عادل ابراهيم عامر
22/10/2010, 11:54 AM
طوارئ في الحزب الوطني لتكميم الافواه والسيطرة علي فكر العقول النيرة
الدكتور عادل عامر
كانت حيلة النظام في التخلص من بعض خصومة هذه المرة أكثر خسةً من الإغلاق والمنع المباشر، فخطط لاغتيال الصحافة الحرة برعاية صفقة بيع جريدة الدستور، بهدف تدميرها واغتيال سياستها التحريرية وليس لإقصاء شخص بعينه كما يظن البعض، مستخدمًا في ذلك بعض رجال الأعمال الموالين له، والمرتبطين بمصالح مباشرة معه، وإن كانوا يظهرون خلاف ذلك، وظهرت علاقة هؤلاء بالنظام جلية في مراسم تقلدهم لمناصبهم وظهورهم على الساحة في هدوء وسكون تام دون أدنى تدخلات من النظام، كما فعل بأسلافهم. وأيضا افتعلت الأزرع الخفية للنظام مشكلات مادية مع بعض القنوات التي تنتقد سياسات النظام في برامجها، بالرغم من أن نظام التعاملات المادية بين تلك القنوات ومدينة الإنتاج الإعلامي كانت مستقرة طوال الفترة الماضية، ثم التذرع لقنوات أخرى تقدم إعلامًا هادفًا لا يتوافق وهوى النظام مثل(الناس، الحافظ، الصحة والجمال) بحجج إدارية كالتراخيص وغيرها، فضلاً عن إقصاء بعض الأقلام الحرة المعارضة التي كانت تكتب في بعض الصحف المستقلة التي يمتلكها رجال الأعمال الذين أفسدوا جميع المجالات التي يدخلون فيها، فبعد أن أفسدوا السياسة، استخدمهم النظام كأدوات لإفساد الصحافة أيضًا حتى يكون الظاهر أن النظام بعيد عن هذه المشكلات والفتن والإقصاء والمنع بالرغم من أنه المحرك الرئيسي لكل الأحداث. والناظر إلى ممارسات النظام الحالية يجد حالة من التخبط والعشوائية في القرارات تنتاب هذا النظام الذي بدا متأرجحا كأنه يصارع الموت، فيغلق ويقصي ويمنع ويفتعل الأزمات في إطار حملته لحماية أمنه وتحصين نفسه كما يظن، وتضييق الخناق على الشعب المقهور الذي يئن تحت وطأة حكم هذا النظام الفاشل، بالرغم من أنه في الحقيقة بهذه الممارسات يخط بيده شهادة وفاته، حين جاءت الأنباء بإيقاف برنامج القاهرة اليوم للإعلامي عمرو أديب، تلاه إقالة الصحفي إبراهيم عيسى من رئاسة جريدة الدستور.. ثم أتت ثالثة الأثافي بقرار إغلاق قناة الناس والحافظ والصحة والجمال بدعوى مخالفة لائحة الترخيص الممنوحة لهم.. تبعها قرار تقييد رسائل المحمول المتاحة ( وهو القرار الذي يضمن لمتخذه تكميم الأفواه وعدم نشر فكرة من خلال المحمول وعدم الدعاية أثناء فترة الانتخابات بهذه الوسيلة ).. ثم تلي ذلك كله تصريح مساعد وزير الداخلية بأن عيون وزارته بدأت تنظر للمواقع الالكترونية تحديداً.. الذي يربط كل هذه القرارات ” الإستراتيجية ” المتخذة من قبل حكومة طوارئ الحزب الوطني يرى ولا شك أنها استعداداً جاداً مبكراً وعلى قدم وساق لتأميم الانتخابات البرلمانية القادمة وهو ما يعنى أن الحكومة مقدمة على تزوير فج مفضوح تخشى على نفسها من فضيحة الإعلام فيه .. وهو ما يعطينا أكثر من دلالة .. على رأسها أنه لا يوجد بمصر شئ اسمه الديمقراطية ولا بوادرها ولا حتى نبتة منها تحت الأرض . هذه القرارات تعطينا دلالة أخرى عن أهمية كلمة الحق والإعلام المرئي والمسموع والمقروء ودوره الخطير في فضح الظالمين والمفسدين ، وكشف انتهاكاتهم وبلطختهم وتزويرهم .. وأن هذا الفضح والكشف مما يزلزل الأرض من تحت أقدامهم ويلقى الرعب في قلوبهم من ثورة شعبية محتملة أو مؤكدة. وكذلك يعطينا دلالة ثقة الحزب والحكومة من أنهم على باطل وفساد عظيم .. وإلا لو كنت صاحب حق فما الذي تخشاه من الإعلام لتكممه ولتؤممه ، وهو ما يحتاج لوقفة من كل من يعاون هذا الفساد والظلم من أمثال ضباط أمن الدولة الذين ينفذون أوامر عمياء ويعتقلون ويكممون ويؤممون بلا ضابط ولا رابط ، لا أقول دون أن يرتدعوا من مخافة سوء الحساب .. ولكن دون أن يعملوا عقلهم في هذا التأميم والتكميم وأنه دلالة كونهم على باطل وظلم وفساد كبير.
