المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حوارات مع العلماء والمتخصصين.



أبوبكر خلاف
18/03/2007, 02:17 AM
محمد جلاء إدريس لـ «العالم الإسلامي» :
إسرائيل وظفت الأدب لخدمة أهدافها القومية والسياسية ..
اهتمام صهيوني رسمي بالتعرف على البعد الريفي في المجتمع المصري


في هذا اللقاء يكشف الدكتور محمد جلاء إدريس - أستاذ الأدب والدراسات العبرية بكلية الآداب بجامعة طنطا - عن بعض الجوانب الخفية في تاريخ الأدب العبري واستراتيجية الأدب الصهيوني ، وكيف استطاع الأدباء اليهود توظيف الأدب لخدمة أهدافهم القومية والسياسية ، وأبعاد الظاهرة الأدبية في الكيان الصهيوني....

قليلون جدا هؤلاء الذين يبحثون في الأدب المقارن وتاريخه ودوافعه الاجتماعية والنفسية ، وأقل منهم عددا من يهتم بالأدب الصهيوني ومعرفة أهدافه وبواطنه ونزعاته ، ليكتشف على بينة حقيقة الشخصية اليهودية وأطماعها في كل عصر ومصر ، سواء في الشعر أو القصة القصيرة أو الرواية

ولعل من الحقائق الهامة التي تغيب عن كثير من الناس أن المجتمع الإسرائيلي هو من أكثر مجتمعات العالم عناية بدراسة آداب الشعوب وفلسفتها وطبيعتها ، وكثيرون من الشعب الإسرائيلي يجيدون حرفة الأدب وصناعته ، فمنهم الشعراء ، وكتاب القصة والرواية ، لذا فإن معظم دور الفن والسينما والمسارح والمؤسسات الإعلامية في أوربا وأميركا تدار بمعرفة اليهود ويوجهونها بما يخدم أطماعهم واستراتيجياتهم السياسية والاقتصادية والعسكرية.


إلى أي مدى تصل أهمية دراسة الأدب والتعرف على طبيعة الشعوب والمجتمعات وفي هذا العصر بالذات ؟! :good: أعتقد أن الأدب يمثل واحدا من أهم وأوثق السجلات المعرفية التي يمكن الاستناد إليها في استقاء المعلومات عن التكوينات الباطنة في مجتمع من المجتمعات والتي يصعب في أحيان كثيرة رصدها عبر سائر المصادر المعرفية المباشرة من كتابات سياسية واجتماعية وفلسفية وما شاكلها

ويرجع ذلك إلى طبيعة العملية الأدبية وطبيعة الأديب كفنان ، فهو كائن ذو حساسية شعورية خاصة ، مؤهل بهذه الحساسية لالتقاط خفايا الحركة الباطنة من محيط المجتمع وتسمع نبضاتها الهامسة عبر أذن رادارية وعين مجهرية لا يحوزهما غير الفنان فقط الأمر الذي يوفر للعمل الأدبي ثراء وفيرا من الحقائق والمعلومات التي يمكن للباحثين التقاطها وجمعها وتنسيقها وربطها بمعارفهم السابقة عن الواقع الاجتماعي.

أيضا نجد الأديب خلافا للفيلسوف والمفكر الاجتماعي والسياسي ، مزود بمقدرة خاصة على التعبير عن وجهات نظره في أشكال رمزية وضبابية مغلفة ، الأمر الذي يتيح له الإفلات من قيود التعبير التي قد تفرضها في بعض المجتمعات السلطة السياسية ، أو صرامة المعتقدات السائدة ضد وجهات النظر المعارضة أو المجددة

أيضا ، نجد الأديب لا يملك بحكم طبيعة العمل الأدبي ذاته أن يطمس الحقائق السياسية والاجتماعية أو الاتجاهات النفسية إذا ما وضع عمله الأدبي في خدمة السلطة القائمة ، ذلك أنه يضطر في سياق دفاعه عن أوضاع معينة إلى الإشارة الضمنية إلى الحقائق والميول التي يدافع ضدها !!

لكل هذه الأسباب وغيرها نلاحظ الاعتماد الكبير في دراسة المجتمعات القديمة على الوثيقة الأدبية في استكمال المعلومات عن حقيقة الموقف الشعبي والتيارات الباطنة في المجتمعات.

بصفتكم - أستاذا للدراسات العبرية .. ترى إلى أي مدى كان اهتمام المعاهد والمؤسسات الإسرائيلية بدراسة أدبنا العربي الحديث ؟!

>> نتيجة لازدياد الثقة بالوثيقة الأدبية ، فقد اتجهت مجموعات من الباحثين في أوضاع المجتمعات الحديثة والمعاصرة إلى الاعتماد على الظاهرة الأدبية في الكشف عن مختلف الأوضاع في هذه المجتمعات - خاصة المجتمعات المعادية - على نحو مثمر وفعال أدى بأجهزة المخابرات في العالم المعاصر إلى الاهتمام الشديد بدراسة آداب المجتمعات المعادية.

