المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البعث.. والسياسة.. وأعداء الكرامة،،،،الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس



المهندس وليد المسافر
09/10/2010, 04:58 AM
البعث.. والسياسة.. وأعداء الكرامة
الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس
أكاديمي عراقي
معظم المنخرطين في سياسة وتطبيقات قانون اجتثاث البعث يسمون أنفسهم مسلمين وبعضهم يرتفع فوق التعميم فيضع على رأسه عمامة أو ما يناظر العمامة ليكون رجل دين سياسي يلقي خطبة الجمعة وينزل بعدها إلى قبو في الجامع الذي أمّ فيه المصلين ليمارس هوايته في قتل البعثيين وأنصارهم ومؤيديهم وقتل ضباط الجيش العراقي السابق واستخباراته وأمنه ومخابراته وطياريه لأنهم حاربوا وانتصروا على المشروع الطائفي الفارسي الصهيوني في قادسية صدام المجيدة, بعد أن يتلو فتوى التجريم الصادرة إما من بريمر أو من العرّاب الفارسي، وهي فتوى لا صلة لها بدين ولا بمذهب بقدر ما ترتبط بخطة سياسية وضعتها أميركا والصهيونية والنظام الفارسي لتصفية عروبة العراق جسديا قبل أن تصفيها فكريا وعقائديا بعقيدة الغزو والاستقواء بالغزاة بالإعلام المظلل. هؤلاء القتلة لا يعرفون الله ولا صلة لهم بالإسلام الحنيف الذي يحرّم قتل النفس البشرية بهذه الطريقة المتوحشة ويحرم الاستهانة بحياة خلائف الله في الأرض وفقا لروح الحقد والسادية التي أسفر عنها هؤلاء القتلة.
وكأكاديمي يتناول هموم شعبه ووطنه حاولت جاهدا أن أعقد مقارنات موضوعية بين نظام البعث الذي استلم السلطة في العراق عام 1968 حتى غزتنا أميركا والصهيونية والفرس عام 2003 وبين حكومات الاحتلال ومليشياتها التي تمارس ضد البعثيين و ضد أبناء شعب العراق عمليات القتل المنظم والإقصاء والتهجير والاعتقال تحت حماية المحتل وتعمية إعلامه المظلل, وكذلك مع بقية أنظمة المنطقة التي ظلّت قائمة ولم يمسها أي سوء، رغم إنها كلها تتمنطق بالدكتاتورية وتعتمر بأنظمة الأمن والمخابرات وتضطهد شعوبها بكل أساليب الاضطهاد.. لكي استكشف أسبابا علمية وموضوعية لهذه الهجمة الشرسة على البعث فاني لم أجد ما هو قائم بالمقارنة الأمينة ضد نظام البعث وما هو قائم في أقرانه في المنطقة والعالم الثالث إلا ما أراه أدناه:
أولا": إن النظام الوطني القومي البعثي لم يرتكز على أساليب المناورة السياسية، بل سار قدما في خط تنفيذ مبادئه وعقيدته الوطنية والقومية التحررية الاشتراكية المؤمنة بحق العراق والأمة العربية بالارتقاء الجدي والحقيقي إلى مصاف دول العالم المتقدم باستخدام مواردها النفطية والزراعية ومواردها البشرية. لقد كان نظاما أخلاقيا واضح السياسة والأهداف مثلما هو واضح في استخدام أدوات التنفيذ الثوري الميداني وأولها الاتكال على الله وعلى الشعب. تأميم النفط وإصدار قوانين الإصلاح الزراعي والارتقاء بالتعليم إلى مستوى الإلزام والمجانية من رياض الأطفال وحتى الدكتوراه وتحقيق أرفع مستوى خدمات طبي في العالم الثالث كما" ونوعا" وبناء قوة عسكرية مهابة الجانب هي بعض البراهين القاطعة على ما نقول.