القنوات الدينية جاء قرار غلق القنوات الدينية بعد ضغوط الكنيسة بسبب بعض البرامج التي تحدثت عن الفتنة التي أحدثتها حكومة الطوارئ نفسها بترك المجال للقيادات الكنسية المتعصبة للتغول واختطاف المسلمات .. وهو ما اتخذته الجهة المانحة لتراخيص القنوات الفضائية حجة لتقول أن القنوات تثير الفتنة وتخالف الرخصة الممنوحة لها. ولمح القرار نفسه بأن هذه القنوات يمكنها أن تعود للبث إذا ما وفقت أوضاعها ” فيما يشبه التلميح بأن القرار أشبه بـ ” قرصة ودن ” .. لأن هذه القنوات اقتربت من السياسة بشبر أو بذراع. ولكن هناك في الإسلام أيضاً مقاومة الظلم والظالمين ومحاربة الفساد والجهاد في سبيل الله وعلى رأسه كلمة حق عند سلطان جائر. هذه الأخيرة بالذات اقتربت منها القنوات الفضائية في ملف اختطاف الكنيسة للمسلمات وهى المساحة التي ترفضها حكومة الطوارئ .. اقتربت من ” ساس يسوس فهو سائس ” وهى القنوات التي يغلب في ظني سماح الحكومة لها بالتواجد بديلاً عن حركات المقاومة الإسلامية والتي تجد رسوخاً بين الناس– أقول هذا رغم كوني من مشجعيها والمنافحين عنها ومن جمهورها –وهو ما جعل الحكومة تنتفض لتنبه القائمين عليها بأنهم تجاوزوا الخط الأحمر ، وتحدثوا في الشأن الذي أرادوا لهم منذ البداية أن لا يقربوه .. ولو جاء الأمر كقرصة الأذن توجع وتنبه وتوقظ ولكنها لا تقتل ولا تؤذى .. هذا الذي حدث من حكومة الطوارئ يأتي كسلوك طبيعي للظالمين الذين يكممون الأفواه ويخرجون كلمة الحق وقائليها من بينهم تماماً كما فعل فرعون ” ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ” .. وتماماً كما فعل أصحاب لوط ” أخرجوا آل لوطٍ من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ".. وكما قال المولى لنبينا الكريم صلى الله عليه وسلم : ” وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ” فهؤلاء لا يرد عليهم رغم تهافت دعواهم عن مخالفة القنوات للوائح وتراخيص البث الممنوحة لها ، وإلا فما الذي يفعله إعلام الحكومة الرسمي من فضائح على شاشات التليفزيون تنافى وتناقض كل الأعراف والقواعد والقوانين الإعلامية ، وما فضيحة تزوير صورة مبارك مع أوباما ومحمود عباس والملك عبد الله ونتنياهو منا ببعيد .. إن ما تفعله حكومة الطوارئ مع الإعلام يوضح أن ما تريده هو الترسيخ للديكتاتورية والتوريث دون أن تلفت انتباه أحد لسرقة بلد وتاريخ وأمة.. على غفلة من أصحاب البلد الشرعيين .. بقيت كلمة أخيرة لخيرى رمضان والذى قاد حلقة موجهة سارت كلها هجوماً على بعض فضلاء مشايخ الفضائيات ، وهو مما اتخذته الحكومة تكأة لغلقها .. أقول له – ويا ليت من يوصل له هذه الكلمات – كنت واحداً ممن يقرأ لك في بريد الجمعة كلمات تسير بها على نهج الراحل عبد الوهاب مطاوع – رحمه الله – وكنت أتأول لك أشياء كثيرة أشاهدها في بعض برامج الفضائيات التي تظهر بها نتيجة لهذا النهج .. ولكن أن تتخذ مطية لتكميم قول الحق أو غلق قناة تعلم الناس الخير وتدلهم عليه فهو مما كان لا يخفى على مثلك .. وهو أيضاً مما يفقد ما تكتبه من ردود على من يراسلك كثيراً وكثيراً جداً من وقعه على القلوب
