المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل يمكن للسماسرة والتجار إنقاذ فتح؟



سميح خلف
19/10/2010, 11:04 PM
هل يمكن للسماسرة والتجار إنقاذ فتح؟

الجميع يدور في حلقة مفرغة، الكل ينادي بإصلاح حركة فتح، الصرخات تنطلق من هنا وهناك وبدون جدوى.

اللجنة المركزية لمؤتمر بيت لحم المشبوه تدعو لإصلاح حركة فتح وأطرها.

بعض الشخصيات منها ينادي بتحديث القيادة، ويناشد في النهاية عباس لهذا الإصلاح، وكأن ما حدث في داخل حركة فتح على الأقل ما بعد عام2000 هو خارج إرادة عباس وخارج رغباته، والساذج والسطحي في التفكير يستطيع أن يقول أن ما حدث لحركة فتح كان بإرادة عباس ومن مع عباس، ومن هنا تبقى المناشدة قاصرة ومغلوطة.

البعض الآخر انزوى في أركان مختلفة ليحمل أسماء مختلفة كلها تدعو للإصلاح أو الإنقاذ أو التصبير أو ما يداعب العواطف والشعور.

على قائمة المنادين بالإصلاح كان السيد أبو اللطف، وأين السيد أبو اللطف الآن؟، انه في فترة نقاهة بعد تعرضه لبعض الكسور نتيجة مزاولته الرياضة مع أحد أحفاده، وفي هذه الحالة نسي أبو اللطف فلسطين وفتح وما أتى من أحداث خلال شهرين تستوجب من كان عضوا أمينا لسر اللجنة المركزية أن يعبر عن شعوره فقط، وهذا ما يملكه الآن تجاه تصريحات عباس سواء في الاي باك أو تصريحه الأخير بأنه سيعطي ضمانات لإسرائيل بوجودها التاريخي والإستحقاقي على أرض فلسطين، كنا نريد أن نسمع من هذا الرجل ولو استخدم طريقة مداعبة العواطف كالآخرين ما رأيه في مأزق سلطة أوسلو وموقفها من تعنت ناتنياهو وطرح يهودية الدولة والمستوطنات، كنا نريد رأي هذا الرجل في قضية الملف الأمني والتقاسم الوظيفي والمؤسساتي الذي سينتج عن أي لقاء أو اتفاق بين حماس وفتح المقاطعة في رام الله ولكن يبدو ان ابو اللطف انتهى للابد ولم يعد مقبولا ان نسمع احاديثه او صوته في من ادوات الاعلام ويبدو انه فهم الحقيقة وهذا لا يكفي لتبرئته عن مسؤلياته السابقة كامين سر لحركة فتح ومسؤلا للدائرة السياسية لمنظمة التمرير والتركيع.

قريب القدومي في عمان"نجيب القدومي "الذي كان وبقرار من غنيم مدمر التنظيم في الخارج يسيطر على التنظيم في عمان في السنوات الماضية تقوم اللجنة المركزية بإنهاء التنظيم وإقالة القدومي الذي عين بقرار وتمت تنحيته بقرار، نجيب القدومي يقول أنه لا يوجد تنظيم لفتح في الأردن بموجب إتفاق بين عرفات والملك الراحل الملك حسين، إذا لماذا اتخذ غنيم قرارا بتعيين القدومي رئيسا للدائرة التنظيمية في الأردن، ولماذا الآن أخذ القرار بإلغاء هذا التكليف، نقول أنه قد تم استخدام التنظيم في عمان للإعداد لصفقة المؤتمر السادس المشبوه، وانتهى الدور هو نفس الدور الذي لعبه سليم الزعنون أبو الأديب الذي كلف القدومي بهذا التكليف.

بعض الدكاكين التي تنادي بالإصلاح والتي نأت بنفسها بواقع شللي ومصلحي ينادون بالإصلاح وإنقاذ حركة فتح، وما هم بمنقذين، فمن لا يستطيع إنقاذ نفسه لا يستطيع إنقاذ حركة وإنقاذ الآخرين، ولا نريد هنا أن نفصل الأسماء اسما اسما.

هناك من يتمسحوا بأصدقاء إيران علها تضع لهم المدد، وهناك من يستعطفوا حزب الله، فإذا بنيت حركة تصحيحية على هذا الواقع فكيف يمكن لها أن تصحح، وهل فعلا هناك استقلالية في الأداء الفتحاوي سواء لتيار أوسلو والتيار المتصهين الممول من الدائرة الأمريكية والصهيونية أم هؤلاء الذين يقفون على أبواب دكاكين يافطات المقاومة، انني مقتنع بما جاء في النظرية الماركسية، أن كل إنسان يخدم طبقته ويعبر عن طبقته ويعبر عن انتماءه الذي إذا حاول تجديده فإنما يبقى في العقل الباطن مدى انغماسه في كل ظواهر السلبية التي أفرزتها المسيرة منذ وجود حركة فتح.

أداء شللي لا يعبر عن حركة الشارع الحركي، نستغرب أن هؤلاء يحومون ويحومون وهم في فنجان، ويوهمون الآخرين بأنهم قادرين على استيعاب حركة الشارع الفتحاوي، ولكن بالتأكيد يجب أن يفهم هؤلاء أن حركة الشارع الفتحاوي أكبر من قيادتهم التي تسمى التاريخية، هكذا أثبتت الأيام، فكيف لهؤلاء أن يكونوا قادرين على استيعاب عمالقة حركة فتح النضاليين، فعند المكاشفة سيعرف كل إنسان منه مكانه وموقعه بالتأكيد، فلا تزوير أمام الحقائق ولا مانشتات إعلانية ولا بيانات ولا نريد هنا أن نفتح معارك جانبية مع كل من فتح دكان لينصب نفسه قائدا للإصلاح أو الإنقاذ أو غيره أو غيره، وليعلم الجميع أنهم أمام تجربة كبيرة قادها كوادر حركة فتح لا يمكن أن تلتبس لديهم الأمور أو يتخذون قائدا أو مجموعة ممن يسمون نفسهم قادة يلعبون في قاع الفنجان ليعبروا عن طموحات حركة فتح وكوادرها وتاريخها وتجربتها.

بقلم/ سميح خلف