ذكروني / شعر / أحمد القاطي

[أحمد القاطي]

ذكـــــرونــــي



$$ 1 $$


ذكروني وخذوا عـــني القــلائــــد

رصعــــوا يـوما بها هامات من خانـــوا العـقائــــد

من أساؤوا دون حـــق أو ... إلى كـــلّ الأنــاسم !

كل مقهــى في المديــنـــه

أصبحت ولهــى تعــيــش الكـيـد من غـير جريـره

هــمّــهــا الإقـــصاء لما الأهـــل جــاروا

فــــنسوهـــم أو تـــناسوهـــم فـــحـاروا

ثم ثــــــاروا

فــغـــدا الصــيــف جحــيــما من لـظـاه

أيـنـعـتْ ألــف قــصيــده

فـي دقــيــقــه

فيه أغــمـدت يــــراعي

ثم أشهـــرت ُ شعــــاري

بــعـــدما كــنــت طــويـــت ُ

قــبــل عـام كــل حــبــل فـي شـراعــي

ثــم أجّــلـــت ُ إلى حــيـن نــــــدائــي


$$ 2 $$


ذكـــرونــي وخــذوا عــني القــصائـد

في معــانـيـها ، معـــانــــاتي

جـــراحـــاتي وقـــصْـــدي ثــم صـدْقـي

بــه أحيا في هــنـــاء

رغــــم ضـــوضاء جــميع الأدعــــياء

جــبــل ٌ لــبّــي ، وفكـــري في اشتغال

عـن خـراتـيـت المقاهي في انشغــــال

هكــذا أمضي إلى الأفـــق ربـــيـــعـــا

وغـيــوثا ، وزهـــورا تملأ الرحب عـبـيـرا

هــكــذا كالنهـــر ، كالبحـــــر أنا

مائـــي روى خـلقــا كمى قـــــول الحـقـيـقــــه

فتعـــــرّى ، وهــــوى نحـــو الحــضــيـــض

ثــــم أضحـــى

كالبعـــيــــر الأجـــرب المصدور يهـــــوى

عـــيــش غِــــيلان حــكايات قــــديــــمه

خارج السرب يغــــني أغـــرب الألحان دوما .


$$ 3 $$


ذكـــرونــي وخــذوا عـــني الحــقائــــق

نــكْــرة كان ومــــــــداحا

يـــقـــولـــون انــتــحـــــر

اسألــــوا عـــنه القــريـــض

اسألــــوا الأحــباب فـي فــــاس

التي فـــيها احــتــضــــر

عـنه قالـــــوا يــــوم أمس :

يعــشــق الفــلـــس إلى حــد الجــــنــون

إنْ ظــهــرْ

يا أيها السّالي ، حريقـًا أشعلت ْ أشعارك الـــرعـناء

كنتَ الواحد الأوحد وحــــدكْ

ما سمعـــتُ

عادلا يوما لــــدوحــــــهْ

هـــــادما كان وبـــــوقا ناطــقــًا يــــروي

حكايــــــات بــــلا أدنــى اعـــتــبــــــار

بــيــن مقهـــى ومقاه ٍ ينـفـث ُ السمّ الكـبـيــــــر .


$$ 4 $$


ذكـــرونــــي وخـــذوا عـــني قـــريــــضا

كان شهــــدا ومصابــيــح سمــــاء

أوصــلـتــنــي صيــف عـــــــــــام

مع خــــــلانـي إلى أرض الحسيــمـــه ْ

جــئـتــها أنــشُــد ُ دفــئـا وســــــلاما

حاملا من تــــازة الخـيــر الـــــوئام

كنت ملغــوبـا وما أعــيــــى فـــؤادي

أن أرى فـيــها عــــلامات الكــــمال

تــتجــلى شــــامة

قــد نـطــقــتْ بالحســن في أبهـى الصــورْ

زادها الله وقــــــارا

عندما خـــصّ بـنـيـها بالحـــــــذر ......

فانــبــــــروا للظــلــم طـُـــــرّا

شاهــــــرين الغــيــــظ في وجه الخــطـــرْ

ما استـــكانـــوا ، أو حــنــوا هاماتهم يوم انهمــــرْ

شـــرُّ جــيــــران ٍ لــنا عاشــوا الضجـــــــر .


$$ 5 $$


ذكــرونــي وخــذوا مني الــقـمــــر

ساطعا كالــنــور يجلـــو ما انعـفــرْ

ذات صـيـفٍ فــي الحـسـيـمـــــــه

كــنتُ أمشي مــثـقـــل الخــطـــو وحــيـــدا

أتَــمَــلّـى طَـلـعـة الصبح الـبـهـيّـــــه

وشُـمـــوخَ الريـف رُغـــم اللــيــل والريح القـــويـــه

لم تــنـــلْ منه العـــــوادي العــائـثـــات

نخلة ً مـــرفــــــوعةَ الــهـامــة عـــاش

أبد الدهــــر أبـيّـا

للعــلا ظــل وفـيّـا

يمْـقـُـتُ الخــسْـــف قـــويّـا

في جبال الرفض صبْحا وعشيّا

فـغــدَتْ أرض الــشـمــال

حـــرة ً تــشــدو مع الطـيـر

مع الفــجـــر

وفي كـــل مكان

قــطعــة ً أبدعـــها سحْــرُ البــيان .


$$ 6 $$


ذكـــرونـــي وخــذوا لحــنا شجــيّــا

وضعَــتْ أنغـــامهُ الخـضراء رحـلـهْ

عشـتـُها دهــــرا ، أغــنـيــها متى غِــبَّ نـــزيـــف

عـــرفـــتْ فــيه الجَــــــداله

من حواليّ غــــيـابًا للأمـــــازرْ

فانــتــشى الأنـــذال فُـُـلـجـا بــرغــيـــفْ

جـــاد يـــوما بــه نــهــــــرٌ

عـــرفـــت ْ أحــــشـــاؤه الآن الخــريـــف ْ

فــبــدا كـــلَ العُـســـُـل ْ

حـُــزُقــًا فـــــوق الـــرصـيـف ْ

عـــرضة ً للــقـــذف والشــتــم العــنـيــف ْ

ما نجا إلا ذوو الـــــرأي الحــــصـيــف ْ

قد مضى الصــيـف وئــيـــدا

وانتهى جمع الحصاد


وهــــــوتْ أقـنعة اللــــؤم المعـــاد

ذكروني ، ذكروني وخذوا أنباء ذاك السّـنـدبـاد

ذكروني وخذوا عُـرْيَ صحابي

إنهم ضلوا الطـريـــق

ذات بَـــــوح ٍ ونــُــواح ٍ كالحـــريــــق ْ

فــغــــدوا كالـــفــــلّ كالنرجــــس

زهْـــــرَيْــن بـــــلا أدنى رحيــــــق .

أحمد القاطي