مجلة «العـودة»، أجرت مع الشاعر هذا اللقاء الممتع، فكان الحوار الآتي:

«العـودة»: كيف يمكن الشاعر خميس لطفي أن يعرّف عن نفسه للقراء شعراً؟

دعني في البداية أرحب بك أخي العزيز وبالقراء الأفاضل، شاكراً لكم استضافتكم الكريمة لي، ومتمنياً لمجلتكم الرائعة وللقائمين عليها كلَّ تقدمٍ ونجاح إن شاء الله. وفي ما يتعلق بسؤالك الصعب والجميل، أرجو أن تسمح لي باقتباس بعض أبيات قصيدتي الأخيرة «الآن يا حبُّ تأتي؟!»، وهي قصيدة وجدانية أخاطب فيها الحبّ قائلاً:

أنا الذي في شبابي، كنتُ ممتلئاً

زهْواً، وفي الأرض أمشي دائماً مَرَحَا

وكنتُ خلفكَ أجري دونما كللٍ

حتى انتبهتُ، فإذ بالعمر قد نزحا

نسيتُ نفسي، ولم أعملْ لآخرتي

وسيئاتي، بها الميزانُ قد طفحا

وها أنا اليومَ، أشكو من رُعاش يدي

إذا مددتُ بها كي أمسكَ القدحا!

أنا الذي باتت الأعصابُ تخذلني

أتيتَ تفسدُ لي ما فيَّ قد صلُحا

أنا العليلُ المعافى، كيف أنعتني؟

ولم أجد بعدُ، لي نعتاً ومصطلحا



«العـودة»: في قصيدتك «من أين يأتي الشعر؟»، هل نقرأ فيها رؤية فلسفية في شكل شعري، أم هو السؤال المتجدد في نفوس الشعراء؟
بصراحة، لم أقصد في تلك القصيدة الإجابة عمّا وصفتَه بـ«السؤال المتجدد في نفوس الشعراء»، بقدر ما أردتُ التعبير عن حالة الإحباط التي يمرّ بها كثير من الشعراء العرب والفلسطينين هذه الأيام، بسبب الأوضاع السياسية القائمة في فلسطين. نحن مقتنعون بأننا نكتب الشعر لأسباب عديدة ومختلفة، من بينها رغبتنا في التغيير وخلق ثقافة وطنية جمعية لكوننا نعيش في مرحلة تحرر وطني، ولذلك فالترف الفكري هو آخر أسباب الكتابة لدينا، ورغم ذلك نمرُّ أحياناً بلحظات عصيبة وعابرة نُسفِّه خلالها كل ما نكتبه، ونعيد على أنفسنا طرح ذلك السؤال الأزلي: لماذا نكتب؟ وما هي الفائدة مما نكتبه؟ وقد يرجع هذا «التناقض» الذي نشعر به، أحياناً، إلى عدم رؤيتنا لآثار ملموسة لما نكتبه على أرض الواقع، ما يدفعنا بالتالي إلى التساؤل عن آثار الكتابة وهل هي ملموسة (دائماً)؟ وكيف؟ ومن دون الخوض في تفاصيل الإجابة عن سؤالي الأخير هذا، أرى أنه يستحسن، في نهاية المطاف، أن يتخيل الشاعر وجود تلك الآثار، وأن يحاول التعايش الإيجابي مع تلك «الهواجس» التي تنتابه أحياناً.

«العـودة»: من ديوان «وطني معي» إلى ديوان «فوق خط التماس»، أين تطورت التجربة الشعرية لديك؟

الأكيد هو أنني أصبحت أكثر حذراً وأقل كتابة، ولا أدري إن كانت تجربتي الشعرية قد تطورت أو لا، بالرغم من أنني أنظر بعين الرضى إلى (بعض) قصائدي القديمة والجديدة أيضاً، كذلك فإنني ما زلت أعدّ نفسي هاوياً، ولست محترفاً كتابة الشعر.

