المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تفاني



نجيب بنشريفة
24/10/2010, 04:30 PM
.
.
.
.
.
غاب طويلا عن زملائه
رجع قويا كعادته
سأله سائل، كيف يمكنك هذا
أجابه بكل بساطة حين لا أكون كاتبا متميزا
أكون قارئا متعمقا
.
.
.
.
.

علي الكرية
03/11/2010, 01:14 AM
أخي الآديب نجيب بنشريفة:
خيرا فعل: و الصواب كن قارئا متعمقا ستكون كاتبا متميزا.
دمت ودام عطاؤك الممتاز. تحيتي وودّي.

محرز شلبي
03/11/2010, 01:23 AM
الكاتب المتميز ..القارئ المتعمق ..وجهان للمبدع الحقيقي..تحيتي ومودتي أخي نجيب

محمد العباسي
05/11/2010, 04:18 PM
.
.
.
.
.
غاب طويلا عن زملائه
رجع قويا كعادته
سأله سائل، كيف يمكنك هذا
أجابه بكل بساطة حين لا أكون كاتبا متميزا
أكون قارئا متعمقا
.
.
.
.
.
الأديب نجيب بنشريفة
صح السانك
و الله يعطيك العافية
كي أنمي هبة الأبداع
يجب أن أرويها من أدب المبدعين حولي
بارك الله فيك

أحمد المدهون
05/11/2010, 04:30 PM
أصبت يا أستاذنا

الإبداع في القليل، والعبرة في النوع لا في الكم.
قال أحد القدماء: (العلم إن أعطيتَه كلَّك، أعطاك بعضَه).


تقبل تحياتي

سعيد نويضي
05/11/2010, 10:21 PM
.
.
.
.
.
غاب طويلا عن زملائه
رجع قويا كعادته
سأله سائل، كيف يمكنك هذا
أجابه بكل بساطة حين لا أكون كاتبا متميزا
أكون قارئا متعمقا
.
.
.
.
.



بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الأخ الأديب نجيب بنشريفة...

أول أمر إلهي أصدر الحق جل و علا لسيد الخلق و المرسلين عليه الصلاة و السلام و من بعده لمن تبعه بإحسان إلى يوم الدين هو فعل "اقرأ"...

فالقراءة هي واحة العلم و المعرفة التي يرتوي منها السائل و التي تشكل خلفية الكتابة...و من تم فالقراءة و الكتابة هي وجهان لعملة واحدة هي تحقيق إنسانية الإنسان...

فإلى أي حد استطاعت القراءة أن تؤسس فكرة إنسانية الإنسان في زمن غابت فيه الإنسانية و حضرت فيه العدوانية بأشكال متعددة...؟

تحيتي و تقديري...

أريج عبد الله
06/11/2010, 07:23 AM
.
.
.
.
.
غاب طويلا عن زملائه
رجع قويا كعادته
سأله سائل، كيف يمكنك هذا
أجابه بكل بساطة حين لا أكون كاتبا متميزا
أكون قارئا متعمقا
.
.
.
.
.

الأخ الفاضل نجيب بنشريفة
أسعد الله يومك بكل خير
القراءة هي غذاء الروح والتميّز يأتي من طبيعة الغذاء.
وأجمل شيء في القراءة أنها تكسبنا خبرة في الألمام
بأمور كثيرة وتعزز الثقة بالنفس وتفتح آفاق الفكر.

سَلمَ المداد الثري
تحيتي وتقديري

نجيب بنشريفة
25/11/2010, 10:33 AM
أخي الآديب نجيب بنشريفة:
خيرا فعل: و الصواب كن قارئا متعمقا ستكون كاتبا متميزا.
دمت ودام عطاؤك الممتاز. تحيتي وودّي.


.
.
.


.
.
.
العزيز الفضل علي الكرية
.
نعم وجهة نظر مقبولة هنا فهو كاتب وحين لا يكون يكون قارئا
.
.
.
احترامي وتقديري
.
.
.

نجيب بنشريفة
25/11/2010, 11:40 AM
.
.
.
ليس كل قارئ بكاتب ولو تعمق فما بالك بالتميز
.
.
.
.
.
.
.
ما الفرق بين كاتب بالتكوين وكاتب بالفطرة

نجيب بنشريفة
25/11/2010, 01:27 PM
.
.
.
.
هل هو مبدع أم مجرد متلقي
.
.
.
.

نجيب بنشريفة
25/11/2010, 04:52 PM
الكاتب المتميز ..القارئ المتعمق ..وجهان للمبدع الحقيقي..تحيتي ومودتي أخي نجيب
.
.
.


.
.
.
نعم أخي محرز شلبي بارك الله فيك وعافاك
نسأل الله لك السلامة دوام الصحه طول العمر وحسن العمل
.
.
مودتي احترامي وتقديري
.
.
.
.
.
.
.

محمود عباس مسعود
25/11/2010, 06:47 PM
.
.
.
.
.
غاب طويلا عن زملائه
رجع قويا كعادته
سأله سائل، كيف يمكنك هذا
أجابه بكل بساطة حين لا أكون كاتبا متميزا
أكون قارئا متعمقا
.
.
.
.
.


أخي العزيز الأستاذ نجيب بنشريفة
لفت انتباهي رجوعه قوياً كعادته
فهو يغيب غيبات مجزية
يستثمر خلالها طاقاته
فيجدد نشاطه
ويعزز قواه الحيوية.
يتضح من سياق الومضة
أن الكتابة الإبداعية المميزة
والقراءة المتأنية المتأملة
وسيلتان لتحقيق ذلك.
تحياتي وتقديري




.

نجيب بنشريفة
26/11/2010, 02:41 PM
الأديب نجيب بنشريفة
صح السانك
و الله يعطيك العافية
كي أنمي هبة الأبداع
يجب أن أرويها من أدب المبدعين حولي
بارك الله فيك
.
.
.


.
.
.
.
الأخ العزيز محمد العباسي
.
.
شكرا لجمال مرورك وبهاء حضورك
أدام الله يراعك للعطاء
.
.
مودتي احترامي وتقديري
.
.
.

نجيب بنشريفة
26/11/2010, 06:23 PM
.
.
.
.



.
.
.
محمود عباس مسعود
.
.

أخي العزيز الأستاذ نجيب بنشريفة
لفت انتباهي رجوعه قوياً كعادته
فهو يغيب غيبات مجزية
يستثمر خلالها طاقاته
فيجدد نشاطه
ويعزز قواه الحيوية.
يتضح من سياق الومضة
أن الكتابة الإبداعية المميزة
والقراءة المتأنية المتأملة
وسيلتان لتحقيق ذلك.
تحياتي وتقديري
.
.
.
.................................................. ...........
.
.
.
الحبيب الأديب والمترجم البادخ محمود عباس محمود

نعم هو ذاك وليس غيره
وما دام على حاله دامت حالته اتصلت أفكاره تواصلت و وصلت
نطمح أن نصل الى درجة الابداع في اللغة وهو طريق شاق يتطلب الكثير من الجهد والصبر
ومن سار على الدرب وصل خصوصا ذوي النيات الصادقة
حتى لو لم يصل تكون محاولاته محمودة ويجازى عنها باذن الله
.
.
.
أدام الله يراعكم للعطاء
مودتي احترامي وتقديري
.
.
.
.


.
.
.

نجيب بنشريفة
26/11/2010, 08:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...
سلام الله على الأخ الأديب نجيب بنشريفة...
أول أمر إلهي أصدر الحق جل و علا لسيد الخلق و المرسلين عليه الصلاة و السلام و من بعده لمن تبعه بإحسان إلى يوم الدين هو فعل "اقرأ"...
فالقراءة هي واحة العلم و المعرفة التي يرتوي منها السائل و التي تشكل خلفية الكتابة...و من تم فالقراءة و الكتابة هي وجهان لعملة واحدة هي تحقيق إنسانية الإنسان...
فإلى أي حد استطاعت القراءة أن تؤسس فكرة إنسانية الإنسان في زمن غابت فيه الإنسانية و حضرت فيه العدوانية بأشكال متعددة...؟
تحيتي و تقديري...
.
.
.
.