وأخيرا نقول :-
أن إغلاق تلك القنوات يعد جزءًا من حملة أمنية شرسة؛ تستهدف تكميم الأفواه المعارضة قبيل انتخابات مجلس الشعب المقبلة. إن تحركات الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات تأتي “في إطار سلسة من التطورات الباعثة للقلق في الساحة الإعلامية في مصر قبيل الانتخابات في شهر نوفمبر المقبل، ففي الأسبوع الماضي تمت إزاحة إبراهيم عيسى رئيس تحرير جريدة (الدستور) أهم الصحفيين المعارضين من منصبه، بعد فترة وجيزة من شراء الجريدة من قِبَل السيد البدوي، رئيس حزب الوفد المعارض، وكان البدوي قد باع حصته في الجريدة بعد فترة وجيزة من إقالة عيسى. أن ما حدث انتهاك صارخ للحق في حرية الرأي والتعبير المكفولة بمقتضى الدستور المصري والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان ويسعي النظام لإعادة احتكار وسائل الإعلام المختلفة. أن الأسباب التي اعتمدت عليها الهيئة لتبرير قراراتها بعيدة عن المنطق، ولا يمكن قبولها بسهولة؛ حيث ادعت أن قرارات الغلق جاءت نتيجة رصد بعض المخالفات الخاصة بشروط التراخيص الممنوحة لهذه القنوات، وأن تلك القنوات لا تلتزم بآداب وأخلاقيات العمل المهني وميثاق الشرف الإعلامي. ونتساءل: “إذا كان الأمر متعلقًا ببعض المخالفات، فلماذا لم ترسل الهيئة إنذارات مسبقة لتلك القنوات، وتتباحث معهم حول تلك الأمور، خاصة أنها أمور بسيطة ويمكن تداركها بسهولة، دون أن يستدعي ذلك اتخاذ مثل تلك القرارات الجائرة؟!”.أن اتخاذ هذه القرارات يعني أنها تأتي استجابة لضغوط سياسية مفروضة على إدارة الهيئة العامة للاستثمار، خاصة أننا مقبلون على انتخابات تشريعية ورئاسية يُخشى فيها من استخدام تلك القنوات منابر للدعاية الانتخابية الخاصة بالمعارضة.: “إن إغلاق قنوات “الناس”، و”الحافظ”، و”الصحة والجمال”، و”خليجية”، وتوجيه إنذارات لقناتي “أون تي في” و”الفراعين” بمزاعم واهية وهي مخالفة شروط الترخيص في المادة المعروضة، فضلاً عن التوجيهات بالحصول على تصريح قبل البثِّ المباشر، جنبًا إلى جنب مع قرار تقييد وفرض الرقابة على رسائل المحمول، وقبل هذه القرارات، إيقاف ثلاثة برامج حوارية على القنوات الفضائية للإعلامي عمرو أديب، والصحفي إبراهيم عيسى، والإعلامي علاء صادق، فضلاً عن إسكات جريدة “الدستور” بشكل فجٍّ، كلها خطوات واضحة مفادها أن وسائل الإعلام التي لن ترضى عنها الحكومة المصرية في الفترة المقبلة ستواجه نفس المصير
الدكتور عادل عامر
كانت حيلة النظام في التخلص من بعض خصومة هذه المرة أكثر خسةً من الإغلاق والمنع المباشر، فخطط لاغتيال الصحافة الحرة برعاية صفقة بيع جريدة الدستور، بهدف تدميرها واغتيال سياستها التحريرية وليس لإقصاء شخص بعينه كما يظن البعض، مستخدمًا في ذلك بعض رجال الأعمال الموالين له، والمرتبطين بمصالح مباشرة معه، وإن كانوا يظهرون خلاف ذلك، وظهرت علاقة هؤلاء بالنظام جلية في مراسم تقلدهم لمناصبهم وظهورهم على الساحة في هدوء وسكون تام دون أدنى تدخلات من النظام، كما فعل بأسلافهم. وأيضا افتعلت