«العـودة»: تكتب قصيدة التفعيلة بانسيابية جميلة، وبسهولة لا تخلو من عمق في المضمون.. هل تجد نفسك قريباً منها أكثر من القصيدة العمودية؟ وما رأيك في الجديد المسمى «قصيدة النثر»؟

أشكرك على رأيك الذي أعتز به، وأرجو أن أكون عند حسن ظنك. وفي ما يتعلق بسؤالك الكريم، لا أشعر بأن قصيدة التفعيلة، التي أكتبها، أقرب إلى نفسي من العمودية، فلكلٍّ جمالها الخاص والمختلف. وعندما تأتي القصيدة، تأتي فارضة شكلها الخاص بها، ويبدو لي أن ما تُسمى «قصيدة النثر» أصبحت بحاجة إلى تصنيف جديد، فهي من جهة ليست قصيدة لأنها تفتقر إلى الإيقاع، ومن جهة أخرى ليست خاطرة ولا مقالة، وهذا كله لا يقلل من شأنها أبداً، فهناك نصوص نثرية فائقة الجمال يظلمها أصحابها عندما يعدّونها شعراً.

«العـودة»: تحمل وجع اللجوء في شعرك، وكتبت عشرات النصوص في ذلك.. أخبرنا: هل ينطفئ قنديل الشاعر بالألم أم يحاول أن يشعله بالقصائد؟

لو كان لنا وطن لأشعلنا القناديل صباح مساء، ولكتبنا في مختلف مواضيع الشعر، لكننا للأسف إما مشتتون في بقاع الأرض أو نرزح تحت نير الاحتلال، وما نفعله بقصائدنا ما هو إلا محاولات لتخفيف آلام الغربة والاحتلال، وتصدير رؤيتنا إلى الأجيال القادمة.

«العـودة»: كيف تقرأ المشهد الثقافي الفلسطيني في وقتنا الحالي؟

لا شك في أن المشهد الثقافي الفلسطيني يتأثر كثيراً بكل مرحلة سياسية تمرّ بها القضية الفلسطينية، ويتأثر أيضاً بالوضع السياسي القائم في فلسطين. وعندما كان المثقفون الفلسطينيون في الماضي يعبّرون عن قضية تحرر وطني محلّ توافق داخلي ودعم عالمي، تميّزوا بحضور فاعل وقوي في المؤسسات الثقافية والأكاديمية والحركات السياسية العربية والعالمية أيضاً، وكان للإبداع الفني بمختلف أنواعه حينها، أثر نضالي يفوق أثر القنبلة والعملية الفدائية. أما اليوم، في ظل التشرذم السياسي والانقسام الأيديولوجي القائم في فلسطين، وبعد أن نخر فيروس السلطة والثروة والتنسيق الأمني عظم السياسيين، بينما الشعب محبط ومشغول بتحصيل قوته اليومي، انكفأ بعض -وربما كثير من- المثقفين الفلسطينيين على أنفسهم وتراجع حضورهم في المشهد الثقافي الفلسطيني، معتبرين أن الكلمة أصبحت فتنة، أو فعلاً عبثياً، وأن السلطة القائمة لا تعبر عن تطلعاتهم الوطنية ولا تجسد رؤيتهم لمشروعهم الوطني، وبدأوا يبحثون عن مواضيع مختلفة (غير وطنية) لإبداعاتهم، ما سمح لكثير من المتسلقين وأشباه المثقفين بملء الفراغ ومحاولة تجميل القبيح من الوجوه والمواقف. وعندما يتوه السياسي ويفشل، يصبح دور المثقف في الحفاظ على الهوية، وحماية الثقافة الوطنية، ورفع الروح المعنوية للشعب، أكثر إلحاحاً وصعوبة وأهمية من أي وقت.

«العـودة»: ما هي القصيدة الأثيرة لدى الشاعر خميس لطفي؟

بصراحة، لدي أكثر من واحدة قريبة إلى نفسي، رغم أن آراء القراء قد لا تتفق مع رأيي في ذلك، وبينها عامل مشترك، وهو الدموع التي شاركتني في كتابتها، ومن بينها «لماذا قطعت الطريق عليَّا؟» و«ملك الكمان» و«ما لم يقله ملك الكمان»، وقصيدتي الوجدانية الأخيرة «الآن يا حب تأتي؟!».

