المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وراء كل قادم........ قصة



دنيا حكمت
27/09/2010, 08:46 AM
جاء الصيف ويلملّم نفسه للسماح للخريف بالدخول، كان صيفي في سوريا والحشود العربية من كافة الأرجاء تحطّ مطار دمشق، لهجات عديدة يتفوه بها مصطافون أغلبهم من لغة الضاد.
يختارون هذا البلد ، وأنتَ تراقب طابور القادمين لتكتشف أو تتخيل كل ثانية قصة ماوراء كل من يحمل حقيبة سفرهِ، أو يجرّها جراً على دواليب صغيرة.
هذه العجوز التي تنطق العربية بالكاد القادمة من وراء البحار يستقبلها رهط من الأقارب والمعارف، يحملون باقات من زهورٍ ويلوحون بملصق يحمل أسمها بأكثر من لغة حتى يتم التعارف.
لا حاجة لأن تعصر ذهنك لتستدل أن هذه المرأة غائبة منذ عقود طويلة عن بلدها الأصلي ، وأنها وجدت الفرصة سانحة الآن لزيارة أو عودة الى أحضان الأهل .
لايخيب ظنك، فحين أطلت العجوز بدأ من حولك يشيرون بأصابعهم اليها قائلين لأبنائهم الصغار (أنها تشبه جدتكم ) وكلما أقتربت المرأة خطوة كانت الهمهمات تعلو أكيد .....أنها هي.
يتساءل الصغار الذين يراقبون ممر القادمين ويقولوا:(( جدتنا صغيرة وهذه عجوز؟ )) الأهل يسكتون الأطفال ويقولون صورتها المعلقة من خمسين عام.......
خطوات أخرى وتكون المرأة العجوز أمام أبناءها وأحفادها بشعرها الأبيض ووجهها المجعد وعكازها الصغير ،، العناق الممزوج بكلمات عربية وأجنبية الدموع التي تتدفق من المآقي البكاء يختلط بالضحك ........

وفي زاوية أنتقى جد أولادي مكاناً له، كان الآخر ينتظر لكن اللعبة هنا تختلف هو الجد ونحن الأهل والعائلة، وهو مستغرق بالمراقبة لهذا الأزدحام الرهيب في قاعات المطار ناسجاً حكايات وقصص وروايات في عقلهِ مررنا بجانبه ولم يلمحنا؟؟
كلنا تغيرنا! نتوهم أن وجوهنا وهيئتنا تبقى كما هي مهما تبدلت الأيام وتمني النفس بهذه الأحلام لكن الوقائع مغايرة.....


قلتُ لنفسي: هذهِ ليست حكاية شخصية لا تخصني وحدي وليست ملكاً لي أنها قصة عشرات الآلاف من العائلات العربية التي تتمزق بين وجع الأغتراب وهاجس عدم الأمان في دنيانا العربية الواسعة.

أريج عبد الله
27/09/2010, 11:43 AM
صدقتِ يادنيا لاأدري كيف يشعر البعض بسعادة في غربته!
والبعض الأخر يقول أنه البديل عن موطني, وآخر يقول هنا
عملي ورزقي ,وربما الأمان الذي أفتقده في بلدي.
لكن يبقى هاجساً في قلبي لمن أنتمي!! كيف أزُرع من جديد وجذوري في بلدي
ربما تتغير الملامح لكن الغربة لاتؤثر في المعادن الأصيلة .
عندما أقطع البحر في سبع ساعات متواصلة فوق رعب المطبات الجوية
وبين التفكير بلقاء الأهل في غربة أخرى والذكريات الجميلة في عراق الأمل
أتوه بين غرباتي وأصحى وأنا أردد آية الكرسي خوفاً من المطبات الجوية,
حمداً لله لم تتغير الملامح كثيراً المهم أن لانصاب بمرض ونبقى
في سلام لنواصل الرسالة.
أمنياتي الطيبة لطرحك الرائع
أختك أريج العراق

نجيب بنشريفة
27/09/2010, 12:07 PM
.
.
.
.

عوف بن محلم الخزاعي
أحد العلماء والأدباء والرواة الفهماء، والندامى الظرفاء والشعراء الفصحاء، وكان صاحب أخبار ونوادر، وله معرفة بأيام الناس، وأصله من حران، وهي اليوم سني أورفا في جنوب تركيا.
وكان طاهر بن الحسين بن مصعب نائب المأمون على خراسان قد اختصه لمنادمته واختاره لمسامرته. وكان لا يخرج في سفر إلا أخرجه معه، وجعله زميله وأنيسه وعديله، وكان يعجب به.
فبقي مع طاهر ثلاثين سنة لا يفارقه، وكان يستأذنه في الانصراف إلى أهله ووطنه فلا يأذن له ولا يسمح به، فلما مات طاهر وخلفه ابنه ظن أنه قد تخلص وأنه يلحق بأهله ويرجع إلى وطنه.
فقربه عبد الله بن طاهر من نفسه وأنزله منزلته من أبيه، وكان عبد الله أديباً فاضلاً عالماً بأخبار الناس، فلما وقف على أدب عوف وفضله تمسك به وأفضل عليه حتى كثر ماله، وحسن حاله، وتلطف بجهده أن يأذن له عبد الله في العود إلى وطنه فلم يكن إلى ذلك سبيل، وحفزه الشوق إلى أهله وأهمه أمرهم.
فاتفق أن خرج عبد الله من بغداد يريد خراسان، فصير عوفاً عديله يستمتع بمسامرته، ويرتاح إلى محادثته إلى أن دنا من الري- وهي طهران اليوم - فلما شارفها سمع صوت عندليب يغرد بأحسن تغريد وأشجى صوت، فأعجب عبد الله بصوته، والتفت إلى عوف بن محلم فقال له: يا بن محلم، هل سمعت قط أشجى من هذا الصوت وأطرب منه؟ فقال: لا والله أيها الأمير، وإنه لحسن الصوت، شجي النغمة، مطرب التغريد، فقال عبد الله: قاتل الله أبا كبير حيث يقول:

