المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التنشيط القصصي الرابع



مسلك ميمون
16/10/2010, 07:46 PM
التّنشيط القصصي الرّابع

بسم الله
السّلام عليكم

أعزائي الكرام .. يتجدد اللّقاء مع التّنشيط القصصي الرابع ..الذي نتمنى أن تكون الاستجابة لمناقشته أقوى و أكثر من التنشيطات السّابقة . و لهذا عمدنا لمراسلة الأعضاء كافة، و بخاصة الذين يهتمون بالسّرديات و بكتابة الق ق ج .
اخترنا هذا الأسبوع نصاً للقاص الفلسطيني سعيد أبو نعسة . أفضل ألا ألزمكم عناصر التّحليل ، و أترك لكم المجال للقراءة الشّخصية الحرّة .


http://www.wata.cc/forums/customavatars/avatar1081_2.gif
القاص سعيد أبو نعسة

النص كالتالي :


مشـاكســة

تلميذا مُشاكسا كنتُ حين سألتُ المُعلّم: ما سبب بقاء زعيمنا على كرسي الحكم ما يقرب من نصف قرن؟
بلعَ المعلّمُ ريقَهُ، وببراعة تملّصَ من الجواب، مُوجّها السؤال إلى زملائي التلاميذ.
فأجاب أحدهم: لأنّه محبوب، ألا ترى أنّه يفوز بالتزكية كلّما تقرّر إجراء الإنتخابات!
وأجاب آخر: لأنه نشر الرّخاء والبحبوحة في ربوع الوطن.
وقال ثالث: لأنّه طلق اللسان، صلب الجَنَان، كثير الأعوان.
فأثنى المعلم على حصافة التلاميذ، ثم توجّه إليّ بالسؤال: وما رأيك أنت يا بُنيَّ؟
فقلتُ: ببساطة شديدة. لأنه أثبت للقاصي والدّاني أنّه إسم على مُسمّى : عبد السـلام.
يومها، صفّق لي التلاميذ طويلا طويلاً، تماماً كما صفّق المحقّقُ على وجهي .
*

في انتظار مشاركة مكثفة .أتمنى لكم قراءة المتعة ، و التّفاعل ... بغية امتلاك الذّوق القصصي ،و الثّقافة النّقدية .. و ذاك ما نتوخى من و راء هذا التنشيط الأسبوعي ..و سنحاول استدعاء القاص سعيد أبو نعسة ليشاركنا النقاش بحول الله ..

تحياتي / مسلك

عز الدين بن محمد الغزاوي
17/10/2010, 08:16 PM
السلام عليكم و رحمته تعالى و بركاته
أجدد شكري للأستاذ مسلك ميمون الذي أتاح لنا هذه الفرصة لندخل إلى ورشات قراءة و تحليل القصة
و إن الغاية و الأهداف متعددة ، و أولها أننا نتعرف عن قرب على ثلة من المبدعين من كتاب القصة
كما أن تبادل الآراء حول قصة محددة ليس الغاية هو النقد فهذه آلية لا تتأتى إلا للأساتذة
لكن الحوار و إبداء وجهة النظر تبقى من إيجابيات هذا التواصل
شكرا جزيلا و وفقك الله في مسعاك
أما عن القصة التي هي موضوع هذا التنسيط الرابع، و هي للأستاذ سعيد أبو نعسة فأقول :
- إن العنوان الذي اختاره الكاتب يعكس المضمون
- أما عن تسلسل الأحداث فأرى أن تجنب التكثيف جعل القارئ يتابع الأحداث بسهولة
- و جاءت القفلة ملائمة لمجريات الأحداث مما سهل على القارئ فهمها
من خلال هذه الارتسامات أهنئ القاص على طريقته في الصياغة و ربط الأحداث مما يجعله في مستوى جيد كما أن ممارسته لهذا الفن الأدبي جعله في الصفوف الأمامية لكتاب القصة
* تحياتي الصادقة و متمنياتي للجميع بدوام الصحة و العافية / الغزاوي

مسلك ميمون
18/10/2010, 01:51 AM
السلام عليكم و رحمته تعالى و بركاته
أجدد شكري للأستاذ مسلك ميمون الذي أتاح لنا هذه الفرصة لندخل إلى ورشات قراءة و تحليل القصة
و إن الغاية و الأهداف متعددة ، و أولها أننا نتعرف عن قرب على ثلة من المبدعين من كتاب القصة
كما أن تبادل الآراء حول قصة محددة ليس الغاية هو النقد فهذه آلية لا تتأتى إلا للأساتذة
لكن الحوار و إبداء وجهة النظر تبقى من إيجابيات هذا التواصل
شكرا جزيلا و وفقك الله في مسعاك
أما عن القصة التي هي موضوع هذا التنسيط الرابع، و هي للأستاذ سعيد أبو نعسة فأقول :
- إن العنوان الذي اختاره الكاتب يعكس المضمون
- أما عن تسلسل الأحداث فأرى أن تجنب التكثيف جعل القارئ يتابع الأحداث بسهولة
- و جاءت القفلة ملائمة لمجريات الأحداث مما سهل على القارئ فهمها
من خلال هذه الارتسامات أهنئ القاص على طريقته في الصياغة و ربط الأحداث مما يجعله في مستوى جيد كما أن ممارسته لهذا الفن الأدبي جعله في الصفوف الأمامية لكتاب القصة
* تحياتي الصادقة و متمنياتي للجميع بدوام الصحة و العافية / الغزاوي


بسم الله
الأستاذ عز الدين بن محمد الغزاوي
السلام عليكم

أشكرك أنك كنت من السبّاقين للرد . و آمل أن يشارك الإخوة و الأخوات بآرائهم ورؤيتهم لهذا النّص.
قضية العنوان يعكس المضمون . مشكلة فنية ،و هي التي جعلت نصوصي القصيرة جداً خالية من العناوين . والبعض من الحريصين على العنوان و اعتباره من مكونات النص ، و هو كذلك ، يرون أن الرسالة تقرأ من عنوانها . و شخصيا أرى ذلك من وجهة نظر مختلفة . إذا قرئت الرسالة من عنوانها فلا داعي لقراءتها و لا فتح ظرفها . أمّا النّص الأدبي فيستحسن اختيار عنوانه و ألا يكون كاشفاً للموضوع ،أو ملخصاً له ..بل كلّما كان العنوان يثير الفضول ،أو يحفز على استغوار النّص و كشفه ...كان أحسن .
و طالما سئلت لماذا لا أضع عنواناً لقصصي القصيرة . فكان جوابي دائماً : من جهة أجد مشكلة في اختيار العنوان المناسب . و من جهة أخرى أرغب في أن يستخلص القارئ العنوان الذي يراه مناسبا .. و في ذلك مشاركة في كتابة النص ، و دليل على مدى استيعابه له .

دمت قارئاً واعياً ومبدعاً رائقاً ..

تحياتي / مسلك

عز الدين بن محمد الغزاوي
18/10/2010, 07:30 PM
السلام عليكم و رحمته تعالى و بركاته
أخي الأديب الأستاذ مسلك ميمون
شكرا على الحضور و الرد، و هذا دليل على التواصل المثمر الذي من شأنه أن يقوي عرى التواصل في المنتدى
لقد استفدت كثيرا من إجابتك المقنعة
و بعودتي لإشكالية العنوان، فصحيح ما تقول لكن اختيار العنوان الذي يزيد تشويقا لقراءة القصة يرفع من جمالية النص
و بالعودة إلى كتاباتك، فأنا أستفيد كثيرا من تجربتك الميدانية في كتابة القصة زادك الله رفعة و تألقا
و بالمناسبة، و خلال مروري بمنتدى القصة لاحظت أن هناك الكثير من المشاركات، لكن ومع كامل الأسف ينقصها التوجيه و الإرشاد
تمنيت لو أتيحت لك الفرصة لتتناولها بالدراسة كنماذج حتى تتحسن كتابة أصحابها و لك الشكر سلفا
* صادق متمنياتي للجميع بأسعد الأوقات و أطيبها / الغزاوي

