المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نحن لا يبكي علينا أحد



كاظم فنجان الحمامي
14/10/2010, 08:36 AM
نحن لا يبكي علينا أحد




كاظم فنجان الحمامي

أجهش العالم كله بالبكاء وهو يتابع المشاهد الحية التي نقلتها عدسات الفضائيات في بثها الحماسي المباشر المتواصل عن وقائع الملحمة التشيلية التاريخية التي سجلتها الجهود الإنسانية الصادقة, وحققتها التعزيزات العلمية المكرسة لإنقاذ أرواح عمال منجم (سان خوسيه), واجتمع الناس في كل مكان من كوكب الأرض للصلاة من اجل سلامة المحتجزين, وحبسوا أنفاسهم في الدعاء والابتهال من أجل نجاتهم من هذه المحنة, وخروجهم من كهوف المنجم المنهار سالمين غانمين.
http://www4.0zz0.com/2010/10/14/05/741273874.jpg (http://www.0zz0.com)
أما نحن في العراق فكنا اشد الناس التصاقا بشاشات التلفزيون, وأكثرهم متابعة لتفاصيل عمليات الإنقاذ المكثفة, ولا نغالي إذا قلنا إننا كنا نقف بأرواحنا وقلوبنا هناك على حافة فوهة المنجم, وكم كنا نتمنى أن تمتد إلينا هذه الأيادي البيضاء, وتحملنا أجنحة الرحمة لتنتشلنا من فوهات الدهاليز المظلمة, وتخلصنا من الكوابيس المزعجة, التي جثمت على صدورنا, وأكلت أكبادنا, وهشمت أضلاعنا, وكم كنا نتمنى أن يهتم بنا العالم في يوم من الأيام ويقف معنا مثل هذه الوقفة الإنسانية, وكم تمنينا ان لا تتسبب دول الجوار في إيذائنا وتشتيتنا وبعثرتنا, وان لا يتخذوا من أرضنا مسرحا قتاليا لتصفية حساباتهم.
http://www9.0zz0.com/2010/10/14/05/287148202.jpg (http://www.0zz0.com)
تعالى نحيبنا وعويلنا داخل منازلنا ونحن نتابع مراحل الإنقاذ خطوة خطوة, لكننا اكتشفنا إننا كنا نبكي علينا, ونبكي على ما مر بنا من مآسي ومحن وويلات ونكبات, وما رافقها من هموم وأحزان وآلام, ونبكي على أطفالنا الذين طحنتهم أنياب الحصار الظالم المفروض على غزة, بعد أن أغلقت عليهم منافذ البر والبحر, من دون أن يبكي علينا احد, وكأننا شخصيات كارتونية خلقت لكي تغرق وتذوب في بحار المصائب والأزمات, أو كأننا كائنات غريبة خرجت من باطن الأرض لكي تتلقى الضربات الساحقة, والزلازل الماحقة, وتخضع لتجارب التفجير والتفخيخ والتدمير تارة باسم