.
.
.
.
..

http://www.youtube.com/watch?v=ylLWIPh0xs8
.
.
.
.
سلام الله على الأخ الفاضل سعيد نوضي
.
.
.
.
.كلا ان الانسان ليطغى أن رآه استغنى ان الى ربك الرجعى
.
.
.
لشرح انسانية الانسان حسبنا سورة الانسان في كتاب الله
.
.
.




.

.
.
.

أخي سعيد احترامي وتقديري
.
.
..
.


.
.

.
.

عبدالله بن بريك
26/11/2010, 10:08 PM
الأخ العزيز نجيب بنشريفة :

الإنسان هو الأسلوب كما قال الأديب الفرنسي (بوالو)..و أسلوب

المرء هو خليط من أساليب جميع مَن قرأ لهم ,بوعي أو بدونه..

و نفس الشيىء بالنسبة للفكر ..

و لكن لماذا يقرا البعض كثيرا و لا يستفيدون إلا قليلا ؟

تحياتي و تقديري.

نجيب بنشريفة
27/11/2010, 08:41 AM
.
.
.


.
.
.
.عبدالله بن بريك
.
.
.الأخ العزيز نجيب بنشريفة :
الإنسان هو الأسلوب كما قال الأديب الفرنسي (بوالو)..و أسلوب
المرء هو خليط من أساليب جميع مَن قرأ لهم ,بوعي أو بدونه..
و نفس الشيىء بالنسبة للفكر ..
و لكن لماذا يقرا البعض كثيرا و لا يستفيدون إلا قليلا ؟
تحياتي و تقديري.
.
.
.
الشاعر المتميز عبدالله بن بريك
.
الانسان ابن بيئته
.
قال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم "‏ ‏كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كمثل البهيمة تنتج البهيمة هل ترى فيها ‏ ‏جدعاء "
.
.
.‏
لماذا يقرأ البعض كثيرا ولا يستفيد الا قليلا ؟
.
سؤال وجيه
-مشكل نعاني منه اليوم بعد البارحة وقبل الغد
فشل المناهج التعليمية على جميع المستويات
اختلاط الأفكار على الناس وتعسر الفهم عليم
لاننا نعيش مرحلة الانفصام في المناهج التعليمية
والحاصل تراجع كبير مقلق لا يبشر بخير
عدم التركيز على الأهم والأولى
وحين تغيب القاعدة لا تصمد الجدران
.
.
.
.
.
أخي الفاضل عبد الله لم أجد بدا من نقله كاملا للافادة والاستفادة
موضوع شيق
.
.
.

.
.


