المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بيت فلسطين للشعر يزور ضريح الشاعر خميس لطفي رحمه الله



منى حسن محمد الحاج
09/10/2010, 01:42 AM
أمامَ ضريح الشاعر خميس لطفي
في الطريق إلى لقائِهِ ووداعِهِ

بقلم: سمير عطية


http://www.wata.cc/up/uploads2/images/w-3bd35d99f4.jpg
وكان اللقاء الأول والوداع الأخير !!
هذا الذي كان يهرب من أسئلتك عن اسمه وعنوانه ، ها هو أمامك باسمه الرباعي ومحل إقامة أخير لا يبتعد عنه !!
رحل الذين نحبهم ولم يعد بالإمكان أنْ نستعيد اللقاء الذي نريد في المكان الذي نحب والزمان الذي نطلبه !!
الطريق إلى لقاء الشاعر خميس لطفي كان صعبا وطويلا ، انتظرت في السنوات الماضية أكثر من مرة ، كان يمكن أن نلتقي ولم يقدر هذا الأمر .
أما اليوم فكان الطريق إلى لقائه معروفا وواضحا ، لقد رحل واستقر جثمانه في المقبرة الهاشمية بالقرب من مدينة الزرقاء .
ورغم ذلك كانت زيارته تتأجل لأسباب متعددة ، وانشغالات مختلفة لم تكن لتلغي مشروع اللقاء والوداع !!
في الطريق من مدينة إربد شمال الأردن وصولا إلى مدينة الهاشمية قرب الزرقاء ووصولا إلى مكان اللقاء في ( المقبرة الهاشمية ) ...
أضعت الشخص الذي سيدلني على مكان إقامته ، فرحت أمشي بين منازل السكان واحدا واحدا ، أبحث عن خميس !!
كنت أسأل القصائد التي كانت تجذبنا إليه ، وتأخذنا إلى مكان إقامته دون أي نصب في المنتديات الأدبية ، أما الآن فلا صوت لقصيدة إلا قصيدة الموت .
بيوت الشعر وأبياته قادتني إلى حقيقة الحياة ، فلا قصور للأمراء والرؤساء والملوك بعد الرحيل ، وما من رصيد لأي منا إلا برصيد العمل الصالح ، وكانت قصائده وكلماته في الحق والدفاع عن الخير والفضيلة والجهاد خير بيت يمكن أن يأويه في حياته بعد الممات ..
ولكن ...طال البحث بين غبار الأرض ولهيب الشمس والموعد لما يحن بعد !!
اتصلت بمن يعرف عنوانه في المقبرة ، وكان يقف قربه بخطوات ، ولم يتذكره إلا حين قلت الاسم الأخير : حزيِّن ، فقال لي لو قلت لي خميس حزين لتذكرت !!
لم يكن يدري أنَّ الحزين الذي رحل لم يكن يعرف الكثيرون اسمه الثنائي إلا في السنوات الأخيرة ، لكن أن يكون حزينا فربما ، لأنه اللاجئ الذي تغنى بالوطن ومات غريبا عنه ...
قال لي ها هو ذا !!
صدقوني : تثاقلت خطواتي التي كانت تسرع في البحث عنه ، فها هو اللقاء والوداع على بعد خطوتين فقط !!
الفاتحة ...الدعاء ..الذكريات ...كلها اجتمعت في لحظات طويلة ... طويلة ... طويلة !!
كان اللقاء الأول يا صديقي ، لكنني لم أرغب أن يكون على هذا الحال وبهذه الطريقة ، فلا المكان هو الذي نحب ولا الزمان الذي تأخر كثيرا .
لم تجبني عن هواجسي يا خميس ، ورحلتَ ومفتاح العودة يرفرف في موقعك الإلكتروني ، وقصائدك تنتشر أكثر وأكثر ، كمثل سنبلة أنبتت سبع سنابل في كلِّ سنبلة مئة حبة .
قبل الرحيل ...قررت أن أنقل حكايتك لأحبتك ، فتجرأت وصوّرت ضريحك العزيز ، ليراك أحبتك حيث ترقد بسلام كما تحب إن شاء الله تعالى ..
رحل شاعرنا الحاج خميس ، رح صديق الكلمة الطيبة والقصيدة المقاتلة ، ليرقد بسلام حيث لا ضجيج ولا حَزن .
رحمك الله يا فقيد الكلمة ، وإلى لقاء تحت ظل عرش الله وفي جنان الخلد ، فلقد كنت دوما عند حسن ظن شعبك بك ، وكان عهدك كما تعرف وتردد باستمرار :
وما مِن كاتبٍ إلاَّ سيفنى ...ويُبقي الدَّهرُ ما كتبتْ يداهُ
فلا تكتبْ بخطِّكَ غيرَ شيءٍ ...يسرُّكَ في القيامةِ أن تراهُ
وسيسُرُّكَ أمام الله تعالى ما كتبت ، نحسب ذلك ولا نزكي على الله أحدا ...
منقول عن موقع بيت فلسطين للشعر
وإنا لله وإنا إليه راجعون

