المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عبودية الأمس وعبودية اليوم



إبراهيم عوض
01/10/2010, 03:25 PM
{ شبكة فلسطين ال 48 }

أحمد خفاجى
عبودية الأمس وعبودية اليوم

مقال الثلاثاء28 سبتمبر 2010

كلما رأينا الطغاة يستخدمون البعض من أبناء الشعب من الفقراء أو من المثقفين في قهر الشعب وتثبيت الطغيان , سأل سائل منا , كيف تنحاز فئة من المقهورين إلي من يقهرهم , وكيف ينحاز الجائعون إلي من جوعهم ؟؟؟
الحاج شعبان الشباس , الزعيم الأمريكي المسلم , المعروف بمالكوم إكس يُجيب علي هذا السؤال في واحدة من مقولاته الخالده في إحدي خطبه حيث يقول:
عندما كان رجل أسود مثلي يتكلم وسط العبيد , ما كان السادة ليقتلوه , بل كانو يرسلون بعضا من عبيد البيت وراءه ليمحو كل أثر لكلماته
يجب أن نقرأ تاريخ العبوديه لكي نفهم ذلك , هناك نوعان من العبيد , عبيد البيت وعبيد الحقل.
يوالي عبد البيت سيده دائما , وإذا ثار عبد الحقل علي سيده أدبه عبد البيت وأعاده إلي سيرته الأولي.
يفعل عبد البيت ذلك لأنه يعيش حياة أفضل من حياة عبيد الحقل , يأكل أفضل منهم , ويلبس أفضل منهم, ويسكن في بيت أفضل منهم , لأنه يعيش بجوار سيده يأكل من طعامه ويلبس من ملابسه , إنه يُحب سيده أكثر مما يُحب نفسه ولا يتمني السوء له , إنه يمرض لمرضه , إذا مرض سيده قال له ما الخطب يا سيدي ؟؟ هل نحن مرضي ؟؟
عندما يحترق بيت السيد يسارع لإطفاء الحريق لأنه لا يرضي أن يحترق بيت السيد ويسعي دائما للحفاظ علي ممتلكاته.
لكن عبد الحقل يعيش في كوخ حقير , لا شئ لديه ليفقده , إنه يرتدي أردئ أنواع الملابس , ويأكل أسوأ الأطعمه , إن عبيد الحقل يكرهون سيدهم ,ويتمنون موته عندما يمرض , وعندما يحترق منزله يدعون الله أن يرسل ريحا تُزيد الحريق
هناك فرق بين عبيد البيت وعبيد الحقل , مازال لدينا عبيد للحقل وعبيد للبيت
أنا من عبيد الحقل
الحاج شعبان الشباس (مالكوم إكس )
هذا هو ما قاله الزعيم الأمريكي في ستينيات القرن الماضي متحدثا عن العبوديه في الولايات المتحده فماذا نقول عن العبوديه الجديده في العالم العربي في أيامنا هذه.
كان الرق بسيطا عندما كان لكل عبد سيد واحد , وكان الهدف من العبودية في أمريكا توفير العماله الرخيصه لدعم الإنتاج الزراعي الواسع في المستعمرات الجديده , كانو يهدفون هناك إلي جني القطن , بينما تهدف العبودية في بلادنا إلي جني النفط والغاز وكل الخامات الطبيعيه حتي تلك المستخدمه في صناعة الأسمنت , وتهدف أيضا إلي السيطره علي الأسواق وتعمل علي حبسنا في مربع الفقر اللعين.
أحيانا يكون العبد محظوظا عندما يكون له سيد يُهمه أن يبقيه حيا بإعتبار أنه جزء من ممتلكاته وهو حظ خبيث لم ننله بعد , لأننا لسنا عبيدا لسيد واحد , إننا نرزخ في قاع العبوديه حيث يملكنا عبيد يملكهم عبيد أخرون يملكهم سيد لا نراه أمامنا ولا يقترب منا ولا نقترب منه وبذلك تصبح العبودية العربية الحديثه عبودية مركبة ومعقده.
نحن شعب العبيد نوازي عبيد الحقل الذي تحدث عنهم الحاج شعبان يقمعنا عبيد البيت من جحافل قوات الأمن العربيه قمعا عسكريا ويضربوننا بشده إذا رفعنا أصواتنا أو تعدينا الحدود المسموح بها في الحركة أو في الكلام , إنهم يدافعون عن الجمهوريات الوراثيه الجديده من أجل الوظيفه والمرتب وأملا في الترقي .
نحن شعب العبيد ينهبنا سماسرة الرأسماليه العالميه ووكلائها عندما يفرغون بلادنا من العمل المنتج في الزراعه والصناعه ويحولونها إلي مجرد سوق إستهلاكي إنهم يدافعون عن أسيادهم الصغار لأن بقائهم في السلطه ضمان لهم بالسياده الماليه علي جموع الفقراء والمساكين ولأن أسيادهم الصغار مندوبون عن أسيادهم الكبار.