الثاني: إن نظام البعث وقيادته الحزبية والإدارية قد تصرف بكرامة وكبرياء وطنية لم تحسب أي حساب لمناورات سياسية وانبطاحات تحمي رقبتها مقابل الدفاع عن الثوابت الوطنية والقومية لحزب البعث العربي الاشتراكي والتي هي ثوابت الأمة المستلبة المتطلعة لحياة حرة كريمة والمستندة إلى روح الإسلام الحنيف وسماته المعروفة في الكرامة والشرف والصدق والأمانة والأريحية والشجاعة. هذه السياسة هي إحدى مرتكزات العقيدة الثورية لحزب البعث العربي الاشتراكي وليست اجتهادا آنيا لقادة الحزب والثورة والإدارة في عراق ما قبل الاحتلال. لقد تصرف البعث وقيادته التاريخية طبقا لمتطلبات عهد البطولة.
ثالثا": استعداد قيادة الحزب والنظام الوطني لتحدي الصعاب والمؤامرات ورفض الانحناء الذليل الذي يفقدها أصالة الموقف الثوري ويضعها في خانة المساومات السياسية التي أثبتت الأحداث عدم جدواها في تحقيق أي هدف وطني أو قومي لا في التحرير ولا في التنمية البشرية الحقيقية. وهذه السياسة هي الأخرى مبنية على عقيدة بعثية ثورية انطلقت من إيمان عميق بأن التخاذل والجبن والانبطاح والترهل والتردد هي التي أضاعت وتضيّع حقوق شعبنا في العراق وفي عموم الوطن العربي الكبير ولابد من استنفار البطولة العربية للانتصار على عوامل الخسائر والهزائم والانكسارات التي كابدت منها الأمة في معاركها وفي تحقيق مطامحها الوطنية والقومية والإنسانية المشروعة.
لو أخذنا نظام خميني الذي حكم إيران منذ عام 1979 والى هذه اللحظة وتفحصنا بعضا من سياساته المعلنة كنظام إسلامي وفق ما يدّعي فإننا سنجد إن هذا النظام قد:
1- ادعى انه سيزيل الكيان الصهيوني من الوجود غير انه لم يستهدف من قبل أميركا بالطريقة التي استهدف فيها النظام الوطني البعثي القومي العراقي، بل على العكس فإننا نجد تحالفات باطنة مستترة وأخرى ظاهرة تربط هذا النظام بالامبريالية والصهيونية شاء مَن شاء وأبى مَن أبى. الأمر الذي يعني كذب السياسة الفارسية لنظام خميني ونفاقها في مساندة قضية فلسطين العربية المسلمة كحق مغتصب. وهذا هو السبب الذي جعل هذا النظام لا يتعرض لهجوم جدّي وحقيقي وحتى المعلن من عقوبات عليه فان رئيسه بعظمة لسانه يصفها بأنها (لعب عيال).
2- ادعى هذا النظام بأنه ينفذ خططا علمية وتكنولوجية تضع إيران في مصاف العالم المتقدم في الصناعة العسكرية ومنها الصناعة النووية غير إن البرامج الإيرانية لم تمس إلى اللحظة مسا" جديا" أو باستهداف حقيقي فعلي عملي من قبل أميركا والصهيونية كما حصل مع برامج العراق المناظرة. الأمر الذي يعني إن الامبريالية والصهيونية قد انتهت إلى تحليل نهائي بان برامج العراق ستقود إلى تحقيق التوازن، بل والتفوق الذي ينهي الوجود الصهيوني في فلسطين المحتلة ويقفز بالعرب إلى مراحل متقدمة في درب وحدتهم وحريتهم وازدهار حياتهم. بكلمات أخرى فان الامبريالية والصهيونية لم تتعامل بذات الروح العدوانية التي وصلت إلى حد إشهار الحروب والغزو وانجاز الاحتلال العسكري لايران لأنها لا تخافها ولا تخشى منها عداوة حقيقية تبتعد عن التضليل الإعلامي لا غير, غير إنها كانت مرتعبة من برامج العراق العلمية والتكنولوجية لأنها تدرك جدية التوجهات التحررية للعراق القومي.
