المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الليل فاتحة الظنون



علي مجاهد
20/09/2010, 08:50 PM
الليلُ فاتحةُ الظنونِ
وأولُ الكلماتِ أسقطُ في اغترابي
وأردّ شمسكِ في انتصاف الوقتِ من حُلُمي
فتأخذني البصيرةُ من غوايتِنا
وتجرحني ثيابي
يا أرضَ بابلَ
لم تخنّي لعنةُ الوطنِ الفصيحِ
لتستردّي ماءَكِ المسفوحَ من عطشي
ولم أرث انتباهَكِ في السنين الدامياتِ
لتقتليني في غيابي
كم صارَ ينقصني كمالُكِ
واختصارُ الفرقِ بين مذاهب الموتى
وتاريخُ الولادةِ للنخيل
وسيرةُ القمرِ العراقيّ المرابطِ خلفَ بابي
يا أرضَ بابلَ
فاتني المعنى المعلّقُ بين قافيتينِ
والمضمونُ حاصرني بوحشتِهِ
فلا تفدي عليّ بما تبقّى من قصائدَ
كنتُ أُرسلها إليكِ
كغيمةٍ بيضاءَ تأتي في أواخرها
الليالي السودُ
كالصيفِ المغادرِ من حقيقتيهِ
وتسألني البلادةُ هل أحبّكِ
قلتُ هذا الصمتُ صمتي
كلّما فتشتُ عنّي في المرايا
كنتُ "أنتِ"
العمرُ أقطعهُ إلى جرحٍ يناسبني
فيوصلني رحيلي عبرَ صوتٍ
ظلّ يسبقه الصدى
ويلمّ دجلةَ والفراتَ كدمعتينِ
ينام خلفهما الردى
أين العراقْ
أين العراقْ
ويطلّ وجهُكِ ضاحكاً
وأزوغُ من نظري إليكِ
لأنّ وجهَكِ كان أجملَ بالفراقْ
وبدايةُ المعنى عيونُكِ حين أوغلُ فيهما
والفجرُ مختنقٌ برائحةِ القنابلْ
والبحرُ حين تمرّ عنه كنايةُ المجنونِ
أعرفُ من أنا
ويدلّني عاري عليّ بصمت من ذهبوا
وأحزانِ السنابلْ
فأقولُ لي والشمسُ تخرجُ من دمي :
كم عشتَ مقتولاً ومتَّ اليومَ قاتلْ
***
عصفت بنا ريحُ القصيدةِ
والمنازلُ أقفرت من أهلِها
قلتُ اربطيني من كلامي
لا فرقَ بين الدارِ والمنفى
إذا انفلتت عيوني فجأةً من غفلةِ المعنى البسيط
إلى اصطحابِ الأرضِ في موتٍ يعانقني
وينسبني إلى لغةِ الحمامِ
لا فرقَ بين غوايةِ الأسماءِ في بغدادَ
والمجدِ المحاصرِ بالثقافةِ وانحباس الغيمِ والطاعونِ
والربحِ المقدّسِ من خطى المهديّ في طرقاتِنا
والحربِ حين تجرُّ من سقطوا هناكَ
إلى السلامِ
اليومَ أضحكُ، بعد هذا العمرِ، من حزني عليّ
وكأنني ذكرى لمن رحلوا
وأنتِ بدايةُ التأويلِ للرؤيا
فلا تصغي إليّ
الوقتُ مرّ ولم تُبلّغْني الديانةُ
كيف أخرجُ من منامي
وأعدُّ هذا الليلَ أياماً تباغِتُني
وتحمِلُني إلى عشّ الهزيمةِ
أطلبُ النصرَ المبينَ
فلا أرى إلا عيونَكِ حين تغرقُ في الظلامِ
***
لا لم أذقْ ماءً بملحكِ
فاسمعيني
كيفَ أشرحُ وجهةَ النظرِ اليتيمةِ
عن بلادٍ ضيعتني للأبدْ
وعن الحبيبةِ حينما أرخت جدائِلَها
على صدرِ الغريبِ
فشاركتهُ الليلَ بين حقيقتينِ
دمي وشهوتِها بتقديسِ الجسدْ
الحربُ تنقصني لأشربَ رغوةَ الصابونِ
أو أرثَ الفصاحةَ في زمانِ العلقميّ
وشاهدُ العصرِ الذي تتشيّع الكلماتُ فيهِ
يخونُني
وأصيحُ بالمعنى، ولكنْ ليسَ يسمعني أحدْ
النارُ قادمةٌ
فقد أبصرتُ في حُلُمي حصاناً
تفتدين به ولادَتكِ الجديدةْ
وصحوتُ منتبهاً لقلبي
لم أفارقْ رغبتي بالخوفِ
حين أطلّ وجهُكِ بابتسامتهِ البليدةْ
وصرختُ ملء العينِ
كانتْ في يديكِ قلادةُ الموتى
وحبلٌ من مسدْ
قلتِ الحياةُ لنا..أحبُّكَ
خذْ هديتَكَ الجميلةَ يا صغيري
من لم يمتْ بالسيفِ مات بغيرهِ
فاحزمْ نهارَكَ
إن لي قمراً يغازلني هنا
الآن أدخلُ في ضميري
يا سيدَ الإنشاءِ
ماذا سوفَ يخبركَ المجازُ
إذا الحداثةُ أنشبتْ أظفارَها
وإذا تمدّنت الرمالُ
وصارِ للمعنى بلاغتُهُ
أأهربُ من مصيري
يا سيدّ الإنشاءِ
لم توقظْ بجسمي جمرةَ الأنثى
ولم تزرعْ على بابِ الحديقةِ
رغبةً أبكي عليها
فاسترحْ
هل صرتَ تعرفُ أنّ غيرَكّ
سوفَ يملأ لي سريري
**
قلتُ الحقيقةُ لا يؤولها اللسانُ الفارسيُّ
وأولُ المغزى انطفاءُ الشمسِ في نيسانَ
والجسدُ المشرّدُ في مياه الرافدينْ
حين استفاقَ على نهايتهِ
وخانتهُ القبيلةُ مرتينْ
لم يقتربْ من موته
ورأى النجومِ تفرّ من يدهِ
فصاحَ " أنا الحسينْ "
ورمى غوايتهُ إلى البداءِ معترفاً بغربتهِ
وأثقلَ رأسه في الأرض يسألُ : " أين أهلي
هل كلهم ذهبوا ليحتفلوا بقتلي "
هذا هو الوردُ المغطى بانتكاستهِ
فغادرْ بيتكَ النبويِّ
لم يصمدْ بكَ المعنى أمام العابرينِ
ولم تحالفكَ السماءْ
والله يصعدُ في عيونكَ والمساءْ
يبكي عليكَ
فلا تطلْ أمد الهزيمةِ كي تعيد البحرَ منتصراً
على أشلائهِ
الآنَ تحترفُ الكآبة بالبقاءْ
***
قد ضاع شيءٌ لا أراهْ
والليلُ مئذنة لصمتي
والمدينة طفلةٌ عمياءُ تبحثُ عن مقامٍ للصلاةْ
لا لم تصالحني الغرابةُ بعدَ هذا الليلِ
فالمنفى هو المنفى
وتاريخُ الجنازةِ في العراقِ يظلُ تاريخ الحياةْ

الحبيب ارزيق
21/09/2010, 08:09 AM
مشكور استاذي
نار موقدة متأججة هذه االقصيدة
اصطبر على اللهب...
مودتي

يحيى سليمان
21/09/2010, 09:42 PM
رائع جدا أيها الشاعر يسعدني أن أرحب بك في واتاك الحزينة

علي مجاهد
28/09/2010, 05:19 PM
مشكور استاذي
نار موقدة متأججة هذه االقصيدة
اصطبر على اللهب...
مودتي
شكرا على مرورك اللطيف جدا

علي مجاهد
28/09/2010, 05:24 PM
رائع جدا أيها الشاعر يسعدني أن أرحب بك في واتاك الحزينة

شكرا يا صديقي

يحيى سليمان
11/10/2010, 06:51 PM
نذرت لها عودة
وها هي
للأعلى

محرز شلبي
11/10/2010, 07:08 PM
الليل يمثل لوحات متنوعة متعددة يفهم معناه كلٌ حسب نوعية رؤيته..
هنا الليل رمز الظلمة، والظلمة من الظلام ، والظلام منبع الظنون السيئة والرعب ووو...
فلنحول الظلام إلى نور ، والظن إلى يقين..تحيتي وودي أخي علي مجاهد ولي همسة ( سأذكرها لكم في وقت لاحق)

منى حسن محمد الحاج
11/10/2010, 07:16 PM
لم يصمدْ بكَ المعنى أمام العابرينِ
ولم تحالفكَ السماءْ
والله يصعدُ في عيونكَ والمساءْ
يبكي عليكَ
فلا تطلْ أمد الهزيمةِ كي تعيد البحرَ منتصراً
على أشلائهِ
الآنَ تحترفُ الكآبة بالبقاءْ
***

وما مِن كاتبٍ إلاَّ سيفنى ...ويُبقي الدَّهرُ ما كتبتْ يداهُ
فلا تكتبْ بخطِّكَ غيرَ شيءٍ ...يسرُّكَ في القيامةِ أن تراهُ
أخي العزيز علي مجاهد.. حياك الله
قرأت هذه القصيدة فتعجبتُ وأُعجبت بالشاعرية الطاغية
والمشاعر الجياشة فيها، وبروعة التصوير وجمال الأسلوب.
أرى هنا شاعرا قديرا، ملك مفاتح الكلم، وطاوعته اللغة لينسج منها
أروع عباءات البيان..
فلماذا يا أخي العزيز تُشوه كل هذا الجمال بما لايلزم من تعدٍ على الذات الإلهية بإسقاط صفة البكاء عليها؟!
جل الله وعلا علوًا كبيرا ياأخي، وتعلم جيدا أخي أن الذات الإلهية لاتقبل المجازات ولا التشبيه!
لذا أستأذن أخي يحيى في إنزالها من المثبتات، فلا يجوز لنا أن نُعلي ما فيه تعدٍ على الخالق عز وجل.
ننتظر ، بل ونرجو منك توضيحا، ونتمنى أنها عثرة قلم، ولو سمحت لي بأن أقترح لك لاقترحت لك أن تستبدل كلمة " الله" بالمجد مثلا،
أو أي كلمة مناسبة كي تحافظ على بهاء القصيدة مع الابتعاد عن تجريح المسلمين والعبث بالمقدسات.
لك التحية

علي مجاهد
18/10/2010, 08:28 PM
الليل يمثل لوحات متنوعة متعددة يفهم معناه كلٌ حسب نوعية رؤيته..
هنا الليل رمز الظلمة، والظلمة من الظلام ، والظلام منبع الظنون السيئة والرعب ووو...
فلنحول الظلام إلى نور ، والظن إلى يقين..تحيتي وودي أخي علي مجاهد ولي همسة ( سأذكرها لكم في وقت لاحق)
على الرحب والسعة يا صديق يشرفني هذا

علي مجاهد
18/10/2010, 08:39 PM
وما مِن كاتبٍ إلاَّ سيفنى ...ويُبقي الدَّهرُ ما كتبتْ يداهُ
فلا تكتبْ بخطِّكَ غيرَ شيءٍ ...يسرُّكَ في القيامةِ أن تراهُ
أخي العزيز علي مجاهد.. حياك الله
قرأت هذه القصيدة فتعجبتُ وأُعجبت بالشاعرية الطاغية
والمشاعر الجياشة فيها، وبروعة التصوير وجمال الأسلوب.
أرى هنا شاعرا قديرا، ملك مفاتح الكلم، وطاوعته اللغة لينسج منها
أروع عباءات البيان..
فلماذا يا أخي العزيز تُشوه كل هذا الجمال بما لايلزم من تعدٍ على الذات الإلهية بإسقاط صفة البكاء عليها؟!
جل الله وعلا علوًا كبيرا ياأخي، وتعلم جيدا أخي أن الذات الإلهية لاتقبل المجازات ولا التشبيه!
لذا أستأذن أخي يحيى في إنزالها من المثبتات، فلا يجوز لنا أن نُعلي ما فيه تعدٍ على الخالق عز وجل.
ننتظر ، بل ونرجو منك توضيحا، ونتمنى أنها عثرة قلم، ولو سمحت لي بأن أقترح لك لاقترحت لك أن تستبدل كلمة " الله" بالمجد مثلا،
أو أي كلمة مناسبة كي تحافظ على بهاء القصيدة مع الابتعاد عن تجريح المسلمين والعبث بالمقدسات.
لك التحية
عزيزتي منى
أزجي إليك تحية ملؤها الاحترام وبعد /