نحن شعب العبيد يفرضون علينا العبودية الأبديه للصهيونيه عنما يقبلون بتفوقها العسكري ويسمحون لها أن تكون القوة العسكريه الأكبر في المنطقه وعندما يمنحونها فرصة التفرد بإمتلاك السلاح النووي , إنهم يفاوضونها ويقدمون لها التنازلات بحجة عدم القدره علي مقاومتها وبحجة تجنيب الشعوب ويلات الحروب ولا يجيبون علي سؤالنا البسيط ماذا فعلتم طوال العقود الماضيه من أجل بناء قوتنا العسكريه والإقتصاديه ؟؟ إنهم يقدمون للصهيونيه كل أسباب القوه عندما يعتقلون المقاومين والمخلصين وعندما يتعاملون معها ويمدونها بالنفط وبالغاز وبالصمت وبالخنوع ثم يتعللون بقوتها ويطلبو منا التسليم لها بالعبوديه .
إنها حالة فريدة في تاريخ العبوديه حيث يُنصب العبيد قزما سيدا عليهم ويصنعون منه عملاقا!!!!
نحن شعب العبيد , وقعنا في عبودية التقنيه , لأننا لا ننتج طعامنا ولا نملك أدوات إنتاجه و لا ننتج دوائنا ولا نعرف إلي ذلك سبيلا و نتواصل ونتحرك بأدوات مستورده , لذا فإننا وبدون أدني شك عبيد من يصنع الدواء والغذاء ومن يمتلك التقنيه , إنها عبودية حتميه مهما إدعينا الحرية والسياده.
عندما نحاول التخلص من العبوديات الحديثه يندس المثقفون والمفكرون (الفشنك) بيننا ويقيدون خطواتنا البطيئه نحو الحريه , إنهم من سماهم الحاج شعبان عبيد البيت , أنهم صنيعة العبيد الصغار يمنحونهم المناصب الثقافيه الكبيره ,و يجلسونهم علي رأس مؤسساتنا العلميه و الثقافيه والإعلاميه فيصيبنا منهم رهبة وخوف , نظن أنهم منا ,وأنهم يعرفون ما لا نعرف ويفكرون أكثر مما نفكر , إنهم الأداه التي تسلبنا عقولنا بعد أن تسلبنا قوات الأمن أجسادنا الخائره.
يمنعوننا من إستخدام لغتنا العربيه في العلوم , ويحذروننا من مغبة الإقدام علي ذلك وينذروننا بالتخلف إن فعلنا, وكأننا لم ننغمس في التخلف إنغماسا تاما علي أيديهم و بإستخدام منهجهم المغلوط .
إنهم من يُنظر لإستحالة النهضه إلا عبر التبعيه , إنهم لا يجدون منفذا للخلاص من التخلف الأقتصادي إلا بقدوم إستعمار جديد أو بالحصول علي صكوك الغفران من بيوت المال العالميه عبر رضا إسرائيل علينا.
إنهم من جعلو من عقيدتنا مرادفا للرجعيه , ومن تحمسنا مُرادفا للإرهاب , إنهم من ينزعجون من الحجاب والعفه , ويضيقون من حرصنا علي تأكيد الإنتماء والهويه العربيه الإسلاميه.
إنهم من يحذرون من التغيير بحجة أن التغيير سوف يأتي بالقوي التي لن تسمح بتداول السلطه , وكأن السلطه متداولة في بلادنا , أو كأنهم يعلمون الغيب!!!!
إنهم يُغرقون في الحديث عن ثورة الزنوج التي حدثت منذ مئات السنيين ولا يبشرون بثورة الرقيق في القرن الواحد والعشرين , إنهم نماذج بشريه مهلهله تهادن الظلم وتبرره , وترتدي أزياء الثوار والتنوير ,إنهم كُتاب الحكومه وقادة في المعارضه , إنهم من يقولون إننا شعوب قاصره وفي حاجة إلي مزيد من الوقت كي تنضج وتستحق الحريه , إنهم من يقفون في صفوف التغيير ويقولون إن ساعة التغيير لم تأتي بعد , إنهم من يميعون القضايا ويجعلون من الخيانه إختلافا في وجهات النظر إنهم عبيد البيت بينما نحن عبيد الحقل وقد ان لنا أن نواجههم ومعهم كل تجار الرقيق في عالمنا العربي

أحمد خفاجي
ahkhafagy@yahoo.com


إقرأ أيضا

القدوه وحدها لا تكفي في معركة الوطن

علي هذا الرابط

http://candles01.blogspot.com/2010/09/blog-post_21.html

عن العجز في الميزانيه العامه

علي هذا الرابط

http://candles01.blogspot.com/2010/09/blog-post_14.html



http://candles01.blogspot.com

http://matpool.maktoobblog.com/

http://www.youtube.com/khafagyah


--