يتجاهل بعض المثقفين والإعلاميين الوطنيين تماما كما يفعل مَن يحق لنا وصفهم بالعمالة والخيانة هذه الحقائق عند تقييم التجربة الوطنية العراقية البعثية القومية و يهمل عامل الكرامة الوطنية في التحشيد والتعبئة لمواجهة عدوان نظام خميني الذي أراد وأعلن وتصرف ميدانيا" برغبة جامحة مقرونة بحشد الترسانة الإمبراطورية الشاهنشاهية الأمريكية لاحتلال العراق بدعوى رفع المظلومية عن شيعة العراق وكأن خميني قد وُكّل من قبل العراقيين لتحقيق أمر عجزوا عنه حاشاهم, والتي هي الستار المهلهل لاحتلال العراق وضمه إلى الإمبراطورية الشاهنشاهية الخمينية الفارسية الطائفية الممزفة للإسلام وللعروبة. ويهمل البعض أيضا بذات الطريقة كل الأسباب التي جعلت أميركا والصهيونية تغزو العراق وتخضع لإرادة الدولة الخمينية كشريك في الاحتلال ومناصفة منافع الغزو معها ويركزون على ما يسمونه فشلا" سياسيا" للقيادة الوطنية العراقية الخالدة في احتواء الأزمات أو التهور في التعامل مع التحديات. إن المؤكد إن أميركا قد غزت العراق بعد إن فشلت إيران في إسقاط نظامنا الوطني. أي إن إيران الخميني كانت قد وكلت رسميا بالحرب بالنيابة عن أميركا والصهيونية ودليلنا هو الشراكة السافرة والواضحة بين الطرفين في التخطيط لغزو العراق وفي تنفيذ صفحاته العدوانية وكذلك في توزيع الأدوار للتأسيس لما أسموه بالعراق الجديد الذي يعني ببساطة عراقا" ممزقا واهنا بلا وزن ولا دور بعد أن انتصرت الإرادة الوطنية والشجاعة والإقدام العراقي على مشروع الاحتلال الفارسي.
إن الكرامة الوطنية التي تعاطى بها نظام البعث القومي التحرري الاشتراكي سواء في تحرير ثروات العراق وتوظيفها في خدمة خطط تنموية سريعة و أخرى إستراتيجية أو في تهيئة كل متطلبات الردع بالقوة الوطنية من جيش ومعدات وشعب مؤمن بحقوقه وبضرورة الدفاع عنها أو في استخدام القدرات العراقية المتعاظمة في معارك الأمة وفي تحريك مفردات التنمية فيها هي النموذج الذي أسسه البعث لإشهار حقيقة العقيدة القومية التحررية الاشتراكية ولإشهار الدور الذي تلعبه الطليعة البعثية في أداء دورها الرسالي. وكان جانب من الكرامة الوطنية هذه أن يتم التصدي بجرأة وبسالة لردود الفعل للأحزاب والقوى التي حركت فعلها المعاكس عوامل الغيرة من نجاح البعث وانتصاراته التاريخية.
وكأكاديمي أتساءل ببساطة متناهية ..هل يستطيع محللو السياسة في حقبة ما بعد الغزو والاحتلال أن ينكروا إن أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا واستراليا وأوربا لا تحركها عوامل الكرامة الوطنية والقومية في كل ما تقوم به سياسيا وعسكريا واقتصاديا واجتماعيا؟؟
إن الهروب إلى أمام بجلد التجربة الوطنية البعثية القومية من قبل بعض الوطنيين والإسلاميين والقوميين يفتقر إلى الصدقية مع الذات لأنهم في نقدهم يمارسون نمطا" من الميكافيلية السياسية لا أكثر ولا اقل ويسحقون الموقف الوطني السليم لمجرد استثمار ما يظنون انه فراغ سياسي خلقه الاحتلال وفشل عملاء الاحتلال وقردته الخاسئين من ملئه أو استثماره بعد أن طاشت أهدافهم وغاياتهم ومراميهم تحت رهاب الفعل المقاوم المسلح الشجاع لرفاق البعث وشركاؤهم أسُود الرافدين من قوى يسارية وإسلامية وقومية مقاتلة, وتحت رهبة توجهات الوحدة المرتجاة بين فصائل البطولة كلها لانجاز صفحات التحرير النهائية بإذن الله وإعادة تأهيل العراق وطنيا وقوميا وإسلاميا وديمقراطيا واقتصاديا وتنمويا وخدميا..