الأزرع الخفية للنظام مشكلات مادية مع بعض القنوات التي تنتقد سياسات النظام في برامجها، بالرغم من أن نظام التعاملات المادية بين تلك القنوات ومدينة الإنتاج الإعلامي كانت مستقرة طوال الفترة الماضية، ثم التذرع لقنوات أخرى تقدم إعلامًا هادفًا لا يتوافق وهوى النظام مثل(الناس، الحافظ، الصحة والجمال) بحجج إدارية كالتراخيص وغيرها، فضلاً عن إقصاء بعض الأقلام الحرة المعارضة التي كانت تكتب في بعض الصحف المستقلة التي يمتلكها رجال الأعمال الذين أفسدوا جميع المجالات التي يدخلون فيها، فبعد أن أفسدوا السياسة، استخدمهم النظام كأدوات لإفساد الصحافة أيضًا حتى يكون الظاهر أن النظام بعيد عن هذه المشكلات والفتن والإقصاء والمنع بالرغم من أنه المحرك الرئيسي لكل الأحداث. والناظر إلى ممارسات النظام الحالية يجد حالة من التخبط والعشوائية في القرارات تنتاب هذا النظام الذي بدا متأرجحا كأنه يصارع الموت، فيغلق ويقصي ويمنع ويفتعل الأزمات في إطار حملته لحماية أمنه وتحصين نفسه كما يظن، وتضييق الخناق على الشعب المقهور الذي يئن تحت وطأة حكم هذا النظام الفاشل، بالرغم من أنه في الحقيقة بهذه الممارسات يخط بيده شهادة وفاته، حين جاءت الأنباء بإيقاف برنامج القاهرة اليوم للإعلامي عمرو أديب، تلاه إقالة الصحفي إبراهيم عيسى من رئاسة جريدة الدستور.. ثم أتت ثالثة الأثافي بقرار إغلاق قناة الناس والحافظ والصحة والجمال بدعوى مخالفة لائحة الترخيص الممنوحة لهم.. تبعها قرار تقييد رسائل المحمول المتاحة ( وهو القرار الذي يضمن لمتخذه تكميم الأفواه وعدم نشر فكرة من خلال المحمول وعدم الدعاية أثناء فترة الانتخابات بهذه الوسيلة ).. ثم تلي ذلك كله تصريح مساعد وزير الداخلية بأن عيون وزارته بدأت تنظر للمواقع الالكترونية تحديداً.. الذي يربط كل هذه القرارات ” الإستراتيجية ” المتخذة من قبل حكومة طوارئ الحزب الوطني يرى ولا شك أنها استعداداً جاداً مبكراً وعلى قدم وساق لتأميم الانتخابات البرلمانية القادمة وهو ما يعنى أن الحكومة مقدمة على تزوير فج مفضوح تخشى على نفسها من فضيحة الإعلام فيه .. وهو ما يعطينا أكثر من دلالة .. على رأسها أنه لا يوجد بمصر شئ اسمه الديمقراطية ولا بوادرها ولا حتى نبتة منها تحت الأرض . هذه القرارات تعطينا دلالة أخرى عن أهمية كلمة الحق والإعلام المرئي والمسموع والمقروء ودوره الخطير في فضح الظالمين والمفسدين ، وكشف انتهاكاتهم وبلطختهم وتزويرهم .. وأن هذا الفضح والكشف مما يزلزل الأرض من تحت أقدامهم ويلقى الرعب في قلوبهم من ثورة شعبية محتملة أو مؤكدة. وكذلك يعطينا دلالة ثقة الحزب والحكومة من أنهم على باطل وفساد عظيم .. وإلا لو كنت صاحب حق فما الذي تخشاه من الإعلام لتكممه ولتؤممه ، وهو ما يحتاج لوقفة من كل من يعاون هذا الفساد والظلم من أمثال ضباط أمن الدولة الذين ينفذون أوامر عمياء ويعتقلون ويكممون ويؤممون بلا ضابط ولا رابط ، لا أقول دون أن يرتدعوا من مخافة سوء الحساب .. ولكن دون أن يعملوا عقلهم في هذا التأميم والتكميم وأنه دلالة كونهم على باطل وظلم وفساد كبير.