«العـودة»: عرفناك من خلال نشرِك القصائد على الإنترنت، بدءاً من المنتديات الحوارية حتى موقعك الرسمي.. كيف تجد الفرق بين الواقع الشعري على الأرض والافتراضي على الإنترنت؟

هناك فروق، وأوجه عديدة للمقارنة، بين الواقع الشعري على الأرض والإنترنت، فمن حيث الانتشار ليس كل الشعراء المعروفين على الإنترنت هم كذلك على أرض الواقع، والعكس صحيح أيضاً. أما من حيث ردود أفعال القراء، فهي على الإنترنت أسرع، وكذلك يمكننا المقارنة بين الواقعين من حيث السرقات الأدبية، والندوات الشعرية، ومؤسسات الطباعة والنشر والتوزيع وغيرها، وبالرغم من أن بعض هذه الفروق تتحجم مع مرور السنين بسبب انتشار الإنترنت المستمر، سيبقى بعضها قائماً بدون شك.

«العـودة»: مفتاح العودة، له صورة بارزة في موقعك الإلكتروني.. حدثنا عن هذا المفتاح وقصتك معه.

المفتاح بالنسبة إليّ، رمز لقضية فلسطين برمتها، التي هي بالأساس قضية لاجئين وقضية شعب طُرد من أرضه، وما زال رغم مرور أكثر من ستين عاماً، يحلم بالعودة إليها.. المفتاح بحد ذاته لم يعد دليلاً على أي شيء، ولا إثباتاً لأي شيء، فالأبواب تبدلت، لكنه ساعة منبه، وناقوس ذكرى، ووصية الأجداد والآباء لأبنائهم، ونقطة جاذبية تشدنا نحو جذورنا، وتذكرنا بأن لنا وطناً ينتظر عودتنا.

«العـودة»: كيف ينظر الشاعر الفلسطيني إلى قضية حق العودة؟ وكيف يمكن أن يساهم من موقعه في الحفاظ على هذا الحق؟

حق العودة هو جوهر صراعنا (الذي، برأيي، لا حلَّ سلمياً له) مع الصهاينة، وهو حق فردي، لا يجوز لأية جهة مهما كانت، أن تتنازل عنه، وصراعنا مع الصهاينة هو صراع على الوجود، وعودتنا تعني بالضرورة رحيلهم عن أرضنا، ومهمة الشعراء والمبدعين عموماً هي الاستمرار، في كل مناسبة، في تأكيد ذلك الحق، وترسيخه في أذهان الأجيال القادمة من خلال أعمالهم الأدبية والفنية.♦

السعيد ابراهيم الفقي
19/09/2010, 04:39 PM
5- رابطة الكُتّاب تنعى الشاعر الفلسطيني خميس لطفي
[ 16/09/2010 - 06:22 م ]
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام
نعت رابطة الكُتّاب والأدباء الفلسطينيين الشاعر الفلسطيني الكبير خميس لطفي، الذي وافته المنية إثر نوبة قلبية ألمت به أمس أثناء وجوده في العاصمة الأردنية عمان.
وقالت الرابطة في بيان لها تلقى "المركز الفلسطيني للإعلام" الخميس (16-9): "الحركة الثقافية والشعرية الفلسطينية فقدت شاعراً مرموقا صاحب قلم مبدع ومميز، لطالما خط به الكثير من القصائد والدواوين الجميلة والتي رسم من خلالها معاناة شعبه وجسد صموده ومقاومته وصلابته".
وتابعت" عزائنا أن أعمال الفقيد لازالت بيننا تشعل جذوة المقاومة والصمود، كما أشعلتها إبان الانتفاضة الفلسطينية الأولى، والتي ازدهرت خلالها قصائد ودواوين الشاعر، حيث شكلت دافعاً للمقاومين ورماة الحجارة".
الشاعر الفلسطيني خميس لطفي، اسم إبداعي فلسطيني لمع متأخراً، بالقياس إلى عمره الإبداعي، وذلك بفضل موهبة فذّة وشعر سهل وسلس لكنه ممتنع، غير أنها بقيت طيَّ الدفاتر والأوراق والحدود، حيث ولد الشاعر خميس في النصيرات وسط قطاع غزة من أسرة مهاجرة من فلسطين المحتلة عام 1948، و قضى طفولته الأولى في دير البلح ثم نزح منها عام 1968 إلى الأردن.
أكمل تعليمه الجامعي في أوروبا وحصل على بكالوريوس الهندسة الإلكترونية، وعمل مهندسا للاتصالات في المملكة العربية السعودية.
بدأ كتابة الشعر في مراحله الدراسية الأولى وله قصائد كثيرة منها : المهاجر، زمان الكفاح، النسر يأكل قلبي ، الآخرون، ولديه ثلاث مجموعات شعرية هي: «وطني معي» و«عد غداً أيها الملاك» و"فوق خط التماس".