غير هذا, فان كل أنظمة المنطقة متشابهة سياسيا" وأمنيا" ومخابراتيا" ومتشابهة في كونها فاقدة للكرامة الوطنية إلاّ مَن رحم ربي وكلها تسير في فلك الامبريالية والصهيونية وكلها باعت الحقوق الوطنية والقومية وداست على مقدرات شعوبها بدعم وإسناد من الإدارات الأمريكية وحكومات أوربا المختلفة المتحالفة مع الصهيونية وأدواتها الضاغطة عالميا. كل أنظمة المنطقة انسحقت تحت وطأة الخوف من تكنولوجيا الامبريالية وسطوة إعلامها ففقدت عزة نفسها وكرامة شعوبها. وإذا تميز نظام إيران بشئ من بين دول المنطقة فانه قد تميز بالميكافيلية القذرة والمناورات المفضوحة يلبسها ثوب ذل وعار لتنفيذ ما يمكنه تنفيذه لتحقيق المصالح الفارسية القومية من جهة والتوافق مع الأهداف الامبريالية من جهة أخرى ناحرا بذلك الإسلام وأهله.
ألا يحق للمنطق والحق أن يعلن بعد هذا إنّ نحر النظام البعثي الوطني والقومي التحرري الذي بنا العراق ونماه كما لم يحصل في تاريخ العراق ولا المنطقة برمتها من قبل, نسبة إلى ما كان عليه قبل دولة البعث, قد جاء لإنهاء النزعة الكريمة لشعوب المنطقة وإخضاعها لمنطق التشرذم الفكري والسياسي ويوقعاه بالكامل تحت رحمة الصهيونية؟؟ وألا يحق لنا أن ندعو المتفلسفين والمحللّين وكتّاب الزمن الأغبر لمراجعة أنفسهم لان التوافق مع الأحداث لا يعني إسقاط الكرامة وعزة النفس والشرف الشخصي والوطني، وان اللعب بالسياسة لا يعني إن تخضع للميكافيلية السلبية ؟؟.
ونحن واثقون إن الزمن القريب الآتي سينصف البعث ويقزّم كل مَن تطاول عليه لا لشئ بل ليرضي نزعة العبودية للزمن الجديد, مع إقرارنا إن البعثيين عراقيين وعرب وبشر وليس عيبا أن يخطئوا، وهم يجتهدون في خدمة وطنهم وأمتهم خاصة إذا أنصفنا الأحداث والوقائع والنتائج الميدانية وتعاملنا بعلمية وموضوعية وعقدنا المقارنة المنصفة بين حجم الانجاز البعثي العملاق في العراق وبين الأخطاء البشرية المتوقعة في أي فعل إنساني بهكذا مستوى أو سواه بما فيها الأخطاء المتوقعة في البحث العلمي وفي الإنتاج الصناعي لأكثر ماكينات وتكنولوجيات العالم تطورا ولأرقى العقليات السياسية تعقيدا" وتركيبا". لقد حقق البعث كرامة وطنية غير مسبوقة وحقق طهرا" سياسيا" غير مسبوق وحقق تنمية بشرية غير مسبوقة وقد يكون اخطأ وهو يسير في هذه المضامير الضخمة لأنه حزب بني آدم وليس حزب ملائكة وليس هو حزب للبيئة، بل هو حزب رسالي أصيل الفعل والفكر والعقيدة وينتمي إلى روح وجوهر الإسلام الذي يواجه هو الآخر ما يتشابه كثيرا من حملات التضليل والتشويه مع ما يتعرض له البعث ومن ذات الأطراف. ولقد سجل التأريخ بحروف من ذهب إن البعث هو حزب الوطنية والكرامة وبهاء الرجولة والمتمثل لعهد البطولة والانتصار العربي وذاك هو الفخر حتى ولو كره الأذلاء والجبناء.
