المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نافذة ذاكرة من الخيانة



محمد أبو أمونة
15/10/2010, 08:04 PM
نافذة ذاكرة من الخيانة ...
نافذة ذاكرة من الخيانة ...
المكان : نافذة الخيانة
الزمان : حروف الذاكرة الأخيرة
تشبه الشمس أليس كذلك , النجوم تعانقني وعناقها يستفز غياب حروفي من ذاكرتها , والشعلة أرق منذ عصر الفجر الأول عندما قررنا أن نسير حفاة على قبور من سبقونا دون أن نكثرت لإحساسهم المتجمد خلف أقنعة المستحيل بين نطاق الألم والأمل , سقاية الذاكرة أمر يستحيل مع غياب راعيها والمتعطش لنوافذها المثمرة , خيرات تهربها على أرق النسيان الراكد في خيالها المتصلب ..
لا تتذكر سوى أنني نصفها الأخر , والنصف الأخر يذوب جليدا وأحيانا كثيرة يرحل مع شفق الحياة دون أن تعي أن الظلام في عالمنا يأكل حروفنا ويسرق قلوبنا وينزف مع الأوتار ذاكرة تستعصي على النسيان ..
نافذة الخيانة تتسع وتطال كل يوم قبر من قبوري وتحيي موتى ناموا عن ذاكرة في صلب نافذتها الأولى , تمزق عنفوان كلماتي الهامسة لها بالحب كسطر في رواية خرج عن نصها دون أن يعي الراوي ماذا يصنع فلقد سرد في هذا النص خيانته الأولى , بعد أن تعرى عري الجاهلية في بيت الله الحرام وهو يطوف على مسار حب عسى أن يتقرب من العشيقة بقربه من رب العشيقة , فتخونه الحروف سطور وسطور بعد السطر الأول انتقاما من رجولة تهتك في الذاكرة المنسية ..
كل شمس ونحن نغيب وعيوننا ترحل إلي القمر الثاني الخامد في قلوب عاشقة رادفة متسلقة للعشق أكثر , فتصمت منها الذاكرة عند النسيان لها بالقرب من النافذة , فلم أعد اسمعها تلحن متى يسقط غصنك بالقرب من غصني ونسكن ظل شجرتنا وإن دارت الشمس أين تدور , لم أعد أسمعها ترجف خريفنا وربيعنا وصيفنا وألحان خوفنا من الحاضر المستقل عربة الماضي , أم هي ذاكرة سهلة النسيان فتنسها دون أن تغيب عيناها عن قبري الراكن بجوار نافذتنا من عالمنا الأول , الشرق ينزف غياب الشمس وأنا أنزف غيابك ورحيلي لأبحث عنكِ تعثرت بالنافذة ذاتها فظننتها نافذتنا بعد أن علمتني أن العشق رواية يستقيها العشاق من تجاربهم المارة بهم عبر عصور الماضي المؤلم المخزن في ذات النبرة من ذات الذاكرة التي رويتها في قصائدي المعلقة على صدر كتابي الممزق في ذاكرتي أنا أيضا ..
كنت أبحث عنك بين الكتب بين الروايات بين السطور بين النوافذ فوجدتك في نافذة أخرى فعشقت النافذة عشقي لكِ أنتِ لأنني رسمت على النافذة صورتكِ بيداي بعد أن سقط المطر أمام زجاج النافذة فـأسقاني سهولة رسمكِ دون أن أتعب ذاكرتي تفاصيل وجهكِ وجسدكِ وقلبكِ , ثم عشقتكِ أكثر مما كنت أعشقكِ وعلمتكِ أكثر مما كنت أعلمكِ , كانت تجربتي مع النوافذ تجربة جعلتني أرسم الحياة روح من المستحيل إن لم تكن معكِ , رسمتكِ على كل النوافذ دون خيانة بعد أن كانت أشباه وجوه لخيانة نصفها بكاء من القمر ورحيل الشمس دون أن ترسمني أو ترسم ظلي ولو شمس واحدة , فبات الفراغيين بين زجاج النوافذ نعمة أستصيغها دفء الحب ودفء الجسد المدفون في عمق ذاكرتي وذاكرتكِ سيدتي الفاضلة ....
بقلم محمد زياد أبو أمونة
الموضوع الأصلي: نافذة ذاكرة من الخيانة ... || الكاتب: محمد أبو أمونة || المصدر: ملتقى رواق
www.moltaqareawaq.com