.
.
.
.
عن الشرق الأوسط
هذا هو السؤال الذي يطرحه كتاب محمد اركون الاخير الصادر عن دار «فران» الفلسفية الواقعة في ساحة السوربون وسط العاصمة الفرنسية. ففي رأي الباحث الكبير ان النزعة الانسانية كانت موجودة بين القرنين الثامن الميلادي/ الحادي عشر (اي الثاني/ وحتى الخامس الهجري) في الحضارة العربية ـ الاسلامية الكلاسيكية. وكانت نتيجة التزاوج او التفاعل بين التراث الاسلامي والفلسفة الاغريقية، ثم اضمحلت بعد ذلك واختفت بعد ان دخلنا في عصور التكرار والاجترار، او ما يدعى بعصر الانحطاط، واختفاؤها تزامن مع موت الفلسفة في المشرق اولا، ثم في المغرب والاندلس ثانيا.
وبالتالي فالحضارة العربية والاسلامية شهدت النزعة الانسانية قبل اوروبا، على عكس ما يتوهم معظم المستشرقين. ففي اوروبا لم تظهر إلا في القرن الخامس عشر او السادس عشر اي في عصر النهضة، وهذا يعني انها تأخرت ستة او سبعة قرون عن ظهورها في العالم الاسلامي.
هذا الكلام يزعج الكثيرين بالطبع ويزعزع الكثير من اليقينيات الراسخة، سواء في جهة المثقفين العرب العلمانيين او في جهة الباحثين الغربيين والمستشرقين، فهؤلاء جميعا يعتقدون بأن النزعة الانسانية لم تظهر إلا في الحضارة الاوروبية، وفي عصر النهضة بالذات، اما قبل ذلك فكانت البشرية تعيش في ظلمات العصور الوسطى التي تحتقر الانسان وتزهد به وبامكانياته وقيمته باعتبار انه مجرد عارضٍ فانٍ لا اهمية له. فالحياة الحقيقية هي في الآخرة، حياة الابدية والخلود، وليست هذه الحياة الدنيا التي لا معنى لها لأنها حياة عبور.
اما اركون فيبرهن على ان التيار الانساني والعقلاني انوجد في الحضارة الاسلامية لفترة من الزمن، ثم سرعان ما اختفى بسبب عوامل داخلية وخارجية، مادية ومعنوية يطول ذكرها. وهو يرى ان الفلاسفة بالمعنى الضيق والواسع للكلمة هم الذين جسدوا هذا الموقف الانساني المنفتح على العلوم الدنيوية والعقلانية. بالمعنى الضيق نقصد الفلاسفة بشكل محض كالفارابي، وابن سينا، وابن رشد، وابن باجة.. الخ. وبالمعنى الواسع نقصد الادباء الذين عمموا موضوعات الفلسفة وزادوا من اتساع تأثيرها وانتشارها عن طريق استخدام منهجية مغرية وجذابة: هي المنهجية الجمالية للاديب. واكبر مثال عليهم ابو حيان التوحيدي الذي نعتوه بأنه «فيلسوف الادباء واديب الفلاسفة». فهو لا يتحدث عن الفلسفة بشكل ناشف جاف كما يفعل ابن رشد او الفارابي مثلا، وانما بشكل حيّ، منعش، ومن خلال اسلوب ادبي رائع. ويمكن ان نقول الشيء ذاته عن الجاحظ الذي سبقه بقرن، وعن كتّاب آخرين عديدين. وبالطبع فإن مسكويه الذي مات عام 1030م، كان من هؤلاء على الرغم من ان اسلوبه ليس جميلا كأسلوب التوحيدي. ولكنه كان فيلسوفا ومؤرخا في آن معا ويجمع بين معرفته بالقرآن والحديث والعلوم الاسلامية من جهة، وبين اطلاعه الواسع على فلسفة افلاطون وارسطو من جهة اخرى. هذا بالاضافة الى معرفته بالتراث الايراني القديم.
وبالتالي فهؤلاء كانوا ينتقلون من استشهاد بالقرآن والحديث الى الاستشهاد بارسطو وافلاطون من دون ان يشعروا بأي حرج او مشكلة. وكانوا يمزجون بين الدين والفلسفة بنوع من الحرية والانفتاح الذي لا يزال يدهشنا حتى اليوم. ولم يكن فهمهم للدين قمعيا ولا ارهابيا ولا مذهبيا ضيقا كما هو عليه الحال اليوم في شتى انحاء العالم الاسلامي، بهذا المعنى يمكن القول ان النزعة الانسانية كانت موجودة لديهم: اي النزعة التي تحترم كرامة الانسان وتثق به وبملكاته وامكانياته على الابداع وفعل الخير وتحقيق الجمال والسعادة على هذه الارض.
ثم يردف اركون قائلا: وهذا الموقف العقلاني ذو النزعة الانسانية تجلّى لدى المعتزلة على المستوى الديني، ولدى الفلاسفة على المستوى النظري، ولدى علماء الفلك والطب والفلاحة والبصريات على المستوى التجريبي او العلمي المحض، نذكر من بينهم على سبيل المثال لا الحصر: القاضي عبد الجبار، وابن ابي الحديد، والزمخشري، وابي سليمان المنطقي، استاذ التوحيدي، وابن زرعة، ويحيى بن عدي المنطقي، وابن الاثير، وشرف الدين الطوسي، وابي بكر الرازي، وابن النفيس الذي تفوق على جالينوس في علم الطب.. الخ. وينبغي ان نضيف بالطبع المعري وابن خلدون وبقية الكبار.
ثم انتقلت كل هذه الحضارة العلمية والفلسفية من المشرق الى الاندلس ومن الاندلس الى اوروبا بعد ان ماتت الفلسفة في المشرق بسبب هجوم الغزالي عليها في كتابه الشهير: تهافت الفلاسفة. ومعلوم ان ابن رشد الذي حاول الرد عليه بعد حوالي المائة سنة من ذلك التاريخ من خلال كتابه «تهافت التهافت» لم يستطع عكس التيار. فماتت الفلسفة في المغرب ايضا وعم الظلام العالم الاسلامي من اقصاه الى اقصاه طيلة سبعة قرون: اي حتى فجر النهضة الحديثة والاتصال باوروبا في القرن التاسع عشر.. (حملة نابليون، محمد علي، الطهطاوي.. الخ).
على هذا النحو ماتت النزعة الانسانية والعقلانية في العالم الاسلامي بعد ان كانت يانعة مزدهرة، في بغداد واصفهان والريّ وشيراز وقرطبة واشبيلية وبقية العواصم طيلة عدة قرون. وفي ذات الوقت راحت اوروبا تستقبل فكر العرب وفلسفتهم وعلومهم وتترجمها بدءا من القرن الثاني عشر الميلادي وتبني عليها نهضتها المقبلة التي ستحصل في القرن السادس عشر. وهنا يطرح سؤال نفسه: هل النزعة الانسانية التي ظهرت في اوروبا ابان عصر النهضة هي نفسها النزعة الانسانية التي ظهرت عند العرب والمسلمين قبل ذلك التاريخ ببضعة قرون؟
في رأي اركون ان الجواب بالإيجاب. فهناك تشابه بين كلتا النزعتين اذا ما اعترفنا بان عصر النهضة الاوروبي لم يشكل قطيعة مع المسيحية كما يتوهم بعضهم، والدليل على العلاقة بين الحضارة الكلاسيكية للعرب والمسلمين من جهة، والنهضة الاوروبية من جهة اخرى، ما قاله احد كبار المفكرين الانسانيين في ايطاليا بيك الميراندولي (1486): «قرأت في كتب العرب باننا لا يمكن ان نجد على سطح الارض كائنا انبل ولا اكثر روعة من الانسان». هذه العبارة تدل على ان العرب كانوا لا يزالون يشكلون مرجعية ثقافية لمفكري أوروبا حتى عصر النهضة. أما بعد ذلك، أو بعد ديكارت بالاحرى، فلم يعد لهم وجود. ولم يعد أحد يستشهد بهم أو يأخذهم بعين الاعتبار.
ولكن لكي نعمق الاشكالية أكثر، أقصد اشكالية النزعة الانسانية ومعناها، فإنه ينبغي التفريق بين تيارين من الفكر ما انفكا يتصارعان منذ القرون الوسطى وحتى اليوم. الأول يتمثل بالنزعة اللاهوتية المركزية. والثاني يتمثل بالنزعة الانسانية المتركزة على الانسان. وهو ما يدعوه المؤلف بالمركزية الانسانية.
النزعة الأولى تجسدت لدى كبار اللاهوتيين المسلمين أو المسيحيين أو اليهود وكانت مرجعيتها النصوص المقدسة في الأديان الثلاثة. والثانية تجسدت لدى الفلاسفة العرب أو سواهم وكانت مرجعيتها افلاطونية ـ ارسطو طاليسية.
ولكن السؤال الذي نطرحه على اركون هنا هو التالي:
هل يمكن اعتبار الأولى نزعة انسانية؟ أليست ضيقة ومحصورة بأتباع كل دين أو كل مذهب؟ وما معنى نزعة انسانية لاهوتية؟ أليس ذلك تناقضاً في التعبير؟