منى حسن محمد الحاج
09/10/2010, 10:55 PM
حينما رأيت هذا الرابط الذي وقعت عليه عيناي وأنا أبحث باسم المرحوم في قوقل، فوجئت كثيرًا بالمشهد، وهالني مارأيت، وأمطرت عيناي ألمًا ساكنا في قلبي لم يبرح، وبكيتُ والله وكأنه أول يوم في الفقد..
حينها ، دعوت لأخي الذي لم أتشرف بمعرفته من قبل: سمير عطية بأن يجزيه الله خيرا، بأن أخذنا في زيارة لمثوى أخينا وأستاذنا الحبيب خميس لنترحم عليه ونقرأ على روحه الفاتحة، ونرى حيث يرقد جثمانه الطاهر،
وتطمئن قلوبنا برؤيته، والسلام عليه.
كان رحمه الله طيبا خلوقا مرح الروح، لا يحب الكآبة ولا النكد، نظرته واقعية جدا للحياة، وكان يذكر الموت كثيرا، ويحكي دوما عن كيف أن الإنتفاضة الفلسطينية، وما رافقها من عمليات إستشهادية،غيرت في حياته وفي نظرته لها.
كم نفتقد روحه المرحة التي كانت تملأ أركان فضائنا الواسع، وكم كنتُ أسعد حين رؤية اسمه مُشرقا بيننا..
ما زلت أذكر يوم أن طلب تحويل اسمه في واتا إلى: خميس لطفي ، بدلا عن خميس، حينها قمنا بالاحتجاج وقلنا له: لا لا تعودنا عليك خميس ولا نريد إسما ثنائيا، أنت لدينا هكذا معروف،
فقرر إعادة إسمه إلى خميس كما كان.
كان روحا لا تتكرر، وشاعرا إنسانا، وكان رحمه الله متفائلا رغم كل ما يحمله في قلبه من هموم، أولها هم العودة والنصر.
كان بريده الإليكتروني في هوتميل هو عبارة عن كلمة: سننتصر، بحروف إنجليزية.
لذا أنظر اليوم لمرقده وأقول: سننتصر يا شاعر الإنتفاضة، سننتصر يا ابن غزة ويا قتيل الشوق والبعد والجوى..
سننتصر بإذن الله وسيُرسل النصرُ زغاريده إلى حيث ترقد أيها الطيب المجاهد المكافح..
رحمك الله يا أبا يزن، وأحسن مثواك. ونساله الصبر لأبنائك وزوجك وذويك، ولنا جميعا..
فحين يمضي الأحبة والاعزاء لا نملك سوى الذكريات التي جمعتنا بهم، والتي شكل بعضها نقاط تحول في حياتنا وآرائنا.
كان رحمه الله لايبخل بالنصح ولا التوجيه لمن يراهم يحتاجونه، وكان حذرا حكيما، لا يخشى في الحق لومة لائم.
إنا لله وإنا إليه راجعون، ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.

عائشة صالح
09/10/2010, 11:11 PM
رحم الله الشاعر خميس لطفي الإنسان الذي أحبه الجميع وهذه المحبة من محبة الله له
لا أعرف لم تأخرت يا أخي الشاعر الفاضل سمير عطية في لقائه فكان يمر بعمان كل سنة وأنت قريب منه على بعد ساعتين فقط !! ولكن هذه مشيئة الله التي تغلب الجميع فلم يكتب لكم اللقاء في الدنيا فربما يكتب لكم اللقاء بعد عمر طويل طويل وبصحة وسلامة في جنات النعيم إن شاء الله.

الأخ سمير عطية إنسان رائع تعرفت عليه عن قرب عندما زرت سوريا مع زوجي بدعوة من مؤسسة فلسطين للثقافة أدعو الله أن يطيل في عمره وأن يمدنا بمزيد من الإبداع
له مني كل التقدير والإحترام ونشكره جزيل الشكر على هذه الصورة والمكان الذي يحوي جثمان الشاعر خميس لطفي الحزين.

هلال الفارع
16/10/2010, 11:36 AM
بيني وبينَكَ شاهِدَهْ
شعر: هلال الفارع

http://www.wata.cc/up/uploads2/images/w-3bd35d99f4.jpg
بيني وبينَكَ شاهِدَهْ
لا أَسْتَطِيعُ الْبَوْحَ بالْمَحْرُوقِ في صَدْرِي،
وبالْمَخْنُوقِ في عَيْنِي،
فليسَ سِوَى انْتِحَابٍ صامِتٍ،
يَغلِي عَلى لَحَظَاتِ رَجْفٍ بَارِدَهْ

كُلٌّ يُفَتِّشُ عَنْ فقيدٍ في الحياةِ،
وَأنْتَ تَبْحَثُ عَن قَصيدٍ في الثّرَى،
أَتُرَاكَ تنسِجُ لِلظَّلامِ مَكِيدَةً،
أَمْ أَنْتَ تَنصِبُ لِلْفِرَاقِ مَكائِدَهْ؟

ماذَا تُدَبِّجُ في الثَّرَى،
أَتُرَاكَ تُشْعِلُ في الْخَفَاءِ فَتِيلِ قَافِيَةٍ،
لِتَنْسِفَ وَهْمَنَا بِقَصِيدَةٍ،
تُشْقِي الْقَوافِي خَالِدَهْ؟

أَمْ تَرْصُفُ الْكَلِمَاتِ تَحْتَكَ،
كَيْ تَفِزَّ بِهَا الْغَدَاةَ،
إلى الْحَياةِ الْبَائِدَهْ

أَنا في حِماكَ الآنَ،
مُدَّ الشِّعْرَ مائِدَةً،
وَدَعْنَا نَغْتَبِقْ،
ما عَادَ في وَطَنِ الْمَجَاعَةِ مائِدَهْ

يا سَيِّدَ الْكَلِمَاتِ:
سُوقُ الْحَرْفِ أَضْحَتْ كَاسِدَهْ
وَقَرَائِحُ الشُّعَرَاءِ قَرَّحَهَا الفِرَاقُ،
وَأَطْرَقَتْ كَلْمَى الرَّغَائِبِ رَاكِدَهْ

يا سَيِّدَ الشُّعَرَاءِ هانَ الشِّعْرُ،
وانْكَسَفَتْ تَفَاعيلُ الخَلِيلِ،
وَلَمْ يَعُدْ لِقُرُونِ لَيْلَى إِذْ تَرِفُّ،
ولا لِقَيْسٍ إِذْ يَشِفُّ عَنِ القلائِدِ فَائِدَهْ

وَرَأَى الصِّغَارُ رَحِيلَ أَهْلِ الشِّعرِ،
كَيْ يَتَفَرَّغُوا لِفُتَاتِهِمْ،
سُحْقًا لأَيْدٍ مِنْ فُتُاتٍ فاَسِدَهْ
ما عَادَ يُغْرِيهَا بَرِيقُ الضَّادِ،
واسْتَحْلَتْ بُرُودًا وافِدَهْ

ما عَادَ يُغْنِيهَا عَنِ الإِمْلاقِ
أَشْعَارٌ مَطِيرَهْ
فاسْتَأْنَسَتْ بِحَمِيَّةٍ حَمْقَى صَغِيرَهْ
أَنَا في حِمَاكَ الآنَ،
أَجْمَعُ ما تَكَدَّسَ مِنْ لُهَاثِ الشَّمْسِ
في وَجْهِ الظَّهِيرَهْ
وَأَمُرُّ ما بَيْنَ الشَّواهِدِ شارِدًا،
أُصْغِي لِحُرْقَةِ فَاقِدٍ،
وَلِنَهْنَهَاتِ كَسِيرَةٍ تَشْقَى بِأَدْمُعِهَا،
وَمُهْجَتِهَا الْكَسِيرَهْ

أنا في حِماكَ الآنَ،
أَصْفِقُ بالأَسَى كَفَّيْنِ ذاهِلَتَيْنِ،
هَدَّهُمَا ذُهُولٌ في سُؤالاتٍ كَثيرَهْ:
مِنْ أَيْنَ يا وَطَنِي أَمُرُّ إلَيْكَ،
والشُّعَرَاءُ ماتُوا،
قَبْلَ أَنْ يُنْهُوا قَصِيدَتَكَ الأخيرهْ؟

مِنْ أَيْنَ أَبدَأُ والْحَقَائِقُ كُلٌّهَا نَضَبَتْ،
وما اسْتَبْقَى جُنُونُ المَوْتِ مِنْهَا شارِدَهْ؟

لَمْ يَبْقَ لي،
وَأَنا أَغُذُّ الخَطْوَ، غَيْرَكَ،
فاستَقِلْ مِنْ مَوْتِكَ الدّامِي،
وَعُدْ لَوْ مَرَّةً..
لو مَرَّةً -يا ابْنَ الأوَادِمِ - واحِدَهْ
فيهَا تُكَذِّبُنَا،
وَتُقْنِعُنَا بِأَنَّكَ نائِمٌ،
وَبِأَنَّنا مُتَوَهِّمُونَ بِأَنَّنَا
... نَبْكِي أَمَامَ الشَّاهِدَهْ!!!

زهرة زيراوي
16/10/2010, 02:21 PM
شكرا هلال ، شكرا لوفائك النادر
اطمئن يا هلال فخميس بيننا
دم شاعرا كبيرا و قواك الله آمين

عائشة صالح
16/10/2010, 02:33 PM
أخي الفاضل الشاعر هلال
لله درك من شاعر أصيل وفي مخلص لصداقته
لك مني كل التقدير والإحترام
رحم الله الشاعر خميس وجمعنا معه في عليين مع الأنبياء والصديقين