المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كل بنت بأبيها معجبة



الدكتور محسن سيد يونس
04/10/2010, 05:36 PM
( كل بنت بأبيها معجبة)


إلى ابنتي جمانة...
إلى ذاتِ القلبِ الطاهرِ النقيِ و البسمةِ الرقيقةِ في عيدِ ميلادِها السادس ...
إلى صاحبةِ القلبِ الألماسي الدافئِ، وهي تستعدُ بدفترها المدرسيِ لفصولِ الدراسةِ، رغمَ برودةِ المكانِ وصقيعِ البشرِ...
إلى النبرةِِ الدافئةِ المحملةِ بأريجِ العطرِ الفوَّاحِ وزخَّاتِ المطرِ الصافي ...
تباركَ اللهُ الذي حباكِ هذا الجمالَ السرمديَ يا بنيتي...
أُشْهدُ كلماتي وحروفي ـ يا صغيرتي أيتها الشفافةُ النقيةُ ـ أنه إذا حالتْ الأيامُ أن تجمعِِ بيننا طويلًا في الدنيا، فالدنيا زيفٌ والقيامةُ تجمعُ ...
فاسمعي مني تراتيلَ المحبةِ من كتابِ الحكمةِ والرجاءِ حتى آخرِ العمرِ

ضاجعَ الحزنُ النتيجةََ أولَ العامِ انطويتُ
وعدتُ أبكي صغيرةً كانتْ على شطِ الرحيلِ بلا حبيبٍ
وشتاءُ العمرِِ يمضي كالغريبِ
و أنتِ يا صغيرتي ..عذراءُ تحلمُ أنها في قصرِ عاشقها الأميرِ...
ذاتَ يومٍ...
في سويعاتِ التوجُّسِِ كان مولدُكِ المباركُ يا جمانةُُ ..
مرَّ عامٌ بعدَ عامٍ....
فجأةً ...أصبحتِ آنسةً صغيرةَ...
كانَ يومُها عامَك السَادسَ من عمرِ المسيرةِ...
كانَ صوتُكِ مثل نايٍ يعزفُ النغمَ الأخيرَ ...
كان وجهكِ يا صغيرتي يومها كالبدرِ يستبقُ المدى...
عينُكِ السوداءُ ترشقُ في فؤادي سهمَها ،لا تقتلُ......
قدُّكِ المياسُ يبغي ظلَّ قدي يعشقُ...
ماذا قالوا...؟!
ماذا قلتُ....؟!
ماذا قلتِ...؟!
قالوا عني:إنني فارسٌ قد توجوهُ يوم موتهِ بالمزايا...
حزنُه المرسومُ في عينيَّه يختطفُ المرايا والزوايا....
عمرُه المخزون خلف طلاسمِ الزمنِ السحيقةِ قد تولَّى ...
شِعرُه المنثورُ فوق صحائفِ الأدبِ الرفيعةِ لا يبارى...
ماذا قلتُ؟!....
قلتُ:أتلو من كتابِ الحسنِ عندَك ألفَ آيةِ ...
أبني آلافَ القيمْ ...أُرْسي آلافَ المبادئِِ ...
أحكي آلافَ القصصْ...
أروي آلاف الحكايا ...
أحتضنكِ يا صغيرتي...
أستمدُ النورَ من عينيكِ في الزمنِ الأخيرِ...
عشتُ أنسج في خيالِِ العشقِِ قبلكِ ألفَ قولٍ...
أصطحبكِ برحلةِ الزمنِ الأخيرِةِ منذ كنتِ...
أستمدُ العَونَ مِنْكِ....
هل علمتِ ؟! هل عرفتِ؟!
هل توارى الشوقُ في عينيَّ يومًا مُذْ ولدتِ؟!
ماذا قلتِ؟!
قلتِ لي ـ يومًا ـ أحبكَ يا أبي ...
عندها راودتُ نفسي ...
حنَّ لي طورُ الصِّبا يومَ عيدِكِ يا جمانةُ...
غازلَ المخزون في قلبِي المتيمِ في استكانةِ....
كنتُ يومئذٍ عجوزًا هدْهَدَ الخوفُ رؤاهُ...
كنتُ يومئذٍ أجمِّعُ عمريَ المحزونَ من زمنٍ طواهُ...
كنتُ أحسبُ كمْ تبقي من زمانِ الوصلِ في عمري القصيرِِ...
ما تبقي من سنينِ العمرِ شيءٌ كي أحبكِ يا صغيرتي...
جئتِ في الزمنِ الأخيرِِ...
جئتِ بعد أن غزوتُ بحرفي آلاف العذارى..
جئتِ بعد أن قتلتُ بجهلي آلاف الصبايا...
جئتِ بعد أن حملتُ بنفسي آلاف الخطايا...
شمسُ عمري قد تولتْ في دجا الليلِِ الأخيرِ...
في انتظاركِ يا جمانةُ ...
كم تمنيتُ لعمري يومها لكِ أن يطولَ ...
أنْ أعودَ لسابقِ الزمنِ الجميلِ ...
خابَ سعي ...هل لمثلى يتمنى المستحيلَ ؟
هل لمثلي أن يعيشَ الماضي في زمنٍ عليلٍ؟!
هل لمثلي أن يعيشَ اليومَ عمرًا كانَ أمسِِِِ ؟
خابَ سعي ...
كم تبقي من حياتي ؟!
ساعةٌ من عمرِ كهلٍٍ زاره مُرُّ التأسِّي...
كم تبقي يا صغيرتي ؟!
ما تبقي من سنينِ العمرِ شيءٌ كيْ أحبكِ ؟!
ما تبقى ؟
تلك نُذُرُ الموتِ تترى ...
انحناءٌ يُثني ظهري ... تجاعيدٌ تكسو وجهي ... رعشاتٌ تعلو صوتي ...
دبَّ ذاك الشيبُ في رأسي زمانًا يا جمانةُ ...
يعتريني الضعفُ أنتظرُ القيامةَََ ...
أتوكأُ يا صغيرتي مُمْسكًا بعصاي أهذي...
سابحًا في وجنتيكِ...أستمدُ الصبرَ منكِ...
أتذكرُ يا صغيرتي أنَّ ما تستشعرينَه من عواطفَ نحو قلبيَ....
ينطوي لكِ تحتَ قولٍ ،قالََهُ الآباءُ قبْليَ ...
قالَتْ العجفاءُ ـ أيضًا ـ للثلاثةِ مثلهُ :
ماذا قالوا يا صغيرتي في هواكِ.... في هوايَ؟!
قالوا يومًا في الحكايا ما تناقله الصبايا..:
"كلُّ بنتٍ بأبيها معجبه "...
"كلُّ بنتٍ بأبيها معجبه...