يعترف الرجل بان عصر التنوير هو وحده الذي تجرأ على إحداث القطيعة مع علم اللاهوت وحقق للفلسفة استقلاليتها الكاملة بعد ان كانت خادمة لعلم اللاهوت طيلة القرون السابقة. فعصر النهضة الأوروبي لم يستطع تحقيق ذلك على عكس ما نتوهم، ولم يقطع مع المسيحية وانما ظل خاضعاً لها وان بشكل أخف مما كان سائداً طيلة العصور الوسطى. وبالطبع لا يمكن القول بأن النزعة الانسانية العربية حققت استقلالية كاملة بالقياس الى المرجعية الدينية الاسلامية. فحتى فلاسفة كبار من أمثال الفارابي وابن رشد ظلوا خاضعين في نهاية المطاف للمرجعية الدينية التي كانت تمثل آنذاك السقف الأعلى الذي يظلل الجميع بظله والذي لا يمكن لأحد ان يتجاوزه. وكان الخروج عليه يعني انتهاك اللا مفكر فيه أو المستحيل التفكير فيه بالنسبة لتلك العصور الغابرة. وبالتالي فلا ينبغي ان تكون لدينا أوهام حول الموضوع. وينبغي ان نعترف بأن عصر التنوير الأوروبي، اي القرن الثامن عشر، هو أول عصر يحقق الاستقلالية الكاملة للعقل بالقياس الى النقل. وهو أول عصر شهد النزعة الانسانية بالكامل وتبلورت فيه لأول مرة حقوق الانسان التي ستتبناها الثورة الفرنسية في اعلانها الشهير عام 1789 .
أما قبل ذلك فقد كان العقل الفلسفي لدى العرب المسلمين، كما لدى الأوروبيين المسيحيين، يحرص على القول بأن خلاصاته ونتائجه لا تتعارض اطلاقاً مع النصوص الدينية الكبرى. والواقع ان التوفيق بين العقل والنقل، أو الفلسفة والدين، كانت هي الاشكالية المركزية التي تتحكم بالفكر طيلة تلك العصور سواء لدى الفقهاء المتكلمين أم لدى الفلاسفة العقلانيين. إذ نقول هذا الكلام فإن هذا لا يعني اننا نساوي بين كل تيارات الفكر التي ظهرت في العالم العربي أو الاسلامي آنذاك. فمن الواضح ان اركون يفرق بين ثلاثة تيارات اساسية: التيار التقليدي الذي يقول بأولوية النقل على العقل، والتيار العقلاني الذي يقول بأولوية العقل من دون ان ينفي النقل أو يتجرأ على إعلان الخروج عليه، والتيار الصوفي القائم على التجربة الروحية والاستبطان الداخلي والتأويل الرمزي للنصوص.
التيار الأول هو الغالب لدى كل المذاهب الاسلامية ما عدا الفلاسفة ثم المعتزلة الى حد ما. فالمذاهب السنية والشيعية والاباضية أو الخارجية كلها خاضعة للموقف التقليدي. والعقل بالنسبة لها ليس إلا أداة طيعة موظفة في خدمة النص ولا ينبغي ان تكون لها أي استقلالية، بل وانها مشبوهة لانها إذا ما زادت عن حدها قد تؤدي الى الخروج على الدين. وهذا هو موقف اللاهوتيين في اليهودية أو المسيحية ايضاً. في مثل هذا الجو لا تعود للنزعة الانسانية قيمة تذكر إلا بقدر ما هي خاضعة للنزعة اللاهوتية، فالإنسان لا معنى له إلا بقدر خضوعه للنصوص والتعاليم التقليدية. ولذلك لاحظنا ان الثقة بامكانيات الانسان وقدراته على الابداع والابتكار اختفت طيلة عصر الانحطاط. فالابداع اصبح «بدعة» أي شيئاً سلبياً مداناً من قبل الفقهاء. وأي تجريب أو ابتكار اصبح يعتبر بمثابة تطاول على قدرة الخالق. فمن هو هذا الانسان المغرور الذي يزعم انه قادر على اكتشاف القوانين والمجاهيل؟ ليكتفِ بما جاء في النصوص وما علمه إياه السلف الصالح وليكفّ عن غروره وتطاوله على ما هو أكبر منه! ضمن هذا الجو بالطبع تموت القدرة الابداعية للانسان وتنقرض. وهذا ما حصل طيلة ستة أو سبعة قرون (القرن الثالث عشر ـ وحتى القرن التاسع عشر). وفي ذات الوقت كانت اوروبا تحقق المكتشفات العلمية والفلسفية وراء بعضها البعض.
في تلك الفترة التي نام فيها المسلمون على التاريخ نومة أهل الكهف ظهر كوبرنيكوس، وغاليليو، وكيبلر، وديكارت، ونيوتن، وسبنيوزا، ولايبنتز، وكانط، وفيخته وهيغل، وعشرات غيرهم. ولم يظهر عالم أو فيلسوف واحد في كل أنحاء العالم الاسلامي أو الامبراطورية العثمانية. ثم يسألونك: لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم؟! لكن لنواصل مع محمد اركون تشخيصه للتحولات التي طرأت على مصير الفكر في العالم العربي ـ الاسلامي. قبل ان ننتقل الى فترة العصور الحديثة نلاحظ انه يختتم الفترة الابداعية من تاريخنا بابن خلدون الذي مات عام 1406، أي في بداية القرن الخامس عشر الميلادي. فهو آخر مؤرخ نقدي كبير في تاريخنا. وبعده دخلنا في صحراء قاحلة من الفكر، اذا جاز التعبير، صحراء لم تنته الا في اواسط القرن التاسع عشر بعد ظهور الطهطاوي وسواه من الليبراليين النهضويين الذين تعلموا في مدارس أوروبا واطلعوا على تقدمها في مجال العلم والتقنية والحضارة. في السابق كان اركون يغلق المرحلة الكلاسيكية المبدعة من تاريخنا بالفيلسوف ابن رشد الذي مات في اواخر القرن الثاني عشر الميلادي عام 1198. وكان يقول إن الدخول في العصر السكولاستيكي، أي المدرساني التكراري والاجتراري، قد ابتدأ بعده مباشرة. واما الآن فإنه يطيل في أمد الفترة الابداعية قرناً اضافياً لكي تستطيع ان تشمل ابن خلدون، آخر مفكر كبير في تاريخنا. ولكن ربما لم يكن ابن خلدون الا الاستثناء الذي يؤكد القاعدة. بمعنى انه كان يمثل حالة فردية معزولة داخل بحر من الانحطاط الذي يحيط به من كل جانب.
مهما يكن من أمر فإن استيقاظنا على الحضارة لم يحصل إلا بعد عدة قرون من النوم والجمود الطويل. وكان ذلك في عصر النهضة الذي شهد ظهور شخصيات فكرية هامة من أمثال الطهطاوي، وجمال الدين الافغاني، ومحمد عبده، وفارس الشدياق، واليازجي، والبستاني، وأحمد لطفي السيد، ويعقوب صروف، وجورجي زيدان، وطه حسين، وتوفيق الحكيم،و سلامة موسى، وشبلي شميل، واسماعيل مظهر، وفرح انطون، وعشرات غيرهم. فهؤلاء أعادوا الصلة بالفكر العلمي والعقلاني بعد طول انقطاع، وطول تكرار وانغلاق على الذات، واجترار، وترجموا العديد من الكتب الانجليزية والفرنسية، وانفتحوا على الحداثة الأوروبية في شتى المجالات بما فيها مجال نقد العقل الديني فيما يخص الاكثر طليعية وجرأة منهم. (انظر فرح انطون مثلاً، واسماعيل مظهر، أو طه حسين...).
ثم تطورت حركة النهضة بعدئذ وتوسعت لكي تشمل النخب المتعلمة في المدن والعواصم الكبرى. ولكنها سرعان ما واجهت مقاومة عنيفة من قبل المحافظين والتقليديين بعد ان أسس حسن البنا حركة الاخوان المسلمين عام 1928. فهذه الحركة استطاعت ان تستقطب الجماهير الشعبية في المدن والارياف، وهي جماهير لم يتح لها ان تتلقى التعليم الحديث كما حصل للنخب البورجوازية المثقفة. ولا يزال هذا الانقسام بين الخاصة والعامة سائداً حتى الآن. وهو الذي يضغط على مسار الأمور في كل المجتمعات العربية والاسلامية. فأي شيخ جامع أو داعية تلفزيون «حديث» يستطيع ان يجيش الناس بالآلاف أو بالملايين، هذا في حين ان المثقف العقلاني الحديث لا يستطيع ان يحرك اكثر من عدة عشرات أو مئات من الناس. وبالتالي فموازين القوى لا تزال حتى الآن غير متكافئة وتميل لصالح التقليديين بسبب عدم انتشار التعليم الحديث بما فيه الكفاية في صفوف الشعب، وبسبب البطالة الذاتية وقرون الانحطاط المتطاولة التي استمرت من القرن الثالث عشر وحتى التاسع عشر. وبالتالي فأنت لا تستطيع أن تقاوم تأثير ستة أو سبعة قرون بعشرين سنة أو ثلاثين سنة ولا حتى مائة سنة. القصة طويلة ومعقدة وصعبة. ولهذا السبب فإن تيار بن لادن وسواه لا يزال يلقى تعاطفاً في اوساط الجماهير الشعبية، وريثة عدة قرون من عصور الانحطاط والجمود العقائدي والنوم على التاريخ. وهذا التيار لا يزال يشكل رأس الحربة ضد انتشار النزعة الانسانية الحديثة في صفوف الجماهير العربية والاسلامية.
Humanisme et islam. combats et propsitions.
النزعة الإنسانية والإسلام.. معارك فكرية ومقترحات للحل المؤلف: محمد اركون دار النشر: المكتبة الفلسفية لجوزيف فران.. باريس 2005
.
.
.
.

