المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وَمَا تُوحِي الشَّيَاطِينُ؟



صقر أبوعيدة
08/10/2010, 08:28 PM
وَمَا تُوحِي الشَّيَاطِينُ؟
صقر أبوعيدة
أَيَا أُمَّاهُ لا تَبْكِي عَلى وَلَدٍ يَعُقُّ الثَّدْيَ يُطْعِمُ بِئْرَكِ الْحَجَرَا
فَلَمَّا قَامَ عَبْدُ اللهِ يَدْعُوهُ لِيَسْقِيَ سُنْبُلاتِ الْحَمْدِ..
جَاءَتْهُ شَيَاطِينُ الأَنَامِ لِتَذْرِفَ الْعِبَرَا
وَمَا تُوحِي الشَّيَاطِينُ؟
وَقَدْ َمَلأُوا مَسَامَ الْبَيتِ جُنْدَاً وَالقُدُورَ حَصَى
سَنَابِكُ خَيلِهِمْ خَبَطَتْ أَدِيمَ الأَرْضِ..
فَامْتَثَلَتْ لَهُ الأَعْنَاقَ وَالأَيدِي
وَتَأْخُذُهُ الْهَوَاجِسُ لِلْخُصُومَةِ..
يَشْتَكِي شَعْبَاً عَلَى وَجَنَاتِهِ رَقَصَ الأَنِينُ..
وَكَانَ يُلْقِمُ جُوعَهُ وَسَنَا
وَيَحْلُمُ كَيفَ يَومَاً يَقْطِفُ الْقَمَرَا
وَيَا وَيحَ الرِّجَالِ عَلى سِيَاجِ بُيُوتِهَا تَبْكِي لِصَمْتِ الْبَحْرِ..
لا وَجَلٌ يُؤَرِّقُهُمْ وَلا قَبْرُ
وَلَكِنْ دَمْعَةُ الأَبْنَاءِ تُثْقِلُ مَنْ بِهِ صِبْرُ
فَعَبَّأَ جُعْبَةَ الْحَسَرَاتِ دَمْعَاً وَاسْتِلابِ اللَّونِ مِنْ شَفَةِ الْكُرُومِ لِيَمْنَعَ الأَغْصَانَ مِنْ هَمْسِ التَّشَابُكِ..
وَابْتِهَاجِ الْعُشْبِ يَخْبُو يَخْتَفِى وَجَعَا
رَأَى عُصْفُورَةً تَرْعَى مِنَ الْحَقْلِ الْمُجَاوِرِ لِلْحُدُودِ..
فَجَرَّهُ الْغَضَبُ الّذِي شَرَعَا
دَعَا الشُّورَى لِحَبْسِ الطَّيرِ في لَيلٍ
فَلا يُرْمَى بِهَتْكِ الضَّوءِ أَو يُدْعَى غَرِيمَ الرَّأْيِ وَالْحُرِّيَةِ الْمُثْلَى
وَيَعْلَمُ أَنْ سَيَقْذِفُهُ زَنِيمٌ أَفْحَجُ الْعَقْلَينِ..
جَاءَتْهُ الشَّوَارِبُ يَمْتَطُونَ أُنُوفَهُمْ رَغَبَا
وَقَدْ جُعِلَتْ رَوَاتِبُهُمْ مِنَ الشُّهَدَاءِ وَالْقَتْلَى
وَتُنْفَقُ في كُؤُوسٍ لَونُهَا يَطْفُو عَلَى ثَغْرِ السَّفِيهَةِ قَدْ جَرَى غَدَقَا
وَلَمْ يَشْفُوا غَلِيلَ فُؤَادِهِ لَكِنَّهُمْ زَادُوا لَهُ رَهَقَا
وَقَالُوا مَا لَنَا بُدٌّ لِنَمْلأَ وَقْتَهُمْ رَهَبَا
فَنَقَّبَ في دَفَاتِرِهِ الْقَدِيـمَةِ عَلَّهَا تَجْلُو لَهُ الْبَلَدَا
وَيَحْسِبُ أَنَّ خَيلَ حُقُولِهِ سِيسَتْ وَلَمْ تَجْمَحْ لَهُ أَبَدَا
وَأَنَّ لَهُ عُيُونَاً تًمْلأُ الدُّنْيًا جُفَاءً..
وَاحْتِلالاً لِلْخَوَاطِرِ في تَرَاقِيهَا وِتَمْشِي في جَنَائِزِهِمْ وَلا تُخْفِي لَهَا طَرَبَا
أَيَا أُمَّاهُ لا تَبْكِي عَلى وَلَدٍ يَسنُّ أَظَافِرَ الْفُرَقَاءِ في عَظْمِ الْبِلادِ..
وَيَنْفُثُ الْعُقَدَا
فَلا تَهِنِي وَلا تَأْسَي وَلَو قَذَفُوا لَكِ الْجَمْرَا
فَقَدْ نَفَخَتْ أَسَامِيهِمْ رِيَاحُ الْبُعْدِ عَنْ عَينَيكِ وَانْطَلَقُوا
أَنَاخُوا ظَعْنَهُمْ في عَتْمَةِ الشَّكْوَى عَلى الطُّرُقَاتِ وَاسْتَبَقُوا
فَهَلْ وَصَلُوا ؟