aarabnation@yahoo.com

ميس الرافدين
09/10/2010, 10:17 PM
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وحدة البعث بين من.. وكيف؟؟
شبكة البصرة
ضياء حسن



ادعو رفاق اليوم، ورفاق الأمس أن يقرأوا وجهة نظري هذه بشيء من سعة الصدر أن كان ما أطرحه لا يتوافق مع وجهات نظرهم، التي قد تكون مبررة بالنسبة لهم فروجوا لفكرة وحدة البعثيين، وكـأن هناك أكثر من تنظيم للبعثيين في العراق، وهذا ما لا يتفق معهم فيه غيرهم من الرفاق لعدم قناعتهم بالمبررات المطروحة، تشكيكا بنوايا من يطرحها، وهذا ما لمسته عبر متابعتي لوجهات النظر المتداولة فعلا الأن، ليس من الرفاق البعثيين القدامى ومن يختلف معهم من الرفاق الذين عاودوا الأرتباط بالحزب من جديد بعد العدوان وحسب، بل من أطراف سياسية أخرى وبحماسة غير مسبوقة، وكأنها تراهن على ما يمكن أن يسفرعن أنعقاد مؤتمر قطري يتولى نقد المرحلة السابقة، بالتمني أن تؤدي مثل هذه الدعوة الى ألهاء المناضلين بقضايا جانبية تضعف توجههم الرئيسي والمركزي لدعم المقاومة والتوحد خلفها، بدلا من العمل على تفجير ما أعيد بناؤه حزبيا وجعله أداة فعل مقاوم صار مقلقا للمحتلين.
وللحق أقول لست ضد فكرة أن ينعقد مثل هذا المؤتمر من ناحية المبدأ، ولكن هناك سؤالا مهما وملحا يطرح نفسه على الجميع من له حق الدعوة له وعلى وفق أي معاييرنظامية ينعقد، ثم لماذا الأن وليس أنتظارا لحين أزاحة الأحتلال عن صدور العراقيين، اذا سلمنا أفتراضا أن هناك مبررات تدعو لذلك، فمن له حق توجيه الدعوة أصلا ومن هم الرفاق الذين سيستجيبون لمن يتولى توجيه الدعوة أن لم يكن معهم و بجوارهم في خندق المقاومة وهم يتصدون لاعداء العراق؟
وقبلها من هو هذا الخارق للعادة القادر على توفير شروط أنعقاد مؤتمر قطري ممثل لأرادة البعثيين الذين لازموا ساحات القتال وما أنفكوا ويلازمونها حتى الساعة وما بدلوا تبديلا؟؟
بمعنى توفير المكان الآمن وحيادية المضيف وسلامة المؤتمرين في المجيء والعودة وضمان المشاركة من دون مضايقات’وما هو خيارنا للوقت المناسب للأنعقاد، أذا وفرت الشروط النظامية في توجيه الدعوة وفي من يدعى لحضوره، وحسن النوايا، والأهم من هذا وذاك ما حجم مشاركة الداخل في المؤتمر نسبة لحجم من هم في الخارج، وما هي طبيعة العلاقة بين من هم في الخارج مع الداخل المقاتل، منذ أنطلاق المقاومة والى الوقت الحاضر(وهذا هو الشرط الأساس الذي يجب توفره في كل رفيق توسد ريش النعام في الخارج رغم الغربة، أو عاش عالة على معونة أجنبية مذلة) على حد سواء!!..
لست هنا قاصدا تسفيه الدعوة لوحدة البعثيين التي أتمناها، وليس بعثيا من يدعو للضد من هذا، ولكن من هم هؤلاء الذين يراد لهم أن يتوحدوا وعلى أي أساس ووفق أي منطق؟؟ أم هي مجرد دعابة تروج لأغراض الدعاية والأعلام وهي لا تخدم الوقفة البطولية لبعثيين يواجهون مخاطر الأجتثاث وهم يحملون الدم على الراح في كل لحظة يصطادون فيها عنصرا محتلا أو عاهرا طائفيا باع نفسه للشيطان الأميركي، أم هو أصرار على توجيه دعوة لا تستند الى بديهيات تلزم الداعين لها بشروط نص عليها النظام الداخلي للحزب، لتكتسب الشرعية في زمن عصيب يتطلب وحدة فهم قائمة على وعي عال لطبيعة التحديات التي تحيط بالعراق والأمة، وبالحزب كطليعة واجهت وتواجه أعداء شرسين يشهرون سكين حز الرؤوس في وجه البعثيين في الداخل ومطاردة من يساندهم من الخارج، مما يتطلب معه توجها يركز على هدف واحد وهودعم وحدة المتخندقين في الداخل، ولا نقصد دعم البعثيين وحدهم بل جميع المقاومين الذين يتطلعون لكل يد تمتد لأسنادهم بدلا من الأستغراق في الدعوة لعقد مؤتمر لا يصب في تصليب وقفة المقاومين وهذا أكثر ما يحتاجون له في المرحلة الراهنه.