ولقد انتبهت الأجهزة الفكرية الاستخبارية في الواقع الإسرائيلي إلى هذه الحقيقة منذ وقت مبكر ، ومن هنا جاء الاهتمام الإسرائيلي المتزايد بدراسة الأدب العربي على اتساعه ، بالإضافة إلى العناية بترجمة ونشر النصوص الأدبية العربية لتكون في متناول من يشاء من الباحثين الاسرائيليين المهتمين بدراسة الجوانب الاجتماعية والنفسية في المجتمعات العربية وعلى سبيل المثال ، نجد الترجمة العبرية المبكرة التي أنجزها " أبا إيبان " - وزير خارجية إسرائيل الأسبق - لإبداعية توفيق الحكيم (يوميات نائب في الأرياف) ،

الأمر الذي يعكس مدى الاهتمام الرسمي الإسرائيلي بالتعرف على أعماق المجتمع المصري في بعده الريفي ، بالإضافة إلى الاهتمام بالتعرف على الواقع الاجتماعي الحضري الذي يعبر عن نفسه في الترجمة المستمرة لأعمال نجيب محفوظ وغيره من الروائيين المصريين والعرب ممن تدور أعمالهم حول حياة المدينة !!

> ترى هل حاول المتخصصون العرب دراسة الأدب العبري أو الإسرائيلي للتعرف على ديناميكية الواقع الاجتماعي والسياسي في إسرائيل ؟!
>> في الحقيقة ان الاهتمام العربي بدراسة الأدب في الواقع الإسرائيلي المعادي بدأ في وقت متأخر جدا ، والذي أيقظ عندنا هذا الاهتمام هو حجم الهزيمة العسكرية التي وقعت بالعرب عام 1967 ، وبعدها بدأ اهتمام شخصي لدى بعض طلاب الدراسات العليا بتوجيه بحوثهم نحو دراسة الظاهرة الأدبية الإسرائيلية المكتوبة في الإنجليزية.

وتمخض عن هذا الاهتمام بعض الدراسات المحدودة اعتمد بعضها على نصوص شعرية ونصوص من القصة المكتوبة بالعبرية ، واعتمد بعضها الآخر على نصوص روائية مكتوبة بالإنجليزية 00 ولكن هذه الجهود المتناثرة ما زالت دون المستوى الواجب من الاهتمام ، خاصة أن معظم مراكز البحث العلمي المختصة بدراسة إسرائيل في العالم العربي توجه جهودها الرئيسية نحو دراسة الأوضاع اليومية الجارية في الحياة الإسرائيلية.

> من وجهة نظركم - ما هى أهم الخطوط الرئيسية .. أو ما هى أبعاد الظاهرة الأدبية في الكيان الصهيوني ، من خلال دراستكم ومتابعتكم لمسيرة الأدب العبري ؟؟!
>> الظاهرة الأدبية في الكيان الصهيوني السائد في المجتمع الإسرائيلي سابقة في وجودها على البناء الاجتماعي ذاته .. الأمر الذي يعني أن هذا المجتمع قد نشأ وتكون تحت مظلة أيديولوجية فلسفية سياسية تحكم وتضبط دينامياته الداخلية فأجهزة الضبط الأيديولوجي تعمل - دائما - على عزل أو احتواء الاتجاهات الفكرية المعارضة والمناقضة ، والعمل على حجبها عن الصدور أو هدمها عن طريق النقد إذا أفلتت من قيود النشر .

أيضا ، نجد الأدب العبري وغير العبري في الكيان الصهيوني يتعامل في مجموعه مع وقائع وأحداث الصراع مع العرب وملابساته المتطورة على أساس المقولات الصهيونية ولا ينفصل عنها.
كما أن الأدب في هذا المجتمع يعكس في قطاع منه حالات التمرد النفسي والاجتماعي وظواهرها دونما مساس بالسقف الأيديولوجي الصهيوني .

وقد لوحظ أن المجتمع الصهيوني يعاني نتيجة لاستمرار الصراع العسكري من حالة إرهاق نفسي عام ، ويعيش تحت ضغط مستمر ، وافتقاد الطمأنينة دون أن تؤدي هذه الحالة إلى إعادة النظر في مناظير الرؤية الصهيونية للصراع وأصوله وأشكال حلوله .

لوحظ - أيضا - أن المجتمع الصهيوني قد أفرز في السنوات الأخيرة حركات يسارية محدودة القوة التأثيرية وقليلة العدد ، وهي تملك نظرة راديكالية في معاداة المقولات الصهيونية.
> أخيرا .. نود منكم - أن تلقي لنا الضوء حول الشروط المنهجية اللازمة لبحث طبيعة الظاهرة الأدبية في الكيان الصهيوني ؟؟!

>> من اللافت للنظر - حقا - والذي لاحظته بعين ثاقبة ، أن الظاهرة الأدبية في الكيان الصهيوني تستهوي عددا متزايدا من المثقفين العرب ومن طلاب الدراسات العليا بأقسام اللغة العبرية .. كما لاحظت في نفس الوقت أن عددا من الدراسات التي تمت في هذا المضمار قد وصل أصحابها إلى موقف لا من حيث الانزلاق إلى موقف التسليم بالمفاهيم الصهيونية الواردة في سياق الأعمال الأدبية والسقوط في المصيدة التي ينصبها قاموس النقد الأدبي الصهيوني ، أو من حيث الانزلاق إلى موقف المبالغة في تفسير الأعمال الأدبية ، خاصة تلك التي تكشف مضامينها عن نوع من التوتر الداخلي في نمط الحياة بالكيان الصهيوني أو تلك التي تلقي ضوءا على بعض زوايا التمرد والقلق النفسي أو الفكري في هذه الحياة .. الأمر الذي يصل ببعض الباحثين العرب إلى تصور الأديب الصهيوني المعادي على أنه كائن فكري معاد لأصول الواقع الصهيوني ووصل إلى القناعات العربية ببطلان هذا الواقع ومعاداته للتاريخ وسعادة الفرد اليهودي .