سعيد نويضي
18/10/2010, 08:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...
سلام الله على الأديب الفاضل الأستاذ مسلك ميمون...
بداية لك الشكر الجزيل على تخصيص من وقتك الثمين لتفعيل فضاء القصيصة و تنشيط عملية القراءة و ربيبتها الكتابة...لأن كل قراءة تستوجب كتابة معبنة حتى ولو ينزلها القارئ حروفا على الورق...على أساس أن كل قراءة تترك انطباعا معينا قد يختلف باختلاف القارئ من إدراك و معرفة لما يقرأ...
بداية إشكالية العنوان...
هي حقيقة لأن تحديد العنوان يكشف ما بداخل القصيصة...لكنه قد يكون جزءا مكملا للقصيصة و ليس كاشفا عنها برمتها...على اعتبار أن لكل بناء باب و باب القصيصة عنوانها...فمعلوم أن الإنسان قد يترك له العنوان فكرة عن البناء...لكنه لن يعرف البناء حتى يتمعن في هندسته المعمارية و في تفاصيله الفنية...و على أية حال تظل مسألة العنوان هي الأخرى وجهة نظر ليس إلا...لأن الأهم هو جسد القصيصة و بناؤها الداخلي الفني و الجمالي...
فقصيصة "مشاكسة"
من عنوانها و قبل قراءة تفاصيلها يبدو أنه مُشَاكِسٌ، ةٌ - ج: ـون، ـات. [ش ك س]. (فَا. مِن شَاكَسَ). "وَلَدٌ مُشَاكِسٌ" : مُشَاغِبٌ، أَيْ مَنْ يُحْدِثُ الشَّغَبَ وَالْمُشَاكَسَةَ.
مُشَاكَسَةٌ - ج: ـات. [ش ك س]. (مص. شَاكَسَ). "مُشَاكَسَةٌ عَنِيفَةٌ" : مُشَاغَبَةٌ...[معجم الغني].
تحيل القارئ على وجود نوع من العلاقات التي تسودها فوضى معينة أو عدم انسجام أو سوء تفاهم أو خلل ما يكتسي طابع العنف بشكل من الأشكال و بدرجات مختلفة من حيث طبيعة العنف و مستوياته...
و لذلك يبدو أن المشاكسة تبدأ إذا طرح طفل/تلميذ/طالب/سؤالا حول بعض المسائل أو القضايا التي يعتبرها الكبار ليس من مهمام ما يسمونهم الصغار...أو ليس من اختصاص الصغار...على أساس أن لكل سن معينة أسئلة معينة و بالتالي أجوبة معينة...و من هنا كان المشاكس قد طرح سؤالا أكبر سنا منه...و لكن ماذا نقول عن الطفل عندما سمع كلمة الله جل و علا و يطرح تالسؤال على أبيه أو أمه أو على الأستاذ أين الله؟ هل يمكن اعتبار هذا سؤال أكبر من سنه و من دائرة معارفه أو حتى من دائرة من سيجيبه على مثل هذا السؤال...
و مع ذلك على الأستاذ المربي / المثقف اين يكون على علم و دراية بطبيعة الأسئلة التي يمكن أن يطرحها طفل في عمر بداية تأثيث بيته المعرفي و اكتساب معارف جديدة تعينه على معرفة الإنسان و الحياة و الكون...من هذه الزاوية كيف تصرف الأستاذ/المعلم مع التلميذ صاحب السؤال المشاكس:
1- ما سبب بقاء زعيمنا على كرسي الحكم ما يقرب من نصف قرن؟
الزعيم...البقاء...الحكم...السياسة...مدى العمر...مفرادات قد تؤدي بالإنسان إلى شيء لا يستطيعه أحد..."بلع المعلم ريقه" كناية عن خوف مستوطن في أعماق الإنسان سواء كان من كان...فالاستعمال الذكي للريق هو الذي يعطي فرصة سريعة لحضور إجابة تنقذ الموقف و تخرج المعلم من إحراج لا يرغب أحدا أن يجد نفسه بين فكيه...
2-وببراعة تملّصَ من الجواب، مُوجّها السؤال إلى زملائي التلاميذ.
تملص ماذا تعني كفعل...؟أما البراعة و النباهة فالمفروض أن تكون حاضرة لكل من يقوم باية مهمة تستوجب سرعة البديهة و بالتالي سرعة الإجابة...
َتمَلَّصَ - [م ل ص]. (ف: خما. لازم، م. بحرف). تَمَلَّصْتُ، أتَمَلَّصُ، تَمَلَّصْ، مص. تَمَلُّصٌ. 1. "تَمَلَّصَ مِنْهُ" : تَخَلَّصَ، أفْلَتَ مِنْهُ. "تَمَلَّصَ مِنْ كُلِّ مَسْؤُولِيَّةٍ". 2."تَمَلَّصَ مِنْ أَدَاءِ وَاجِبِهِ" : تَهَرَّبَ. 3. "تَمَلَّصَتِ السَّمَكَةُ مِنْ بَيْنِ أصَابِعِهِ" : اِنْسَلَّتْ لِمَلاَسَتِهَا.
َمَلُّصٌ - [م ل ص]. (مص. تَمَلَّصَ). 1. "التَّمَلُّصُ مِنْ قَبْضَتِهِ" : التَّخَلُّصُ، الإِفْلاَتُ مِنْهَا. 2. "التَّمَلُّصُ مِنْ أدَاءِ الوَاجِبِ" : التَّهَرُّبُ. 3. "تَمَلُّصُ السَّمَكَةِ مِنْ بَيْنِ أصَابِعِهِ" : اِنْسِلالُهَا لِمَلاَسَتِهَا.[معجم الغني].
َمَلَّصَ يَتَمَلَّصُ تَمَلُّصاً :تَمَلَّزَ، أي تخلَّص وأفلت؛ تملص من معظم التَّبعات المنوطة به.[المعجم المحيط].
و من هنا هل يمكن اعتبار توجيه السؤال إلى باقي التلاميذ يدخل ضمن دائرة الهروب من السئولية أو الانفلات من الأسئلة الحرجة أو هو نوع من الدفاع عن النفس في وجةد حالة من اللأمن الذي يشعر بها الإنسان لما تطرح أسئلة في صلب السياسة وتمس شخصا بعينه...؟
هل حالة الخوف التي قد تبدو على المعلم/الأستاذ لا تؤثر على التلاميذ من حيث تكوينهم الفكري و نموهم السليم...و حتى في كبت هذا الخوف بطرق منطقية و مقبولة لا تظهر شيئا مما في الأعماق هل من السليم بيداغوجيا أن يحول السؤال إلى باقي التلاميذ ؟ أم هو استنجاد بالجماعة على اعتبار أن مجموعة التلاميذ تشكل جماعة كما هوحال الفرق السياسية و الأحزاب و ما شابه ذلك من التسميات...؟
3-فأجاب أحدهم: لأنّه محبوب، ألا ترى أنّه يفوز بالتزكية كلّما تقرّر إجراء الإنتخابات!
هل الحب و هو شعور نبيل و قيمة ما بعدا قيمة يعطي الحق للزعيم أن يظل مدى العمر على كرسي الحكم...
أم أن إجابة التلميذ كانت من باب الخوف المتاصل في طبيعة التربية التي يتلقاها الطفل مند ولادته على اعتبار أن حبه لأبيه يشكل حبه لكل من هو أكبر منه سنا أو علما أو مكانة...
و أن تبرير الحب قائم على اعتراف الجميع بتزكيته في الانتخابات دون أن يكون على علم أو عدم معرفة بمسألة الانتخابات و كيف تتم فيها الحصص و ما إلى ذلك من الحيل التي سكنت السياسة قبل أن تسكن شيئا آخر...
و هل يكفي الحب وحده لزعيم ليكون العدل و ينعم الإنسان بالحرية فيقول الحق و لا يخشى في الله لومة لائم...؟
4-وأجاب آخر: لأنه نشر الرّخاء والبحبوحة في ربوع الوطن.
جواب آخر من داخل الجماعة/قسم التلاميذ ...هل يكفي الرخاء و تخفيض الأسعار و ملء البطون و الترف أن يخول له الحق في الخلود مدى العمر؟
حقيقة الجانب الاقتصادي يلعب الدور الأهم في زعزعة أو استقرار بلد معين...فيكفي الإنسان لقمة العيش و مسكن و زوجة و صحة و تعليم و توفير مرافق ضرورية و لن يسألك المواطن عن شيء آخر...لأن المواطن همه في معيشته و في تأمين قوت عياله و هذا ما يعبر عنه بتأمين الجوع البطني ...
لكن ماذا عن الجوع المعرفي لماذا لا يرتقي همه إلى ما وصل إليه البحث العلمي و لماذا تقدم الغرب و تخلف العرب و لماذا تعشش في الأمة اللإسلامية -العربية الأمية بجميع مستوياتها...و لن يسألك المواطن لماذا يتحمل القرض و الاقتراض مند ولادته...؟
فهل يمكن الحديث عن الرخاء الفكري و المعرفي كما هو الشأن عن الرخاء الاقتصادي...؟ و هل يزدهر الاقتصاد دون علم و معرفة؟
4- وقال ثالث: لأنّه طلق اللسان، صلب الجَنَان، كثير الأعوان.
حرية التعبير ...فصاحة القول و فنه... و قائمة من الذين لهم تأثير الكلمة و يزودونها يسحر لا مثيل له ...
فهل يكفي سحر العقول و القلوب بجميل القول و سحر البيان أن يكون له الحق مدى العمر؟
حقيقة هي حرية التعبير عن الآراء و تداول الآراء و الأفكار تظهر الحقيقة و تبينها بل ترتقي بها من الرديء إلى الجيد و من القبح إلى الجمال و من الباطل إلى الحق و من الكذب إلى الصدق و من الزيف إلى الحقيقة و من الأوهام و الأحلام إلى الواقع المعيش...كل هذه الأشياء و أكثر تصنعها حرية التعبير و إعطاء الحق للآخر لقول ما يمكن قوله لإعلاء الحق و ما هو حق...
فهل تعيش الأمة بالكلام وحده و هل ترتقي بالقول وحده...؟
5- فأثنى المعلم على حصافة التلاميذ، ثم توجّه إليّ بالسؤال: وما رأيك أنت يا بُنيَّ؟
و هنا لا يمكن للمعلم إلا أن يزكي قول التلاميذ...لأن كل منهم قد جانب الصواب في جانب من الجوانب على المستوى النظري...فهل يطابق ذلك التعبير ما هو موجود في الواقع...؟
لكن و بنفس المراوغة و بنفس المشاكسة أعاد السؤال للتلميذ...
فكانت إجابته بمتابة خروج من المأزق الذي وضع نفسه فيه بسؤاله...فلا يمكن لهذا الزعيم إلا أن يكون مطابقا لصفات و معاني الإسم الذي يحمله في شهادة الميلاد...و من هنا كانت الإجابة تتويجا لما قدمه الزملاء التلاميذ...فحتى أن الملعم أجب بالجواب و لم يعقب عليه بما يفيد أن غير راضي على مشاكسته السياسية...لكن المحقق الذي لا يعرف المشاكسة إلا بما بمستواها المادي فلقد صفق له بصفعة كانت بمتابة وسام وضعه على خده و هو الأسلم لغويا و ليس وججه ليكون من الذين لا يتكلون في السياسة...
هذا من حيث المعنى أما من حيث المبنى...
فالقصيصة :
من حيث حدث/السؤال في مجال السياسة...تنامي السرد...الشرط الأساسي في الكتابة القصصية...
المفارقة/هل يطابق النظري/تصورات التلاميذ/الوقعي التطبيقي
القفلة /تصفيق المحقق بشكل يبعث على النكوص في مجال السؤال
اللغة أدبية قائمة على شكل من أشكال الحوار تتخلله رنة قافية توحي باللغة الشعرية...
تحيتي و تقديري للأستاذ سعيد أبو نعسة على هذه المشاكسة في الأدب الساسي و للأستاذ مسلك على فتح هذا النقاش حول بعض القصص التي تعتبرونها قد حققت الشروط الأساسية في فن القصيصة...
تحيتي للجميع...

مسلك ميمون
27/10/2010, 01:16 AM
بسم الله
الأستاذ سعيد أسعدك الله بكل خير
السلام عليكم

لقد أفضت و ما أبقيت ... و لا شك أن هذا الذي جئت به سيسر القاص سعيد أبو نعسة . فجزاك الله خيراً على هذه المشاركة المتكاملة لغوياً و سردياً ...

و يؤسفني جداً أن الذين مروا لم يشاركوا و لم يطرحوا سؤالا و ذاك ( أضعف الإيمان )
و ليس هكذا سنخلق حوارا أدبيا قصصيا . إذا كنا نحجم عن الرد أو المشاركة !!

عموماً سيمتد بقاء النص إلى نهاية الأسبوع .. و الرجاء أن نجد مشاركات في الأيام المتبقية لعرض هذا النص .
سألني أحد الإخوة على الخاص : لماذا لا نعرض نصوصاً إشكالية تتطلب نقاشاً ؟
فقلت لأخينا الفاضل : إنّ كل النصوص تستحق نقاشاً .. حتى التي نعتقدها دون المستوى . لأنّ السؤال لماذا جاء النّص دون المستوى ؟ ما هي الأسباب ؟ ماذا كان ينقص النّص ليكون أحسن ؟ ما وجه الخطإ أن يُكتب النص بهذه الطريقة ؟ و هكذا نلاحظ ما من نص إلا و يطرح قضايا نقاشية حوارية ...فهل من منــــاقش ؟ و هل من محــــاور ؟

تحياتي / مسلك

نجيب بنشريفة
27/10/2010, 02:11 AM
.
.
..