التحرير, وتارة أخرى بهدف التطهير, وتارة ثالثة بذريعة التكفير, فتربصت بنا العبوات والمتفجرات في كل مكان, ولاحقتنا في الأسواق والمدارس والعيادات الطبية, فمزقت أجسادنا المرهقة, وبعثرتنا على الأرصفة, ورمتنا فوق صفيح منازلنا, من دون ان نسمع كلمة مواساة من احد, ومن دون ان يذرف علينا الناس دمعة واحدة, ومن دون أن يتأسفوا على أطفالنا الذين صهرتهم براكين العملية السياسية. وذبحتهم سكاكين الحملات الطائفية.
http://www2.0zz0.com/2010/10/14/05/171387246.jpg (http://www.0zz0.com)
قطع الرئيس التشيلي (سبياستيان بانييرا) زيارته المتوقعة الى الإكوادور, وهرع إلى موقع الحادث ليشترك مع فرق الإنقاذ, ولم يكن من السهل التعرف عليه وسط الجموع الغفيرة, التي توحدت في ملابسها وقلوبها وألوانها, وامتزجت دموعها ومشاعرها الصادقة لتلبية نداء الواجب, ولم يصطحب السيد الرئيس معه أفواج الحماية على طريقة جماعتنا, ولم يرتد الدروع الواقية, ولم يتشدق بالخطب الرنانة ويتحذلق بالكلمات الطنانة, ولم يبرح المكان خطوة واحدة, فقد ظل الرجل مرابطا هنا متسمرا في مكانه وكأنه عنصر من عناصر فرق الإغاثة, تُرى كم نحن بحاجة إلى رئيس عربي بهذه المواصفات, وكم تمنيت ان ننتدبه للعمل عندنا بعد إحالته إلى التقاعد, لعله يصلح أمرنا ويقودنا إلى بر الأمان.
لقد سجل الرئيس التشيلي رقما قياسيا في الشهامة (العربية) رغم انه لم يقرأ حماسة أبي تمام, ولا ديوان المتنبي, ولا معلقة عنترة العبسي, ولم يطلع على هجائيات الفرزدق وجرير والحطيئة, ولم تكن الأرض التي أنجبته (تتكلم عربي), ومع ذلك بدا وكأنه من عرب الشيخ نواف.
كانت قناة (الجزيرة) اشد الفضائيات حماسا في تغطية وقائع عملية الإنقاذ, وكانت هي القناة السباقة في نقل تفاصيل الحدث, تماما مثلما كانت هي السباقة في مرافقة جنود الاحتلال في خطة اجتياحهم للعراق, وهي التي كانت تزف البشرى للعرب العاربة والعرب المستعربة والعرب العربان بسقوط بغداد والمدن العراقية في قبضة القوات الغازية, وهي التي كانت تبث في قلوبنا الرعب وتنقل لنا صور الحشود العسكرية الشريرة المتجحفلة ضدنا, حتى صارت من الفضائيات المميزة في السير (بالاتجاه المعاكس) والمتحيزة إلى (الرأي الآخر).