وإذا كان يمكن تفسير الموقف الأول بضعف الثقافة لدى الباحثين العرب ، وتفسير الموقف الثاني على أنه نوع من التفسير بالمرغوب .. فإنه يمكن تفسير الموقفين معا على أنهما نتيجة لعدم مراعاة الشروط المنهجية الأولية اللازمة لبحث الظاهرة الأدبية في الكيان


ـــــــــــــــــــ
اجرى الحوار - محمد عبد الشافي القوصي

أبوبكر خلاف
19/03/2007, 04:47 PM
خيارات الحل الوسط التاريخي للصراع العربي - الإسرائيلي
04/04/2007
حسن نافعة
عن صحيفة الحياة اللندنية

هل باتت الفرصة حقاً مهيأة لتبني المبادرة العربية كأساس لتسوية سلمية للصراع العربي - الإسرائيلي؟

من الواضح أن الأوضاع الدولية والإقليمية التي تجري فيها «عملية إحياء المبادرة» تبدو مختلفة كثيراً عن تلك التي شهدت عملية إطلاقها وذلك من زاويتين على الأقل، الأولى: تتعلق بالمأزق الذي تواجهه كل من الولايات المتحدة و"إسرائيل" حالياً، بسبب انغراس الأولى في الوحل العراقي والثانية في الوحل اللبناني، والثانية: تتعلق بدخول المنطقة آفاق أزمة كبرى جديدة قد تفضي إلى مواجهة عسكرية بسبب البرنامج النووي الإيراني. ولا جدال في أن هذه الأوضاع الجديدة تجبر الولايات المتحدة و"إسرائيل" على أن تكونا، من ناحية، أقل غطرسة في تعاملهما مع الآخرين، خصوصاً مع «الدول العربية المعتدلة»، وأكثر رغبة، من ناحية أخرى، في تخفيف الضغط على الحكومات العربية وربما العمل على كسب ودها في حال حدوث مواجهة مع إيران. ومع ذلك، يصعب القول إن الظروف أصبحت الآن ناضجة لتبني المبادرة العربية كأساس لبدء مفاوضات جادة تستهدف إيجاد تسوية سلمية شاملة للصراع العربي الإسرائيلي، على رغم ترحيب "إسرائيل" والولايات المتحدة المفاجئ بها والظهور بمظهر من يتعاطى إيجابياً معها. وفي تقديري أن كلاً من الولايات المتحدة و"إسرائيل" ستبذلان كل ما في وسعهما لمحاولة توظيف واستغلال هذه المبادرة تكتيكياً لأغراض تتعلق بالرغبة في تعظيم قدرتهما على إدارة الأزمة مع إيران. دليلنا على ذلك ما يلي:

1- قيام الولايات المتحدة قبل انعقاد القمة بمحاولة فاشلة للضغط على الدول العربية لحملها على تعديل المبادرة على نحو يؤدي إلى إسقاط حق اللاجئين في العودة.

2- تظاهر "إسرائيل"، عقب نجاح الدول العربية في مقاومة الضغوط الأميركية، بإبداء استعدادها للموافقة على المبادرة إذا حصلت من الدول العربية، من خلال مفاوضات جماعية أو ثنائية معها خصوصاً مع المملكة العربية السعودية، على ما يطمئنها على حسن نياتها. وليست تلك، في تقديري، سوى محاولة مكشوفة من جانب "إسرائيل" لتطبيع العلاقات مع الدول العربية قبل التوصل إلى تسوية، بل وقبل موافقتها الصريحة على المبادرة.

ومن الواضح تماما أن المبادرة العربية تحتوي على ثلاثة عناصر لم تقبل بها "إسرائيل" في الماضي ولا يوجد أي مؤشر على أن "إسرائيل" غيّرت موقفها من أي منها. العنصر الأول: يتعلق بالانسحاب إلى خطوط 1967، والثاني: حل مشكلة اللاجئين وفقاً للقرار 194، والثالث: تفكيك المستوطنات المقامة على أي جزء من الأراضي المحتلة بعد 67 والكف عن أي حقوق أو ادعاءات بالسيادة على أي منها بما في ذلك حائط المبكى.

