هلال الفارع
01/10/2010, 04:07 PM
http://www.wata.cc/up/uploads2/images/w-c176e96b46.jpg (http://www.wata.cc/up/uploads2/images/w-c176e96b46.jpg)
تَشَبَّثِي بِلُبَابِ الْحُزْنِ قافِيَتِي!!
لك يا سيد الشعر.. لك يا أخي خميس
*هــلال الفــارع
لِمَنْ تُغَنِّي، وَأَنْتَ الْعَازِفُ الْبَرِمُ=وَفَوْقَ خَدَّيْكَ دَمْعٌ، مَلَّهُ النَّهَمُ
وَأَنْتَ نَاءٍ، وَمَفْقُودٌ، وَمُفْتَقَدٌ=وَمُسْتَبَاحٌ، وَمَطْعُونٌ، وَمُتَّهَمُ
وَأَنْتَ تَنْزِفُ، ما جُرْحٌ بِمُلْتَئِمٍ=وَلَيْسَ يَسْأَمُ مِنْ شُرْبِ النِّصَالِ دَمُ؟!
لِمَنْ تُغَنِّي، وَأَوْتَارُ الْهَوَى يَبِسَتْ=وَجَفَّ رِيقُكَ في الْمَنْفَى، وَكُفَّ فَمُ
وَرَاعَكَ الأَهْلُ والأَصْحَابُ، وانْحَطَمَتْ=مَرْساةُ وَحْيِكَ، واسْتَشْرَتْ بِكَ الْتُّهَمُ؟
أَهْرَقْتَ عُمْرَكَ، لا نَجْوَى لَكَ انْسَجَمَتْ=ولا الْعَنَاوينُ في عَيْنَيْكَ تَنْسَجِمُ
تَبْدُو إِذَا جُنَّتِ الأَحْزَانُ مُبْتَسِمًا=وَأَنْتَ فيهَا مُرَاءٍ.. لَسْتَ تَبْتَسِمُ
مَنْ يَبْتَسِمْ يَنْشَرِحْ صَدْرًا وَقَافِيَةً=وَأَنْتَ أَنْتَ؛ كَسِيرٌ، عَابِسٌ، حَطِمُ!
وَرَاءَ حُلْمِكَ سَهْمٌ رَاشَهُ قَلَقٌ=وفي يَدَيْكَ حُطَامٌ لَفَّهُ عَدَمُ
ما بالُ حَرْفِكَ مَشْرُوخٌ تَنَاهَبَهُ=رَجْفٌ، يُقَلِّبُهُ الإعْيَاءُ والنَّدَمُ؟
كَأَنَّمَا أنتَ مِنْ دَهْرٍ تُطَوِّعُهُ=فَمَا اسْتَقَامَ، وَأَوْهَى حَدَّهُ السَّقَمُ
فَهَلْ تُغَنِّي إِذًا، أَمْ أَنْتَ ذُو وَجَعٍ=مُرٍّ، تُسَافِرُ في أَنَّاتِكَ اللُّجُمُ؟
فَقُلْتُ هَذَا نَشِيدِي، كَيْفَ أَخْذُلُهُ=وَإِنَّهُ مُنْذُ بَدْءِ اللَّحْنِ يَنْتَظِمُ؟!