وقفة:
قال مالك بن الريب:

تذكرت من يبكي عليَّ فلم أجد
سوى السيف والرمح الرديني باكيا
فمنهن أمي وابنتاي وخالتي
وباكية أخرى تهيج البواكيا

أريج عبد الله
14/10/2010, 08:55 AM
أجمل تحية صباحية أيها العراقي الأصيل
سيدي الفاضل أبو علياء
ماذا نفعل بالمتباكين ؟؟ ونحن معنا كتاب الله ووعده.
أذا حسبوه عرساً في الدنيا وهم به فرحين,
فنحن حسبناه عرساً للآخرة ومهرهُ غالي وثمين.
أتمنى أن تقرأ سورة القصص وتفسيرها الكامل
فهي تنطوي على البداية والنهاية لما يحصل
في العراق الحبيب.
دمت بخير وسلام
لك أجمل التحايا من أختك اريج العراق

عبد الرحمان الخرشي
14/10/2010, 09:57 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


الأخ المكرم : (( كاظم فنجان الحمامي ))



حفظك الله ورعاك وبلغك الهدف إلى حيث مرماك .


أنت هنا أيها الأخ الكريم حول هذا البيت تدندن :


يبكي علينا ولا نبكي على أحد = فنحن أغلظ أكباداً من الإبل

رؤية موفقة لحدث اليوم ربطته بحدث الأمس ؛ حدث اليوم لا يربطنا به غير الجانب الإنساني ، وقد تفاعلت أمتنا إنسانيا مع الحدث . أما حدث الأمس فروابطنا به أقوى وأعمق ، وقد تفاعلت معه شعوب أمتنا - ولازالت - لدرجة الإحساس بالإحباط ، والغبن ، والحيرة ، والقلق... وبين الحدثين مفارقة لاأظنك إلا قد هضمتها وهي تستعصي على أمثالي في الفهم ؛ نحن اليوم أمام رؤيتين بل فعلين أحدهما مقاوم وطريقه طويلة لكنها سالكة مع من آمن بالحقوق وجدوى الدفاع عنها أمام كل جبار متغطرس . والثاني يدعو إلى الإيمان بما هو كائن ، وسبيل ذلك نمقتها لضياع الحقوق ومعها ضياع ماء الوجه !!! .. ومادمت أخي أصلت لما كتبت هنا - وهو عندي من التجلة والتقدير - فاسمح لي أن أخالفك الرأي في دعوة رئيس دولة التشيلي (( سبياستيان بانييرا )) منتدبا للعمل عندنا - بعد إحالته إلى التقاعد - وهو بالمواصفات التي ذكرت مؤملا فيه إصلاح أمرنا وقيادتنا إلى بر الأمان !!! .

أخي هل عقمت بطون أمهاتنا عن ولادة من فيهم الصفات التي وجدت في الرئيس التشيلي (( سبياستيان بانييرا )) بل وفيهم ما يزيد عليها ؟ .. أظن أن الجواب عندنا جميعا هو : لا .. لكن هناك هوة لايمكن ردمها إلا برموز عربية إسلامية شادت بنيان الحضارة وسادت بها الأمة فيها الأنموذج ، وبها ومنها العلاج ، وفي العراق ؛ عراق الحاضر وعراق التاريخ الكثير من الرموز .. ولست أخشى مما كتبت غير قول الشاعر وفي البيت الثاني بخاصة :



ليس من مات فاستراح بميت = إنما الميت ميت الأحياء

انما الميت من يعيش كئيباً = كاسف البال قليل الرجاء


دمت للقضية ودامت القضية لك إلى أن يأتي الفرج من الله .




***



.

كاظم فنجان الحمامي
14/10/2010, 10:24 AM
أختي العزيزة أريج

صباحك فل وياسمين وعنبر

صدقيني يا أختي لقد حجزوا اماكنهم في جهنم منذ سنوات
وسوف تكون مستقرهم ومأواهم
وسينتهي بهم الحال في مزابل التاريخ
وستبقى رؤوسنا مرفوعة وقلوبنا مطمئنة
وسيكون النصر محسوما لمن زكاها ويخيب من دساها

اخوك
ابو علياء

كاظم فنجان الحمامي
14/10/2010, 10:30 AM
الأستاذ الفاضل الجميل عبد الرحمن الخرشي

تحية طيبة


أولا اعترف لك باني استفدت كثيرا من كلامك البليغ المختصر
اما بخصوص موضوع الانتداب فهو مجرد طرح عابر أريد به استفزاز بعض قادتنا وبخاصة أولئك الذين تنكروا لنا واستغلوا ضعفنا وانشغلوا بنهب ثرواتنا حتى أضاعوا حقوقنا

لك مني كل الشكر والتقدير
واتمنى لك التوفيق يا اخي


اخوك
ابو علياء

ابراهيم ابو طارة
14/10/2010, 10:35 AM
الأخ كاظم

كلماتك موجعة ومؤلمة لكل ذي قلب
نحتاج إلى زعماء كهذا الزعيم
سئمنا الحزن ولم يسأم منا

تذكرت قول ابن الريب الآن وأنا أحضره الآن على لسان العراق البطل

خذاني فجراني بثوبي اليكما
فقد كنت قبل اليوم صعبا قياديا

لكنني أعاتبك على نقدك للجزيرة

وهل نسيت شهيدنا البطل طارق ايوب
الذي فاضت روحه على تراب العراق الطهور

طارق ايوب هو مراسل الجزيرة
والتي ترصد الاحداث دون تحيز

سلمت أيها البطل .