وفي تقديري أن "إسرائيل" لم تدرك بعد أن أي تسوية نهائية للصراع العربي - الإسرائيلي لا يمكن إلا أن تقوم على مرجعية سياسية محضة، وهو ما يقضي بضرورة استبعاد أي ادعاءات يصعب تبريرها إلا على أساس ديني. وللتسوية المستندة إلى مرجعية سياسية أساسان لا ثالث لهما، الأول: قرار التقسيم الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، أي القرار 181 لعام 1947، والثاني: القرار 242 الصادر عن مجلس الأمن عقب حرب 1967. ميزة قرار التقسيم أنه يوفر حلاً يقوم على فكرة التكافؤ في الحقوق بين الشعبين الفلسطيني واليهودي ويشتمل على خرائط مفصلة لحدود سياسية بين دولتين مستقلتين ومتساويتين تماماً في الحقوق. ومن شأن حل يقوم على أساس كهذا أن يحسم نهائياً المشاكل كافة التي لا تزال معلقة، خصوصاً الأرض (حيث الخرائط المساحية للحدود مودعة تفصيلاً لدى الجمعية العامة للأمم المتحدة)، والقدس والتي يتعين في هذه الحالة أن تبقى موحدة، ولكن تحت وصاية الأمم المتحدة وليس السيادة الإسرائيلية وهو ما يعني ضرورة تخلي "إسرائيل" عن سيادتها ليس فقط على القدس الشرقية ولكن على القدس الغربية أيضاً)، واللاجئين (والذين يمكنهم العودة إلى بيوتهم لأن خرائط التقسيم رسمت قبل وجود مشكلتهم أصلاً). أما القرار 242 فلا يشكل حلاً إلا أذا اقترن بتنفيذ قرار الجمعية العامة رقم 194 لسنة 1949 والخاص بمشكلة اللاجئين. ولأن القرار 242 ينص في أحد بنوده على ضرورة إيجاد حل عادل لمشكلة اللاجئين، فمن الطبيعي أن يتسق هذا الحل مع قرارات الشرعية الدولية. ولأنه ينص في الوقت نفسه على عدم جواز احتلال أراضي الغير بالقوة، فمن المسلم به أن الحدود التي يتحدث عنها هي حدود 67 وليس حدود 47.

معنى ذلك أنه لا يوجد أمام "إسرائيل" أي خيار آخر ثالث: فإما القبول بحدود 47، وفي هذه الحالة يمكن للاجئين الفلسطينيين العودة إلى الدولة الفلسطينية وليس إلى دولة "إسرائيل"، وإما القبول بحدود 67، وفي هذه الحال يتعين على "إسرائيل" قبول عودة القدس الشرقية بالكامل، بما فيها حائط المبكى، للسيادة الفلسطينية (مع الاعتراف بحق اليهود في زيارتها) وكذلك عودة كل من يرغب من اللاجئين الفلسطينيين إلى دياره داخل "إسرائيل" نفسها، ولكن كمواطنين إسرائيليين. ومن شأن أي حل آخر غير ذلك أن يعيد فتح باب الجدل حول ما يسمى بالحقوق التاريخية. وإذا حدث ذلك فلن يكون له سوى معنى واحد وهو إغلاق الباب أمام كل الحلول ولقرن آخر مقبل. بعبارة أخرى يمكن القول إن اعتماد مرجعية سياسية للحل لا يعني سوى القبول بحدود 47 فقط أو بحدود 67 مع عودة اللاجئين، ولا يوجد خيار ثالث. فهل تفهم "إسرائيل"، أم أنه كتب على الصراع العربي - الإسرائيلي أن يبدأ دينياً وينتهي كذلك؟

* كاتب مصري.

أبوبكر خلاف
27/03/2007, 10:04 AM
كيف نفهم الآخر؟
بقلم / *إبراهيم علوش

قبل مدة، سألني صائدٌ كيف تتفق دعوتي لاستئصال الوجود الاستيطاني اليهودي في فلسطين، ولمقاومة كل أشكال الصهينة والتطبيع عربياً وعالمياً، مع اقتطافي للمراجع الصهيونية في الآن عينه من كتاباتي أو مع دعوتي للناس مثلاً لقراءة كتاب "التاريخ اليهودي -الديانة اليهودية- وطأة ثلاثة آلاف عام" للكاتب إسرائيل شاحاك، وهو المستوطن الصهيوني حسب تعريفي!
واستوضح صحفي رأيي بعدها حول جواز ترجمة الأدب الصهيوني، وتحت أي شروط. فهي أسئلة قد يطرحها المخلصون وغير المخلصين على أنفسهم وفيما بينهم.

شتان ما بين دراسة العدو تحت عنوان محدد هو صراعنا الوجودي معه، وما بين الاتصال بدور النشر "الإسرائيلية" وإقامة العلاقات الثقافية بحجة فهم "العدو"