-سأل التلميذ المعلم:
لماذا عَمَّرَ زعيمنا في الحكم؟
أشاح بوجهه نحو السبورة مخاطبا الجميع
بنبرة لم نعهدها من قبل
-استعدوا للفرض
عند انتهاء الحصة ، وجد السائل نفسه محاطا بشخصين يقودانه
رغما عنه الى وجهة يجهلها
.
.
.
.

عبدالله بن بريك
27/10/2010, 03:02 AM
المحترم مسلك ميمون:

أحيي فيك مثابرتك الشديدة و ذوقك المتميز..

تدخل هذه القصة في صميم التمازج بين الأدبي و السياسي ,لغةٌٌ و فكرٌ و موقفٌ هو الفنُ الحقيقيُ..

قد نغفر لبعض الأدباء اقتصارهم على الهم الجمالي,و لغيرهم التزامهم بالشأن الإيديولوجي,و لكن الاحترام يبقى لمن استطاعوا الجمع

بين الغايتين معا ..

بالنسبة للغة: اعتمد الكاتب على الانزياح التركيبي (بداَ باسم كان و بالحال قبل الفعل)..و اعتمد لغةً وظيفية مفهومة المفردات.

السرد : مشوقٌ, و السارد مكشوفٌ و مشاركٌ في الأحداث.

الرؤية:من الداخل,تبرزُ الفكر و الشعور.

الزمن : فضفاض لكنه معبر عن زمن عربي معاصر.

المكان : مبهم لكنه يحيلُ على الواقع العربي المتشابه.

الحدث :مقطعٌ من يوميات فصل دراسي بممكناته و ممنوعاته..

البعد النفسي :مدرس يعرف الخطوط الحمراء ,و يتعامل مع المستجدات بمرونة و حكمة..(بلع ريقه)و يحافظ على هدوئه..

البعد الاجتماعي: اختلاف درجة الوعي بين التلاميذ حسب التربية و الشخصية و الذكاء...إلخ

زمن السرد :محايث,خطي تعاقبي.

طبيعة السرد:كثيف(كثرة الأفعال )ككل قصة قصيرة جداً.

اللهجة:سخرية سوداء ,و وعيٌ شقيٌ(فهم الواقع و العجز عن تغييره).

المغزى:تسليط الضوء على واقع سياسي متصف بالقهر و التزييف ,و على مواطنين ممزقين بين الانتفاض و المداهنة..


أخي ميمون الغالي ..اعذرني على الاختزال.........من مملوكي باخوس الذين لا يعصون له أمراً...

تحيتي و تقديري ,,لك و للقاص المبدع أبي نعسة..

أحمد المدهون
27/10/2010, 03:09 AM
د. مسلك ميمون
سلام الله عليك ، وعلى الأديب القاص سعيد أبو نعسة ، وعلى كل من سبقني

قصيصة، غنية بمفرداتها، تحمل تضاعيف تلامس الواقع السياسي في ما يسمى دول العالم الثالث المتخلف حيث الزعيم الأوحد، الجامع لصفات الكمال والجمال.
فهي من جهة، تبرز ثقافة الخوف التي سكنت المعلم والتلميذ، المدير والموظف، صاحب العمل والأجير، الأب والإبن، وهكذا في تراتبية متشعبة تكاد تستغرق طبقات المجتمع، مثقفيه وسياسييه ودعاة التغيير فيه. ومن خرج عليها تم تصنيفه أنه: مشاكس، يهدد الأمن والرخاء، يستحق الصفع "الجميل" كي يعود إلى رشده !!.

ولا ندري، إن كان بقاء عبد السلام على كرسيه ما يقارب خمسين عاماً، هو نتيجة لتلك الثقافة التي سكنت خلايا أبناء شعبه، أم أنها -أقصد تلك الثقافة- هي النتيجة الطبيعية لثقافة السلام التي أرساها عبدها.
ربما أدرك بحنكته السياسية، أن أفضل طريق لضمان السلامة، أن تكون عبداً للسلام، فقد علمتنا التجارب أن عمر الزعيم المشاكس، قصير.

فلننعم جميعاً بالسلام، ولا نامت أعين "المشاكسين" !!.

ألم نبدأ بالسلام، فلنختم بها إذن.
سلام عليكم

مسلك ميمون
27/10/2010, 09:40 PM
.
.
..
سأل التلميذ المعلم
لماذا عَمَّرَ زعيمنا في الحكم
أشاح بوجهه نحو السبورة مخاطبا الجميع
بنبرة لم نعهدها من قبل
استعدو للفرض
عند انتهاء الفصل وجد السائل نفسه محاطا بشخصين يقودونه
رغما عنه الى وجهة يجهلها
.
.
.
.



بسم الله الأستاذ
نجيب بنشريفة
السلام عليكـم

وجدتك بدل التّعليق فضلت الإتيان بنص . فرؤيته الدلالية تبدو جيدة ، كمنظور سردي ..
و لكن إذا سمحت ، كان نصاً مستعجلا على غير نسق كتابتك الأخرى .. فكانت هناك ملاحظات أجملها في التالي :
1 ـ النص جاء خال من علامات الترقيم . حتى تساؤل التلميذ جاء بدون علامة استفهام .
2 ـ استعدو للفرض .. ( يبدو أن استعدوا ينقصها الألف )
3 ـ ( عند انتهاء الفصل وجد السائل نفسه محاطا بشخصين يقودونه ) الفصل لا ينتهي، إنّما حصته التّعليمية هي التي تنتهي . ثم ما دام الأمر يتعلق بشخصين ينبغي أن يتم الكلام عنهما بصيغة المثنى .
4 ـ كيف يعقل منطقيا ما أن تنتهي حصة الدرس حتى يجد التلميذ شخصين يقودانه إلى وجهة يجهلها . لو تحدثت عن زوار الفجر . ( المخابرات ) و اختطافاتها و اعتقالاتها الليلية كما هو الشّأن في الأنظمة الدكتاتورية، كان أحسن .

عموماً شكراً على مشاركتك و اهتماك ...

تحياتي / مسلك

نجيب بنشريفة
27/10/2010, 11:42 PM
بسم الله الأستاذ
نجيب بنشريفة
السلام عليكـم
وجدتك بدل التّعليق فضلت الإتيان بنص . فرؤيته الدلالية تبدو جيدة ، كمنظور سردي ..
و لكن إذا سمحت ، كان نصاً مستعجلا على غير نسق كتابتك الأخرى .. فكانت هناك ملاحظات أجملها في التالي :
1 ـ النص جاء خال من علامات الترقيم . حتى تساؤل التلميذ جاء بدون علامة استفهام .
2 ـ استعدو للفرض .. ( يبدو أن استعدوا ينقصها الألف )
3 ـ ( عند انتهاء الفصل وجد السائل نفسه محاطا بشخصين يقودونه ) الفصل لا ينتهي، إنّما حصته التّعليمية هي التي تنتهي . ثم ما دام الأمر يتعلق بشخصين ينبغي أن يتم الكلام عنهما بصيغة المثنى .
4 ـ كيف يعقل منطقيا ما أن تنتهي حصة الدرس حتى يجد التلميذ شخصين يقودانه إلى وجهة يجهلها . لو تحدثت عن زوار الفجر . ( المخابرات ) و اختطافاتها و اعتقالاتها الليلية كما هو الشّأن في الأنظمة الدكتاتورية، كان أحسن .
عموماً شكراً على مشاركتك و اهتماك ...
تحياتي / مسلك
.
.
.

.
-سأل التلميذ المعلم:
لماذا عَمَّرَ زعيمنا في الحكم؟
أشاح بوجهه نحو السبورة مخاطبا الجميع
بنبرة لم نعهدها من قبل.
-استعدوا للفرض.
عند انتهاء الحصة ، وجد السائل نفسه محاطا بشخصين يقودانه
رغما عنه الى وجهة يجهلها .
.
.
.
أستاذ مسلك ميمون أشكرك على تقييمك وملاحظاتك القيمة لمساهمتي المتواضعة
وانني أعدها شرفا لي لأنني أؤمن بأن الحصان له أربعة قوائم ويكبوا
وبأن اثنان لا يتعلمان المستحيي والمتكب
ومن الأخطاء يتعلم الانسان
كما أنني قرأت لمؤلفين كبار وعلماء فطاحلة يرافق أسماءهم من يهتم بالتصحيح والتهذيب
فما بالك أستاذنا بي وأنا جديد على هذا الضرب من الكتابة التي استهوتني فكانت مني هته المحاولات المتواضعة
أجدد شكري ودمت فخرا واعتزازا لنا
.
.
.

مسلك ميمون
28/10/2010, 04:14 AM
المحترم مسلك ميمون:
أحيي فيك مثابرتك الشديدة و ذوقك المتميز..
تدخل هذه القصة في صميم التمازج بين الأدبي و السياسي ,لغةٌٌ و فكرٌ و موقفٌ هو الفنُ الحقيقيُ..
قد نغفر لبعض الأدباء اقتصارهم على الهم الجمالي,و لغيرهم التزامهم بالشأن الإيديولوجي,و لكن الاحترام يبقى لمن استطاعوا الجمع
بين الغايتين معا ..
بالنسبة للغة: اعتمد الكاتب على الانزياح التركيبي (بداَ باسم كان و بالحال قبل الفعل)..و اعتمد لغةً وظيفية مفهومة المفردات.
السرد : مشوقٌ, و السارد مكشوفٌ و مشاركٌ في الأحداث.
الرؤية:من الداخل,تبرزُ الفكر و الشعور.
الزمن : فضفاض لكنه معبر عن زمن عربي معاصر.
المكان : مبهم لكنه يحيلُ على الواقع العربي المتشابه.
الحدث :مقطعٌ من يوميات فصل دراسي بممكناته و ممنوعاته..
البعد النفسي :مدرس يعرف الخطوط الحمراء ,و يتعامل مع المستجدات بمرونة و حكمة..(بلع ريقه)و يحافظ على هدوئه..
البعد الاجتماعي: اختلاف درجة الوعي بين التلاميذ حسب التربية و الشخصية و الذكاء...إلخ
زمن السرد :محايث,خطي تعاقبي.
طبيعة السرد:كثيف(كثرة الأفعال )ككل قصة قصيرة جداً.
اللهجة:سخرية سوداء ,و وعيٌ شقيٌ(فهم الواقع و العجز عن تغييره).
المغزى:تسليط الضوء على واقع سياسي متصف بالقهر و التزييف ,و على مواطنين ممزقين بين الانتفاض و المداهنة..
أخي ميمون الغالي ..اعذرني على الاختزال.........من مملوكي باخوس الذين لا يعصون له أمراً...
تحيتي و تقديري ,,لك و للقاص المبدع أبي نعسة..