نجيب بنشريفة
09/12/2010, 04:26 PM
أصبت يا أستاذنا
الإبداع في القليل، والعبرة في النوع لا في الكم.
قال أحد القدماء: (العلم إن أعطيتَه كلَّك، أعطاك بعضَه).
تقبل تحياتي
.
.
.


.
.
.
الأستاذ الفاضل والأخ العزيز أحمد مدهون
تجاوزتك لحكمة يعلمها الله وتقصيرا مني
التقصير مني واحكمة من علمه
.
الجميل والقبيح وكيف تتحقق السعادة
.
يرى الفارابي بأنَّ السّعادة هي الخير على الإطلاق ، وبأنَّ كلَّ ما من شأنه أن يعيق الوصول إلى السّعادة هو الشّر على الإطلاق والخير والشّر إمّا أن يوجدا بالطّبع أو بالإرادة ، والخير الإرادي والشّر الإرادي هما الجميل والقبيح،والسّعادة الّتي يشعر بها الإنسان تحصل فقط بالقوّة النّاطقة النّظريّة وهي أحد قوى النّفس الخمسة ، النّاطقة النّظريّة والنّاطقة العمليّة، والنّزوعيّة ، والمتخيّلة ، والحسّاسة ، من ناحية أخرى لا يوجد سعادة واحدة كاملة غير متفاضلة عند النّاس ، بل يوجد بضع سعاداتٍ متفاضـلةٍ بالنّوع والكـمّ والكيف :" ..والسّعادات تتفاضل بثلاثة أنحاء ، بالنّوع ، والكميّة والكيفيّة "(الفارابي ، أبو نصر، آراء أهل المدينة الفاضلة ، قدّمه وعلّق عليه ، الدكتور ألبير نصري نادر ، الطبعة الخامسة ، ص139) .
وهذا التّفاضل شبيه بتفاضل الصّنائع، ولجوء الفارابي إلى التّشبيه والمماثلة مردّه أنَّ غالبيّة النّاس يستيسرون الفهم عن طريق التّمثيل ومحاكاة ما هو محسوس في الحياة كونه أقرب إلى الفهم والتّصوّر، لذا نجده يحدّد التّفاضل بالنّوع على هذا النّحو : " التّفاضـل بالنّوع هو أن تكون صناعات مختلفة بالنّوع، بحيث إحداها أفضل من الأخرى مثل الحياكة وصناعة البزّ وصناعة العطر، ومثل صناعة الرّقص، وصناعة الفقه، ومثل الحكمة والخطابة " ( المصدر نفسه، ص139) أمّا التّفاضل بالكميّة، فيكون لأهل الصّنائع الّتي من نوعٍ واحد، كأن يكون كاتبان مثلاً، عَلِمَ أحدهما من أجزاء صناعة الكتابة أكثر من الآخر، وآخر احتوى من أجزائها على أشياء أقلّ. وأمّا التّفاضل بالكيفيّة، هو أن يكون اثنان احتويا من أجزاء الكتابة على أشياء بأعيانها ويكون أحدهما أقوى فيما احتوى عليه وأكثر دراية.
.
وفي معرض التوفيق بين " المثاليّة " و " الواقعيّة " ينظر عثمان أمين إلى روح الفلسفة الكانطيّة كصـورة لذلك التوفيق الّذي جمع بين الاتّجاهين واعتبرهما الأساس اللازم لكلّ معرفة صحيحة : " روح الفلسفـة الكانطيّة التوفيق بين المثاليّة والواقعيّة ، والجمع على نحو طريف بين الدّعاوى التّقليديّة المتعارضة ، دعاوى المدرستين المتخاصمتين : " المدرسة التجريبية " و " المدرسة العقليّة " ، وكلّ معرفة صحيحة هي ثمرة لعاملين لازمين لبنائها ، عاملٌ " أولانيّ" متقدّم على التّجربة ، تقدّم الرتبة والحيثيّة ، وتقدّم الشّرط على المشروط .. وعامل مادي قوامـه أحاسيس الإدراك الحسّي،فإذا افتقدنا إلى واحد من العاملين لم يكن معرفة صحيحة : " إنَّ حدوساً من غير تصوّرات تكون عمياء وإنَّ تصوّرات من غير حدوس تكون فارغة " ( رواد المثاليّة في الفلسفة الغربيّة ، ص61 ) .
.
.
.
.
أدام الله يراعك للعطاء
مودتي احترامي وتقديري
.
.
.

فهد علي
09/12/2010, 04:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الآديب نجيب بنشريفة أشكرك شكرا جزيلا على ما كتبت ولقد صدقت فيما قلت ونتطلع منك المزيد هذا والله أعلى وأعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
سلملم ودمتم سالمين

شيماء عبد الله
10/12/2010, 08:57 PM
.
.
.
.
.
غاب طويلا عن زملائه
رجع قويا كعادته
سأله سائل، كيف يمكنك هذا
أجابه بكل بساطة حين لا أكون كاتبا متميزا
أكون قارئا متعمقا
.
.
.
.
.


الأديب الفاضل المميز نجيب بن شريفة
لولا القاريء المتميز لما كان للكاتب ساحة حضور ولا كان له أسم يذكر
كما إن المتلقي إذا أبدع حتما هو كاتب وله ذائقة أدبية لايمكن تجاهلها
كما إن الكاتب لم يولد بالفطرة كاتبا أو أديبا لكن له موهبة منذ الصغر
تنمو وتكبر بالصقل وبالمتابعة والدراسة ..
فلا بأس أن يغيب كي يحضر بما يجود به قلمه وفكره
وليس العيب بمن يخطيء ولكن العيب كل العيب بمن يصر على الخطأ ولا يتعلم
وكما قيل "نعيب الناس والعيب فينا"
شطحت بعيدا أليس كذلك؟؟
عذرا فاضلنا الكريم ولكن أسئلتك تحث المار على الحوار
دمت ودام العطاء
تحيتي ووافر احترامي

نجيب بنشريفة
11/12/2010, 01:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الآديب نجيب بنشريفة أشكرك شكرا جزيلا على ما كتبت ولقد صدقت فيما قلت ونتطلع منك المزيد هذا والله أعلى وأعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
سلملم ودمتم سالمين
.
.

.
.
أخي الفاضل فهد علي
.
.
أشكرك جزيل الشكر لحسن متابعتك ، رقت قلبك
وجمال روحك
.
.
أدام الله تواصلك
على قولك:
سلملم ودمتم سالمين
.
.
.
.
.
.

نجيب بنشريفة
14/02/2011, 09:42 PM
الأديب الفاضل المميز نجيب بن شريفة
لولا القاريء المتميز لما كان للكاتب ساحة حضور ولا كان له أسم يذكر
كما إن المتلقي إذا أبدع حتما هو كاتب وله ذائقة أدبية لايمكن تجاهلها
كما إن الكاتب لم يولد بالفطرة كاتبا أو أديبا لكن له موهبة منذ الصغر
تنمو وتكبر بالصقل وبالمتابعة والدراسة ..
فلا بأس أن يغيب كي يحضر بما يجود به قلمه وفكره
وليس العيب بمن يخطيء ولكن العيب كل العيب بمن يصر على الخطأ ولا يتعلم
وكما قيل "نعيب الناس والعيب فينا"
شطحت بعيدا أليس كذلك؟؟
عذرا فاضلنا الكريم ولكن أسئلتك تحث المار على الحوار
دمت ودام العطاء
تحيتي ووافر احترامي
.
.
.
.


.
.
.
.
الأديبة الفاضلة شيماء عبد الله
.
.
.
أجوبة تعبر عن وجهة نظر وقراءة أحترمها وأقدرها
ولا عيب يشوبها
القارئ المتميز في نظري يكون ناقدا ممتازا..
.
.
.
.
يقوالأديب يوسف الشاروني :
" لهذا فالحركة النقدية لا تؤثر في الحركة الأدبية فقط لكنها أيضا تتأثر بها ،
ولا تزدهر حركة النقد الأدبي إلا إلي جانب وجود حركة أدبية مزدهرة ،
والأدباء الذين يرفضون أن يستمعوا إلا إلي كل متملق مادح لكل حرف كتبوه ليسوا إلا أدباء نرجسيين
قد حكموا علي أنفسهم بالعقم والدوران في حركة مفرغة " ،
ويري الناقد د . غالي شكري أن إشكالية النقد الأدبي ما إذا كان إبداعا أو نقدا تكون في مرحلة التكوين
وأن هناك إشكالية أخري تتصل فهي علاقة النقد بالعلم
وهو ينفي عن النقد كونه علما وإن اتصل اتصالا وثيقا بمجموعة من العلوم الإنسانية
وخصوصا علوم اللغة ولكنه يراه رسول الفلسفة إلي الأدب بمعني انه ليس فلسفة الفن
أو علم الجمال ولكنه من ناحية أخري رسول تلك العلوم والفلسفات إلي الأدب ،
أي انه العلاقة بين رؤيا الناقد للعالم وللطبيعة النوعية الخاصة بالعمل الأدبي .
.
.
.
.
.
.
"نعيب الناس والعيب فينا"
.
.
.
ومن من البشر لا عيب فيه عدا المعصوم عليه الصلاة والسلام
.
.
.
سررت جدا بتواجدك على متصفحي
.
.
احترامي وتقديري
.
.
.
.
.