القنوات الدينية جاء قرار غلق القنوات الدينية بعد ضغوط الكنيسة بسبب بعض البرامج التي تحدثت عن الفتنة التي أحدثتها حكومة الطوارئ نفسها بترك المجال للقيادات الكنسية المتعصبة للتغول واختطاف المسلمات .. وهو ما اتخذته الجهة المانحة لتراخيص القنوات الفضائية حجة لتقول أن القنوات تثير الفتنة وتخالف الرخصة الممنوحة لها. ولمح القرار نفسه بأن هذه القنوات يمكنها أن تعود للبث إذا ما وفقت أوضاعها ” فيما يشبه التلميح بأن القرار أشبه بـ ” قرصة ودن ” .. لأن هذه القنوات اقتربت من السياسة بشبر أو بذراع. ولكن هناك في الإسلام أيضاً مقاومة الظلم والظالمين ومحاربة الفساد والجهاد في سبيل الله وعلى رأسه كلمة حق عند سلطان جائر. هذه الأخيرة بالذات اقتربت منها القنوات الفضائية في ملف اختطاف الكنيسة للمسلمات وهى المساحة التي ترفضها حكومة الطوارئ .. اقتربت من ” ساس يسوس فهو سائس ” وهى القنوات التي يغلب في ظني سماح الحكومة لها بالتواجد بديلاً عن حركات المقاومة الإسلامية والتي تجد رسوخاً بين الناس– أقول هذا رغم كوني من مشجعيها والمنافحين عنها ومن جمهورها –وهو ما جعل الحكومة تنتفض لتنبه القائمين عليها بأنهم تجاوزوا الخط الأحمر ، وتحدثوا في الشأن الذي أرادوا لهم منذ البداية أن لا يقربوه .. ولو جاء الأمر كقرصة الأذن توجع وتنبه وتوقظ ولكنها لا تقتل ولا تؤذى .. هذا الذي حدث من حكومة الطوارئ يأتي كسلوك طبيعي للظالمين الذين يكممون الأفواه ويخرجون كلمة الحق وقائليها من بينهم تماماً كما فعل فرعون ” ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ” .. وتماماً كما فعل أصحاب لوط ” أخرجوا آل لوطٍ من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ".. وكما قال المولى لنبينا الكريم صلى الله عليه وسلم : ” وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ” فهؤلاء لا يرد عليهم رغم تهافت دعواهم عن مخالفة القنوات للوائح وتراخيص البث الممنوحة لها ، وإلا فما الذي يفعله إعلام الحكومة الرسمي من فضائح على شاشات التليفزيون تنافى وتناقض كل الأعراف والقواعد والقوانين الإعلامية ، وما فضيحة تزوير صورة مبارك مع أوباما ومحمود عباس والملك عبد الله ونتنياهو منا ببعيد .. إن ما تفعله حكومة الطوارئ مع الإعلام يوضح أن ما تريده هو الترسيخ للديكتاتورية والتوريث دون أن تلفت انتباه أحد لسرقة بلد وتاريخ وأمة.. على غفلة من أصحاب البلد الشرعيين .. بقيت كلمة أخيرة لخيرى رمضان والذى قاد حلقة موجهة سارت كلها هجوماً على بعض فضلاء مشايخ الفضائيات ، وهو مما اتخذته الحكومة تكأة لغلقها .. أقول له – ويا ليت من يوصل له هذه الكلمات – كنت واحداً ممن يقرأ لك في بريد الجمعة كلمات تسير بها على نهج الراحل عبد الوهاب مطاوع – رحمه الله – وكنت أتأول لك أشياء كثيرة أشاهدها في بعض برامج الفضائيات التي تظهر بها نتيجة لهذا النهج .. ولكن أن تتخذ مطية لتكميم قول الحق أو غلق قناة تعلم الناس الخير وتدلهم عليه فهو مما كان لا يخفى على مثلك .. وهو أيضاً مما يفقد ما تكتبه من ردود على من يراسلك كثيراً وكثيراً جداً من وقعه على القلوب