بسم الله
الأستاذ عبد الله بن بريك
السلام عليكم

اختزلت فأصبت ، بورك فيك ، و في ملاحظاتك الثاقبة الفنية الواعية ....لقد أحطت برؤية بانورامية بكل جوانب القصة ..
دمت قارئا جاداً ، و مبدعاً رائقاً

تحياتي / مسلك

أريج عبد الله
28/10/2010, 04:29 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الدكتور القدير مسلك ميمون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذنا الفاضل كان بودنا المشاركة في هذا التنشيط
لولا أشارتكم أعلاه:
و لهذا عمدنا لمراسلة الأعضاء كافة، و بخاصة الذين يهتمون بالسّرديات و بكتابة الق ق ج
أنا لم تصلني أي رسالة سيدي الفاضل وكانت مشاركاتنا السابقة بدون رسائل, وأنا شخصيا تصورت
أن النقاش سيقتصرعلى من تم مراسلتهم فقط لذلك تجنبت المشاركة .
نتابع معك أستاذي الفاضل في اِنتظار التقرير النهائي,
سلمت الجهود بارك الله بك .
احترامي وتقديري

مسلك ميمون
28/10/2010, 12:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الدكتور القدير مسلك ميمون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذنا الفاضل كان بودنا المشاركة في هذا التنشيط
لولا أشارتكم أعلاه:
و لهذا عمدنا لمراسلة الأعضاء كافة، و بخاصة الذين يهتمون بالسّرديات و بكتابة الق ق ج
أنا لم تصلني أي رسالة سيدي الفاضل وكانت مشاركاتنا السابقة بدون رسائل, وأنا شخصيا تصورت
أن النقاش سيقتصرعلى من تم مراسلتهم فقط لذلك تجنبت المشاركة .
نتابع معك أستاذي الفاضل في اِنتظار التقرير النهائي,
سلمت الجهود بارك الله بك .
احترامي وتقديري


بسم الله
أم شهد
السّلام عليك

ياه .. كم أنت طيبة يا طيبة ، و كم أنت شهد مصفّى يا أمّ شهد ... لو حسبتك تظنين هذا ما أعلنت على المراسلة الإخبارية التي ما أردت من ورائها إلا إخبار أعضاء المنتدي جميعاً حتى يشاركوا.. و الظاهر أنّ كلامي فهم خطأ لهذا كانت المشاركة ضعيفة هذه المرة ...
من خلالك أم شهد أعلن أن الدعوة مفتوحة لجميع الأعضاء سواء من توصلوا بالإخبار أو الذين لم يتوصلوا ...و المشاركة ليست وقفاً على التّعليق فقط ، فقد يتبادر إليك و أنت تقرئين النص سؤال ما ... فطرح مثل هذا السؤال سيفتح لنا آفاق رحبة للنقاش و التّداول الفعال في مجال الق ق ج ..
مرة أخرى مرحباً بك و بكلّ الأصدقاء لمناقشة هذا النّص..

تحياتي / مسلك

حماده الفرا
29/10/2010, 03:32 AM
استاذي مسلك ميمون
الاستاذة الأادباء الأفاضل
حينما أكتب قصة قصيرة جداً ( اي قصة ) يكون من السهل جداً علي أي ناقد أن يقول العبارة المشهورة ( القصة تفتقد الكثير من مقومات القصة القصيرة جداً المتعارف عليها )
وقد َيْصُدُق ، ولكن اذا وُضِعت أي من أعمالي علي ( مازورة ) المقومات - التي بطبيعتها محل خلاف - ينسف كل أعمالي ويخرجها من اطار القصة القصيرة جداً

فهل أقول لطفاً بنا أيها النقاد .... أم التقصير من جانبي

مثال
قصة (( تلصص ))

تَجوّل في القرية في صباحاً ..... الشوارع خالية إلا من عجوز تمشي متكئة علي الجدارن ، وبعض الأطفال يلهون ، ورضيع يحبو بوداعة ، حمل الرضيع ، وأزاح الباب (الموارب )، وسلّمه لأمه .

- احترسي من الحمير والبهائم ( قالها ناصحاً)

ولما انصرف سمع العجوز ُتتَمتِم :

-واحترسي يابنتي من الذئب . انتهت

تقبلوا حبي واحترامي
حماده الفرا

مسلك ميمون
29/10/2010, 05:05 AM
استاذي مسلك ميمون
الاستاذة الأادباء الأفاضل
حينما أكتب قصة قصيرة جداً ( اي قصة ) يكون من السهل جداً علي أي ناقد أن يقول العبارة المشهورة ( القصة تفتقد الكثير من مقومات القصة القصيرة جداً المتعارف عليها )
وقد َيْصُدُق ، ولكن اذا وُضِعت أي من أعمالي علي ( مازورة ) المقومات - التي بطبيعتها محل خلاف - ينسف كل أعمالي ويخرجها من اطار القصة القصيرة جداً
فهل أقول لطفاً بنا أيها النقاد .... أم التقصير من جانبي
مثال
قصة (( تلصص ))
تَجوّل في القرية في صباحاً ..... الشوارع خالية إلا من عجوز تمشي متكئة علي الجدارن ، وبعض الأطفال يلهون ، ورضيع يحبو بوداعة ، حمل الرضيع ، وأزاح الباب (الموارب )، وسلّمه لأمه .
- احترسي من الحمير والبهائم ( قالها ناصحاً)
ولما انصرف سمع العجوز ُتتَمتِم :
-واحترسي يابنتي من الذئب . انتهت
تقبلوا حبي واحترامي
حماده الفرا



بسم الله
الأستاذ حماده الفرا
السلام عليكم

يا أخي ما خطبك ؟ نحن ننتظر منك تعليقاً على النص المطروح منذ أسبوع مضى ،و أنت جئتنا باللوم و العتاب للسادة النقاد على قلتهم إن لم أقل انعدامهم . و جئتنا أيضاً بنص من نصوصك ، و لا أدري ما علاقته بالموضوع الذي تتحدث عنه و لا بموضوعنا الذي نحن بصدده .
أما مسألة مقومات القصة . فهناك مقومات متعارف عليها ، ليس من الضروري أن تكون كلها مجتمعة ، و لكن ليس من الضروري أن تهمل كلها فيأتي النص مجرداً من كل ما يربطه بالقصة و مع ذلك نربطه بفن القصة. هذا غير معقول . أتستطيع في ميدان المحاسبة مهنتك أن تتوصل بتقرير محاسبتي و أسالك ما هذا تقول لي قصة. أيعقل هذا؟ إذاً ، إذا قال الناقد : (( القصة تفتقد الكثير من مقومات القصة القصيرة جداً المتعارف عليها )
فقد يكون ذلك صحيحاً ، و على القاص أن يراجع أمور كتابته . ( لهذا حاسب علينا أيها السيد المحاسب ) و دعنا عمليين تطبيقيين . ها هو ذا نص من نصوصك بين يدينا دعنا نشرحه و نرى ما فيه و لك الحكم.


(( تلصص ))
تَجوّل في القرية في صباحاً ..... الشوارع خالية إلا من عجوز تمشي متكئة علي الجدارن ، وبعض الأطفال يلهون ، ورضيع يحبو بوداعة ، حمل الرضيع ، وأزاح الباب (الموارب )، وسلّمه لأمه .
- احترسي من الحمير والبهائم ( قالها ناصحاً)
ولما انصرف سمع العجوز ُتتَمتِم :
-واحترسي يابنتي من الذئب .

أبدأ بالعنوان ( تلصص ) عنوان من النوع الذي يفشي كل شيء عن النص، بمجرد قراءة العنوان يشعر القارئ بأن هناك عين مريبة تسترق النظر، و تطلع على الخبايا . و يأتي النص فيؤكد ذلك: ( وأزاح الباب (الموارب )،) و تزيد العجوز في توكيد معنى ( التلصص ) بقولها في القفلة ( واحترسي يابنتي من الذئب .) فإذا كان العنوان يلخص النص . ليس للمتلقي حاجة في قراءة النص . و هذا أمر ناقشناه آنفا مع الأستاذ سعيد نويضي .
أما من حيث النص :

فقد جاء في بدايته ( تَجوّل في القرية في صباحاً ) أظن أن حرف الجر الثاني زائد و لا محل له في هذه الجملة .
لما تقول ( شوارع ) أصبحت القرية الصغيرة مدينة . و الأفضل ( الممرات ) أو ( الطرقات ) ما يتجانس و القرية .
( أزاح الباب ) بمعنى خلعه و نحاه من مكانه . و لا شك أن السرد لا يذهب إلى ذلك و إلا ، لا يصبح تلصصاً و إنما اقتحاماً . و حتى لنفرض أنّ الباب لم يكن مثبتاً في الجدار . أيحق لأجنبي أن يزيح الباب و يدخل البيت و في القرية ( يبدو أنك مصري و لاتعرف قرى الصعيد ) صدقني بطلك في النص كان سيشرّح و يملّح.. و لا يعرف له الذباب الأزرق طريقاً ... أليس كذلك ؟ ( احسبها بقى )

و مع ذلك لن أقول عن هذه القصة (القصة تفتقد الكثير من مقومات القصة القصيرة جداً المتعارف عليها ) ذلك أنّها بغض النظر عن كل ما ذكر تبقى قصة هادفة و معبرة و بقفلة مفاجئة جميلة .

تحياتي / مسلك

نجيب بنشريفة
29/10/2010, 02:15 PM
التّنشيط القصصي الرّابع
بسم الله
السّلام عليكم
أعزائي الكرام .. يتجدد اللّقاء مع التّنشيط القصصي الرابع ..الذي نتمنى أن تكون الاستجابة لمناقشته أقوى و أكثر من التنشيطات السّابقة . و لهذا عمدنا لمراسلة الأعضاء كافة، و بخاصة الذين يهتمون بالسّرديات و بكتابة الق ق ج .
اخترنا هذا الأسبوع نصاً للقاص الفلسطيني سعيد أبو نعسة . أفضل ألا ألزمكم عناصر التّحليل ، و أترك لكم المجال للقراءة الشّخصية الحرّة .

http://www.wata.cc/forums/customavatars/avatar1081_2.gif
القاص سعيد أبو نعسة
النص كالتالي :

مشـاكســة
تلميذا مُشاكسا كنتُ حين سألتُ المُعلّم: ما سبب بقاء زعيمنا على كرسي الحكم ما يقرب من نصف قرن؟
بلعَ المعلّمُ ريقَهُ، وببراعة تملّصَ من الجواب، مُوجّها السؤال إلى زملائي التلاميذ.
فأجاب أحدهم: لأنّه محبوب، ألا ترى أنّه يفوز بالتزكية كلّما تقرّر إجراء الإنتخابات!
وأجاب آخر: لأنه نشر الرّخاء والبحبوحة في ربوع الوطن.
وقال ثالث: لأنّه طلق اللسان، صلب الجَنَان، كثير الأعوان.
فأثنى المعلم على حصافة التلاميذ، ثم توجّه إليّ بالسؤال: وما رأيك أنت يا بُنيَّ؟
فقلتُ: ببساطة شديدة. لأنه أثبت للقاصي والدّاني أنّه إسم على مُسمّى : عبد السـلام.
يومها، صفّق لي التلاميذ طويلا طويلاً، تماماً كما صفّق المحقّقُ على وجهي .
*
في انتظار مشاركة مكثفة .أتمنى لكم قراءة المتعة ، و التّفاعل ... بغية امتلاك الذّوق القصصي ،و الثّقافة النّقدية .. و ذاك ما نتوخى من و راء هذا التنشيط الأسبوعي ..و سنحاول استدعاء القاص سعيد أبو نعسة ليشاركنا النقاش بحول الله ..
تحياتي / مسلك
.
.
.