والحقيقة أن مسألة فهم العدو كثيراً ما يساء طرحها واستخدامها لتبرير إقامة جسور تطبيعية، ليتم قلبها في النهاية رأساً على عقب. فالحاجة الموضوعية لفهم العدو جيدا في خضم صراعنا التناحري معه تنقلب خلسة إلى سفاهة مقولة "فهم وتقبل الآخر"، وهي مقولة تخدم شرائح عربية وفلسطينية محددة ترتبط مصالحها الثقافية والسياسية والمالية بشكل أو بآخر بحسن علاقتها بالطرف الأميركي الصهيوني، من السلطة الفلسطينية والأنظمة العربية وبعض المثقفين العرب المعنيين بنيل رضى الغرب وبعض السياسيين الانتهازيين في الأراضي المحتلة عام 1948.
فشتان ما بين دراسة العدو تحت عنوان محدد هو صراعنا الوجودي معه، وما بين الاتصال بدور النشر "الإسرائيلية" وإقامة العلاقات الثقافية بحجة فهم "العدو" وهو الذي سرعان ما يتكشف عن الترويج لخيانة "قبول الآخر".
فمن حيث المبدأ، لا نستطيع أن نغير الواقع إن لم نفهم فكر الصهيونية وإستراتيجياتها، وطبيعة اختراقاتها، وعقيدتها العسكرية، والعلاقة الأميركية-الصهيونية، والصلة اليهودية-الصهيونية، وطبيعة المجتمع "الإسرائيلي" والتطورات الجارية فيه، والمناورات السياسية للحكومات "الإسرائيلية" المتعاقبة والأحزاب الصهيونية المختلفة، وإلى ما هنالك.
من أجل فهم عميق للعدو إذن، يجب أن يقوم بعضنا على الأقل بتعلم العبرية، ومتابعة وسائل الإعلام والأدب الصهيونيين، وكل ما يجري في الكيان من تطورات سياسية واقتصادية وعسكرية. ويجب أن ننشئ مراكز الدراسات (غير الممولة أجنبيا) المعنية بتوثيق هذه الجوانب ودراستها ورفدنا بالتقارير والأبحاث عنها. وما ينطبق على العدو الصهيوني في هذا المجال، بالمناسبة، ينطبق على أميركا أيضا.
لكن النقطة التي نتجاوز بعدها الفهم الضروري للعدو إلى الترويج لخيانة المثقف العربي لدوره ورسالته تبدأ عند الإصرار على الدعوة مثلا لترجمة الأدب العبري فحسب، خارج سياق مشروع المواجهة الوجودي المتكامل سياسيا وعسكريا وثقافيا، أو على الأقل، خارج سياق انحياز المثقف الواضح لأمته دون أدنى مواربة.
هذا للأسف ما ينزلق إليه بعض المثقفين، بتعمد أحيانا، عندما يدعون إلى "فهم الآخر" دون ربطه بالضرورة بالتزامهم بمشروع التحرير وقضايا أمتهم. ففي غياب مثل هذا الربط، تتحول المسألة إلى خلق آليات للتطبيع الثقافي شئنا أم أبينا، ويسهل على المثقف بعدها أن ينحدر بسرعة عبر الخط الفاصل من قراءة كتاب أو صحيفة دون اتصال مباشر إلى إقامة العلاقات كيفما اتفق بحجة "فهم العدو".

في ظل الاختراقات التسووية والتطبيعية المتعددة وغياب المشروع النهضوي العربي التحرري يجدر أن لا يتصرف كل منا على هواه في إجراء اتصالات ومبادرات مع العدو

وقد تنبع المشكلة جزئيا من تفتت مرجعياتنا، وهو ما يسبب اختلاطا على الصعيدين السياسي والثقافي معا ويفتح الباب على مصراعيه لكافة أنواع الاختراقات والتطبيع.
فلو كنا نعمل كجزء من حركة مقاومة عربية ذات مرجعية معروفة ومصداقية كافية وثوابت متفق عليها ومشروع ثقافي نهضوي، لأمكن التحدث عن إمكانية وجود مشروع ما لاختراق العدو، ولكن في ظل الاختراقات التسووية والتطبيعية المتعددة وغياب المشروع النهضوي العربي التحرري يجدر أن لا يتصرف كل منا على هواه في إجراء اتصالات ومبادرات غير واضحة الأبعاد في أحسن الأحوال، سواء تعلقت بترجمة الأدب العبري أو بغير ذلك.
ــــــــــــــــــ
*منسق إعلامي لجمعية مناهضة الصهيونية والعنصرية

أبوبكر خلاف
29/03/2007, 12:42 AM
اا.د العلامة / محمد خليفة حسن أحمد

تاريخ ومحل الميلاد :

1 ديسمبر , عام 1943 ، الغربية.

المؤهلات العلمية :

- ليسانس , كلية الآداب , جامعة القاهرة , عام 1964 0

- ماجستير فى الآداب , جامعة القاهرة , عام 1968 0

- 1920 مقارنة لأديان. Temple U niv U. S . A

- 1976 دكتوراه الفلسفة فى الأديان. Temple Univ U. S . A



التدرج الوظيفـــــى :

- مدرس بكلية الآداب ، جامعة القاهرة ، عام 1976 0

- أستاذ مساعد بكلية الآداب ، جامعة القاهرة ، عـام 1981 0

- رئيس قسم التاريخ بجامعة الأمام بالسعودية (1983 : 1985 )0

- أستاذ بكلية الآداب ، جامعة القاهرة ، عام 1986 0

- مدير مركز الدراسات الاستشراقية بالسعودية ( 1992: 1990) .

- رئيس قسم الاستشراق ، جامعة الامام السعودية ( 1992 : 1995 )0

- مدير مركز الدراسات الشرقية ، جامعة القاهرة ، عام 1997 0

- رئيس قسم اللغات الشرقية ، كلية الآداب ، جامعة القاهرة ( 1998: 1999 )0

- وكيل كلية الآداب ، جامعة القاهرة ، عام 1999



الهيئات التى ينتمى إليها :
- الجمعية الأمريكية العلمية لدراسة الدين ( أمريكا ) 0

- الجمعية العلمية لتاريخ الأديان ( أمريكا ) .

- جمعية الأدب المقارن ( القاهرة ) .