وأخيرا نقول :-
أن إغلاق تلك القنوات يعد جزءًا من حملة أمنية شرسة؛ تستهدف تكميم الأفواه المعارضة قبيل انتخابات مجلس الشعب المقبلة. إن تحركات الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات تأتي “في إطار سلسة من التطورات الباعثة للقلق في الساحة الإعلامية في مصر قبيل الانتخابات في شهر نوفمبر المقبل، ففي الأسبوع الماضي تمت إزاحة إبراهيم عيسى رئيس تحرير جريدة (الدستور) أهم الصحفيين المعارضين من منصبه، بعد فترة وجيزة من شراء الجريدة من قِبَل السيد البدوي، رئيس حزب الوفد المعارض، وكان البدوي قد باع حصته في الجريدة بعد فترة وجيزة من إقالة عيسى. أن ما حدث انتهاك صارخ للحق في حرية الرأي والتعبير المكفولة بمقتضى الدستور المصري والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان ويسعي النظام لإعادة احتكار وسائل الإعلام المختلفة. أن الأسباب التي اعتمدت عليها الهيئة لتبرير قراراتها بعيدة عن المنطق، ولا يمكن قبولها بسهولة؛ حيث ادعت أن قرارات الغلق جاءت نتيجة رصد بعض المخالفات الخاصة بشروط التراخيص الممنوحة لهذه القنوات، وأن تلك القنوات لا تلتزم بآداب وأخلاقيات العمل المهني وميثاق الشرف الإعلامي. ونتساءل: “إذا كان الأمر متعلقًا ببعض المخالفات، فلماذا لم ترسل الهيئة إنذارات مسبقة لتلك القنوات، وتتباحث معهم حول تلك الأمور، خاصة أنها أمور بسيطة ويمكن تداركها بسهولة، دون أن يستدعي ذلك اتخاذ مثل تلك القرارات الجائرة؟!”.أن اتخاذ هذه القرارات يعني أنها تأتي استجابة لضغوط سياسية مفروضة على إدارة الهيئة العامة للاستثمار، خاصة أننا مقبلون على انتخابات تشريعية ورئاسية يُخشى فيها من استخدام تلك القنوات منابر للدعاية الانتخابية الخاصة بالمعارضة.: “إن إغلاق قنوات “الناس”، و”الحافظ”، و”الصحة والجمال”، و”خليجية”، وتوجيه إنذارات لقناتي “أون تي في” و”الفراعين” بمزاعم واهية وهي مخالفة شروط الترخيص في المادة المعروضة، فضلاً عن التوجيهات بالحصول على تصريح قبل البثِّ المباشر، جنبًا إلى جنب مع قرار تقييد وفرض الرقابة على رسائل المحمول، وقبل هذه القرارات، إيقاف ثلاثة برامج حوارية على القنوات الفضائية للإعلامي عمرو أديب، والصحفي إبراهيم عيسى، والإعلامي علاء صادق، فضلاً عن إسكات جريدة “الدستور” بشكل فجٍّ، كلها خطوات واضحة مفادها أن وسائل الإعلام التي لن ترضى عنها الحكومة المصرية في الفترة المقبلة ستواجه نفس المصير