السعيد ابراهيم الفقي
19/09/2010, 04:40 PM
5- موقع الشاعر
http://khamis-l.net/index.php

السعيد ابراهيم الفقي
19/09/2010, 04:44 PM
6- شدو على روح ملك الكمان " الشاعر خميس لطفي " شاركونا -
(شبكة فلسطين للحوار)
المنتدى : المحور الثقافي والتاريخي
شدو على روح ملك الكمان " الشاعر خميس لطفي " شاركونا
___________________________________________






الذكريات نسائم الخلان ** محفورة في القلب و الوجدانِ
لا لن نودعكم أيا أحبابنا ** لكن نقول إلى لقاء ثانِ
تلك السويعات التي كنا معا ** تأبى بأن نمضي و أن نتودعا
سنقول لا للبعد و النسيانِ



كان هنا ثم رحل فهل تنساه أقلامنا ؟!
عرف نفسه ذات مرة في قسَمٍ شعري ما أحيلاه قائلا
القسم الشعري


أَنا الْمَدْعُوُّ : غزِّيٌّ أصيلٌ ، وابنُ غزيِّةْ


وَعُنْوانِي: خطوطُ النارِ ، في حيِّ " الشُّجاعيَّةْ "


وَأَعْمَلُ : في سبيل الله ، أعمالاً فدائيةْ


أُدَوِّنُ عَنْ: هوى وطني قصائدَ لا نهائيَّة


وأُقْسِمُ أنْ : سأبقيها على شفتيَّ أغنيَّةْ


وَأَنْ أَبْقَى : على عهدي ، ورأسي ، غير محنيَّة


وَأَنْ أَحْيَا : لكي تبقى بلادُ العرْب محميَّة


وَلي حُلُمٌ : له أسعى ، حثيثاً ، صادق النيَّة


وَفِي نَفْسِي : إلى الأقصى حنينٌ ساكنٌ فيَّ


إِلَى أَجَلٍ : فها هي ذي قوى شعبي الطليعيَّة


تبشرنا بنصر الله ضد قوى الصليبية



وَلَنْ أَخْشَى : أنا إلاَّ من الذات الإلهيَّة


فَإِنْ أَقْضِِ: صريعَ الحقِّ ، والأوطانُ مسبيَّة


فَلا أَسَفٌ عَلى عَيْشٍ بِلا حُلُمٍ، وَحُرِّيَهْ




آهٍ إذا ما الفقدُ أرَّخ فوق ذاكرة الفناء لروحنا سفْرَ الرحيلْ



و تبعثرت كلماتنا



و تنهدت من لوعة الحرمان فوق أقبية المدى



و طوى الزمان ملامح الترحال جيلا بعد جيل



هل بعدها تنسى الحروف العاشقين ؟!