نجيب بنشريفة
21/02/2011, 11:19 AM
.
.
.
.
.
غاب طويلا عن زملائه
رجع قويا كعادته
سأله سائل، كيف يمكنك هذا
أجابه بكل بساطة حين لا أكون كاتبا متميزا
أكون قارئا متعمقا
.
.
.
.
.
..
.
..
.
.
.

.
حقيقة، في الأدب يحتاج المرء إلى السرد الفني ليشرح أو يصف ما يريده قوله، وهنا تختل المعايير
فيحتار الكاتب في كيفية تناول موضوعه، وما يختار له من أدوات، أيهما الأصح أو الأجدى ليعبر به جملة وتفصيلاً
فصاحة وبلاغة، ولكن يمكن الاتفاق أن الموضوع هو كل ما يهم الأديب فيما يعبر عنه.
والسؤال المطروح هو: لإيضاح المعنى هل نكتفي بالسرد المعني أم بالإيجاز والتكثيف؟
وكيف يكون هذا السرد مكثفاً أم مختصراً، ليعطي معنى متكاملاً لحالة في اللغة السردية..؟.
هذا الخيط الرفيع يُظهر الحد الفاصل بين اللغو وبين العيّ، فان أطال قيل ثرثرة مجانية، وان أبهم ولم يفصح قيل سرد مبتسر
وإن لم يتناول أدواته اللغوية بكفاءة حرصاًَ على الإطالة قيل هذا عيِ وشحّ في معجمه اللغوي وأدواته البلاغية.
بالتأكيد يحتار الكاتب من أين يبدأ، ومن أي نقطة ينطلق، حرصاً على لملمة موضوعة ولا تذهب فيها نقطة هدراً.
فالتكثيف يعني الاختصار والاختزال، وهذا يصعب مهمة الكاتب فتكثر هفواته (زلاته)
لأنه يركز الضوء على نقطة يراها الأنسب، ويتجاهل نقاطاً أخرى يراها كماليات
وهنا قد يصيب وقد يخيب بنسبة متساوية، فحين يكون مبتعداً في سرده عن التحليل ورسم صورة متكاملة للحدث..
يقترب من المباشر والتوثيق كأنه رصد وتحقيق صحفي بحت يرصد حادثة أو موقفاً، ملغياً في الوقت ذاته الفنية الجمالية من إبداع وخيال.
لأنه ينتقي من سيرة الحدث محطات لا توصل إلى الهدف، فيوصف هذا بالانتقائية.
وهذا حسن، فالتكثيف يخلو من الزوائد والاستطرادت، إنما يجنح إلى التركيز على الحدث بأقل الكلمات والنعوت
ويستغني عن أي تفاصيل غير ضرورية لسير الحدث أو الحالة، فهو لا يهتم بالتفاصيل الصغيرة الجانبية..
فحين يرصد من خلال الفعل الشعوري أو الحدث القصصي وينحو إلى المعالم البارزة ويسقط معالم أخرى مكملة
يقع في مطب الإبهام، وبهذا يصبح كقيد داخلي يضاف إلى القيود الأخرى التي تكبل يد الكاتب عن موضوعه
فتبدو كتاباته أشبه بمقالة انطباعية سردية مباشرية.
.
.
.
...........................................
.
.
. . .
. . .
. . .
. . .
التكثيف في العمل الأدبي جيد ويشبه ومضة الشعر وقفلة القصة المركزة
ولكنه يقلل من سوية الإبداع لأن سرده يكون أشبه بتحقيق صحفي أو ضبط شرطة خال من الفنية والخيال والإبداع.
ولكن قد يوفق امرؤ ما في عمله هذا.. فإن وفق في تناول موضوعه على الأكمل كان بها، وهو برأيي (رمية من غير رام)..
وإن لم يوفق أبهم وأدغم مقالته وذهب جهده هباء منثوراً..
حقيقة. هناك مقولة في الأدب تدعو إلى الاقتصاد في الكلام والوصف ورواية الأفعال
حتى لا يأخذ شكله التشتُّتي في السرد بعيداً، بأقل المجازات والدلالات والتشابيه، كصور ومترادفات تعبر عن الحالة..
فيلجأ الكاتب إلى شد السرد وتكثيف الأفعال ورداتها وعدم التلفت يمنة أو يسرة ليأتي بمتطلبات تلك المقولة.
وخير دليلنا كتابة الزوايا في الجرائد والمجلات، وكتابة شعر الومضة
وكتابة القصة وما استجد من القصة القصيرة جداً وبات بما يعرف بـ ق ق ج ..إلخ.
عادة يعتمد التكثيف الحق على لغة مهذبة غير متكلفة في بنية السرد الفنية
ويتميز ببساطته الخالية من الحشو والمجانية من الجمل، لإبل هو يوجز حتى إنه يستغني عن مرادفه
وهذا يتسم بتقنية بارعة في التجزئة والتقطيع وحرفنة فنية قلما يصل المرء إليها
لأنه يلزمه حس وتركيز عال، كأن واقف على شفا هاوية على الجنبين
ولا أقول شيئاً آخر وإلا انزلق إلى ما لا تحمد عقباه، وهو الارتماء في أحضان ما هرب منه.. وهو اللغو والإطالة.
التكثيف الموفق يعني الفصاحة والبلاغة، وقليلون يمتلكون ناصيته، لهذا يعد التكثيف نهجاً ذا لغة سلسة ينكأ بالخيال
فهو يتعمد الإقلال من الكلمات والجمل حتى يتبدى متنه كأن يدخل في رحاب السردية الشعرية
ولأنه يهمل جزئيات الرواية ويهتم بالأسلوب فيتبدى السرد أقرب إلى خاطرة شعرية..
فهو يعتمد على البلاغة والإيجاز ليعطي معنىً مادياً مرصعاً حافظاً للذاكرة البهية
وبربط الجمل بعضها ببعض كي يبدو المعنى في أجمل معانيه.
في الحقيقة يعرف التكثيف بالشاعرية ولا ريب
وهو دعوة لأن يُستغنى عن الفائض من الكلام والأخيلة
والاستغناء عن التشابه والمجازات وباقي المحسنات اللغوية
تماشياً مع تسارع وتيرة الحياة العصرية وتناميها
وعدم وجود الوقت الكافي وعدم هدر الوقت في (كاني وماني).
وعن الإيجاز يستشهد المرء عادة بعبارة النفري: (كلما اتسعت الرؤية ضاق الكلام)!
أي أنه بهذا يلجأ إلى الاختزال والانزياح اللغوي بأن يكتب في أقل الجمل والكلمات، حتى ببضع كلمات معدودة..
ويستغني عن الفائض السردي، بأنه يوازي تطور إيقاع الحياة، وعلى الكًُتّاب الاعتماد على ما قل ودل
وعلى الاختصار واحترام وقت القارئ، هذا صحيح، ولكن أية بوصلة تتحكم في هذه المعايير
إلا يقود هذا إلى الإبهام في المتن، في الرؤية والطرح، فإن بين التكثيف والإسهاب خيط رفيع شفاف كما بين المعنى والإبهام وكيف يتم الربط بينهما؟.
وهذا ما نشاهد عكسه في المشهد الأدبي والثقافي. وقولنا هذا يدعو إلى التوسط بين الأمرين.
.
.
.
.
منقول
.
.
.
.

