المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الذئاب



بشير الشعيبي
17/03/2007, 10:09 AM
الذئاب

- "إذا لم تكن ذئبا، أكلتك الذئاب"
ما لي أنا و الذئاب تطاردني أينما حللت، و كلما حلت بي كارثة، أذكر الذئاب و أتخيلها ورائي لعدو مسرعة و من أنيابها تسيل قطرات من اللعاب الممزوجة بالدم.
- "إذا لم تكن ذئباً، أكلتك الذئاب"
- "لا أريد أن أكون ذئبا يا أبي. لا استطيع أن انهش لحم الآخرين"
- "إذا فسوف تأكلك الذئاب."
- "لا ... سأدافع عن نفسي، سوف أتصدى للذئاب، سأقطع عليها الطريق قبل أن تصل إليّ."
- "الذئاب تعرف متى و كيف تختار فريستها يا بني"
و في قرارة نفسي كنت أشفق كثيرا على والدي و فكرته التي علقت في ذهنه منذُ أمد بعيد و لم تتغير. مسكين لقد عاش أيام مريرة و تجرع كؤوس مرة و قاسية. لذا فإنه يريد أن أكون ذئبا.
كنت أود من كل قلبي أن أخالف تلك القاعدة. لا يعني أن تكون حَملا إذا لم تكن ذئبا. لا يعني أ كل من حولي ذئاب لأن الذئاب لم تأكلهم. أصاب بالدوار عندما أتخيل من حولي بشر بأنياب حادة و مخالب طويلة و عيون يقطر منها الشر سميكا و حادا. أحاول أن أهرب إلى مكان لا أرى فيه الذئاب، لكنها تظل تطاردني و لا تترك لي وقت أشعر فيه بالاطمئنان.
إما أن أكون ذئبا، أو ستأكلني الذئاب عندما يحين لها الفرصة.
- "إذا لم تكن ذئبا، أكلتـ..."
- "نعم يا أبي، هذه المرة سأكون ذئبا."
و بدأت التجربة. كنت أعدو، في فمي فك ذئب و في جوفي قلب حَمَل. و نهشت من لحوم الحملان. و لكن قلب الحَمَل لم يرحمني. قطّع بوخزه روحي و جوارحي. حاولت تغييره بقلب ذئب فلم أستطع.
و عدت حَمَلا أكثر براءة و ضعف و تبعتني الذئاب أكثر و فرائسي السابقة أصبحت ذئابا أيضا و تشارك في مطاردتي.
-".......، أكلتك الذئاب"
- "نعم، من دون اشتراط يا أبي لأني لست و لن أكون ذئبا يا أبي. لن أكون ذئبا."


خالص مودتي
بشير الشعيبي
اليمن

الشاعرمحمدأسامةالبهائي
17/03/2007, 10:46 AM
أخي الكريم بشير
السلام عليكم أيها الحمل العائد لتفترسك الذئاب وبأعتي الأنياب فهذا زمانهم وليس زمنك
للحملان مدن اليوتوبيا العتيقة ، مدن الحلم الضائع ، مدن بلا حراس وبلا ذئاب وبلا هواجس الأب
الذي يحض علي أن تستعر بضراوة ذئب لكي لاتأكلك ذئاب القرن؟
كن حملا أو جملا يحمل عبء الواقع ولاتدع الفرصة تفوتك دون ان تقتص لكل حق بالحق وتعلم أن لاتكون إزدواجي الملامح بانياب الذئاب وقلب الحملان؟

اليوم الذئاب وبالأمس القريب ( حادث )

أشكرك
وفي انتظار مطالعة المزيد
دمت بحفظ الله

بشير الشعيبي
17/03/2007, 12:16 PM
اليوم الذئاب وبالأمس القريب ( حادث )
أشكرك
وفي انتظار مطالعة المزيد
دمت بحفظ الله

الأخ الكريم الشاعر/ محمد أسامه
ما أجمل ما كتبت!
شكرا لتفضلك بالمرور و الرد
مع خالص مودتي (بشير)
لك خالص