إنْ ضَاقَ صَدْرِي، فَمَا ضَاقَتْ بِأَوْرِدَتِي=أُغْنِيَّةٌ يَنْتَشِي في شَدْوِهَا نَغَمُ
وَإِنْ أَذَابَتْ حُرُوفِي سَطْرَهَا حَزَنًا=فَلَمْ يَزَلْ يَنْسِجُ الآمالَ لِي قَلَمُ
لي مَوْعِدٌ مَعْ صَبَاحٍ فَوْقَ جَبْهَتِهِ=أَنَا وَأَنْتِ وَنَهْرُ الْحُلْمِ نَرْتَسِمُ
وَغَابَةٌ مِنْ رَجَاءاتٍ مُسَوَّمَةٍ=ظَلَّتْ إِلَى الْيَوْمِ بالرَّجَّاتِ تَتَّسِمُ
حَمَلْتُ حُبَّكِ في قَلْبِي، فَحَمَّلَنِي=حِمْلاً تَنُوءُ بِهِ الأَرْوَاحُ والْجُرُمُ
وَبِي أَسًى لَوْ تَجَلَّى لِلْجِبَالِ هَوَتْ=وَغَادَرَتْني، وبي مِنْ جَمْرِهِ ضِرَمُ
كَأَنَّهُ الشِّعْرُ تُغْوينِي مُلُوحَتُهُ=فَيَسْتَبِيحُ جُرُوحِي المِلْحُ والألَمُ
جاءَتْ إليَّ لَدَى صُبْحٍ تُعَلِّلُنِي=وفي شُرُودِي صُرُوحُ الرُّوحِ تَنْحَطِمُ
قالَتْ تَرَجَّلْ عَنِ الإفراطِ في سَفَرٍ=لا يَنْتَهِي قبلَ أن يَحْفَى بِهِ الْأَدَمُ
ولو عَلِمْتَ فقدْ أَقْوَى أَخُو حَزَنٍ=حَتَّامَ يُعْوِلُ فِينَا حُزْنُكَ الْعَرِمُ؟
آهٍ مِنَ الْفَقْدِ لو تَدْرِينَ عَاذِلَتِي=فَإِنَّمَا فيهِ ظَهْرُ الصَّبْرِ يَنْقَصِمُ
وَإِنَّ هَذَا الَّذي أَسْبَابُهُ انْقَطَعَتْ=أَخٌ، وَأَيُّ أَخٍ! أَوْدَتْ بِهِ الْجُسُمُ
أَخِي، وَحِبَّي الَّذِي ذَابَتْ حُشَاشَتُهُ=على صُرُوفِ النَّوَى، واغْتَالَهُ الْكَلِمُ
مَضَى الخَمِيسُ فَوَجْهُ الأَرْضِ مُكْتَئِبٌ:=الدَّارُ والْجَارُ والآثارُ والْرَّحِمُ
تَشَبَّثِي بِلُبَابِ الْحُزْنِ قافِيَتِي=فالْحُزْنُ إِنْ جَلَّ في بَدْرِ الدُّجَى كَرَمُ
وَإِنَّهُ الْبَدْرُ في شِعْرٍ، وفي خُلُقٍ=وَإِنَّهُ الْبَدْرُ إنْ جَنَّتْ بِنَا الظُّلَمُ
لَسَوْفَ تَبْكِي حُرُوفي طالَمَا اشْتَعَلَتْ=آهاتُ صَدْرِي، وَتَاهَتْ في النَّوَى الْقَدَمُ
قَالُوا تَرَجَّلْتَ عَنْ شَدْوٍ، وَعَنْ وَتَرٍ=فَقُلْتُ كيْفَ، وَهَذَا اللَّحْنُ بَيْنَكُمُو؟
تاللَّهِ ما غابَ يَوْمًا عَنْ نَوَاظِرِنَا=وما تَنَكَّرَ للأَسْمَاع وَيْحَكُمُو
عُدْ يا خَمِيسُ فَمَا زَالَتْ بَيَادِرُنَا=تَرْنُو إِلَيْكَ، وَتَبْكِي نَأْيَكَ الْخِيَمُ
وَذِي الْقَوَافِي ثوَى ما بَيْنَهَا سَأَمُ=وَذِي فِلِسْطِينُ أَدْمَى قَلْبَهَا أَلَمُ
يا سَيِّدَ الشِّعْرِ قُمْ لَوْ لَحْظَةً فَلَقَدْ=كِدْنَا نُصَدِّقُ أَنْ لَنْ تَنْهضَ الْهِمَمُ
هلْ نَسْتَفِيقُ مِنَ الْكَابُوسِ، أَمْ تَرَكَتْ=فِينَا الْحَقِيقَةُ صَدْعًا قَدَّهُ الْيَتَمُ
نَعَمْ هَوَيْتَ، وهذا الرَّدْمُ مُمْتَلِئٌ=لا رَيْبَ فيهِ، كَما لَو أَنَّهُ وَرَمُ
نَعَمْ هَوَيْتَ.. نَعَمْ.. واحَسْرَتَاهُ لَنَا=وَوَا خَمِيسُ... كَوَتْنَا هَذِهِ النَّعَمُ!!