نجيب بنشريفة
11/04/2011, 01:11 PM
.
.
.
.
.
.
محمود عباس مسعود
.
.

أخي العزيز الأستاذ نجيب بنشريفة
لفت انتباهي رجوعه قوياً كعادته
فهو يغيب غيبات مجزية
يستثمر خلالها طاقاته
فيجدد نشاطه
ويعزز قواه الحيوية.
يتضح من سياق الومضة
أن الكتابة الإبداعية المميزة
والقراءة المتأنية المتأملة
وسيلتان لتحقيق ذلك.
تحياتي وتقديري
.
.
.
.................................................. ...........
.
.
.
الحبيب الأديب والمترجم البادخ محمود عباس محمود

نعم هو ذاك وليس غيره
وما دام على حاله دامت حالته اتصلت أفكاره تواصلت و وصلت
نطمح أن نصل الى درجة الابداع في اللغة وهو طريق شاق يتطلب الكثير من الجهد والصبر
ومن سار على الدرب وصل خصوصا ذوي النيات الصادقة
حتى لو لم يصل تكون محاولاته محمودة ويجازى عنها باذن الله
.
.
.
أدام الله يراعكم للعطاء
مودتي احترامي وتقديري
.
.
.
.

.
.
.
.
.

نجيب بنشريفة
19/04/2011, 12:07 PM
.
.
.
.
.
فالقراءة هي واحة العلم و المعرفة التي يرتوي منها السائل و التي تشكل خلفية الكتابة...و من تم فالقراءة و الكتابة هي وجهان لعملة واحدة هي تحقيق إنسانية الإنسان...

فإلى أي حد استطاعت القراءة أن تؤسس فكرة إنسانية الإنسان في زمن غابت فيه الإنسانية و حضرت فيه العدوانية بأشكال متعددة...؟
.
.
.
.

نجيب بنشريفة
19/04/2011, 12:31 PM
.
.
يعتبر التفكيك أكثر المشاريع المنهجية ارتباطاً بفكر ما بعد الحداثة ، وتعد ما بعد الحداثة بصفة عامة والتفكيك بصفة خاصة أشد ضروب النقد مرارة وأكثرها ضراوة للميتافيزيقا حيث يتسم التفكيك بكونه مواصلة لنقد الميتافيزيقا وللأسس الثقافية والفلسفية للحداثة الغربية ، كما أنها بشكل أو بأخر استمرار ومواصلة لنقد العقل ، هذا النقد الذي انطلق في الغرب في أواخر القرن التاسع عشر مع نيتشه وانتشر في الفلسفة الغربية خلال القرن العشرين( )
إضافة إلى أن التفكيك يمثل رفض مباشر للبنيوية ويتجلى ذلك في رفض فكرة أن البناء شئ موجود بالفعل وبطريقة موضوعية في النص ويعارض التفكيك أو يثير بعض الشكوك حول الدعوى بأن ابنية المعنى تناظر أو حتى تطابق نمطاّ ذهنياً عميقاً هو الذي يحدد درجة الوضوح وجلاء الفهم وذلك على اعتبار أن البنائية تبحث عن الأبنية الثابتة غير المتغيرة وعن الكليات والعموميات الصورية التي تعكس طبيعة الذهن البشري( ). ويشير مفهوم التفكيك إلى فك الارتباط بين المعنى وأي مركز خارج النص مثل الوجود أو الماهية أو الجوهر والحقيقة والوعي أو أنه يشير إلى تفكيك الارتباطات المفترضة من اللغة وكل ما يقع خارجها( ) ويعرفه كوللر Culler أن التفكيك ليس نظرية تحدد المعنى لتخبرك كيف تعثر عليه ، وترى باربارا جونسون Barbara Johnson أنه التمزيق الدقيق للغوي الدلالة المتصارعة في النص ، بينما يقول بول دي مان Paul de man على تطبيق هذه النظرية على التفكيك دائما لتحقيق هدفه أن يظهر التمفصلات أو الأجزاء المختبئة في الوحدات الجوهرية المفترضة( ).
.
.
.
.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=214645
.
.
.

د. نزيه بريك
19/04/2011, 02:43 PM
الأخ نجيب بنشريفه
خطوة الى الوراء من أجل خطوتيين الى الامام
هكذا هي سنة الابداع وهذه صفة المبدع الحقيقي ،
لك تحيتي
نزيه بريك

عبدالوهاب محمد الجبوري
20/04/2011, 04:18 AM
عافاك الله اخي الكاتب المتميز والقاريء المتعمق ..عافاك الله ايتها المبدع المتميز
بكل معاني الاعتزاز والتقدير لك ولنص عميق ومعبر
مع خالص مودتي ومحبتي

كرم زعرور
03/10/2011, 09:32 PM
.
.
.
.
.
غاب طويلا عن زملائه
رجع قويا كعادته
سأله سائل، كيف يمكنك هذا
أجابه بكل بساطة حين لا أكون كاتبا متميزا
أكون قارئا متعمقا
.
.
.
.
.

أخي الفاضل نجيب

طالت الغيبة ُ، واشتقنا لك ،

أما كفاكَ قراءَة ً، ننتظرُ إبداعاتِكَ ..

مودَّتي واحترامي - كرم زعرور

سعيد نويضي
09/10/2011, 01:21 PM
.
.
.
.
.
فالقراءة هي واحة العلم و المعرفة التي يرتوي منها السائل و التي تشكل خلفية الكتابة...و من تم فالقراءة و الكتابة هي وجهان لعملة واحدة هي تحقيق إنسانية الإنسان...

فإلى أي حد استطاعت القراءة أن تؤسس فكرة إنسانية الإنسان في زمن غابت فيه الإنسانية و حضرت فيه العدوانية بأشكال متعددة...؟
.
.
.
.


اقتباس


.
.
يعتبر التفكيك أكثر المشاريع المنهجية ارتباطاً بفكر ما بعد الحداثة ، وتعد ما بعد الحداثة بصفة عامة والتفكيك بصفة خاصة أشد ضروب النقد مرارة وأكثرها ضراوة للميتافيزيقا حيث يتسم التفكيك بكونه مواصلة لنقد الميتافيزيقا وللأسس الثقافية والفلسفية للحداثة الغربية ، كما أنها بشكل أو بأخر استمرار ومواصلة لنقد العقل ، هذا النقد الذي انطلق في الغرب في أواخر القرن التاسع عشر مع نيتشه وانتشر في الفلسفة الغربية خلال القرن العشرين( )
إضافة إلى أن التفكيك يمثل رفض مباشر للبنيوية ويتجلى ذلك في رفض فكرة أن البناء شئ موجود بالفعل وبطريقة موضوعية في النص ويعارض التفكيك أو يثير بعض الشكوك حول الدعوى بأن ابنية المعنى تناظر أو حتى تطابق نمطاّ ذهنياً عميقاً هو الذي يحدد درجة الوضوح وجلاء الفهم وذلك على اعتبار أن البنائية تبحث عن الأبنية الثابتة غير المتغيرة وعن الكليات والعموميات الصورية التي تعكس طبيعة الذهن البشري( ). ويشير مفهوم التفكيك إلى فك الارتباط بين المعنى وأي مركز خارج النص مثل الوجود أو الماهية أو الجوهر والحقيقة والوعي أو أنه يشير إلى تفكيك الارتباطات المفترضة من اللغة وكل ما يقع خارجها( ) ويعرفه كوللر Culler أن التفكيك ليس نظرية تحدد المعنى لتخبرك كيف تعثر عليه ، وترى باربارا جونسون Barbara Johnson أنه التمزيق الدقيق للغوي الدلالة المتصارعة في النص ، بينما يقول بول دي مان Paul de man على تطبيق هذه النظرية على التفكيك دائما لتحقيق هدفه أن يظهر التمفصلات أو الأجزاء المختبئة في الوحدات الجوهرية المفترضة( ).
.
.
.
.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=214645.



بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الأديب الناقد المبدع كتابة و قراءة نجيب بنشريفة...

لست أدري كيف فاتتني جملة ردودك الرائعة المعلقة بقصيصة"تفاني" فهي حقا اسم على مسمى فالتفاني فيطلب العلم لا يعلم مقداره و لا قيمة إلا العليم الحكيم الذي أحاط بكل شيء علما و الذي علم الإنسان ما لم يعلم...

و بالتالي فإن هذا الاقتباس كان هو تعليقي المختصر عن قصيصة جمعت من المعنى الكثير في كلمات شملت اقتصاد اللغة مع التكثيف ما يطرح العديد من الأسئلة...و ذاك حقا ما ورد في ردودك على الأحبة الكرام ممن استمتعوا بقراءة القصيصة...

و كان ردك الرائع هوسورة الإنسان و هي سورة لكل من طرح سؤاله عن الإنسان و عن الإنسية و الإنسانية في كينونتها الوجودية و العدمية و مآلها في نهاية المطاف...

و الملفت للنظر هو أنك أعدت تعليقي البسيط أمام جمالية ما سطرته شرحا و تحليلا و تفصيلا لما تضمنته القصيصة و ما ورد في تعليقات الأحبة الكرام...بالإضافة إلى مقتطف من منهج التفكيك من المشار إليه في الرابط أعلاه...

و لذلك لا أخفيك قولا أن غيابك الذي أتمنى أن يكون مانعه خيرا و أنه لم يصدر مني أو من غيري شيئا عكر صفة العلاقة الأخوية التي جمعتنا على حب الله جل و علا في هذا الصرح الجميل...

أعود لأقول أني في ردي لم أقصد أحدا بعينه غير أن العلم و المعرفة هما مثل النبع و الواحة...العين تصب من النور ما يملأ الواحة ضياء فيشرب الظامئ للمعرفة و للعلم ما شاء الله حتى يروتي و طالب العلم لا يرتوي على اعتبار أن الأسئلة التي طرحها الفكر البشري تتجدد أجوبتها مع مطلع كل يوم...فحتى التابت في المعتقد كلما قرأ الإنسان كلما زاد اكتشافه لمدى جهله بنفسه و بغيره و بالآفاق التي تحيط به فما بالك بربه الذي خلقه...و من أجل ذلك تفنن الإنسان في استخراج المناهج سواء من العلوم الحقة و حاول تطبيقها على النشاطات الإنسانية أو استخرجها من العلوم المحيطة بالإنسان بصفة عامة...

و من هذه العلوم ما اول الغرب أن يصل إليه من إحدات نطرية علمية في الأدب على غرار نظريات العلوم الأخرى الشيء الذي استدعى البناء ثم الهدم في إطار علوم المادة و منها اللغة كوسيلة كوعاء كطريقة اتصال كنسيج رمزي بين البشر...فبرز منهج التفكيك كرد فعل على ما سبقه من المناهج في عملية الوصول إلى نظرية علمية في الأدب...

عموما المنهج التفكيكي كما جاء به دريدا قد يستعمله القارئ في كل عمل أدبي و قد يصل من خلاله إلى حقائق تساعد على فهم الإنسان أكثر و فهم الآخر كذلك...باعتباره منهج يحاول أن يقرأ العلم من خلال البناء الداخلي للفكر...فليس المناخ القطبي كالمناخ المعتدل كالمناخ الجاف...و ليس الفكر الغربي كالفكر العربي...من حيث التكوين الثقافي و ليس من حيث التكوين البيولوجي...

و من هنا أتساءل عن فكرة "الإنسانية" و مدى تحقيقها على أرض الواقع و دحضها لفكرة "العدوانية" كمعطى موضوعي يعيشه الكائن البشري بأنواع متعددة من ضمن الكائنات التي خلقها الله جل و علا و أمدها بخصائص معينة يمكن تصنيفها أنها عدوانية أو أنها آليات للدفاع عن نفسها من أجل البقاء من أجل الاستمرار...؟

و أعتقد أن بين نظرتي البسيطة للأشياء و نظرة دريدا فرق شاسع و عميق...فهو يعتبر الكتابة تشويش على الحاضر في حين أعتبر الكتابة تأريخ للحظة الحاضر حتى لا يطويها النسيان و تضيع كما يضيع الكلام الذي يعتبره في المرتبة الأولى و الذي لديه الأهمية الكبرى كما له مرتبة و درجة أعلى من الكتابة...لكنه و بحسب اطلاعي البسيط فالكلام هو حاضر غير مكتوب في حين أن الكتابة هي حاضر يصنع تاريخا أو ماضيا...و هنا لأا أطرح قضية الصدق و الكذب في الخطاب بقدر ما أطرح فعل الكلام و فعل الكتابة...

القصيصة "تفاني" رائعة مضمونا و بناء فالقراءة هي الزاد و هي المحرك لعلملية الكتابة و لو لم تكت كذلك لما قال الحكيم العليم الخبير بمن خلق في أول الأمر لسيد الخلق و المرسلين "اقرأ" و ما ينتج عن هذا الفعل كرد فعل طبيعي...الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم...و القلم ليس ذاكرة ناطقة بل هو أداة الذاكرة الصامتة التي تخط ما قد تنساه ذاكرة الإنسان...فقلب القلم و جوهره هو ذاكرة تحفط علوم الأولين ليستفيد منها ما تبعهم سواء بإحسان إلى يوم الدين أو من زاغ عن الطريق فضل و أضل حتى يلقى ربه يوم الدين...

فالكتابة التي هي ذاكرة و كلام غير مسموع ينطقه الذي تعلم النطق فأحسن القراءة و تم أحسن الكتابة...

فهل ينشد الأبكم القصائد و لسانه غائب عن الحضور...؟
أم هل يسمع السيمفونيات ما كان به صمم...؟

و ما دعوة الأنبياء و الرسل عليهم الصلاة و السلام إلى لكلمة التوحيد حتى لا يبغي الإنسان على الإنسان بحجة ما و بالتالي يمارس نوع من العدوانية بحيث لا يدري بها... فكلكم من آدم و آدم من تراب كما ورد في الحديث لسيد الخلق و المرسلين عليه الصلاة و السلام...

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13.

يا أيها الناس إنَّا خلقناكم من أب واحد هو آدم, وأُم واحدة هي حواء، فلا تفاضل بينكم في النسب, وجعلناكم بالتناسل شعوبًا وقبائل متعددة؛ ليعرف بعضكم بعضًا, إن أكرمكم عند الله أشدكم اتقاءً له. إن الله عليم بالمتقين, خبير بهم.[التفسير الميسر].

ففكرة الإنسانية التي ربما اعتقد البعض أن الغرب هو السباق لإنشاءها بعدما كانت التفاوات العرقية و النسبية و غيرها و لا زالت في وقتنا الحاضر قد أتى بها الله عز و جل مند علم آدم الأسماء كلها...و فضله على سائر من خلق حتى على الملائكة...فضله بما يسمى العلم...

فإلى أي حد استطاع العلم الذي تعلمه الغنسان ان يجد مكانا في سلوكه البشري...؟

كان هذا هو قصدي من التساؤل الذي ورد في تعقيبي...

تحيتي و تقديري...

عيسى الجندي
09/10/2011, 07:28 PM
السلام على الأديب النجيب
أفلحَ صاحبنا إذ اثر القراءة
فقد نمى بها ذاته وقدراته

اسلوب رائع

تحيتي