وثمة من يسأل على أي أساس سيتم تمثيل الرفاق في الداخل في مؤتمر قطري وهو مؤتمرهم ومن دون حضورهم كممثلين منتخبين على وفق أرادة القاعدة، بدءا من مؤتمرات الفرق صعودا الى الشعب فالفروع، والمكاتب دون استثناء لاحد، فهل يستطيع أحد من عندنا نحن أهل الخارج أن يتصور أمكانية انعقاد مثل هذه المؤتمرات بشكل آمن وسليم، في ظل الوضع العراقي الراهن، أم أن هناك أولويات تدعو المناضلين للتركيز عليها وتتصل بتصعيد عمليات المقاومة ضد الأعداء بدلا من الأنشغال في تنظيم المؤتمرات في عموم محافظات القطر التي تأخذ وقتا ليس قصيرا وتتطلب جهدا كبيرا، ليس لتأمين الأنعقاد فقط، وأنما لتوفير أمكانات السلامة للمشاركين وضمان أمن المؤتمرين، فهل مثل هذا قابل للتحقيق، أذا أفترضنا أفتراضا أن القصد من الدعوة سليم وان الداعين لها يستندون الى حق دستوري يستند الى نصوص النظام الداخلي فعلا، وليس أفتراضا كما أسلفت(!!) والجواب لا أعتقد أن عاقلا واحدا يمكنه القول بأمكانية تحقيق ذلك، بل هي مغامرة كارثية تخاطر بالرفاق البعثيين المقاتلين، وأسأل لمصلحة من يجري ذلك ولا نعتقد أن قيادة الحزب في العراق ستقدم على خطوة مجنونة كهذه وهي تدرك ان ذلك يعني التفريط بأقتدار عراقي عزيز مكرس لمهمة تأريخية لا تلغي مبدأ مراجعة الغث والسمين في تجرية الحزب السابقة بل توفر الظرف الأنسب والفرص الحوارية الحقيقية والأكثر دقة لتقييم الأيجاب فيها وهو ليس قليلا ونقد سلبياتها وهي الأخرى ليست قليلة، وأذكر هنا أن البعث الذي ينهض بمهمات مقاومة المحتل الى جانب فصائل المقاومة الوطنية الأخرى أشار في أدبياته الأخيرة الى العديد من الاخطاء المرتكبة سابقا وأسماها بالأخطاء الأستراتيجية، كما طرح توجها جديدا لشكل الحكم الذي سيسعى لأقامته مع باقي القوى المؤتلفة في الجبهة الوطنية والقومية والأسلامية والذي ينبثق عن انتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة، القول فيها لصندوق الأقتراع، وهذا يكشف حقيقة مهمة وهي أيمان الحزب بالتعددية في تبادل مسؤولية قيادة الحكم، وليس على اساس قيادة الحزب القائد الواحد؟!!
فهل يتحقق أنعقاد مؤتمر قطري حقيقي في غياب البعثيين العراقيين الذين مايزالون يتخندقون في مواجهة أعداء العراق على ثرى الوطن الجريح متصدين لقوى الشر الأحتلالي، وبالقطع لا نظن أن مثل هذا المؤتمر، يشغل حيزا من أهتمامهم – على أهميته – قياسا لحجم وخطورة المهمة التي ينهضون بها في الظرف الراهن، وتتطلب تركيزا في المبادرات وعطاءا أكبر في التضحيات لأنجاز مهمة كبيرة وهي تحرير العراق وخلاص شعبه من طغيان المحتلين وجرائم الجلادين.