صبيحة شبر
19/03/2007, 08:12 PM
الاخ العزيز بشير الشعيبي
مهما أظلمت الدنيا وزاد عدد الذئاب المفترسة فيها
فانه يوجد اناس طيبون( رغم قلة عددهم) وفاعلون
لا يكون الشخص منا ذئبا او حملا
وانما ذكيا وحليما يعرف اصول المجتمع واحوال الناس
وخير الامور أواسطها
ومرحبا بقصصك الملتزمة اخي العزيز

صابرين الصباغ
19/03/2007, 11:19 PM
اخي الكريم بشير
للمرة الثانية ادلف لنصوصك
لغة راقية شفيفة تنم عن قلم يبدع بروعة حروفه
لكن هنا لي رأى أخر
اخي الكريم
لا أدري شعرت ان الذئاب خاطرة اكثر منها قصة
وليت الاخوة الكرام هنا يناقشون هذا العمل
ولا اخفيك فقد استمتعت بالعمل جدا
مودتي واحترامي

حمادة البيلي
29/03/2007, 02:57 AM
ذئاب . فحملان . وغربان كذلك . أب عاش مرا وابن يحيا في أمل . أب يأمر ولده بأن يكون ذئبا ربما لأن مدينة الحملان أغلقت أبوابها ولم يعد بها مكان لجديد . لكن الابن يبن مملكة من الحملان في خياله . لم يستطع أن يكون ذئبا قط . أب كما في النص ..
و في قرارة نفسي كنت أشفق كثيرا على والدي و فكرته التي علقت في ذهنه منذُ أمد بعيد و لم تتغير. مسكين لقد عاش أيام مريرة و تجرع كؤوس مرة و قاسية. لذا فإنه يريد أن أكون ذئبا.
هنا لابد أن ننظر لبنية النص من خلال النظرة للشخصية الؤثرة . شخصية الأب كما وصف . أب يعاني من مرار القديم ولايريد أن يرى ابنه ما رآه فأوصاه إما أن يكون ذئبا أو ستأكله الذئاب . ولكن الابن يرى أن ثمة مساحة رغم ضيقها إلا أنه يود أن يزيد من اتساعها كما ورد على لسان الابن ..
كنت أود من كل قلبي أن أخالف تلك القاعدة. لا يعني أن تكون حَملا إذا لم تكن ذئبا. لا يعني أ كل من حولي ذئاب لأن الذئاب لم تأكلهم.
بطل خائف من مر ما مضى وبطل يحلم بيوتبيا جديدة حتى لو في خياله .. وبين البطلين إحداثية الطاعة ثم كيف لم يقو على الصمود ..
و بدأت التجربة. كنت أعدو، في فمي فك ذئب و في جوفي قلب حَمَل. و نهشت من لحوم الحملان. و لكن قلب الحَمَل لم يرحمني. قطّع بوخزه روحي و جوارحي. حاولت تغييره بقلب ذئب فلم أستطع ..
ثم النهاية . الضمير وهل استباقي أم وقتي . بمعنى هل يرضخ الابن لأمر أبيه المثقل بألم ماض مبك وهو حل وقتي أم حل استباقي بما في دخيلة نفسه وبما استقر عليه ..ويأتي الحل ..