أم أن شطآن القصيدة حائر ما بين من رحلوا و بين اللاحقين

السعيد ابراهيم الفقي
19/09/2010, 04:45 PM
7-في وداع الشاعر الفلسطيني خميس لطفي
[ 17/09/2010 - 06:48 م ]
أ. عزّت الرشق*
إن من أصعب الأمور في مسيرة الحياة أن تودّع رجالا رواحل تركوا بصماتهم في مسيرة شعبنا وحياته الأدبية، ولعل التأثر البالغ من قطاعات واسعة من طبقة المثقفين والمعتنين بأدب المقاومة بفقد الشاعر الفلسطيني الفذ خميس لطفي رحمه الله ، ذاك الشاعر الذي كان أحد النجوم في سماء الإنترنت عبر إطلالته الدائمة على صفحات المركز الفلسطيني للإعلام مطلع هذه الألفية الجديدة، حيث كان له كرسيه الأدبي الذي ينشر فيه قصائده المدوّية التي كانت تنتشر لدى شرائح واسعة من محبي الشعر والمستمعين له، كما كان له حضوره اللافت في شبكة فلسطين للحوار التي قدم فيها مداولاته الأولى التي فطن لها القائمون على المركز الفلسطيني للإعلام آنذاك فتبناه المركز وأطلق له منبره الشعبي الواسع الانتشار آنذاك.وقد كنا نتابع على الدوام الإبداع المتدفق لشاعرنا المهندس خميس الذي كان يفاجئنا باختياراته الموفقة ونظمه المتقن مما جعلنا ننتظر إطلالاته البديعة ونتلهف لها ونرسلها للأصدقاء ولوسائل إعلام كثيرة فيعيدون نشرها وينتظرون أخواتها التاليات.
وقد كان يشدني أول الأمر حرص بعض الإخوة من أهل الأدب والشعر على إذاعة شعره والدعوة إلى النظر فيه وتذوقه، وكانوا يقارنونه بالشاعر العراقي أحمد مطر في ( لافتاته ) ولقطاته الساخرة وحسّه الفكاهي الممزوج بالمأساة والغضب ومعانيه الموجزة الصائبة، وقد كان ثمرة ذلك الاهتمام والاعتناء أن أطلق الشاعر خميس ديوانه الأول ( وطني معي ) الذي اقتناه كثيرون من محبي الشاعر من أبناء شعبنا وأمتنا.
لقد كان عطاء الشاعر خميس لطفي الأدبي متواصلا في خدمة قضيتنا العادلة وإسناد مقاومة شعبنا البطلة،والانتصار لخيار الصمود والثبات والتشبث بحقوق شعبنا وكل ذرة من تراب وطننا الغالي..كانت كلماته ولافتاته الأدبية الجميلة الرائعة سندا ونورا للمجاهدين الأبطال وكل القابضين على جمر الوطن.. وكانت في ذات الآن غضبا ونارا على كل الذين طعنوا الوطن وساوموا عليه وباعوه بثمن بخس..
وكانت كلماته ذات أثر كبير في نفوس المتلقين ، بل إن شعره تجاوز طبقة المثقفين إلى شرائح شعبية أوسع نظراً لسهولة شعره وسرعة تناوله ولذاذة نكهته ، حتى إن كثيرين كانوا يظنون أنهم يستطيعون أن ينسجوا على منواله فإذا شرعوا في السطر الأول أدركوا صعوبة المهمة وأن هذا الشعر الذي يظنه الناس خبزاً متاحاً للجميع أصعب من أن يقاس عليه أو ينسج على منواله.
لقد فقدنا هذا الشاعر الفلسطيني في ليالي العيد وكأنه كان يطبع أسلوبه على صفحة حياته بالمزج بين البهجة والألم ، وليس لنا في هذا المقام الخاشع إلا أن ندعو له بالرحمة والغفران، وأن يلهم أهله وذويه ومحبيه جميل الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
* عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس

ناصر محمود الحريري
20/09/2010, 03:11 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
{كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ }
نعيش الحياة نلهو ونعبث، وتشغلنا الدنيا فتسرق منا الأيام والسنين، وفي غمرة اللهو وسكرة العبث،
يأتي الموت فجأة وعلى غير ميعاد، يسفر عن براثنه ليخطف من بيننا عزيزاً أحببناه أو صديقاً شغفنا به
أو قريباً الفناه وألفنا السمر معه، فإذا الدنيا تكشر عن أنيابها وتفصح عما تخبئه لنا، لترينا من بشاعتها وقحالة وجهها،
وإذا بنا نستشعر وحشة العيش، وألم الفراق وكآبة النفس، فنتحسر على ما أضعناه من أعمارنا في اللهو والعبث...
خميس لطفي شاعر فلسطيني مشرد، كثيراً ما أشجانا بصوته العذب وقصائده الحالمة، تتحدر كالنهر الرقراق...
والتي لا تخلو من نبرات الحزن والمعاناة، من خلال الغرفة الصوتية،
وفجأة يخطفه الموت دون سابق إنذار ليترك في نفوسنا أثراً بالغاً من الحزن والأسى ولوعة الفراق...
رحم الله الشاعر الفلسطيني المشرد خميس لطفي الذي عاش غريباً يحمل هم الوطن والعودة،
ومات غريباً يتجرع ألم الغربة والفراق...
طوبى للغرباء، وطوبى للمعذبين والمشردين في الأرض...
نَمْ يا أَخِي، سُبْحَانَ مَنْ قَهَرَ الْـوَرَى بِالْمَـوْتِ.. جَـلَّ الْواحِـدُ الْقَهَّـارُ
يا رب فاغمره بفائـض رحمـةٍ واغفـر بكـاءً حفَّـهُ استغفـارُ
إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

إياد عاطف حياتله
23/09/2010, 02:51 AM
جزاكم الله خيرا على جهدكم هذا أخي السعيد

ونسأل الله له الغفران والرحمة وفسيح الجنان

كرم زعرور
23/09/2010, 06:07 PM
أخي الفاضل
والعربيّ ُالملتزمُ السعيد الفقي
جزاك اللهُ خيراً على ما بذلتَ من جهد ٍ
في إعداد ِهذا الملفّ ِالرّائع ِ,
ورحم اللهُ أخانا (خميس) ,
وأسكنهُ فسيح َجِنانِهِ .
ولك احترامي ومودّتي - كرم زعرور

السعيد ابراهيم الفقي
23/09/2010, 06:22 PM
http://www.wata.cc/up/uploads2/images/w-e87148b824.jpg