تَشَبَّثِي بِلُبَابِ الْحُزْنِ قافِيَتِي!!
لك يا سيد الشعر.. لك يا أخي خميس
*هــلال الفــارع
لِمَنْ تُغَنِّي، وَأَنْتَ الْعَازِفُ الْبَرِمُ=وَفَوْقَ خَدَّيْكَ دَمْعٌ، مَلَّهُ النَّهَمُ
وَأَنْتَ نَاءٍ، وَمَفْقُودٌ، وَمُفْتَقَدٌ=وَمُسْتَبَاحٌ، وَمَطْعُونٌ، وَمُتَّهَمُ
وَأَنْتَ تَنْزِفُ، ما جُرْحٌ بِمُلْتَئِمٍ=وَلَيْسَ يَسْأَمُ مِنْ شُرْبِ النِّصَالِ دَمُ؟!
لِمَنْ تُغَنِّي، وَأَوْتَارُ الْهَوَى يَبِسَتْ=وَجَفَّ رِيقُكَ في الْمَنْفَى، وَكُفَّ فَمُ
وَرَاعَكَ الأَهْلُ والأَصْحَابُ، وانْحَطَمَتْ=مَرْساةُ وَحْيِكَ، واسْتَشْرَتْ بِكَ الْتُّهَمُ؟
أَهْرَقْتَ عُمْرَكَ، لا نَجْوَى لَكَ انْسَجَمَتْ=ولا الْعَنَاوينُ في عَيْنَيْكَ تَنْسَجِمُ
تَبْدُو إِذَا جُنَّتِ الأَحْزَانُ مُبْتَسِمًا=وَأَنْتَ فيهَا مُرَاءٍ.. لَسْتَ تَبْتَسِمُ
مَنْ يَبْتَسِمْ يَنْشَرِحْ صَدْرًا وَقَافِيَةً=وَأَنْتَ أَنْتَ؛ كَسِيرٌ، عَابِسٌ، حَطِمُ!
وَرَاءَ حُلْمِكَ سَهْمٌ رَاشَهُ قَلَقٌ=وفي يَدَيْكَ حُطَامٌ لَفَّهُ عَدَمُ
ما بالُ حَرْفِكَ مَشْرُوخٌ تَنَاهَبَهُ=رَجْفٌ، يُقَلِّبُهُ الإعْيَاءُ والنَّدَمُ؟
كَأَنَّمَا أنتَ مِنْ دَهْرٍ تُطَوِّعُهُ=فَمَا اسْتَقَامَ، وَأَوْهَى حَدَّهُ السَّقَمُ
فَهَلْ تُغَنِّي إِذًا، أَمْ أَنْتَ ذُو وَجَعٍ=مُرٍّ، تُسَافِرُ في أَنَّاتِكَ اللُّجُمُ؟
فَقُلْتُ هَذَا نَشِيدِي، كَيْفَ أَخْذُلُهُ=وَإِنَّهُ مُنْذُ بَدْءِ اللَّحْنِ يَنْتَظِمُ؟!