"نعم، من دون اشتراط يا أبي لأني لست و لن أكون ذئبا يا أبي. لن أكون ذئبا."
ثم أخيرا عزيزى بما نحكم على النص . ولا زلت حقيقة أرى في أمر التصنيف حيرة غريبة . فالعلاقة بين الملقي بصفته ( كاتبا ) وبين المتلقي بذاتيته ( قارئا ) والمحقق بأمثولته ( ناقدا ) يجب أن تكون أكثر وضوحا ..
فالملقي ( كاتبا ) هو صاحب النص ولا يجب مطلقا أن يتوقف أمام التصنيف الأدبي للنص فعمنا توفيق الحكيم مثلا هرب بذكاء من مشكلة كتابه عودة الروح لما قال كتبتها لأني أحببتها . ثم المتلقي ( قارئا ) بذائقته وفقط ولا أرى وجوبا لتوقفه أمام التصنيف . بل إن الذي يهمه التصنيف هو المحقق بصفته ( ناقدا ) لأنه هو الؤرخ للنص الأدبي .. ولو اتخذت دوري المتلقي والمحقق فلي ..
أولا . قارئا ..
أرى في النص جمالا مؤلما ولا عجب في العبارة وهي صحيحة ولم أخطأ التعبير عما يجيش بنفسي . جمالها في صراحتها المرموزة المباشرة في آن واحد وألمها في بقاء الكثير من الجراح تنزف وتئن دون أن يبالى بنا أو بنزفنا الدائم .
ثانيا . ناقدا ..
من خلال الوعي واللاوعي هنا . فالوعي أب ملكوم مضطرب يئن . يرى دنيانا آكل أو مأكول . يراها كذلك وهي كذلك تأكيدا وهو الوعي هنا والوعي كما يعرفه أهل الفلسفة وعلماء النفس مطابقة الرؤيا أو اتفاقها أو مطابقتها للواقع وذاك هو واقعنا العربي المزرى بكل أسف . ثم لا وعي هنا . وهو الابن الرافض لمبدأ والده . لن يكون ذئبا . لن يكون . واللاوعي هو انكار الواقع والتمسك بما يقره العقل الباطن من أحلام وأمان . أراني أطلت كثيرا فلك مني اعتذار شديد أخي ..
تحيتي
واعتزازي
حمادة البيلي
عضو نادي القصة
نائب رئيس منتدى الثقافة الدولي
رئيس رابطة الكتاب العرب

زاهية بنت البحر
29/03/2007, 04:39 AM
تظل المسألة تتراوح بين الذئبية والحملية بشكل نسبي بين مجتمع وآخر ,فلنكن أقوياء كي لاتأكلنا الذئاب ولانأكل الحملان ..بارك الله بك أخي المكرم بشير ورعاك
أختك
بنت البحر

بشير الشعيبي
04/04/2007, 02:06 PM
الإخوة الكرام:
صبيحة شبير
صابرين الصباغ
حماده البيلي
زاهية بنت البحر

كل الشكر و التقدير لإطلاعكم و أرائكم القيمة
لكم جميعا تحية إجلال و تقدير
بشير

بشير الشعيبي
04/04/2007, 02:06 PM
الإخوة الكرام:
صبيحة شبير
صابرين الصباغ
حماده البيلي
زاهية بنت البحر

كل الشكر و التقدير لإطلاعكم و أرائكم القيمة
لكم جميعا تحية إجلال و تقدير
بشير

يحيي هاشم
09/04/2007, 04:12 PM
عن الفكرة :
لا نختلف على أن الفكرة راقية " ما بين الذئاب والحملان يعيش البشر .. فمن نحن ؟؟ " .
عن اللغة :
أراها لغة هادئة رقيقة لا تصعقنا , الحوار هادىء وجيد بين الإبن والأب .
ولكن :
القصة تعتمد على العقدة التى تتولد منها الحدث والصراع ..
حتى وإن أراد الكاتب أن يصور أن الصراع داخلى ولكنه لم يقدم لنا ذلك بل نحن من نحاول أن نبحث عنه .
أرى هنا أن النص يتأرجح بين الخاطرة " من حيث البوح الداخلى " وبين القصة " من حيث الصراع الغير ظاهر , والحوار الذى تم تذكره مع الأب ".
أستاذ بشير
نص هادىء أحييك عليه
يحيى هاشم

بشير الشعيبي
09/04/2007, 04:41 PM
أستاذ بشير
نص هادىء أحييك عليه
يحيى هاشم

الأستاذ/ يحي هاشم
تقديري لرأيك
شكرا لتشريفك بالمرور
خالص مودتي
بشير