ألا يا حمام الأيك إلفك حاضـر** وغصنك مياد ففيم تـنـوح؟
أفق لا تنح من غير شيء فإنني** بكيت زماناً والفؤاد صـحـيح
ولوعاً فشطت غربة دار زينب ** فها أنا أبكي والفـؤاد قـريح

فقال عوف: أحسن والله أبو كبير وأجاد ثم قال: أصلح الله الأمير إنه كان في الهذليين مائة وثلاثون شاعراً ما فيهم إلا مفلق، وما كان فيهم مثل أبي كبير فإنه كان يبدع في شعره، ويفهم آخر قوله وأوله، وما شيء أبلغ في الشعر من الإبداع فيه

قال عبد الله: أقسمت عليك إلا أجزت شعر أبي كبير؟(أي قلت شعراً على مثاله) قال عوف: أصلح الله الأمير، قد كبر سني، وفني ذهني، وأنكرت كل ما كنت أعرفه. قال عبد الله: سألتك بحق طاهر إلا فعلت؟ وكان لا يسأل بحق طاهر شيئاً إلا ابتدر إليه لما كان يوجبه له، فلما سمع عوف ذلك أنشأ يقول:

أفي كـل عـام غـربة ونـزوح ** أما للنوى من ونـية فـتـريح؟
لقد طلح البين المشـت ركـائبـي ** فهل أرين البين وهـو طـلـيح؟
وأرقني بالـري نـوح حـمـامة ** فنحت وذو البث الغـريب ينـوح
على أنها ناحت ولم تـذر دمـعة ** ونحت وأسراب الدموع سـفـوح
وناحت وفرخاها بحيث تراهـمـا ** ومن دون أفراخي مهامـه فـيح
ألا يا حمام الأيك إلفك حـاضـر ** وغصنك مياد فـفـيم تـنـوح؟
عسى جود عبد الله أن يعكس النوى ** فيلقي عصا التطواف وهي طريح
فإن الغنى يدني الفتى من صديقـه ** وعدم الغنى بالمقتـرين طـروح

فاستعبر عبد الله ورق له، وجرت دموعه وقال له: والله إني لضنين بمفارقتك، شحيح على الفائت من محاضرتك، ولكن والله لا أعملت معي خفاً ولا حافراً إلا راجعاً إلى أهلك، ثم أمر له بثلاثين ألف درهم، ثم ودع عبد الله وسار راجعاً إلى أهله فمات قبل أن يصل إليهم.
محبكم ابن الرياض
.
..
.
سلمت الديار أختي دنيا وأعادك الله سبحانه اليها سالمة غانمة

مودتي
.

محرز شلبي
27/09/2010, 02:36 PM
صبرا أهل العراق ..صبرا أريج ودنيا ، وما يلقاها إلا الصابرون...
ما ذا أقول ؟ توقفت العبارات ، لم أعد أقدر حتى على الكتابة..
تحيتي وودي

كرم زعرور
27/09/2010, 04:50 PM
ألأخت الفاضلة دنيا
نقلت ِلنا حالة ًنعيشُها ,ونراها كل يوم ,
إبداعُك ِوصدقُك ِكان وراءَ التصوير ِالجميل ِ,
أجملُ الأماني - كرم زعرور

دنيا حكمت
28/09/2010, 07:21 AM
أختي الغالية أريج
أمنياتي اللقاء معاً بأرض المحبة وبلد الرافدين بأقرب فرصة ونكون بصحتنا آمـــــــــــين

تحيتي

دنيا حكمت
28/09/2010, 07:23 AM
الأستاذ الفاضل كرم
نعم ، أنها صدق أحساسي صورتهُ ،وأبداعي أستهلهُ منكم ومن تشجيعكم
بوركت

دنيا حكمت
28/09/2010, 07:26 AM
الأستاذ العزيز محرز
سيطلّ علينا اليوم الذي أدعوك بهِ لزيارتنا في بغداد العروبة -مدينة الرشيد- مع عائلتك
وثقتي بالله كبيرة ، انهُ قريب

تحيتي العطرة

دنيا حكمت
28/09/2010, 07:34 AM
الله.. الله ياأستاذي العزيز نجيب
سلمت أنامُلك، وسلمِّ قلمك
صدقني الغربة قتلتني وقتلت الفرحة بقلبي لا أريدُ مالاً ولا نفوذاً أريد شمّ تراب بلدي التي أبعدت عنه قسراً
فهنيئأً للخزاعي أنهُ لم يُبعد بل خرج طوعاً وسكن حُباً

تحيتي الطيبة