الحبيب ارزيق
04/10/2010, 06:24 PM
رائعة هذه القصيدة النضرة
بوركت أيها الغالي
مودتي

احمدنخلة
04/10/2010, 06:50 PM
قلم ثائر
اصيل وجميل
اسجل اعجابي بفنك
تحياتي

الدكتور محسن سيد يونس
05/10/2010, 01:57 AM
سعادة الأخوين الحبيبين: الأستاذ الحبيب أرزيق ، والأستاذ أحمدنخلة:
أشكر تعليقكما الرقيق دمتما لي ولا حرمني الله منكما يا عزيزيَّ&
الدكتور محسن سيد يونس.

فاطمة الزهراء المغربية
05/10/2010, 03:55 AM
اسمحلي استاذي الكريم ان اعبر عن اعجابي بقلمك الحساس وابداعك الجميل قصيدة في غاية الروعة

الدكتور محسن سيد يونس
05/10/2010, 02:34 PM
شاكر لك ومقدر أيتها الزهراء المغربية رأيك في غاية الرقة ، وتعليقك في غاية العذوبة ، دمتِ ودام نبض قلمكِ&
الدكتور محسن سيد يونس.

الدكتور محسن سيد يونس
05/10/2010, 02:41 PM
شاكر لك ومقدر أيتها الزهراء المغربية رأيك في غاية الرقة ، وتعليقك في غاية العذوبة ، دمتِ ودام نبض قلمكِ&
الدكتور محسن سيد يونس