- خبير اللغات السامية مجمع اللغة العربية 0

- عضو المجالس القومية , شعبة الآداب 0

- عضو لجنة الترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة .

- عضو جمعية خريجى أقسام اللغات الشرقية بالجامعات المصرية ( القاهرة ) .

- عضو اللجنة العليا لترجمات معانى القرآن الكريم بالسعودية.



المؤلفــــــــات :

- الحركة الصهيونية طبيعتها وعلاقتها بالتراث اليهودى - دار المعارف – عام 1981

- عالم الصليبين - ترجمة ودراسة بالاشتراك - دار المعارف - عام 1981

- الشخصية الإسرائيلية – مركز الدراسات الشرقية – عام 1998

- علاقة الإسلام باليهودية - دار الثقافة للنشر - عام 1985

- مدخل نقدى إلى أسفار العهد القديم – دار النيل - عام 1995

- تاريخ الديانة اليهودية – دار قباء – عام 1998 .

- ظاهرة البنوة الإسرائيلية مركز الدراسات الشرقية - عام 1991

- رؤية عربية فى تاريخ الشرق الأدنى القديم دار قباء - عام 1998

- الأسطورة والتاريخ فى التراث الشرقى القديم - دراسة فى ملحمة جلجامش - بغداد - عام 1987

- آثار الفكر الاستشراقى فى المجتمع الاسلامى – دار عين - عام 1997

- دراسات فى تاريخ وحضارة الشعوب السامية – دار الثقافة - عام 1985

- الإسلام : دراسة فى تاريخ الأديان ( تحت الطبع ) - عام 1998

- تاريخ الأديان - القاهرة - عام 1998

- الجيتو والمعابد اليهودية فى مصر - عام 1999

- البعد العربى الدينى للصراع العربى الإسرائيلى - مركز الدراسات الشرقية - عام 1999



المشــــروعات العلميــــة :

- المشاركة فى تأسيس مركز الدراسات الشرقية - جامعة القاهرة 0

- المشاركة فى تأسيس مركز الدراسات الاستشراقية جامعة الأمام - كلية الدعوة بالمدينة المنورة

- المشاركة فى تأسيس مركز ترجمات معانى القرآن الكريم - مجمع خادم الحرمين الشريفين - لطباعة المصحف بالمدينة المنورة المملكة العربية السعودية

- المشاركة فى إعداد المعجم الكبير بمجمع اللغة العربية للقاهرة

- المشاركة فى إعداد معجم الأعلام العربية - سلطنة عمان .



الجوائز والأوسمة:good: :

- جائزة عيد العلم الأول على كليات الآداب بالجامعات المصرية ، عام 1964

- جائزة الدولة التشجيعية فى الأداب من المجلس الأعلى للثقافة ، عام 1989

- نوط الامتياز من الطبقة الأولى ، عام 1991

اطال الله بقاء استاذنا ، وحفظه من كل مكروه..ونفعنا بعلومه..امين.

أنور رأفت لبيب
28/08/2007, 12:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا ...
:wel:

أبوبكر خلاف
04/09/2007, 01:51 PM
الدكتور محمد أبو غدير

الأدب العبري جمع الصهاينة من كل حدب وصوب

البوم الالكتروني/ عبدالفتاح السلاموني

الادب بمختلف اشكاله من شعر وقصة ورواية وغير ذلك هو مرآة تعكس واقع المجمتع بكل ما فيه من جمال او قبح (اليوم الثقافي) تحاول هنا ان تعكس واقع مجتمع فرض علينا وهو المجتمع الصهيوني وذلك من خلال معرفة ادبه العبري ونشأته واتجاهاته وكيف يصور الحياة السياسية لهذا الشعب في ظل التطورات المستمرة والتصعيد في الانتهاكات من جانب الصهاينة في حق الشعب الفلسطيني، كل هذا كان محور حديثنا مع الدكتور محمد ابو غدير استاذ ورئيس قسم اللغة العبرية وآدابها بجامعة الازهر واحد الباحثين البارزين في مجال الادب العبري وفيما يلي نص الحوار:
@ ما مدى اهمية دراسة ومعرفة الادب العبري لنا نحن المسلمين؟
- الكيان الصهيوني كان ولا يزال العدو الحقيقي للعرب والمسلمين ومكمن الخطر الذي يهددنا ويهدد مستقبلنا وقد خضنا وخاضت الدول العربية مع هذا الكيان حروبا عديدة هزمنا في بعضها وكان احد اسباب هزيمتنا الرئيسية جهلنا بعدونا واننا اكتفينا بمعرفة سطحية عنه اما في حرب 73 فقد وعينا الدرس وحدث تطور نوعي في فهمنا لعدونا من الداخل عرفنا مشاكلهم واعيادهم ومناسباتهم وعاداتهم وبالتالي استطعنا خداعهم ودراسة وقراءة الادب لاي مجتمع من الوسائل الفعالة في فهم المجتمع بانظمته ومشكلاته واحلامه فالادب العبري مرآة تعكس ما في المجتمع الاسرائيلي فكريا وثقافيا واجتماعيا وغير ذلك مما له اهمية قصوى لنا.
@ ماذا عن البعد التاريخي للادب العبري؟
- مسمى الادب العبري يشمل الاعمال التي كتبت باللغة العبرية في مجال الرواية والقصة والشعر وغيره من فنون الادب الاخرى وتعود جذور هذا الادب الى منتصف القرن التاسع عشر الميلادي بظهور رواية (محبة صهيون) للاديب اليهودي ابرهام مابو التي نشرت في روسيا عام 1856م وتلتها اعمال روائية وقصصية وأشعار مختلفة وكان الادب يكتب خارج فلسطين قبل الهجرات اليهودية اليها ومع بدء الهجرات اليهودية مع بداية القرن العشرين تنفيذا للمخطط الصهيوني الذي وضعه هرتزل لانشاء وطن قومي لليهود في فلسطين بدأ يفد الى فلسطين مع الهجرات ادباء من هنا بدأ الادب العبري ينتقل من اماكن الشتات المختلفة الى فلسطين ليظهر ما يسمى بالمرحلة الفلسطينية في الادب العبري وهذه المرحلة هي التي بلورت الادب العبري في شكله الحالي وبقيام اسرائيل عام 1948 دخلنا الى مرحلة ما يسمى بأدب الدولة حيث اصبحت لليهود دولة وجيش وتسمى هذه المرحلة بالادب العبري المعاصر.