إنْ ضَاقَ صَدْرِي، فَمَا ضَاقَتْ بِأَوْرِدَتِي=أُغْنِيَّةٌ يَنْتَشِي في شَدْوِهَا نَغَمُ
وَإِنْ أَذَابَتْ حُرُوفِي سَطْرَهَا حَزَنًا=فَلَمْ يَزَلْ يَنْسِجُ الآمالَ لِي قَلَمُ
لي مَوْعِدٌ مَعْ صَبَاحٍ فَوْقَ جَبْهَتِهِ=أَنَا وَأَنْتِ وَنَهْرُ الْحُلْمِ نَرْتَسِمُ
وَغَابَةٌ مِنْ رَجَاءاتٍ مُسَوَّمَةٍ=ظَلَّتْ إِلَى الْيَوْمِ بالرَّجَّاتِ تَتَّسِمُ
حَمَلْتُ حُبَّكِ في قَلْبِي، فَحَمَّلَنِي=حِمْلاً تَنُوءُ بِهِ الأَرْوَاحُ والْجُرُمُ
وَبِي أَسًى لَوْ تَجَلَّى لِلْجِبَالِ هَوَتْ=وَغَادَرَتْني، وبي مِنْ جَمْرِهِ ضِرَمُ
كَأَنَّهُ الشِّعْرُ تُغْوينِي مُلُوحَتُهُ=فَيَسْتَبِيحُ جُرُوحِي المِلْحُ والألَمُ
جاءَتْ إليَّ لَدَى صُبْحٍ تُعَلِّلُنِي=وفي شُرُودِي صُرُوحُ الرُّوحِ تَنْحَطِمُ
قالَتْ تَرَجَّلْ عَنِ الإفراطِ في سَفَرٍ=لا يَنْتَهِي قبلَ أن يَحْفَى بِهِ الْأَدَمُ
ولو عَلِمْتَ فقدْ أَقْوَى أَخُو حَزَنٍ=حَتَّامَ يُعْوِلُ فِينَا حُزْنُكَ الْعَرِمُ؟
آهٍ مِنَ الْفَقْدِ لو تَدْرِينَ عَاذِلَتِي=فَإِنَّمَا فيهِ ظَهْرُ الصَّبْرِ يَنْقَصِمُ
وَإِنَّ هَذَا الَّذي أَسْبَابُهُ انْقَطَعَتْ=أَخٌ، وَأَيُّ أَخٍ! أَوْدَتْ بِهِ الْجُسُمُ
أَخِي، وَحِبَّي الَّذِي ذَابَتْ حُشَاشَتُهُ=على صُرُوفِ النَّوَى، واغْتَالَهُ الْكَلِمُ
مَضَى الخَمِيسُ فَوَجْهُ الأَرْضِ مُكْتَئِبٌ:=الدَّارُ والْجَارُ والآثارُ والْرَّحِمُ
تَشَبَّثِي بِلُبَابِ الْحُزْنِ قافِيَتِي=فالْحُزْنُ إِنْ جَلَّ في بَدْرِ الدُّجَى كَرَمُ
وَإِنَّهُ الْبَدْرُ في شِعْرٍ، وفي خُلُقٍ=وَإِنَّهُ الْبَدْرُ إنْ جَنَّتْ بِنَا الظُّلَمُ
لَسَوْفَ تَبْكِي حُرُوفي طالَمَا اشْتَعَلَتْ=آهاتُ صَدْرِي، وَتَاهَتْ في النَّوَى الْقَدَمُ
قَالُوا تَرَجَّلْتَ عَنْ شَدْوٍ، وَعَنْ وَتَرٍ=فَقُلْتُ كيْفَ، وَهَذَا اللَّحْنُ بَيْنَكُمُو؟
تاللَّهِ ما غابَ يَوْمًا عَنْ نَوَاظِرِنَا=وما تَنَكَّرَ للأَسْمَاع وَيْحَكُمُو
عُدْ يا خَمِيسُ فَمَا زَالَتْ بَيَادِرُنَا=تَرْنُو إِلَيْكَ، وَتَبْكِي نَأْيَكَ الْخِيَمُ
وَذِي الْقَوَافِي ثوَى ما بَيْنَهَا سَأَمُ=وَذِي فِلِسْطِينُ أَدْمَى قَلْبَهَا أَلَمُ
يا سَيِّدَ الشِّعْرِ قُمْ لَوْ لَحْظَةً فَلَقَدْ=كِدْنَا نُصَدِّقُ أَنْ لَنْ تَنْهضَ الْهِمَمُ
هلْ نَسْتَفِيقُ مِنَ الْكَابُوسِ، أَمْ تَرَكَتْ=فِينَا الْحَقِيقَةُ صَدْعًا قَدَّهُ الْيَتَمُ
نَعَمْ هَوَيْتَ، وهذا الرَّدْمُ مُمْتَلِئٌ=لا رَيْبَ فيهِ، كَما لَو أَنَّهُ وَرَمُ
نَعَمْ هَوَيْتَ.. نَعَمْ.. واحَسْرَتَاهُ لَنَا=وَوَا خَمِيسُ... كَوَتْنَا هَذِهِ النَّعَمُ!!