شيماء عبد الله
14/10/2010, 11:43 AM
معنا الله أخي المفضال
ومن كان مع الله كان الله معه فلا يحتاج للخونة ولكل من تلبس بالعار وحسب نفسه من أرض العروبة

مقال أثار فينا الشجون ولكنه زادنا عزيمة وثبات لمبدأ النصر مع الثبات

سلمك الله وبارك بك وجعل قلمك طعنة في صدور الأعداء دائما أبدا

تحيتي وتقديري

كاظم فنجان الحمامي
14/10/2010, 02:37 PM
الاشقاء ابراهيم أبو طارة
وشيماء عبد الله

لا يسعني الا ان اردد ما قاله اخي كاظم الذبحاوي عن هذه المأساة
إنَّ جراحاتنا لم تزل تشخب دماً عبيطاً ، وعيوننا تبكي صباح مساء ،وأن أملنا بأخوتنا الذين فارقونا خائباً ؛ بل لا تناظره خيبة !! عدلنا عن طلب مداواة الجراحات ، وانتظرنا علـَّهم يـُكفكفون دموعنا الحارّة التي أودت بعيوننا ، فجعلتها لا تـُبصر الأشياء على حقيقتها ، وإذا بالعراق وكأنه كوكبٌ آخر لفظته الأرض ليسبح خارج المجموعة الشمسية.
نحن مخلوقات بلا هوية، وبلا عنوان، لا نستحق الحياة ، فطردتنا الحياة، وقد نكون ما بعد الحياة أمواتاً لا نستحق البعث والنشور، تلفظنا جهنم أيضاً، كما لفظت الأرض أمنا العراق فجعلته كوكباً غريباً لا تعرفه
من ذا الذي يبكي علينا بعد، أو يكفكف دموعنا بعد،
أو يضمّد جراحاتنا بعد ؟؟
نظل نكرع الغبار الأصفر ، ونحن نصفق للمنتصر ، ونغني أغاني النصر للمندحر جدران مدينتي دموع ، وشوارعها آهات، وأشجارها بكاءٌ ميّتٌ، وظلالها كاذبٌ تُحرقه الشمس ، فيغدو دخاناً أسودا يمكث فينا حينما يحلُّ الظلام
قيل لي ارفع رأسك أنت عراقيٌّ ، قلتُ : لا أرفع رأسي وأنا هكذا

ابراهيم ابو طارة
14/10/2010, 09:15 PM
بل ارفع راسك دائما لأنك مسلم .

كرم زعرور
14/10/2010, 09:29 PM
أخي الفاضل كاظم
كُلُّ الشّرفاءِ معَ العراق ِوشعبِهِ البطل ِ,
ومقاومَتِهِ الشّريفة ِلدَحر ِالأحتلال ِ والخونة .
وللعراق ِالنّصرُ والحريّة .

فائزة عبدالله
14/10/2010, 10:42 PM
"تقف الجبال على الرياح وتزدري

وكذا الرّجال على الجراح تهاب

إن عمّ قحط في الحقول فإنما

لمواسم الغيث العميم سحاب "

أستاذنا الكريم (( كاظم فنجان الحمامي ))

سيظل العراق بأبنائه الرجال , الرجال

ومقاومته الباسلة , مهابا من أعدائه , و رمزا لكل خصوبة

وأملا لكلّ تحرّر وانعتاق , كلماتك صادقة معبّرة , توغل في أعماق النفس

تنكأ الجرح , لكنها في نفس الوقت تبعث

على الإصرار , وتحفّز على المقاومة والصمود .

مراد عبد
03/11/2010, 09:33 PM
الاخ العزيز كاظم فنجان طابت ايامك
كلمة فيها بعض حق يجب ان تقال .. هم يبكون على الاحياء اما نحن فنبكي على الاموات . السؤال المحرج هو : هل نحن احياء ، اقصد هل مازلنا - ومع كل هذا الذي يحصل - احياء ؟!