@ احد النقاد الصهاينة وصف الادب العبري بانه الوحيد الذي استطاع ان ينشىء دولة الى اى مدى يصح هذا الوصف؟
- الادب العبري منذ مراحله الاولى في مجتمعات الشتات كان مجندا لخدمة الحركة الصهيونية وكان وسيلة اساسية وفعالة ساعدت على انشاء كيان صهيوني على ارض فلسطين فقد حثت الحركة الصهيونية الادباء والشعراء والمفكرين في مجتمعات الشتات اليهودية على دعوة اليهود في كل بقاع الارض الى الهجرة الى فلسطين والاستقرار بها لاقامة وطن قومي لهم وحثتهم على الدعوة لاحياء اللغة العبرية وتحويلها من لغة عبادة الى لغة حوار يومي ولغة ادب وبعد قيام الدولة برز اكثر دور الادب في خدمة الاحلام والاطماع الصهيونية حيث توافرت المطابع والمجلات والصحف العبرية.
@ التيارات السياسية كيف تنعكس على توجهات الادباء وكتاباتهم في اسرائيل؟
- غالبية الادباء هناك ينتمون الى التيار اليساري العلماني مع احتفاظهم بالخطوط الحمراء السابقة والاداب الذين ينتمون الى اليمين المتطرف قلة ومن ابرز اليساريين في مجال النثر الادبي (ابراهام يهوشواع) و (عاموس عوز وشاليف) وفي مجال الشعر (داليار ابيكوثتس) وفي مجال المسرح (حانوخ ليفين) الذي توفي قبل عام ونصف العام واوقفت الحكومة الاسرائيلية عرض مسرحياته ولشدة انتقاده للسلطة ولممارساتها ضد الشعب الاعزل رغم انه صهيوني لا يخرج عن الخطوط الحمراء ويغلب على ادباء اليسار الاهتمام بالافكار الانسانية العامة ومشكلات الانسان كالفقر وكذلك اهتماماتهم بالقضايا العالمية ومنذ بداية الانتفاضة الاخيرة ظهر مستقبل الصراع العربي الاسرائيلي ليفرض نفسه بقوة على كتابات الادباء لانها تمس واقعهم ومستقبلهم اما الادباء المتطرفون فمنهم (موسى شامير) وهو يكتفي الان بكتابة مقالات في الصحف تؤصل لفكره المتطرف وهذا واضح في جميع اعماله الادبية.

@ خاضت اسرائيل حروبا كثيرة مع العرب فكيف صور الادباء هذه الحروب؟
- اذا كان التاريخ اليهودي الحديث ينقسم الى مرحلتين مرحلة ما قبل قيام الدولة ومرحلة ما بعد قيام الدولة فان تاريخ اسرائيل بعد عام 48 يؤرخ على اساس الحروب التي خاضتها فيقال مرحلة 48و 67و 1973 وهذا ينطبق ايضا على الادب العبري فنجده على نفس التقسيم السابق ولكل مرحلة سمات مميزة تظهر بوضوح في الادب العبري ففي المرحلة من 48 الى ما قبل 73 يتسم الادب والفكر بسيطرة فكرة التفوق الصهيوني على العرب فتجدهم في الادب تشيع روح الغرور والتفاؤل بالمستقبل وبأن الحلم باسرائيل الكبرى سيتحقق وكما شاعت في الاوساط الادبية مدح الجيش الاسرائيلي ووصفه بالشجاعة والبسالة وغير ذلك وفي ذات الوقت يصف العرب بالجبن والذل والتخلف أما مرحلة ما بعد 1973 وبعد هزيمتهم فظهر الادب السياسي النقدي الذي ينتقد فيه الاديب والحكام والسياسات التي جرت الشعب الى الحروب واراقة الدماء وقد تأكد هذا الادب بعدة عوامل منها الغزو الاسرائيلي لجنوب لبنان واقتحام بيروت ومذابح صبرا وشاتيلا فثار الادب العبري لمقتل 800 قتيل اسرائيلي في حرب ليس لها اية اهداف واضحة لاسرائيل الا لارضاء غرور الحكومة ثم زاد النقد بعد الانتفاضة الفلسطينية الاولى.


@ وماذا عن مستقبل اللغة العبرية في ظل الهجرات المقبلة من مختلف الدول؟
- اللغة العبرية لن تتأثر بلغات المهاجرين تأثرا سلبيا لان اجادة العبرية شرط اساسي للهجرة كما ان الادب العبري احد الوسائل المهمة التي ساعدت على ترسيخ اللغة العبرية لتتحول الى ثقافية وقومية للمستوطنين اليهود والاهتمام باللغة القومية جاء تحت شعار (اخر يهودي وأول عبري) بمعنى انه يجب التخلص من (اللغة البديشية) التي كانت لغة اليهود في الشتات وبدء مرحلة تاريخية جديدة تمثل الثقافة العبرية الحديثة والمعاصرة وفي بنيتها الفكرية واهدافها على ارض فلسطين لان يهود الشتات اتصفوا بالجبن والخذلان وليست لديهم القدرة على الاستيلاء على الارض والقتال من اجلها واعتقد ان اللغة العبرية ستتعرض لازمة تحتاج الى اعادة نظر خاصة بعد ان اقرت الحكومات الاسرائيلية تدريس المناهج الدراسية بالعبرية في جميع المستويات التعليمية على ان تستوعب في داخلها المستحدثات العلمية والتكنولوجية.

@ وماذا عن المسرح في اسرائيل ودوره في الحركة الصهيونية؟
- المسرح الاسرائيلي قد ساهم بقوة في احياء اللغة العبرية وتدعيم القومية الصهيونية عن طريق اعمال تمجد شخصية اليهودي مثل مسرحيات ديفيد سيمح الذي يعد اول من بادر بالكتابة باللغة العبرية وقد واكب بدايات عرض المسرحيات الصهيونية انشاء دولة اسرائيل والدعاية لها وكانت مسرحية (في صحراء النقب) لايجال موسينسونه صاحبة المبادرة في هذا الشأن وهي ذات اهمية بالغة لانها تكشف ابعاد الشخصية الصهيونية ونظرتها للقضايا المتعلقة بمكانة الارض لدى اليهود وهل من الافضل الموت من اجلها ام من الافضل الحياة للحفاظ عليها ولان المسرح لديهم يرتبط بالحياة اليومية ويتفاعل مع ابرز احداثها فهو يتميز بالتناول المباشر والسريع للقضايا ولا تستمر المسرحية اكثر من 3 شهور على المسرح اما عن توجهات المسرح الحديث فتجد انها نقدية تحتج احيانا على السلوك الفظ للحكومة وترفض الانسياق وراء الحرب وايضا هناك طائفة اخرى ذات نزعة عنصرية تكره العربي وترغب في ترحيله ولم يحتف المسرح الاسرائيلي باتفاقيات السلام مع العرب لانه وفقا لرؤية كتاب المسرح الذي تناقش معهم في هذا الصدد ان حالة الحرب الدائمة التي يعيشها المجتمع الاسرائيلي جعلته لا يشعر بنعمة الامن ولقد جاءت سياسات شارون لتضرب بقوة التيار المسرحي الذي ظهر في حقبة التسعينيات والتي تعرض لمسألة حقوق الشعب الفلسطيني بناء على مفهوم هل نعيدها للتعايش ام للخلاص من حالة الحرب الدائمة ام هو حق مشروع يجب ان يعود لاصحابه وفي الشهور الاخيرة شهد المسرح تيارا متعصبا يناصر شارون ويعزز فكرة التوسع.
@ وكيف صور الادب العبري الانتفاضة الاخيرة؟
- في الحقيقة الادب العبري يصور الانتفاضة على انها نذير شؤم على المجتمع اليهودي كله فهم يعتبرون ان لديهم قدرة على مواجهة جيش مثلهم في حين يعجزون نفسيا عن مواجهة طفل يمسك حجرا لانهم يعتقدون ان بامكان الانتفاضة الانتصار بهذا الحجر كما هزم داود جالوت بحجر رغم امتلاك جالوت للعدة والسلاح وقد انعكست اثار الانتفاضة على المجتمع فقد ازدادت حالات المرض النفسي والتردد على العيادات النفسية والانتحار وهذه النفوس القلقة الحائرة الخائفة من المستقبل غير الواضح عبر عنها الشعراء في شعرهم ونلاحظ انه منذ بداية الانتفاضة الاخيرة هناك اشعار كثيرة تعبر عن هذه الحالة النفسية اليائسة للشعب الاسرائيلي كما نجد ان هذه الاحداث تركت اثارها على اللغة الشعرية للقصيدة فقد اختفت من عباراتها الكلمات العاطفية التي تخاطب الوجدان واصبحت القصائد جامدة تحمل نوازع الغضب والقلق وحسابات المستقبل ومنذ الاسابيع الاولى للانتفاضة انفجر الشعر العبري في الرد عليها تلته القصة القصيرة ثم الرواية فمناسبة مرور عام على الانتفاضة كتب الشاعر درور الموج قصيدة بعنوان (واحسرتاه على حياتك التي انتهت) يرثي اخاه الذي مات في حرب 73 وهكذا فهم يرون الانتفاضة سببا لضياعهم وحسرتهم.

المرجع
http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=10874&P=8