.
.
.

أستاذ ميمون هل القصة القصيرة جدا لا تكون جيدة الا اذا كانت غامضة ومحيرة لعقول القراء وتجعله يبحث عن تفاسير لاكمالها أم كاملة المعنى والكيان
أم هي ايجاز واختصار لقصة ، واقعة،مسرحية،فيلم........
أم القصة الق.ج تكتب لفئة خاصة من القراء يعني الذين لهم القدرة على سبر أغوار المستور المتعمد لتحفيز الفكرللعمل والتوغل في الجزئيات ان لم نقل الجزيئات
سألني الأستاذ القدير والناقد الأديب سعيد نويضي يوما ماهي القصة الق .ج وكنت لازلت في البداية ومن لم تكن له بداية لن تكون له نهاية وقد أفزعني بسؤاله ذاك
فأجبته بعفوية هي قلب القصة النابض كيف ما كان شكلها ولونها
القصة القصيرة جدا يكاد ينعدم فيها الحشو ولا تتكرر فيها المفردات لتصبح القصة بليغة وتحق فيها القولة المشهورة خير الكلام ما قل ودل
كما جاء في قصة أخينا الأديب الفاضل سعيد أبو نعسة .... يومها صفق لي التلا ميد طويلا طويلا والصحيح يومها صفق لي التلاميذ كثيرا جدا بدل كثيرا كثيرا
وما زاد عدم استصاغتي لكلمة طويلا حين نحولها أو نريد التلاعب بها مثل صفقوا لي بكثرة استطاعت أن تفي بالمطلوب
أما صفقوا لى طويلا هنا لن نتمكن من التلاعب بها(بطول) أخذتها من هذا المنظور كما أن النص تجاوز السبعين كلمة ان لم نقل المائة
الحشو الذي يمكن للكاتب تجاوزه دون أن يخل بالمعنى مثل:
بلع المعلم ريقه لأنها تتناقض مع ببراعة تملص من الجواب فتصبح حشوا زائدا كما قلنا يجب أن نتفادى تكرار الجمل والمفردات
لأنه محبوب تقابلها التزكية فتكون أيضا حشوا زائدا
أجاب أحدهم عوض فأجاب أحدهم الفاء زائدة لأنها تضعف الجملة
تدخل آخر بدل وأجاب آخر لتفادي تكراركلمة أجاب
ثم توجه الي بالسؤال: وما رأيك ؟ مكان توجه الي بالسؤال:
وما رأيك يا بني أنت ؟ توجه الي .... رأي'ك' .... أنت

.
.
.
فيما يخص العنوان استنتجت من ملاحظاتكم الموقرة يستحب أن يحيلك مدلوله على اشتنتاجات كثيرة
لاثارة فضول القارئ باستعمال مفردات ذات معاني مختلفة وهنا جاء العنوان شارحا للقصة ومتواجدا فيها يعني مكررا والعنوان هو الجزء الرئيس في القصة على حسب قولكم

.
.
.
اعذروا تطفلي وخصوصا الأخ سعيد أبو نعسة الذي أحيي فيه روح التعاون و سعة صدره وقد برهن عليها
وللأستاذ ميمون لتطفلي على ميدانه المتشعب والمهم للغاية فما فائدة أستاذ لم يتعلم منه تلامذته
وشكرا للجميع

.
.
.

مسلك ميمون
31/10/2010, 03:12 AM
د. مسلك ميمون
سلام الله عليك ، وعلى الأديب القاص سعيد أبو نعسة ، وعلى كل من سبقني
قصيصة، غنية بمفرداتها، تحمل تضاعيف تلامس الواقع السياسي في ما يسمى دول العالم الثالث المتخلف حيث الزعيم الأوحد، الجامع لصفات الكمال والجمال.
فهي من جهة، تبرز ثقافة الخوف التي سكنت المعلم والتلميذ، المدير والموظف، صاحب العمل والأجير، الأب والإبن، وهكذا في تراتبية متشعبة تكاد تستغرق طبقات المجتمع، مثقفيه وسياسييه ودعاة التغيير فيه. ومن خرج عليها تم تصنيفه أنه: مشاكس، يهدد الأمن والرخاء، يستحق الصفع "الجميل" كي يعود إلى رشده !!.
ولا ندري، إن كان بقاء عبد السلام على كرسيه ما يقارب خمسين عاماً، هو نتيجة لتلك الثقافة التي سكنت خلايا أبناء شعبه، أم أنها -أقصد تلك الثقافة- هي النتيجة الطبيعية لثقافة السلام التي أرساها عبدها.
ربما أدرك بحنكته السياسية، أن أفضل طريق لضمان السلامة، أن تكون عبداً للسلام، فقد علمتنا التجارب أن عمر الزعيم المشاكس، قصير.
فلننعم جميعاً بالسلام، ولا نامت أعين "المشاكسين" !!.
ألم نبدأ بالسلام، فلنختم بها إذن.
سلام عليكم



بسم الله
الأستاذ أحمد المدهون
السّلام عليكم

شكراً على مرورك الهادف ، و على مشاركتك في نقاش هذا النص ..يبدو أنك وعيت تمام الوعي بما يطرح النص و كان بودنا أن تتطرق إلى المكونات الفنية ...
عموماً شكراً لك و دمت مواظباً على هذا التنشيط...

تحياتي / مسلك

حسن الشحرة
31/10/2010, 06:56 PM
ثمة مفارقة جميلة تكمن في طريقة التعامل مع الصغار
-ولعل مهمة الترويض تبدأ معهم منذ الصغر!- فها هو الطفل يجيب بكل صدق وعفوية لكنه عوضا عن تبني ذكائه ونبوغه
يتعرض ربما للعقوبة كالكبار. وقلت (ربما) لأن البطل ربما كان يتذكر وتعرض للصفع في فترة متأخرة. ولكن الاحتمال الأول لا يقل
أهمية فعالمنا الثالث لا يرحم الطفولة بأي حال سواء بتشغيلها أو إهمال حقوقها إلى غير ذلك..
إذن من المؤسف حقا ما تتعرض له الطفولة من انتهاك وقسوة فهذا الطفل كان حاد الذكاء في إجابته حتى لو سلمنا باحتمال سماع
هذا القول:عبد السلام من الآخرين ..إلا أن ذلك لا ينفي عنه هذه الصفة واهتمامه بشأن أمته وما يدور من أحاديث هنا وهناك دليل واضح..
كيف يكون لأمة الأخذ بأسباب التقدم وهي تنتهك حرمة الصغار الذين هم عماد المستقبل ورجال الغد؟!
متى تهتم أمتنا بالنوابغ والنابهين الذين تنهض على أكتافهم الأمم؟إن أمة كأمريكا تقوم نهضتها اليوم على بضع مئات من العقول النيرة التي كفلت لها الحرية منذ نعومة أظفارها ..

شكرا لك أخي مسلك على هذا المنشط
وتحية للقاص الجميل سعيد أبو نعسة
مودتي للجميع

مسلك ميمون
01/11/2010, 12:22 AM
.
.

أستاذ ميمون هل القصة القصيرة جدا لا تكون جيدة الا اذا كانت غامضة ومحيرة لعقول القراء وتجعله يبحث عن تفاسير لاكمالها أم كاملة المعنى والكيان
أم هي ايجاز واختصار لقصة ، واقعة،مسرحية،فيلم........
أم القصة الق.ج تكتب لفئة خاصة من القراء يعني الذين لهم القدرة على سبر أغوار المستور المتعمد لتحفيز الفكرللعمل والتوغل في الجزئيات ان لم نقل الجزيئات
سألني الأستاذ القدير والناقد الأديب سعيد نويضي يوما ماهي القصة الق .ج وكنت لازلت في البداية ومن لم تكن له بداية لن تكون له نهاية وقد أفزعني بسؤاله ذاك
فأجبته بعفوية هي قلب القصة النابض كيف ما كان شكلها ولونها
القصة القصيرة جدا يكاد ينعدم فيها الحشو ولا تتكرر فيها المفردات لتصبح القصة بليغة وتحق فيها القولة المشهورة خير الكلام ما قل ودل
كما جاء في قصة أخينا الأديب الفاضل سعيد أبو نعسة .... يومها صفق لي التلا ميد طويلا طويلا والصحيح يومها صفق لي التلاميذ كثيرا جدا بدل كثيرا كثيرا
وما زاد عدم استصاغتي لكلمة طويلا حين نحولها أو نريد التلاعب بها مثل صفقوا لي بكثرة استطاعت أن تفي بالمطلوب
أما صفقوا لى طويلا هنا لن نتمكن من التلاعب بها(بطول) أخذتها من هذا المنظور كما أن النص تجاوز السبعين كلمة ان لم نقل المائة
الحشو الذي يمكن للكاتب تجاوزه دون أن يخل بالمعنى مثل:
بلع المعلم ريقه لأنها تتناقض مع ببراعة تملص من الجواب فتصبح حشوا زائدا كما قلنا يجب أن نتفادى تكرار الجمل والمفردات
لأنه محبوب تقابلها التزكية فتكون أيضا حشوا زائدا
أجاب أحدهم عوض فأجاب أحدهم الفاء زائدة لأنها تضعف الجملة
تدخل آخر بدل وأجاب آخر لتفادي تكراركلمة أجاب
ثم توجه الي بالسؤال: وما رأيك ؟ مكان توجه الي بالسؤال:
وما رأيك يا بني أنت ؟ توجه الي .... رأي'ك' .... أنت
فيما يخص العنوان استنتجت من ملاحظاتكم الموقرة يستحب أن يحيلك مدلوله على اشتنتاجات كثيرة
لاثارة فضول القارئ باستعمال مفردات ذات معاني مختلفة وهنا جاء العنوان شارحا للقصة ومتواجدا فيها يعني مكررا والعنوان هو الجزء الرئيس في القصة على حسب قولكم
اعذروا تطفلي وخصوصا الأخ سعيد أبو نعسة الذي أحيي فيه روح التعاون و سعة صدره وقد برهن عليها
وللأستاذ ميمون لتطفلي على ميدانه المتشعب والمهم للغاية فما فائدة أستاذ لم يتعلم منه تلامذته
وشكرا للجميع
.



بسم الله
الأستاذ نجيب بشريفة
السلام عليكم

أشكرك على متابعتك و مواظبتك و طرح أسئلتك ...

كان سؤالك الأول كالتالي:
ـ أستاذ ميمون هل القصة القصيرة جدا لا تكون جيدة الا اذا كانت غامضة ومحيرة لعقول القراء وتجعلهم يبحثون عن تفاسير لاكمالها، أم كاملة المعنى والكيان؟
أم هي ايجاز واختصار لقصة ، واقعة،مسرحية،فيلم........؟

ليس من الضروري أن تكون القصة غامضة ، و إن كانت هناك قصص غامضة بسبب الكثافة اللغوية و توظيف الرمز ..المهم صدق التعبير و فنيته . لا الغموض من أجل الغموض . فهذا دليل عجز و ليس تفوقا و نجاحاً .
و كلما كان النص في حاجة لتمة وزيادة كلما حفز المتلقي لتوظيف خياله ، و تنشيط ابداعه . و هذا في جميع الأحوال أحسن من النص الذي يأتي كاملا . ثم إن الق ق ج ليست اختصارا و لا إيجاز لجنس آخر بل هي مستقلة بنفسها ..

سؤالك الثاني :

أم القصة الق قج تكتب لفئة خاصة من القراء يعني الذين لهم القدرة على سبر أغوار المستور المتعمد لتحفيز الفكرللعمل والتوغل في الجزئيات ؟
الق ق ج أكاد أجزم أنها نخبوية مثلها مثل الشعر الحديث . فطريقة كتابتها المختلفة التي تعتمد الحذف و الإضمار و الرمز و الإشارة ...تجعلها خاصة و خاصة جداً . إلا المبسطة منها ..
أشكرك على مرورك الثاني و على سؤاليك و دمت مواظباً و مبدعاً

تحياتي / مسلك

سعيد أبو نعسة
01/11/2010, 10:55 PM
أحبائي
بداية لا بد أن أن أتوجه بالشكر الجزيل للأخ الكريم د مسلك ميمون على تكرمه بوضع نصي هذا تحت مجهر النقد .
و لكم وافر الشكر على تفضلكم بالتعليق و التحليل .
و أعتذر بشدة عن عدم دخولي المنتدى منذ مدة وعدم معرفتي بأمر التنشيط الرائع هذا .

سعيد أبو نعسة
01/11/2010, 11:04 PM
السلام عليكم و رحمته تعالى و بركاته
أجدد شكري للأستاذ مسلك ميمون الذي أتاح لنا هذه الفرصة لندخل إلى ورشات قراءة و تحليل القصة
و إن الغاية و الأهداف متعددة ، و أولها أننا نتعرف عن قرب على ثلة من المبدعين من كتاب القصة
كما أن تبادل الآراء حول قصة محددة ليس الغاية هو النقد فهذه آلية لا تتأتى إلا للأساتذة
لكن الحوار و إبداء وجهة النظر تبقى من إيجابيات هذا التواصل
شكرا جزيلا و وفقك الله في مسعاك
أما عن القصة التي هي موضوع هذا التنسيط الرابع، و هي للأستاذ سعيد أبو نعسة فأقول :
- إن العنوان الذي اختاره الكاتب يعكس المضمون
- أما عن تسلسل الأحداث فأرى أن تجنب التكثيف جعل القارئ يتابع الأحداث بسهولة
- و جاءت القفلة ملائمة لمجريات الأحداث مما سهل على القارئ فهمها
من خلال هذه الارتسامات أهنئ القاص على طريقته في الصياغة و ربط الأحداث مما يجعله في مستوى جيد كما أن ممارسته لهذا الفن الأدبي جعله في الصفوف الأمامية لكتاب القصة
* تحياتي الصادقة و متمنياتي للجميع بدوام الصحة و العافية / الغزاوي
===========
اشكرك أخي الكريم على هذا التحليل الرائع و المعمق للنص .
هذه القصة من أوائل ما كتبت في ميدان الق ق ج
ويبدو فعلا أن العنوان مباشر يعكس مضمون النص .
كما أن التكثيف ممكن جدا في بعض المقاطع .
عاجز عن الشكر على هذا الإطراء الكريم .
تحياتي

سعيد أبو نعسة
01/11/2010, 11:07 PM
أخي الكريم سعيد نويضي
و الله تخجلني دائما و أنت تجهد في تفكيك حروف النص و كلماته و نبش مكنوناته .
أشكرك و كفى .

سعيد أبو نعسة
01/11/2010, 11:11 PM
أخي الكريم عبد الله بن بريك
أغبطك على هذا التنظيم و أنت تحلل مكونات النص و مغزاه .
شرفت بنقدك التفكيكي المعمق .
تحياتي

سعيد أبو نعسة
01/11/2010, 11:24 PM
أخي الكريم نجيب بنشريفة
يسعدني هذا النقد البناء المرفق بالشواهد و الأدلة .
كما قلت في رد سابق فهذه من أوائل ما كتبت ولذا نجد العنوان مباشرا يعكس مضمون النص .
كما أن النص يحتمل التكثيف في بعض مقاطعه .
بخصوص صفق التلاميذ لي طويلا طويلا :
لم أقصد هنا كثرة التصفيق بل طول مدة التصفيق على غرار ما يفعل العرب تمجيدا للزعيم ، حيث يبالغون لدرجة أن بعض الزعماء يعنف المصفقين و يكشر في وجوههم .
أحيانا يقودك رسم المشهد بدقة و تفصيل إلى بعض الحشو المؤثث للنص :
مرة كي يعكس حالة نفسية ( بلع العلم ريقه )
و مرة كي يعكس صورة مشهدية تستدعي التطويل و التريث الموافق للواقع .
تحياتي و احترامي .

سعيد أبو نعسة
01/11/2010, 11:31 PM
أخي الكريم حسن الشحرة
أعجبني تركيزك على ضرب التلميذ بسبب سؤال بريء ، و نقد هذا الواقع المؤلم .
لقد خسر أحد تلامذتي مستقبله في دولة عربية ما لأنه كتب عبارة ضد الزعيم داخل دورة المياه .
يومها سُحبت دفاتر تحضير الأساتذة و جمعت دفاتر الطلاب و خضعت الخطوط للتحليل المخبري و تم كشف الجاني .
تحياتي

سعيد أبو نعسة
01/11/2010, 11:34 PM
أخي الكريم أحمد المدهون
أسعدتني قراءتك الواعية و العميقة و تركيزك على ضرورة الإهتمام بالجوانب الحياتية كافة في الأدب .
تحياتي

مسلك ميمون
08/11/2010, 02:04 AM
السلام عليكم
أيّها الأعزاء إليكم تقرير هذا النص
لقد مرّ بهذا النص مجموعة من الإخوة و الأخوات : ثلاثة و ثلاثون زائراً.
أحمد لاعبي, أحمد المدهون, محمد فائق البرغوثي, محرز شلبي, أريج عبد الله, مسلك ميمون, معتصم الحارث الضوّي, منى حسن محمد الحاج*, الحبيب ارزيق, الطيب كرفاح, ابراهيم ابويه, احمدنخلة, Edward Francis, بسام نزال, د/ وفاء خنكار, حماده الفرا, حسن الشحرة, حسن علي البطران, شيماء عبد الله, سعيد أبو نعسة, سعيد نويضي, عماد الدين علي, علي حسن القرمة, عبد الرحمان الخرشي, عبدالله بن بريك, عز الدين بن محمد الغزاوي, فخري فزع, فراس شدود, إسماعيل البويحياوي, نجيب بنشريفة, قوادري علي, كرم زعرور .
بينما المشاركات كانت قليلة إذ لم يشارك إلا عشرة .
و هذا إن دل على شيء إنما يدل أن عملية التعليق الجاد ، أو النقد البناء نفتقر إليها . و مع ذلك نريد الفن الجيد و الإبداع المتطور ... هذا مستحيل ، إننا في وضعنا هذا كمن يحلم أن يبني منزلا و هو يفتقد الآليات و الأدوات و الإمكانات ..و سيبقى يحلم ما شاء الله له أن يحلم .
لما فتحنا هذه الورشة كان الأمل يحدونا و ما زال أن ينخرط الكثير من أعضائنا في عملية إفراغ الوفاض و ملئه : افراغه مما فيه من أفكار قد تكون صائبة ، و قد تكون خاطئة و لكن في ذات الآن و عن طريق الحوار يملأ وفاضه مما يجود به الآخرون من آراء .. أمل يكاد يتبخر مع هذا العزوف و اللامبالاة ..
عموماً أشكر من مرّ و شارك و ترك بصمته تشهد على اهتمامه بهذه العملية توعوية النقدية... في مجال القصة القصيرة جداً .. هذ الفن الصّعب ، الذي لا يرتقي صهوته إلا القليل القليل . أما الأغلبية العظمى تعتقد أنّها تكتب ق ق ج ، و لكنها بعيدة عن هذا الفن الجميل.. و ما تخط إلا كلاماً ، مجرد كلام ، اشبه بالأحاجي و الطرائف ..ترى فيه ــ عن غير وعي أو دراية ــ ق ق ج
أشكر الإخوة و الأخوات :أحمد المدهون، أريج عبد الله ، حمادة الفرا ، حسن الشحرة ، سعيد النويضي ،عبد الله بن بريك ، عز الدين محمد العزاوي ،نجيب بنشريفة . كما أشكر القاص سعيد أبو نعسة على اهتمامه و ردوده
و أعد المهتمين بالورشة بنص جديد للقاص المغربي إسماعيل البويحياوي بعد يومين إن شاء الله :
و إليكم تحليل قصة : مشاكسة للقاص الفلسطيني سعيد أبو نعسة :
*
مشـاكســة
تلميذا مُشاكسا كنتُ حين سألتُ المُعلّم: ما سبب بقاء زعيمنا على كرسي الحكم ما يقرب من نصف قرن؟
بلعَ المعلّمُ ريقَهُ، وببراعة تملّصَ من الجواب، مُوجّها السؤال إلى زملائي التلاميذ.
فأجاب أحدهم: لأنّه محبوب، ألا ترى أنّه يفوز بالتزكية كلّما تقرّر إجراء الإنتخابات!
وأجاب آخر: لأنه نشر الرّخاء والبحبوحة في ربوع الوطن.
وقال ثالث: لأنّه طلق اللسان، صلب الجَنَان، كثير الأعوان.
فأثنى المعلم على حصافة التلاميذ، ثم توجّه إليّ بالسؤال: وما رأيك أنت يا بُنيَّ؟
فقلتُ: ببساطة شديدة. لأنه أثبت للقاصي والدّاني أنّه اسم على مُسمّى : عبد السـلام.
يومها، صفّق لي التلاميذ طويلا طويلاً، تماماً كما صفّق المحقّقُ على وجهي .
*
'' مشاكسة '' نص قصصي قديم للأستاذ القاص سعيد أبو نعسة و أنعته بالقدم نسبيا لأن القاص لم يعد في كتابته الأخيرة يجاري هذا النمط من الكتابة و هي مسألة بداهية طبيعية ، لا يمكن للقاص أن يلازم نسقا في الكتابة طوال حياته ، سنة التجديد و الإبداع و التجريب تتحكم في مثل هذه الأمور . و لكن حين نقول إن النص قديم لا نعني أنه مجرد من مقوماته القصصية ، أو أنه أصبح متجاوزا .بل النص مازال محافظا على طلاوته ومكتسباته كما سنرى :
النص يتعلق بالسارد / التلميذ، الذي أثاره بقاء رئيس الدولة خمسة عقود في الحكم فسأل المعلم عن السبب . سؤال قد يرد في القسم . و بخاصة لتلاميذ يعايشـــــــون عصر التلفزة و الانترنيت ، و أجهزة الموبيل ، و سماعات MP3 وآي فون و ميموري كارد 50 جيجا ، و YouTube ، و adidas ،Starbukcs و ، Pizza hut ، و Red bull، فضلا عن معرفة : (تسونامي وتشرنوبيل وإنفلونزا الخنازير) و الصواريخ العابرة للقارات، و أنواع الأسلحة ، و طائرات الإيرباص، و طائرات بدون طيار ، و الديمقراطية ،(الجنس الآمن للجميع) بالبيع العلني للعوازل، والفياجرا ، وحبوب الإجهاض ... و حقوق الطفل ، و المرأة ، و الإنسان عامة .. هذه الثقافة الجديدة ، تسمح بطرح الأسئلة و بخاصة حين يكون الأمر يتعلق بحالة شاذة ، تخالف الواقع، و المعتاد، و المعيش .
و لكن المعلم ، المكبل بالتعليمات ، و المذكرات ، و الخوف الذاتي ، و الخوف من ضياع الوظيفة : (بلع ريقَهُ، وببراعة تملّصَ من الجواب، مُوجّها السؤال إلى زملائي التلاميذ. )
و جاءت إجابات التلاميذ مطمئنة ، أو لنقول تساير هوى المعلم و ما يريد :
ــ (لأنّه محبوب، ألا ترى أنّه يفوز بالتزكية كلّما تقرّر إجراء الإنتخابات! )
ــ (لأنه نشر الرّخاء والبحبوحة في ربوع الوطن )
ــ ( لأنّه طلق اللسان، صلب الجَنَان، كثير الأعوان )
طبعاً ، هذه الإجابات ، أثلجت صدر المعلم المرعوب من السؤال الأول . و الذي اطمأن إلى أن في القسم أنصارا للرئيس . فتشجع و عاد ليسأل التلميذ/ السارد:
ـــ ( وما رأيك أنت يا بُنيَّ؟ )
و كان المعلم يتوقعه جاري زملاءه في الثناء على الرئيس و لكن لذكائه و فطنته ، جاء بثناء يراد به الذم فقال :
ـــ ( لأنه أثبت للقاصي والدّاني أنّه إسم على مُسمّى : عبد السـلام. )
و هذا جواب في ظاهره استحسان و ثناء و مدح ، فالرئيس الذي عمّر في الحكم نصف قرن من الزمن اسمه عبد السلام ، و هو يريد السلام مع الأعداء و بأي ثمن . و لهذا صفق له الجميع . و لكن في باطن الجواب ذم مقذع ، وسخط عارم ، لا يدركه إلا اللبيب .
لأنّ السلام لا يطلب لذاته . و إنّما بعد تحقيق الغَلبة و استرجاع ما أُخذ بالقوة .
استجابة لقوله تعالى :{ فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ } [محمد: 35]
فنيـــا :
1 ) العنوان (مشاكسة) و تعني الخلاف في الرأي و التّشبث به و العناد و الإصرار على الشيء . و شاكسه : خالفه و عاسره .و العنوان بذلك ينطبق على النص ، بل يلخصه و يستوعبه ،و ينطبق عليه القول: ''الرسالة من عنوانها تقرأ '' شخصياً لا أرتاح لمثل هذه العناوين . فأجدها تسلبني حقي في التّأمل و التّخيل و الاستنتاج ..و فتح مجالات أخرى للقراءة ، العنوان بهذا الشّكل محاصر للقارئ ،و قاص لجناح خياله .ومن تمّ كنت و مازلت ، و منذ عقود ثلاثة أتوجس خيفة من العنوان . و ربّما أميل الميل كلّه لعنوان يفتح آفـــــاق الرؤي، و يساعد على إغناء النّص بأن تصبح له وجوه متعددة تعكس أفكاراً ، و تتيح الفرصة للمقاربات الفاعلة ، و المنتظرة ، من خلال السلسلة المفهومية Série connotative التي يتيحها النّص. أو يوحي بها تعدده الدّلالي Polysémie
2) الحوار : يقل الحوار في القصة القصيرة جداً . و لكنّه موجود على كلّ حال ، كما هو في هذه القصة و لقد وفق في توظيف حوار رشيق لطيف . إذ لم يؤثر على النّسق العام ، أو يبسط من شأن الحدث بل نلاحظ أن الجهاز الحكائيL’ap. diégétique بقي مثينــا متماسكاً إلى النهاية . لأنّ أحياناً، كما نلاحظ في بعض النّصوص حين يوظف القاص في الق ق ج الحوار يسقط النّص في المباشرة و التقريرية .
3) لغة السرد : أوّل جملة في النّص تبدو لافتة:(تلميذاً مُشاكساً كنتُ حين سألتُ المُعلّم ) تقديم الخبر على المبتدإ ليس زينة أسلوبية فقط بل هو هــــدف و غاية في مجال البلاغة يثبت من خلاله الكاتب أهمية الخبر على المبتدإ في السياق . و حقاً ذلك . إذ الأهم هو المشاكسة و ليس صاحبها التلميذ/ السارد . لغة تعتمد الوصف ، و الإقناع و التّبليغ ، و لكن ليس في مجملها إذ تعمد إلى التّلميح و الإشعار: (بلعَ المعلّمُ ريقَهُ ) و ( ببراعة تملّصَ من الجواب ) و (فأثنى المعلم على حصافة التلاميذ) و تنوعت الجمل بين قصيرة جدا و متوسطة و إخبارية و إنشائية ، و تنوع الأسلوب بين التّقرير و الإشعار، و الاستفهام و التّعجب .. و مع ذلك أرى أنّ النّص في حاجة إلى تكثيف و تهذيب ، و الاستغناء عن ( قال و أجاب.. )
4) السّارد Narrateur مشارك عليم ، و لكن غير مهيمن . يأتي بالأحداث كما وقعت في المجال التّخييلي و لكنّه لم يحتفظ بمسافة معينة تجعله محايداً ، و تترك للقارئ مجال اتخاذ الرأي و الاستنتاج فهو من البداية يعلن عدم حياده : ( تلميذاً مشاكساً كنت حين سألت المعلم ) و حبذا لو كان الوصول '' للمشاكسة'' من طرف القارئ لا أن يقال له كإخبار يعفيه من استعمال فطنته و ذكائه . و هذا له ـ بطبيعة الحال ـ علاقة بالعنوان الذي فضح كلّ شيء . و مع ذلك، و بغض النظر عن الجملة التي تصدرت النص . فإن السارد لزم الحياد فيما تلا ذلك ، إلى النهاية .
5) القفلـــة :Résolution بعد أن بدا التلميذ/السارد مشاكساً و عنيداً بطرحه للسؤال المحرج و المقلق للمعلم بحضور المحقق . و بعد أن أبدى التلاميذ آراء ترضي المعلم و المحقق معاً . أصبح التطلع لرأي التلميذ المشاكس . و كان المعلم و التلاميذ جميعاً يشكون أنه سيقول كلاما طيبا حول مدة حكم الرئيس . و لكن الجواب جاء برداً وسلاماً على الجميع لهذا بادروا بالتّصفيق . التّصفيق الذي كان غير منتظر .
6) خلاصة : و إن كان النّص في حاجة إلى تركيز، و تكثيف، و تهذيب .. فإنّه من النّصوص التي تلامس الوعي ، و تثير الاهتمام ، و تعيد للسؤال مشروعيته في زمن المغالطات الكبرى،و الأحكام الجائرة العظمى، باسم الديمقراطية و العدالة ..
تحياتي / مسلك

محرز شلبي
08/11/2010, 02:16 AM
السلام عليكم
أيّها الأعزاء إليكم تقرير هذا النص
لقد مرّ بهذا النص مجموعة من الإخوة و الأخوات : ثلاثة و ثلاثون زائراً.
أحمد لاعبي, أحمد المدهون, محمد فائق البرغوثي, محرز شلبي, أريج عبد الله, مسلك ميمون, معتصم الحارث الضوّي, منى حسن محمد الحاج*, الحبيب ارزيق, الطيب كرفاح, ابراهيم ابويه, احمدنخلة, Edward Francis, بسام نزال, د/ وفاء خنكار, حماده الفرا, حسن الشحرة, حسن علي البطران, شيماء عبد الله, سعيد أبو نعسة, سعيد نويضي, عماد الدين علي, علي حسن القرمة, عبد الرحمان الخرشي, عبدالله بن بريك, عز الدين بن محمد الغزاوي, فخري فزع, فراس شدود, إسماعيل البويحياوي, نجيب بنشريفة, قوادري علي, كرم زعرور .
بينما المشاركات كانت قليلة إذ لم يشارك إلا عشرة .
و هذا إن دل على شيء إنما يدل أن عملية التعليق الجاد ، أو النقد البناء نفتقر إليها . و مع ذلك نريد الفن الجيد و الإبداع المتطور ... هذا مستحيل ، إننا في وضعنا هذا كمن يحلم أن يبني منزلا و هو يفتقد الآليات و الأدوات و الإمكانات ..و سيبقى يحلم ما شاء الله له أن يحلم .
لما فتحنا هذه الورشة كان الأمل يحدونا و ما زال أن ينخرط الكثير من أعضائنا في عملية إفراغ الوفاض و ملئه : افراغه مما فيه من أفكار قد تكون صائبة ، و قد تكون خاطئة و لكن في ذات الآن و عن طريق الحوار يملأ وفاضه مما يجود به الآخرون من آراء .. أمل يكاد يتبخر مع هذا العزوف و اللامبالاة ..
عموماً أشكر من مرّ و شارك و ترك بصمته تشهد على اهتمامه بهذه العملية توعوية النقدية... في مجال القصة القصيرة جداً .. هذ الفن الصّعب ، الذي لا يرتقي صهوته إلا القليل القليل . أما الأغلبية العظمى تعتقد أنّها تكتب ق ق ج ، و لكنها بعيدة عن هذا الفن الجميل.. و ما تخط إلا كلاماً ، مجرد كلام ، اشبه بالأحاجي و الطرائف ..ترى فيه ــ عن غير وعي أو دراية ــ ق ق ج
أشكر الإخوة و الأخوات :أحمد المدهون، أريج عبد الله ، حمادة الفرا ، حسن الشحرة ، سعيد النويضي ،عبد الله بن بريك ، عز الدين محمد العزاوي ،نجيب بنشريفة . كما أشكر القاص سعيد أبو نعسة على اهتمامه و ردوده
و أعد المهتمين بالورشة بنص جديد للقاص المغربي إسماعيل البويحياوي بعد يومين إن شاء الله :
و إليكم تحليل قصة : مشاكسة للقاص الفلسطيني سعيد أبو نعسة :
*
مشـاكســة
تلميذا مُشاكسا كنتُ حين سألتُ المُعلّم: ما سبب بقاء زعيمنا على كرسي الحكم ما يقرب من نصف قرن؟
بلعَ المعلّمُ ريقَهُ، وببراعة تملّصَ من الجواب، مُوجّها السؤال إلى زملائي التلاميذ.
فأجاب أحدهم: لأنّه محبوب، ألا ترى أنّه يفوز بالتزكية كلّما تقرّر إجراء الإنتخابات!
وأجاب آخر: لأنه نشر الرّخاء والبحبوحة في ربوع الوطن.
وقال ثالث: لأنّه طلق اللسان، صلب الجَنَان، كثير الأعوان.
فأثنى المعلم على حصافة التلاميذ، ثم توجّه إليّ بالسؤال: وما رأيك أنت يا بُنيَّ؟
فقلتُ: ببساطة شديدة. لأنه أثبت للقاصي والدّاني أنّه اسم على مُسمّى : عبد السـلام.
يومها، صفّق لي التلاميذ طويلا طويلاً، تماماً كما صفّق المحقّقُ على وجهي .
*
'' مشاكسة '' نص قصصي قديم للأستاذ القاص سعيد أبو نعسة و أنعته بالقدم نسبيا لأن القاص لم يعد في كتابته الأخيرة يجاري هذا النمط من الكتابة و هي مسألة بداهية طبيعية ، لا يمكن للقاص أن يلازم نسقا في الكتابة طوال حياته ، سنة التجديد و الإبداع و التجريب تتحكم في مثل هذه الأمور . و لكن حين نقول إن النص قديم لا نعني أنه مجرد من مقوماته القصصية ، أو أنه أصبح متجاوزا .بل النص مازال محافظا على طلاوته ومكتسباته كما سنرى :
النص يتعلق بالسارد / التلميذ، الذي أثاره بقاء رئيس الدولة خمسة عقود في الحكم فسأل المعلم عن السبب . سؤال قد يرد في القسم . و بخاصة لتلاميذ يعايشـــــــون عصر التلفزة و الانترنيت ، و أجهزة الموبيل ، و سماعات MP3 وآي فون و ميموري كارد 50 جيجا ، و YouTube ، و adidas ،Starbukcs و ، Pizza hut ، و Red bull، فضلا عن معرفة : (تسونامي وتشرنوبيل وإنفلونزا الخنازير) و الصواريخ العابرة للقارات، و أنواع الأسلحة ، و طائرات الإيرباص، و طائرات بدون طيار ، و الديمقراطية ،(الجنس الآمن للجميع) بالبيع العلني للعوازل، والفياجرا ، وحبوب الإجهاض ... و حقوق الطفل ، و المرأة ، و الإنسان عامة .. هذه الثقافة الجديدة ، تسمح بطرح الأسئلة و بخاصة حين يكون الأمر يتعلق بحالة شاذة ، تخالف الواقع، و المعتاد، و المعيش .
و لكن المعلم ، المكبل بالتعليمات ، و المذكرات ، و الخوف الذاتي ، و الخوف من ضياع الوظيفة : (بلع ريقَهُ، وببراعة تملّصَ من الجواب، مُوجّها السؤال إلى زملائي التلاميذ. )
و جاءت إجابات التلاميذ مطمئنة ، أو لنقول تساير هوى المعلم و ما يريد :
ــ (لأنّه محبوب، ألا ترى أنّه يفوز بالتزكية كلّما تقرّر إجراء الإنتخابات! )
ــ (لأنه نشر الرّخاء والبحبوحة في ربوع الوطن )
ــ ( لأنّه طلق اللسان، صلب الجَنَان، كثير الأعوان )
طبعاً ، هذه الإجابات ، أثلجت صدر المعلم المرعوب من السؤال الأول . و الذي اطمأن إلى أن في القسم أنصارا للرئيس . فتشجع و عاد ليسأل التلميذ/ السارد:
ـــ ( وما رأيك أنت يا بُنيَّ؟ )
و كان المعلم يتوقعه جاري زملاءه في الثناء على الرئيس و لكن لذكائه و فطنته ، جاء بثناء يراد به الذم فقال :
ـــ ( لأنه أثبت للقاصي والدّاني أنّه إسم على مُسمّى : عبد السـلام. )
و هذا جواب في ظاهره استحسان و ثناء و مدح ، فالرئيس الذي عمّر في الحكم نصف قرن من الزمن اسمه عبد السلام ، و هو يريد السلام مع الأعداء و بأي ثمن . و لهذا صفق له الجميع . و لكن في باطن الجواب ذم مقذع ، وسخط عارم ، لا يدركه إلا اللبيب .
لأنّ السلام لا يطلب لذاته . و إنّما بعد تحقيق الغَلبة و استرجاع ما أُخذ بالقوة .
استجابة لقوله تعالى :{ فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ } [محمد: 35]
فنيـــا :
1 ) العنوان (مشاكسة) و تعني الخلاف في الرأي و التّشبث به و العناد و الإصرار على الشيء . و شاكسه : خالفه و عاسره .و العنوان بذلك ينطبق على النص ، بل يلخصه و يستوعبه ،و ينطبق عليه القول: ''الرسالة من عنوانها تقرأ '' شخصياً لا أرتاح لمثل هذه العناوين . فأجدها تسلبني حقي في التّأمل و التّخيل و الاستنتاج ..و فتح مجالات أخرى للقراءة ، العنوان بهذا الشّكل حاصر للقارئ ،و قص لجناح خياله .ومن تمّ كنت و مازلت ، و منذ عقود ثلاثة أتوجس خيفة من العنوان . و ربّما أميل الميل كلّه لعنوان يفتح آفـــــاق الرؤي، و يساعد على إغناء النّص بأن تصبح له وجوه متعددة تعكس أفكاراً ، و تتيح الفرصة للمقاربات الفاعلة ، و المنتظرة ، من خلال السلسلة المفهومية Série connotative التي يتيحها النّص. أو يوحي بها تعدده الدّلالي Polysémie
2) الحوار : يقل الحوار في القصة القصيرة جداً . و لكنّه موجود على كلّ حال ، كما هو في هذه القصة و لقد وفق في توظيف حوار رشيق لطيف . إذ لم يؤثر على النّسق العام ، أو يبسط من شأن الحدث بل نلاحظ أن الجهاز الحكائيL’ap. diégétique بقي مثينــا متماسكاً إلى النهاية . لأنّ أحياناً، كما نلاحظ في بعض النّصوص حين يوظف القاص في الق ق ج الحوار يسقط النّص في المباشرة و التقريرية .
3) لغة السرد : أوّل جملة في النّص تبدو لافتة:(تلميذاً مُشاكساً كنتُ حين سألتُ المُعلّم ) تقديم الخبر على المبتدإ ليس زينة أسلوبية فقط بل هو هــــدف و غاية في مجال البلاغة يثبت من خلاله الكاتب أهمية الخبر على المبتدإ في السياق . و حقاً ذلك . إذ الأهم هو المشاكسة و ليس صاحبها التلميذ/ السارد . لغة تعتمد الوصف ، و الإقناع و التّبليغ ، و لكن ليس في مجملها إذ تعمد إلى التّلميح و الإشعار: (بلعَ المعلّمُ ريقَهُ ) و ( ببراعة تملّصَ من الجواب ) و (فأثنى المعلم على حصافة التلاميذ) و تنوعت الجمل بين قصيرة جدا و متوسطة و إخبارية و إنشائية ، و تنوع الأسلوب بين التّقرير و الإشعار، و الاستفهام و التّعجب .. و مع ذلك أرى أنّ النّص في حاجة إلى تكثيف و تهذيب ، و الاستغناء عن ( قال و أجاب.. )
4) السّارد Narrateur مشارك عليم ، و لكن غير مهيمن . يأتي بالأحداث كما وقعت في المجال التّخييلي و لكنّه لم يحتفظ بمسافة معينة تجعله محايداً ، و تترك للقارئ مجال اتخاذ الرأي و الاستنتاج فهو من البداية يعلن عدم حياده : ( تلميذاً مشاكساً كنت حين سألت المعلم ) و حبذا لو كان الوصول '' للمشاكسة'' من طرف القارئ لا أن يقال له كإخبار يعفيه من استعمال فطنته و ذكائه . و هذا له ـ بطبيعة الحال ـ علاقة بالعنوان الذي فضح كلّ شيء . و مع ذلك، و بغض النظر عن الجملة التي تصدرت النص . فإن السارد لزم الحياد فيما تلا ذلك ، إلى النهاية .
5) القفلـــة :Résolution بعد أن بدا التلميذ/السارد مشاكساً و عنيداً بطرحه للسؤال المحرج و المقلق للمعلم بحضور المحقق . و بعد أن أبدى التلاميذ آراء ترضي المعلم و المحقق معاً . أصبح التطلع لرأي التلميذ المشاكس . و كان المعلم و التلاميذ جميعاً يشكون أنه سيقول كلاما طيبا حول مدة حكم الرئيس . و لكن الجواب جاء برداً وسلاماً على الجميع لهذا بادروا بالتّصفيق . التّصفيق الذي كان غير منتظر .
6) خلاصة : و إن كان النّص في حاجة إلى تركيز، و تكثيف، و تهذيب .. فإنّه من النّصوص التي تلامس الوعي ، و تثير الاهتمام ، و تعيد للسؤال مشروعيته في زمن المغالطات الكبرى،و الأحكام الجائرة العظمى، باسم الديمقراطية و العدالة ..
تحياتي / مسلك
سيدي وأستاذي مسلك السلام عليكم وبعد/
فضلت الإستمتاع بما يقدم وأن أكون متعلما من خلال كل ما قدم وآخرها ملاحظاتكم القيمة التي سوف أسعى للعمل بها والتدرب جيدا ...تحيتي واحترامي وجازاكم الله خيرا..