عائشة صالح
23/09/2010, 10:50 PM
رحم الله أخانا وصديقنا الشاعر خميس لطفي الحزيِّن

--------------------------------------------------------------------------------

اللهم ابدله دارا خيرا من داره واهلا خيرا من اهله وادخله الجنة واعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار .
اللـهـم عاملة بما انت اهله ولا تعامله بما هو اهله .
اللـهـم اجزه عن الاحسان إحسانا وعن الأساءة عفواً وغفراناً.
اللـهـم إن كان محسناً فزد من حسناته , وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيئاته .
اللـهـم ادخله الجنة من غير مناقشة حساب ولا سابقة عذاب .
اللـهـم اّنسه في وحدته وفي وحشته وفي غربته.
اللـهـم انزله منزلاً مباركا وانت خير المنزلين .
اللـهـم انزله منازل الصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا .
اللـهـم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ,ولا تجعله حفرة من حفر النار .
اللـهـم افسح له في قبره مد بصره وافرش قبره من فراش الجنة .
اللـهـم اعذه من عذاب القبر ,وجاف ِالارض عن جنبيها .
اللـهـم املأ قبره بالرضا والنور والفسحة والسرور.
اللـهـم إنه فى ذمتك وحبل جوارك فقه فتنة الفبر وعذاب النار , وانت أهل الوفاء والحق فاغفر له وارحمه انك انت الغفور الرحيم.
اللـهـم انه عبدك وابن عبدك خرج من الدنيا وسعته ومحبوبيه وأحبائه إلي ظلمة القبر وماهو لاقته .
اللـهـم انه كان يشهد أنك لا إله الا انت وأن محمداً عبدك ورسولك وانت اعلم به.
اللهم ثبته عند السؤال
اللهم انا نتوسل بك اليك ونقسم بك عليك ان ترحمه ولا تعذبه
اللـهـم انه نَزَل بك وأنت خير منزول به واصبح فقير الي رحمتك وأنت غني عن عذابه .
اللـهـم اّته برحمتك ورضاك وقه فتنه القبر وعذابه و أّته برحمتك الامن من عذابك حتي تبعثه إلي جنتك يا أرحم الراحمين .
اللـهـم انقله من مواطن الدود وضيق اللحود إلي جنات الخلود .
اللـهـم إحمه تحت الارض واستره يوم العرض ولا تخزه يوم يبعثون "يوم لا ينفع مال ولا بنون إالا من أتي الله بقلب سليم"
اللـهـم يمن كتابه ويسر حسابه وثقل بالحسنات ميزانه وثبت علي الصراط اقدامه واسكنه في اعلي الجنات بجوار حبيبك ومصطفاك (صلي الله عليه وسلم) .
اللـهـم اّمنه من فزع يوم القيامة ومن هول يوم القيامة وأجعل نفسه أّمنة مطمئنة ولقنه حجته .
اللـهـم اجعله في بطن القبر مطمئن وعند قيام الاشهاد أمن وبجود رضوانك واثق وإلي أعلي درجاتك سابق .
اللـهـم اجعل عن يمينه نوراً حتي تبعثه اّمنً مطمئن في نور من نورك .
اللـهـم انظر اليه نظرة رضا فإن من تنظر إليه نظرة رضا لا تعذبه ابداً
اللـهـم أسكنه فسيح الجنان واغفر له يارحمن وارحم يارحيم وتجاوز عما تعلم ياعليم .
اللـهـم اعفو عنه فإنك القائل "ويعفو عن كثير"
اللـهـم انه جاء ببابك وأناخ بجنابك فَجْد عليه بعفوك وإكرامك وجود إحسانك .
اللـهـم إن رحمتك وسعت كل شيء فارحمه رحمة تطمئن بها نفسه وتقر به عينه .
اللـهـم احشره مع المتقين إلي الرحمن وفداً .
اللـهـم احشره مع اصحاب اليمين واجعل تحيته سلام لك من أصحاب اليمين .
اللـهـم بشره بقولك "كلوا واشربوا هنئياً بما أسلفتم في الايام الخالية" .
اللـهـم اجعله من الذين سعدوا في الجنة خالدين فيها مادامت السموات والارض .
اللـهـم لا نزكيه عليك ولكنا نحسبه انه اّمن وعمل صالحاً فاجعل له جنتين ذواتي أفنان بحق قولك:
"ولمن خاف مقام ربه جنتان"
اللـهـم شفع فيه نبينا ومصطفاك واحشره تحت لوائه واسقه من يده الشريفة شربة هنيئة لا يظمأ بعدها ابداُُ .
اللـهـم اجعله في جنة الخلد التي وعد المتقون كانت جزاءً ومصيراُ لهم ما يشاءون وكان علي ربك وعداُ ومسئولاً .
اللـهـم إنه صبر علي البلاء فلم يجزع فامنحه درجة الصابرين الذين يوفون اجورهم بغير حساب
فإنك القائل " إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب "
اللـهـم انه كان مصلي لك ,فثبنه علي الصراط يوم تزل الاقدام .
اللـهـم انه كان صائم لك , فأدخله الجنة من باب الريان.
اللـهـم انه كان لكتابك تالي وسامع فشفع فيه القراّن وارحمه من النيران ,واجعله يارحمن
يرتقي في الجنة إلي اّخر اّية قرأها أو سمعها وأخر حرف تلاه
اللـهـم ارزقه بكل حرف في القراّن حلاوة , وبكل كلمة كرامة وبكل اّية سعادة وبكل سورة سلامة وبكل جْزءٍ جَزاءً .
اللـهـم ارحمه فانه كان مسلم واغفر له فانه كان مؤمنً.
وادخله الجنه فانه كان بنبيك مصدقً وسامحه فانه كان لكتابك مرتل.
اللـهـم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا وذَكّرنَا وأنثانا .
اللـهـم من أحييته منا فأحيه علي الاسلام ومن توفيته منا فتوفه علي الايمان .
اللـهـم لا تحرمنا أجره ولا تضللنا بعده .
اللـهـم ارحمنا اذا اتانا اليقين ,وعرق منا الجبين ,كشر الانين والحنين
اللـهـم ارحمنا اذا يئس منا الطبيب ,وبكي علينا الحبيب وتخلي عنا القريب والغريب
وارتفع النشيج والنحيب .
اللـهـم ارحمنا اذا اشتدت الكربات وتوالت الحسرات واطبقت الروعات وفاضت العبرات ,
وتكشفت العورات وتعطلت القوي والقدرات .
اللـهـم ارحمنا اذا بلغت التراقي وقيل من راق وتأكدت فجيعة الفراق للأهل والفراق
وقد حَمً القضاء فليس من واق
اللـهـم ارحمنا اذا حملنا علي الاعناق ألي ربك يومئذ المساق وداعا ابديا للدور الاسواق والاقلام
والاوراق الي من تذل له الجباه والاعناق .
اللـهـم ارحمنا اذا ورينا التراب وغلقت القبور والابواب وانقض الاهل والاحباب فإذا الوحشة والوحدة وهول الحساب .
اللـهـم ارحمنا اذا فارقنا النعيم وانقطع النسيم وقيل ماغرك بربك الكريم
اللـهـم ارحمنا اذا أقمنا للسؤال وخاننا المقال ولم ينفع جاه ولامال ولا عيال وقد حال الحال وليس الا فضل الكبير المتعال .
اللـهـم ارحمنا اذا نَسي اسمنا ودَرس رسمنا وأحاط بنا قسمنا ووسعنا .
اللـهـم ارحما اذا اَهملنا فلم يزرنا زائر ولم يذكرنا ذاكر ومالنا من قوة ولا ناصر فلا امل الا في القاهر القادر الغافر يامن اذا وعد وفي , واذا توعد عفا , وشفع يارب فينا حبيبنا المصطفي واجعلنا ممن صفا ووفا وبالله إكتفي يا ارحم الراحمين ياحي يا قيوم يا بديع السموات والارض ياذا الجلال والاكرام .
اللـهـم انه عبدك و ابن عبدك و ابن امتك مات و هو يشهد لك بالوحدانية و لرسولك بالشهادة فأغفر له إنك انت الغفار.
اللـهـم لا تحرمنا اجره ولا تفتنا بعده و اغفر لنا و له و اجمعنا معه في جنات النعيم يا رب العالمين .
اللـهـم انزل علي اهله الصبر والسلوان و ارضهم بقضائك.
اللـهـم ثبتهم علي القول الثابت في الحياه الدنيا وفي الاخره ويوم يقوم الاشهاد.
اللـهـم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي اّله وصحبه وسلم إلي يوم الدين