وهم ينطلقون في هذا التوجه الرجولي الذي عرفهم به شعبهم العراقي البطل على الدوام من حقيقة تقول أن ارجاء أنعقاد مؤتمر قطري للحزب ليس نهاية لنضالهم، بل أن تعزيز أدامة أقتدارهم ليصب في بودقة نضال مجيد أكبر يسرع خطاهم المتواصلة النسغ مع خطى جميع فصائل المقاومة الوطنية في الساحة القتالية لأنقاذ الوطن من قيود أستباحت الأرض وتجاوزت على كرامة العراقي يحتل الأولوية في أهتماماتهم الراهنة.
ولا أرى أن بعثيا واحدا يقف في الضد من فكرة أنعقاد مؤتمر قطري قادم يتولى مهمة مراجعة تجربة الحزب النضالية عموما وليؤمن فرصة الوقوف مليا عند طبيعة تجربة الحكم التي قادها الحزب سابقة بتأشير الأيجاب، وكذلك الوقوف عند السلب بروح حوارية ناقدة تستهدف الوصول الى نتائج تنضج أفكارا تكون قاعدة للعمل المستقبلي على وفق آفاق جديدة تلغي الأنا وتعزز العمل الجبهوي الوطني الذي يسود فيه مبدأ تبادل السلطة ويكون مرجعها الوحيد صندوق الأنتخابات الحرة.
ونعتقد ان مثل المؤتمر يجب أن يكون أولا سيد نفسه، أذا أنعقد على الأرض المحررة ومثل أرادة البعثيين حرة، لتأتي قراراته مفعلة لدورهم المتلاحم مع القوى الوطنية الأخرى في مهمات أعادة بناء العراق وتحقيق نهوضه وازدهار أهله العراقيين.
وبعكسه فأن الدعوة لعقد مثل هذا المؤتمر من دون أنضاج الشروط الموضوعية لأنعقاده لن تكون موصلة لنا بالنتيجة للأهداف والمبررات التى تطرح هنا وهناك ترويجا له كأنه الأمل المرتجى الذي لاأمل قبله ولا بعده وكأننا نغمض العين على وجود محتل مجرم يمسك بأرضنا ووجود قتلة خونة يعيثون بالبلاد فسادا وبأهله ذبحا.
وأكرر القول بأن مثل هذه الدعوات، مهما كان شكلها وطبيعة المروجين لها لا تشكل مطمحا لأي بعثي لانها لا تعني شيئا بالضرورة لأهلنا العراقيين، لأنها لا تفضي الى فعل يخفف من معاناتهم ويشد من أزرهم ويمثل زادا يرفع زخم تصديهم للعدوانيين.
هذا هو الفعل الصادق المطلوب من البعثيين وغيرهم من الوطنيين خلرج القطر في هذه المرحلة، وعلى وفقه تؤسس كل المبادرات الخلاقة الرامية لتوحيد الجهد الساند لوقفة المقاومين والبحث عن طرق ووسائل تنويع أمكانات تطوير مطاولتهم في تصعيد التصدي لأعداء العراق وشعبه.
وبارك الله في رجال تراحموا وتضامنوا في سعي مبروك ودائم يعجل في أمساك شعبهم بناصية تحرير الأرض والأهل، وعندها لن يتوقف الكلام المباح في مؤتمرات ملاح يسود فيها حتما الحوار المفيد، بدلا من الصراخ المقيت، ليسود بعدها الرأي السديد!!
ولا تفوتني هنا الأشارة الى جواب مطلوب على تساؤلي الوارد في عنوان المقال وهو وحدة البعث بين من وكيف؟ وأقصد بالبعثيين من تواصلوا مع النضال الحزبي التزاما بالنظام الداخلي وبين بعثيين سابقين يريدون التواصل (في أحسن تقدير) ولكن بشروطهم وعبر مؤتمر يكسبهم شرعية الدعوة له وحضوره أيضا بخلاف ما نص عليه النظام الداخلي للحزب، ولا أقول أكثر
شبكة البصرةالخميس 28 شوال 1431 / 7 تشرين الاول 2010
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط