المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جذبته جمالية اللغة العربية



بنت الشهباء
18/03/2007, 11:27 PM
نقولا زياده
http://www.daralhayat.com/culture/07-2006/Item-20060728-b672fe5b-c0a8-10ed-01ce-4de8dfb81e2c/nkoula_17.jpg_200_-1.jpg
رحل عن 99 عاماً
علامة ومؤرخ أكاديمي جذبته جمالية اللغة العربية
عبده وازن
الحياة
29/07/06
كان ينقصه عام ليصبح عمره مئة عام، ويقضي قرناً بكامله، كان هو واحداً من الشهود الكبار له وعليه.
نقولا زياده، الرجل الموسوعي، لم يدع القلم يسقط من بين أصابعه حتى اللحظات الاخيرة.
وسنواته التسع والتسعون التي عاشها كما يجب أن تعاش، لم تحل دون توقد ذهنه وتماسك وعيه وقوة ذاكرته، فظل المرجع التاريخي، الذي كانت تحسن العودة إليه ترسيخاً لحدث ما او تصحيحاً لخطأ وحلاً لإشكال مختلفٍ عليه.
وكان هو دوماً العالم المتواضع، الرحب الصدر والمتابع الدؤوب لأي جديد في التاريخ على اختلاف أصنافه.
يكمن سرّ نقولا زياده في جمعه بين الصفة العلمية والأكاديمية لفعل التأريخ والطابع «الحكواتي» الذي درج عليه في الآونة الاخيرة، حين راح يكتب سيرته الذاتية، التي ليست إلا سيرة لأوطانه الثلاثة: فلسطين، وسورية، ولبنان. فهذا العالم الذي تخرج في جامعة لندن حاملاً دكتوراه في التاريخ الاسلامي لم يتخل يوماً عن نَفَسه الأدبي الذي نشأ عليه فكان عمله في حقل التأريخ، عمل أديب يهوى اللغة وجمالياتها وعمل أكاديمي، ذي منهج علمي، متين وواضح، ولذلك كانت قراءة كتبه محفوفة بالمتعة الأدبية التي لم تؤثر سلباً في منهجيته ورصانته العلمية.
قبل أربعة أعوام جمع نقولا زياده أعماله الكاملة، فإذا بها تحتل ثلاثة وعشرين مجلداً، تضم نحو إثنين وثلاثين كتاباً، وعبّرت هذه الأجزاء المجموعة عن اتساع ميادينه في علم التاريخ، كما في الجغرافيا والرحلات والعروبة والأدب والدين والفكر.
فهو كتب في التاريخ العربي، مشرقاً ومغرباً من فلسطين الى لبنان وسورية وتونس وليبيا والمغرب والسودان، مثلما كتب في تاريخ الرحلات والرحالة ورواد الشرق العربي والمستشرقين...
وكتب في التاريخ الحضاري متوقفاً عند التراث العربي والقومية العربية والمسيحية العربية، وتناول أعلام العرب والتراث الاسلامي والفكر الاسلامي واللغة العربية، إضافة إلى موضوعات أثيرة على نفسه مثل تاريخ المدن والمذكرات والسير الذاتية.
لم يكن نقولا زياده مؤرخاً، مجرد مؤرخ، بل كان واحداً من الذين صنعوا «علم» التاريخ، مرتكزاً على اختصاصه العلمي ومنهجه الأكاديمي وثقافته الشاسعة، الضاربة في أديم المعرفة الشاملة.
ولعل وفرة المراجع التي كان يعود اليها تدل على مدى تضلعه في علم التاريخ والمعرفة، إلا أن المؤرخ فيه لم يخضع للبعد العلمي الصرف والأسلوب الجاف والكتابة الرتيبة، بل كان مبدعاً في تأريخه، ذا نزعة أدبية بيّنة، ميالاً الى الأدب ولطائفه.
وكان نصه التاريخي نصاً نثرياً، متين السبك، بهي الجمل، قوياً ومتماسكاً، وهذا الاعتناء بجمالية اللغة نابع من ذاته، هذه الذات التواقة دوماً الى الجمال والمعرفة.
رحل العلامة نقولا زياده عن تسع وتسعين سنة، أمضى أكثر من سبعين منها كاتباً وباحثاً ومعلقاً ومحققاً ومترجماً، ولم يأخذه يوماً أي ملل او كلل، بل ظل منكباً على الكتابة حتى الرمق الأخير.
المصدر : http://www.merbad.net/vb/showthread.php?p=22017#post22017

عبدالمنعم جاسم
17/02/2010, 02:25 AM
كل الشكر على هذا الموضوع الجميل ، وإن تكن محاولة لإعطاء الرجل شيئا من حقه بالذكر والشكر ، فقد أجدت ..
مع المحبة ..