مازن عبد الجبار
24/09/2010, 02:41 PM
رحم الله الشاعر القدير خميس لطفي والهم ذويه الصبر والسلوان ووفقنا جميعا لخدمة الامة لاعادتها لدرب العلا من اجل تحرير كل شبر مغتصب من ارضها لنقدم للمرحوم الشاعر القدير اجمل هدية يتمناها الابطال الخالدون

السعيد ابراهيم الفقي
25/09/2010, 12:48 PM
تحية تربوية حضارية
لكل
من يمر هنا
ويضيف معلومات عن
المرحوم ان شاء الله
خميس لطفي
اسكنه الله فسيح جناته

مجذوب العيد المشراوي
27/09/2010, 08:14 PM
إنا لله وإنا إليه راجعون .... اللهم اغفر لخميس وارحمه يا رب العالمين بالله ....

السعيد ابراهيم الفقي
27/09/2010, 10:14 PM
:wataicon3:

صادق الرعوي
27/09/2010, 10:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رحم الله الشاعر خميس وأدخله فسيح جناته.
كفى بالموت واعظاً وصدق كعب بن زهير حينما يقول :
كل بن أنثى وان طالت سلامته *** يوما على آلة حدباء محمول

السعيد ابراهيم الفقي
02/10/2010, 03:25 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رحم الله الشاعر خميس وأدخله فسيح جناته.
كفى بالموت واعظاً وصدق كعب بن زهير حينما يقول :
كل بن أنثى وان طالت سلامته *** يوما على آلة حدباء محمول
===
لك التحية أخي صادق الرعوي
تقبل الله الدعاء
وجازاك الله ألف خير
ورحم الله أخونا خميس