عبدالله بن بريك
09/10/2010, 03:44 PM
الشاعر الأنيق الأخ صقر أبو عيدة :

بعيني حدأة و ببرثني بازي تصطاد طرائدك

الشعرية الممعنة سرعة و توارياً..فتسقينا

- بعد غياب - أقداحاً من لغة راقصة ممانعة,

تتشح بغموض لذيذ, فتشط انتَ و نتعبُ نحن

في اللحاق بمراميك القصية..و تجلو قولك حيناً

آخر فنزهو في غرور بإدراك معانيك ..تخفي

و تصرح,تغمض و تفصح..و نحن نغالب و نجاهد

نبسم و نقطب...لكننا بعد الهجود,نستيقظ و في

أفواهنا حلاوة مغرية من بقايا وليمة فنية آسرة..

تقبل أخي كل معاني التقدير و الود.

علي الكرية
09/10/2010, 03:56 PM
الأخ الشاعرصقرأبو عيدة:
قصيدتك جميلة وممتازة، أبدعت فأحسنت.
تحيتي وتقديري واحترامي.

كرمل البرغوثي
09/10/2010, 07:43 PM
أخي الرائع صقر أبو عيدة...
لا أملكُ من الحروف ولن أملك إلا ما يصفُكَ بالجمال، ويصفُ حرفك بالأناقة...
هذه القصيدةُ سماءٌ تلألأت فيها حروفك العالية...
مسحتَ الدمعَ عن هذه الأم، أمِنا جميعاً، بطريقةٍ انسيابية رائعة لا أقول تلامس القلوب، بل وتخترقها أيضاً وتسكن أعماقها...
كلماتُك تقشعرُ لها الأبدان، لجمالها وعمقها وقوتها...
تقبل مروري...
دمت برعاية الباري..

صقر أبوعيدة
10/10/2010, 08:44 AM
الشاعر الأنيق الأخ صقر أبو عيدة :

بعيني حدأة و ببرثني بازي تصطاد طرائدك

الشعرية الممعنة سرعة و توارياً..فتسقينا

- بعد غياب - أقداحاً من لغة راقصة ممانعة,

تتشح بغموض لذيذ, فتشط انتَ و نتعبُ نحن

في اللحاق بمراميك القصية..و تجلو قولك حيناً

آخر فنزهو في غرور بإدراك معانيك ..تخفي

و تصرح,تغمض و تفصح..و نحن نغالب و نجاهد

نبسم و نقطب...لكننا بعد الهجود,نستيقظ و في

أفواهنا حلاوة مغرية من بقايا وليمة فنية آسرة..

تقبل أخي كل معاني التقدير و الود.
أستاذي الشاعر عبداله بن بريك
تنثر عطرك وبهاءك على النص
شكرا لرسمك الجميل وبهائك النبيل
حفظك المولى

صقر أبوعيدة
10/10/2010, 08:45 AM
الأخ الشاعرصقرأبو عيدة:
قصيدتك جميلة وممتازة، أبدعت فأحسنت.
تحيتي وتقديري واحترامي.


شاعرنا الحبيب
علي الكرية
حضورك يأنس به القلب
شكرا لبهائك أيها البهي

صقر أبوعيدة
10/10/2010, 08:47 AM
أخي الرائع صقر أبو عيدة...
لا أملكُ من الحروف ولن أملك إلا ما يصفُكَ بالجمال، ويصفُ حرفك بالأناقة...
هذه القصيدةُ سماءٌ تلألأت فيها حروفك العالية...
مسحتَ الدمعَ عن هذه الأم، أمِنا جميعاً، بطريقةٍ انسيابية رائعة لا أقول تلامس القلوب، بل وتخترقها أيضاً وتسكن أعماقها...
كلماتُك تقشعرُ لها الأبدان، لجمالها وعمقها وقوتها...
تقبل مروري...
دمت برعاية الباري..

شاعر الأرض الحبيب
كرمل البرغوثي
تفاعلك دليل على نبلك وحبك لأخيك
أنتم هناك في الرباط والمواجهة
حفظكم الله