لقد أذهلتني أيتها المهندسة لدرجة انك جعلتني أشعر بدهشة الموت وانتباه الضمير
من أنا ؟ ومن نبيي ؟ومن ربي ؟!!!جعلتني أتداعى فأكون فعلا افاتار في لحظة عذاب القبر
لكن انتشيت برعشة الضوء وعدت للحياة كطائر الفينيق لاقول لك :

لغتنا بحر من الحقيقة والمجاز لذا لا تأخذي الأمور بظاهرها دائما وإلا ستقعين في الشرَك كثيرا فهناك في بلاغتنا ( المعنى ) و( معنى المعنى )وهناك ( المعنى القريب ) و ( المعنى البعيد ) و ( التوريه ) ... الخ .وأنا على يقين بأن لديك الحس الجمالي الذي يمنحك تذوق جوهر الكلمة بعيدا عن شكلها
ولن أدخل معك هنا في معمعة جدلية اللفظ والمعنى أو الشكل والمضمون
ولن أتطرق للمعاني المطروحة للجاحظ أو لنظرية النظم لعبد القاهر
ولكن اقول ان لغتنا أكبر من أن نطوعها لنظرة سطحية ساذجة الى ظاهر الكلام دون الغوص في أعماقها الجميلة المليئة باللؤلؤ والمرجان لكي لا نكون مثل من يحاول عبثاً الصعود الى أسفل .
صديقتي
انا كذلك في ديني الله ليس له عيون كي يبكي
وليس له يد
وليس
وليس
وليس كمثله شي
ففي القرآن نقرأ ( يد الله فوق ايديهم )
وهناك في غيره
يد الله مع الجماعة
ونقول نحن :
عين الله لا تنام
وانا اقول لك عين الله تحرسك يا منى
وانا لم أأت بدين جديد فدينك هو ديني
ولكن الاستخدامات المجازية لا تخرجني من ديني ولا يتبرأ بها نبيي لأنني أتشرف ان أكون من ملته ، وديننا الحنيف ليس بهذا التشدد ومذهب التكفير ليس منا وفينا .
وكما قال احدهم :
مصيبة الدين في كل جميع عصوره بفئتين : فئة أساءت فهمه
وفئة أتقنت استغلاله
تلك ضللت المؤمنين به
وهذه أعطت الجاحدين حجة عليه .

حضرة المهندسة /
كم أنا حزين هذا النهار لقد اكتشفت أن الكلام طفلٌ مجازي يبحث عن براءته و عن يوتوبيا جديدة للألم ، ويؤصّل - على غير عادته_ لمعنى أن أقرأ في كلماتك بصيرة المنكوبين بالغياب. إذن ، أخبريني يا صديقتي على أي سفح ستجدين نفسك لتعرفي أن ضميرك المنفصل لا يستحق أكثر من بيت رثاء .
كم كنتِ جميلة وأنا أقرأ هذيانكِ ، فقد اّمنتُ بجدوى أن أخبركِ كيف تكون فلسفة المحارب الخاسر بمثابة تشريع للفاجعة والهزيمة .

صديقتي /
ربما لا تكون بصيرتي قادرة على تقويض الكمال بالعدم، وربما لا يكون المدى الذي تنقسم فيه ذاتك على كل أنواع المجاز جديراً بانتباه قتيل يحلم بالحياة_ ومع ذلك يبقى ثمة متّسع لندرك أن أسماءنا ما زالت لنا، وأن الدين أكبر من إرث يفرح به عابر سبيل في دنيا ليست ممكنة.


يا شرطيّ الدين /
ها انا اصرخ بأعلى صمتي :
أنا مثقل بالكمال
الله ربي
ومحمد نبيي
فهل ستمنحيني أنتِ تقرير المصير
__________________